القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 72
أَمَا والهوى لو أن أحكامه قِسْطُ
أَمَا والهوى لو أن أحكامه قِسْطُ / لما اجترأتْ أنْ تملك العربَ القِبْطُ
وخَطَّتْ على لَبّاتها البيضِ أَسْطُرا / يكون بأطراف الوَشيجِ لها نَقْط
بأيدي رجالٍ تعرف الحربُ صبرهم / كأنهمُ من نَسْجِ عِثْيَرِها شمْط
بجُرْدٍ يُطير النار كالقاعِ رَكْضُها / كأنْ قد توارَى في سنابكها النِّفْط
وإلا فِلمْ تُنْمَى المَذاكي وتنتمي / شِفار المَواضي أو لما يُرْكَزُ الخَطّ
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه / من الثَّغْر بالعَرْفِ الذي كنتُ أعرفُ
به من ظهور الظاهرية نشوةٌ / يُولِّدها روضٌ مُطِلٌّ مُفوَّف
فيُخبِر هل آثارُ لهوِى كعَهْدِها / هناك إذِ الأيامُ تُعطِي وتُنصِف
فما اعتضْتُ من تلك الرُّبا غيرَ حسرةٍ / عليها ودمعُ العينِ يستهلُّ فيَذْرِف
وسُكْناي بالفسطاط عزٌّ وإنما / محلُّ فؤادي فيه أَسْنَى وأَشْرَف
صحبتُ به عيش الشبيبةِ خالعا / عذارى ولم أحِفلْ بلاحٍ يعُنِّف
وأهلٌ وإخوان وبشر وغبطة / وأمن ومحبوب وجاه ومُسْعِف
يخلّفتُ عن تلك الديار ضرورةً / وبالرغم مني دونَهن التخلف
تَولَّى شبابٌ واقترابٌ فأَمْعَنا
تَولَّى شبابٌ واقترابٌ فأَمْعَنا / ووالَى مَشيبٌ واغترابٌ فأَدْمَنا
فيا حَبَّذا ليلُ الشبابِ الذي نأى / ولا حبذا صبح المشيب الذي دنا
إذا ما رأيتَ الشيبَ في عارضِ امرىءٍ / وإنْ لم يمتْ فاحسِبْه مَيْتا مُكفْنا
وإنْ ظهرتْ بيضاءُ في مَفْرِق الفتى / فأَوْلَى بذاك الموضع الضربُ بالقَنا
وقد كان صبري حارب الهجر والنوى / فما صَدَّه ضعفٌ ولا غالَه ونا
فلما ثنى عنه الشباب عنانه / وشاهَد من جيش المَشيب مُكمَّنا
تولى وكم ناديتُه بعد أنْ رأى / طليعةَ شيبي للرجوع فما انثنى
سقى العهدَ عهدَ الثغرِ بل عهدَ أهلِه / حَياً كدموعي تجعل السيل دَيْدَنا
فكم لي به من غُدوة وعشية / يقصِّر عن إدراك أمثالها المُنى
فطَوْرا لنا بين الكروم مَرابع / يشاهد فيها البدرُ أمثاله بنا
وطورا على ماء الخليج وقد جَلا / عليه نسيمُ الريح كَشْحا مُعَكَّنا
كأن حَباب الماء ثوب بَرقِش / وقد شابَه لون الضحى فتَلَوَّنا
حَبابٌ حكى بطنَ الحُباب وظهرَه / إذا الريحُ صاغتْ منه درعا وجَوْشَنا
فكان كأجيادِ الظباء تلفَّتت / فأظهرْنَ تدريجا هناك مُغَضَّنا
إذا أبرم التيار داراته حكى / أنامل خرّاط يحرّر مُدْهُنا
وفوق الثَّرى خَزٌّ من الروض أخضرٌ / يُقابل خَزّافي ذرَا الغيثِ أَدْكَنا
ترى ذا بطُرْز النَّوْر سُفْلا مُخَمَّلا / وذاك برَقْم البرق عُلْوا محسَّنا
وفي خَلل الأوراق وُرْقٌ غناؤها / ألذُّ وأحلى في القلوب من الغنى
شَدَتْ فهْي مثلُ الصَّبِّ أَوْدَى غرامه / بكتمانه حتى تلاشى فأعلنا
إذا راسلتْها شَمْأَلٌ خِلْتَ صِبْيةً / يُغَنِّين شيخاً أعجم اللفظ أَلْكَنا
مكانٌ به زهر البَساتين والفَلا / تَخال عليه منه ثوبا مُفَنَّنا
بَهارا وأزهارا ووردا ونرجسا / وآسا ونسْرينا وجُلاّ وسَوْسنا
تخال حصى الياقوت فيه ملوَّنا / فلو صَلُبت أحجاره كان مَعْدِنا
وقطرُ الندى فيهن أنصاف لؤلؤ / فلو جَمَدت كانت تُصان وتُقتَنى
رياضٌ حكى الديباجُ منها محاسنا / فلو كُنّ ديباجا لأصبح مُثْمَنا
لَعَمْري لقد خلَّفتُ منها مَواطنا / أبى الدهرُ أنْ أعتاضَ منهن موطنا
أنا ابْنُ مُضاضٍ وهْي أوطانُ جُرْهُمٍ / فلا فرقَ في طول التفرّق بيننا
عسى مُنْيَةٌ قبلَ المنيةِ تنقضي / فيرشفَ ثغرَ الثغرِ طرفي إذا رنا
سألتُك يا رَبّاه عَوْدا فجُدْ به / وجازِ بخيرٍ من دعوتُ فأَمَّنا
حديثٌ إذا تمَّ اسْتُعِيد كأنه
حديثٌ إذا تمَّ اسْتُعِيد كأنه / لذاذةُ عذبِ الماءِ في فم حائمِ
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا
تأمَّلْ فَدَتْكَ النفسُ يا صاحِ منظرا / يُثب به قلبُ اللبيبِ على الفِكْرِ
حَيا وابلٍ يَهْمِي على شجرٍ بدا / به ثمرُ النّارنجِ كالأُكَرِ التِّبْر
دموعٌ حَداها الشوقُ فانهملتْ على / خدودٍ تراءتْ تحتَ أَنْقَةٍ خُضْر
وقالوا يعود الماءُ للنهر بعد ما
وقالوا يعود الماءُ للنهر بعد ما / خَلتْ منه آبارٌ وجَفَّتْ مَشْارعُهْ
فقلنا إلى أنْ يرجعَ الماء عائداً / ويُنبتَ شَطّاهُ تموتُ ضفادعه
ذكرتُ به عهداً كأنْ لم أفُزْ به
ذكرتُ به عهداً كأنْ لم أفُزْ به / وعيشاً كأني كنتُ أقطعه وَثبا
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ
أنا المذنب الخَطّاء والعفوُ واسعٌ / ولو لم يكن ذنبٌ لَماَ عُرف العفوُ
هلالٌ يُحاكِي نصفَ حَلْقةِ عاجِ
هلالٌ يُحاكِي نصفَ حَلْقةِ عاجِ / ومُعْوَجَّ صَدْعٍ في صفاء زُجاجِ
لقد دقَّ حتى أوهم العينَ أنها / تُراقبُ عَوْجَي شيبةٍ وحِجاج
يذم المحبون الرقيبَ وليت لي
يذم المحبون الرقيبَ وليت لي / من الوصل ما يُخْشَى عليه رقيبُ
وللهِ مَجْرَى النيل فيها إذا الصَّبا
وللهِ مَجْرَى النيل فيها إذا الصَّبا / أَرتْنا به في سيرها عسكرا مَجْرا
فشَطٌّ يهزّ السَّمْهَريَّة ذُبَّلا / ونهر يهز البيض هِنْديةً بُتْرا
إذا مَدَّحاكَي الوردَ غَضّا وإنْ صَفا / حَكَى ماءَه لونا ولم يَعْدُه شبرا
أرى الناس قد أغْروا ببَغْىٍ وغِيبةٍ
أرى الناس قد أغْروا ببَغْىٍ وغِيبةٍ / وقَدْحٍ ما مَيَّزَ الأمر عاقلُ
وقد لزموا مني الخلاف فكلُّهم / إلى كل من عادَى الخلائقَ مائل
إذا ما رأوا خيرا تعَامَوا وأُخرِسوا / وإن عايَنوا شرا فكلٌّ مناضل
فليس امرؤ منهم بناجٍ عن الأذى / ولا منهمُ عن ثَلْبِهِ متغافل
إذا كان ذا دينٍ رَمَوْهُ بِبدعة / وسَمَّوه زِنْديقا وقالوا مُجادل
وإنْ كان ذا زهدٍ يقولون أبلهٌ / وليس له حَزْم وما فيه طائل
وإن كان ذا صمت يقولون صورة / مُمثِّلة للعيِّ بل هو جاهل
وإن كان شريرا فويلٌ لأمه / لما عنه يحكي من تضم المحافل
وإن كان من بيت يقولون إنما / يُفاخر بالموتى ومن هو زائل
وإن كان مجهولا فذلك عندهم / كبيض دُمَيلٍ ليس يُعْرَف خامل
وإن قال قالوا فقُهه العلم قد أتى / كأنْ لم يكن من قبله قطُّ قائل
وإن كان مِقداما يقولون أَهْوَجٌ / وإِن كان ذا جُبْن يقولون نأكل
وإن كان ذا مالٍ يقولون مالُه / من السُّحْت قد أَرْبَى وبئس المآكل
وإن كان ذا فقر فذلك عندهم / حقير مَهين يزدريه الأراذل
وإِن يكتسب مالا يقولوا بهميةٌ / أتاه من المقدور حظ وطائل
وإن جاد قالوا أحمقٌ ومبذِّر / وإِن لم يَجُد قالوا شحيح وباخل
وإِن يَقْنع المسكينُ قالوا لعلةٍ / وذلة نفس قد حوتْها الرذائل
وإِن يَهْو للنسوان سمَّوه عاصيا / وإِن عفَّ قالوا ذاك خبث وباطل
وإن تاب قالوا لم يتب لزَهادةٍ / ولكنه خَبٌّ لعينٌ مُخاتل
وإن كان بالشِّطْرَنْج والنَّرْد لاعبا / ولاعَبَ ذا الألباب قالوا يُداخل
وإن واصَل الإخوان بالأكل عندهم / فذاك طفيليٌّ وللشرِّ واغِل
وإن رغِب المسكين عنهم بزهده / يقولون غَثٌّ بارد متثاقل
وإن رام شَرّا جَسَّروه لفعله / وإن كان فيه تُستباح المَقاتل
وإن ساد قالوا دأبنا وثراؤنا / وإن لم يَسُد وافاه خصم وخاذل
وإن يعتللْ يوما يقولوا عقوبة / لسيء ما يأتي وما هو فاعل
وإن صحَّ قالوا ليس لله حاجةٌ / بمن يَتحاماه الردى والنوازل
وإن مات قالوا لم يمت حتفَ أنفه / ولكنْ لتخليطٍ لما كان يأكل
فليس يُنجِّيه من القول عاجلٌ / وليس ينجيه من الويل آجل
وما الناس إلا شامتٌ ومُعاند / ذوو حسدٍ قد بان منه التحامل
فلا تتركنْ أمرا مخافةَ قائلٍ / فإن الذي تخشى وتَحْذَر حاصل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025