القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 103
أرى الليل في دَيرِ القُصَير كأنما
أرى الليل في دَيرِ القُصَير كأنما / تطالِعنا من ساحتَيه شموس
يلذّ التصابي في ذَرَاه كأنما / تُجَدَّد للزوّارِ فيه نفوس
فمن كان محبوساً على حبّ لذَةٍ / فإني على ديرِ القصير حبِيس
عمرتُ المغاني واجتنبت النواويسا
عمرتُ المغاني واجتنبت النواويسا / وساعدت في الدير القصيرِيّ إبليسا
وهل يهجر اللذاتِ إلا مسوِّفٌ / ويتركها إلا امرؤ بات منحوسا
رُبَّ عظَّمتهن النصارى ولم أزل / أعرّس باللذات فيهنّ تعرِيسا
أصولُ بقرعِ البمّ والزيرِ بعده / إذا قرعوا عند الصلاة النواقيسا
وإن عظَّمت فيه النصارى صليبَهم / وحرّكتِ الناقوس أو عبدت عيسى
فزِعت إلى دين النبِيّ محمدٍ / وقدّست فيه رب أحمد تقديسا
ولما تلاقينا ولم نُظهِرِ البكا
ولما تلاقينا ولم نُظهِرِ البكا / حِذارا من الواشِي ولم نجدِ اللفظا
ولم نُفْشِ للألحاظ مكنونَ حبّنا / وأسرارِنا فيه فنستخدِم اللحظا
رددنا إلى الأجسام حَرَّ قلوبنا / فلما غدا سلطان حُمَّائها فظّا
شكونا أَذى الحُمَّى جهارا ولم نَخَفْ / رقيبا ونِلنا من تلافُظنا حظّا
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي / يَنُمُّ علينا والرقيبَ الذي يسعى
لأنهمُ من أجلِ حبِّك أصبحوا / معارفَ لي لا أستطيع لهم دفعا
ولولاك ما خادعت قلبي ومهجتي / وصيَّرتُ ضرّي فيك عند الورى نَفْعا
ولو لم أكن أُرْضيك إلا بناظري / لأعطيتك العينين والقلب والسمعا
وما غاب عن قلبي الرشادُ وطُرْقُه / ولكنْ حُسَامُ الحبِّ يَقْرَعُه قرعا
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله / من المدح أعيتني خصائلُ أربع
نوالٌ إذا قلَّ النوالُ أفضتَه / ورأى كحدِّ السيفِ بل هو أقطع
وحِلم إذا قلَّت حلُوم ذوِي النُهَى / وطاشت حِجا الأقوام لا يتضعضع
وإِشراق أخلاقٍ صَفتْ في عذوبة / ورقَّت كما رقًَّ الشّراب المشعشع
وفي خصلةٍ من هذه يَغْرَقُ الحِجا / وتغدو القوافي وهي حَسْرَى وظلَّع
وحسبك أن الناس جادوا تصنّعا / وجُودُك طبعٌ ليس فيه تصنّع
وأنك للعلياءِ والمجدِ جامعٌ / وغيرك للورّاث واللؤمِ يجمع
وأنك تَدْنُو كُلَّ يومٍ تواضُعاً / وأنت من الجَوْزَاءِ أعلى وأرفعُ
أهنّيك بالعيدِ الذي أنت عِيدُه / ونورُ سنا إِقبالِهِ حين يَسْطع
إذا ما تأمَّلت الزمانَ وجدته / بكفّيك يُعْطِي من يشاء ويمنع
ولو لم تكن فيه لما لاح بدرُه / ولا أَشرقت شمسُ الضحى حين تطلع
فدونكها من مادحٍ لك ما جدٍ / بذِلّ له شُوس القوافِي وتخضع
له فِطنةٌ لم تَذْبُ يوماً سِهامُها / عن الغرضِ الأقصى ولا تتمنَّع
على انه أمسى وأبياتُ شِعرِه / جُمَانٌ على بُرْدَي علاك مرصَّعُ
ثناء كأن المسك من طِيبِ نَشْرِه / إذا رُدِّدتْ ألفاظُه يَتضوَّع
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً / على ذلك الشخص البعيد الموَدِّعِ
وهُبَّ على من شفَّ جِسمِي بِعادُه / سَمُوماً بما استمليتَ مِن نارِ أضلعِي
فإن قال ما هذا الحرَورُ فقل له / تنفُّسُ مشتاقٍ لوجهِك موجَعِ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ / أم أعصِي غرامي وهو ما بين أضلعي
ومن لِي بصبرٍ أَستزيلُ به الجوى / وما جَلَدِي طوعِي ولا كبِدِي معِي
نَأَوْا والأسى عنَّي بهم غير مُنْتَأٍ / وودّعتهم والحبُّ غير مودّعِي
فأوّل شوقي كانَ آخِرَ سَلْوتي / وآخِرُ صَبْري كانَ أَولَ أَدْمُعِي
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ / غدا حسَنا في كلّ نفسٍ وقوعُها
بعثت بخَوخ جاء في غيرِ وقتِهِ / وأعذبُ لذَّاتِ الأنام منيعها
وإن كنتُ لا أُهدِيه إلا لمن له / طرائِفُ أبكارِ العلا وبدِيعها
إذا جَمَدَتْ عَيْنُ السنين وأجدبت / فأنت أميرَ المؤمِنين ربيعها
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع / وشوقٌ مُسَرٌّ في الجوانِح شائِع
إذا لم تَجِد إلا بكاءَكَ حيلةً / فَدَمْعُك منهوبٌ وسِرُّك ضائع
بعثت بوردٍ لم يغادر بياضه
بعثت بوردٍ لم يغادر بياضه / بياض ثنايا قد أطلت بها الرشفا
ترشّفتُها من أحورٍ مخطّفِ الحشا / يلوح لنا بدراً ويرن لنا خِشفا
فما زلت أُصفيه وأَمحضه الهوى / ويمحضني فيه الترائب والرشفا
إلى أن بدا الإشراق في فحمة الدجى / ولاح عمود الصبح مخترِطا سيفا
دليلٌ عَلى أن سوف يُرْدِيه ما لَقِي
دليلٌ عَلى أن سوف يُرْدِيه ما لَقِي / بأنَّك لو قد شئْتَ بُقْياه ما بقي
ومُنبِئهُ أن التّصابِي والهوى / أتاه بكُرْهٍ لا بطبعِ تَخَلّق
محاجِرك القاضي لهَا الحسنُ أَنّها / مَتَى يَرها خَالٍ من العشق يَعْشقِ
أَمَا والخدودِ النّاعمات أَلِيَّةً / ونَبْلِ العيون الفاترات الْمُفَوَّقِ
وبرقِ الثنايا البيضِ في حُوَّة اللّمى / وَصِحَّةِ رُمّان الصُّدور المُعَلَّقِ
لقد هاجَ لي وشكُ الوَداع صَبابةً / تُمَزّقُ عنّي الصبرَ كُلَّ مُمزَّقِ
ولما اسْتَحَرَّ البينُ وانشقت العصا / وأَيقن أُلاَّف الهوى بالتفرّق
وشطّ بمن نهواه بَيْنٌ وأَصبحوا / ضَمائِرَ أحداج وأَثقالَ أَينقِ
وقفنا ندارِي الكاشِحين ولحظُنا / رسائلُ بَثٍّ بَيننا وتشوّقِ
وقد برزت من جانب الخِدر غادةٌ / كأنّ الضحى مِنها استعان برونقِ
فداؤكِ مقتولٌ بلحظٍ خلطتِهِ / بِشِبه كَرىً في مقلتيك مُرَنَّقِ
وإن كنتِ ما أبقيتِ مِني بقيّة / سوى كبِدٍ حَرّىً وطَرْفٍ مُؤَرَّقِ
كأن الليالي لم تكن سمحت لنا / بِجِدّة عيشٍ في ذراهنّ مُؤنِقِ
ولم نك نَسْتَسْقِي الصِّبا ماءَ مُزْنِهِ / ونفتح مِن أبوابِهِ كلّ مغلقِ
وابيضَ من خَمرِ الثّغورِ جعلته / غبوقِي مكان البابِليّ المعتّقِ
وصفارَ لم تُطْبخْ بنارٍ شرِبتها / على وجهِ معشوق السجايا مُقَرْطق
كأنّ حَباب الكأسِ من نظم ثغرِهِ / وإشراقها مِن خدّهِ المتألّقِ
ونَدْمان صِدقٍ ليس تنبو طِباعه / بحيث صفا صَفْوَ الشّرابِ المُرَوّقِ
بذلت له كَأْسَي ندامى تَعُلُّهُ / ورِفِدِي وإيناسي وحسن تملقي
مِن البؤس والنعماءِ نلتُ فما انْحَنَتْ / قناتِي ولا أَبديت فرط تضيّقِ
سَأَثْنِي خطوبَ الدّهرِ عني بماجدٍ / تخاف خطوبُ الدّهرِ منه وتَتّقِي
إمام إذا حنَّتْ يداه إلى النَّدَى / تَفَجَّرتا كالعارِض الْمُتَدَفِّقِ
هَدَى بِسَنا بُرْهانِهِ كُلَّ حائِرٍ / وأغنى بجَدْوَى كفّه كُلَّ مُمْلِق
وصَلَّتْ لعَلْياه العُلا وتَنَزَّلت / بتفضِيلِه آيُ الكتابِ الْمُصَدَّقِ
عزيزٌ بِهِ عَزًَّتْ خلافُة هاشم / وأَوْرَقَ مِن أغصانِها كُلُّ مُورِقِ
تجاوزَ غاياتِ المديح لغايةٍ / يُقَصِّرُ عنها كُلُّ فِكْرٍ ومَنْطِقِ
بإفضالِ كَفٍّ دونها كُلّ مُفْضِلٍ / وإِشراقِ وجهٍ دونَه كُلُّ مُشْرِق
ولولا مداراةُ الأنامِ لأنني / من الناسِ أَدْرَى بالذِي أَنت مرتقِي
مدحْتُك بالمدحِ الذي أنت أهلُه / وعدّيت عن هذا الكلامِ المنمَّقِ
لأنك مَعْنَى كلِّ ما تَقْتَضِي الْعُلاَ / ومن لم يَقُلْ ما قُلته يَتَزَنْدَقِ
تُحَقّقُ ما تَحْوِيهِ من كلّ سؤددٍ / وكم سؤددٍ بالقولِ لم يَتَحَقّق
ظلَمناك إذ قسناك بالبحرِ في الندى / ومهما يخَض تَيَّارَكَ البحرُ يَغْرقِ
ومن قاس بَدْرَ التّمّ عند كمالِه / بنجم السها يَضْلِلْ قياساً ويَزْهَقِ
ومن ذا الذي ناداك للجودِ واعتفى / نَداك فلم يَظْفَرْ بنُجْح ويُرْزَقِ
ألستَ ابنَ خيرِ النّاسِ جداً ووالداً / إذا عَلَتِ الأنساب من كل مُعْرِقِ
وأَشْبَهَهم في المجد فَرعا وعُنصراً / إذا ركبوا مِنه على كل مُخْلَق
ففاضِلْ ملوكَ الأَرض تَفْضُلْهُم عُلاً / وسابقْهُمُ في الفخرِ تَظْفَر وتَسْبِقِ
وحاربْهُمُ تَغنم ويَمِّمْهُمُ تُعَنْ / وطالِبْهُمُ بالثأر تُدْرِكْ وتَلْحَقِ
فقد علم الأعداء أنك زرتهم / ولاقَوك حرباً زَرْدَقاً بعد زَرْدَقِ
ولم تَرمِ إلا بالحِمامِ أَسِنّةً / ولم تمشِ إلا فوق هامٍ مُفَلّقِ
ولو زرتَهم فرداً لأَخمَدت نارَهم / بنارٍ متَى يَصْلَوْا بها مِنك تُحْرِقِ
لأنك من إقبالِ سعدِك في قَناً / ومن رأيك المعصومِ في ظِلِّ فيلقِ
فقلْ لملوكِ الأرضِ خافوه إِنه / متى ما اتقيتم حادِثاً غيرُ متّقِي
كَذَا أولياءُ اللهِ إن رام غيرهم / مرامَهُمُ يَظْفَرْ بخِزيٍ ويَزلَقِ
نعم وتراه الطّير في صدق صيدها / ويشدو بها غَيْرَ الحمامِ المُطَوَّقِ
فيا أرضَ بغدادٍ أصِيخِي لوقعة / تكون له بين الفراتِ وجلّقِ
تغنِّي السيوفُ البِيضُ فيها بنصرِه / وتُروِي الثرى من دمعِهِ المترقرقِ
إذا رامتِ الأقدار غَدراً بخائنٍ / رماك بِهِ بَغْيٌ وغِرّةُ أَحمقِ
ليهنَ سعودَ العيد أَنّ نجومها / ببرجِك ما زالت على السعد تلتقِي
وأَنك عيدٌ يَغْمُرُ العيدَ حُسْنُه / ويلقَى عُفاةَ الجودِ في زِيّ شَيِّقِ
سأكْسُوك من طِيبِ الثناءِ قوافياً / متى ما تَقَعْ فيها معاليك تَعْبَقِ
أرى الدهر مختاراً لقصدي بِجَوْرِهِ
أرى الدهر مختاراً لقصدي بِجَوْرِهِ / مُصراً على حَرْبِي وطولِ عُقوقي
إذا ساءني في مهجتي كَرَّ مُتْلفاً / لِحظِّي وأحوالي بكلّ طريق
وإن روّحتني حادثات خطوبه / دهتني بِإلْفٍ أو بضرّ صديق
ونُبِّئْتُ أن الشكو عادك عِيدُه / بموجِع آلامٍ وشدةٍ ضِيقِ
فلا وجلالِ اللهِ ما بِتُّ وادِعاً / ولا ساغ لي مذ صحَّ شَكْوُك رِيقي
ولو صار حكمي في جوامع صحّتي / أَعَرْتك منها حِصّتي وحقوقي
لِتَغْدُو مُفِيقاً سالماً بإفاقتي / وأُصبِح من شكواك غير مُفِيقِ
كفانيَ فيك الله ما أنا مُتّقٍ / عليك من البأساءِ كُلَّ شروقِ
شرِبنا على نوحِ المُطَوّقةِ الْوُرْقِ
شرِبنا على نوحِ المُطَوّقةِ الْوُرْقِ / وأَرديةِ الروضِ المفوّفة البُلْقِ
مُعَتَّقَةً أَفْنى الزمانَ وجودُها / فجاءت كفَوتِ اللحظِ أورِقَةِ العشقِ
كأنّ السحاب الغُرَّ اصبحن أَكؤساً / لنا وكأنّ الراح فيها سنا البرق
فبتْنا نحث الكأس حَثَّا وإِنّنا / لنشربها بالحثّ صِرفا ويَسْتَسْقِي
إلى أن رأيتُ النجمَ وهو مُغَرّب / وأَقبل رايات الصباحِ من الشرق
كأنّ سواد الليلِ والصبح طالع / بقايا مجالِ الكحلِ في الأعين الزرق
ووردٍ أعارته الغواني خدودَها
ووردٍ أعارته الغواني خدودَها / وأهدى إليه المسكُ أنفاسَ مَفْتوقِهْ
كأنّ الندى فيه مدامعُ عاشقٍ / أريقت غداةَ البينِ في خدّ معشوقِهْ
يحف به من تَوْءم الروض نرجِس / تناهَى سنا مُبْيضِّهِ فوق تَخْليقه
رأى الوردَ غضَّاً فاستهامَ بحبّه / وأطرقَ مبهوتاً وقام على سوقِه
أَدَرْنا كؤوس الراح في جَنباته / على حسنِ مرآه ورِقّة تورِيقِه
وقام علِيلُ الطرفِ والوعدِ مُتْرَفٌ / عليمٌ بتصريف الكلامِ وتشقِيقِه
فتوّجَ يُمناه بكأسٍ رَوِيّةٍ / وقَرّط يُسْرى راحتيه بإبرِيقِه
وصَبَّ وسقّاني مداماً كأنّها / تَلَهُّبُ خَدَّيْهِ وطيبُ جَنَى رِيقِه
وبات يُعاطِيني حدِيثاً كأَنّما / جَنَى من جَنى الرّوضِ زَهْرَةَ تَنْمِيقه
حدِيثاً حَشاه بالوعيدِ وإِنه / لَيَعْذُب لِي والموتُ حَشْوُ تفارِيقِه
ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً
ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً / مُرَدَّدَةً كادت لها النفسُ تُزْهَقُ
فلما تناولن الغِناءَ شوادِيا / وأَتْبَعَ مَزْموماً من الضَّرْبِ مُطْلَقُ
تَتَبَّعتِ العينانِ شَخْصَكِ فِيهم / فلما نأَى ظَلَّتْ دُموعِي تَرَقْرَق
إلى الله أشكو فَقْدَها مِثْلَ ما شَكا / إلى الله فَقْدَ الماءِ عَطْشانُ مُوثَقُ
كأن فؤادي مُنْذُ بان بِها الرَّدَى / جَناحٌ وَهَتْ أَجْزاؤُه فَهْو يَخْفُقُ
أُجِلُّكِ أن أَفْديكِ بالمال إنّني
أُجِلُّكِ أن أَفْديكِ بالمال إنّني / أَرى المالَ يُحْوى مِثْلُه حِينَ يَهْلِكُ
ولكنَّنِي أَفْدِيكِ بالنَّفْسِ إنها / أَجَلُّ وأَغْلَى ما أَصونُ وأَمْلِكُ
فلا تَسْفِكِي ظُلْماً دمي وَتَجَنّياً / فحبك فيه يا فديتك يسفك
إمامَ الهدى سعدٌ وفأل مباركُ
إمامَ الهدى سعدٌ وفأل مباركُ / وإقبالُ عِزّ ليس فيه مشاركُ
وفَصْدٌ لماءِ الجود في الناس فاصدٌ / وبُرْءٌ لك الأعداءُ فيه تُتاركُ
تَفَجَّرَ من يُمْناك باليُمْن للعُلا / دَمٌ لدمِ الأَعداءِ ما عِشْتَ سافكُ
دم أَعْقَبَتْهُ صحَّةٌ وسلامةٌ / وحفَّتْ به قبل الأنامِ الملائِكُ
لِنَفْسِ طبيبٍ جَسَّ عِرْفَكَ سُؤْلُها / فقد جَسّ ما لا يَنْتَهِيه مُماسِك
يَدا مَلِكٍ ما زال مُذْ كان فيهما / لبَذْلِ العطايا والمنَايا مَسالِكُ
فَوَجْهُ الهدَى رَيَّانُ أَبْيَضُ ناصِعٌ / كما بِكَ وَجْهُ الشِّرْكِ أَسْودُ حالكُ
بعثت ُ بمدحي قبلَ كلّ هدِيّةٍ / لأَني له دونَ الهديَّةِ مالكُ
ولا شيءَ غيرَ المدحِ يَبْقَى لأنه / مقيمٌ جديدٌ والهدايا هوالكُ
ولو كنتُ أَحْوِي ما على الأرضَ كُلَّه / بعثتُ به لطْفاً وما أنا آفكُ
ولولا خطوبٌ عُفْنَ مالِيَ لم تَرُحْ / هداياه منّي وهْيَ عنك مَواسِكُ
ولكنّه لِما مَضَى المالُ وانْقَضَى / بعثتُ بودٍّ ماله عنك فارِكُ
ومدحٍ إذا أضحى المديح مشبه / غدا وهو حسن للعلا وبواتكُ
قواف بواكٍ إن عداك بديعها / وإن يممت علياك فهي ضواحكُ
ومشفِقةٍ تَخْشَى عَلَيَّ مِن الرَّدَى
ومشفِقةٍ تَخْشَى عَلَيَّ مِن الرَّدَى / تُعَنِّفُني في بَيْعِيَ الصَّبرَ بِالفَتْكِ
فَقُلْتُ لها لا تَعذلِيني على العلى / أليس مذاقُ الذلِّ شَرّاً من الهُلْكِ
يَعزّ على سيفي ورمحِي وهِمَّتي / جلوسي جبانا تحتَ حادثةٍ أَبْكي
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل
اصبراً وهذا وافدُ الْبَيْنِ نازل / وقد قُطِعْت ممن تُحِبُّ الوسائل
فياليت شعري ما الذِي أنت صانع / إذا ظعنت سلمى وما أنت قائل
وجسمك إن لم يظعنوا عنك ناحِل / وقلبك إن بانوا مع الركبِ راحِل
ستذكر بيتاً قاله ذو صبابة / تروّت بماءِ الحبِّ منه المفاصِل
ستعلم إِن شَطّت بهم غُرْبَةُ النوى / وساروا بليلَى أَنَّ عقلك زائل
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ
لئن كان شهر الصَّوْمِ أفضلَ حولِهِ / فَفَضْلُك في أَبناء جنسك أفْضلُ
وإن تك فيه ليلة القدر إنها / لَفِيكَ معانيها التي تُتأول
وحسبُك أَنّ الصائمين له إذا / طَوَوْا عنك فِيه النصح لم يُتَقَبَّلوا
فهُنِّيته شهراً وعُمِّرت مِثلَه / ثمانين حولاً تُرْتَجَى وتُؤَمّلُ
أَنارت بك الأَيام حتى كأَنها / دُجىً أنت صبح في أَعاليه مقبِلُ
فلِلمجدِ منك السعي فرض ولِلهدى / وللجود حتم ما تقول وتفعل
ولو لم نُجِد فيك المديح منظماً / لأغناك عن ذاك القُران المنَزَّلُ
وصلّى عليك الله يا خَيْرَ خَلقِهِ / ومَنْ هُو هَدْيٌ لِلأَنامِ وموئِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025