القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 123
يَقُولُ أُنَاسٌ وَالْعَجَائِبُ جَمَّةٌ
يَقُولُ أُنَاسٌ وَالْعَجَائِبُ جَمَّةٌ / مَتَى أَصْبَحَ الْوَزَّانُ رَبَّ مَجَالِسِ
نَرَى كُلَّ يَوْمٍ عُصْبَةً فِي فِنَائِهِ / تُجَاذِبُهُ أَطْرَافَ تِلْكَ الْوَسَاوِسِ
فَقُلْتُ لَهُمْ لا تَعْجَبُوا لاجْتِمَاعِهِمْ / لَدَيْهِ فَإِنَّ الْحُشَّ مَأْوَى الْخَنَافِسِ
أَمَلْتُ رَجَائِي فِي غَدٍ فَانْتَظَرْتُهُ
أَمَلْتُ رَجَائِي فِي غَدٍ فَانْتَظَرْتُهُ / فَمَا جَاءَ حَتَّى طَالَ حُزْنِي عَلَى أَمْسِي
وَقَلَّبْتُ أَمْرِي فِيكَ حَتَّى إِذَا انْقَضَتْ / وَسَائِلُ مَا آتِي بَكَيْتُ عَلَى نَفْسِي
مَتَى تَردُ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً
مَتَى تَردُ الْهِيمُ الْخَوَامِسُ مَنْهَلاً / تَبُلُّ بِهِ الأَكْبَادَ وَهْيَ عِطَاشُ
أَرَى الْغَيْثَ عَمَّ الأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ / وَمَوْضِعُ رَحْلِي لَمْ يُصِبْهُ رَشَاشُ
فَهَلْ نَهْلَةٌ مِنْ جَدْوَلِ النِّيلِ تَرْتَوِي / بِهَا كَبِدٌ ظَمْآنَةٌ ومُشاشُ
وَهَلْ مِنْ مَقِيلٍ تَحْتَ أَفْنَانِ سِدْرَةٍ / لَهَا مِنْ زَرَابِيِّ النَّبَاتِ فِراشُ
لَدَى أَيْكَةٍ رَيَّا الْغُصُونِ كَأَنَّما / عَلَيْهَا مِنَ الزَّهْرِ الْجَنِيِّ رِياشُ
تَرَى الزَّهَرَ أَلْوَاناً يَطِيرُ مَعَ الصَّبَا / كَمَا هَاجَ إِبَّانَ الرَّبِيعِ فَرَاشُ
دِيَارٌ يَعِيشُ الْمَرءُ فِيهَا مُنَعَّمَاً / وَأَطْيَبُ أَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ يُعَاشُ
فَيَا رَبِّ رِشْنِي كَيْ أَعِيشَ مُسَدَّداً / فَقَدْ يَسْتَقِيمُ السَّهْمُ حِينَ يُرَاشُ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنَا بِهِ غِبَّ سُحْرَةٍ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنَا بِهِ غِبَّ سُحْرَةٍ / وَلِلصُّبْحِ أَنْفَاسٌ تَزيدُ وَتَنْقُصُ
وَقَدْ مَالَ لِلْغَرَبِ الْهلالُ كَأَنَّهُ / بِمِنْقَارِهِ عَنْ حَبَّةِ النَّجْمِ يَفْحَصُ
رَقِيقِ حَوَاشِي النَّبْتِ أَمَّا غُصُونُهُ / فَرَيَّا وَأَمَّا زَهْرُهُ فَمُنَصَّصُ
إِذَا لاعَبَبْ أَفْنَانَهُ الرِّيحُ خِلْتَهَا / سَلاسِلَ تُلْوَى أَوْ غَدَائِرَ تُعْقَصُ
كَأَنَّ صِحَافَ الزَّهْرِ وَالطَّلُّ ذائِبٌ / عُيُونٌ يَسِيلُ الدَّمْعُ مِنْهَا وَتَشْخَصُ
يَكَادُ نَسِيمُ الْفَجْرِ إِنْ مَرَّ سُحْرَةً / بِسَاحَتِهِ الشَّجْراءِ لا يَتَخَلَّصُ
كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ وَالرِّيحُ رَهْوَةٌ / إِذَا رُدَّ فِيهِ سارِقٌ يَتَرَبَّصُ
يَمُدُّ يَداً دُونَ الثِّمَارِ كَأَنَّمَا / يُحَاوِلُ مِنْهَا غَايَةً ثُمَّ يَنْكُصُ
عَطَفْنَا إِلَيْهِ الْخَيْلَ فَلَّ مَسِيرَةٍ / وَلِلْقَوْمِ طَرْفٌ مِنْ أَذَى السُّهْدِ أَخْوَصُ
فَمَا أَبْصَرَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى تَمَطَّرَتْ / بِفُرْسَانِهَا واسْتَتْلَعَتْ كَيْفَ تَخْلُصُ
مَدَى لَحْظَة حَتَّى أَتَتْهُ وَمَاؤُهُ / عَلَى زَهْرِهِ وَالظِّلُّ لا يَتَقَلَّصُ
فَمَدَّتْ بِهِ الأَعْنَاقَ تَعْطُو وَتَخْتَلِي / نِهاباً وَتُغْلي فِي النَّباتِ وَتُرْخِصُ
أَقَمْنَا بِهِ شَمْسَ النَّهَارِ وَكُلُّنَا / عَلَى مَا بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْعُجْبِ يَحْرِصُ
فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الشَّمْسَ جُنْحٌ مِنَ الدُّجَى / وَأَعْرَضَ تَيْهُورٌ مِنَ اللَّيْلِ أَعْوَصُ
دَعَوْنَا بِأَسْمَاءِ الْجِيَادِ فَأَقْبَلَتْ / لَوَاعِبَ فِي أَرْسَانِهَا تَتَرَقَّصُ
وَقُمْنَا وَكُلٌّ بَعْدَ مَا كَانَ لاهِياً / بِأَظْلالِهِ كُرْهَ الرَّحِيلِ مُنَغَّصُ
يَوَدُّ الْفَتَى أَلَّا يَزَالَ بِنِعْمَةٍ / وَلَيْسَ لَهُ مِنْ صَوْلَةِ الدَّهْرِ مَخْلَصُ
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَ حُسْنِهِ / وَمَا أَنا في ما قُلْتُهُ أَتَخَرَّصُ
ظَفِرْتُ بِهِ في حِقْبَةٍ فَقَنَصْتُهُ / عَلَى غِرَّةِ الأَيَّامِ وَاللَّهْوُ يُقْنَصُ
إِذَا أَنْتَ أَبْغَضْتَ امْرَأً فَاخْشَ ضَرَّهُ
إِذَا أَنْتَ أَبْغَضْتَ امْرَأً فَاخْشَ ضَرَّهُ / فَأَنْتَ لَدَيْهِ مِثْلُ ذَاكَ بَغِيضُ
فَإِنَّ قُلُوبَ النَّاسِ تَمْتَازُ فِطْرَةً / فَمِنْهَا لِبَعْضٍ آلِفٌ وَنَقِيضُ
وَعَاشِرْ مِنَ الْخُلانِ مَنْ كَانَ سَالِمَاً / فَلَيْسَ سَوَاءً سَالِمٌ وَمَرِيضُ
فَقَدْ لا يُفِيدُ الْقَوْلُ نُصْحَاً وَحِكْمَةً / إِذَا حَالَ مِنْ دُونِ الْقَرِيضِ جَرِيضُ
تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ
تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ / مَوَدَّتَهُمْ فَالْحِلْمُ لِلشَّرِّ يَرْحَضُ
فَإِنَّ قَرِينَ السُّوءِ مَا لَمْ تُجَازِهِ / بِأَفْعَالِهِ وَافَاكَ بِالْعُذْرِ يَرْكُضُ
تَمَهَّلْ وَلا تَعْجَلْ إِذَا رُمْتَ حَاجَةً
تَمَهَّلْ وَلا تَعْجَلْ إِذَا رُمْتَ حَاجَةً / فَقَدْ يَلْحَقُ الْخُسْرَانُ مَنْ يَتَوَرَّطُ
فَذُو الْحَزْمِ يَرْعَى الْقَصْدَ فِي كُلِّ حَالَةٍ / وَذُو الْجَهْلِ إِمَّا مُفْرطٌ أَوْ مُفَرِّطُ
مَتَى يَجِدُ الإِنْسَانُ خِلاً مُوافِقَاً
مَتَى يَجِدُ الإِنْسَانُ خِلاً مُوافِقَاً / يُخَفِّفُ عَنْهُ كُلْفَةَ الْمُتَحَفِّظِ
فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ بَيْنَ مُخَادِعٍ / لإِخْوَانِهِ أَوْ حَاسِدٍ مُتَغَيِّظِ
مَتَى أَنْتَ عَنْ أُحْمُوقَةِ الْغَيِّ نَازِعُ
مَتَى أَنْتَ عَنْ أُحْمُوقَةِ الْغَيِّ نَازِعُ / وَفِي الشَّيْبِ لِلنَّفْسِ الأَبِيَّةِ وَازِعُ
أَلا إِنَّ فِي تِسْعٍ وَعِشْرِينَ حِجَّةً / لِكُلِّ أَخِي لَهْوٍ عَنِ اللَّهْوِ رَادِعُ
فَحَتَّامَ تُصِيْبُكَ الْغَوَانِي بِدَلِّهَا / وتَهْفُو بِلِيتَيْكَ الْحَمامُ السَّوَاجِعُ
أَمَا لَكَ فِي الْمَاضِينَ قَبْلَكَ زَاجِرٌ / يَكُفُّكَ عَنْ هَذَا بَلَى أَنْتَ طَامِعُ
وَهَلْ يَسْتَفِيقُ الْمَرْءُ مِنْ سَكْرَةِ الصِّبَا / إِذَا لَمْ تُهَذِّبْ جَانِبَيهِ الْوَقَائِعُ
يَرَى الْمَرْءُ عُنْوَانَ الْمَنُونِ بِرَأْسِهِ / وَيَذْهَبُ يُلْهِي نَفْسَهُ وَيُصَانِعُ
أَلا إِنَّمَا هَذِي اللَّيَالِي عَقَارِبٌ / تَدِبُّ وَهَذَا الدَّهْرُ ذِئْبٌ مُخَادِعُ
فَلا تَحْسَبَنَّ الدَّهْرَ لُعْبَةَ هَازِلٍ / فَمَا هُوَ إِلا صَرْفُهُ وَالْفَجَائِعُ
فَيَا رُبَّمَا بَاتَ الْفَتَى وَهْوَ آمِنٌ / وَأَصْبَحَ قَدْ سُدَّتْ عَلَيْهِ الْمَطَالِعُ
فَفِيمَ اقْتِنَاءُ الدِّرْعِ وَالسَّهْمُ نَافِذٌ / وَفِيمَ ادِّخَارُ الْمَالِ وَالْعُمْرُ ضَائِعُ
يَوَدُّ الْفَتَى أَنْ يَجْمَعَ الأَرْضَ كُلَّهَا / إِلَيْهِ وَلَمَّا يَدْرِ مَا اللهُ صَانِعُ
فَقَدْ يَسْتَحِيلُ الْمَالُ حَتْفاً لِرَبِّهِ / وَتَأْتِي عَلَى أَعْقَابِهِنَّ الْمَطَامِعُ
أَلا إِنَّمَا الأَيَّامُ تَجْرِي بِحُكْمِهَا / فَيُحْرَمُ ذُو كَدٍّ وَيُرْزَقُ وَادِعُ
فَلا تَقْعُدَنْ لِلدَّهْرِ تَنْظُرُ غِبَّهُ / عَلَى حَسْرَةٍ فَاللَّهُ مُعْطٍ وَمَانِعُ
فَلَوْ أَنَّ ما يُعْطَى الْفَتَى قَدْرُ نَفْسِهِ / لَمَا بَاتَ رِئْبَالُ الشَّرَى وَهْوَ جَائِعُ
وَدَعْ كُلَّ ذِي عَقْلٍ يَسِيرُ بِعَقْلِهِ / يُنَازِعُ مِنْ أَهْوَائِهِ مَا يُنَازِعُ
فَمَا النَّاسُ إِلَّا كَالَّذِي أَنَا عَالِمٌ / قَدِيماً وَعِلْمُ الْمَرْءِ بِالشَّيءِ نَافِعُ
وَلَسْتُ بِعَلَّامِ الْغُيُوبِ وَإِنَّما / أَرَى بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ
وَذَرْهُمْ يَخُوضُوا إِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ / لَهُمْ بَيْنَهَا عَمَّا قَلِيلٍ مَصَارِعُ
فَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ مَا هُوَ كَائِنٌ / لَمَا نَامَ سُمَّارٌ وَلا هَبَّ هَاجِعُ
وَمَا هَذِهِ الأَجْسَامُ إِلَّا هَيَاكِلٌ / مُصَوَّرَةٌ فِيهَا النُّفُوسُ وَدَائِعُ
فَأَيْنَ الْمُلُوكُ الأَقْدَمُونَ تَسَنَّمُوا / قِلالَ الْعُلا فَالأَرْضُ مِنْهُمْ بَلاقِعُ
مَضَوْا وَأَقَامَ الدَّهْرُ وَانْتَابَ بَعْدَهُمْ / مُلُوكٌ وَبَادُوا وَاسْتَهَلَّتْ طَلائِعُ
أَرَى كُلَّ حَيٍّ ذَاهِبَاً بِيَدِ الرَّدى / فَهَلْ أَحَدٌ مِمَّنْ تَرَحَّلَ رَاجِعُ
أُنَادِي بِأَعْلَى الصَّوْتِ أَسْأَلُ عَنْهُمُ / فَهَلْ أَنْتَ يَا دَهْرَ الأَعَاجِيبِ سَامِعُ
فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْمَعْ نِدَاءً وَلَمْ تُحِرْ / جَوَاباً فَأَيُّ الشَّيءِ أَنْتَ أُنَازِعُ
خَيَالٌ لَعَمْرِي لَيْسَ يُجْدِي طِلابُهُ / وَمَأْسَفَةٌ تُدْمَى عَلَيْهَا الأَصَابِعُ
فَمَنْ لِي وَرَوْعَاتُ الْمُنَى طَيْفُ حَالِمٍ / بِذِي خُلَّةٍ تَزْكُو لَدَيْهِ الصَّنَائِعُ
أُشَاطِرُهُ وُدِّي وَأُفْضِي لِسَمْعِهِ / بِسِرِّي وَأُمْلِيهِ الْمُنَى وَهْوَ رَابِعُ
لَعَلِّي إِذَا صَادَفْتُ فِي الْقَوْلِ رَاحَةً / نَضَحْتُ غَلِيلاً مَا رَوَتْهُ الْمَشَارِعُ
لَعَمْرُ أَبِي وَهْوَ الَّذِي لَوْ ذَكَرْتُهُ / لَما اخْتَالَ فَخَّارٌ وَلا احْتَالَ خَادِعُ
لَمَا نَازَعَتْنِي النَّفْسُ فِي غَيْرِ حَقِّهَا / وَلا ذَلَّلَتْنِي لِلرِّجَالِ المَطَامِعُ
وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا نَعِيمٌ وَلَذَّةٌ / بِذِي تَرَفٍ تَحْنُو عَلَيْهِ الْمَضَاجِعُ
فَلا السَّيْفُ مَفْلُولٌ وَلا الرَّأْيُ عَازِبٌ / وَلا الزَّنْدُ مَغْلُولٌ وَلا السَّاقُ ظَالِعُ
وَلَكِنَّنِي فِي مَعْشَرٍ لَمْ يَقُمْ بِهِمْ / كَرِيمٌ وَلَمْ يَرْكَبْ شَبَا السَّيْفِ خَالِعُ
لَوَاعِبُ بِالأَسْمَاءِ يَبْتَدِرُونَهَا / سَفَاهاً وَبِالأَلْقَابِ فَهْيَ بَضَائِعُ
وَهَلْ فِي التَّحَلِّي بِالْكُنَى مِنْ فَصِيلَةٍ / إِذَا لَمْ تُزَيَّنْ بِالْفَعَالِ الطَّبائِعُ
أُعَاشِرُهُم رَغْمَاً وَوُدَّي لَوْ انَّ لِي / بِهِمْ نَعَماً أَدْعُو بِهِ فَيُسَارِعُ
فَيَا قَوْمُ هُبُّوا إِنَّمَا الْعُمْرُ فُرْصَةٌ / وَفِي الدَّهْرِ طُرْقٌ جَمَّةٌ وَمَنافِعُ
أَصَبْرَاً عَلَى مَسِّ الْهَوَانِ وَأَنْتُمُ / عَدِيدُ الْحَصَى إِنِّي إِلَى اللَّهِ رَاجِعُ
وَكَيْفَ تَرَوْنَ الذُّلَّ دَارَ إِقَامَةٍ / وَذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ وَاسِعُ
أَرَى أَرْؤُسَاً قَدْ أَيْنَعَتْ لِحَصَادِهَا / فَأَيْنَ وَلا أَيْنَ السُّيُوفُ الْقَوَاطِعُ
فَكُونُوا حَصِيداً خَامِدِينَ أَوِ افْزَعُوا / إِلَى الْحَرْبِ حَتَّى يَدْفَعَ الضَّيْمَ دَافِعُ
أَهَبْتُ فَعَادَ الصَّوْتُ لَمْ يَقْضِ حَاجَةً / إِلَيَّ وَلَبَّانِي الصَّدَى وَهْوَ طَائِعُ
فَلَمْ أَدْرِ أَنَّ اللَّهَ صَوَّرَ قَبْلَكُمْ / تَمَاثِيلَ لَمْ يُخْلَقْ لَهُنَّ مَسَامِعُ
فَلا تَدَعُوا هَذِي الْقُلُوبَ فَإِنَّهَا / قَوَارِيرُ مَحْنِيّ عَلَيْهَا الأَضَالِعُ
وَدُونَكُمُوهَا صَعْدَةً مَنْطِقِيَّةً / تَفُلُّ شَبَا الأَرْمَاحِ وَهْيَ شَوَارِعُ
تَسِيرُ بِهَا الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَنْزِلٍ / وَتَلْتَفُّ مِنْ شَوْقٍ إِلَيْهَا الْمَجَامِعُ
فَمِنْهَا لِقَوْمٍ أَوْشُحٌ وَقَلائِدٌ / وَمِنْهَا لِقَوْمٍ آخَرِينَ جَوَامِعُ
أَلا إِنَّها تِلْكَ الَّتِي لَوْ تَنَزَّلَتْ / عَلَى جَبَلٍ أَهْوَتْ بِهِ فَهْوَ خَاشِعُ
فُؤَادٌ بِأَقْمَارِ الأَكِلَّةِ مُولَعُ
فُؤَادٌ بِأَقْمَارِ الأَكِلَّةِ مُولَعُ / وَعَيْنٌ عَلَى إِثْرِ التَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
وَشَوْقٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ لَوْ شِمْتُ حَدَّهُ / عَلَى بَطَلٍ لانْقَدَّ مِنْهُ الْمُقَنَّعُ
أُحَاوِلُ كِتْمَانَ الْهَوَى فَتَشِي بِهِ / غُرُوبٌ مِنَ الْعَيْنِ الْقَرِيحَةِ تَهْمَعُ
وَمَا الْحُبُّ إِلَّا نَفْثَةٌ بَابِلِيَّةٌ / يَكَادُ الصَّفَا مِنْ مَسِّهَا يَتَصَدَّعُ
خَلِيلَيَّ هَلْ بَعْدَ الصَّبَابَةِ سَلْوَةٌ / وَهَلْ لِشَبَابٍ فَاتَ بِالأَمْسِ مَرْجِعُ
أَبِيتُ أُمَنِّي النَّفْسَ طَوْرَاً فَتَرْعَوِي / وَأَتْلُو عَلَيْهَا الْيَأْسَ طَوْراً فَتَجْزَعُ
وَمَا ذِكْرُ رَيْعَانِ الصِّبَا غَيْرُ حَسْرَةٍ / تَذِلُّ لَهَا نَفْسُ الْعَزِيزِ وَتَخْضَعُ
فَلا رَحِمَ اللهُ الْمَشِيبَ وَعَصْرَهُ / وَإِنْ كَانَ فِي أَثْنَائِهِ الْحِلْمُ أَجْمَعُ
نَهَارُ مَشِيبٍ سَاءَنِي وَهْوَ أَبْيَضٌ / وَلَيْلُ شَبَابٍ سَرَّنِي وَهْوَ أَسْفَعُ
إِذَا شَابَ رَأْسُ الْمَرْءِ شَابَ فُؤَادُهُ / وَلَمْ يَبْقَ فِيهِ لِلْبَشَاشَةِ مَوْضِعُ
وَأَيُّ نَعِيمٍ فِي مَشِيبٍ وَرَاءَهُ / هُمُومٌ إِذَا مَرَّتْ عَلَى الْقَلْبِ يَفْزَعُ
لِيَبْكِ الصِّبَا قَلْبِي وَطَرْفِي كِلاهُما / وَقَلَّ لَهُ مِنِّي نَجِيعٌ وَأَدْمُعُ
زَمَانٌ تَوَلَّىغَيْرَ أَعْقَابِ ذُكْرَةٍ / إِذَا خَطَرَتْ كَادَتْ لَهَا النَّفْسُ تُنْزَعُ
أَلا بِأَبِي مَنْ حُسْنُهُ وَحَدِيثُهُ
أَلا بِأَبِي مَنْ حُسْنُهُ وَحَدِيثُهُ / إِذَا مَا الْتَقَينَا لَذَّةُ الْعَيْنِ وَالسَّمْعِ
رَأَى مُقْلَتِي تَرْعَى رِيَاضَ جَمَالِهِ / فَعَاقَبَهَا حَدَّيْنِ بِالسُّهْدِ وَالدَّمْعِ
إِذَا كَانَ أَمْرُ اللَّهِ حَتْمَاً مُقَدَّرَاً
إِذَا كَانَ أَمْرُ اللَّهِ حَتْمَاً مُقَدَّرَاً / فَمَاذَا يُفِيدُ الْحِرْصُ وَالأَمْرُ وَاقِعُ
مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ
مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُؤَادُ الْمُفَجَّعُ / وَفِي كُلِّ يَوْمٍ رَاحِلٌ لَيْسَ يَرْجعُ
نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظِلِّ مُزْنَةٍ / لَهَا بَارِقٌ فِيهِ الْمَنِيَّةُ تَلْمَعُ
وَكَيْفَ يَطِيبُ الْعَيْشُ وَالْمَرْءُ قَائِمٌ / عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَوْلِ مَا يَتَوَقَّعُ
بِنَا كُلَّ يَوْمٍ لِلْحَوَادِثِ وَقْعَةٌ / تَسِيلُ لَهَا مِنَّا نُفُوسٌ وَأَدْمُعُ
فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّدٌ / وَأَرْوَاحُنَا فِي مَسْرَحِ الْجَوِّ رُتَّعُ
وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّا نُسَاءُ وَنَرْتَضِي / وَنُدْرِكُ أَسْبَابَ الْفَنَاءِ وَنَطْمَعُ
وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ عُقْبَانَ أَمْرِهِ / لَهَانَ عَلَيْهِ مَا يَسُرُّ وَيَفْجَعُ
تَسِيرُ بِنَا الأَيَّامُ وَالْمَوْتُ مَوْعِدٌ / وَتَدْفَعُنَا الأَرْحَامُ وَالأَرْضُ تَبْلَعُ
عَفَاءٌ عَلَى الدُّنْيَا فَمَا لِعِدَاتِهَا / وَفَاءٌ وَلا فِي عَيْشِهَا مُتَمَتَّعُ
أَبَعْدَ سَمِيرِ الْفَضْلِ أَحْمَدَ فَارِسٍ / تَقِرُّ جُنُوبٌ أَوْ يُلائِمُ مَضْجَعُ
كَفَى حَزناً أَنَّ النَّوَى صَدَعَتْ بِهِ / فُؤَاداً مِنَ الْحِدْثَانِ لا يَتَصَدَّعُ
وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً وَلَكِنَّ ذَا الأَسَى / إِذَا لَمْ يُسَاعِدْهُ التَّصَبُّرُ يَجْزَعُ
فَقَدْنَاهُ فِقْدَانَ الشَّرَابِ عَلَى الظَمَا / فَفِي كُلِّ قَلْبٍ غُلَّةٌ لَيْسَ تُنْقَعُ
وَأَيُّ فُؤَادٍ لَمْ يَبِتْ لِمُصَابِهِ / عَلَى لَوْعَةٍ أَوْ مُقْلَةٍ لَيْسَ تَدْمَعُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلدَّمْعِ فِي الْخَدِّ مَسْرَبٌ / رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِعُ
مَضَى وَوَرِثْنَاهُ عُلُوماً غَزِيرَةً / تَظَلُّ بِهَا هِيمُ الْخَوَاطِرِ تَشْرَعُ
إِذَا تُلِيَتْ آيَاتُهَا فِي مَقَامَةٍ / تَنَافَسَ قَلْبٌ فِي هَوَاهَا وَمسْمَعُ
سَقَى جَدثاً فِي أَرْضِ لُبْنَانَ عَارِضٌ / مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَدَاوِلِ مُتْرَعُ
فَإِنَّ بِهِ لِلْمَكْرُمَاتِ حُشَاشَةً / طَوَاهَا الرَّدَى فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَعُ
فَإِنْ يَكُنِ الشِّدْيَاقُ خَلَّى مَكَانَهُ / فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَةِ الْمَجْدِ يَدْفَعُ
وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ فَاضِلاً / يُؤَلِّفُ أَشْتَاتَ الْمَعَالِي وَيَجْمَعُ
رَزِينُ حَصَاةِ الْحِلْمِ لا يَسْتَخِفُّهُ / إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ فَهْوَ بِالْجِدِّ مُولَعُ
تَلُوحُ عَلَيهِ مِنْ أَبِيهِ شَمَائِلٌ / تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِلالِ وَتَنْزِعُ
فَصَبْرَاً جَمِيلاً يَا سَلِيمُ فَإِنَّمَا / يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْرِ مَا يَتَجَرَّعُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَهُ / فَمَاذَا تُراهُ فِي الْمُقَدَّرِ يَصْنَعُ
وَمِثْلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُورَ بِعَقْلِهِ / وَأَدْرَكَ مِنْهَا مَا يَضُرُّ وَيَنْفَعُ
فَلا تُعْطِيَنَّ الحُزْنَ قَلْبَكَ وَاسْتَعِنْ / عَلَيْهِ بِصَبْرٍ فَهْوَ فِي الْحُزْنِ أَنْجَعُ
وَهَاكَ عَلَى بُعْدِ الْمَزَارِ قَرِيبَةً / إِلَى النَّفْسِ يَدْعُوهَا الْوَفَاءُ فَتَتْبَعُ
رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلَى النَّوَى / وَلِلْحَقِّ فِي حُكْمِ الْبَصِيرَةِ مَقْطَعُ
قَلِيلٌ بِآدَابِ الْمَوَدَّةِ مَنْ يَفِي
قَلِيلٌ بِآدَابِ الْمَوَدَّةِ مَنْ يَفِي / فَمَنْ لِي بِخِلٍّ أَصْطَفِيهِ وَأَكْتَفِي
بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا فَلَمْ أَرَ صَاحِبَاً / يَدُومُ عَلَى وُدٍّ بِغَيْرِ تَكَلُّفِ
فَهَلْ مِنْ فَتىً يَسْرُو عَنِ الْقَلْبِ هَمَّهُ / بِشِيمَةِ مَطْبُوعٍ عَلَى الْمَجْدِ مُسْعِفِ
رَضِيتُ بِمَنْ لا تَشْتَهِي النَّفْسُ قُرْبَهُ / وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مَنْدُوحَةً يَتَكَلَّفِ
وَلَوْ أَنَّنِي صَادَفْتُ خِلاًّ يَسُرُّنِي / عَلَى عُدَوَاءِ الدَّارِ لَمْ أَتَلَهَّفِ
وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَةٍ / مُقِيماً لَدَى قَوْمٍ عَلَى الْبُدِّ عُكَّفِ
زَعَانِفُ هَدَّاجُونَ فِي عَرَصَاتِهِمْ / كَخَيْطِ نَعَامٍ بَيْنَ جَرْدَاءَ صَفْصَفِ
حُفَاةٌ عُرَاةٌ غَيْرَ أَخْلاقِ صُدْرَةٍ / تَطِيرُ كَنَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ الْمُسَدَّفِ
يَمُجُّونَ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ رَشْحَ مُضْغَةٍ / كَنَضْحِ دَمٍ يَنْهَلُّ مِنْ أَنْفِ مُرْعَفِ
إِذَا رَاطَنُوا بَعْضَاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ / عَزِيفاً كَجِنٍّ فِي الْمَفَاوِزِ هُتَّفِ
فَهَا أَنَا مِنْهُمْ بَيْنَ شَمْلٍ مُبَدَّدٍ / وَمِنْ حَسَرَاتِي بَيْنَ شَمْلٍ مُؤَلَّفِ
أَحِنُّ إِلَى أَهْلِي وَأَذْكُرُ جِيرَتِي / وَأَشْتَاقُ خُلانِي وَأَصْبُو لِمَأْلَفِي
فَلا أَنَا أَسْلُو عَنْ هَوَايَ فَأَنْتَهِي / وَلا أَنَا أَلْقَى مَنْ أُحِبُّ فَأَشْتَفِي
وَإِنِّي عَلَى مَا كَانَ مِنْ سَرَفِ النَّوَى / لَبَاقٍ عَلَى وَدِّي لِمَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي
سَجِيَّةُ نَفْسٍ لا تَمِيلُ مَعَ الْهَوَى / وَذِمَّةُ عَهْدٍ بَيْنَ سَيْفٍ وَمُصْحَفِ
وَمَا كُلُّ مَوْشِيِّ الْحَدِيثِ بِصَادِقٍ / وَلا كُلُّ مَنْسُوبٍ إِلَى الْوُدِّ بِالْوَفِي
تَشَابَهَتِ الأَخْلاقُ إِلَّا بَقِيَّةً / بِهَا يُعْرَفُ الْمَاضِي مِنَ الْمُتَخَلِّفِ
وَمَا شَرَفُ الإِنْسَانِ إِلَّا بِنَفْسِهِ / وَإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ تَلِيدٍ وَمُطْرِفِ
وَلَوْ كَانَ نَيْلُ الْفَضْلِ سَهْلاً لَزَاحَمتْ / رِجَالُ الْخَنَا أَهْلَ الْعُلا وَالتَّعَطُّفِ
فَإِنْ أَخْلَفَتْ نَفْسٌ طَوِيَّةَ مَا وَأَتْ / فَلِي مِنْ عَلِيٍّ صَاحِبٌ غَيْرُ مُخْلِفِ
هُمَامٌ دَعَا بِاسْمِي فَلَبَّيْتُ صَوْتَهُ / بِيَا مَرْحَباهُ مِنْ فُؤَادٍ مُكَلَّفِ
وَلَوْ صَاحَ بِي فِي غَارَةٍ لَوَزَعْتُهَا / عَلَى مَتْنِ مَحْبُوكِ السَّرَاةِ بِمُرْهَفِ
وَلَكِنَّنِي لَبَّيْتُ دَعْوَةَ نَظْمِهِ / بِأَسْمَرَ مَشْقُوقِ اللِّسَانِ مُحَرَّفِ
إِذَا حَرَّكَتْهُ رَاحَتِي فَوْقَ مُهْرَقٍ / بِذِكْرِ عُلاهُ بزَّ كُلَّ مُثَقَّفِ
هُوَ الْبَطَلُ السَّبَّاقُ فِي كُلِّ غَايَةٍ / يَهَابُ رَدَاهَا الْمَرْءُ قَبْلَ التَّعَسُّفِ
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ بَيَانَاً لِقَائِلٍ / وَإِنْ سَارَ لَمْ يَتْرُكْ مَجَالاً لِمُقْتَفِي
لَهُ قَلَمٌ لَوْ كَانَ لِلسَّيْفِ حَدُّهُ / لَفَلَّ حَبِيكَ السَّرْدِ فِي كُلِّ مَوْقِفِ
وَشُعْلَةُ فِكْرٍ لَوْ بِمِثْلِ ضِيَائِهَا / أَنَارَ سِرَاجُ الأُفْقِ مَا كَانَ يَنْطَفِي
فَسِيحُ مَجَالِ الْفِكْرِ ثَبْتٌ يَقِينُهُ / بَعِيدُ مَنَاطِ الْهَمِّ حُرُّ التَّصَرُّفِ
أَدِيبٌ لَهُ فِي جَنَّةِ الشِّعْرِ دَوْحَةٌ / أَفَاءَتْ عَلَى الدُّنْيَا بِأَجْمَلِ زُخْرُفِ
إِذَا نَوَّرَتْ أَفْنَانُهَا غِبَّ دِيمَةٍ / مِنَ الْفِكْرِ جَاءَتْ بِالْبَدِيعِ الْمُفَوَّفِ
تَرَنَّمَ فِيهَا مِنْ ثَنَائِي بُلْبُلٌ / بِلَحْنٍ لَهُ فِي السَّمْعِ نَبْرَةُ مِعْزَفِ
حَفِيتُ لَهُ بِالْوُدِّ مِنِّي وَكَيْفَ لا / أُسَابِقُهُ فِي وُدِّهِ وَهْوَ بِي حَفِي
تَأَلَّفَ نَفْسِي بَعْدَ مَا زَالَ أُنْسُهَا / وَنَوَّهَ بِاسْمِي بَعْدَ مَا كَادَ يَخْتَفِي
وَحَرَّكَ أَسْلاكَ التَّرَاسُلِ بَيْنَنَا / بِسَيَّالِ وُدٍّ لَفْظُهُ لَمْ يُحَرَّفِ
وَفِي النَّاسِ مَعْطُوفٌ عَلَى الْوُدِّ قَلْبُهُ / وَمِنْهُمْ سَقِيمُ الْعَهْدِ بَادِي التَّحَرُّفِ
تَوَسَّمْتُ فِيهِ الْخَيْرَ قَبْلَ لِقَائِهِ / وَأَحْمَدْتُ مِنْهُ الْخُبْرَ بَعْدَ التَّعَرُّفِ
وَمَا حَرَكَاتُ النَّفْسِ إِلَّا دَلالَةٌ / عَلَى صِدْقِ مَا قَالُوا بِهِ فِي التَّعَيُّفِ
فَقَدْ تَكْذِبُ الْعَيْنُ الْفَتَى وَهْوَ غَافِلٌ / وَيَصْدُقُ ظَنُّ الْعَاقِلِ الْمُتَشَوِّفِ
وَفَيْتُ بِوَعْدِي فِي الثَّنَاءِ وَإِنْ يَكُنْ / مَقَالِي بِهَاتِيكَ الْفَضَائِلِ لا يَفِي
وَكَيْفَ وَإِنْ أُوتِيتُ فِي النَّظْمِ قُدْرَةً / أَضُمُّ شَتَاتَ الْكَوْنِ فِي بَعْضِ أَحْرُفِ
وَذِي نَعَرَاتٍ يَقْطَعُ الأَرْضَ سَارِياً
وَذِي نَعَرَاتٍ يَقْطَعُ الأَرْضَ سَارِياً / عَلَى غَيْرِ سَاقٍ وَهْوَ بِالأَرْضِ أَعْرَفُ
لَهُ فَوْقَ أَعْنَاقِ الرِّيَاحِ سَبَائِبٌ / مُحَبَّرَةٌ مِنْهَا قَصِيرٌ وَمُسْدَفُ
كَأَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ فَوْقَهُ / عَلَى عَرْشِهِ وَالْجِنُّ بِالْجِنِّ تَعْزِفُ
يَجِدُّ بِنَا فِي أَمْرِهِ وَهْوَ لاعِبٌ / وَيَضْحَكُ أَحْيَاناً وَعَيْنَاهُ تَذْرِفُ
تَلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ وَالْمَاءُ سَافِحٌ / فَلا الْمَاءُ يُطْفِيهَا وَلا النَّارُ تَضْعُفُ
إِذَا سَارَ عَنْ أَرْضٍ غَدَتْ وَهْيَ جَنَّةٌ / وَإِنْ حَلَّ عَمَّهَا مِنْهُ زُخْرُفُ
يَكُونُ حَيَاةً لِلنُّفُوسِ وَرُبَّما / ضَبَتْ مِنْهُ نَارٌ أَوْ سَطَا مِنْهُ مُرْهَفُ
لَهُ زَفْرَةٌ تَتْرَى وَعَيْنٌ سَخِيَّةٌ / وَقَلْبٌ كَزَهْرَاءِ الْمَصَابِيحِ يَرْجُفُ
يَسِيرُ عَلَى مَتْنِ الْهَوَاءِ وَتَارَةً / يُخَضْخِضُ سَجْلاً فِي الْبِحَارِ فَيَغْرِفُ
أَضَرَّ بِأَعْنَاقِ النَّعَائِمِ حَمْلُهُ / فَأَلْقَتْ بِهِ عَنْ ظَهْرِهَا فَهْوَ يَرْسُفُ
لَهُ هَيْدَبٌ مِلْءُ الْفَضَاءِ كَأَنَّهُ / مَنَاكِبُ أَطْوَادٍ عَلَى الأَرْضِ تَزْحَفُ
فَزِعْنَا إِلَيْهِ نَحْسَبُ الْجَوْنَ عَسْكَراً / يَسِيرُ فَشِمْنَا بَرْقَهُ وَهْوَ يَخْطَفُ
فَقُلْنَا سَحَابٌ يَا سَقَى اللَّهُ أَرْضَنَا / بِهِ وَرَوَانَا فَهْوَ بِالنَّاسِ أَرْأَفُ
فَمَا تَمَّ أَنْ سَارَتْ بِهِ الرِّيحُ سَيْرَةً / إِلَيْنَا وَوَافَى رَائِدُ الْحَيِّ يَحْلِفُ
فَقُمْنَا إِلَيْهِ وَاثِقِينَ بِجَوْدِهِ / نَسِيرُ وَيَعْرُونَا السُّرُورُ فَنَهْتِفُ
دَنَا فَتَنَاوَلْنَا خَيَاشِيمَ مُزْنِهِ / قُعُوداً فَظَلَّتْ وَهْيَ بِالْمَاءِ تَرْعُفُ
وَطَافَتْ بِهِ الْوِلْدَانُ يَخْلِجْنَ مَاءَهُ / بِأَكْوَابِهَا وَالْهمُّ يَدْنُو فَيَغْرِفُ
فَلأْياً بِلأْيٍ مَا تَوَلَّتْ حُدَاءَهُ / مُزَمْجِرَةٌ هَوْجَاءُ بِالْقَاعِ تَعْصِفُ
فَأَبْقَى لَنَا أَثْراً حَمِيداً وَنِعْمَةً / لَهَا مَسْحَبٌ نَضْرٌ وَجَيْبٌ مُفَوَّفُ
كَذَلِكَ مَا كُنَّا لِنَكْفُرَ صُنْعَهُ / عَلَى أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ بِالشَّرِّ أَكْلَفُ
تَغَرَّبْ إِذَا أَتْرَبْتَ وَالْتَمِسِ الْغِنَى
تَغَرَّبْ إِذَا أَتْرَبْتَ وَالْتَمِسِ الْغِنَى / فَمَا الْعِزُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ التَّعَسُّفِ
فَقَدْ يَعْدَمُ الإِنْسَانُ فِي عُقْرِ دَارِهِ / مُنَاهُ وَيَلْقَى حَظَّهُ فِي التَّطَوُّفِ
فَكُلُّ مَكَانٍ يَضْمَنُ الرِّزْقَ لِلفَتَى / إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ عَدِيمَ التَّصَرُّفِ
دَعَانِي إِلَى غَيِّ الصِّبَا بَعْدَ مَا مَضَى
دَعَانِي إِلَى غَيِّ الصِّبَا بَعْدَ مَا مَضَى / مَكَانٌ كَفِرْدَوْسِ الْجِنَانِ أَنِيقُ
فَسِيحُ مَجَالِ الْعَينِ أَمَّا غَدِيرُهُ / فَطَامٍ وَأَمَّا غُصْنُهُ فَرَشِيقُ
كَسَا أَرْضَهُ ثَوْبَاً مِنَ الظِّلِّ بَاسِقٌ / مِنَ الأَيْكِ فَيْنَانُ السَّرَاةِ وَرِيقُ
سَمَتْ صُعُداً أَفْنَانُهُ فَكَأَنَّمَا / لَهَا عِنْدَ إِحْدَى النَّيِّرَاتِ عَشِيقُ
يَمُدُّ شُعَاعُ الشَّمْسِ فِي حَجَراتِهَا / سَلاسِلَ مِنْ نُورٍ لَهُنَّ بَرِيقُ
وَيَشْدُو بِهَا الْقُمْرِيُّ حَتَّى كَأَنَّهُ / أَخُو صَبْوَةٍ أَوْ دَبَّ فِيهِ رَحِيقُ
تَمُرُّ طُيُورُ المَاءِ فِيها عَصَائِباً / كَرَكْبٍ عِجَالٍ ضَمَّهُنَّ طَرِيقُ
إِذَا أَبْصَرَتْ زُرْقَ الْمَوَارِدِ رَفْرَفَتْ / عَلَيْهَا فَطَافٍ فَوْقَهَا وَغَرِيقُ
غَدَوْنَا لَهُ وَالْفَجْرُ يَنْصَاحُ ضَوْؤُهُ / فَيَنْمُو وَأَقْطَارُ الظِّلامِ تَضِيقُ
وَلِلطَّيرِ فِي مَهْدِ الأَرَاكَةِ رَنَّةٌ / وَلِلطَّلِّ فِي ثَغْرِ الأَقَاحَةِ رِيقُ
مَلاعِبُ زَانَتْهَا الرِّفَاقُ وَلَمْ يَكُنْ / لِيَحْسُنَ لَهْوٌ لَمْ يَزِنْهُ رَفِيقُ
وَمَنْزِلُ أُنْسٍ قَدْ عَقَدْنَا بِجَوِّهِ / رَتَائِمَ لَهْوٍ عَقْدُهُنَّ وَثِيقُ
جَمَعْنَا بِهِ الأَشْتَاتَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ / وَمَا كُلُّ يَوْمٍ بِالسُّرُورِ حَقِيقُ
وَغَنَّى لَنَا شَادٍ أَغَنُّ مُقَرْطَقٌ / رَفِيقٌ بِجَسِّ الْمِلْهَيَاتِ لَبِيقُ
إِذَا مَدَّ مِنْ صَوْتٍ وَرَجَّعَ أَقْبَلَتْ / عَلَيْنَا وُجُوهُ الْعَيْشِ وَهْوَ رَقِيقُ
فَيَا حُسْنَهُ مِنْ مَنْزِلٍ لَمْ يَطُفْ بِهِ / غَويٌّ وَلَمْ يَحْلُلْ حِمَاهُ لَصِيقُ
أَقَمْنَا بِهِ يَوْماً طَلِيقاً وَلَيْلَةً / دُجَاهَا بِلأْلاءِ الْمُدَامِ طَلِيقُ
فَلَمَّا اتَّعَدْنَا لِلرَّوَاحِ تَرَوَّعَتْ / قُلُوبُ النَّدَامَى وَالْمُحِبُّ شَفِيقُ
فَلِلَّهِ قَلْبٌ بِالْفِرَاقِ مُرَوَّعٌ / حَزينٌ وَجَفْنٌ بِالدُّمُوعِ شَرِيقُ
وَقَالَ لِيَ الْخُلَّانُ صِفْ حُسْنَ يَوْمِنَا / فَأَنْتَ بِنَجْدِيِّ الْكَلامِ خَلِيقُ
فَرَوَّيْتُ شَيْئَاً ثُمَّ جِئْتُ بِمَنْطِقٍ / ذَكِيٍّ يَفُوقُ الْمِسْكَ وَهْوَ فَتِيقُ
وَكَيْفَ يَغُبُّ الْقَوْلُ عَنِّي وَفِي فَمِي / لِسَانٌ كَغَرْبِ الْمَشْرَفِيِّ ذَلِيقُ
لِأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ
لِأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ / وَأَكْثَرُ مَنْ لاقَيْتُ خِبٌّ مُنَافِقُ
بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا فَلَمْ أَرَ صَادِقَاً / فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ
أُحَاوِلُ أَمْرَاً قَصَّرَتْ دُونَهُ النُّهَى / وَشَابَتْ وَلَمْ تَبْلُغْ مَدَاهُ الْمَفَارِقُ
وَأَعْظَمُ مَا تَرْجُوهُ مَا لا تَنَالُهُ / وَأَكْثَرُ مَنْ تَلْقَاهُ مَنْ لا يُوَافِقُ
وَمَا كُلُّ مَنْ حَدَّ الرَّوِيَّةَ حَازِمٌ / وَلا كُلُّ مَنْ رَامَ السَّوِيَّةَ فَارِقُ
أَضَعْتُ زَمَانِي بَيْنَ قَوْمٍ لَوَ انَّ لِي / بِهِمْ غَيْرَهُمْ مَا أَرْهَقَتْنِي الْبَوائِقُ
فَإِنْ أَكُ مُلْقَى الرَّحْلِ فِيهِمْ فَإِنَّنِي / لَهُمْ بِالْخِلالِ الصَّالِحَاتِ مُفَارِقُ
مَعَاشِرُ سَادُوا بِالنِّفَاقِ وَمَا لَهُمْ / أُصُولٌ أَظَلَّتْهَا فُرُوعٌ بَوَاسِقُ
فَأَعْلَمُهُمْ عِنْدَ الْخُصُومَةِ جَاهِلٌ / وَأَتْقَاهُمُ عِنْدَ الْعَفَافَةِ فَاسِقُ
طَلاقَةُ وَجْهٍ تَحْتَهَا الْغَيْظُ كَاشِرٌ / وَنَغْمَةُ وُدٍّ بَيْنَهَا الْغَدْرُ نَاعِقُ
وَأَخْلاقُ صِبْيَانٍ إِذَا ما بَلَوْتَهُمْ / عَلِمْتَ بِأَنَّ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ نَافِقُ
تَعَلَّمْتُ كَظْمَ الْغَيظِ فِيهِمْ وَإِنَّهُ / لَحِلْمٌ وَلَكِنْ لِلْحَفِيظَةِ مَاحِقُ
دَعَوْنِي إِلَى الْجُلَّى فَقُمْتُ مُبَادِراً / وَإِنِّي إِلَى أَمْثَالِ تِلْكَ لَسَابِقُ
فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْجِدُّ سَاقُوا حُمُولَهُمْ / إِلَى حَيْثُ لَمْ يَبْلُغْهُ حَادٍ وَسَائِقُ
فَلا رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً بَاعَ دِينَهُ / بِدُنْيَا سِوَاهُ وَهْوَ لِلْحَقِّ رَامِقُ
عَلَى أَنَّنِي حَذَّرْتُهُمْ غِبَّ أَمْرِهِمْ / وَأَنْذَرْتُهُمْ لَوْ كَانَ يَفْقَهُ مَائِقُ
وَقُلْتُ لَهُمْ كُفُّوا عَنِ الشَّرِّ تَغْنَمُوا / فَلِلشَّرِّ يَوْمٌ لا مَحَالَةَ مَاحِقُ
فَظَنُّوا بِقَوْلِي غَيْرَ مَا فِي يَقِينِهِ / عَلَى أَنَّنِي فِي كُلِّ مَا قُلْتُ صَادِقُ
فَهَلْ عَلِمُوا أَنِّي صَدَعْتُ بِحُجَّتِي / وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ الْخَفَاءِ الْحَقَائِقُ
فَتَبَّاً لَهُمْ مِنْ مَعْشَرٍ لَيْسَ فِيهِمُ / رَشِيدٌ وَلا مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ
ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْرَاً فَأُبْتُ بِحَسْرَةٍ / لَهَا شَجَنٌ بَيْنَ الْجَوَانِحِ لاصِقُ
فَيَا لَيْتَنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي وَلَمْ أَكُنْ / زَعِيمَاً وَعَاقَتْنِي لِذَاكَ الْعَوائِقُ
وَيَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ / وَلَمْ أَرَ مَا آلَتْ إِلَيهِ الْوَثَائِقُ
هُمْ عَرَّضُونِي لِلْقَنَا ثُمَّ أَعْرَضُوا / سِرَاعاً وَلَمْ يَطْرُقْ مِنَ الشَّرِّ طَارِقُ
وَقَدْ أَقْسَمُوا أَلَّا يَزُولُوا فَمَا بَدَا / سَنَا الْفَجْرِ إِلَّا وَالنِّسَاءُ طَوَالِقُ
مَضَوا غَيْرَ مَعْذُورِينَ لا النَّقْعُ سَاطِعٌ / وَلا الْبِيضُ فِي أَيْدِي الْكُمَاةِ دَوَالِقُ
وَلَكِنْ دَعَتْهُمْ نَبْأَةٌ فَتَفَرَّقُوا / كَمَا انْقَضَّ في سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ بَاشِقُ
فَكَمْ آبِقٍ تَلْقَاهُ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ / وَكَمْ واقِفٍ تَلْقَاهُ وَالْعَقْلُ آبِقُ
إِذَا أَبْصَرُوا شَخْصَاً يَقُولُونَ جَحْفَلٌ / وَجُبْنُ الْفَتَى سَيْفٌ لِعَيْنَيْهِ بَارِقُ
أُسُودٌ لَدَى الأَبْيَاتِ بَيْنَ نسَائِهِمْ / وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْهيَاجِ نَقَانِقُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْهَضْ بِقَائِمِ سَيْفِهِ / فَيَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ تُحْمَى الْحَقَائِقُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَرْمِ الْهَنَاةَ بِمِثْلِهَا
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَرْمِ الْهَنَاةَ بِمِثْلِهَا / لِيَدْفَعَ ضَيْمَاً فَهْوَ بِالذُّلِّ أَخْلَقُ
وَمَنْ شَهِدَ الْهَيْجَاءَ مِنْ غَيْرِ آلَةٍ / يَذُودُ بِهَا عَنْ نَفْسِهِ فَهْوَ أَحْمَقُ
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقٍ
تَرَنَّمْ بِأَشْعَارِي وَدَعْ كُلَّ مَنْطِقٍ / فَمَا بَعْدَ قَوْلِي مِنْ بَلاغٍ لِمُفْلِقِ
هُوَ الْعَسَلُ الْمَاذِيُّ طَوْرَاً وَتَارَةً / يَثُورُ الشَّجَا مِنْهُ مَكَانَ الْمُخَنَّقِ
يُغَنِّي بِهِ شَادٍ وَيَحْدُو رِكَابَهُ / بِهِ كُلُّ حَادٍ بَيْنَ بَيْدَاءَ سَمْلَقِ
فَطَوْرَاً تَرَاهُ زَهْرَةً بَيْنَ مَجْلِسٍ / وَطَوْرَاً تَرَاهُ لَهْذَماً بَيْنَ فَيْلَقِ
وَمَا كَلَفِي بِالشِّعْرِ إِلَّا لأَنَّهُ / مَنَارٌ لِسَارٍ أَوْ نَكَالٌ لأَحْمَقِ
عَلِقْتُ بِهِ طِفْلاً وَشِبْتُ وَلَمْ يَزَلْ / شَدِيدَاً بِأَهْدَابِ الْكَلامِ تَعَلُّقِي
إِذَا قُلْتُ بَيْتَاً سَارَ فِي الدَّهْرِ ذِكْرُهُ / مَسِيرَ الْحَيَا مَا بَيْنَ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ
يَهِيمُ بِهِ رَبُّ الْحُسَامِ حَمَاسَةً / وَتَلْهُو بِهِ ذَاتُ الْوِشَاحِ الْمُنَمَّقِ
بَلَغْتُ بِشِعْرِي مَا أَرَدْتُ فَلَمْ أَدَعْ / بَدَائِعَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ
فَهَذَا نَمِيرُ الشِّعْرِ فَاقْصِدْ حِيَاضَهُ / لِتَرْوَى وَهَذَا مُرْتَقَى الْفَضْلِ فَارْتَقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025