المجموع : 69
إذا ما قَنعنا بالتواصل في الهوى
إذا ما قَنعنا بالتواصل في الهوى / فلا أَنت معشوق ولا أنا عاشقُ
فلا وصل إلا أن يكون تباذُلٌ / ولا بذل إلا أن يكون تَعَانُقُ
إذا لم يتمّ الوصل والبذل في الهوى / فأُمُّ الهوى من بعد هذينِ طالقُ
ومن طاعتي إياه أمطر ناظري
ومن طاعتي إياه أمطر ناظري / له حين يُبدي من ثناياه لي برقا
كأن دموعي تبصر الوصل هارباً / فمن أجل ذا تجري لتدركه سبقا
سأستعمل البقيا على مَن أُحبُّه / وإن كان ما أبقى عليَّ ولا استبقى
فلولا الهوى لم يُملك الحرُّ طائعاً / ولولا الهوى لم يغلب الباطلُ الحقّا
ألم يكفني ما نالني في هواكمُ
ألم يكفني ما نالني في هواكمُ / إلى أن طفقتم بين لاهٍ وضاحكِ
شماتتكم بي فوق ما قد أصابني / وما بي دخول النار بل طَنزُ مالكِ
ولمّا بدا لي منك ميلٌ مع العِدا
ولمّا بدا لي منك ميلٌ مع العِدا / سواي ولم يحدث سواك بديلُ
صددتُ كما صدَّ الرَّذيُّ تطاولت / به مدة الأيام وهو قتيلُ
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ / وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ
إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره / فذاك لسان بالبلاء موكَّلُ
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه / إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُقفَلُ
كذا من رمى يوماً شرارات لفظه / تلقَّته نيران الجوابات تشعلُ
ومن لم يقيِّد لفظه متجملاً / سيُطلَقُ فيه كلُّ ما ليس يجملُ
ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ / فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ
فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحدَه / بل الجهل في بعض الأحايين أفضلُ
ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى / وشرُّ المُسِيئَينِ الذي هو أوَّلُ
وقد أوجب اللَه القِصاص بعدله / ولله حكم في العقوبات مُنزَلُ
فإن كان قولٌ قد أصاب مقاتلاً / فإن جواب القول أدهى وأقتلُ
وقد قيل في حفظ اللسان وخزنه / مسائل من كل الفضائل أكمَلُ
ومَن لم تُقَرِّبه سلامةُ غَيبِه / فقربانه في الوجه لا يُتَقَبَّلُ
ومَن يتَّخذ سوء التخلُّف عادةً / فليس لديه في عتابٍ مُعَوَّلُ
ومن كثرت منه الوقيعة طالباً / بها عزَّةً فهو المهين المذلَّلُ
وعدلٌ مكافاة المسيء بفعلِهِ / فماذا على مَن في القضية يعدل
ولا فضل في الحسنى إلى من يمنُّها / بلى عند مَن يزكو لديه التفضُّل
ومن جعل التعريض محصول مزحه / فذاك على المقت المصرِّح يحصلُ
ومن أمن الآفات عجباً برأيه / أحاطت به الآفات من حيث يجهلُ
أُعلِّمكم ما علَّمتني تجاربي / وقد قال قبلي قائلٌ متمثِّلُ
إذا قلتَ قولاً كنتَ رهن جوابه / فحاذر جواب السوء إن كنتَ تعقلُ
إذا شئتَ أن تحيا سعيداً مسلَّماً / فدبِّر وميِّز ما تقول وتفعلُ
أمِنّا أناساً كنتِ قد تأمنينهم
أمِنّا أناساً كنتِ قد تأمنينهم / فزادوا علينا في الحديث وأوهموا
وقالوا لنا ما لم نقل ثم كثَّروا / علينا وباحوا بالذي كنتُ أكتمُ
وكم مذنب لمّا أتى باعتذاره
وكم مذنب لمّا أتى باعتذاره / جنى عذرُه ذنباً من الذنب أعظَما
وحبك ما استحسنت غير مجرّبٍ
وحبك ما استحسنت غير مجرّبٍ / عليك إذا لم تنتهك فيه محرما
إذا لم يكن في الوصل رَوحٌ وراحةٌ
إذا لم يكن في الوصل رَوحٌ وراحةٌ / هجرتُ وكان الهجر أشفى وأسلما