المجموع : 192
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين
إذا كنت قرآنا فقلبك ياسين / وإنْ كنتَ فرقاناً فما لك من قلبِ
فإن وجودَ الحقِّ في قلبِ عبده / وما لك من قلبٍ فما لك من قلبِ
ألا إنه الله الغنيُّ بذاته / عن العالم الكونيّ أو عالمِ الحُجُبِ
فمن شاء فليسمعْ فإني قائلٌ / ومن شاء فلينطِق فحسْبُ الهوى حسبي
إذا كنتُ مفطوراً عليه بصورتي / فكيف يُضاف الجسمُ مني إلى الترب
لقد جاء في النص الجليِّ لذي حِجىً / حديثُ هبوطِ الحبلِ منه إلى الرب
لقد شرَّف الله الترابَ بكوننا / وشرَّفني بالتاجِ والقِرط والقلبِ
وأسمعني بالقرط وسواسَه كما / أجود تتويجِ المناشِر والكتب
أساعده بالقلبِ إذ كنتُ قائلاً / إلى الأثر العالي ولم أخش من عجب
إذا كان لي مثلٌ ومثلي فليسني / ولستُ له حزباً وما هو من حِزبي
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى
إذا غار عبدٌ للإله وقد رأى / من الله انعاماً لمن هو كافرُ
على رغمه والله يعلمُ أمره / وما الله فيما يقصدُ العبدُ جائر
وتحجبه العاداتُ إذ كان حكمها / على بابه يجري وما الحقُّ ظاهر
يعاقبه بالقبر في أرضِ غُربة / نهاراً وليلاً والمهيمن ساتر
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا / لأنَّ لها جوداً على نشأةِ النفسِ
لما جاء في الأنباء عن خيرِ مُرسَلٍ / بأصدقِ قيل جاء من حضرةِ القدُسِ
وضعفه النقادُ من أجلِ واحدٍ / رواه عن الأثبات عن عالم الإنس
وكم صحَّ من أمثاله فهو واحد / من النوع إن شئتم وإلا من الجنس
وما فيه إن أنصفتَ في القول مُثَبتٌ / له عندنا ويل تحققُ من لبس
وكيف يكون اللبس والأمر ظاهرٌ / يلوح لذي عينين من حَضرةِ الأنس
لقد كان خيرُ الناسِ يفعل مثلَ ما / بأعرافها والبيعُ بالثمنِ البخسِ
لقد صُغتُ معناه بأدنى عبارةٍ / وألطفِها للعقلِ بالفكرِ والحسِّ
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة / على عدد الأخلاط والحكم أمعه
وذلك حكم الحقِّ في حقِّ خلقه / فأين يكون الشخصُ قال أنا معه
إذا وضع الميزان في قبةِ العدلِ
إذا وضع الميزان في قبةِ العدلِ / ترجَّح ميزان السماحةِ بالفصلِ
وإن لم يكن بالفضل فالوزنُ خاسرٌ / وإنْ كان إيثاراً بما كان مِن بذلِ
فاوّلُ حقٍّ فيه حقُّ إلهه / وحقُّ رسولِ الله ذي المجدِ والفضلِ
ومن بعدِه حقُّ المكلِّفِ نفسه / وحق فراشِ الشخصِ إنْ كان ذا أهل
وحقُّ بنيه ثم حقُّ خديمه / ومن بعده حقُّ القرابة بالعدلِ
إلى جاره الأدنى إلى أهل دينه / إلى كلِّ ذي حقٍّ ويجري على الأصلِ
لهذا الذي قد قلته وزن شرعه / وأما الذي للكل فاضربه في الكل
فيخرج كل الكل من ضرب كله / كما تخرج الأمثال من واحد المثل
فإن كان ذا فضلٍ فيوصَل فضله / وما ثَم من وصل وما ثَم من فصل
إذا ضرب الإنسان واحدَ عينه / بعينِ وجودِ الأصل لم يبدُ للمثلِ
سوى نفسِه فافهم حقيقة ضربه / فما ثَم إلا الحقُّ إذ أنت كالظلِّ
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده / بغير مثالٍ حاصلٍ قبله سبقْ
كذا قال لي الرحمن فيه مخاطباً / وما كان عن أمر اتفاقيّ اتفق
بلى كان مقصوداً له حين قاله / فمن كان يحكي القولَ عن ربه صَدَق
فلاحظ للعقل المفكر ههنا / وما هو إلا ما الكتابُ به نطق
إذا نظر الإنسان أحوالَ نفسه / رأى الأمر يجري في الوجود على نسق
فيأخذ من هذا وهذا علومه / فإن الذي أبداه في عينه لحق
فما سابقٌ إلاّ وآخر بعده / يليه وجوداً ثم إنْ فاته لحق
إذا سمع الله العليمُ مقالتي
إذا سمع الله العليمُ مقالتي / وأنَّ مدى أمري إليه يؤولُ
فلست أبالي من يخوض بفكره / ويزعم أني بالأمورِ جَهولُ
فيرخي عنان القولِ فيّ ويفتري / عليَّ بشيءٍ ما عليه دَليل
ويطنب في الذمِّ الذي أنا أهله / ويوسع فينا بالهوى ويقول
وإنْ كنت معصوماً فعصمة عرضنا / مُحالٌ وفرضٌ ما إليه سبيلُ
إذا كان عين الحب ما ينتج الحب
إذا كان عين الحب ما ينتج الحب / فما ثَم من يهوى ولا مَن له حُبُّ
فإن التباسَ الأمر في ذاك بين / وقد ينتج البغضاءَ ما ينتج الحبُّ
ولكنه معنى لطيفٌ محققٌ / يقوم بسرِّ العبد يجهله القلبُ
لأنَّ له التقليب في كلِّ حالة / به فتراه حيثُ يحمله الركبُ
وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً / على كلِّ حال يرتضيها له الحب
فإنْ كان في وصل فذاك مرادُه / وإنْ كان في هجر فنارُ الهوى تخبو
شكورٌ لما يهواه منه حبيبُه / فليس له بُعدٌ وليس له قُربُ
ولكنه يهوى التقرُّبَ للذي / أتته به الآمالُ إذ تُسدل الحُجب
فيهوى شهودَ العين في كل نظرة / وما هو مستورٌ ويجهله الصَّب
فلو ذاقه علماً به وعلامة / له فيه لم يبرح له الأكلُ والشُّرب
ولكنه بالجهلِ خابت ظنونُه / فليس له فيما أفوه به شرب
فيطلبه من خارج وهو ذاته / وينتظر الإتيان إنْ جادتِ السُّحبُ
فلا خارجٌ عني ولا فيّ داخل / كذاتي من ذاتي كذا حكمه فاصبوا
إليه فلا علم سوى ما ذكرته / ولكنَّ صغير القومِ في بيته يحبو
فلو كان يمشي في الأمور منفذاً / لما كان يعميه عن إدراكه الذَّنب
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى
تظن ترى ناساً وما هم كما ترى / وما لهمُ غير اليرابيع من مثل
قلوبهمُ كالنافقاء لحكمةِ / وإن فارقوا اليربوع في الخَلقِ والشكل
لأن لهم وجهين في أصل خلقهم / فوجهٌ إلى فصلٍ ووجهٌ إلى وصل
وهذا مديحٌ منبيءٌ بحقيقةٍ / وما هو هجوٌ جَلَّ عن هجومهم مثلي
وما أنا عما قد ذكرتُ بغائبٍ / ولكنَّ ذا الأفضال يمتاز بالفضل
وما قلت إلا ما تحققت كونه / فإنَّ مثال الشخصِ يظهر بالظل
وقد علم الأقوام أني بصورةٍ / حبيت بها جود اختصاص على الكلِّ
فيا نفس جودي بالسماح على فتى / قد أنزلكم بالفقر منزلةَ الأصل
فإن لم يكن أهلاً فإنك أهلة / وما هو بالإتيان إلا من الأهل
وما ثَم ذات تستحق لعينها / وجود مديح أو هجاء بلا فعل
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً / فقل فيه علماً لا تقل فيه بالزعم
فإنَّ الذي قد قال بالزعم مخطىءٌ / كذا جاء في القرآن إنَّ كنت ذا فهم
ولا تك ذا فكر إذا كنت طالباً / مشاهدة الأعيان واحذر من الوهم
وكن مع حكمِ الله في كلِّ حالة / فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم
ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة / فلا تتصرف فيه إلا على علم
تكن بين أهلِ الكشفِ عبداً مخصصاً / بأسمائه الحسنى بعيداً عن الرسم
وكن مركباً للأمر تحصل على المنى / ولا تكُ ذا قلب خليٍّ عن الجسم
وما ثم عينٌ تدرك العينَ ذاته / فيخلو عن الكيف المحكم والكمِّ
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً
ألا فاتبع من كان عبداً مخصصاً / بعلمٍ غريبٍ لم ينل ذوقه خبرا
ولا تعترض فيه عليه لأنه / سيحدث في معناه منه لكم ذكرا
ولا تك فيه موسوياً فإنه / مع القول بالتعديل لم يستطع صبرا
تزحزح ألباب الرجالِ إذا رأوا / بأعينهم من غيرهم أحدثوا أمرا
فينكرهم في الحين ديناً وغيرة / فيرهقها المتبوع من أمرها عسرا
فإن عاد بالأعراض عنهم لنكرهم / تقيم له مما أتته به عذرا
كذا سنة الرحمن في كلِّ تابع / ومتبوعه فاحذر من العالم المكرا
فمن يتق الله العظيم بحاله / سيجعل له الرحمن من أمره يسرا
ومن يتوكل في الأمور على الذين / يكون بها أولى كما أنه يدرى
وقد جعل الله العليمُ بأمرِه / لكلِّ الذي يجريه في خلقه قدرا
لقد جئتكم بالأمر من عند ربكم / كما جاءت الأرسال من عنده تترى
وإني لهم في كلِّ ما قلت وارثٌ / ولم ألتمس منكم ثناءً ولا أجرا
وأجري على الله الكريم جعلته / لديه إلى يوم الورود لنا ذخرا
تعجبت من أنثى يقاوم مكرها
تعجبت من أنثى يقاوم مكرها / بخير عباد الله ناصره الأعلى
وجبريلُ أيضاً ناصر ثم بعده / ملائكة بالعون من عنده تترى
ومن صلحاء المؤمنين عصابةٌ / سمعناه قرآنا بآذاننا يُتلى
وما ذاك إلا عن وجود تحققت / به المرأةُ الدنيا ومرتبة عليا
وقد صحَّ عند الناس أن وجودها / من النفس في القرآن والضلع العوجا
فإن رمتَ تقويماً لها قد كسرتها / وما كسرها إلاّ طلاقٌ به تُبلى
وإنْ شئتَ أن تبقى بها متمتعاً / فمعوجها يبقى وراحتكم تفنى
فما أمها إلا الطبيعةُ وحدها / فكانت كعيسى حين أحيى بها الموتى
لقد أيَّد الرحمن بالروح روحَه / وهذي تولاها الإله وما ثنى
فإن كنتَ تدري ما أشرت به فقد / أبنت لكم عنها وعن سرّها الأخفى
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي
شهدتُ الذي تدعونه الغوث والذي / له الملكُ بعد الغوثِ والغوثُ لا يدري
بما هو غوث ثم إنْ كان عالماً / به فاختصاص جاء في ليله يسري
تباركَ ملكُ الملك جلَّ جلاله / وعزَّ فلم يُدرَك بفكرٍ ولا ذِكر
تعالى عن الأمثالِ علو مكانةٍ / تبارك حتى ضمه القلبُ في صدري
ولم أدر ما هذا ولا ينجلي لنا / مقالته فيه والشفع والوترِ
عرفناه لما أن تلونا كتابه / فللجهر ذاك الوتر والشفع للسرِّ
وما عجبي من ماءِ مُزن وإنما / عجبتُ لماءٍ سال من يابس الصخر
كضربةِ موسى بالعصا الحجر الذي / تفجر ماءً في أناسٍ له تجري
وكلُّ أناسٍ شربُه عالم به / يميزه ذوقاً وإنْ حلَّ في النهر
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه
إذا جاء بالإجمال نونٌ فإنه / يفصِّله العلامُ بالقلمِ الأعلى
فيلقيه في اللوحِ الحفيظِ مفصِّلاً / حروفاً وأشكالاً وآياته تُتلى
وما فصل الإجمال منه بعلمه / وما كان إلا كاتباً حين ما يتلى
عليه الذي ألقاه فيه مسطر / لتبلى به أكوانه وهو لا يبلى
هو العقل حقاً حين يعقل ذاته / له الكشفُ والتحقيق بالمشهد الأجلى
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني
أنا صاحبُ الملك الذي قال إنني / أنا نائبٌ فيه بأصدقِ قيلِ
ولو لم يكن ملكي لما صح أن أرى / موكله والحقُّ فيه وكيلي
وعن أمرنا كانت وكالتنا له / وبرهان دعوايَ وعين دليلي
كتابٌ له حقٌ وفيه اعترافه / بما قلت فيه فالسبيلُ سبيلي
يقول بأضدادِ الأمورِ وجوده / فقد حرتُ فيه وهو خير خليل
عجبت له من غائب وهو حاضر / بتنغيذ أخبار وبعثِ رسول
إلى مَن وإنَّ العينَ عينُ وجودِه / وممن فقد حرنا فكيف وصولي
إلى منزلٍ ما فيه عينٌ غريبةٌ / ولا حيرةٌ فيها شفاءُ خليل
تتابعت الأرسال من كلِّ جانبٍ
تتابعت الأرسال من كلِّ جانبٍ / فضاقت بما جاءت عليّ مذاهبي
سررتُ بها لما علمت وجودها / من الله ذي العَرشِ المجيد المطالبِ
بما كلف الإنسان مما أتت به / شرائعه والحقُّ عينُ المخاطب
سمعنا أجبنا طاعةً لإلهنا / وما الشان إلا في صَدوقٍ وكاذبِ
إذا جاءت الأملاك تحملُ عرشَه / وتعضدها أمثالها في السحائبِ
وتأتي بما يقضيه بين عباده / لينتصفَ المظلومُ من ظلم غاضبِ
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا / فمن شاء فيأخذ ومَنْ شاء فليعفُ
وكلُّ لبيبِ القلبِ في الأمرِ حازمٌ / إذا جاءه خير إليه به يهفو
فيأخذه علماً من الله زينة / ولو رواح عنه سار في أثره يقفو
فيظهر فينا ذا صنوفٍ كثيرةٍ / وفي عينه عندَ العليم به صنف
وحيدٌ بمعناه كثيرٌ بصورةٍ / وذلك في المقول والعادة العرف
ففي أذني قِراطٌ وفي الساقِ دُملجٌ / وفي مَفرِقي تاجٌ وفي ساعدي وقف
إذا حصل الإجماع ليس لصورةٍ / على صورةٍ أخرى افتخارٌ ولا شَفّ
تنوَّع عندي زينة الله أنها / عليّ بإنعامِ الكريم بها وقف
تنوّعت الأشكالُ والماء واحدٌ / نزيه عن الأوصافِ بل خالصٌ صِرف
تقنع بما قد جاء منه ولا تزد / مخافة أن يأتيك من بعده خلف
هو الحقُّ فاعلمه يقيناً محققاً / فليس لما قد قلت في ذلكم خلف
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد / وكان له القربُ المعين والبعدُ
ألم تر أنَّ الله قد وعد الذي / أتاه به صدقاً وقد صدق الوعد
فمن كان ذا عهدٍ وفياً بعهده / يوفي له بالشرعِ ما قرّر العهد
فسلم إليه الأمر في كلِّ حالة / فللَّه هذا الأمر من قبلُ من بعدُ
أنا المؤمن السّجاد أبغي بسجدتي / شهودَ إله قيلَ فيه هو الفرد
وما هو إلا الواحد الأحدُ الذي / يقرّبه عقدٌ ويجحده عقدُ
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم / فقد عُرفَ المعنى وقد حُقق القصد
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري
حنيني إلى الليلِ الذي جاءني يسري / حنيني إلى الشمسِ المنيرةِ والفجرِ
فإني أحظى في النهار بشفعه / وأحظى إذا ما جاء في الليلِ بالوترِ
لقد أقسمَ الحقُّ العليُّ بليله / وبالفجرِ والإتباع فيه لذي حجر
بأن الذي قد جاء في الذكر ذكرُه / مضافاً إلينا ما له الأنس بالأجر
إذا كنتُ في قوم ولم أكُ عينهم / وسرُّهمُ سرِّي وجهرهمُ جَهري
فما أنا فيهم ذو وفاء وإنني / إذا حقق الأقوام شاني لفي خسر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر
يرى الحق أعمالي بما هو ذو بصر / وما عندنا من ذاك علمٌ ولا خبرُ
ولما أتى الشرعُ الذي خُص بالهدى / به نحو ما قلنا به مثل ما أمر
ولا تك ممن قال فيه بأنه / مزيدُ وضوحِ العلم في عالم البشر
فذلك قولٌ لا خفاءَ بنقضِه / وإنْ كان مدلولاً عليه بما ذكر