المجموع : 72
صحَا عن فؤادي ظِلُّ كُلِّ عَلاقَةٍ
صحَا عن فؤادي ظِلُّ كُلِّ عَلاقَةٍ / وظِلُّ الهَوى النجديِّ لا يتقلَّصُ
هوىً ليس يُسْلِي القربُ عنه ولا النَّوَى / ولا هو في الحالينِ يصفُو ويَخْلُصُ
ففي البعدِ قلبٌ بالفِراقِ مُعَذَّبٌ / وفي القُربِ عيشٌ بالوُشاةِ مُنَغّصُ
وإنَّ خَلاصاً كنت أرجوهُ بُرْهَةً / وكان يزيدُ الأمر فيه وينقُصُ
قطعتُ رجائِي عنه إذْ قال صاحبِي / رَمِيُّ العيونِ النُّجْلِ لا يتخلّصُ
أفى كلِّ يومٍ لي إلى البَيْنِ حَسرةٌ
أفى كلِّ يومٍ لي إلى البَيْنِ حَسرةٌ / كأنّ النوى وَقْفٌ علىَّ خُصوصُ
نَأَوا والأسى يُجرى غُروبَ مَدامِعي / على الخد حتى كدت فيه أغوص
ألوم غراب البين يومَ فراقهم / وما هو إلا مركبٌ وقَلوص
نَعمْ في اسْتراق القلبِ باللَّحْظِ دُرْبةٌ / فوا عَجبا حتى العيونُ لصوص
وقفت على البسفور والريح عاصف
وقفت على البسفور والريح عاصف / وللدَوح ظلّ دونه متقلّص
وفي البحر تجري موجة أثر موجةٍ / كجري طموح الخيل إذ يتوقّص
ويزبد أعلى الموج حتى كأنه / هضاب إلى أطرافها الثلج يخلص
كأن رياح الجوّ عند هبوبها / تغنّي وهذا الموج في البحر يرقص
كذا حادثات الدهر تمضي رواقصاً / بها العيش يصفو أو به يتنغّص
وفي كل يوم للزمان عجائب / بها الناس تغلوا أو بها الناس ترخص
وأعجب ما في الدهر أنّ هبانه / تزيد لمن فيه المروءة تنقص
وربّ أفيك جاء يمذق ودّه / ويظهر أخلاصاً وما هو مخلص
ولكنّه في وده الثعلب الذي / يروغ أو الكلب الذي يتبصبص
تعالَيت عن تبكيته إذ رأيته / جهولاً على علاّته يتعنفص
وفلت له لا تَدن مني فإنني / بغيض إليّ الكاذب المتخرّص
وإنك عارٍ من سوى العار فإبتعد / فإني بأثواب العلا متقّمص
حرصت على تكريم محضر صاحبي / وإني على ذا في المغيب لأحرص
وما غرّني ذو ظاهر متودّد / إذا كان فيه باطن متلصّص
ويا رب وجه لم يرُقني بياضه / فلمّا دنا مني إذا هو أبرص
فيا شعراء القوم كفّوا وغاكم / فشرح العلا في بعض شعري مُلخص
دعوا كشف مكنون الصدور لفطتني / فإني بذا من دونكم متخصص
ذكاء لو اجتزت الجدار بنوره / لشفّ لعينيّ الجدار المجصّص
ولست على الأعقاب في الرأي ناكصاً / إذا كان للمستضعف الرأي مَنكص
على أن لي في معرض الشك ربصةً / وربّ يقين ناله المتربّص
إذا أنا لم أنكر على الدهر جَوره / فلا وطئت بي موطىء العزّ أخمص
وما أنا إلا واحدٌ من جماعةٍ
وما أنا إلا واحدٌ من جماعةٍ / وقد خُصِّصوا بالقبضِ إذ مُرْنَ بالقَبصِ
فما بالُ حظّي قد غدا كابنِ أربعٍ / وعشرٍ ترامى للأفولِ وللنقصِ
فحظُكُمُ كالشمسِ لم يخْبُ ضوؤها / وإن حُجِبَتْ من ظلمةِ الليلِ في قَمْصِ
فهل ترتضي العلياءُ أنى أنثَني / ولي عَقِبٌ عن بحر جودِكَ ذو لَصِّ
فكن حافظاً رسْمي عليكَ تكرُّماً / كما أنت فينا حافظُ العِلْمِ والنصِّ
وَمَا زَالَ يَبْرِي أَعْظُمَ الجِسْمِ حُبَّهَا
وَمَا زَالَ يَبْرِي أَعْظُمَ الجِسْمِ حُبَّهَا / وَيَنْقُصُهَا حَتَّى لَطُفْنَ عَنِ النَّقْصِ
فَقَدْ ذُبْتُ حَتَّى صِرْتُ إِنْ أَنَا زُرْتُهَا / أَمِنْتُ عَلَيْهَا أَنْ يَرَى أَهْلَهَا شَخْصِي
إذا شائبات الدهر كدْرنَ صفوتي
إذا شائبات الدهر كدْرنَ صفوتي / جلوْت قذاها عن فؤادي بخالصِ
بخرقٍ إذا عزَّ الحيا غيرِ باخلٍ / وماضٍ إذا جدَّ الوغى غير ناكصِ
هَلُمّوا اِسمَعوا أُحجِيَّةً أَبَتِ النَّقصا
هَلُمّوا اِسمَعوا أُحجِيَّةً أَبَتِ النَّقصا / فَقَد لَطُفَت مَعنىً كَما حَسُنَت شَخصا
وَهَيفاءَ شَمطاءَ الفُروعِ رُضابُها / شفاءً كَنَصلِ السَيفِ لا يَسأَمُ الرَّقصا
كَأَنَّ لَها عِندَ الثُرَيّا وَديعَةً / فَقَد حَرَصَت في أَن تَناوَلَها حِرصَا
إِلى قُرصِها جَرَّت يَدُ الشَمسِ نارَها / لِتَحمي بِهِ مِن بَردِ أَمواهِها القُرصا
وَتَحسَبُ ما في الأَرضِ مِن شِيَةٍ بَدَت / عَلى الخَدِّ مِنهُ عَضَّها فيهِ وَالقَرصا
إِلى الأُفقِ الأَعلى تَعالَت مُنيفَةً / فَنَحنُ نَرى الجَوزاءَ في أُذنِها خُرصا
وَقَد ضَجَّ بَطنُ الأَرضِ مِن ثِقلِ وَطئِها / كَما أَنَّ أَعلاها بِهِ الجَوُّ قَد غَصّا
وَتَنثُرُ دُرّاً مِن لُجَينٍ عَلى صَفاً / لِكَثرَتِهِ ما إِن يُعَدُّ وَلا يُحصى
وَمِن حَولِها تَنمي فُروعٌ مُنيفَةٌ / بِجُرثومَةٍ أَضحَت لِخاتَمِها فَصّا
وَقَد سَجَدَت في الأَرضِ خاضِعَةً لَها / ثَلاثُ المَيازيبِ الَّتي نَفَتِ النَقصا
بِها جادَ مَن أَسرى بِلَيلٍ بِعَبدِهِ / مِنَ المَسجِدِ الأَعلى إِلى المَسجِدِ الأَقصى
عَلى يَدِ عَبدِ اللَهِ وَالصاحِبِ الَّذي / بِإِحسانِهِ كَم عَمَّ قَوماً وَكَم خَصّا
عَلى ماءِ فَوّاراتِ جَيرونَ جودُهُ / فَعافيهِ قَبضاً يَأخُذُ المالَ لا قَبصا
بِهِ الجامِعُ المَعمورُ رَفرَفَ نَسرُهُ / بِريشٍ أَثيثِ النَبتِ مِن بَعدِ ما حَصّا
وَأَفعَمَ بِالتَرخيمِ في الأَرضِ صَحنَهُ / وَكانَ بِهِ الآجر قَد عانَقَ الجَصّا
وَلَمّا عَرى جُدرانَهُ العُريُ فَاِكتَسَت / قُشَعريرَةً أَوصى بِأَن يُلبَسَ الفَصّا
فَدامَت لِأَيّامِ الوَزيرِ سُعودُها / فَفيها رَأَينا العَدلَ وَالأَمنَ وَالرُخصا
وَلا زالَ في كُلِّ الأُمورِ مُوَفَّقاً / فَلا رَأيُهُ يُقصى وَلا أَمرُهُ يُعصى
تَفِرُّ عَنِ الشَّيْبِ الْغَوَانِي تَعَزُّزاً
تَفِرُّ عَنِ الشَّيْبِ الْغَوَانِي تَعَزُّزاً / كَمَا يَعْتَرِيهَا إِنْ رَأَتْ سَامَ أَبْرَصَا
بَدَا وَضَحاً فِي جِدَّةِ الْعُمْرِ شَانِيا / فَمَنْ سَامَ شَيْخاً فَهْوَ قَدْ سَامَ أَبْرصَا
وَقَالُوا ظَفِرْنَا فِي الزَّمَانِ بِخَاتَم
وَقَالُوا ظَفِرْنَا فِي الزَّمَانِ بِخَاتَم / قَدِ اجْتَمَعَتْ أَوْصَافُهُ الْغُرُّ فِي شَخْصِ
فَقُلْتُ لَهُمْ إِنْ صَحَّ مَا قَدْ ذَكَرتُمُ / فَلاَبُدَّ أَنْ يُحْتَاجَ فِيهِ إِلَى فَصِّ
وَنُبِّئتُ أَن قَد زادَ ما بِكَ سَيِّدي
وَنُبِّئتُ أَن قَد زادَ ما بِكَ سَيِّدي / فَضعفيَ قَد أَربى وَصَبريَ ناقِصُ
وَلِم لا وَلي نَفسٌ إِليك نُزوعها / وَبِرُّكَ لي وافٍ وِودُّكَ خالِصُ
نَشَأت برَوضِ العِلم وَالغُصنُ دَوحَةٌ / وَلا زَهرها ذاوٍ وَلا الظِلُّ قالِصُ
فَضيلة نَفسٍ لَم تَشنها رَذالة / وَشيمة حُرٍّ لَم تَشُبها النَقائصُ
إِذا لاحَت العَلياءُ كُنتَ مُبادِراً / إِلَيها وَإِن تَبدُ الدَنايا فَناكِصُ
فَدَتكَ لِداتٌ ضَيَّعُوا شَرخ عمرهم / وَأَنتَ عَلى نَيلِ المَعارِفِ حارِصُ
إِذا فَحَصُوا عَن نَيل لذاتٍ اِنقَضَت / فَإِنَّك عَن تَدقيقِ عِلمِكَ فاحِصُ
وَإِن شُغِلُوا يَوماً بِصَيدٍ وَلَذَّةٍ / فَأَنتَ لشُرادِ المسائِلِ قانِصُ
وَفي نسبةٍ لِلنورِ أَصدَقُ شاهِدٍ / عَلى عنصرٍ زاكٍ عَدَتهُ القَوارِصُ
فَلا زالَتِ الأَنوارُ تُشرِقُ دائِماً / وَشانيكَ في بَحرِ الشَقاوَةِ غائِصُ
وِدادي صَحيحٌ لَم تَشُنهُ النَقائصُ
وِدادي صَحيحٌ لَم تَشُنهُ النَقائصُ / وَحَظّي عَلى فَرطِ المَحَبَّةِ ناقِصُ
وَلَو رامَ عَذلي من يُريني نَصيحَةً / رَدَدتُ عذولي وَهوَ خزيانُ ناكِصُ
وَعلّقتُه تركي أَصلٍ وَمُقلَةٍ / لَهُ نَسَبٌ في آلِ خاقان خالِصُ
رَبا وَهوَ ظَبيٌ بَينَ أُسدٍ وَغِزلةٍ / قسيُّ فَؤادٍ نافرُ الطَبعِ نائِصُ
وَعَهدي بِغزلانِ الفَلا يَقنِصونها / وَهَذا غَزالٌ لِلضَراغيمِ قانِصُ
خَصائصُ حُسنٍ زَيَّنتها صِفاتُهُ / وَغَيرُ حَبيبي زََيَّنتهُ الخَصائِصُ
مُحجَّبُ حُسنٍ لا يَزال يَصونُه / رَقيبٌ عَلى حِفظٍ لَهُ الدَهر حارِصُ
فَلا وَصلَ إِلا بِاختِلاسَةِ ناظِرٍ / إِلَيهِ لَهُ طَرفٌ إِذا لاحَ شاخِصُ
وَها هُوَ ذا عَن طَرفِيَ الشَهرَ غائِبٌ / وَها أَنا ذا عَن حَتفيَ اليَومَ فاحِصُ
فَقَلبيَ في نارٍ مِن الوَجدِ خالِدٌ / وَطَرفيَ في بَحرٍ مِن الدَمعِ غائِصُ
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً
غِنى النَفسِ يُغنيها إِذا كُنتَ قانِعاً / وَلَيسَ بِمُغنيكَ الكَثيرُ مَع الحِرصِ
وَإِنَّ اِعتِقادَ الهَمِّ لِلخَيرِ جامِعٌ / وَقِلَّةُ هَمِّ المَرءِ تَدعو إِلى النَقصِ