القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 53
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ / إِذا خَفيَت طُرقُ الفَرائِسِ عَن أُسدِ
إِذا اِعتَرَضوا لِلبُخلِ أَعرَضتُ عَنهُم / وَإِن مَنَّ أَقوامٌ كَتَمتُ الَّذي أُسدي
فَلِّلَهِ ما أُخفي مِنَ العدلِ وَالنَدى / وَلِلَّهِ ما أُبدي مِنَ الفَضلِ وَالمَجدِ
وَلا أَلتَقي ضَيفي بِغَيرِ بَشاشَةٍ / إِذَن فَجَحَدتُ اللَه خَيرَهُ عِندي
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً / وَإِنَّ فُؤادي وَالإِلَهِ صَبورُ
أَغارُ عَلى مَغنى الرِئاسَةِ إِنَّني / عَلى كُلِّ حُسنٍ في الزَمانِ لَغَيُّورُ
أُصَرِّفُ ذِهني في أُمورٍ كَبيرَةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ / وَقَصَّرتُ أَعمارَ العُداةِ عَلى قَسرِ
وَوَسَّعتُ سُبُلَ الجودِ طَبعا وَصَنعَةً / لأشياءَ في العَلياءِ ضاقَ بِها صَدري
فَلا مَجدَ لِلإِنسانِ ما كانَ ضِدُّهُ / يُشارِكُهُ في الدَهر بالنَهي وَالأَمرِ
لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي
لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي / فَلَستُ عَلى العلاّت مِنها أَخا كَفِّ
تُنادي بُيوتُ المالِ مِن فرطِ بَذلِها / يمينيَ قَد أَصرَفتِ ظالِمتي كُفّي
أَتُغري يَميني بِالسَماحِ فَتَنهَمي / وَلا تَرتَضي خِلّا يَقولُ لَها يَكفي
لَعَمرُكَ ما الإِسرافُ في طَبيعَةٍ / وَلَكِنَّ طَبعَ البُخلِ عِنديَ كالحَتفِ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ / وَإِنّي لِما يَهوى النُدامى لَفَعّالُ
وَإِنّيَ لِلخِلِّ الخَليلِ لَناعِشُ / وَإِنّيَ لِلقَتلِ المُناوي لَقَتّالُ
قَسَمتُ زَماني بَينَ كَدٍّ وَراحَةٍ / فَلِلرأيِ أَسحارٌ وَلِلطّيبِ آصالُ
فَأُمسي عَلى اللَذاتِ وَاللَهوِ عاكِفاً / وَأُضحي بِساحاتِ الرِئاسَةِ أَختالُ
وَلَستُ عَلى الإِدمانِ أُغفِلُ بُغيَتي / مِنَ المَجدِ إِنّي في المَعالي لَمُحتالُ
إِذا نامَ أَقوامُ عَنشِ المَجدِ ضَلَّةً / أُسَهِّرُ عَيني أَن تَنامَ بي الحالُ
وَإِن راقَ أَقواماً مِنَ الناس منطِقٌ / يرُقْ أَبَداً مني مَقالٌ وَأَفعالُ
أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ
أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ / وَإِنَّ فُؤادي بِالمَعالي لَهائِمُ
وَإِن قَعُدَت بي عِلَّةٌ عَن طِلابِها / فَإِنَّ اِجتِهادي في الطِلابِ لَقائِمُ
يَعِزُّ عَلى نَفسي إِذ رُمتُ راحَةً / بِراحٍ فَتُثنيني الطِباعُ الكَرائِمُ
وَأَسهَرُ لَيلي مُفكراً غَيرَ طاعِمٍ / وَغَيري عَلى العِلّاتِ شَبعانُ نائِمُ
يُنادي اِجتِهادي إِن أَحَسَّ بِفَترَةٍ / أَلا أَينَ يا عَبّادُ تِلكَ العَزائِمُ
فَتَهتَزُّ آمالي وَتَقوى عَزائِمي / وَتُذَكِرُني لذَاتِهُنَّ الهَزائِمُ
أَقومُ عَلى الأَيّام خَيرَ مُقامِ
أَقومُ عَلى الأَيّام خَيرَ مُقامِ / وَأُوقِدُ في الأَعداءِ شَرَّ ضِرامِ
وَأُنفِقُ في كَسبِ المَحامِدِ مُهجَتي / وَلَو كانَ في الذِكرِ الجَميل حِمامي
وَأُبلغُ مِن دُنيايَ نَفسي سُؤلَها / وَأَضرِبُ في كُلِّ العُلا بِسِهام
إِذا فَضَحَ الأَملاكَ نَقصٌ فَإِنَّهُ / يُبَيِّنُهُ عِندَ الأَنامِ تَمامي
رَعى اللَهُ حالَينا حَديثا وَماضيا
رَعى اللَهُ حالَينا حَديثا وَماضيا / وَإِن كُنتُ قَد جَرَّدتُ عَزميَ ماضيا
فَما لِلَّيالي لا تَزالُ تَرومُني / وَيَرمينَ مِنّي صائِبَ السَهمِ قاضيا
وَقَد عَلِمَت أَنَّ الخُطوبَ تَطوعُني / وَما زِلتُ مِن لِبسِ الدَنياتِ عاريا
أُجَدِّدُ في الدُنيا ثياباً جَديدَةً / يُجَدِّدُ مِنها الجودُ ما كانَ باليا
فَما مَرَّ لي بُخلٌ بِخاطِرِ مُهجَتي / وَلا مَرَّ بُخلُ الناسِ قَطُّ بِباليا
أَلا حَبَّذا في المَجدِ اِتلافُ طارِفي / وَبَذليَ عِندَ الحَمدِ نَفسي وَماليا
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ / إِلى أَن بَدا لِلصُبحِ في اللَيلِ تأثيرُ
وَجاءَت نُجومُ الصُبحِ تَضربُ في الدُجى / فَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ وَاللَيلِ مَقهورُ
فَحُزنا مَنَ اللَذاتِ أَطيَبَ طيبِها / وَلَم يَعدنا هَمٌّ وَلا عاقَ تَكديرُ
خَلا أَنَّهُ لَو طالَ دامَت مَسَرَّةٌ / وَلَكِن لَيالي الوَصلِ فيهِنَّ تَقصيرُ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ / وَقَد زَهَرَت فيهِ الأَزاهِرُ كالزَهرِ
تَرُشُّ بِماءِ الوَردِ رَشّاً وَتَنثَني / لِتَغليفِ أَفواهٍ بِطَيِّبَةِ الخَمرِ
شَرِبنا وَجَفنُ اللَيلِ يَغسِلُ كُحلَهُ
شَرِبنا وَجَفنُ اللَيلِ يَغسِلُ كُحلَهُ / بِماءِ الصَباحِ وَالنَسيمُ رَقيقُ
مُعَتَّقَةً كالتِبرِ أَمّا بُخارُها / فَضَخمٌ وَأَمّا جِسمُها فَدَقيقُ
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا / إِلى أَن بَدَت لَلصُّبحِ في اللَيلِ أَعمالُ
وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ تَجري هَزيمَةً / وَجاءَ مَعَ الإِصباحِ نَصرٌ وَإِقبالُ
فَقَضَّيتُ مِن هَذا وَذاكَ لُبانَةً / وَثَمَّ لَنا فَتحٌ مُبينٌ وَآمالُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ / وَبَحراً لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ
وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ / تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ
أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِداً / فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ
وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّراً / وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ
وَلَمّا كَبا جَدّي لَدَيكَ وَلَم يَسُغ / لِنَفسي عَلى سُوءِ المُقامِ شَرابُ
وَقَلَّ اِصطِباري حينَ لا ليَ عِندَكُم / مِنَ العَطفِ إِلّا قَسوَةٌ وَعِتابُ
فَرَرتُ بِنَفسي أَبتَغي فَرجَةً لَها / عَلى أَنَّ حُلوَ العَيشِ بَعدَكَ صابُ
وَما هَزَّني إِلّا رَسولُكَ إِذ جَرَت / إِلَيَّ بِهِ صُمُّ الهِضابِ رِكابُ
فَقالَ مَقالاً لم أَجِد عَن مَقالِهِ / مَناباً وَعَن بَعضِ الأُمورِ سَحابُ
دَعاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُثَوِّباً / فَقُلتُ أَميرُ المُؤمِنينَ مُجابُ
فَجئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّما / تَطيرُ بِسَيري في الفَلاةِ عُقابُ
وَما كُنتُ بَعدَ البَينِ إِلذا مُوَطِّناً / بِعَزمي عَلى أَن لا يَكونَ إِيّابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِليَّ حَبيبَةٌ / فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
أَصِب بِالرِضا عَنّي مَسَرَّةَ مُهجَتي / وَإِن لَم يَكُن فيما أُتيتُ صَوابُ
وَفَضلُكَ في تَركِ المَلامِ فَإِنَّهُ / وَحَقِّكَ في قَلبي ظُبّى وَحِرابُ
إِذا كانت النُعمى تُكَدَّرُ بِالأَذى / فَما هيَ إِلّا مِحنَةٌ وَعَذابُ
وَلا تَقبضَنْ بِالمَنعِ كَفّي فَإِنَّهُ / وَجَدِّكَ نُقضٌ لِلعُلا وَخَرابُ
فَواللَهِ ما أَبغي بِذَلِكَ غَيرَ أَن / تُحَلّى بِجَدوى راحَتَيكَ رِقابُ
وَيَهدي إِلَيكَ الناسُ دونَ تَصَنُّعٍ / مَحَبَّةَ صِدقٍ لَم يَشُبها كِذابُ
فَكُلٌّ نَوالٍ لي إِلَيكَ اِنتسابُهُ / وَأَنتَ عَلَيهِ بِالثَناءِ مُئابُ
بَقيتَ مَكينَ الأَمرِ ما ذَرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في أُفقِ السَماءِ رَبابُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025