المجموع : 53
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ
عَنِ القَصدِ قَد جاروا وَما جُرتُ عَن قَصدِ / إِذا خَفيَت طُرقُ الفَرائِسِ عَن أُسدِ
إِذا اِعتَرَضوا لِلبُخلِ أَعرَضتُ عَنهُم / وَإِن مَنَّ أَقوامٌ كَتَمتُ الَّذي أُسدي
فَلِّلَهِ ما أُخفي مِنَ العدلِ وَالنَدى / وَلِلَّهِ ما أُبدي مِنَ الفَضلِ وَالمَجدِ
وَلا أَلتَقي ضَيفي بِغَيرِ بَشاشَةٍ / إِذَن فَجَحَدتُ اللَه خَيرَهُ عِندي
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً
يُصَبِّرُني أَهلُ المَوَدَّةِ دائِباً / وَإِنَّ فُؤادي وَالإِلَهِ صَبورُ
أَغارُ عَلى مَغنى الرِئاسَةِ إِنَّني / عَلى كُلِّ حُسنٍ في الزَمانِ لَغَيُّورُ
أُصَرِّفُ ذِهني في أُمورٍ كَبيرَةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ
أَطَلتُ فَخارَ المَجدِ بالبيضِ وَالسُمرِ / وَقَصَّرتُ أَعمارَ العُداةِ عَلى قَسرِ
وَوَسَّعتُ سُبُلَ الجودِ طَبعا وَصَنعَةً / لأشياءَ في العَلياءِ ضاقَ بِها صَدري
فَلا مَجدَ لِلإِنسانِ ما كانَ ضِدُّهُ / يُشارِكُهُ في الدَهر بالنَهي وَالأَمرِ
لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي
لَقَد بَسَطَ اللَهُ المَكارِمَ مِن كَفّي / فَلَستُ عَلى العلاّت مِنها أَخا كَفِّ
تُنادي بُيوتُ المالِ مِن فرطِ بَذلِها / يمينيَ قَد أَصرَفتِ ظالِمتي كُفّي
أَتُغري يَميني بِالسَماحِ فَتَنهَمي / وَلا تَرتَضي خِلّا يَقولُ لَها يَكفي
لَعَمرُكَ ما الإِسرافُ في طَبيعَةٍ / وَلَكِنَّ طَبعَ البُخلِ عِنديَ كالحَتفِ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ
لَعَمرُكَ إِنّي بِالمُدامَةِ قَوّالُ / وَإِنّي لِما يَهوى النُدامى لَفَعّالُ
وَإِنّيَ لِلخِلِّ الخَليلِ لَناعِشُ / وَإِنّيَ لِلقَتلِ المُناوي لَقَتّالُ
قَسَمتُ زَماني بَينَ كَدٍّ وَراحَةٍ / فَلِلرأيِ أَسحارٌ وَلِلطّيبِ آصالُ
فَأُمسي عَلى اللَذاتِ وَاللَهوِ عاكِفاً / وَأُضحي بِساحاتِ الرِئاسَةِ أَختالُ
وَلَستُ عَلى الإِدمانِ أُغفِلُ بُغيَتي / مِنَ المَجدِ إِنّي في المَعالي لَمُحتالُ
إِذا نامَ أَقوامُ عَنشِ المَجدِ ضَلَّةً / أُسَهِّرُ عَيني أَن تَنامَ بي الحالُ
وَإِن راقَ أَقواماً مِنَ الناس منطِقٌ / يرُقْ أَبَداً مني مَقالٌ وَأَفعالُ
أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ
أَنامُ وَما قَلبي عَنِ المَجدِ نائِمُ / وَإِنَّ فُؤادي بِالمَعالي لَهائِمُ
وَإِن قَعُدَت بي عِلَّةٌ عَن طِلابِها / فَإِنَّ اِجتِهادي في الطِلابِ لَقائِمُ
يَعِزُّ عَلى نَفسي إِذ رُمتُ راحَةً / بِراحٍ فَتُثنيني الطِباعُ الكَرائِمُ
وَأَسهَرُ لَيلي مُفكراً غَيرَ طاعِمٍ / وَغَيري عَلى العِلّاتِ شَبعانُ نائِمُ
يُنادي اِجتِهادي إِن أَحَسَّ بِفَترَةٍ / أَلا أَينَ يا عَبّادُ تِلكَ العَزائِمُ
فَتَهتَزُّ آمالي وَتَقوى عَزائِمي / وَتُذَكِرُني لذَاتِهُنَّ الهَزائِمُ
أَقومُ عَلى الأَيّام خَيرَ مُقامِ
أَقومُ عَلى الأَيّام خَيرَ مُقامِ / وَأُوقِدُ في الأَعداءِ شَرَّ ضِرامِ
وَأُنفِقُ في كَسبِ المَحامِدِ مُهجَتي / وَلَو كانَ في الذِكرِ الجَميل حِمامي
وَأُبلغُ مِن دُنيايَ نَفسي سُؤلَها / وَأَضرِبُ في كُلِّ العُلا بِسِهام
إِذا فَضَحَ الأَملاكَ نَقصٌ فَإِنَّهُ / يُبَيِّنُهُ عِندَ الأَنامِ تَمامي
رَعى اللَهُ حالَينا حَديثا وَماضيا
رَعى اللَهُ حالَينا حَديثا وَماضيا / وَإِن كُنتُ قَد جَرَّدتُ عَزميَ ماضيا
فَما لِلَّيالي لا تَزالُ تَرومُني / وَيَرمينَ مِنّي صائِبَ السَهمِ قاضيا
وَقَد عَلِمَت أَنَّ الخُطوبَ تَطوعُني / وَما زِلتُ مِن لِبسِ الدَنياتِ عاريا
أُجَدِّدُ في الدُنيا ثياباً جَديدَةً / يُجَدِّدُ مِنها الجودُ ما كانَ باليا
فَما مَرَّ لي بُخلٌ بِخاطِرِ مُهجَتي / وَلا مَرَّ بُخلُ الناسِ قَطُّ بِباليا
أَلا حَبَّذا في المَجدِ اِتلافُ طارِفي / وَبَذليَ عِندَ الحَمدِ نَفسي وَماليا
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ
وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مَدامَةٍ / إِلى أَن بَدا لِلصُبحِ في اللَيلِ تأثيرُ
وَجاءَت نُجومُ الصُبحِ تَضربُ في الدُجى / فَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ وَاللَيلِ مَقهورُ
فَحُزنا مَنَ اللَذاتِ أَطيَبَ طيبِها / وَلَم يَعدنا هَمٌّ وَلا عاقَ تَكديرُ
خَلا أَنَّهُ لَو طالَ دامَت مَسَرَّةٌ / وَلَكِن لَيالي الوَصلِ فيهِنَّ تَقصيرُ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ
كَأَنَّ عَشيَّ القَطرِ في شاطىءِ النَهرِ / وَقَد زَهَرَت فيهِ الأَزاهِرُ كالزَهرِ
تَرُشُّ بِماءِ الوَردِ رَشّاً وَتَنثَني / لِتَغليفِ أَفواهٍ بِطَيِّبَةِ الخَمرِ
شَرِبنا وَجَفنُ اللَيلِ يَغسِلُ كُحلَهُ
شَرِبنا وَجَفنُ اللَيلِ يَغسِلُ كُحلَهُ / بِماءِ الصَباحِ وَالنَسيمُ رَقيقُ
مُعَتَّقَةً كالتِبرِ أَمّا بُخارُها / فَضَخمٌ وَأَمّا جِسمُها فَدَقيقُ
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا
وَلَيلٍ ظَلَلنا فيهِ نعمَل كَأسَنا / إِلى أَن بَدَت لَلصُّبحِ في اللَيلِ أَعمالُ
وَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ تَجري هَزيمَةً / وَجاءَ مَعَ الإِصباحِ نَصرٌ وَإِقبالُ
فَقَضَّيتُ مِن هَذا وَذاكَ لُبانَةً / وَثَمَّ لَنا فَتحٌ مُبينٌ وَآمالُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ / وَبَحراً لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ
وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ / تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ
أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِداً / فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ
وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّراً / وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ
وَلَمّا كَبا جَدّي لَدَيكَ وَلَم يَسُغ / لِنَفسي عَلى سُوءِ المُقامِ شَرابُ
وَقَلَّ اِصطِباري حينَ لا ليَ عِندَكُم / مِنَ العَطفِ إِلّا قَسوَةٌ وَعِتابُ
فَرَرتُ بِنَفسي أَبتَغي فَرجَةً لَها / عَلى أَنَّ حُلوَ العَيشِ بَعدَكَ صابُ
وَما هَزَّني إِلّا رَسولُكَ إِذ جَرَت / إِلَيَّ بِهِ صُمُّ الهِضابِ رِكابُ
فَقالَ مَقالاً لم أَجِد عَن مَقالِهِ / مَناباً وَعَن بَعضِ الأُمورِ سَحابُ
دَعاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُثَوِّباً / فَقُلتُ أَميرُ المُؤمِنينَ مُجابُ
فَجئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّما / تَطيرُ بِسَيري في الفَلاةِ عُقابُ
وَما كُنتُ بَعدَ البَينِ إِلذا مُوَطِّناً / بِعَزمي عَلى أَن لا يَكونَ إِيّابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِليَّ حَبيبَةٌ / فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
أَصِب بِالرِضا عَنّي مَسَرَّةَ مُهجَتي / وَإِن لَم يَكُن فيما أُتيتُ صَوابُ
وَفَضلُكَ في تَركِ المَلامِ فَإِنَّهُ / وَحَقِّكَ في قَلبي ظُبّى وَحِرابُ
إِذا كانت النُعمى تُكَدَّرُ بِالأَذى / فَما هيَ إِلّا مِحنَةٌ وَعَذابُ
وَلا تَقبضَنْ بِالمَنعِ كَفّي فَإِنَّهُ / وَجَدِّكَ نُقضٌ لِلعُلا وَخَرابُ
فَواللَهِ ما أَبغي بِذَلِكَ غَيرَ أَن / تُحَلّى بِجَدوى راحَتَيكَ رِقابُ
وَيَهدي إِلَيكَ الناسُ دونَ تَصَنُّعٍ / مَحَبَّةَ صِدقٍ لَم يَشُبها كِذابُ
فَكُلٌّ نَوالٍ لي إِلَيكَ اِنتسابُهُ / وَأَنتَ عَلَيهِ بِالثَناءِ مُئابُ
بَقيتَ مَكينَ الأَمرِ ما ذَرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في أُفقِ السَماءِ رَبابُ