المجموع : 69
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ
مؤازرةُ الإخوانِ ذخرٌ من الذخرِ / وللحُرِّ أن يشكو هواه إلى الحرِّ
ومَن لم يُجانب شهوةً لمروءةٍ / كذلك لا يحظى بحمدٍ ولا أجرِ
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا
إذا راح مشهورُ المحاسنِ أو غَدا / يلين له لحظُ العيونِ الغوامِزِ
فمن لم تفز عيناه منه بنظرةٍ / فليس بخيرٍ في الحياة بفائزِ
إذا ما انتضى سيفَ الملاحة طرفُهُ / ونادى قلوبَ الناس هل من مُبارِزِ
عجزتُ وألقى السلمَ قلبي لطرفِهِ / على أنه عن غيره غير عاجِزِ
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي
فرارُكما بالأمس بغَّضني أمسي / ولو قلتما لي كان أطيبَ للنفسِ
وما جازَ ما جاوزتماه ولم يكن / ليذهب تلبيسٌ على معدن اللُّبسِ
توحشتما مني لأنسي إليكما / فلم تُنصفاني في التوحُّش من أنسي
ولولا انبساطي لم تكونا انقبضتما / فكافأتُماني في المودة بالعكس
ومن يبخس الإخوانَ بعض حقوقهم / فذاك حقيق أن يكافوه بالبخس
ولولا حيائي منكما كنتُ واصفاً / فعالكما وصفاً يُخلَّد في الطرس
ولكن إذا جيشٌ من الكيد راعني / جثوت له من محكم الصبر في تُرسِ
فقل لحبيبٍ لا أُحب جفاءه / عين الشمس يا مُشبه الشمس
تبدَّت لنا حوراء في صورة الإنسِ
تبدَّت لنا حوراء في صورة الإنسِ / تُشَبَّه شمساً وهي أبهى من الشمسِ
أرى شخصَها أُنساً لغيري فديتُها / وذكري لذاك الشخص في خلوتي أُنسي
بنفسي حبيب سوف يثكلني نفسي
بنفسي حبيب سوف يثكلني نفسي / ويجعل جسمي تحفة اللحد والرَّمسِ
لقد ضاقت الدنيا عَليَّ بأسرها / بإعراضِه عنّي كأنيَ في حَبسِ
جحدتُ الهوى إذ كنتُ مذ جعل الهوى / محاسنَه شمساً نظرتُ الى الشمسِ
لأُسكِنَ قلباً فيه قد صار مأتم / من الشوق إلا أنَّ عينيَّ في عرسِ
بديع مَلاحاتٍ يذوب من اللَّمسِ
بديع مَلاحاتٍ يذوب من اللَّمسِ / تكبَّر أن يُدعى الى صورة الإنسِ
فلما رأته الشمس منه تعجَّبت / وقالت له باللَهِ أنت من الإنسِ
وقالت له ما الاسم قال محمدٌ / فقالت فقِس في الحسن نفسَك مَع نفسي
فأُغضبَ حتى كاد يلطم وجهها / وحَدَّرَ بالكفِّ المليح على الشمسِ
وقال لها غِيبي فإنيَ طالعٌ / على الناسِ بالنور الذي كان بالأمسِ
فؤادي على عهد الحبيب حبيسُ
فؤادي على عهد الحبيب حبيسُ / وبين ضلوعي للحنين رسيسُ
فإن توحش الأيام بيني وبينه / فما لي سوى شوقي إليه أنيسُ
يؤانسني ذكراه في كلِّ خلوةٍ / بلى منه إن غاب الجليس جليسُ
عجبتُ لمن يكفى النفوس عن الهوى / وقَدرُ الهوى عند النفيس نفيسُ
تمكَّنتَ من قلبي وجسمي ومهجتي
تمكَّنتَ من قلبي وجسمي ومهجتي / وعذَّبتَني بالهجر والتيه والصَّلَفْ
وصرَّفتَ عني الصبر فالصبر نائيٌ / وليس لقلبي بعد هجرك مُنصَرَفْ
نسيمُ عبيرٍ في غلالة ماءِ
نسيمُ عبيرٍ في غلالة ماءِ / وتمثال نورٍ في أديم هواءِ
حكى لؤلؤاً رطباً مغشىً بجوهرٍ / مصفَّىً لفرطي رقَّةٍ وصفاءِ
لقد رحم الرحمنُ رقَّةَ جسمِه / فجلله من نورِه برداءِ
برى ملكوت الحسن في جبروته / فمن نورِ نورٍ في ضياءِ ضياءِ
تسربل سربالاً من الحُسن وارتدى / ردائي جمالٍ طُرِّزا ببهاءِ
تحيرتُ فيه لستُ أحسِن وصفَهُ / على أنني من أوصَف الشعراءِ
فلو أنه في عهد يوسف قُطِّعَت / قلوبُ رجالٍ لا أكفُّ نساءِ
يدير إداراتٍ بسيفَي لحاظه / فيقتلنا من غير سفك دماءِ
له حركات تنثر الشكل بينها / إشارات لطفٍ واتِّقاد ذكاءِ
تلألأ كالدرِّ النقيِّ بشاشةً / وشُرِّب خدّاه عقيقَ حياءِ
له غُرَّة من تحت شَعرٍ كأنَّه / تبلُّجُ صبحٍ تحت جنح مساءِ
فأحسبه من حور عينٍ وإنّما / أتى هارباً في خلسة وخفاءِ
فلم أره إلا التَفَتُّ توقُّفاً / لرضوان خوفاً أن يكون ورائي
سيُؤخَذ منّا ليس رضوان تاركاً / على الأرض حوريّاً ربيب سماءِ
تَقَطَّع في فيّ اسمُهُ إذ ذكرتُه / بتقطيع أنفاسي له الصُّعَداءِ
فيا ميمَ مولايَ ويا ظاء ظالمي / ويا فاءَ فوزي ثم راء رجائي
فديتكَ مَن هذي الصفاتُ صفاتُه / من الحُسن لِم يَلقى بقبح لقاءِ
أمِن أجل ذاك الوغد أظهرتَ حشمةً / ومَن ذاك حتى تتّقي وتُرائي
وما أُلفَة الأُلاف عاراً فتُتَّقى / وليس الهوى عيباً لدى الظرفاءِ
تُرى غُيِّرت عن عهدها تربة الهوى / فأخرج بذرُ الوصل زرعَ جفاءِ
تكدَّرت الدنيا عَلَيَّ لأنَّني / تأمَّلتُ تكديراً بماء صفاء
ولم أشتغل عن حُسن وجهك إذ بدا / تقطُّبُه إلا بحُسن عزاءِ
ولمّا رأيتُ الغدرَ زانك في الهوى / رجعتُ وصبري عَبدُ مالكِ رائي
فيا نفس صبراً إن تَعِيشي تُظَفَّري / وإن متِّ وجداً كنتِ في الشهداءِ
فإن حببي مَن يحبُّ تَنَعُّمي / وليس حبيبي مَن يحبُّ شقائي
إذا ما لقيتُ البؤسَ عند أحبَّتي / تُرى عند أعدائي يكون رجائي
ولن يُرتَجى نصرٌ ولا كشف غُلَّةٍ / إذا جاء داءٌ من مكان دواءِ
إلى الماء يسعى مَن يغصُّ بأكلةٍ / فقل أين يسعى من يغصُّ بماءِ
لك العفو عمّا قد مضى ولك الرِّضى / ولي أن تُوَفِّي لي حقوق وفاءِ
تعالَ نكاتم عتبَنا وعتابنا / لنَأمَنَ تخليطاً من الخلطاء
ولا تسقني ماءَ الوصال مُكدَّراً / بتحريضهم دَعني أمت بظَماءِ
وكلّ يجرُّ النارَ حرصاً لقرصه / وكلّ بمكرٍ خادعٌ ودهاءٍ
رضوا من معاصيهم بتشنيع تهمةٍ / فان فات شبعٌ طرمذوا بجُشاءِ
تَسَمّى بأسماء الإخاء معاشرٌ / وما عندهم من ذمَّةٍ لإخاءِ
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ
فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ / وأفردتُ قلباً في هواك يُعَذَّبُ
ولي ألف وجه قد عرفتُ مكانه / ولكن بلا قلبٍ إلى أين أذهبُ
يُعاب الفتى فيما أتى باختياره
يُعاب الفتى فيما أتى باختياره / ولا عيب فيما كان خلقاً مركَّبا
أرى ليَ في شهر الصيام إذا أتى
أرى ليَ في شهر الصيام إذا أتى / لياليَ عَيّارٍ وأيام عابِدِ
أُناسٌ بعلّات الصيام تفرَّجوا / وكانت أُمور باعتلال المساجِدِ
فطوراً على تقبيل نرجسِ ناظرٍ
فطوراً على تقبيل نرجسِ ناظرٍ / وطوراً على تعضيض تفّاحة الخدِّ
بقلبيَ جمرٌ من هواه فإن أكن
بقلبيَ جمرٌ من هواه فإن أكن / شكوتُ فهذا الوجد من ذلك الجمرِ
إذا سألوني عنك مَوَّهت قصَّتي
إذا سألوني عنك مَوَّهت قصَّتي / ولجلجتُ لجلاج الضفادع في البحرِ
وحقِّ الهوى إني أحسُّ من الهوى
وحقِّ الهوى إني أحسُّ من الهوى / على كبدي جمراً وفي أعظمي رَضّا
أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه
أقول لنعمانٍ وقد ساق طبُّه / نفوساً نفيساتٍ إلى باطن الأرضِ
أبا منذرٍ أفنيتَ فاستبق بعضَنا / حنانيكَ بعضُ الشرِّ أهون من بعضِ
فطوبى لقومٍ أنت فارعُ أصلهم
فطوبى لقومٍ أنت فارعُ أصلهم / وطوباك إذ من أصلهم أنتَ فارعُ
هو الموت مخلوق له الخلق أجمعُ
هو الموت مخلوق له الخلق أجمعُ / فليس له عن أنفُس الناس مقلعُ
شفيعك لو في الروح والمال كلِّه
شفيعك لو في الروح والمال كلِّه / يُشَفَّع لم يكبر له أن يُشَفَّعا