القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 135
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ / له عَلَلٌ من بَردِها لم يُرَوِّهِ
يُغَانُ عَليهِ حِين يسمعُ نَبْأةً / بِذكْرِهمُ أو دعوةً من مُنَوِّهِ
إذَا ما دَعاهُ الشوقُ خَرَّ كأنّما / به الموتُ لولاَ أنّهُ المتَأوّهِ
لئن غَرّبَتْ شمسِي المنيرةُ في النّوى
لئن غَرّبَتْ شمسِي المنيرةُ في النّوى / فَلَيْلِي وصُبحِي في الظّلامِ سَواءُ
فَفي أسوَدَيْ قَلبي وطَرْفِي محلَّهُ / وإن بَعُدتْ أرضٌ بِنا وسَماءُ
تَرحَّلَ غَرباً وارتحلْتُ مُشَرِّقاً / وخُلفُ ارتحالِ الظّاعِنينَ عَنَاءُ
إذا زَادَنا التَّرحالُ بُعداً فما الّذِي / يُقَرِّبُنَا إن كان ثَمَّ لِقَاءُ
بَلَى إنَّ لُطفَ اللهِ يجمعُ شملَنا الشْ / شَتِيتَ ويُدني الدّارَ كَيف يَشَاءُ
وقد كنتُ أرجُو أن أَرَاكَ وبَيْنَنَا
وقد كنتُ أرجُو أن أَرَاكَ وبَيْنَنَا / مفَاوِزُ أدْنَاهَا الشّنَاخِيبُ والسَّهبُ
فلمّا تَدانَينا يَئِستُ وزَادَنِي / تبَاريحَ شَوقٍ ضِقتُ ذَرعاً بها القُربُ
تَبذّلَ حَتّى قَد مَلِلتُ عِتَابَه
تَبذّلَ حَتّى قَد مَلِلتُ عِتَابَه / وأعرضْتُ عَنه لا أريدُ اقْتِرَابَهُ
إذَا سَقَطتْ من مَفْرِق المرء شعرةُ / تأفّفَ منها أن تَمَسّ ثِيَابَهُ
أيَا نَازِحاً لم أحتَسِبْ بُعدَ دَارِهِ
أيَا نَازِحاً لم أحتَسِبْ بُعدَ دَارِهِ / وقَد كان لو نِلتُ المُنَى قُرْبُه حَسبْي
تَعَرّضَتِ الأخطارُ دُون لِقَائِنَا / وصَدَّ التّنَائي عن مُواصَلِة الكُتْبِ
وقد صَارَ يأْتِي بعد حَوْلٍ مُجرَّمٍ / كتابُكَ مَقصوراً على اللّوم والعَتْبِ
فيا أُنْسَ قَلبي لا تَزِدنيَ وَحْشَةً / ويا رَوْحَ كَربي لا تكُن سَبَبَ الكَرْبِ
أيا غائباً يدنيهِ شَوقي على النّوى
أيا غائباً يدنيهِ شَوقي على النّوى / لأَنْتَ إلى قَلبي من الفِكْرِ أقربُ
وما غابَ مَن أُفْقَاهُ عَيني وخَاطِرِي / لهُ مَطلعُ مِن ذَا وفي تِلك مَغرِبُ
غَبْطتُك نُعْمَى فُزتَ دُونِي بنَيْلِها / وفخراً له ذيلُ على السّحبِ يُسْحَبُ
جِوارَك مَن يَحمِي على الدّهرِ جَارَه / ويَطلبُ منهُ جودُهُ كيف يطلبُ
هو البحرُ تَروَى الأرضُ عند سُكُونِهِ / وتَغرَقُ في تيّارِه حين يَغْضَبُ
فمَن ليَ لو كنتُ الرّسولَ بِبَابِه / لتُبرِدَ رؤْياهُ حشاً تَتلهّبُ
وأبلُغَ ما أنفَقْتُ في أمَلِي لَه / من العُمر عَشراً كلُّها لَي متُعِبُ
فما رَقَّ لي فيها نسيمُ أصائِلي / ولا رَاقَ لي فيها من الهمّ مَشرَبُ
ولولاَ رجاءُ الصَّالِحِ المَلكِ الّذي / به طالَ واسْتَعْلَى على الشَّرقِ مَغربُ
وأنّي سِآوِى من حِماهُ إلى حِمىً / يُرَى كلّ خَطبٍ دونَه يَتَذَبْذَبُ
لَمُتُّ ومَا موتِي عَجيبُ وقد نأَت / بيَ الدّارُ عنه بل بَقَائِيَ أعْجَبُ
وما سَكنتْ نَفْسِي إلى الصّبرِ عنكُم
وما سَكنتْ نَفْسِي إلى الصّبرِ عنكُم / ولا رَضِيَتْ بُعدَ الدِّيارِ من القُرْبِ
ولكنَّ أيّامِي قضَتْ بِشَتَاتِنَا / ففارَقكُم جِسمِي وجَاوَرَكُم قَلبي
ولو جَمَعَتْنَا الدّارُ بعد تَفَرّقٍ / لكُنْتُم من الدّنيا ونِعمتِها حَسْبِي
لَئِنْ فرّق الدّهرُ المشتِّتُ شملَنا
لَئِنْ فرّق الدّهرُ المشتِّتُ شملَنا / فأصبحتُ في شَرقٍ وأمسيتَ في غَربِ
لقد عزّهُ تَفريقُ صَادِقِ وُدِّنا / وأعجزَه إبعادُ قَلبِكَ من قَلبي
أيا مُنقذِي والحادثاتُ تَنوشُنِي
أيا مُنقذِي والحادثاتُ تَنوشُنِي / ودافِعَ همي إذ ترادَف بعَثُهُ
لسانِيَ عَن شكرِي أياديكَ مُفحَمٌ / وأنتَ فأَعلى من ثناءٍ أبُثُّهُ
تحمّلتَ عني كلَّ خطبٍ يَؤودُنِي / ونَاهَلْتَنِي عَيشي وقد بَان خُبثُهُ
فِدىً لك يَا طوعَ الإخاءِ أمينَهُ / على غَيبِهِ مُستكْرَهُ الوُدِّ رَثُّهُ
نَسِيٌّ لما يُولَى ومَا طالَ عهدُه / ملُولٌ لَمن يَهوَى وما دام لَبثُهُ
وما أشتكِي شوقي إليكَ تجلُّداً / على أَنَّه بَلْبَالُ قَلبِي وَبثُّهُ
وقاسَمَنِي قلبِي على الصّبرِ عنكُمُ / ولا عجبٌ إن بانَ بعدَكَ حنثُهُ
وما زال يَثنِيه إليكَ حِفَاظُهُ / وغَدْرُ صُروفِ الدّهرِ عنك تَحثُّهُ
وشَاركَني فيهِ هَواكَ فهمُّهُ / وأفكارُه عِندي وعندَك مُكثُهُ
وما ضَعضَعَتْنِي الحادثاتُ وإنّني / كَعهدِكَ وعْرُ الخُلقِ في الخطبِ وَعْثُهُ
جَريءٌ على الأهوالِ والموتُ مُحجِمٌ / مَرِيرُ القُوَى والدّهرُ قد بان نَكْثُهُ
كَظُومٌ على غيظٍ يضيقُ بِهِ الحَشَا / فلستُ وإن آدَ اصطبارِي أَبثُّهُ
ولم أَرِثِ اُلصَّبرَ الجميلَ كَلالَةً / ولكِنَّهُ عَن مُرشدٍ ليَ إرثُهُ
عن المُمترِي أخْلافَ دهرٍ تَشابَهتْ / أطَايبُهُ إلاّ عَليه وغَثُّهُ
نَداهُ ربيعٌ يُنعشُ الناسَ سَيبُهُ / إذا اخْلَفَ الوسميُّ جَادَ مُلِثُّهُ
يُضاعِفُ داءَ الحاسدينَ كَمالُهُ / على أَنّه يَشفي من الدَّاءِ نَفْثُهُ
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا
أسَاكِنَ قلبِي والمَهامِهُ بَيننَا / وإنسانَ عَينِي والمَزارُ بعيدُ
تُمثّلُكَ الأشواقُ لي كُلَّ ليلةٍ / فَهمّي جديدٌ والفِراقُ جَديدُ
ومُعظمُ هَمّي أنّ عُمر فِرَاقِنا / مَديدٌ وعُمرِي للشقاءِ مَديدُ
فيا صخرُ ما الخنساءُ مثلي ولا نَهَى / بَوادِرَ دَمعِي ما قَضاهُ لَبيدُ
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً
أبَا حَسنٍ وافى كتابُكَ شَاهِراً / صَوارِمَ عَتْبٍ كُلُّ صَفحٍ لها حَدُّ
فقابلتُ بالعُتَبى مَضِيضَ عِتَابهِ / ولم يَتَجَهَّمْهُ الحِجاجُ ولا الجَحْدُ
وأعجَبني عيٌّ لديهِ ولَم أزَلْ / إذا لم تكُن خَصمِي لِيَ الحججُ اللدّ
فيا حَبّذَا ذَنبٌ إليَّ نَسَبتَهُ / وما خطأٌ منّي أتَاه ولا عَمدُ
ولو كانَ ما بُلِّغْتَهُ فظنَنْتَهُ / لكفَّرَهُ حقُّ الأخُوَّةِ والوُدُّ
فأهلاً بعتْبٍ تَستريحُ بِبَثّهِ / ويُؤْمِنُني أن يستَمرَّ بك الحِقدُ
لقَد رَاقَ في قلبي وَلَذّ سماعُهُ / بِسمْعِي فزِدنِيْ من حديثِك يا سَعْدُ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ
ألا أبلِغَا عنّي أٌناساً صحبتُهمْ / فما حَفِظوا عهداً ولا رَاعَوُا الوُدّا
بأنّي وإن حَالت بيَ الحالُ لم أقُلْ / لهمْ واصِفاً شَوقاً ولا شَاكياً وَجْدَا
خذُوا بِزمَامِي قد رجَعْتُ إليكُمُ / رجوعَ مُريدٍ لا يَرى منكُمُ بُدّا
ولكِنْ ليَ الأَعواضُ في النّاسِ منكُمُ / وكلُّ سَماءٍ من سمائِكُمُ أندَى
أَأحبابَنا خطبُ التّفرقِ شاغلٌ
أَأحبابَنا خطبُ التّفرقِ شاغلٌ / عَن العَتب لكنْ جَاشَ بالكَمَدِ الصّدرُ
لأَسرَعَ ما حُلُتم عن العَهدِ بَعدَما / تَصرّمَ في حِفزي وِدادِكُمُ العُمرُ
ولا عجَبٌ أنتُم بنُو الدّهرِ مثلُهُ / عُهودُكُم غّدْرٌ ووُدّكمُ خَتْرُ
كأنّكُمُ الدنيا تمدُّ رجاءَنَا / بزُخْرُفها والموتُ فيها لَنا قَصرُ
مَلِلتُم فَمِلُتم نحوَ داعِيةِ القِلَى / وخُنتُم فَدنتُم بالّذي شَرَعَ الغَدرُ
وأنساكُمُ حفظَ العهودِ مَلالُكُمْ / كما قد تُنَسّي لبّ شَاربِها الخمرُ
وإنّى لَتَثْينيني إليكم حَفِيظَتي / إذا ما ثَناكُم عن مُحافَظتِي الغُمْرُ
وأُكذِبُ رأيَ العَينِ فيكُم وإنّكُمْ / لَتقضُون في هَجرِي بما خَيّل الفِكْرُ
أُسَاهِلُ فيما رَابَ منكم ودُونَ ما / أُؤَمّل من إنصافِكُم مسلكٌ وَعرُ
لهِجتُم بهجرِي والدّيارُ قريبةٌ / وما قربُ دارٍ حالَ من دونِها الهَجرُ
وأَغْضَى تَجنّيكُم جُفونِي على القَذَى / إلى أن تقضّى ذلك الزّمنُ النّضْرُ
فلمَّا تَفرّقْنَا أتتني قَوارضٌ / بها ينفُضُ الأحْلاَسَ في السّفَرِ السَّفْرُ
أَسَرّكُمُ أَن خِلتُمُ الدّهْرَ ساءَنا / وقَرّتْ بِنا لا قَرَّتِ الأعينُ الخُزرُ
وجاهَر بالشّحناءِ قومٌ عهدتُهُم / يَسوءُهم لَو لَم أغِبْ عنهُمُ الجَهرُ
وأَصغيتُمُ إذْ لم تقولُوا وطَالَما / تعرّضَ في الأسماعِ من ذكريَ الوَقْرُ
يُكاثِرُ مَاءُ الرّزمِ عند ادّكَارِكُم
يُكاثِرُ مَاءُ الرّزمِ عند ادّكَارِكُم / دُمُوعي ولكنْ ذَا بَرودٌ وذي قِطْرُ
ولَو لَم أُعِرْها بَعدَكم كلّ من بَكَى / لأعظَمها عَن أن يُكاثِرَهَا القَطرُ
تُذكِّرُهُ أحبَابَه الأنجُم الزّهرُ
تُذكِّرُهُ أحبَابَه الأنجُم الزّهرُ / فيَا وَيحَه ماذَا به صنعَ الذِكرُ
همُ مثلُها بُعداً ونوراً ورفعةً / ولكنْ لَها إذْ شُبّهت بهِمُ الفَخْرُ
وقد كنتُ أشكُو هجرَهُم في دُنوّهم / فمن ليَ لَو دام التّدانِي والهجرُ
سَقَى مصرَ جودُ الصّالِح الملْكِ إنّه / هُو الوابلُ المُحيِي البريّةِ لا القَطرُ
ففيها كرامٌ أسْعَرُوا بِجَوانِحي / ببعْدِهُمُ جمراً به يُحرَق الجَمرُ
ومِن عادتِي اُلصَّبرُ الجميلُ ولَيس لِي / عَلَى بُعدِهِم لا درَّ درُّ النّوى صَبرُ
إذا ما أمينُ الدّينِ عنَّ ادِّكارُهُ / ذُهِلتُ كأنّي خَامَرَتْ لُبِّيَ الخمرُ
يذكّرُنِيهِ الفاضلُون وإن غَدَوْا / جَداوِلَ إن قِيسُوا به وهو البحرُ
إذا حضَر النّادِي فَرضْوَى رجاحَةً / وإن قَال فالدّرّ المنظّمُ والسّحرُ
ويعجِبُنِي منه تدفّقُ عِلمِه / وأعجبُ منه كيف يجمعهُ صَدرُ
تناءت بنا الدّارَانِ والوُدُّ مُصْقِبٌ / فللقُربِ شطرٌ والبِعادُ له شطرُ
كأنّ الليالِي إذْ قضَت بِفِراقِنا / قَضى جَورُها أن ليس تَجمعنا مِصرُ
أُحِلُّ بها إن غابَ عنها وإن أَغِبْ / يحِلُّ بها فاعجبْ لما صنعَ الدّهرُ
فليت تلاقِينا ولو بعضَ سَاعةٍ / يُحَمُّ وشِيكاً قبل أن ينفَدَ العمرُ
لأحظَى بِرؤياهُ وأشكرَ مَنَّهُ / وإن لم يقُم عَنّي بواجِبِه الشُّكرُ
كفَى حزَناً أنّي مقيمٌ ببلدةٍ
كفَى حزَناً أنّي مقيمٌ ببلدةٍ / يُعلّلُني بعدَ الأحبّةِ دَاهِرُ
يحدّثُني ممّا يُجمّعُ عقلُه / أحاديثَ منها مستقيمٌ وجَائِرُ
لقد ولّى زمانٌ نحنُ فيه / فُسقياً للحِمَام به ورُعيَا
إسارٌ بين أتراكٍ ورُومٍ / وفقدُ أحبّةٍ ورِفاقُ شَعَيا
كتابِي ولولاَ أنّ يأسَي قد نَهى اش
كتابِي ولولاَ أنّ يأسَي قد نَهى اش / تِياقي لذَابَ الطِّرسُ من حَرِّ أنْفَاسِي
وبعدُ فعندِي وحشةٌ لو تَقسّمتْ / على الخلقِ لم يستأنِس النّاسُ بالنّاسِ
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني
مُواصَلَتِي كُتِبي إليكَ تَزيدُني / إليكَ اشتياقاً بل عليكَ تأسُّفَا
ولي أُسوةٌ في النّاسِ لو نَفَعَ الأُسى / فَمِن قَبلِنَا يَعقوبُ فَارقَ يُوسُفَا
ولَكنّ نفسِي قد تملّكَها الأسَى / وقَلبي إذا سَكَّنتُهُ بالأسَى هَفَا
ومَا أحسَبُ الأيّامَ تَقنُع بالنّوَى / ولا أنَّ صَرفَ الدّهرِ بالفُرقةِ اُشْتَفَى
أأحبابَنَا هلاّ سبقتُم بوصلِنَا
أأحبابَنَا هلاّ سبقتُم بوصلِنَا / صُروفَ اللّيالِي قبلَ أن نَتَفَرّقَا
تشاغلتُمُ بالهجرِ والوصلُ مُمكنٌ / وليس إلينا في الحوادِث مُرتقَى
كأنّا أخذْنا من صُروف زَمانِنَا / أماناً ومِن جَورِ الحوادِث مَوثِقَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025