القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 53
وقفت عليه وهو رِمةُ أطلالِ
وقفت عليه وهو رِمةُ أطلالِ / أسائله عن سيرة العُصُر الخالي
مضَوا أهلُه عنه وخُلّف موحشاً / معاصرَ أجيال مترجمَ أحوال
خليلَيَّ ما لوح الكتاب مخلَّداً / [أفصحَ منه وهو مندرس بالي
مهيجَ بلبالٍ " المناذرةِ" الأولى / بأنسك هجتَ اليومَ بالحزن بلبالي
أهابُك إنْ أدنو اليك كأنني / أرى الملكَ الغضبانَ َفي دسته العالي
أفي يوم بؤسٍ أم نعيم زيارتي / إليك لَقد خاطرت بالنفس والمال
أخاف " أبا قابوس " أن لا يسره / لساني ولا يُرضيه شكلي ولا حالي
أبعد ابن ذبيانٍ زيادٍ لسانِهِ / ونابغِه يُصغي ليسمعِ أقوالي
بلادك يا " نُعمان " سلْ كيف اصبحت / فغيرُك ليس اليوم عنها بسآل
فلا تحسبنْ أن العروبة معقِلٌ / منيعٌ : فقد أضحت نِهابباً لدُخّال
ولا تحتقرْ هذا المقالَ فانه / وإن قلَّ . يكبو دونه كل ُّ قوّال
لقد أعدت العربَ المقاويلَ رطنةٌ / وزمزمةٌ ليست بزجر ولا فال
لو أن " زياداً" و " المنخّلَ" راجعا / زماني لما جاءا براء ولا دال
يَعيبُكِ يا أم الجمال مبغَّضٌ / من القول عارٍ عن جمال وإجمال
خليليّ باع الناس بخساً بلادهم / فما لي وحدي سُمتها الثَمن الغالي
"بَلِينا وما تَبْلى النجوم " الرواكدُ
"بَلِينا وما تَبْلى النجوم " الرواكدُ / رسومٌ عَفَت منها العلا والمحامدُ
أصاخَ بها للجهل طيرٌ مشردَّ / وسابت بها للغي رُقْمٌ أساود
وليلة بتنا بالغريّ بساطُنا / رياض ومن خد الشقيق الوسائد
تخال الصبَّا إما سرت كفَّ لا قط / وقد نُظِمتْ للطلِّ فيها فرائد
تجمع للأحزان جو ملبدٌ / وهبّت من البلوى رياحٌ رواكد
ومما شجا أن الثلاثة قادهم / لما قادني حَظٌ عن الكل شارد
صغارٌ بغوا للنحو شرَّ وسيلة / تضِل بها للسالكين المقاصد
يقولون أعْرب قام زيد وخالد / وما جرّ الا الشؤمَ زيد خالد
فقلتُ: لئن قاما فذاك الفعل حاضر / وقد بان عما تسألون الشواهد
وقالوا : جلاميدٌ أقيمت مَحْارِباً / فقلت : جسومٌ دونهن الجَلامد
فلما دنونا وانجلى ضوء بارق / من الحق جلّى الظن ُ والظن فاسد
هناك التقى الجِنُحان منها وأخفقا / ضعيفان مقصودٌ هناك وقاصد
وما منهمُ الا كما البرجُ ناهض / علينا ومثل الكلب للتُرب ساجد
يقولون : لا تَهمِس وبالهمس قولهم / فقلت : استوى منا خليُّ وواجد
أراكم " حسبتم كل بيضاء شحمةٍ" / من الناس أو ضاقت عليكم فدافد
وإلا فهل اغنتكُمُ عن طرائف / من المال هذى البالياتُ الأوابد
لهم حسب في اللؤم دقَّت عروقُهُ / طوارفُه تسمو بهِم والتوالد
مُحالاً أرى تصحو من الغي قفرة / أراذلها تُكسى تَعرى الأماجد
لئن سلبوا ثوباً أرَّثَّ فبعدما / كستهم ثياب العار مني القصائد
خذوا كبدي قبل الفراق فإنها
خذوا كبدي قبل الفراق فإنها / معودة ألاّ تَقَرَّ على النَّزْحِ
ومن نسمات الصبح روحٌ جديدة / بعثتم بها لي قبل منَبلجِ الصبح
يذكرِّني علياكُمُ رونقُ الضحى / اذا ارتفعت شمس النهار على رمح
ونُبّئتُ أن البعد زنادكُم / فلم تعِرفوا غير الوقيعة في قدحي
هلموا انظروا قلبي فان صفاءه / يبين الذي خلَّفتمُ فيه من قَرح
محضتُ لكم رشح الوداد كعادتي / ولم تعرفوا لي غير مختلط الرشح
لئن سركم أني الى العيش كادح / لقد ساءني أني لغير العلى كدحي
فما عرفت كفي التسول للغني / ولا صافحت كفاً تُمَدُّ الى المنح
وانيَّ مذ فارقتكم ْ كان لي غنى / وشغل عن المال المجمع بالطرح
أُعيذكُمُ من كذبتين فلم يكن / ليصْدقَ في الذم المصدَّق في المدح
ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني
ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني / على الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ
له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُه / لحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع
وما الصبرُ بالأمرِ اليسيرِ احتمالُه / وإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي
ولا هو بالشئ المشرِّفِ أهلَه / إذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع
ولكنَّه صبرُ الأسودِ على الطَّوى / تغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع
مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍ / وبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع
يُعنَّى به حُرٌّ لإحقاقِ جرئٍ غايةٍ / ويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع
فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةً / على نكبات الدهر لا بالتطبّع
فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفاً / وبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع
خليليَّ من ظلم الليالي بأنها
خليليَّ من ظلم الليالي بأنها / تَجئُ على رَغمي وتُحسَب من عُمري
هَلُمّا نَبِعْعُمراً ونَشْرٍ مَسَرَّةً / فليس بعدلِ ان نَبيعَ ولا نَشرى
ألم تَرَيا حُسنَ الربيعَ وما ضَفَا / على هذه الأشجارِ من حُلَلٍ خُضر
فلو أنَ مَيْتاً يُكتَفى عن نُشوره / إذنْ لاكتفى مَيْتُ النباتِ عن النَشْر
تَرَى الوَرْقَةَ الصفراءَ تنمو على الحَيا / رُوَيداً كما ينمو الرضيعُ على الدَرّ
خليليَّ ما شُكْرُ ابنِ آدم ربَّه / بأفصحَ مِن شُكر الخمائلِ للقَطْر
سقاها الحَياَ الغادي فنَمَّ على الثَنا / شذاها . كما نمَّ الحَباب على الخَمر
لعمرُك إنَّ العدلَ لفظٌ اداؤُهُ
لعمرُك إنَّ العدلَ لفظٌ اداؤُهُ / بسيطٌ ولكن كنهُه متعسِّرُ
تخيَّلَه عقلٌ نشيطٌ أرادَه / دليلاً لقومٍ في الحياة تعثَّروا
يفسِّرُهُ المغلوبُ أمراً مناقضاً / لما يرتأيهِ غالبٌ ويفسِّر
ولما رآه الحاكمون قذيفةً / تُضعضِعُ من أهوائهم وتدمِّر
ولم يجدوا مَندوحةً عن قَبوله / لإرضاءِ مخدوعينَ بالعدل غَّرروا
أتَوه بتاؤيلاتِهم يُفسدونه / قوانينَ باسم العدل تَنهى وتأمُر
لقد كانَ أولى بالرفاهِ وبالغِنى / ذكيُ فؤادٍ جائع يتضوَّر
وقد كان أولى بالحفاءِ وبالعَرى / وبالجوعِ هذا الأبلهُ المتبختِر
تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِرا
تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِرا / وفكَّرتَ " بالأخرى " فكنتَ المُجاهِرا
وفضَّلتَ عيشاً بين تلك وهذه / به كنتَ بل لولاهُ ما كنتَ شاعرا
وما الشِّعرُ إلاَّ ما تفتَّقَ نُورهُ / عن الذهنِ مشبوباً عن الفكر حائرا
عن النفس جاشت فاستجاشت بفيضها / عن القلبِ مرتجَّ العواطفِ زاخراً
وما زجَّ في شتَّى المَهاوي بربِّه / وقحَّمهُ " النَهجينِ " قصداً وجائرا
وما هو بالحبلِ الذي رُحتَ مرغِماً / " أوائلَه " أنْ تلتقي و " الأواخرا"
وكنتَ جريئاً حين يدعوكَ خاطرٌ / مِن الفكر أن تدعو إليك المَخاطرا
على ثقةٍ أنْ لستَ في الناس واجداً / على مِثله – إلاَّ القليلَ – مُناصراً
وكنتَ صريحاً في حياتكَ كلِّها / وكانَ – ومازالَ – المصارِحُ نادراً
فانْ شابَها ما لم تجدْ عنه نُدحةً / شَفَعْتَ به حُكم الظروف مُسايرا
فقد كنتَ عن وحي الضرورةِ ناطقاً / وقد كنتَ عن محضِ الطبيعة صادراً
وقد كنتَ في تلك " الأماديحِ " شاتماً / محيطاً " بأربابِ " القرائحِ كافرا
وإلاَّ فأنتَ المانعُ الصُغرِ " عن يدٍ / أبتْ أنْ تُحلَّى في الجِنان أساورا"
وإنَّكَ أنقى من نُفوسِ خبيثةٍ / تُراوِدُ بالصَّمت المريبِ المَناكرا
تَعيبُ على الشِّعرِ التَّحايا رقيقةً / وتلثُم من " بغلٍ هجينٍ " حوافرا
تُريدُ القوافي المؤنساتِ غفيفةً / وقد أشغرتْ – للفاحشاتِ – الضمائرا
وتُنكر أنْ يُستنشقَ الشعرُ " نفحةً " / وقد فَغرتْ أشداقَها والمناخرا
وتطوي على " أُمِّ الدَّنايا " مَباطناً / وتُلقي عليها من إباءٍ مظاهرا
كما أسدلتْ ليلاً " هلوكٌ " مُلحَّةٌ / على مخدعِ العُهرِ الحريرَ ستائرا
من العارِ أنْ نرضى التذبذبَ صامتاً / دنيئاً خبيثاً والغاً متصاغرا
على حينَ نأبى أن تحرِّكَ شاعراً / ضرورةُ حالٍ بدَّلَتْ منه خاطرا
وإنيّ إذْ أُهدي إليكَ تحيَّتي / أهزُّ بكَ الجْيلَ العَقوقَ المُعاصِرا
أهزُّ بكَ الجيلَ الذي لا تهزُّه / نوابغُه حتى تزورَ المقابرا
أساتذتي أهلَ الشعورِ الذينَ هُمْ
أساتذتي أهلَ الشعورِ الذينَ هُمْ / مناريَ في تدريبتي وعمادي
أروني انبلاجا في حياتي فانَّني / سئمتُ حياةً جُلّلتْ بسواد
وما الشاعرُ الحسَّاسُ صِنوٌ لِعيشةٍ / مكرَّرةٍ مخلوقةٍ لجماد
خذوا بِيدَيْ هذا " الغريب ِ" فانَّه / لكلِّ يدٍ مُدَّتْ إليه مُعادي
لئن جئتُ عن أزمانِكمْ متأخراً / فإنّي قريبٌ منكمُ بفؤادي
لغيرِ زمانٍ كَوَّنَ الدهرُ نزعتي / وكوَّنَ أعصابي لغير بلاد
وعنديَ منكمْ كلَّّ يومٍ مَجالسٌ / ترفُّ بها أرواحُكم ونوادي
معي روحُ "بشَّارٍ" وحَسبْي بروحه / تقرّبني من حكمةٍ وسَداد
تعّلِمني سُخفَ القوانينِ في الورى / وسوءَ نظامٍ لم يجئ برشاد
وطوراً مع الشَّهم الظريف " ابن هانيءٍ " / يراوح خمَّاراً له ويغادي
يسجّل ما احصْت يداه بدقَّةٍ / ويمزُج منه صالحاً بفساد
ومن قبلُ " للحاناتِ" كانت ولم تزلْ / لدى الشعراء النابهينَ أيادي
تعوِّضهمْ عن وحشةٍ بانطلاقةٍ / وعن يقظةٍ مذمومةٍ برقاد
أساتذتي لا تُوحِدوني فانَّني / بوادٍ وكلُّ الشاعرين بوادي
ولا تعجبوا أنَّ القوافي حزينةٌ / فكلُّ بلادي في ثيابِ حِداد
وما الشعر إلاَّ صفحة من شَقائها / وما أنا إلاَّ صورة لبلادي
فلا تذكروا عيشي فانَّ يراعتي / تَرفَّعُ عن تدوينه ومدادي
أمرُّ مَن المِلح الأُجاج مواردي / وأرجعُ من شوكِ القتادةِ زادي
تقدَّمني مَن لستُ أرضى اصطحابه / وطاولني من لم يكنْ بعدادي
وضُويقتُ حتى في شعوري وإنَّما / شعوري ّبُقيا عُدَّتي وعتادي
وما لذَّةُ الدُّنيا إذا لم أكن بها / أُمتَّع في تفكيرتي ومرادي
وما أنا بالحُرِّ الذي ينعتَونه / إذا لم يكن في راحَتَيَّ قيادي
أُصرِّفُه فيما أروم وأشتهي / وأبذلُ فيه طارفي وتلادي
وماذا يريدُ الناسُ مني وإنَّما / " لنفسي صلاحي أو عليَّ فسادي "
فلا تَنشُدوا حُريّةَ الفكر إنَّها / "ببغدادَ " معنى نكبةٍ وصفاد
فما كان بشَّارٌ بأوَّلِ ذاهبٍ / ضحيَّةَ جهلٍ شائنٍ وعناد
إلى اليوم في" بغداد " خنقُ صراحةٍ / وتعذيبُ الافٍ لأجل أحاد
مداخلةٌ في مجلسٍ ومساربٍ / وتضييقةٌ في جِيئةٍ ومَعاذ
وخلّوا اهتضامَ الشعر إنَّ حديثَه / شجونٌ اقضَّتْ مضجعي وَوِسادي
خلَتْ حَلبةُ الآداب إَّلا هجائناً / ملفَّقَةً سدَّتْ طريق جياد
تشكَّى القريضُ العابثين بَحقله / كما يتشكَّى الروضُ وقعَ جراد
عليكم وان طال الرجاءُ المُعوِّلُ
عليكم وان طال الرجاءُ المُعوِّلُ / وفي يَدِكُمْ تحقيقُ ما يُتأمَّلُ
وأنتم أخيرٌ في ادعاءٍ ومَطْمَعٍ / وأنتم إذا عُدّ الميامينُ أوّل
وماذا ترجي أنسٌ لا يَسُرهُّا / سوى الشعبِ مسروراً وماذا تؤمّل
نفوسٌ قويماتُ المباديءِ حرّةٌ / على رَغْمِ ما تلقاه لا تتحول
وألسنَةٌ لُدُّ عن الحقّ ذُوَّدٌ / كأحسنِ ما حامى الحقيقةَ مِقْول
وأقلام كتابٍ يُريد انتقاصَها / من النَّفَرِ المأجورِ للسبّ مِغْزَل
وهل يستوي شاكي السلاح مؤيدٌ / بحقٍّ ومهتوكُ الضريبة أعزل
وأدمغةٌ جبارةٌ يُلتجى لها / اذا انتاب محذورٌ أو اعتاضُ مُشْكل
ذخيرةُ شعبٍ مستضامٍ تَحُوطُهُ / وإن لم يكنْ حِصْنٌ لديه ومَعْقِل
أهابتْ ملايينٌ تَشُدُّ اكفَّها / بافئدةٍ من قرحةٍ تتأكل
تُناشِدُكُمْ أن تأخذوا ثأرَ أُمّةٍ / أُصيبَ لها في حبة القلبِ مَقْتل
وعندكُمُ تفويضةٌ تعرفونها / وفي يدكُمْ منها كتابٌ مُسَجَّل
تآخى الفراتيون فيه وصافحت / يَدَ الحلَّةِ الفيحاءِ بالعهد مَوْصل
وإنّا وإنْ جارت علينا كوارثٌ / يَقِلُّ التَّعَزّي عندها والتّعلُل
مضى العامُ والثاني بويلٍ وربما / اتى ثالثٌ بالويل والموتِ مقبل
لَراجونَ أن تَصحُو سماءٌ مغيمة / وينزاحَ عن أرض الفراتين قسطل
ولا بد أن ينجابَ ليلٌ وينجلي / باوضاحه يومٌ أغَرُّ مُحَجَّل
فان تسألِ الأقوامَ عنا فانّنا / على حالةٍ خرقاءَ لا تُتَحمَّل
بلادٌ تُسامُ الجورَ حكماً وأمةٌ / تُضام ودُستْورٌ مُهانٌ مُعَطَّل
أعيذكُمُ أن يَستْثيرَ اهتمامَكُمْ / دنيٌّ يداري لقمةً أو مُغَفَّل
وهلَ يرتَضي إغضابَ شَعْبٍ بأسره / وإشماتَهُ الا غويٌّ مُضلِّل
مساكين جرتها البطون لهوة / بها كلُّ ما يُصمي الغيَارَى ويُخجِل
يدٌ رَكَسَتْ للزّندِ في كلِ حطّةٍ / وأخرى من السُحْت المُحرَّم تأكل
فلا تعذلوهم في اختلاقٍ فانهُمْ / مفاليسُ من كذْبٍ ودّسٍ تَموَّلُوا
أرادوا لكم عيباً فرُدُّوا وخُيِّبوا / ولم يجدوا قولاً بكم فتقوَّلوا
حرام عليهم أن يقولوا فيصدقوا / وعار عليهم أنْ يقولوا فيفعلوا
اذا ما انبرى منكم أديبٌ محنَّكٌ / تصدى له مستسخَفُ الرأي أخطل
وأُقسِمُ لو قالوا خذوا ألفَ واحدٍ / مقابلَ فردٍ منكُمُ لم تبدّلوا
فما اسطعتَم فاسترجعوا الحكمَ منهم / فانَّهُمُ صيدٌ عليكُمْ مُحلَّل
رَأوا شرَ لو أطاقوا تحملاً / ولكنه لم يَبْقَ حتى التحّمل
وقد هان شرُّ لو أطاقوا تحملاً / ولكنه لم يَبْقَ حتى التحّمل
وظنوا بأن اللهَ والشعبَ غافلٌ / وهيهاتَ لا هذا ولاذاك يغفل
سيعرفُ قَدْرَ النّاسِ من يَستَخِفُّهُ / ويلمَسُ عُقبى الشرِ مَنْ يتوغل
فقولوا لهم تعساً فقد سُدَّ مَخْرَجٌ / يَفرُّونَ منه مثلما سُدَّ مَدْخَل
وقد جاشَ صدرُ الشعبِ يَغلى حفيظةً / عليكم كما يغلي على النار مِرجل
أروني جديداً يَفْضح الشعرُ أمرَه / ففضحُ مساوي القوم شيءٌ مُحصَّل
فقد بدتِ النّياتُ لا سَتْردَونها / ولا حاجبٌ الا الكلامُ المرعبل
زخاريفُ قولٍ تعتليها ركاكةٌ / ويبدو عليهنّ الخنا والتبذل
اذا مسها القولُ الصحيحُ تطايَحتْ / كما مرَّ يَمشي في السنابلِ مِنْجَل
وألعاب صبيان تمرّ بمسرحٍ / يقوم عليه كلَّ يومٍ مُمثِّل
فان كان لابد الهجاءُ وسبةٌ / يحُطُّ بها قَدْرَ الفرزدقِ جَرْوَل
فبين يديكُمْ شاعرٌ تعرِفونه / بأشعاره أعداؤهُ تَتَمثَّل
تعاصيه أطرافُ الكلامِ لغيركم / وتنصبُّ مثْلَ السيل فيكم وتَسْهُل
يَرى حِطّةً أن يَحتْمي بسواكُمُ / شعورٌ وشِعرٌ ذو رُواءٍ مُسلْسَل
تَتيهُ بكم رَغمَ الأنوف وتَزْدَهي / حسانُ القوافي لا النسيجُ المهلهل
معارضة تُزْهي البلادُ وتحفِلُ / بها وُيخَّلى مَنْ سواها ويُخذَل
تُنُضِّمُها صِيدٌ كُماةٌ أشاوسٌ / يقودُهُمُ شهَمٌ يقول ويفعل
تراهم مُطاطينَ الرؤوسَ بمحفِلٍ / تَصدَّرَ فيه " الهاشميُّ " المبجل
اذا ما مشى بزّ المفارقَ مَفرِقٌ / بتاجٍ من النصرِ المبين مُكلَّل
تَرنُّ النوادي من مقالٍ يَقوله / كما رنَّ في بيتٍ يُهَدَّمُ مِعْوَل
وينقُلُهُ بعضٌ لبعضٍ تَمثُّلاً / إذا انفَضَّ عنه مَحفِلٌ عاد مَحْفِل
ولم يفضلِ الاراء إلا لأنه / يدبّرهُ رأسٌ حكيمٌ مُفَضَّل
وسيانِ قالوا خطبةً مضريةً / " لياسينَ " أو قالوا تقدمَّمَ جَحْفل
له فِكرةٌ أنكى من السيف وقعةً / وتدبيرةٌ من فَتْكةِ الموتِ أقْتَل
ورابطُ جأشٍ كالحديد وفوقَه / من الهمّ والفكْرِ المبرّحِ كَلْكل
وإنك من أن تقبلَ القومَ أفضلُ / وإنَّهمُ مِنْ أن يُدانوك أنزل
تَقَدمَّْ لها " ياسينُ " فالوضعُ محرجٌ / إذا لم تخفِّفْ منه والداء مُعْضِل
وإنك لو قابلتَ ما مُتِّعَتْ به / من الحكم بالهونِ الذي تتحمل
وما قدمتهُ من ضحايا عزيزةٍ / نتائجُها هذا البلاءُ الموكل
أسالت دماً عينيك عُقبْى كهذه / وهيّج منك الداءَ هذا المعدَّل
أحبَّتنا لو أُنزل الشوقُ والهوى
أحبَّتنا لو أُنزل الشوقُ والهوى / على قلب صخرٍ جامدٍ لتصدَّعا
خليليَّ ما أدنى الممات إلى الفتى / وأقربَ حبلَ العمرِ أنْ يتقطَّعا
ولمْ تطلُعِ الأقمارُ إلاَّ لتختفي / ولا عقربُ الساعات إلا لنُلسعا
فانْ لم يكن إلاَّ نهارٌ وليلةٌ / فما أجدرَ الإنسان أنْ يتمتَّعا
ولمَّا أبتْ أيَّمُنا غيرَ فُرقةٍ / ولم تُبْقِ في قوس التصبرُّ منزعِا
وكنَّا وفي كأس الرزايا صُبابةٌ / فما برِحتْ حتى شربناه أجمعا
نوينا فأزمعنا رحيلاً وما التوت / بنا نُوبُ الأيَّام إلاَّ لنُزمعا
نزلنا ففرَّقنا هموماً تجمَّعتْ / أبى صفو " شمرانات " أن تتجمَّعا
أحتىَّ لدى الجنَّاتِ أهفو إليكمُ / ويسمعني داعي الصبابة أنْ دعا
رعى الله أُم الحُسن " دَرْبندَ " إنَّنا / وجدنا بها روضاً من الصفو مُمرِعا
لقد سرَّنا منها صفاها وطيبَها / ولكن بكيناه جمالاً مضيَّعا
مَريعاً من الحُسن الطبيعيِّ لو سَعتْ / بنوه إلى إنعاشه كان أمرعا
قُرىٍ نظِّمتْ نظمَ الجُمانِ قلائداً / أو الدُّرِّ مُزداناً أو الماسِ رُصِّعا
صفوفٌ من الأشجار قابلْنَ مثلَها / كما مَصرعٌ في الشعر قابل مصرعا
نَظَمنا فأهدَينا القوافي بديعةً / وكانَ جمالُ اللهِ فيهنَّ أبدَعا
وقفتُ على النهر الذي من خريرِه / فرْعتُ من الشعر الالهيِّ مطلعا
لقد وقَّعتْ كفُّ الطبيعةِ لحنه / وشابهه في الشعر طبعي فوَّقعا
أنابغةَ الدين الذي دون عِرضه
أنابغةَ الدين الذي دون عِرضه / تدافع يُسراه وتحمي يمينُهُ
مقالُك هز المشرقَيْنِ وقد بكى / لما هاجه ركنُ الصفا وحُجونه
شحذتَ له الذهن الذكي توقداً / كما شحذت عضبَ الغِرار قُيونه
فجاء كما راقت شَمولٌ أجادها / بنا جَوْدُها دهرأسفَّتْ سنسنه
وما كنت شيعياً ولكن مذهباً / دعاك لكف الظن عنه يقينه
صدقتَ فإما ذنبُه فسكوتُهُ / لدنيا وأما عاره فسكونه
كثيرٌ محبوه الكرام وإنما / لما قد عراه أخرستهم شجونه
هو الدين اما حاكمته خصومه / فقرآنُهُ يقضي عليهم مبينه
وما هو الا واحد في جميعه / وإن رجم الغاوي وساءت ظنونه
أخلايَ ما أحلى التآلفَ في الهوى / إذا كثُرت عُذّالُهُ وعُيونه
هلُموا فهذا الروض زاهٍ أريضُهُ / لنرتاده والماءُ صاف معينه
نسير معاً لا العرق مني بنابِض / سواكم ولا عهد الإخاء أخونه
فلو ريْمَ كشفُ الستر عن قبر أحمدٍ / إذن لشجانا نَوْحُه وحنينه
تجمعنا من أمره لو نطيعه / ووحدتناً من عهده لو نصونه
أعد نُصرةَ الاسلام تقض دُيونه / سيَجزيك عنه الله فالدين دينه
أثرها على اسم الله نفثةَ واجد / تهيج الذي يطوى عليه حزينه
الستَ الذي إن قال أصغت لشعره / رياض الحمى واستنشدته غُصونه
يبين له السرُّ الخفي اذا خفى / على غيره ما لا يكاد يبينه
وتُرقص أوتار القلوب لحونُه / يُخال بها مسُ الصبَّ او جنونه
فلا تبتئسْ ان طاولتك قصائر / وناطحتك الكبشُ الخفاء قرونه
فذلك دأب الدهر جرَّع من مضى / بمثل الذي جُرِّعَته مَنْجَنُوْنُه
مضى عالم الآداب عنا فهذه / حقائقه تفنى ويحيا مُجونه
وللعلم مثل َ الشعب عمرٌ مقدر / وكلا أراه حان للموت حينه
أفي العدل يعلو من ذُباب طنينه / ويَصغِر بالليث الهزبر عرينه
ويسكت عن حق ويعزى بباطل / وتغضي على هضم الأبي جُفونه
ويُظلم من كانت تَهَشُ لصوته / سهول الفلا شوقاً وتبكي حُزونه
يُردّد في صدح الهزار صُداحُهُ / وتستقطر الصخر الاصم لُحونه
وما كان بالمستضعف العزم من سطا / بعز المعالي والمعالي تُعينه
وراءك أقلام يهوِّن وقعُها / شبا السيف إن ساوى القرينَ قرينه
تُمَدُّ بها أيدٍ طِوال يُطيعها البيانُ / جنيباً إن تعاصت فُنونه
ويَرْفِدها الفكر الغزير كأنه / مصبُّ غدير طافحات ٌ مُتونه
أرى الشعبَ في أشواقه كالمعلَّقِ
أرى الشعبَ في أشواقه كالمعلَّقِ / لَما حدَّثُوه عنكَ يرجو ويتَّقي
يغالط نفساً فيكَ إن قيلَ لابثٌ / يكذِّبُ أنْ قالوا سيأتي يصدِّق
صبَتْ لك أنحاءُ العراق وفتِّحَت / للُقياكَ صَدرَ الوالِهِ المتشوِّق
وأجدرْ بأن يشتاق مثلُك مثلها / وأنعِمْ بأن تحنو عليها وأخلِق
سَرَت بُردُ الأشواقِ تحمِلُ طَيَّها / تحياتِ خُلصانٍ شديدي التعلّق
ر|طاباً كأنفاس النسائم سَحرةً / عِذاباً كماء الرافدين المصفقَّ
وقد سَمَتْ الزَوراءُ ترفَعُ رأسَها / على الأرض تِيهاً مثلَ نَسر مُحلِّق
وتفخَرُ أن نالَتْ بتفضيل أرضِها / على سائر الجاراتِ حظَّ الموَّفق
فقد نافسَتْ بغدادُ بطحاء مكّةٍ / وقد غبرَّت بغدادُ في وجهِ جِلَّق
وقد حَسَدَت بغدادُ شَتى عواصمٍ / من الشرق لم تنعُمْ بهذا التفوُّق
ولو نَطَقتْ قالتْ هَلمَّ لمَصبحٍ / جميلٍ على الشطَّينِ مني ومَغْبِق
هلمَّ فعندي مُشتهى كلَّ ماجدٍ / ومن كلِّ ذوق طيّبٍ فتذَّوق
فحقِّقْ لها أمنيةً فيكَ تَستَعضْ / بها عن أمانٍ جمةٍ لم تُحقَّق
وأدخلْ عليها فرحةً فهي بَلْدةَ / بها ثارت الأتراحُ ثورةَ مُحنَق
تمشَّت بها تعتاقُها عن نُهوضِها / خطوبُ الليالي زَردَقاً بعد زَرْدَق
أبغدادُ وهي القحمةُ السِنِّ خِبرةً / تَلَهَّى بألعابٍ كطفلٍ مُحمَّق
توقِّعُ باليمنى صكوك انعتاقِها / وتُومي لها اليسرى بأن لا تصدِقي
وتَفشلُ اسبابٌ لترقيع وحدةٍ / تمزِّقُها الأضغانُ شرَّ مُمزَّق
وشعبٍ تُمشيِّه السياسةُ مُكرهاً / على زَلَقٍ من حُكمها كيفَ يَرتقي
سلامٌ على شيخ الجزيرة كلِّها / سلامٌ على تأريخِه المتألِّق
سلامٌ عليه يوم شطَّت رِكابُهُ / سلامٌ عليه يومَ نحظَى فنلتقي
سلامٌ على عُمرٍ تَقَضَّى بصالحٍ / سلامٌ على ما فات منه وما بَقى
أبا فيصلٍ بعضَ التعزي فكم رَمَت / شهامةُ قومٍ شملَهمْ بالتفرّق
وقبلَك غمّت عزةٌ رَبَّ كندةٍ / وشرَّد صونُ العرض رَبَّ الخَورَنق
وما قَدْرُ عُمرِ المرءِ إن لم يُرَعْ به / وما طيبُ عيشِ المرء إن لم يُرَنَّق
أبا فيصلٍ إن الحياةَ ثقيلةٌ / على غير مذمومينَ وغدٍ وأحمق
سلِ القومَ ما معنى المرونةِ تختبرْ / تُستِّرهم عن خِسّةٍ وتَملُّق
وعن ذمِّ محمودٍ لفرط مَنَاعةٍ / وعن حَمد مذمومٍ لفرطِ التحذلُق
يسفُّون بالأخلاقِ إذ يُطلقونها / على كلِّ ما يَزري بحُرٍ مخلَّق
أبا فيصل أشجى التحايا تحيةٌ / تمازجها الذكرى بدمعٍ مُرقرٌق
تحيةُ مشتاقٍ لو اسطاع نُهزةً / تلقّاكَ من غر القوافي بفيلَق
أخي عاطفات لم يَشُنها تكلُّفٌ / وذي خُلُقٍ لم يُمتَهنْ بتخلُّق
لقد هزّت الأشواقُ قلباً عهِدتُهُ / إلى غيرِ أربابِ العُلى غير شيِّق
ونفساً على أن لا تزالَ أمينةً / أخذتُ عليها كلَّ عهدٍ وموثَّق
ولي فيك قبل اليوم غُرُّ قصائدٍ / كفاها سموّا أنها بعضُ منطقي
من اللاء غذّاها " جرير " بروحه / ولاءَمَ شَطرَيها نسيج " الفرزدق"
شربنَ بماء الرافدين وطارَحَت / بأسجاعِها سجعَ الحمام المطوَّق
ومن قبل كانوا إن أرادوا انتقاصةً / من الشِعر قالوا عنه لم يتعرَّق
فان لا تبذَّ المفلقينَ فانّها / يقصِّرُ عنها شاعرٌ غير مُفلِق
سهرتُ لها الليلَ التّمام اجيدُها / أغوصُ على غُرِّ المعاني فأنتقي
وأحبِبْ بها من مُورقاتٍ عزيزةٍ / عليّ وبي من مُستهامٍ مؤرَّق
فجئتُ بها مبغى أديبٍ مقدّرِ / ومنعى حسودٍ موَغرِ الصدرِ أخرق
وجاءوا بمرذولِ القوافي كأنما / " مركبةٌ أبياتها فوق زِئبق"
وحسبكَ من خمس وعشرين حجةً / بها الشيخ ذو السبعين من حَنَقٍ شَقِي
يقول وقد غطَّى شُعاعي بصيصَه / ترّفقْ وهل لي طاقةٌ بالترفّق
فيا أيها الشعرُ الجميل انحطاطةً / بغيضٌ إلى قلب الحسود تفوُّقي
مكانَك قِفْ بي حيثُ أنتَ فحسبُه / وحسبُك من شَوط تقدَّمتُ مالقي
إذا قال شرِّقْ لا تغرَّبْ إطاعة / وإن قال غرّبْ فاحترس لا تشرّق
وإن قال رِّفةْ عن حياتي فرأفةٌ / وإن قال دع لي فرجةً لا تضيِّق
وعنديَ من لفظٍ جزيلٍ وصنعةٍ / لبابٌ وطبعٌ كالُمدام المعتَّق
خوافٍ بشعري حلَّقت وقوادمٌّ / وما خيرُ شعرٍ لم يَطرِ فيُحلِّق
إذا ما تبارَى والقوافي بَحلْبْة / صَرختُ به إن كنتَ شعري فأسِبق
ولم لا يسيل الشعرُ لُطفاً ورقةً / إذا كان من فَيض القريحة يستقي
يجيء به النسجُ الرقيقُ مُهَلْهَلاً / كمُوشِيِّ روضٍ أو كثوبٍ منَمَّق
ويُردفهُ صوبُ المعاني فيزدَهي / زَها الروضُ عن صوب الحيا المتدِّفق
وإن ضاعفتَه مسحةُ الحزن رَونقاً / فمن فضلِ أشجان أخذْن بمخنِقي
فمن يَتنَكَّرْ من همومٍ فإنني / لأنكِر أن أعتادَ غيرَ التحرُّق
وأنكرُ نفسي أن تُرى في انبساطةٍ / وأُنكر صدري أن يُرى غيرَ ضيق
أخِفُّ إلى المرآة كلَّ صبيحةٍ / أرى هل أشابَ الهمُّ بالأمس مفرِقي
أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةً
أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةً / ومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِ
ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍ / ويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّق
وهل ننتشي ريحَ العراقِ وهل لنا / سبيلٌ الى ماء الفرات المصفَّق
حبيبٌ إلى سمعي مقالةُ " احمدٍ " : / " أأحبابَنا بين الفراتِ وجِلَّق "
فو اللهِ ما روحُ الجنان بطيّبٍ / سواكم ولا ماءُ الغوادي بريق
ووالله ما هذي الغصونُ وإن هَفَتْ / بأخْفَقَ من قلبي إليكم وأشوق
شرِبنا على حكمِ الزمانِ من الأذى / كؤوساً أضرت بالشراب المعتق
فما كان يَهنيه صَبوحٌ ومغبقٌ / فإن من البلوى صَبوحي ومغبقى
خليليَ لا تُلْحى سهامُ مصائبٍ / أُتيحت فلولا حكمه لم تُفَّوق
تعنف أحكام القضاء حماقة / كأن القضاءَ الحتمَ ليس بأحمق
كفى مخباً بالحال أنْ ليس مُنيةٌ / لنفسيَ إلا أن نعودَ فنلتقي
وما فارسٌ الا جنانٌ مُضاعةٌ / ويا رُبَّ خمْرٍ لم تجد من مُصفق
هنيئاً فلا مسرى الرياح بخافتٍ / وبيٍّ ولا مجرى المياهِ بضيّق
اتى الحسنُ توحيه إليها من السما / يدُ الغيث في شكل الكمام المفتَّق
مضى الصيفُ مقتاداً من الحسن فيلقاً / وجاء الشتا زحفاً إليها بفيلق
كأن الثلوجَ النازلاتِ على الرّبى / عمائمُ بيضٌ كُوِّرتْ فوق مَفْرِق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025