المجموع : 52
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ / صلاة الذي فينا أقامَ به الشَّرعا
علمنا بحمد اللَه أن نبينا / أجلُّ الورى أصلاً وأزكاهُمُ فرعا
علينا به حصنٌ حصين فحسبُنا / بأنَّا رعايا وهي أضحى لنا يرعى
علِقنا بحَبلٍ من حبالِ محمَّدٍ / أَمنَّا به في ديننا الوَهنَ والصدعا
عقيدتُنا قد أُحكِمت بولايةٍ / دفعنا بها ضرّاً ونلنا بها نفعاً
عَصمنا به من كلِّ شركٍ وربية / فطوبى لمن ألقى إلى قوله السَّمعا
عفا اللَه عنَّا مُذ رجعنا لأمرهِ / ونرجُوا أماناً إذ إلى ربنا الرُّجعى
علمنا له المدحَ الذي راقَ نظمُهُ / مهما رِقَةً قد فاقت الوشي من صنعا
عداهُ لدى الدارين قد خابَ سعيهم / كفى اللَه من ولاه من خيبةٍ المعنى
عكفتُ على مدحي له متيقنا / بدفعِ خطوبٍ لا أطبقُ لها دفعا
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ / لامته جناتُ عدن تُسوغُ
غياهبُ أهل الشركِ زالت بنورِهِ / وما زال ضوءُ الصُّبح لليل يدمَغُ
غلبنا به الاعداءَ في كل موطنٍ / ولم نخشَ شيطاناً غداوهو ينزغُ
غَنينا بما ابداهُ من وحي رَبِّو / وما هو من حُكم الإله يُبلغُ
غمامُ يديه راحَ يُغنى عن الحيا / فلا يستطيعُ المحل ينمى وينبغُ
غفرتُ ذنوبَ الدَّهر إن زرتُ قَبرَهُ / فطُوبى لوجه في ثراهُ يُمَرَّغُ
غليلي إذ لم آت قبر محمد / يريد وقلبي بالكآبه يلدغ
غوائلُ دهرٍ عاقني عن لقائه / تخاف فوا حزني متى اتفرغ
غوايهُ جهلٍ قد بكيتُ دماً لها / فرُحت وخدِّي من دُمُوعي يُصبغ
غدوتُ بأوزاري وإِن كنتُ مفصِحاً / بَليغاً كأني حين أنطقُ ألثغُ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ / تزيدُ على الزُّهرِ الدراري وتَشرفُ
فسبحان من أعطاهُ من لم يُفز به / سواهُ عطاءً لم يشبهُ تكلُّفُ
فطَلعته كالبدرِ ليلةَ تمِّد / وكالشمس إلا أنها ليس تُكسفُ
فقُل حين يجري وسط نادٍ حديثهُ / لقد هبَّ عَرفُ الرَّوضِ وهوُ مفوَّفُ
فوا حزنا إن لم أصل لجنابه / وللطرف مع بعد إليه تشوفُ
فؤادي لبُعدي عنه فيه تلهب / فمن لي لو شاهدته أتلهف
فيا كبدي ذوبي اشتياقاً لقبره / ويا دمع عيني لا أعتراكَ توقُّفُ
فصفهُ وبالغ في مناقبه بما / أردت وأدرى أنّ وصفَك يضعُفُ
فأيُّ مقالٍ منك يُدرِكُ شأوَه / وما يَستوي ديوانُ شعرٍ ومصحَفُ
فصلى عليك اللَه ما لاحَ بارِقٌ / وما مال غُصنٌ مائسُ العطف هيَفُ
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد / فأيُّ دعى فيه أو في وأوفى
قريضي أولى أن يكونَ لمدحه / إذا قيل انِّي جيدُ الشِّعر مُفلقُ
قدومي عليه في القيامه مسلما / يصحح ما أملته ويحقق
قد اخترت رأيا أن اوفر خاطري / عليه وهد الرأي رأي موفق
قصدتُ كريم الخيم للعيب ساترا / فلا القصدُ مردودٌ ولا السعي مخفق
قواعدُ هذا الدِّين قد أُسِّست به / وأعلامه بالنَّصر والفتح تخفقُ
قطعتُ به كيد الأَعادي فحولَنا / بهمَّته سور مدار وخندق
قرانا إذا جئنا القيامة جاهُه / ومن مثلُه يحنو علينا ويُشفقُ
قبيلتُه أزكى الأَنام قَبيلةً / وسؤددُهُ في شأوه ليسَ يُلحَقُ
قُلوبُ مُحبِّيهِ به مُطمئنَّةٌ / ومنها إليه حيثُ كان تشوُّقُ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ / على عُمُر أذهَبته في سِوَى النُّسك
كتبتُ الذي عندي من الحُزن والأَسى / وهل ينفعُ الكتمانُ من طرقُه يبكي
كرِهتُ حياةً ما بلغتُ بها مُنىً / فعيشي بها في غاية الضِّيق والضَّنك
كفاني رجائي في النبيّ محمد / فلا فرقَ بين الأخذ عندي أو الترك
كريمُ المُحيَّا يفضحُ البدر نورُه / وأوصافُه تُزرى على الدُّرِّ في المسِّلك
كلوُني إلى ما ترتجي من شفاعةٍ / له في غد تمحو الذي كان من إفكي
كأني بنفسي وافقا عند حوضه / وقد ختمت تلكَ الأباريقُ بالمسك
كبرتُ وقد ولَّى الشبابُ ووقته / وإنّي لارجو العفو من مالك المُلك
كما جاء في القرآن يغفر ذنوبنا / إذا شاء كلَّ السيئات سوى الشِّرك
كأن بياضَ الشَّيبِ ثوبٌ إنابَةٍ / لبست له بعد الدُّعابة والضحك
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها / بإنشاد مدحي في أجلِّ مَقَامِ
مَقامِ رسول اللَه حيَّاهُ ربُّه / بكل تَحيَّاتٍ وكلّ سَلامِ
مرامى أنِّي لو بلغتُ لقبرِهِ / فمن لي لو أنِّي بلغتُ مَرامي
محمدٌ المُختارُ من آل هاشمٍ / فقل في كريمِ الأَصلِ نجلِ كِرَامِ
مناقبةُ تُربى على الرَّملِ والحَصَى / وراحتُه أزرَت بكلِّ غَمامِ
محيَّاهُ مثلُ البَدر ليلةَ تمِّهِ / فقد زانَ فيه الأفقَ بدر تمامِ
محلُّ رسولِ اللَه عندَ إلاههِ / عظيمٌ فمن ذا في الفخار كسَامي
مكارمُه تُنسي المكارم كُلها / فأكرم بغيثٍ في المواهب هَامِ
مدائحه أرجو بها الأَمن في غد / فما أختَشي والنارُ ذاتُ ضرامِ
من اللَه أرجو أن أفوزَ بمدحة / تجاه ضريحٍ منه وهُوَ أمامي
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ / وبُشرى لقلب نالَ منه مُناهُ
هو المصطفى المُختارُ من آلِ هاشم / ومن بهَرت زهرَ النُّجُومِ عُلاهُ
هُداهُ الذي قد ردَّنا عن ضلالنا / فيا ويحَ قلبٍ لم يَلجه هواهُ
هل الفخر منسوب لغير محمدٍ / فأقسمُ ما حازَ الفخارَ سواهُ
هدمتُ بمدحي فيه ما شيَّد الهوى / فويلٌ لمن شاد الذنوبَ هواهُ
هربتُ بذنبي قاصداً نحو مدحهِ / وطوبى لمن قدامة ونحاهُ
هبوا أنني حزتُ الكبائِر كلها / أأخشى ولي من قصد أحمدَ جاهُ
هَرقتُ دُموعَ العين مِنّي تأسُّفاً / على عُمرٍ ما كنتَ أعرفَ ما هو
هجرتُ لذيذَ العيشِ مذ هجر الصِّبا / وهل لذةُ الإِنسان غير صِبَاهُ
همومٌ سألتُ اللَه عني كشفَها / وأعظم ما أرجوهُ منه رِضَاهُ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ / ليتقِنَ قلبي مدحَه ولساني
نعيبي بحمد اللَه منه موفر / وحسبي عزمي بعد طول هوان
ندمت على التقصير إذ كنت قادرا / على أنني أسعى لكسبِ مكانِ
نوائب دهري عوقتني عن المُنى / وما لي لدفعِ الحادِثات يَدان
نمت حُرقُ الأَشواقِ بين أضَالعي / ولبّيتُ داعي الوجد حينَ دَعاني
نسيمَ الصَّبا أهل لي إلى قبرِ أحمدٍ / وصولٌ فإنَّ البُعدَ عنه شَجَاني
نُزوعي إلى ذاكَ الجَناب ولم أقم / إليه كألفاظٍ بغير مَعاني
نَبذتُ من اللذات ما كنتُ حاملا / إليه لأن العجز عنه نهائي
نهاية سؤلي العفو عما جنيتُه / بجهلي وربّ العالمين يَراني
نفى النومَ عن عينيَّ خوفُ عواقبي / فيا ربِّ جُد لي في غدٍ بأمَانِ
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي / وصولَ منيبٍ تائبِ قطعَ اللَّهوا
وعدت إلى مدح النبي محمدٍ / فأوسعتُ هاتيكَ الذنوب بها مَحوَا
وكنتُ شكوتُ الدّاءَ ما جَنيتُهُ / لربٍّ رَحيمٍ لم يَزل يسمَعُ الشَّكوى
وأخلصتُ في حالِ الدُّعاء لأنَّني / وثقتُ بربٍّ يكشفُ الضّرَّ والبَلوى
وما لي لا أدعُو إلهي مُخلصا / ولي جسدٌ إن باشَر النَّار لا يَقوى
ومدحُ رسولِ اللَه خيرُ ذخيرة / أرجِّي بها من خالقي كرمَ المثوى
وحسبي شبابُ لم أنل منه طائلاً / كأنّي به قد كنتُ أخبطُ في عَشوا
ولم أدّعي أني أنبتُ وأنَّني / لأَسعَد خلقِ اللَه إن صحَّت الدَّعوى
وكأن شبابي في الحقيقة سكرةً / فلما انقضى أصبحتُ أَلتزمُ الصَّحوا
وما حيلتي إِن لم يُدارِك بعفوِهِ / إله كريم طالَما وهبَ العَفوَا
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ / رَشَاداً تَحَاشَى أن يُداخِلَه نَثيُّ
يجرّد في الأَعداءِ بِيضَ سُيوفِهِ / فحسبُ عداهُ في الوغَى القتلُ والسَّبيُ
يُقرَّبَنا من خالِق الخَلقِ دينُهُ / ويرشدُنا من قولهِ الأَمرُ والنَّهي
يعمُّ الورَى بالعدلِ والأمنِ شرعَهُ / فليس يخافُ الليثَ في ملكه الظَّبيُ
يصونُ حِمَى الإسلام عن أمرِ ربِّه / بما جاءَ في القرآن إذ هَبط الوَحيُ
يُرى كلُّ ذي نطق لديه مقصّرا / ولا حصرُ يعدو عليه ولا عي
ينابيعُ أسرار الفصاحةِ فُجِّرَت / بمنطقِهِ أو عَمَّ أمتَهُ السَّقي
يُميتُ ويُحيي بُعدُه ودُنُوُّهُ / وما يتساوى في الورى الميتُ والحيُّ
يفوز بجنات القلوب محبه / وملبسه فيها حرير له وشي
يُسلّي فؤادي عن نسيبي مدحُهُ / فلا كان غيلان ولا ذُكِرت مَيُّ
ألا هكذا يبني المدارس من بنى
ألا هكذا يبني المدارس من بنى / ومن يتغالى في الثوابِ وفي الثنا
لقد ظهَرَتْ للظاهر الملك همةٌ / بها اليومَ في الدارين قد بلغَ المنا
تجمَّعَ فيها كلُّ حسن مفرقِ / فراقت قلوباً للأنامِ وأعينا
ومذ جاورت قبرَ الشهيدِ فنفسُهُ الن / فيسَةُ منها في سرورٍ وفي هَنَا
وماهي إلاجنةُ الخلد أ زلفَت / له في غدٍ فاختارَ تعجيلها هُنَا