جَرى الدمعُ مِن عيني كالأحمر القاني
جَرى الدمعُ مِن عيني كالأحمر القاني / لرزءِ أخي العلياءِ والفخر علوانِ
بكاهُ العلى والمجد والجود والندى / بدمعٍ جَرى كالمزن من فيض أجفانِ
وأهل المعالي اليوم تندبه أسىً / وقد لَبِسَت من أهله ثوب أحزانِ
مَضى الماجدُ الشهم الهمام أخو العلا / وأسكنهُ الرحمن جنّة رضوانِ
وَجاوَرَ صنو المُصطفى سيّد الورى / إمام البرايا سيّد الإنس والجانِ
فَطوبى لهُ إذ حلَّ في خير بقعةٍ / فَفاضَ بروح من نعيم وريحانِ
لَقَد كان لَيثاً في الحروبِ مجرّباً / إذا صالَ يَخشى بأسهُ كلّ شجعانِ
وإن حشد النادي تراهُ محنّكاً / يسدّد جلّ الأمر في حسن تبيانِ
لهُ موقفٌ كلّ الورى اِعترَفت به / بأنّ لهُ في الباس شأن من الشانِ
قدِ اِكتَسَبت فيهِ العروبة مَفخراً / وطالَت بهِ عزّاً على هام كيوانِ
فعزّي بهِ يا صاحِ أكرم ماجدٍ / ومَن قد تحلّى بالمحاسن عمرانِ
زعيم العلا للعربِ أضحى رئيسها / لقد شادَ للعلياء أرفع بنيانِ
وأشباله الأمجاد خير أكارمٍ / بمجدهم فاقوا على كلّ إنسانِ
بني العربِ صبراً في المصائب كلّها / فأنتُم عنِ الماضي لنا خير سلوانِ
لقد رُزِءَ العلياء في خير والدٍ / بنى لهم للعزّ أحسن عنوانِ
تراهُم بأفقِ المجد كلّا فراقداً / وجوههم قد أشرقت فوقَ أوطانِ
لهُم هِممٌ نالوا بها كلّ مفخرٍ / فهُم منبع الإحسانِ من آل قحطانِ
أخاه الّذي قد حلّ في خير منصبٍ / رفيع سما بالمكرُمات أُولي الشانِ
وأهدي على روحِ الفقيد تحيّة / أرتّلها في طيّ آيات قرآنِ