المجموع : 62
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي / وَكُنتَ مُصيبا فيَّ أَجراً وَمَصنَعا
فَكَم صاحِب قَد جَلَّ عَن قدر صاحِب / فَمَدَّ لَهُ الأَسبابَ فَاِرتَفَعا مَعا
أَبا جَعفَر خَف تَبوة بَعد صَولَة
أَبا جَعفَر خَف تَبوة بَعد صَولَة / وَقَصِّر قَليلاً عن مَدى غُلُوائِكا
فَإِن يَكُ هذا اليَومَ يَوماً حَوَيتَه / فَإِنّ رَجائي في غَد كَرَجائِكا
لَئِن أَدرك الزَيّاتُ بِالزَّيت رُتبَةً
لَئِن أَدرك الزَيّاتُ بِالزَّيت رُتبَةً / لَمِن قَبلِه الخلالُ بِالخَلّ نالَها
تَوَرّط مِنها نِعمَةً طَمَحَت بِهِ / فَما لَبِثت أَن أَعقَبَته زَوالَها
دَعَوتُ لإِحدى النائِباتِ مُحَمَّدا
دَعَوتُ لإِحدى النائِباتِ مُحَمَّدا / فَأَعرض عَنّي جانِباً وَتجَرّما
وَرُبّ اِمرئ نادَيتُ عِند مُلِمَّة / فَأَلفَيتُهُ مِنها أَجَلَّ وَأَعظَما
إِذا المَرءُ أَثرى ثُم ضَنَّ بِرِفده
إِذا المَرءُ أَثرى ثُم ضَنَّ بِرِفده / فَدَعه صَريعَ اللُّؤم تَحتَ القَوائِم
وَبَعض اِنتِقام المَرء يُزري بِعرضِه / وَإِن لَم يَقَع إِلّا بِأَهل الجَرائِم
قدرتَ فَلَم تَضرُر عَدُوّاً بِقدرة
قدرتَ فَلَم تَضرُر عَدُوّاً بِقدرة / وَسُمتَ بِه إِخوانَك الذُلَّ وَالرَغما
وَكُنتَ مَليئاً بِالَّذي قَد يعافها / مِنَ الناسِ مَن يأتي الدَّنيئَةَ وَالذَمّا
لَئِن كنتَ مَلهىً لِلعُيونِ وَقُرّة
لَئِن كنتَ مَلهىً لِلعُيونِ وَقُرّة / لَقَد صِرتَ حُزناً لِلقُلوبِ الصحائح
وَهَوّن وَجدي أَنّ يَومك مُدرِكي / وَأَنّي غَدا من أَهل تِلكَ الضَّرائِح
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا / ذَريني وَما بي قَبل أَن يَتَصَدّعا
أَلَم تَعلَمي أَنَّ المَلومَ معذَّب / وَأَن أَخي لاقى الحِمامَ فَوَدّعا
وَأَعدَدتُه لِلنَّائِباتِ ذَخيرَة / فَأَضحى أَجَلَّ النَّائِباتِ وَأَفظَعا
وَدافَعتُ عَنهُ المَوتَ بِالمالِ جاهِداً / فَأَوردته مِنهُ عَلى الرُّغمِ مَشرَعا
أَبا جَعفَر إِن كانَ قَدّمك الرَّدى / أَمامي وَعاداكَ الحِمامُ فَأَسرَعا
وَخَلَّيتَني لِلنَّائِباتِ دَريئَةً / أَظَلُّ بِها في كُل يَوم مرَوَّعا
فَعَينِيَ ما تَنفَكُّ عَبرَى سَخينَةً / عَلَيك وَرُكني خاضِعا مُتضعضِعا
وَبعدك لا آسى عَلى فَقدِ هالِكٍ / مَضيتَ فَهَوّنتَ المَصائِب أَجمَعا
سَأَحمِي الكَرى عَيني وَأَفتَرِش الثَّرى / حَياتِيَ إِذ صارَ الثَّرى لَكَ مَضجَعا
وَقيتُك ما أَخشاه جُهدي وَلَم أُطِق / لِرَدِّ قَضاء اللَّهِ إِذ حَلَّ مَدفَعا
فَلَو أَنَّني خُيّرتُ لَم يَعدُني الرَّدى / وَكُنت المُعَزّى عَن أَخيك المُفَجَّعا
وَإِنّي لأَستَحيي المَعاشِرَ أَن أُرى / خِلافك حَيّاً بِالبَقاءِ مُمَتَّعا
وَما مَرَّ يَوم في البَلاءِ كَيَومه / أَمرَّ وَأَنأى عن عَزاءٍ وَأَشنَعا
وَبَينَ ضُلوعي غُصّة مُستَكِنّة / مُجاوِرَة قَلبا بذكرك مُوجَعا
وَهَوَّنَ وَجدي فيكَ أَنّ أَمامَنا / سِوى دارنا داراً سَتَجمَعُنا مَعا
أَناة فَإِن لَم تُغنِ أَعقب بَعدَها
أَناة فَإِن لَم تُغنِ أَعقب بَعدَها / وَعيداً فَإِن لم يجدِ أَجدَت عَزائِمُه
أَساءوا وَفيهم مُحسِنون فَإِن تَهَب
أَساءوا وَفيهم مُحسِنون فَإِن تَهَب / لمُحسِنِهم أَهلَ الإِساءة يَصلُحوا
إِذا السنة الشَّهباء مَدّت سَماءَها
إِذا السنة الشَّهباء مَدّت سَماءَها / مَدَدتَ سَماءً دونها فَتَجَلّت
وَعادَت بِكَ الرِّيح العَقيمُ لَدى القِرى / لِقاحاً فَدرّت عَن نداك وَطَلّت
تَغَيّر لي فيمَن تَغَيّر حارِث
تَغَيّر لي فيمَن تَغَيّر حارِث / وَكَم من أَخ قَد غَيّرته الحَوادِث
أحارث إِن شورِكتُ فيكَ فَطالَما / غَنينا وَما بَينِي وَبَينك ثالِث
إِذا طَمعٌ يَوما غَزاني مَنَحتُه
إِذا طَمعٌ يَوما غَزاني مَنَحتُه / كَتائِبَ يَأس كَرَّها وَطِرادَها
سِوى طمع يُدني إِلَيك فَإِنَّه / يُبَلَّغ أَسبابَ العُلى من أَرادَها
وَأَفضل ما يَأتيه ذو الدين وَالحِجى
وَأَفضل ما يَأتيه ذو الدين وَالحِجى / إِصابَةُ شكر لم يَضِع معه أَجر
دَعوتُك في بَلوى أَلَمّت صُروفُها
دَعوتُك في بَلوى أَلَمّت صُروفُها / فَأَوقَدت من ضِغن عَليَّ سعيرَها
فَإِنّي إِذا أَدعوك عند مُلِمّة / كَداعِيَة عِندَ القُبورِ نَصيرَها
وَكُنتُ أُرَجّي أَنه حين يَلتَحي
وَكُنتُ أُرَجّي أَنه حين يَلتَحي / يُفَرِّج أَحزاني وَيُعقِبني صَبرا
فَلَمّا التحى وَاسودّ عارِضُ خَدّه / تَزايَدَت البَلوى لِواحدة عَشرا
إِذا ما بَدَوا وَالقَوم فَوق سُروجِهِم
إِذا ما بَدَوا وَالقَوم فَوق سُروجِهِم / تَناثَرَت الأَشرافُ مِنهُم عَلى الأَرضِ
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة / إِلَيّ فَهلّا نَفسُ لَيلى شَفيعُها
أَأَكرَمُ من لَيلى عَلَيَّ فَتَبتَغي / بِه الجاهَ أَم كُنتُ اِمرأً لا أُطيعُها
وكنّا متى ما نلتمس بسيوفِنا
وكنّا متى ما نلتمس بسيوفِنا / طوائلَ ترجعنا وفينا الطَّوائِل
ويأمن فينا جارنا وعيوننا / وترقد عنا في المُحول العواذل
نهمّ فتعطينا المنايا قِيادَها / وتُلقي إلينا ما تُكِنّ المعاقل
فهبني مسيئاً مثلَ ما قلتُ ظالما
فهبني مسيئاً مثلَ ما قلتُ ظالما / فعفواً جميلا كي يكون لك الفضل
فإن لم أكن بالعفو منك لسوء ما / جَنيتُ به أهلا فأنت لها أهل