القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 51
شجوني إذا جُن الظلام كثير
شجوني إذا جُن الظلام كثير / يؤلبها عادي الهوى ويثير
إذا دهمت والليل من كل جانب / فنومي قتيل والصباح أسير
مشت لجناح واهن من جوانحي / ومالت على القلب الضعيف تُغير
فما ثار هذا الليل عندي وإنني / أليف له في جُنحه وسمير
إذ رقد الحياء نادمت نجمه / أدير له ذكر الكرى ويدير
ضعيفين لا نعطى حَراكا على الدجى / كلانا عليه مُقعد وعثور
نشدنا دفين الصبح في كل ظلمة / عليه كأنا منكر ونكير
يسائلني الساقي أَما لك نشوة / لعلك رضوى أو عساك ثبير
تكاد تخف الكأس من نفحاتها / وأنت على مر الكؤوس وقور
فقلت عوادي الهم بيني وبينها / تكاد تصدّ الكأس حين تدور
أتشغل قلبي الراح عن بعض ما به / وأشغال قلبي لو علمت كثير
برى البين ظُفريه وأذهب ريشه / وهدّ جناحيه فكيف يطير
يكاد يلين الجذع من زفراته / وييبس منها الفرع وهو نضير
كلانا غريب في المضاجع ليله / طويل وليل العالمين قصير
أقول له والغُدر بيني وبينه / ومن مدمعينا جدول وغدير
يلوم أناس ليس يدرون ما الهوى / لعلك دار يا حمام عذير
بعيشك خبرني وإن كنت عالما / هل الحب إلا جنة وسعير
أهنتُ عزيز الصبر فيك وخانني / إباء وفىٌّ في الخطوب وفير
وما أنا من ينضو عن النفس شيمة / ولكن سلطان الغرام قدير
خُلقت رحيم القلب آوى إلى الهوى / وأنكر ضيف الحقد حين يزور
وما خذلتني في بلاء سجية / وبعض السجايا خاذل ونصير
ولا رمت إلا النفع للناس مطلبا / ولا ارتاح لي إلا إليه ضمير
ومن يصحِب الأملاك عشرين حجة / يُجَمِّله خُلق في الخلال أمير
سما بي مديح الكابر ابن محمد / إلى حيث لا يبغى المزيد كبير
تجلى على الأبصار والصبح فانثنت / تباهي به شمس الضحى وتغير
وما استقبلت إلا ضياها تعيره / دليل الهوى من نورها ويعير
أغر تحلى بالحياء وبالهدى / فأعلاه نور والغضون نمير
فمتى الهمة الشماء فضلك سابق / وشعبك جاز بالولاء شكور
يروم رعاياك الذي نال غيرهم / وأنت بتحقيق المرام جدير
جمعت الأدانين الشجاعة والحجى / فكل عسير إن عزمت يسير
أتعلو علينا في المشارق أمة / وجدّك دل الشرق كيف يسير
حباه حياة في الحضارة جمة / يشير إليها العصر وهو فخور
وقد ترفع الأوطانَ للنجم همةُ / ويُرجع قوما للحياة شعور
ويبعث نورُ العلم شعبا تضمه / من المجهلات الحالكات قبور
ويمضي على حال ويأتي بضدها / زمان ظروف كله وأمور
لقد لامني يا هند في الحب لائم
لقد لامني يا هند في الحب لائم / محب إذا عُدّ الصحاب حبيب
فما هو بالواشي على مذهب الهوى / ولا هو في شرع الغرام مريبُ
وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا / حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ
وقلت له صبراً فكل أخي هوى / على يد من يهواه سوف يتوب
يقولون عن مصر بلاد عجائب
يقولون عن مصر بلاد عجائب / نعم ظهرت في أرض مصر العجائب
تقدّم فيها القائلون لشبهة / ونيلت بسجن الأبرياء المناصب
وأخر فيها كل أهل لرفعة / وقدم فهمي وحده والأقارب
فيالورد هذا الحكم والله مطلق / ومن مطلق الأحكام تأتي المصائب
ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر / وقيصر مغلوب وإن قيل غالب
بنعمة فتحي قد ظفرتم بفندلى
بنعمة فتحي قد ظفرتم بفندلى / وأصبحت لا رحلي أحث ولا نعلي
فلا تنكروا أهل الجريدة ظاهري / جريدتكم يوم الفخار على رجلي
بلينا وكان الله أكرم مبتل
بلينا وكان الله أكرم مبتل / بكل صقيع في البلاد جليد
أتى مسلما عفوا فمن ذا يبيعنا / طوائف عيسى كلها برشيد
أيا لورد في طول البلاد وعرضها
أيا لورد في طول البلاد وعرضها / زغاليل من حر الفراق تطير
فكلها إذا حطت لديك بلندن / فأمثالها في دنشواى كثير
ولكن هذى هضمها فيه راحة / وتلك لعمري هضمهن عسير
إذا ما جمعتم أمركم وهممتمو
إذا ما جمعتم أمركم وهممتمو / بتقديم شئٍ للوكيل ثمين
خذوا حبل مشنوقٍ بغير جريرة / وسروال مجلودٍ وقيد سجين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه / من الشعر حكم خطه بيمين
ولا تقرأوه في شبرد بل اقرأوا / على ملأ من دنشواي حزين
عجبت لهم قالوا سقطت ومن يكن
عجبت لهم قالوا سقطت ومن يكن / مكانك يأمن سقوط ويسلم
فأنت امرؤ ألصقت نفسك بالثرى / وحرمت خوف الذم ما لم يحرم
فلو أسقطوا من حيث أنت زجاجة / على الصخر لم تصدع ولم تتحطم
يقولون لم تطرى عليا وأخته
يقولون لم تطرى عليا وأخته / وتنسى حسينا والحسين كريم
فقلت فؤادى للثلاثة منزل / هما طُنُباه والحسين صميم
ثلاثة أسباب لأُنسى ولذتي / يبارك فيها مانِحِى ويديم
إذا ما بدا لي أن أفاضل بينهم / أبى لي قلب عادل ورحيم
أحبِ صغار العالمين لأجلهم / ويعطف قلبي ذو أب ويتيم
أمينتيَ الدنيا إذا هي أقبلت / على العيش منها نضرة ونعيم
ذكاء تمناه الفتى حلية له / ووجه يسر الناظرين وسيم
فأما علىٌّ فالمسيح حداثة / وقور إذا طاش الصغار حليم
وقبل حسين ما تكلم مرضع / ولا نال علياء البيان فطيم
إذا راح يهذى بالحديث فشاعر / فإن جدّ فيما قاله فحكيم
عصيفير روض رَبِّ صنه وأبِقه / فأنت بقلب قد خَلقت عليم
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها / إلى علم بين النوابغ مفرد
ولو أن من أقلامه في أكفنا / وقلنا لجاء القول إنجيل مهتد
ومن يتعهد للرجال صداقة / يطلب بالذي سر الصديق ويسعد
ومن يحفظ الخلان يحفظ مدارعا / عليه ويستثمر غراس التودد
وما حافظ إلا بناء مكارم / وزاخر عرفان وهضبة سؤدد
فتى يرفع الأشعار ما شاء قدرها / وترفعه الأشعار رتبة مخلد
ويلقى عليه في السلام وفي الوغى / رجاء يراع أو رجاء مهند
ألا عند مصر والبيان وأهله / يد للمعالي صادفت حافظ اليد
قضى أريحيّ القوم والقوم من همو
قضى أريحيّ القوم والقوم من همو / فكل لبيب بين جنبيه مأتم
غدا وغدونا والحياة تضمنا / ورحنا وكم من ميِّت لا يقوم
فهل خطب الأبرار بالليل ودّه / فأصبح فيهم راضيا يتنعم
ألا إنما الدنيا نهار وليلة / يذيعان ما تخفى الغيوب وتكتم
ولم ترق منذ الدهر للناس عَبرة / إذا ضحك الباكي بكى المتبسم
أبا يوسف في كل نادٍ مناحة / أرامل تبكى أو عوائل تلطم
تغيّر للاحسان والجود معهد / ونكّر للعرفان والعلم معلم
لئن مت فالإنسان لا بدّ ميت / ولكن رزء الناس بالحرّ مؤلم
وما عاش مجهول المكان محقر / وما مات مرفوع المنار معظم
وما المال إلا غصة فوق غصة / إذا ما سقى المرء القضاء المحتم
وإن الفتى في عيشه ما سعى له / وإن الفتى من بعده ما يقدّم
فما كان عند الناس فالناس ألسن / وما كان عند الله فالله أكرم
سراة بنى مصر طوى الموت حاتما / فهل حاتم من جمعكم يتقدّم
خذوا الخير عنه وافعلوا مثل فعله / فَلَلخَير في الدارين زين ومغنم
أما وعظتكم ميتة زلزلت لها / جوانب مصر والخلائق نوم
أما راعكم نعش حوى ذلك الغنى / وما فيه دينار ولا فيه درهم
ويا أحمد الخيرات إنى ارتجلتها / ودمعي ارتجالا خلف نعشك تسجم
بكيت على الحرّ الهمام وفقده / وهل حيلتي إلا البكا والترحم
وما الشعر إلا رجع حس وخاطر / فمن خانه وجدانه خانه الفم
فخذها رثاء من وفىّ ولوعة / يبثك إياها الفؤاد المكلم
لقد كانت الآمال فيك كثيرة / وهل تنقض الآمال والله مبرم
وما ابنك إلا الخير من صلب خير / فِلم لا يرجى فيه أو يُتوسم
ستعليك ذكرا فوق معن وحاتم / أياد على هذا الأنام وأنعم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025