المجموع : 51
شجوني إذا جُن الظلام كثير
شجوني إذا جُن الظلام كثير / يؤلبها عادي الهوى ويثير
إذا دهمت والليل من كل جانب / فنومي قتيل والصباح أسير
مشت لجناح واهن من جوانحي / ومالت على القلب الضعيف تُغير
فما ثار هذا الليل عندي وإنني / أليف له في جُنحه وسمير
إذ رقد الحياء نادمت نجمه / أدير له ذكر الكرى ويدير
ضعيفين لا نعطى حَراكا على الدجى / كلانا عليه مُقعد وعثور
نشدنا دفين الصبح في كل ظلمة / عليه كأنا منكر ونكير
يسائلني الساقي أَما لك نشوة / لعلك رضوى أو عساك ثبير
تكاد تخف الكأس من نفحاتها / وأنت على مر الكؤوس وقور
فقلت عوادي الهم بيني وبينها / تكاد تصدّ الكأس حين تدور
أتشغل قلبي الراح عن بعض ما به / وأشغال قلبي لو علمت كثير
برى البين ظُفريه وأذهب ريشه / وهدّ جناحيه فكيف يطير
يكاد يلين الجذع من زفراته / وييبس منها الفرع وهو نضير
كلانا غريب في المضاجع ليله / طويل وليل العالمين قصير
أقول له والغُدر بيني وبينه / ومن مدمعينا جدول وغدير
يلوم أناس ليس يدرون ما الهوى / لعلك دار يا حمام عذير
بعيشك خبرني وإن كنت عالما / هل الحب إلا جنة وسعير
أهنتُ عزيز الصبر فيك وخانني / إباء وفىٌّ في الخطوب وفير
وما أنا من ينضو عن النفس شيمة / ولكن سلطان الغرام قدير
خُلقت رحيم القلب آوى إلى الهوى / وأنكر ضيف الحقد حين يزور
وما خذلتني في بلاء سجية / وبعض السجايا خاذل ونصير
ولا رمت إلا النفع للناس مطلبا / ولا ارتاح لي إلا إليه ضمير
ومن يصحِب الأملاك عشرين حجة / يُجَمِّله خُلق في الخلال أمير
سما بي مديح الكابر ابن محمد / إلى حيث لا يبغى المزيد كبير
تجلى على الأبصار والصبح فانثنت / تباهي به شمس الضحى وتغير
وما استقبلت إلا ضياها تعيره / دليل الهوى من نورها ويعير
أغر تحلى بالحياء وبالهدى / فأعلاه نور والغضون نمير
فمتى الهمة الشماء فضلك سابق / وشعبك جاز بالولاء شكور
يروم رعاياك الذي نال غيرهم / وأنت بتحقيق المرام جدير
جمعت الأدانين الشجاعة والحجى / فكل عسير إن عزمت يسير
أتعلو علينا في المشارق أمة / وجدّك دل الشرق كيف يسير
حباه حياة في الحضارة جمة / يشير إليها العصر وهو فخور
وقد ترفع الأوطانَ للنجم همةُ / ويُرجع قوما للحياة شعور
ويبعث نورُ العلم شعبا تضمه / من المجهلات الحالكات قبور
ويمضي على حال ويأتي بضدها / زمان ظروف كله وأمور
لقد لامني يا هند في الحب لائم
لقد لامني يا هند في الحب لائم / محب إذا عُدّ الصحاب حبيب
فما هو بالواشي على مذهب الهوى / ولا هو في شرع الغرام مريبُ
وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا / حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ
وقلت له صبراً فكل أخي هوى / على يد من يهواه سوف يتوب
يقولون عن مصر بلاد عجائب
يقولون عن مصر بلاد عجائب / نعم ظهرت في أرض مصر العجائب
تقدّم فيها القائلون لشبهة / ونيلت بسجن الأبرياء المناصب
وأخر فيها كل أهل لرفعة / وقدم فهمي وحده والأقارب
فيالورد هذا الحكم والله مطلق / ومن مطلق الأحكام تأتي المصائب
ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر / وقيصر مغلوب وإن قيل غالب
بنعمة فتحي قد ظفرتم بفندلى
بنعمة فتحي قد ظفرتم بفندلى / وأصبحت لا رحلي أحث ولا نعلي
فلا تنكروا أهل الجريدة ظاهري / جريدتكم يوم الفخار على رجلي
بلينا وكان الله أكرم مبتل
بلينا وكان الله أكرم مبتل / بكل صقيع في البلاد جليد
أتى مسلما عفوا فمن ذا يبيعنا / طوائف عيسى كلها برشيد
أيا لورد في طول البلاد وعرضها
أيا لورد في طول البلاد وعرضها / زغاليل من حر الفراق تطير
فكلها إذا حطت لديك بلندن / فأمثالها في دنشواى كثير
ولكن هذى هضمها فيه راحة / وتلك لعمري هضمهن عسير
إذا ما جمعتم أمركم وهممتمو
إذا ما جمعتم أمركم وهممتمو / بتقديم شئٍ للوكيل ثمين
خذوا حبل مشنوقٍ بغير جريرة / وسروال مجلودٍ وقيد سجين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه / من الشعر حكم خطه بيمين
ولا تقرأوه في شبرد بل اقرأوا / على ملأ من دنشواي حزين
عجبت لهم قالوا سقطت ومن يكن
عجبت لهم قالوا سقطت ومن يكن / مكانك يأمن سقوط ويسلم
فأنت امرؤ ألصقت نفسك بالثرى / وحرمت خوف الذم ما لم يحرم
فلو أسقطوا من حيث أنت زجاجة / على الصخر لم تصدع ولم تتحطم
يقولون لم تطرى عليا وأخته
يقولون لم تطرى عليا وأخته / وتنسى حسينا والحسين كريم
فقلت فؤادى للثلاثة منزل / هما طُنُباه والحسين صميم
ثلاثة أسباب لأُنسى ولذتي / يبارك فيها مانِحِى ويديم
إذا ما بدا لي أن أفاضل بينهم / أبى لي قلب عادل ورحيم
أحبِ صغار العالمين لأجلهم / ويعطف قلبي ذو أب ويتيم
أمينتيَ الدنيا إذا هي أقبلت / على العيش منها نضرة ونعيم
ذكاء تمناه الفتى حلية له / ووجه يسر الناظرين وسيم
فأما علىٌّ فالمسيح حداثة / وقور إذا طاش الصغار حليم
وقبل حسين ما تكلم مرضع / ولا نال علياء البيان فطيم
إذا راح يهذى بالحديث فشاعر / فإن جدّ فيما قاله فحكيم
عصيفير روض رَبِّ صنه وأبِقه / فأنت بقلب قد خَلقت عليم
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها
نظمنا سنىَّ التهنئات نزفها / إلى علم بين النوابغ مفرد
ولو أن من أقلامه في أكفنا / وقلنا لجاء القول إنجيل مهتد
ومن يتعهد للرجال صداقة / يطلب بالذي سر الصديق ويسعد
ومن يحفظ الخلان يحفظ مدارعا / عليه ويستثمر غراس التودد
وما حافظ إلا بناء مكارم / وزاخر عرفان وهضبة سؤدد
فتى يرفع الأشعار ما شاء قدرها / وترفعه الأشعار رتبة مخلد
ويلقى عليه في السلام وفي الوغى / رجاء يراع أو رجاء مهند
ألا عند مصر والبيان وأهله / يد للمعالي صادفت حافظ اليد
قضى أريحيّ القوم والقوم من همو
قضى أريحيّ القوم والقوم من همو / فكل لبيب بين جنبيه مأتم
غدا وغدونا والحياة تضمنا / ورحنا وكم من ميِّت لا يقوم
فهل خطب الأبرار بالليل ودّه / فأصبح فيهم راضيا يتنعم
ألا إنما الدنيا نهار وليلة / يذيعان ما تخفى الغيوب وتكتم
ولم ترق منذ الدهر للناس عَبرة / إذا ضحك الباكي بكى المتبسم
أبا يوسف في كل نادٍ مناحة / أرامل تبكى أو عوائل تلطم
تغيّر للاحسان والجود معهد / ونكّر للعرفان والعلم معلم
لئن مت فالإنسان لا بدّ ميت / ولكن رزء الناس بالحرّ مؤلم
وما عاش مجهول المكان محقر / وما مات مرفوع المنار معظم
وما المال إلا غصة فوق غصة / إذا ما سقى المرء القضاء المحتم
وإن الفتى في عيشه ما سعى له / وإن الفتى من بعده ما يقدّم
فما كان عند الناس فالناس ألسن / وما كان عند الله فالله أكرم
سراة بنى مصر طوى الموت حاتما / فهل حاتم من جمعكم يتقدّم
خذوا الخير عنه وافعلوا مثل فعله / فَلَلخَير في الدارين زين ومغنم
أما وعظتكم ميتة زلزلت لها / جوانب مصر والخلائق نوم
أما راعكم نعش حوى ذلك الغنى / وما فيه دينار ولا فيه درهم
ويا أحمد الخيرات إنى ارتجلتها / ودمعي ارتجالا خلف نعشك تسجم
بكيت على الحرّ الهمام وفقده / وهل حيلتي إلا البكا والترحم
وما الشعر إلا رجع حس وخاطر / فمن خانه وجدانه خانه الفم
فخذها رثاء من وفىّ ولوعة / يبثك إياها الفؤاد المكلم
لقد كانت الآمال فيك كثيرة / وهل تنقض الآمال والله مبرم
وما ابنك إلا الخير من صلب خير / فِلم لا يرجى فيه أو يُتوسم
ستعليك ذكرا فوق معن وحاتم / أياد على هذا الأنام وأنعم