المجموع : 86
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ / إِلَيَّ فَهلاَّ نَفسُ لَيلَى شَفِيعُهَا
أَأَكرَمُ مِن لَيلَى عَلَىَّ فَتَبتَغِي / بِهِ الجاهَ أَم كُنتُ امْرَءًا لا أُطِيعُهَا
تَنَاسَ هَوَى عَصماءَ إِمّا نَأَيتَها
تَنَاسَ هَوَى عَصماءَ إِمّا نَأَيتَها / وَكَيفَ تَناسِيكَ الّذِى لَستَ نَاسِيا
لَعَمرِى لَئِن عَصماءُ شَطَّ مَزارُها / لَقَد زَوَّدَت زاداً وَإِن قَلَّ باقِيَا
وَما هىَ مِن عَصماءَ إِلاّ تَحِيَّةٌ / تُوَدِّعُنِيها حِينَ حُمَّ ارتِحاليَا
لَيالَىَ حَلَّت بِالقَرِيَّينِ حَلَّةً / وَذِى مَرَخٍ يا حَبّذا ذاكَ واديا
خَلِيلىَّ مِن بَينش الأَخِلاَّءِ لا تَكُن / حِبالُكما أُنشُوطَةً مِن حِبالِيَا
وَلا تَشقَيَا قَبلَ المَماتِ بِصُحبَتِى / ولا تَلبَسانِى لُبسَ مَن كانَ قاليَا
فإنَّ فِراقِى سَوفَ يُخلِفُ غَيرَهُ / وَشِيكاً وإِن صاحَبتُمانِي لَياليَا
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ / تُضِىء دُجُنَّاتِ الظَّلامِ لَوامِعُه
إِذا اكتَحَلَت عَينا مُحِبٍّ بِضَوئِهِ / تَجافَت بِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ مَضَاجِعُه
قَعَدَتُ لهُ ذَاتَ العِشَاءِ أُشِيمُهُ / وَأَنظُرُ مِن أَينَ استَقَلَّت مَطَالِعُه
وَباتَ وِسادِى ساعِداً قَلَّ لَحمُهُ / عَلَى العَظمِ حتّى كادَ يَبدُو أَشاجِعُه
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت / فَهَل يَأتِيَنِّى بِالطَّلاقِ بَشِيرُ
دَعَوتُ إِلهي دَعوَةً ما جَهِلتُهَا / وربّي بما يُخفِى الضَّميرُ بَصيرُ
لَئِن كانَ يُهدَى بَردُ أَنياَبِهَا العُلا / لأَفقرَ منّى إِنَّنى لَفَقِيرُ
وَلَمّا لَحِقنا بِالحُمولِ وَدونَهَا
وَلَمّا لَحِقنا بِالحُمولِ وَدونَهَا / خَميصُ الحَشا تُوهِى القَميصَ عواتِقُه
قَليلُ قَذَى العَينَينِ نَعلَمُ أَنَّهُ / هُوَ المَوتُ غِن لم تُصرَعَنّا بَوَائِقُه
وَقَفنا فَسَلَّمنا فَسلَّمَ كارهاً / علينا وتَبريحٌ مِنَ الغَيظِ خانِقُه
فَسَاءلتُهُ تّى اطمَأنَّ وَقد بَدَا / لنا بَرَدٌ مِنهُ تَطيرُ صَواعِقُه
فَسايَرتُهُ مِيلَينِ يا لَيتَ أَنَّنى / عَلَى سُخطِهِ حتّى المَماتِ أُرافِقُه
فَلمّا رَأت أن لا جَوابَ وَأنّما / مَدَى الصَّرمِ مَضروبٌ علينا سُرادِقُه
رَمَتنِى بِطَرفٍ كَمِيَّا رَمَت بِهِ / لَبُلَّ نَجِيعاً نَحرُهُ وَبَنائِقُه
بِنُورٍ بَدَا من حاجِبَيهَا كأنَّهُ / بُروقُ الحَيا تُهدَى لِنَجدٍ شَقائِقُه
وَرُحنا وكلٌّ نَفسُهُ قَد تَصَعَّدَت / إِلى النَّحرِ حتَّى ضَمَّها مُتَضَايِقُه
مِنَ الوَجدِ إِلاّ أَنَّ مَن فَاضَ دَمعُهُ / أراحَ وَظِلُّ المَوتِ تَغشَى بَوارِقُه
مَنَحتُ صَرِيحَ الوُدِّ لَيلى كَرامةً / لِلَيلى ولكنّى لِغَيرِك ماذِقُه
فَلَم تَجزِني بالوُدِّ لَيلى وَلَم تَخَف / مَلاَمَكَ فى عَهدٍ علينا وَثائِقُه
وما أحدَثَ النَّأىُ المُفَرِّقُ بَينَنا
وما أحدَثَ النَّأىُ المُفَرِّقُ بَينَنا / سُلُوّاً وَلاَ طُولُ اجتِماعِ تَقَالِيا
كَأَن لَم يَكُن نَأىٌ إِذا كانَ بَعدَهُ / تَلاقٍ وَلكن لا إِخالُ تَلاقِيَا
خَلِيلَىَّ إِلاّ تَبكِيا لِىَ أَلتَمِس / خَلِيلاُ إِذا أَنزَفتُ دَمعِى بَكَى لِيَا
لَقَد خِفتُ أَن يَلقانِى المَوتُ بَغتَةَ / وَفِى النَّفسِ حاجاتٌ إِلَيكِ كَما هِيَا
وَدِدتُ عَلَى حُبِّ الحَياةِ لَو أنَّها / يُزَادُ لَها فِى عُمرِها مِن حَياتِيَا
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما / يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ / وَأَنتَ بِتَلماحٍ مِن الطَّرفِ زائِرُه
فَإِنَّكَ مِن بَيتٍ لَعَينِىَ مُعجِبٌ / وَاَحسَنُ فِى عَينِى مِنَ البَيتِ عامِرُهُ
أَصُدُّ حَيَاءً أَن يَلِجَّ بِىَ الهَوَى / وَفِيكَ المُنَى لَولاَ عَدُوٌّ حاذِرُه
وَكَم لائمٍ لَولال نَفاسَةُ حُبِّها / عَلَيكَ لَمَا بالَيتَ أَنّكَ خَابِرُه
أُحِبُّكِ يا لَيلَى عَلى غَيرِ رِيبَةٍ / وَما خَيرُ حُبٍّ لا تَعَفُّ سَرائِرُه
وَقَد مَاتَ قَبلِى أَوَّلُ الحُبِّ فَانقَضَى / فَإِن مِتُّ أَضحَى الحُبُّ قَد ماتَ آخِرُه
فَلَمّا تَنَاهَى الحُبُّ فِى القَلبِ وارداً / أَقامَ وَأَعيَت بَعد ذاكَ مَصَادِرُه
وَقَد كانَ قَلبِى فِى حِجابٍ يُكنُّهُ / وَحُبُّكِ مِن دُونِ الحِجابِ يُسَاتِرُه
فَماذَا الّذِى يَشفَى مِن الحُبِّ بَعدَما / تَشَرَّبَهُ بَطنُ الفُؤَادِ وَظاهِرُه
وَأَنتِ كمَثلُوجِ صَفا فِى قَرارةٍ
وَأَنتِ كمَثلُوجِ صَفا فِى قَرارةٍ / عَلَى مَتنِ صَفوانٍ بِمَجرَى المَهالِكِ
يُشابُ بِما تَجنِى النِّحالُ وَتَأتَرِى / بِأَوعَرَ مِن عَروانَ صَعبِ المَسَالِكِ
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا / وَإن كانَ عن قَصدِ المَطِيِّ يَجورُ
فَإنَّ بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ لِنِسوَةً / فُؤَدُكَ فى تَكليمِهنَّ يُحُورُ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ / وَتَبلَى عِظَامِى حَيثُ تَبلَى عِظامُها
نَكونُ كَما كانَ المُحِبُّونَ قَبلَنا / إِذا ماتَ مَوتاها تَعارَفَ هامُها
خَليلىَّ إِنّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما
خَليلىَّ إِنّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما / فَهَل أَنتُما بالعِيسِ مُدَّلِجَانِ
فقالا أَنِمتَ اللَّيلَ ثُمَّ دَعَوتَنَا / ونحنُ غُلاَما نَعسَةٍ حَدَثَانِ
فَقُم حَيثُ تَهوى إِنَّنا حَيثُ نَشتهى / وإِن رُمتَ تَعرِيسابً بِنَا غَرِضانِ
خَليلىَّ مِن أَهلِ اليَفاعِ شُفِيتُمَا / وعُوفِيتُماَ مِن سَيّىءِ الحَدَثانِ
أَلا فَاحمِلاَني باركَ اللهُ فيكما / إِلى حاضرِ القَرعَاءِ ثُمَّ دَعَاني
مُتَيِّمتايَ حَلَّتا بشَقِيقَةٍ / مَنصِّفَةٍ بَينَ اللِّوى وقِرَانِ
خَليلىَّ كُفَّاالألسُنَ العُوجَ وَاعلما / مِنَ العِلمِ أَن لاَجُهدَ بي وَذَرَانى
وإِنّى تَدَبَّرتُ الأُمُورَ وَاعلما / بِنَفسىَ والفٍِتيَانِ مُنذُ زَمَانِ
فلم أُحفِ باللَّومِ الرَّفيقَ ولَم أَجِد / خَلِيَّا ولاَذَا البَثِّ يَستَوِيَانِ
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَن لَستُ مَاشِياً / بِمرحَابَ حتّى يُحشَرَ الثَّقَلاَنِ
ولاَ لاَهِياً يَوماً إِلَى اللَّيلِ كُلِّهِ / بِبيضٍ لَطيفاتِ الخُصُورِ رَوانى
يُمَنّينَنا حتّى تَزِيغَ عُقُولُنَا / ويَخلِطنَ مَطلاً ظاهِراً بلَيانِ
وما حُبُّ أُمِّ الغَمرِ إِلاّ سَجِيَّةٌ / عليها بَرانى اللهُ ثُمَّ طَوَانِى
طَوَانِى عَلَى حُبٍّ لها وسَجِيَّةٍ / أَجَل وأُنوفُ الكاشحينَ عَوَانِى
نَذُودُ النُّفُوسَ الحائماتِ عَنِ الهوى / إِذا كان قَلبانا بِنَا يَرِدَانِ
ذِيادَ الصَّوَادِى عَن قِرى الماءِ بَعدَما / مضى والفَلا سَبعٌ لَها وثَمانِ
ولَو أَنَّ أُمَّ الغَمرِ اَمسَت مُقيمةً / بِتَثليثَ أَو بالخَطِّ خَطِّ عُمانِ
تَمَنَيَّتُ اَنَّ اللهَ جامعُ بَينِنا / بما شَاءَ فى الدُّنيَا فَمُلتَقِيَانِ
وكنّا كَرِيمَى مَعشَرٍ حُمَّ بينَنا / تَصَافٍ فَصُنّاهُ بِحُسنِ صِوَانِ
سَيَبقى ولا يَبلى ويَخفى ولا يُرى / فَما عَلِموا من أَمرِنَا بِبَيَانِ
مِنَ النَّاسِ إنسانانِ دَينى عليهما / مَلِيّانِ لَو شاءا لَقَد قَضَيَانِى
خَليلىَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فمنهما / وأَمّا عَنِ الأُخرَى فَلاَ تَسَلاَنِى
مَنُوعانِ ظلاّمانِ لا يُنصِفَانِنى / بِدَلَّيهما وَالحُسنِ قَد خَلَبانِى
مِنَ البيضِ نَجلاَ والعُيُونِ غَذَاهما / نَعيمٌ وعَيشٌ ضارِبٌ بِجِرَانِ
يَظَلاّنِ حَتّى يَحسِبَ النّاسُ أَنّنى / قُضِيتُ ولاَ واللهِ مَا قَضَيَانِى
أَفِى كلِّ يَومٍ أَنتَ رَامٍ بلادَهَا / بِعَينَينِ إِنسَاناهما بالهَمَلاَنِ
إِذا اغرَورقَت عَينَايَ قَالَ صَحابتى / لَقَد أُولِعَت عَينَاكَ بالهَمَلاَنِ
وإِن لَم يُنازِعنى رَفيقاىَ ذِكرَهَا / تَجَوَّيتُ مِن مِطوَىَّ واجتَوَيانى
أَطَعتُكِ حَتى أَبغَضَتنى عَشِيرتي / وأَقصَى إِمَامِي مَجلسِى وجَفانِى
ورامَيتُ فيكِ النَّفسَ حَتّى رَمَيتنِنى / مَعَ النّابلِ الحَرّانِ حَيثُ رَمَانى
وأكبرُ فَقدٍ مِنكِ قَد رَاحَ أَو غَدَا / فَبَانَ بلا ذَنبٍ وَلاَ شَنآنِ
فَوَدّعتُهُ ثُمَّ انصَرَفتُ كأنَّنى / سُدىً لم تُصِبنى لَوعَةُ الحَدَثَانِ
لَعَلَّكِ أَن يَبقى لكِ الذَّنبُ عِندَهُ / فَتُجزَى بهِ إِن اُخِّرَ الأَجَلانِ
لَعَمرُ أَبي أَشماءَ والنَّأىُ يشتفى / لَقِدماً أَرَى الهَجرَ الطَّوِيلَ شَفَانى
خَليلىَّ مَكُنُونُ الهوى صَدَع الحَشا / فكيفَ بمَكنونِ الهوى تَرَيانِ
بَرَى الحبُّ جِسمى غَيرَ جُثمانِ أَعظُمي / بَلِينَ وإنّى ناطِقٌ بِلسانِى
أَلاَ هَل أدُلُّ الوارِدَينِ عَشِيَّةً / عَلَى مَشرَبٍ غَيرِ الّذِى يَرِدَانِ
عَلَى مَشرَبٍ سَهلِ الشَّرِيعَةِ بارِدٍ / هُوَ المُستَقَى لا حَيثُ يَستَقِيانِ
فإنَّ عَلَى الماءِ الّذِى يَرِدَانِهِ / غَرِيماً لَوَانى الَّدَّينَ مُنذُ زُمَانِ
لَطِيفَ الحَشا عَبلَ الشَّوَى طَيِّبَ النَّثا / لهُ عِلَلٌ ما تَنقَضِى وَأَمانى
لَوَ أنّى جُلِدتُ الحَدَّ فيهِ صَبَرتُهُ / وَقُيِّدتُ لم أَملَل مِنَ الرَّسَفانِ
فَمُرّا فَقُولاَ نحنُ نطلُبُ حاجةً / وعُودَ فَقُولاَ نحنُ مُنصَرِفَانِ
لَئِن كَانَ فى الهِجرانِ أَجرٌ لقَد مَضَى / لىَ الأجرُ فى الهِجرانِ يافَتَيَانِ
فَوَاللهِ مَا أَدرِى أكلُّ ذَوِى الهَوى / عَلَى ما بنا أم نحنُ مُتَلَيانِ
وَإِنّا لمشهورانِ مُؤتَمَرٌ بنا / بُلقيانِ مَن لا نَشتَهِى ظَفِرَانِ
وَإِنّا لَمِن حَيَّينِ شَتَّى وَإِنَّنا / عَلَى ذَاكَ ما عِشنَا لَمُلتَقِيانِ
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا / ويا حَبّذا مِن أَجلِ ظَمياءَ حاضِرُه
إِذا ابتَسَمَت ظَمياءُ وَاللَّيلُ مُسدِفٌ / تَجَلَّى ظَلامُ اللَّيلِ حِينَ تُباشِرُه
وَلَو سَأَلَت للنَّاسِ يَوماً بِوَجهِها / سَحابَ الثُّرَيّا لاستَهَلَّت مَواطِرُه
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً / لاَنظُرَ ما واشِي أُمَيمَةَ صانِعُ
فَقَصرُكِ منّى كلَّ يَومٍ قَصِيدةٌ / تَخِبُّ بها خُوصُ المَطِىِّ النَّزائِعُ
أُقَضِّي نَهارِي بِالحَديثِ وبالمُنَى / ويَجمَعُنِي وَالهَمَّ بِاللَّيلِ جامعُ
نَهَارِى نَهارُ النَّاسِ حَتّى إِذا بَدا / لىَ اللَّيلُ هَزَّتنِى إِليكِ المَضاجعُ
وسِربٍ مَباهِيجٍ كأَنَّ عُيُونَها / عُيونُ المَهَا جِيبَت عَليها البَراقعُ
أُولئِكَ لا يَطيعُهُنَّ مُزَنَّدٌ / ولا النَّيزَقِىُّ العَجرَفِىُّ البُلاتعُ
وَلا كُلُّ مَبهوتٍ سَكوتٍ كأَنَّهُ / مِنَ العِىِّ مَسدُودٌ عليهِ المَسَامعُ
وَلكِن يُمانِيهنَّ كُلُّ مُشَهَّرٍ / طَويلُ التَّمادِى رابطُ الجَأشِ وادعُ
يُساقِطُ أَطواراً قوارعَ كلُّها / ومن خَيرِ باباتِ الخُصوم القَوارعُ
يُحاذِرُ مِنهُنَّ الشِّماسَ فَيَرعَوِى / وَلِلقَتلِ أَحياناً هُناكَ مَواضعُ
كما استَتَرَ الرَّامِى لِوَحشٍ غرِيرَةٍ / فأُشعِرنَ ذُعراً وَهوَ بالصَّيدِ طامِعُ
لَعَمرِى لقد بَرَّحنَ بى فوقَ ما تَرى / وَلاقَيتُ ما لم يَلقَ مِنهُنَّ تابعُ
وقُدتُ الصِّبا مِن غيرِ فُحشٍ وقادَنِى / كَما قِيدَ فى الحَبلِ الجَنيبُ المُطاوعُ
فَأَسلَمَنى البَاكُونَ إِلاّ حَمَامةً / مُطَوَّقَةً قَد صانَعت مَا أُصانعُ
إِذا نحنُ أَنفدنَا الدُّمُوعَ عَشِيَّةً / فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشَّمسِ طالعُ
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى / بِحَجلاءَ يَجرِى تحتَ نِيقٍ حَبابُهَا
سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت / تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها
يَحُومُ بها صادٍ يَرَى دُونَها الرّدَى / مُحيطاً فَيهوَى ورِدَها ويَهابُها
بِأَطيبَ مشن فيها ولا قَرقَفِيَّةٌ / يُشابُ بماءِ الزَّنجَبيلِ رُضابُها
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما / عَلَى حِينَ يخلِى ماءَ حُزوَى رَقِيبُهَا
وَسُوفَا الثَّرَى حَتّى يُحَلِّىءَ عَنكُما / غَلِيلَ الصَّدَى بَردُ الحِياضِ وَطِيبُهَا
فَإِنَّ على الماء الّذِى تَرِدانِهِ / مُفَلَّجَةَ الأَنيابِ دُرمٌ كُعُوبُها
فَما مُزنَةٌ بَينَ السِّماكَينِ أَومَضَت / مِنَ الغَورِ ثُمَّ استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا / مِنَ النَّاسِ أَو شابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنّا بِغَيرِنا / هَنِيئَا لِمَن فِى السِّر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها اَنتِ الحَبِيبةُ فَاعلَمِى / إِلَى يَومِ يَلقَى كُلَّ نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أَنَّهَأ / نَصِيبِى مِنَ الدُّنيا وَأَنِّى نَصِيبُهَا
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما / أَلِمّا بِها إن كان يُرجَى كَلامُهَا
وَإِنَّ مَقِيلاً عِندَ ظَمياءَ ساعةً / لَنا خَلَفٌ مِن لَومِةٍ سَنُلامُهَا
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ / مِنَ الجَهلِ لاَ يُسلِيكَ نَأيٌ وَلاَ قُربُ
تَهِيمُ بِلَيلَى لاَ نَوَالٌ تُنِيلُهُ / وَلاَ رَاحَةٌ مِمّن تَذُكُّرُهُ نَصبُ
هَوَاها هَوىً قَد عَادَ مَكنُونُهُ جَوىً / ومَرعىً لِبَاغِى الخَيرِ مِن وَصلِهَا جَدبُ
وهَجرُ سُلَيمَى مُستَبِينٌ طرِيقُهُ / وَمَسلَكُهُ وَعرٌ إِذا رُمتَهُ صَعبُ
لَوَ أَنَّ سُلَيمَى يُعقِبُ البُخلَ جُودُها / كَما لِسُلَيمَى مِن مَوَدَّتِهَا عَقبُ
وَعَائِبَةٍ سَلمَى إِلَينا وَمَالَنَا / إِلَيها سِوَى الوَصلِ الَّذِى بَينَنا ذَنبُ
وَمَا تَستَوِى سَلمَى وَلاَ مَن يَعِيبُهَا / إِلَينا كَما لاَ يسَتَوِى المِلحُ وَالعَذبُ
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا / عَلَى نِسوَةٍ بالعابِدَينِ مِلاحِ
فَإِن أَنتُما كَلَّمتُمَاهُنَّ فَاشكُوا / دَوَىً دَنَفاً يَزدَادُ كُلَّ صَبَاحِ
إِلَى مُطفِلٍ مِنهُنَّ مَهضومَةِ الحَشَا / مُسَلسَلَةِ المَتنَينِ وَهيَ رَداحَ
لَقَد تَرَكتنى ما أَعِى لِمُحَدِّثٍ / حَدِيثاً وما اَروى بَبردِ قَراح
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ / كِلاَنا بِها ثاوٍ وَلا نَتَكَلَّمُ
أَمِنّا أُناساً فِى المَوَدَّةِ بَينَنا / فَزادُوا عَلَينا فِى الحَدِيثِ وَأَوهَمُوا
وَقالُوا لَنا ما لَم يُقَل ثُمَّ أَكثَرُوا / عَلَينا وَباحُوا بالّذِى كُنتُ أَكتُمُ
وَقَد مُنِحَت عَينِى القَذَى لِفِرَاقِكُم / وَعادَ لَها تَهتانُها فَهىَ تَسجُم
مُنَعَّمَةٌ لَودَبَّ ذَرٌّ بِجِلدِها / لَكادَ دَبِيبُ النَّملِ بِالجِلدِ يَكلُمُ
فما شَنَّتا خَرقاءَ واهٍ كُلاهُما
فما شَنَّتا خَرقاءَ واهٍ كُلاهُما / سَقَى بِهِمِا ساقٍ وَلا ماتَبَلّلا
بِأَضيَعَ مِن عينَيكَ لِلدَّمعِ كُلَّما / تَوَهَّمتَ رَسماً أو تَبَيَّنتَ مَنزِلا