المجموع : 72
منحْتُكُمُ صِدْقَ المَودَّةِ كامِلاً
منحْتُكُمُ صِدْقَ المَودَّةِ كامِلاً / وكانَ جَزائي عندَكُمْ ظاهِرَ النَّقْصِ
كَمُوجِبَةٍ كُلِّيَّةٍ إنْ عَكَسْتَها / فحاصِلُها جُزئِيَّةٌ عِندَ ذي الفَحْصِ
سَلامٌ أَبا بَكرٍ عَلَيكَ وَرَحمَةٌ
سَلامٌ أَبا بَكرٍ عَلَيكَ وَرَحمَةٌ / تَحِيَّةَ صِدقٍ مِن أَخٍ لَكَ مُختَصِّ
لَعَمري وَما أَدري بِصَدعِ زُجاجِه / عَلَيكَ فَقَد تُدني اللَيالي كَما تُقصي
لَقَد بانَ عَنّي يَومَ وَدَّعتَ صاحِبٌ / بَريءُ أَساليبِ الوِدادِ مِنَ النَقصِ
أَقولُ لِنَفسي حينَ طارَت بِكَ النَوى / أَخوك فَريشي مِن جَناحِكِ أَو قُصّي
فَباتَت عَلى ظَهرِ النُزوعِ إِلَيكُمُ / تَطيرُ بِما في الوَكرِ أَجنِحَةُ الحِرصِ
إِلى كَم أَبا بَكرٍ نَحومُ بِأَنفُسٍ / ظماءٍ إِلى عَهدِ الأُجَيرِعِ أَو حِمصِ
كَأَن لَم تَرَ تِلكَ الربى وَكَأَنَّها / عَرائِسُ تَرعاها المَواشيطُ لا نَصِّ
وَلا رَنَّقَت تِلكَ الأَراكَةُ فَوقَنا / بلوث إِزارِ الظِلِّ في كَفَلِ الدعصِ
وَكانَ لَنا فيها هُناكَ مَآرِبٌ / نُطيعُ الهَوى العُذرِيَّ فيها وَلا نَعصي
لَيالينا بِالريِّ وَالعَيشُ صالِحٌ / وَظِلُّكَ عَنها غَيرُ مُنتَقِلِ الشَخصِ
وَما ذِكرُها لَولا شَفاً مِن عَلاقَة / تَتَبَّعُها نَفسي تَتَبُّعَ مُستَقصي
وَدَدت أَبا بَكرٍ لَوَ اَنِّيَ عالِمٌ / وَلِلكَونِ زَندٌ لَيسَ يُقدَحُ بِالحِرصِ
هَلِ الغَيبُ يَوماً مُفرِجاً لي بابَهُ / فَاُنظُرَ مِنهُ كَيفَ أُنسُكَ في حمصِ
بِأَزرَقَ سَلّالِ الحُسامِ وَقَد بَدا / يُداعِبُ في كَأسٍ تَحَرَّكُ لِلرَّقصِ
وَما معصَمٌ رَيّانُ دارَ سِوارُهُ / عَلى مِثلِ ماءِ الدُرِّ في بَشَرٍ رَخصِ
بِأَسمَحَ مِنهُ في العُيونِ إِذا بَدا / وَلا سيما وَالشَمسُ جانِحَةُ القرصِ
خَليجٌ كَخَيطِ الفَجرِ تَنجَرُّ فَوقَهُ / ذُيولُ عَشِيّاتٍ مُزَخرَفَةُ القمصِ
إلام على الآثام أنت حريص
إلام على الآثام أنت حريص / وعن طاعة الرحمن فيك نكوص
أغداً إذا أحضرتُ عريان حافياً / وأرعد مني للحساب فريص
ولائي للهادي البشير محمد / معاداً إليه في المعاد أحيص
أبي القاسم المختار أفضل من غدت / تخب به نحو الحجيج قلوص
وخير مزور في البسيطة أرقلت / إليه تجيبات ضوامر خوص
نبيٌّ له من ربه بكلامه / ورؤيته في المرسلين خصوص
وأيده الله المهيمن بالصبا / ورعب له في الدار عين أصيص
حليم عن الجاني رؤف مؤلف / رحيم على نفع الأنام حريص
سراج منير ذو بلاغ وحكمة / لما فتقت أيدي الضلال يخوص
وجاء الورى من ربه بشهادة / فكان عليها للأنام بليص
إلى أن سمعت أنوارها مستطيلة / فكان لها في الخافقين نشوص
ألا يا رسول الله يا من زكت له / مناقب في العصر القديم وعيص
فيا ليتني عاينت طيفك في الكرى / أو اقتادني سير إليك بصيص
مديحي موقوف عليك فما له / إلى أحد إلا إليك خلوص
إذا قيل فيك الشعر جاء مهذّباً / جلّى المعاني ليس فيه عويص
ووصفك يعطي الفهم نوراً كأنه / على الدّر في البحر الخضّم يغوص
وذكرك يا مولاي ينفع غُلتي / وللقلب من رجس الشكوك يموص
ويؤنسني في وحدتي وتفردي / إذا ضمني لحد علّي لحيص
اغثني فإني في زمان خطوبه / لها بين أحناء الرجال كصيص
خَليليَّ أَلّا عُجتُما بالقلائص
خَليليَّ أَلّا عُجتُما بالقلائص / على حائرٍ في عَرْصَةِ الدَّار شاخِصِ
يُخالُ ورسمُ الحيِّ يُخرِسُ نُطقَهُ / أخا ميتَةٍ لولا اِرتعاد الفرائصِ
وَلمّا تولّوْا يَحمِلون قُلوبنا / عَلى راتِكاتٍ بالحُدوج رواقِصِ
ظَلَلْنا بذي الأَرْطى كأنّ عيوننا / مَزادٌ أضَلَّتْهنّ راحةُ عَافِصِ
نُقاسِمُهم شَطرَ العيون فَما تَرى / مِنَ القومِ إلّا ناظراً بتَخاوصِ
وَنَلثمُ في رَبْعِ الذّين تحمّلوا / من التُّربِ آثار الخُطا والأخامصِ
بنفسي وإنْ لم أرضَ نفسي أوانِسٌ / يُفَتِّلْنَ في جُنْحٍ عقودَ العَقائِصِ
عَفائِفُ يَكتُمنَ المَحاسنَ كلّها / وَيَنظرنَ وَهْناً من عيون الوصاوصِ
فراقٌ لَنا لَم يَدْعُهُ نَعْقُ ناعقٍ / ومنُصدَعٌ لم يَجْنِهِ قبصُ قابِصِ
وَمن ذا الّذي تَبقى على الهجرِ والنّوى / مودّتُهُ غيرُ المحبِّ المخالصِ
وَزارٍ عَلى مَجْدِي وَلَم أَرَ زارياً / عَلى الفَضلِ إِلّا مُثقَلاً بالمناقِصِ
أَلا لا تُفاحِصْنِي فتعلمَ أيُّنَا / يروح ويغدو خازياً بالمفاحِصِ
وَكيفَ تساميني وظلُّك قالصٌ / وظلِّي على سُوحِ العُلا غيرُ قالصِ
وَأنتَ حَريصٌ أَن يقاَل مؤمِّلٌ / وَإنّي عَلى كسبِ العُلا غيرُ حارِصِ
وَأَبنِي أهاضيبَ المكارم والنّدى / وأَنتَ مُعَنّىً باِبتناءِ القَرامِصِ
بني عمّنا كم نَكْظِمُ الغيظَ منكُمُ / على لاذعاتٍ بيننا وقوارِصِ
وَدِدْتُمْ بأنّ المجدَ أصبحَ شارداً / وَليسَ لَنا فيه اِقتِناصٌ لقانِصِ
وَماذا عليكمْ مَنْ عَلا رَتَباتكمْ / ولم تَبْتَنوها في أجلِّ المراهِصِ
وَتَطوونَ منّا ما قضى اللَّهُ نَشرَهُ / وما ضرّ ضوءَ الصُّبحِ إنكارُ غامِصِ
وَقلتُم بأنَّ النَّجْرَ والسِّنْخَ واحدٌ / فَماذا وَقَد فُتْناكُمُ بالخصائِصِ
تَعالَوْا نعدُّ الفخرَ منّا ومنكُمُ / لِننظر أَوْلانا برجع النّقائِصِ
فَما لكُمُ مَجدٌ سِوى مالِ باخلٍ / وَلا فيكُمُ مَدحٌ سِوى قولِ خارِصِ
وَما أَنتُمُ بخلُ البطونِ لزادكمْ / وَلكِنْ لأزوادِ البطونِ الخمائِصِ
بَنِي عمّنا كَم تسرحون بِهامكمْ / بعَقْوَةِ مفتولِ الذّراع قُصاقِصِ
وَكَم تَحملونا كلَّ يومٍ وليلةٍ / على ظَهرِ جمّاحٍ من الشّرِّ قامِصِ
يُعَنُّ فَيجري مِلْءَ كل فروجِهِ / وَيُتلى غداةَ الجَريِ منه بناكِصِ
أَفي الحقّ أنْ نمشي الضّراءَ وأنتُمُ / تدِبّون مِن خَلْفِي دَبيبَ الدَّعامِصِ
وَنرضى بِدون النّصْفِ منكمْ وأنتُمُ / تُلِطّون إلطاطَ الغريمِ المُلاوِصِ
وَلَم تَعطِسوا لَولاىَ إلّا بِأجدَعٍ / وَلَم تَنظُروا إلّا بِعُمْىٍ بخائِصِ
وَلَم تَركَبوا إِلّا قَرا كلِّ ظالعٍ / أجبَّ سنامِ الظّهرِ بالرّحلِ شامِصِ
صِلوا الحَسَبَ الماضي بما لا يَشينُهُ / فكم ذي نِجارٍ خالصٍ غيرُ خالصِ
ولا تحصُلوا من جانب الفخرِ كلِّهِ / على أوّلٍ زاكٍ وأصلٍ مُصامِصِ
وَكونوا اِبتِداءَ الفخرِ لا غايةً له / وثَبْتين في مرأىً وفي فحص فاحِصِ
كَأنّي بها تختالُ بَينَ صَفائحٍ / رقاقٍ وأرماحٍ طِوالٍ عَوارصِ
تَسدّ فِجاجَ العُذرِ مِنّا ومنكُمُ / فليس إلى عُذرٍ مَحيصٌ لحائِصِ
تَريكةُ أُدْحيٍّ ودُرَّةُ غائصِ
تَريكةُ أُدْحيٍّ ودُرَّةُ غائصِ / ودميةُ محرابٍ وظبيةُ قانصِ
هو البدرُ إلّا أنّني كلَّ ليلةٍ / أرى البدرَ مَنْقوصاً وليس بناقصِ
رجعت إلى مغناكَ والحمد والدعا
رجعت إلى مغناكَ والحمد والدعا / يبثَّان لفظاً في المنازل لا يحصى
وفي المسجدِ الأقصى وفي الربع إذ دنا / فقد شهد الأدنى بذلك والأقصى
ليهن حما الشهباء قاضٍ حوت به
ليهن حما الشهباء قاضٍ حوت به / كمالاً على تفضيله اتفق النص
فلو مثلت كتب النحاة بنعته / لما جازَ أن يجرِي على نعتِه القصص
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنَا بِهِ غِبَّ سُحْرَةٍ
وَمُرْتَبَعٍ لُذْنَا بِهِ غِبَّ سُحْرَةٍ / وَلِلصُّبْحِ أَنْفَاسٌ تَزيدُ وَتَنْقُصُ
وَقَدْ مَالَ لِلْغَرَبِ الْهلالُ كَأَنَّهُ / بِمِنْقَارِهِ عَنْ حَبَّةِ النَّجْمِ يَفْحَصُ
رَقِيقِ حَوَاشِي النَّبْتِ أَمَّا غُصُونُهُ / فَرَيَّا وَأَمَّا زَهْرُهُ فَمُنَصَّصُ
إِذَا لاعَبَبْ أَفْنَانَهُ الرِّيحُ خِلْتَهَا / سَلاسِلَ تُلْوَى أَوْ غَدَائِرَ تُعْقَصُ
كَأَنَّ صِحَافَ الزَّهْرِ وَالطَّلُّ ذائِبٌ / عُيُونٌ يَسِيلُ الدَّمْعُ مِنْهَا وَتَشْخَصُ
يَكَادُ نَسِيمُ الْفَجْرِ إِنْ مَرَّ سُحْرَةً / بِسَاحَتِهِ الشَّجْراءِ لا يَتَخَلَّصُ
كَأَنَّ شُعَاعَ الشَّمْسِ وَالرِّيحُ رَهْوَةٌ / إِذَا رُدَّ فِيهِ سارِقٌ يَتَرَبَّصُ
يَمُدُّ يَداً دُونَ الثِّمَارِ كَأَنَّمَا / يُحَاوِلُ مِنْهَا غَايَةً ثُمَّ يَنْكُصُ
عَطَفْنَا إِلَيْهِ الْخَيْلَ فَلَّ مَسِيرَةٍ / وَلِلْقَوْمِ طَرْفٌ مِنْ أَذَى السُّهْدِ أَخْوَصُ
فَمَا أَبْصَرَتْهُ الْخَيْلُ حَتَّى تَمَطَّرَتْ / بِفُرْسَانِهَا واسْتَتْلَعَتْ كَيْفَ تَخْلُصُ
مَدَى لَحْظَة حَتَّى أَتَتْهُ وَمَاؤُهُ / عَلَى زَهْرِهِ وَالظِّلُّ لا يَتَقَلَّصُ
فَمَدَّتْ بِهِ الأَعْنَاقَ تَعْطُو وَتَخْتَلِي / نِهاباً وَتُغْلي فِي النَّباتِ وَتُرْخِصُ
أَقَمْنَا بِهِ شَمْسَ النَّهَارِ وَكُلُّنَا / عَلَى مَا بِهِ مِنْ شِدَّةِ الْعُجْبِ يَحْرِصُ
فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الشَّمْسَ جُنْحٌ مِنَ الدُّجَى / وَأَعْرَضَ تَيْهُورٌ مِنَ اللَّيْلِ أَعْوَصُ
دَعَوْنَا بِأَسْمَاءِ الْجِيَادِ فَأَقْبَلَتْ / لَوَاعِبَ فِي أَرْسَانِهَا تَتَرَقَّصُ
وَقُمْنَا وَكُلٌّ بَعْدَ مَا كَانَ لاهِياً / بِأَظْلالِهِ كُرْهَ الرَّحِيلِ مُنَغَّصُ
يَوَدُّ الْفَتَى أَلَّا يَزَالَ بِنِعْمَةٍ / وَلَيْسَ لَهُ مِنْ صَوْلَةِ الدَّهْرِ مَخْلَصُ
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى مِثْلَ حُسْنِهِ / وَمَا أَنا في ما قُلْتُهُ أَتَخَرَّصُ
ظَفِرْتُ بِهِ في حِقْبَةٍ فَقَنَصْتُهُ / عَلَى غِرَّةِ الأَيَّامِ وَاللَّهْوُ يُقْنَصُ
صَدَقتَ وَقَد أَودى الهَوى بِحشاشَتي
صَدَقتَ وَقَد أَودى الهَوى بِحشاشَتي / عَشيَّة زُمَّت لِلرَّحيلِ قِلاصُ
صَدَدتَ عَنِ الماءِ الَّذي كُنتُ وارِداً / وَأَقوت رُسوم لِلصّبا وَعراصُ
صممتُ عَنِ الحادي عُميتُ مِنَ البُكا / ذَملتُ لِبَينٍ لَيسَ عَنهُ مناصُ
صُروفُ اللَيالي فَوَّقت لي سِهامها / فَما لي مِنَ الصَبرِ الجَميلِ دلاصُ
صَرَفنا حِبالَ الوَصلِ عَن شَمسِ كُلَّة / عَلَيها مِنَ اللَيلِ البَهيمِ عِقاصُ
صَبَوتُ إِلَيها فَاِشتَرَتني بِلَحظِها / رَخيصاً كَذاكَ العاشِقونَ رِخاصُ
صَفا وُدَّها لَو لَم يَحُل دونَ وَصلها / وشاةٌ وَحُرّاسٌ عَليَّ حِراصُ
صَبَرتُ وَكِلتا مُقلَتَيَّ سَخينَةٌ / لِإِنسانِها بَحرُ الدُموعِ مَغاصُ
صَحا كُلُّ قَلبٍ فَاِستَراحَ مِنَ الهَوى / وَلَيسَ لِقَلبي مِن هَواكَ خَلاصُ
صِلُوا فى الهَوى يَقتَصُّ مِنكُم جَريحكُم / فَقَد قالَ رَبّي وَالجُروحُ قصاصُ
وَلَو لَم يَعُدني طَيفُ لَمياءَ في القِلى
وَلَو لَم يَعُدني طَيفُ لَمياءَ في القِلى / وَأَلطافُها عِندَ المُحِبّينَ لا تُحصى
لَمّا هَدَيتُ نَفسي إِلَيها وَلا سَرَت / مِنَ المَسجِدِ الأَدنى إِلى المسجِدِ الأَقصى
وَخِيلَت حِراءٌ مِن رَبيعٍ وَصَيِّفٍ
وَخِيلَت حِراءٌ مِن رَبيعٍ وَصَيِّفٍ / نَعامَةَ رَملٍ وافِراً وَمُقَرنَصا
ومن نكَد الدنيا الدنيّة أنّها
ومن نكَد الدنيا الدنيّة أنّها / تَخُصُّ بإدراك المُنى كلَّ ناقص
وكم ذنَب قد صار رأساً وجبهةٍ / تَوَدُّ اضطرارا أنّها في الأخامِصِ
وما سادَ في هذا الزمان ابنُ حُرةٍّ / وإن ساد فاعلم أنّه غيرُ خالصِ
لحى اللهُ عَزماً حطَّ رحلي لديهم / وجعجع عن أرض العراقِ قلائصي
ومن نكد الدّنيا الدّنيّةِ أنّها
ومن نكد الدّنيا الدّنيّةِ أنّها / تخُصّ بإدراك المُنى كلَّ ناقصِ
وكم ذنَبٍ قد صار رأساً وجبهةٍ / تودّ اضطراراً أنها في الأخامِصِ
وما سادَ في هذا الزّمان ابنُ حرّةٍ / وإنْ سادَ فاعلم أنّه غيرُ خالصِ
لَحى الله عزماً حطّ رحلي لديهمُ / وجعجع عن أرض العِراق قلائصي
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ / وذَاكَ نَجِيعِي فِي مُخَضَّبِهَا الرّخْصِ
تَوَرّسَ مَا تَعْطُو بِهِ مِنْ عَبِيطِهِ / كَمَا طَلَعَ السّوسَانُ فِي صِبْغَةِ الحُصِّ
وَتَسْفِكُهُ وَهوَ المُحَرَّمُ سَفْكُهُ / حَلالاً كَأَنَّ الظُّلْمَ لَيْسَ لَهُ مُحْصِ
أمَا عَلِمَتْ أَنَّ القِصَاصَ أَمَامَهَا / فَكَيْفَ أَرَاقَتْهُ عَلَى النَّحْرِ والقَصِّ
فَيَا لدَمٍ قَدْ أَهْدَرَتْهُ ثديُّهَا / وأَلحَاظُهَا بالهَبْرِ عَمْداً وبالْقَعْصِ
وَلَسْنَ صِفَاحاً أَوْ رِمَاحاً وَإِنَّما / غَنِينَ عَن الحَدِّ المُذَلَّقِ والخِرْصِ
عَلَى غَيْرِ ثَارٍ آثَرَتْ فَوْتَ مُهْجَتِي / قَنِيصاً وَمَازَالَتْ تُراعُ مِنَ القَنْصِ
عَرِينٌ وَلَيْثٌ لا كِنَاسٌ وَظَبْيَةٌ / لإتْلافِهَا العُشَّاقَ بالفَرْسنِ والْفَرْصِ
لَقَدْ قَلَبَتْ لِلْقَلْبِ ظَهْرَ مِجَنِّهَا / وَلا ذَنْبَ إلا أنْ أطَاعَ فَمَا يَعْصِي
وَفَيْتُ لِحِرْصٍ في هَوَاها فَخَانَنِي / وَقِدْماً أُصِيبَ النَّاسُ مِنْ قِبَلِ الحِرْصِ
عُمُومٌ مِنَ البَلْوَى بِهَا عَامِرِيَّةً / أَبَى الْحُسْنُ أَنْ أُلْفَى بِها غَيْر مُخْتَصِّ
لَهَا اللَّهُ مَاذا فِي القَلائِدِ مِنْ حُلىً / تَشِفُّ وَماذا في الشُّفُوفِ وفِي القُمْصِ
نَهَار مُحَيّاً تَحْتَ لَيْلِ ذَوَائِبٍ / تُرِيهِ وَتُخَفِيهِ مَعَ النَّقْضِ وَالعَقْصِ
وَذاتُ ابْتِسَامٍ عَنْ بُرُوقِ لآلِئ / مُؤَشَّرةٍ لَيْسَتْ برُوقٍ ولا عُقْصِ
تَلوثُ عَلى بَدْرِ التَّمامِ لِثامَها / إِذا الوَشْيَ زَرّتْهُ على الغُصْنِ والدَّعُصِ
مِنَ اللائِي يَهْوَى القَصْرُ لَوْ قُصِرَتْ بِهِ / فَتَأْبَاهُ لِلْبَيْتِ المُطَنَّبِ والخُصِّ
ويَدْعو بِها اليَنْبوعُ لِلعَبِّ وَسْطَهُ / فَتَهْجُرُهُ لِلْحَسْوِ مُؤْثِرَةَ الْمَصِّ
شَمائِلُ أعْرَابِيَّةٌ في اعْتِياصِهَا / أمَطْنَ عَن الحُبِّ المبرِّحِ والمَحْصِ
سَقَى اللَّهُ دَارَ المُزْنِ داراً قَصِيةً / عَلى الشَّدِّ والتَّقْرِيبِ والوَخْد والنَّصِّ
يُسائِلُ عَنْ نَجْدٍ صَباها مَعَاشِرٌ / وأَسْأَلُ عَنْ حِمص النُّعامَى وأَسْتَقْصِي
ولَوْ كُنْتُ مَوْفُور الجَناحِ لَطَارَ بي / إِلَيْهَا ولَكِنْ حَصَّه البَيْن بِالْقَصِّ
فَشَتَّانَ ما أيَّامِيَ السُّودُ أوْجُهاً / بِحسْمَى ومَا لَيْلاتِيَ البِيضُ في حِمْصِ
بِحَيثُ ألِفْتُ الوُرْقَ لِلشَّدْوِ تَنْبَرِي / عَلَى نَهْرِهَا والقُضْبُ تَهْتَاجُ لِلرَّقْصِ
وَفي يَدِ تَشْبِيبي قِيَادُ شَبِيبَتِي / وَخِلِّي وَحِلْمي مُسْتَقِيد ومُسْتَعْصِي
كِلاَنَا عَلَى أقْصَى الهَوَادَةِ والهَوَى / فَلا عَذَلٌ يُقْصِي ولا غَزَلٌ يُفْصِي
كَأَنَّ جَنَاهَا مِنْ جَنَي العَيْشِ بَعْدَهَا / لِيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أبِي حَفْصِ
إمَامٌ أجَارَ الْحَقَّ لَمَّا اسْتَجَارَهُ / وقَدْ رَسَخَ الإذْعَانُ لِلْغَمْطِ والغَمْصِ
وهَبَّ هُبُوبَ المَشْرَفِيِّ مُصَمِّماً / لِتَأمِينِ ما يَخْشَى مِنَ الوَقْمِ والوَقْصِ
رَجَاهُ وكَمْ يُرْجَى نُهُوداً لِنَصْرِهِ / ومَا شاءَ مِن قَصْلٍ شَفَاهُ ومِنْ قَلْصِ
وطائِفَةٌ في الحَرْبِ طائِفَةٌ بِهِ / عَلَى واضِحِ المِنْهَاجِ في الخَوْصِ وَالخَرْصِ
عَدَاها عَنِ الإتْرافِ خَوْفُ مَعَادِهَا / فَلا البُرْدُ مِن قَسٍّ وَلا البَيْتُ مِنْ قَصِّ
نَصِيَّةُ أنْصارِ الهِدايَةِ تَنْتَقِي / صَوارِمُهَا هَامَ المُلوكِ وَتَسْتَنْصِي
لِرَايَتِهِ الحَمْرَاء حَيْثُ أَدَارَهَا / عَلَى المِلَّةِ البَيْضَاءِ مِنَّةُ مُقتَصِّ
ألَم يُورِدِ الأَعداء مُستَفظَع الرَّدى / لِعِيشَةِ مُغتَمٍّ بِمِيتَةِ مُغتَصِّ
ويَصْمُدُهُمْ بالعَقْرِ في عَقْرِ دارِهِمْ / لِيُحْيِيَ فيهِمْ سُنَّة الحسِّ والْحَصِّ
تَشَكَّى الهُدَى هَدَّ الضَّلالِ بِناءه / فَأَعْقَبَهُ مِن ذَلِكَ الهَدِّ بِالرَّصِّ
ودَوَّخَ أَصْقاعَ الشِّقاقِ وَسَكْنَهَا / بِصُيَّابَةٍ قُعْسٍ وعَسَّالَةٍ قُعْصِ
إِلى الفَصِّ والتَّكْسِيرِ ما جَمَعُوا لَهُ / ومَنْ لِمُصَابِ الْفَتِّ والفَصِّ بالرَّمْصِ
ولِلهَضِّ والتَّتْبيرِ مَا اعْتَصَمُوا بِهِ / وَماذَا الذِي يَبْقَى علَى الْهَضِّ والعَصِّ
تَمُرُّ بِهِمْ صَرْعَى لِعَطْفِ انْتِقَامِهِ / وكَمْ صَابَروا عَيْشاً أمَرَّ مِنَ العَفْصِ
وتَنْبُو لَها الأَبْصارُ حتَّى كأَنَّها / بِها وَهْي لَم تَرْمَصْ قَذَى الأَعْيُنِ الرَّمْصِ
طُلولاً تَرى الأَطْلاءَ تَمْحَصُ وَسْطَهَا / لأنْ مَصَحَتْ يا لَلْمصُوحِ وَلِلْمَحْصِ
أَلَطَّ بِها ما بِالْعُصاةِ مِنَ البِلَى / فَلَيْسَ بِمُنْفَضٍّ وَلَيْسَ بِمُنْفَصِّ
وَما السَّنةُ الشَّهْبَاءُ حَصّتْ نَبَاتَهَا / ولَكِنْ جِيادٌ غَيْرُ عُزْلٍ وَلا حُصِّ
تَخَايَلُ فِي قُمْصِ الدِّمَاء مَوَاضِياً / وَلَيْسَتْ بشمْسٍ عِنْدَ كَرٍّ ولا قُمْصِ
لَوَاحِقُ مِن آلِ الوَصِيِّ ولاحِقٍ / تَمَطَّرُ خُمْصاً تَحْتَ فُرْسانِها الخُمْصِ
لَهَا فِي سُلَيْمٍ مَا لَهَا في زَنَاتَةٍ / وَهُوّارَة مِنْ عُدّةِ الهَصِّ والرّهْصِ
سَلُوا عَن أَعَادِيهِ ذِئاباً وأَنْسُراً / تُخَبِّرْ بِما لاقَتْ مِنَ الوَحْشِ والوَحْصِ
بِلُصِّ نُيُوبٍ أوْ بِحُجْنِ مَخَالِبٍ / فَيَا لَك مِنْ حُجْنٍ رِوَاءٍ وَمِنْ لُصِّ
قَراها بِأَعْقَابِ القِرَاعِ كُبُودهُم / وأَعْيُنهُمْ بِالبَقْرِ يُشْفَعُ بالبَخْصِ
إذَا الإِضْحِيانُ الطَّلْقُ حَجَّبَ نُورَهُ / سَحَابُ مُثَارِ النَّقْعِ بالدَّحْضِ والدّحْصِ
وأَضْمَرَتِ الأذْمَارُ فِيهِ تَمَلُّصاً / عَلَى حينِ مُرّ الحَيْنِ أحْلَى مِنَ اللمْصِ
ولاحَ الصَّدَى البِيضَ الرِّقاق فَرَنَّقَتْ / لِتَكْرَعَ في مِثْلِ الأَضَاةِ مِنَ الدُّلْصِ
هَدَى وَجْهُهُ الوَضَّاحُ مَنْ حاصَ فَاهْتَدى / بِأَنْوارِهِ والشَّمْسُ خَافِيَةُ العَرْصِ
هُوَ القائِمُ المَنْصُورُ بِالدِّينِ والدُّنَى / وَصافِيهِما في قَوْمِهِ الصَّفْوَةِ الخُلْصِ
بَنُو الكَرِّ والإِقْدَامِ شَبُّوا عَلَيْهِمَا / وَشَابُوا فَمِنْ لَيْثٍ هَصُورٍ ومِنْ حَفْصِ
مَطاعِيمُ أَجْوَادٌ مَطاعينُ بُسَّلٌ / يَرَوْنَ عَظيمَ النَّقْصِ في هَيِّنِ النَّكْصِ
غَلَوْا قِيَماً إذْ أرْخَصُوا مُهَجَاتِهمْ / وأكْثَرُ أسْبَابِ الغَلاءِ مِن الرُّخْصِ
وَصَايا الإِمامِ المُرْتَضَى ما تَقَيَّلُوا / فَيَا رُشْدَ مَنْ وَصَّى ويَا فَوْزَ مَنْ وُصِّي
سِرَاجُ الهُدَى الوهَّاجُ أَلْقَى شُعَاعَه / عَلَى مَنْ نَمَى والفَرْعُ مِنْ طِينَةِ الأَصِّ
وفَتَّاحُ أَبْوابِ النَّجاحِ وَكَمْ ثَوَتْ / وَإِطْبَاقُهَا مُسْتَحْكَمُ الرصِّ وَالنَّصِّ
بِهِ انْجَابَ دَيْجُورُ الغَوَايَةِ وانْجَلَى / وللحَقِّ نورٌ صَادِعٌ ظُلْمَةَ الخَرْصِ
خِلافَتُهُ أَلْوَتْ بِكُلِّ خِلافَةٍ / كَذَلِكَ بُطْلانُ القِيَاسِ مَعَ النَّصِّ
لَدَيْهِ اسْتَقَرَّتْ في نِصَابٍ ونَصْبَةٍ / وَلِلشَّرَفِ المَحْضِ اكْتِفَاءٌ عَن المَحْصِ
ثَنَاها إِلَيهِ العِلمُ وَالحِلْمُ فَانْثَنَتْ / تُشيدُ بِعَلْيَاهُ ثَنَاءً وَلا تُحْصِي
وَما اشْتَبَهَتْ حَالُ المُلُوكِ وَحالُهُ / ألَمْ تَرَ أنَّ الفَضْلَ لَيْسَ مِنَ النَّقْصِ
أَغَرُّ مِن الغُرِّ الجَحَاجِيحِ في الذُّرَى / مَنَاقِبُهُ بُسْلٌ عَلى الحَصْرِ والخَرْصِ
تَمَلَّكَ أَفْرَادَ المَكَارِمِ والعُلَى / وَلَمْ يُبْقِ لِلأَمْلاكِ فِيهِنَّ منْ شِقْصِ
مُؤَيّدُ إِبْرَامٍ وَنَقْضٍ مُبَارَكٌ / لَهُ النَّصْرُ خِلْصٌ حَبَّذَا النَّصْرُ مِن خِلْصِ
تُسَاعِدُ أَحْكَامُ المَقَادِيرِ حُكْمَهُ / فَتُدْنِي الذِي يُدْنِي وَتُقْصِي الذِي يُقْصِي
ويَا رُبَّ جَبَّارٍ يهَابُ هُجُومَهُ / فَيُمْسِكُ إِرْهَاباً عَنِ النَّبْسِ والنَّبْصِ
عَلَى الحَرْبِ والمِحْرَابِ غَادٍ ورائِحٌ / يَرُوحُ إلى خَمْسٍ ويَغْدُو علَى خَمْصِ
هَدَايَا الفُيوجِ النَافِذَاتِ بِعَقْدِهِ / مَزَايَا الفُتوحِ الفَاتِنَاتِ لَدَى النَّصِّ
تَخُطُّ اليَرَاعُ الصُّفْرُ إمْلاءَ سُمْرِهِ / فَتُسْلِي عَنِ الوَشْيِ المُرَقَّشِ والنَّمْصِ
ويَنْظُمُ فيهِ الشِّعْرُ بَأساً إلَى النَّدى / كَما يُنْظَمُ الياقُوتُ فَصَّاً إلَى فَصِّ
إلَى جُودِهِ تَثنِي الأَمانِي وُجُوهَها / ومَنْ يَتَعَدَّ القَبْضَ أَفْضَى إلَى القَبْصِ
فَلا يَرْجُ ظَمْآنٌ سِوَاهُ لِرِيِّهِ / مُحالٌ وُجُودُ الظِّلِّ في عَدَمِ الشَّخْصِ
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى / عَنِ الصَّوْلِ يُسْتَقْضَى وبِالعَدْلِ يُسْتَقْصَى
تَنَافَسَ فِي إِهْدَائِهِ المَاءُ والثَّرَى / بِما عَمَّ إِسْعاداً مُعاداً وَما خَصَّا
يُسِيمُ ويُرْوِي النَّاسَ مِنْهُ بِأنْعُمٍ / تَحَامَتْ ضُروباً أنْ تُعَدَّ وأَنْ تُحْصَى
تَعَرَّضَ مِنها كالأَعارِيضِ لِلْمُنَى / أَفانِينُ لا غَمْطاً قَرَتْها وَلا غَمْصَا
فَكَامِلُها لا يَدْخُلُ الخَزْلُ جَزْلَهُ / وَوافِرُها لا يَقْبَلُ العَقْلَ والْعَقْصَا
هِدَايَةُ يَحْيَى المُرْتَضَى أحْيَتِ الهُدَى / فَهَدَّمَ ما أرْسَى الضَّلالُ وَما رَصَّا
وَدَعْوَتُهُ دانَتْ بِطَاعَتِهَا الدُّنَى / فَمنْ مَجْمَع البَحْرَيْنِ لِلمَسْجِدِ الأَقْصَى
هَنِيئاً لأُولِي الحَضْرَتَيْنِ بِرُشْدِهَا / إِلى الحَقِّ إِحْضَاراً إِذَا اسْتَقْصَرَتْ نَصَّا
أهانَتْ ولَمْ تَظْلِمْ عَرَارَ رُعَاتِهَا / لِظُلْمٍ وَعُدْوَانٍ بهِ امْتَازَ واخْتَصَّا
وبَاحَتْ بِخَلْعِ المُسْتَبيحِ وأَفْصَحَتْ / وقَدْ فَحَصَتْ عَنْهُ فَمَا أحْمَدَتْ فَحْصَا
تَحُطُّ وَتَذْرِي عن مَنَابِرِهَا اسْمَهُ / وسِيمَاهُ صِلاً في عَوَادِيهِ أو لِصَّا
وَتُقْصِيهِ طَرْداً عَنْ ذرَاها عِصِيّهَا / جَدِيراً بِأَنْ يُقْصَى خَلِيقاً بِأنْ يُعْصَى
فَإِنْ شَقِيَ التَّثْلِيثُ مِنها لِغُصَّةٍ / فَقَدْ شُفِيَ التَّوْحِيدُ مِمَّا بِهِ غَصَّا
وإنَّ عَدُوَّ الدِّينِ مَنْ ظَاهَر العِدَى / لِيَخْذُلَهُ فَاسْتَنْصَرَ الشِّرْكَ واسْتَقْصَى
بعُبَّادِ عِيسَى هَاضَ أُمَّةَ أحْمَدٍ / لأَشْيائِهَا بَخْساً وأعْيُنِهَا بَخْصا
فَإنْ حَانَ مَنْكُوباً ونَكَّبَ حَائِناً / لَقَدْ حَصَّ مُنْفَلاً وَأفْلَتَ مَنْحَصَّا
دَرَى الأَسْوَدُ القَيْسِيُّ أَنَّ أمَامَهُ / رَدَى الأَسْودِ العَنْسِيِّ مُشْبِهِهِ خَرْصا
فَوَدَّ لَو اسْتَعْصَى عِنَاداً عَلَى الهَوَى / بِحَيْثُ رَأَى المَنْجَى عَلَيْهِ قَدِ اسْتَعْصَى
وأَمْعَنَ عَنْ فَاسٍ فِرَاراً وَدَعَّهُ / بخَيْلِكَ فَاسٌ يَحْذَرُ الفَرْسَ والفَرْصا
وَلَيْسَتْ لَهُ مَرَّاكشٌ بِقَرارَةٍ / وأَنَّى ومَازَالَتْ مُظَاهِرَةً حِمْصَا
سَتَضْرِبُهُ ضَرْبَ الغَرَائِبِ وَارِداً / لِتَحْرِمَهُ في شرْبِها العَبَّ وَالمَصَّا
وَتُسْلِمُ إخْوَانَ الصَّليبِ كَأُخْتِها / لِضَارِبِهِمْ هَبْراً وَطَاعِنِهِمْ قَعْصَا
ولا غَرْوَ أنْ قِيسَتْ عَلَى تِلْكَ هَذِهِ / فَكَمْ مِنْ قِيَاسٍ في عِدَاكَ غَدا نَصَّا
فَيَا وَهْيَ أسْبَابِ السَّبَاسِبِ كُلَّمَا / أذِيقُوا الرَّدَى قَبْضاً وَسِيقُوا لَهُ قَبْصا
وَيا خَرَسَ الفُصْحِ الذي سَنَّهُ لَهُم / وغَادَرَ فيهِ القُسُّ يَعْرضُ مَا قَصَّا
لِحمْصٍ مِنَ البُشرَى مُجيلاً قِدَاحَهَا / بِهَبَّتِهَا تَسْعَى لِمَحْصِ الهُدَى مَحْصا
وَيَا لشَرِيشٍ والْجَزِيرَةِ يَا لَهَا / ومَكْنَاسَةٍ والقَصْرِ عَزَّ فَلا وَهْصَا
وَلاقَتْ علَى حُكْمِ السَّعَادَةِ بُرْدَها / ومَا بَرِحَتْ أثْنَاءَ شِقْوَتِهَا رَهْصا
وَأَثَّتْ رِياشاً فاسْتَحَثَّتْ لِدَعْوَةٍ / عَلَى رَبِّها أَن يَكْفِي الحَسِّ والحَصَّا
أَمَا ابْتَاعَتْ الفَوْزَ العَظيمَ بِبَيْعَةٍ / مُؤَكَّدَةٍ لا نَكْثَ عَنْهَا وَلا نَكْصَا
وَعَاجَتْ عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ فَيَمَّمَتْ / إمَاماً وَقَاهَا يُمْنهُ الوَقْمَ وَالوَقْصَا
مِنَ القَوْمِ للْمِحْرَابِ والحَرْبِ أَخْلَصُوا / كِرَامَ المَساعِي والعُلَى صَفْوَةً خُلْصا
فَمَا عَمَرُوا إِلا المَسَاجِدَ أرْبُعاً / ولا اسْتَشْعَرُوا إِلا دُرُوعَ الوَغَى قُمْصَا
تَشَابَهَ نَجْلٌ في الكَمَالِ ونَاجِلٌ / وفي نَزَعَاتِ الفَرْعِ مَا يَصِفُ الأَصَّا
سَكِينَتُهُ أَعْيَا الأَئِمَّة نَيْلُهَا / وَهَيْهَاتَ جَلَّ الطَّوْد أّنْ يُشْبِهَ الدّعْصا
يهِيمُ بِحَمْلِ الخِرْصِ والسَّيْفِ سَالِياً / هَوَى كُلِّ خَوْدٍ تَحْمِلُ الشَّنْفَ والخُرْصَا
فَقَدْ حَمَلا عَنْهُ أحَادِيثَ بَأسِهِ / يُشَافِهُ ذا خَدّاً لِخَدٍّ وَذَا قَصَّا
أبَى وَهُوَ المَاضِي العَزِيمَةِ رُخْصَةً / بِحَاليَةٍ مِنْ كَفِّهَا عَنَماً رَخْصَا
وَلَمْ يَتْرُكَن في العِلْمِ والحِلْم والنَّدَى / لِمَاضٍ وآتٍ بَعْدُ حَظّاً ولا شِقْصَا
هِيَ الدَّعْوَةُ المَهْدِيَّةُ اسْتَخْلَصَتْ لَها / نُهَى القائِمِ الهَادِي فكَان لَهَا خِلْصا
بإِظْهارِها وَصَّى أبو حَفْصٍ الرِّضى / بَنِيهِ فَوَفَّى دُونَهُمْ مَا بهِ وَصَّى
وَوَلَّى وَلِيّ العَهْدِ ضُرَّ عُدَاتِهَا / ومِنْ عادَةِ الضِّرْغامِ أنْ يُضْرِيَ الحَفْصَا
لَقَدْ أوْضَحَ العَلْيَاءَ بَدْرُ هدَايَةٍ / بِخَوْضِ الوَغَى والشَّمْسِ قَدْ خَفِيَتْ قُرْصَا
حَرِيصاً علَى الدِّينِ الحَنِيفِ ونَصْرِهِ / ولَيْسَ علَى الدُّنيا بِمُسْتَبْطِنٍ حِرْصا
بِرَايَتِهِ الحَمراء يَصْطَلِمُ العِدَى / لِمِلَّتِهِ البَيْضَاء غَضْبَانَ مُقْتَصَّا
وَمَا أَمَّلَ العَافُونَ خَمْسَ بَنَانِهِ / فَلاقَتْ مَطَايَاهُم بِطَيِّ الفَلا خَمْصا
تَهَلُّلُهُ يُغْنيَكَ أنْ تَطْلُبَ الغِنَى / وفِي الظِّلِّ ما يَكْفيك أنْ تَرْقُبَ الشَّخْصا
أَيَا دَولَةَ الآدابِ والعِلْمِ سَامِحِي / بَليغاً إِذا أَفْضى لتِلكَ الحُلَى أفْصَى
ودُومِي بَهاءً لِلزَّمانِ وَزِينَةً / وجُودُك لا يَرْضَى لَنَا فَيْضُهُ القَبْصَا
فَكُلُّ تَمامٍ لَيْسَ يُؤْمَنُ نَقْصُه / وَهذا تَمامٌ باهِرٌ يَأمَنُ النَّقْصَا
لأنْدَلُسَ البُشْرَى وحَضْرَتِهَا حِمْص
لأنْدَلُسَ البُشْرَى وحَضْرَتِهَا حِمْص / فقَد كُسِيَتْ لِلأَمْنِ فَضْفاضَةُ القُمْصِ
وَقد نُصِرَتْ عَوْداً كَبَدْء على العِدَى / فَذَاقُوا المَنَايَا الحُمْر بِالحسِّ والحَصِّ
وَلا غَرْوَ أنْ تُغْرَى السُّعُودُ بأهْلِها / فَمَا قابَلوا النُّعْمَى بِغَمْطٍ ولا غَمْصِ
أَلَمْ يَخْلَعوا زُهْداً وحِرْصاً عَلَى الهُدَى / ومِن عَجَبٍ أنْ يُعْضَدَ الزُّهْدُ بالْحِرْصِ
عَلِيَّ بْنَ إدْريسَ بْنِ يَعْقوبَ وانْتَمَوا / لِيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الواحِدِ بْنِ أبِي حَفْصِ
غدا الحسنُ شُورَى في المِلاَح وإِنَّما
غدا الحسنُ شُورَى في المِلاَح وإِنَّما / إِمامُهُمُ من أُوتَى الحُسْنَ بالنَّصِّ
ومَنْ وَجْهُهُ مع قدِّه مع رِدْفِه / هلالٌ على غصنٍ يَمِيس على دِعْصِ
أَرَاهُ بعيدَ الشَّخْصِ وهو مُعَانِقِي / ومُنْحرفاً عن طاعتي وهْو لا يَعْصِي
تسوءُ ظُنُوني حين يَحْسُنُ وجْهُهُ / فآخذهُ من غير بَحْثٍ ولا فَحْصِ
وأَظْلِمُه وهو البري لأَغْتَدِي / بجائِرِ لَثْمِي أَسْتَقِصُّ وأَسْتَقْصي
وأَقطعُهُ بالعَضِّ إِذ سَرَقَ الكرَى / كَرَى مُقْلَتي والقطعُ يُعْرَفُ لِلِّصِّ
وأُذْبِلُ ورْدَ الخدّ باللَّثْمِ بعْدَمَا / أَحومُ فأُدْمِي ذَلِكَ الفَم بالمَصِّ
حَرَصتُ بأَن لا يَعْلَقَ القلبَ حُبُّهُ / فَيَا وَيْلَتَا ما أَخيَبَ المرَ بِالحرْصِ
ويومٍ مطيرٍ قد ترنَّم رَعْدُهُ / وصَفَّق لما أَحْسَنَ القَطْرُ في الرَّقْصِ
ورقعةِ ماءٍ تحتَ بَرْدِ فواقعٍ / وأُفْقٌ غَدَا بالبَرقِ يلَعبُ بالفصِّ
شَرِبْنَا على هذا وذاك مدامةً / بَدَتْ كالعَقِيقِ الرَّطْبِ والذَّهَبِ الرَّخْصِ
أُعِيدَ لنا في كأْسها شخصُ قَيْصَرٍ / وكسْرى وكادت تبعثُ الروحَ في الشَّخْص
قَيَاصِرَةٌ في قصْرِ كأْسِ وربّما / مَجَنَّا فَقُلْنا بل صعاليكُ في خُصِّ
كذا الرّاحُ تِبْرٌ في لجينٍ وإِن تُرِدْ / فقل هي حنَّاءٌ وبيض على بُرْصِ
تملكْتُ دُرَّ القولِ منتخِباً له / فأُدْنِي الذي أُدْنِي وأُقْصِي الذي أُقْصِي
إِليكَ فلا تُحْصِي الذي أَنا قائلٌ / فقوْلِيَ لا يُحْصَى وَعَدُّك لا يُحْصِي
تزيدُ على طول الليالي مَحَاسِني / فلا رُمِيَتْ تلك الزيادةُ بالنَقْصِ
أَجدَّكَ ما ينفكُّ قلبٌ مُحبّسٌ
أَجدَّكَ ما ينفكُّ قلبٌ مُحبّسٌ / عليك وأبصارٌ إليكَ شواخصُ
وطرفُك معتَلٌّ وجسمُكَ سالمٌ / وصُدغُكَ مَهْموزٌ وخَصْرك ناقص
ولي عَبَراتٌ فوقَ خَدِّي رواقصٌ / ولي حَسَراتٌ تحتَ ضلعي قَوارِصُ
مَزّجتُ دُموعي بالدِّماءِ صبابةً / فدَمعيَ مَمْزوجٌ ووديَ خالِصُ
ولَينُوفَرٌ أوراقُه الخُضْرُ تحتَه
ولَينُوفَرٌ أوراقُه الخُضْرُ تحتَه / بِساطٌ إليه الأعينُ النُّجلُ شُخَّصُ
إذا غاصَ في الماءِ النَّميرِ حَسِبْتَهُ / رؤوسَ إوَزٍّ في غِياضٍ تُغَوَّصُ
وحانٍ على الشحناءِ عوجَ ضُلوعهِ
وحانٍ على الشحناءِ عوجَ ضُلوعهِ / يسدِّدُ نحوي صادراتِ المشاقصِ
يُكاثِرُ فضلي بالثراء نواقحاً / وفي المالِ للجُهَّالِ جبرُ النقائصِ
أقولُ له لما اشرأَبَّ لغايتي / ومدَّ إليها نظرةَ المتخاوصِ
وأيقظَ منِّي ساهراً غيرَ راقدٍ / وحرَّضَ منّي هاجماً غير حائصِ
لقد فاتَ قَرْنُ الشمسِ راحةَ لامسٍ / وأعيا مناطُ النَّسْرِ كفّةَ قانصِ
وإن حدثتكَ النفسُ أنّك مدركٌ / لشأوي فطالِبْهَا بمثلِ خصائصي
نزاهةَ نفسي طالباً وسماحتي / مُنِيلاً وصبري لاحتمال القوارصِ
وعلمي بما لم يَحْوِ خاطرُ عالمٍ / وغوصي على ما لم يَنَلْ فَهْمُ غائصِ
وتركيَ أخلاقَ اللِئامِ وغِشَّها / إِلى كل خُلْقٍ كالوذيلةِ خالصِ
فما عهدُ أحبابي على البُعْدِ ضائعٌ / لديَّ ولا ظِلُّ الوفاءِ بقالصِ
وما أنا عمَّا استودعوني بذاهلٍ / ولا أنا عمَّا كاتَموني بفاحصِ
وإن الأُلَى راموا اللِّحاقَ بغايتي / سَعَوا بينَ مبهورٍ حثيثٍ وشاخصِ
فلم يَكُ فيهمْ غيرُ وقفةِ ظالعٍ / ولم يُرَ منهم غيرُ أعقابِ ناكصِ
وراموا بأطرافِ الأنامل غايةً / وطِئتُ وقد أعيتهُمُ بالأخامصِ
إِذا حُمِدَتْ بين الأفاضلِ سيرتي / فأهوِنْ بنقصٍ جاءَ من عندِ ناقصِ