المجموع : 44
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ
إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ / عَلى نِعَم ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا
مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً / كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها
وَما صاحِبُ السَبعينَ وَالعَشرِ بَعدَها / بِأَقرَبَ مِمَّن حَنَّكَتهُ القَوابِلُ
وَلَكِنَّ آمالاً يُؤَمِّلُها الفَتى / وَفيهِنَّ لِلراجينَ حَقٌّ وَباطِلُ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ
أَرى دَهرَنا فيهِ عَجائِبُ جَمَّةٌ / إِذا اِستُعرِضَت بِالعَقلِ ضَلَّ لَها العَقلُ
أَرى كُلَّ ذي مالٍ يَسودُ بِمالِهِ / وَإِن كانَ لا أَصلٌ هُناكَ وَلا فَضلُ
وَآخرَ مَنسوباً إِلى الرَأيِ خامِلاً / وَأَنوَكَ مَخبولاً لَهُ الجاهُ وَالنُبلُ
فَلا ذا بِفَضلِ الرَأيِ أَدرَكَ بُلغَةً / وَلَم أَرَ هَذا ضَرَّهُ النَوكُ وَالجَهلُ
وَما الفَضلُ في هَذا الزَمان لِأَهلِهِ / وَلَكِنَّ ذا المالِ الكَثيرِ لَهُ الفَضلُ
فَشَرف ذَوي الأَموالِ حَيثُ لَقيتَهُم / فَقَولُهُمُ قَولٌ وَفِعلُهُمُ فِعلُ
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى
وَلَم أَرَ مِثلَ الفَقرِ أَوضَعَ لِلفَتى / وَلَم أَرَ مِثلَ المالِ أَرفَعَ لِلنَذلِ
وَلَم أَرَ عِزّاً لِاِمرِئٍ كَعَشيرَةٍ / وَلَم أَرَ ذُلّاً مِثلَ نَأيٍ عَنِ الأَهلِ
وَلَم أَرَ مِن عُدمٍ أَضَرَّ عَلى الفَتى / إِذا عاشَ بَينَ الناسِ من عدم العَقلِ
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد
إِذا أَنتَ لَم يَنفَعكَ عِلمُكَ لَم تَجِد / لِعِلمِكَ مَخلوقاً مِنَ الناسِ يَقبَلُه
وَإِن زانَكَ العِلمُ الَّذي قَد حَمَلتَهُ / وَجَدتَ لَهُ مَن يَجتَنيهِ وَيَحمِلُه
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ
تَلَذَّذتَ في الدُنيا بِكُلِّ طَريفَةٍ / عَلى أَنَّها أَيضاً حَرامٌ مُحَرَّمُ
وَتأملُ جَنّاتِ الخُلودِ لَبِئسَما / تُقَدِّرُ مَن يَقضي بِهَذا وَيَحكُمُ
لَئِن كانَ حُكمُ اللَهِ يَخرُجُ هَكَذا / فَإِنَّكَ مِن يَحيى عَلى اللَهِ أَكرَمُ
إِذا قيلَ مَن يَقضي بِهَذا فَقُل لَهُ / وَمُدَّ لَهُ في الصَوتِ يَحلُمُ يَحلُمُ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ
تَعَزَّ بِحُسنِ الصَبرِ عَن كُلِّ هالِكٍ / فَفي الصَبرِ مَسلاةُ الهُمومِ اللَوازِمِ
إِذا أَنتَ لَم تَسلُ اِصطِباراً وَحِسبَةً / سَلَوتَ عَلى الأَيّامِ مِثلَ البَهائِمِ
وَلَيسَ يَذودُ النَفسَ عَن شَهواتِها / مِنَ الناسِ إِلّا كُلُّ ماضي العَزائِمِ
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ مِن عِندِ غَيرِه
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ مِن عِندِ غَيرِه / وَتُصبِحُ مِن خَوفِ العَواقِبِ آمِنا
وَتَرضى بِصَرّافٍ وَإِن كانَ مُشرِكا / ضَميناً وَلا تَرضى بِرَبِّكَ ضامِنا
كَأَنَّكَ لَم تَقنَع بِما في كِتابِه / فَأَصبَحتَ مَدخولَ اليَقين مُبايِنا
فَلَو كانَ يَستَغني عَنِ الشُكرِ ماجِدٌ
فَلَو كانَ يَستَغني عَنِ الشُكرِ ماجِدٌ / لِعِزَّةِ نَفسٍ أَو عُلُوِّ مَكانِ
لَما أَمَرَ اللَهُ الحَكيم بِشُكرِه / فَقالَ اِشكُروا لي أَيُّها الثَقلانِ
طَويتَ عُوارَ الشَيبِ مِن فرطِ قُبحِه
طَويتَ عُوارَ الشَيبِ مِن فرطِ قُبحِه / بِأَقبَحَ مِنهُ فَاِفتُضِحتَ وَما اِنطَوى
وَأَصبَحتَ مُرتاداً لِنَفسِكَ ضَلَّةً / وَقَبلَكَ ما أَعيا الفَلاسِفَةَ الأُلى
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي / نَوائِبَ هَذا الدَهرِ أَم كَيفَ يحذرُ
يَرى الشَيءَ مِمّا يَتَّقي فَيَخافُهُ / وَما لا يَرى مِمّا يَقي اللَهُ أَكبَرُ
أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري / عَلى الدَهرِ مَيتٌ قَد تَخَوَّنَهُ الدَهرُ
فَما لَم يَمُت مِنّي لِما ماتَ مَيِّتٌ / وَبَعضٌ لِبَعضٍ قَبلَ قَبرِ البِلى قَبرُ
فَيا رَبِّ قَد أَحسَنتَ بَدءاً وَعودَةً / إِلَيَّ فَلَم يَنهَض بِإِحسانِكَ الشُكرُ
فَمَن كانَ ذا عُذرٍ لَدَيكَ وَحُجَّةٍ / فَعُذرِيَ إِقراري بِأَن لَيسَ لي عُذرُ
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً / وَجَرَّبتُ حالَيهِ عَلى العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى / وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب
سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِب / وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ
وَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَة / شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلي مُقاوِمُ
فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ / وَألزمُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ
وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن / مَقالَتِهِ نَفسي وَإِن لامَ لائِمُ
وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا / تَفَصَّلتُ إِنَّ الفَضلَ لِلحُرِّ حاكِمُ
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما
حَياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ وَكُلَّما / مَضى نَفَسٌ مِنها اِنتَقَصت بِهِ جُزءا
فَتُصبِحُ في نَقصٍ وَتُمسي بِمِثلِه / وَمالُكَ مَعقولٌ تُحِسُّ بِهِ رُزءا
يُميتُكَ ما يُحييكَ في كُلِّ ساعَةٍ / وَيَحدوكَ حادٍ ما يُريدُ بِكَ الهُزءا
مَضى أَمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً
مَضى أَمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً / وَأَعقَبَهُ يَومٌ عَلَيكَ جَديدُ
فَإن كُنتَ بِالأَمسِ اِقتَرَفتَ إِساءةً / فَثَنِّ بِإِحسانٍ وَأَنتَ حَميدُ
فَيَومُكَ إِن أَغنَيتَهُ عادَ نَفعه / عَلَيكَ وَماضي الأَمسِ لَيسَ يَعودُ
وَلا تُرجِ فِعلَ الخَيرِ يَوماً إِلى غَدٍ / لَعَلَّ غَداً يَأتي وَأَنتَ فَقيدُ
إِذا ما المَنايا أَخطَأَتكَ وَصادَفَت / حَميمَكَ فَاِعلَم أَنَّها سَتَعودُ
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم
تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم / عِمادٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ
فَما بِكَثير أَلفُ خِلٍّ وَصاحِب / وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ
سَأَمنَحُ مالي كُلَّ مَن جاءَ عافِياً
سَأَمنَحُ مالي كُلَّ مَن جاءَ عافِياً / وَأَجعَلُهُ وَقفاً عَلى القَرضِ وَالفَرضِ
فَإِمّا كَريمٌ صُنتُ بِالجودِ عِرضَهُ / وَإِمّا لَئيمٌ صُنتُ عَن لُؤمِهِ عِرضي
سَأَترُكُ هَذا البابَ مادامَ إِذنُهُ
سَأَترُكُ هَذا البابَ مادامَ إِذنُهُ / كَعَهدي بِهِ حَتّى يَخِفَّ قَليلا
وَما خابَ مَن لَم يَأَتِهِ مُتَعَمِّداً / وَلا فازَ مَن قَد نالَ مِنهُ وُصولا
وَما جُعِلَت أَرزاقُنا بِيَدِ اِمرِئٍ / حَمى بابَهُ مِن أَن يُنالَ دُخولا
إِذا لَم أَجِد يَوماً إِلى الإِذنِ سُلَّماً / وَجَدتُ إِلى تَركِ المَجيءِ سَبيلا
لَعَمرُكَ ما بِالعَقلِ يُكتَسَبُ الغِنى
لَعَمرُكَ ما بِالعَقلِ يُكتَسَبُ الغِنى / وَلا بِاِكتِسابِ المالِ يُكتَسَبُ العَقلُ
وَكَم مِن قَليلِ المالِ يحمَد فَضلُهُ / وَآخرَ ذي مال وَلَيسَ لَهُ فَضلُ
وَما سَبَقَت مِن جاهِلٍ قَطُّ نِعمَةٌ / إِلى أَحَدٍ إِلّا أَضَرَّ بِها الجَهلُ
وَذو اللُبِّ إِن لَم يُعطِ أحمدتَ عَقلَهُ / وَإِن هُوَ أَعطى زانَهُ القَولُ وَالفِعلُ
وَما يَبلُغُ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً
وَما يَبلُغُ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً / عَلى المَرءِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ
وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً / مِنَ الطولِ إِلّا بسطَةُ الشُكرِ أَطولُ
وَلا رَجَحَت في الوَزنِ يَوماً صَنيعَةً / عَلى المَرءِ إِلّا وَهيَ بِالشُكرِ أَثقَلُ
وَلا بَذَلَ الشُكرَ اِمرُؤٌ حَقَّ بَذلِهِ / عَلى العُرفِ إِلّا وَهوَ لِلمالِ أَبذلُ
فَمن شكر المَعروفَ يَوماً فَقَد أَتى / أَخا العُرف مِن حسن المُكافاة من عَلُ