المجموع : 259
أَبى الحُبُّ إِلّا وَقفَةً بِالمَعاهِدِ
أَبى الحُبُّ إِلّا وَقفَةً بِالمَعاهِدِ / يَجودُ عَلَيها بِالدُموعِ الجَواهِدِ
فَلا تُسمِ في دُنياكَ داراً بِجَنَّةٍ / بِآيَةِ أَنَّ المَرءَ لَيسَ بِخالِدِ
دِيارَ الَّتي كانَت وَكُنتُ وَكُنتُمُ / فَيا وَحشَتي مِن مَورِدي وَمَوارِدي
تَخَوَّفَ مِنها أَن يَقولَ مَتى الوَعدُ
تَخَوَّفَ مِنها أَن يَقولَ مَتى الوَعدُ / وَلَيسَ لَها بِالوَعدِ مُذ وَعَدَت عَهدُ
وَلا عِندَهُم عِلمٌ بِما في فُؤادِهِ / وَلا عِندَها مِن أَمرِهِ ما لَها عِندُ
وَكُلُّ عِتابٍ بَينَ وُدَّينِ داخِلٌ / وَإِلّا فَلا تَتعَب فَما يَأذَنُ الوُدُّ
وَإِن كانَ طَعمُ العَتبِ ذا حَنظَلِيَّةٍ / فَصَبراً عَلى مُرٍّ عَواقِبُهُ الشَهدُ
وَكَم لَيلَةٍ قَد مَرَّ عَتبي بِسَمعِها / فَجاوَرَ عِقداً كانَ في نَحرِها عِقدُ
وَلَمّا بَكَت عَيني لَها وَتَبَسَّمَت / تَكاثَرَ فيها بَينَنا الشَرحُ وَالسَردُ
وَظاهَرَها آثارُ كَونِكَ في الحَشا / بِأَن قَد بَدا في ماءِ وَجنَتِكَ الوَقدُ
وَإِلّا فَإِنَّ الوَردَ فيهِ مَلالَةٌ / كَما عَهِدوا مِنهُ وَما مَلَّ ذا الوَردُ
لَها خُلُقٌ ما فيهِ لِلحَمدِ مَوضِعٌ / وَلِلوَجهِ مِنها قُلْ هُوَ اللَهُ وَالحَمدُ
لَقَد عَلَّلوهُ مِن مُنىً بِبَعيدِ
لَقَد عَلَّلوهُ مِن مُنىً بِبَعيدِ / كَما أَنجَزوهُ مَوعِداً بِوَعيدِ
فَريدُ هَوىً يَبكي فَريدَ مَلاحَةٍ / فَيَنثُرُ مِن جَفنَيهِ عِقدَ فَريدِ
وَقَومٍ عَنَوا شَمسَ السَما بِسُجودِهِم / وَفي الأَرضِ بَدرٌ قَد عَناهُ سُجودي
وَما ليَ في صَيدِ العَقارِبِ حيلَةٌ
وَما ليَ في صَيدِ العَقارِبِ حيلَةٌ / سِوى عَقرَبٍ دَبَّت عَلى وَرَقِ الوَردِ
وَإِنّي شُجاعٌ لا عَلى كُلِّ حَيَّةٍ / سِوى حَيَّةٍ صيغَت مِنَ الشَعرِ في الخَدِّ
وَفي الرَوضِ وَردٌ طائِرٌ مِن مَلالَةٍ
وَفي الرَوضِ وَردٌ طائِرٌ مِن مَلالَةٍ / وَفَوقَ خُدودِ الغيدِ وَردٌ مُقَيَّدُ
تَبَوَّأَ فيها الوَردُ وَجنَةَ جَنَّةٍ / وَمَن بُوِّئَ الجَنّاتِ فَهوَ مُخَلَّدُ
وَكُنتَ وَكُنّا وَالزَمانُ مُساعِدٌ
وَكُنتَ وَكُنّا وَالزَمانُ مُساعِدٌ / فَصِرتَ وَصِرنا وَهوَ غَيرُ مُساعِدِ
وَزاحَمَني في وِردِ ريقِكَ شارِبٌ / وَنَفسِيَ تَأبى شِركَها في المَوارِدِ
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ / جَلَوتَ ظَلامَ اللَيلِ بِالكَأسِ وَالثَغرِ
وَلَم يَنتَقِصهُ الثَغرُ مِثقالَ ذَرَّةٍ / وَشُهدُ اللَمى جَرَّ الدَبيبَ مِنَ الذَرِّ
وَقَلبِيَ مِن صَخرٍ وَلَكِن عَدِمتُهُ / فَعَينِيَ كَالخَنساءِ تَبكي عَلى صَخرِ
أَخا طُرَّةٍ بي مِن عَجائِبِ ثَغرِهِ / سَلِ العَينَ إِنَّ العَينَ حاضِرَةُ البَحرِ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ / وَمَن لَم يَلِن لِلِّينِ لَانَ عَلى القَسرِ
فَإِن كانَ أَمري في يَدي فَكَما تَرى / وَإِلّا فَدَبِّرهُ وَلا تُسمِهِ أَمري
وَما الصَبرُ إِلّا مُعقِبٌ ما أُريدُهُ / وَلَكِنَّني اِستَبطَأتُ عاقِبَةَ الصَبرِ
وَقُلتُ لَهُ يا صَبرُ إِن كُنتَ مُعقِباً / بِعُقبى فَمِن قَبلِ الخُروجِ مِنَ العُمرِ
كَمِ اِستَأذَنَت عُقبى عَلى المَرءِ مَيِّتاً / فَما أَذِنَت حُجبٌ عَلَيهِ مِنَ القَبرِ
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ / وَيُسهَبُ فيهِ القَولُ أَو فَيُقَصَّرُ
وَأَفعالُكُم تَنهاهُ لَو كانَ يَنتَهي / وَما غابَتِ الآراءُ لَو كانَ يَحضُرُ
لِساني بِأَمري وَهوَ مِنّي وَمِنكُمُ / عَنِ البَثِّ يُنهى أَو فَبالكَتمِ يُؤمَرُ
فَأَمّا جُفوني فَهيَ بَينَ يَدَيكُمُ / ضَميري بِها يَبدو وَسِرِّيَ يَظهَرُ
صَبَرتُ وَكانَ الصَبرُ مِنِّيَ عادَةً / وَما صَبَرَ الدَمعُ الَّذي يَتَفَجَّرُ
وَقالَ اِستَدِم صَبري عَلَيكَ فَإِنَّني / وَإِن كُنتُ أَبدَيتُ السَرائِرَ أَستُرُ
أَيَسكُتُ عَن شَكوى الهَوى بِكَ مَنطِقٌ / وَتُعدَى جُفوني بِالسُّكوتِ وَتُحصَرُ
وَمَن ذا الَّذي يُملا بِهِ خَلوَةُ الهَوى / وَفي رَوضَةِ التَذكارِ ماذا يُفَجَّرُ
وَمَن ذا عَلى قَلبِ الحَبيبِ وَدونَهُ / مِنَ الغَيظِ أَغلاقٌ تُرى يَتَسَوَّرُ
أَغَيرِيَ مَن يُدعى لِيَومِ كَريهَةٍ / وَساعَةِ شَكوى مِن حَبيبٍ فَيَحضُرُ
وَما نَهَضَت مِن قَلبِهِ لَكَ رِقَّةٌ / إِذا لَم تَرَ الشَكوى فَذَيلِيَ يَعثَرُ
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى / حَبيبٍ حَبيبِ الذِكرِ عِندي إِذا مَرّا
كَأَنَّ جُفوني السُحبُ وَالقَطرُ أَدمُعي / وَقَد أَمطَرَت فِكري فَقَد أَنبَتَ الشِعرا
وَعَرَّفَني قَدري الزَمانُ مُطالِباً / بِوِترِ زَمانٍ ما عَرَفتُ لَهُ قَدرا
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ / وَلي سَكرَةٌ لا يَقتَضي مِثلَها السُكرُ
هِيَ الدارُ في حالَي نَواها وَقُربِها / فَإِن تَدنُ فَالمَغنى وَإِن تَنأَ فَالقَفرُ
وَيَبكي دَماً إِن بِتَّ ضَيفاً لِذِكرِهِ / وَما اِسمُكَ إِلّا الضَيفُ بَيَّتَهُ الفِكرُ
وَأَمّا الدَمُ الجاري فَمِن عَقرِ قَلبِهِ / وَأَعلى كَراماتِ الضُيوفِ هَوَ العَقرُ
أَيا دَهرُ لا مَن قَد هَويتُ وَلا الصِبا / وَلَم يَبقَ لا كاسي الشَبابِ وَلا الوَفرُ
فَيا لَيتَ دَهري بَعضُ مَن قَد عَدِمتُهُ / وَيا وَيلَتي أَفنى وَما فَنِيَ الدَهرُ
سَأُبقي عَلى الأَحرارِ مِنهُ بَقِيَّةً / يَسوءُهُمُ أَلّا يُنادي لَها حُرُّ
وَإِنَّ العَذابَ الأَكبَرَ البَينُ فَاِبكِهِ / وَإِنَّ عَذاباً دونَ ذَلِكُمُ الهَجرُ
وَلِهتُ فَوَصفي لَم يُحَصِّلهُ واصِفٌ / فَلا جَزَعٌ لي يَومَ بانوا وَلا صَبرُ
وَلَو بَدَّلوني مِن مَلامٍ شَفاعَةً / إِلى مَن عَلَيهِ اللَومُ لَاِعتَدَلَ الأَمرُ
أَرى نُذُراً لِلبَينِ صَرَّحَ وَعدُها / عَلَيَّ إِذا ما الدَهرُ أَخلَفَها نَذرُ
وَلَو أَنَّني سايَرتُ رَوضَةَ حُسنِهِ / لَسايَرَها مِن بَينِ أَجفانِهِ نَهرُ
يَقولونَ إِنَّ الدَمعَ باحَ بِسِرِّهِ / وَهَل كانَ ما بَيني وَبَينَكُمُ سِرُّ
وَماذا عَلى عَينٍ تَرى الحُسنَ رَوضَةً / إِذا ما جَرى مِن فَيضِ أَدمُعِها قَطرُ
أَفيكُم لِهَذا الحُسنِ بالله مِنكِرُ
أَفيكُم لِهَذا الحُسنِ بالله مِنكِرُ / فَإِن كانَ فَالأَعمى الَّذي لَيسَ يُبصِرُ
تُؤَدّي إِلى قَلبِ الفَتى نَغَماتُهُ / هَوىً غَيرَ ما كانَت بِهِ العَينُ تَشعُرُ
هِيَ الكأسُ ما دارَت بِكَفٍّ عَلى فَمٍ / فَبِالسَمعِ نُسقاها وَبِالقَلبِ نَسكَرُ
فَيالَكَ مِن دُرٍّ مِنَ اللَفظِ مُقتَنىً / وَيا لَكَ مِن خَمرِ مِنَ اللَحظِ تُعصَرُ
يُمَجمِجُ أَلفاظاً بِخَمرَةِ ريقِهِ / سُكارى الخُطا في ذَيلِها تَتَعَثَّرُ
فَمَحبوبُ هَذا اليَومِ بِالأَمسِ مُجتَوىً / وَمَعروفُهُ قَد كانَ مِن قَبلُ يُنكَرُ
فَأَنجَزَ هَذا الدَهرُ ما كُنتُ أَرتَجي / وَأَنجَزَ هَذا الدَهرُ ما كُنتُ أَحذَرُ
فَأُدرِكُ في هَذاكَ ما لا غَرَستُهُ / وَأَغرِسُ في ذا غَيرَ ما هُوَ مُثمِرُ
فَيا وَيلَتي مِن بُعدِ ما لا أَذُمُّهُ / وَيا ضَيعَتي في قُربِ ما لَيسَ يُشكَرُ
وَما في يَدي مِنهُ سِوى أَنَّ خاطِري / بِعابِرَةِ الأَخبارِ عَنهُ يُخَبَّرُ
عَلى أَنَّ لَيلاً لِلصِبا لا يَسُرُّني / إِذا كانَ عَن صُبحِ الشَبيبَةِ يُسفِرُ
مَلامُكُمُ وَالحُبُّ ضِعفانِ مِن نارِ
مَلامُكُمُ وَالحُبُّ ضِعفانِ مِن نارِ / وَفي واحِدٍ ما زادَ عَن كُلِّ مِقدارِ
وَلِم لُمتُمُ الأَبصارَ فيما أَتَت بِهِ / فَإِنّا دَفَعنا عَن قُلوبٍ بِأَبصارِ
فَلَم تَبتَدِع فيما سَهِرنا لِأَجلِهِ / فَقَد سَهِرَ الناسُ اللَيالي لِأَقمارِ
وَأَقسَمَ طَرفي وَهوَ لَيسَ بِحانِثٍ / بِأَن لا رَأَيتُ الرَوضَ إِلّا بِأَنهارِ
بِقَلبي وُجوهٌ إِن رَأَيتَ رِياضَها / فَلا تَنسَ مِن أَلفاظِها مِثلَ أَزهارِ
مَحاسِنُ قَد سَبَّحتُ مِنها بِسُبحَةٍ / فَمَن يُنكِرُ التَسبيحَ لِلخالِقِ الباري
وَفَرَّطتَ في قَلبي وَلَم تَحتَفِل بِهِ / فَصِرتُ بِلا قَلبٍ وَصِرتَ بِلا دارِ
أَفي الحَقِّ أَم في العَدلِ مَطلُ مَواعِدي / فَقَضَّيتُ أَيّامي وَلَم تُقضَ أَوطاري
فَصِلني إِذا اِستَكتَمتَني السِرَّ في الهَوى / وَإِلّا فَإِنَّ الهَجرَ يَكشِفُ أَسراري
وَلَمّا بَدا خَطٌّ بِخَدِّ مُعَذِّبي
وَلَمّا بَدا خَطٌّ بِخَدِّ مُعَذِّبي / كَظُلمَةِ لَيلٍ في ضِياءِ نَهارِ
خَلَعتُ عِذاري في هَواهُ وَلَم أَزَل / خَليعَ عِذارٍ في جَديدِ عِذارِ
تَوَهَّمَهُ قَلبي فَأَصبَحَ خَدُّهُ
تَوَهَّمَهُ قَلبي فَأَصبَحَ خَدُّهُ / وَفيهِ مَكانَ الوَهمِ مِن نَظَري أُثْرُ
وَمَرَّ بِقَلبي خاطِراً فَجَرَحتُهُ / وَلَم أَرَ جِسماً قَطُّ يَجرِحُهُ الفِكرُ
دَعَوتُ بِماءٍ في إِناءٍ فَجاءَني
دَعَوتُ بِماءٍ في إِناءٍ فَجاءَني / غُلامٌ بِهِ خَمراً فَأَوسَعتُهُ زَجرا
فَقالَ هُوَ الماءُ القَراحُ وَإِنَّما / تَجَلّى لَهُ خَدّي فَأَوهَمَكَ الخَمرا
وَقَد كُنتَ تَستَغني بِلَحظِكَ وَحدَهُ
وَقَد كُنتَ تَستَغني بِلَحظِكَ وَحدَهُ / فَكَيفَ وَفيهِ سَبعَةٌ خَيرُها شَرُّ
سَقامٌ وَأُسدٌ ضارِياتٌ وَأَسهُمٌ / وَسُمرُ القَنا وَالنَبلُ وَالسَيفُ وَالخَمرُ
فَماذا نَرى فيمَن حَوى فيكَ أَربَعاً / بِواحِدَةٍ مِنهُنَّ يَنفَطِرُ الصَخرُ
فَأَيّامُهُ سودٌ وَبيضٌ لِحاظُهُ / وَأَضلُعُهُ صُفرٌ وَأَدمُعُهُ حُمرُ
فَكَم لَثمَةٍ في الكَأسِ أَنّى جَعَلتُها
فَكَم لَثمَةٍ في الكَأسِ أَنّى جَعَلتُها / تُغَيِّبُ عَن هَمّي بِمَن حَمَلَ الكاسا
تُخَلِّصُني أَنفاسُهُ مِن خُمارِها / سَريعاً فَزادَ اللَهُ لي فيهِ أَنفاسا
عَذولُ الهَوى يَبني بِغَيرِ أَساسِ
عَذولُ الهَوى يَبني بِغَيرِ أَساسِ / وَيُفتي بِلا نَصٍّ وَغَيرِ قِياسِ
يَرِقُّ هَجيرُ اليَومِ إِن رَقَّتِ الصَبا / وَأَنتَ مَعَ الأَيّامِ قَلبُكَ قاسي
مَتى تَنطَفي نارُ الغَليلِ بِرَشفَةٍ / بِحُمرَةِ خَدٍّ أَو بِخَمرَةِ كاسِ
عَلى أَنَّ خَمراً ماؤُهُ مُتَرَقرِقٌ / يُخالِفُ حِكمَيْ رُؤيَةٍ وَقِياسِ
وَلَو شَرَعَ الناسُ المُواساةَ في الهَوى / لَكُنتُ أُواسَى أَو لَكُنتُ أُواسي
وَدونَ اِسمِهِ لي غَيرَةٌ سامِرِيَّةٌ / فَذِكرُ اِسمِهِ مِن عاذِلٍ كَمَساس
وَبَعدَهُمُ الآثارُ تُؤنِسُ وَحشَتي / وَكَيفَ بِأُنسي بَعدَ فَقدِ أُناسي
مَهاً مِن مَهاً بُدِّلتُ إِلّا نِفارَها / وَغُصناً بِأَغصانٍ وَغُصنُكَ عاسِ
لَقَد نَبَذَ الهَمُّ السَوادَ بِخاطِري / كَما حَصَّلَ الهَمُّ البَياضَ بِراسي
وَلَم يُشجِني إِلّا جِنايَةُ عَينِهِ / بِما أودِعَت عَينايَ وَهوَ نُعاسي
وَلَو أَنَّهُ ناسٍ لَكُنتُ مُذَكِّراً / فَلا تَبعَثِ التِذكارَ في المُتَناسي
يَمُرُّ عَلى سَمعي المَلامُ بِطافِحٍ / فَيَدمَغُهُ عَنّي الغَرامُ بِراسِ
خُذوني عَلى التَجريبِ عَبداً فَإِنَّني / أَبيعُكُم بَيعاً بِغَيرِ مِكاسِ
وَقاسَيتُ ما أَنكى عَدُوِّيَ مِنكُمُ / وَأَصعَبُ عِندي مِنهُ ما سَأُقاسي
وَكُنتُ إِذا فورِقتُ لابِسَ جُنَّةِ / مِنَ الصَبرِ فَاليَومَ اِستُلِبتُ لِباسي
وَما جِئتُهُ يَوماً بِنَشطَةِ مَطمَعٍ / فَأَرجَعَني إِلّا بِفَترَةِ ياسِ
وَعَنَّفَني أَن قُلتُ ما ليَ طاقَةٌ / وَقالَ أَما تَقوى بِطاقَةِ آسِ
أَنارَ سِراجُ الحُسنِ في وَجَناتِهِ
أَنارَ سِراجُ الحُسنِ في وَجَناتِهِ / فَلا تَحسَبوا الأَلحاظَ غَيرَ فَراشِ
لِأَوَّلِ واشٍ أُذنُهُ في سِواكُمُ / وَما أُذِنَت فيكُم لِآخِرِ واشِ