القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 40
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ / وَيْسعِفُنِي الدَّهْرُ البَخِيلُ وَيَسْمَحُ
وَيَسْكُنُ قَلْبٌ قَدْ تَمَادَى خُفُوقُهُ / ويَخْلُصُ طَرْفٌ رَاحَ لِلدَّمْعِ يَسْفَحُ
أُؤَمِلَ أَنْ يَبْدُو لِعَيْنِي جَمَالُها / عَسَى لَحْظُهَا في رَوْضَةِ الحُسْنِ يَسرَحُ
فَلَما بَدَتْ أَطَرَقْتُ في الحِينِ هَيْبَةٌ / وَمَنْ ذا لِعَيْنِ الشَّمْسِ بالعَيْنِ يَلْمِحُ
تَعَرَّضْ لآرامِ الصَّرِيمِ لَعَلَّهَا / بِأَلْحَاظِهَا تَرْمِي حَشَاكَ وتَجْرَحُ
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مَيِّتٌ في حِمَاهُمُ / ومَا مَاتَ إِلاَّ مَن لأَهْليهِ يَصْلُحُ
إِذَا أَسَرَتْ قَلْبِي عُيونُ أُهَيْلِهِ / فَلاَ عِشْتُ إنْ أَمَّلْتُ أَنَّي أُسَرْحُ
وَأَيْنَ جَمِيلٌ مِنْ غَرَامِي وقَدْ غَدَا / لَدِيهِ جَمِيلُ الصَّبْرِ فِي الحُبِّ يَقْبُحُ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ / بَدَا فَهْوَ لِلأَنْوار أَفْضَحُ فَاضِحِ
وَلاَ عَاتِقٌ مِنْ دُونِهِ غَيْرُ ذَاتِهِ / وَمَا دُونَهُ مِنْ مَانِعٍ غَيْرُ مَانِحِ
إِذَا أَنْتَ أَعْطَتَّكَ العُيونُ عُيوُنَهَا / سَبَتْكَ مَرِيْضَاتُ العُيُونِ الصَّحَائِحِ
وَإِنْ أَنْتَ أَفْنَتْكَ المَعَاني وَكُنْتَهَا / شَهِدْتَ المَغَانِي آهِلاَتِ الجَوَانِحِ
فَشَاهِدْ كَثِيفَ الكَوْنِ لاَ مُتَنَقصاً / تَجِدْ وَجْهَ حُسْنٍ لِلكَمَالاَتِ لاَئِحِ
فَمَا الدَّوْحُ تَثْنيِهِ صَباً سَحَرَيَّةٌ / بَكَتْ بِالنَّدَا خَوْفَ الجَنُوبِ المُنَاوِحِ
وَرَدَّدَ فِيهَا لَحْنَهُ كُلُّ مُعْرِبٍ / مِنَ الوُرْقِ مِنْ مَعْنىً مُغَنٍّ وَنَائِحِ
وَأَوْقَدَ فِيهَا وَامِضَ البَرْقِ ضَوْؤُهُ / فَلاَقَى الدُّجَى مِنْ زَهْرِهِ بِالمَصَابِحِ
فَيَا حُسْنَ وَجْهٍ مِنْ كَنِيفَاتِ مَركَزٍ / هَجَاهَا غَمٍ لَكِنْ بِعَيْنِ المدَائحِ
تَطَوَّرَ في أَشْكَالِهَا ذَلِكَ الذَّي / لَهُ القَيْدُ وَالإِطْلاقُ رُتْبَةُ لاَمِحِ
فَإِنْ غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ فَشَاهَدَتْ / خِلاَفاً فَفي عَيْنِ الوِفَاقِ المُنَاصِحِ
ومَا غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ وَإِنَّها / لَصَادِقَةٌ فِي كُلِّ كِذْبٍ فَسَامِحِ
فَإِنَّ الوُجودَ المَحْضَ لَمْ يَأْتِ بِدْعةً / وَمَا غَيْرُهُ يَأْتِي بِبَدْعٍ وَصَالحِ
هُوَ البَحْرُ لاَ سَطْحٌ ولاَ سَاحِلٌ لَهُ / فَمِنْ طَائِرٍ فِيهِ ومَاشٍ وسَابحِ
شَجَتْ مَاءَهُ واسْتَوْقَفَتْ مِنْهُ فُلْكَهُ / سَرَائِرُ يُبْدِي صَوْنَهَا كُلُّ بَائِحِ
عَذارىَ أَبُوهَا كَانَ مَفْعُولَ أُمِّهَا / لِذَا لَمْ يَجيِ فِيهَا القَيِاسُ بِوَاضِحِ
أَيا طَارِحاُ تِلْكَ الحَبَائِلَ صَائِداً / هِيَ الصَّيْدُ فَاطْرَحْ طَرْحُهَا غَيْرُ طَارِحِ
وَلاَ تَشْكُ هَجْراً مِنْ حَبِيبٍ مُوَاصِلٍ / تَنَكَّرَ إِذْ سَمَّيْتَهُ باسْمِ كَاشِحِ
وَإِنْ كُنْتَ مَزْكُوماً فَلَيْسَ بِلاَئقٍ / مَقَالُكَ إِنَّ المِسْكَ لَيْسَ بِفَائِحَ
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ / وَبِاسْمِكَ أَنْفَاسُ العَبِيرِ تَفُوحَ
فَهَلْ حُدِّثَتْ عَنْكَ الرِّيَاضُ فإِنَّنِي / أَرىَ البِشْرَ فيِ وَجْهِ الرِّيَاضِ يَلُوحُ
تُذِيعُ دُمُوعِي سِرَّ وَجْدِي كَأَنَّهَا / لِنَصِّ أَحَادِيثَ الغَرَامِ شُروُحُ
وَلَوْلاَكَ ما هَبَّ النَّسِيمُ مُعَطَّراً / وَلاَ رَاحَ نَشْرُ المِسْكِ مِنْهُ يَفُوحُ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ / فَهَا أَنَا فِي الظَّلْمَاءِ أَلْتَمِسُ الصُّبْحَا
حَرِيقٌُ بِنَارِ القَلْبِ لاَ أُجْملُ الأَسَى / غَرِيقٌ بِيَاءِ الدَّمْعِ لاَ أُحْسِنُ السَّبحا
حُجِبْتَ فَمَالِي فِي لِقَائِكَ حِلَةٌ / عَلَى أَنَّنِي أَظْمَأْ لِحُبِّكَ لَوْ أَصْحَا
حَشَاىَ وَأَجْفَانِي لَهِيبٌ وَأَدْمُعُ / فَآوِنَةً سَحَاً وآوِنَةً لَفْحَا
حَلاَ ليِّ ذِكْرُ الحُبِّ حَتَّى اخْتَبَرْتَهُ / فَأَلفَيْتُ أَنَّ الجِدَّ لاَ يَشْبِهُ المَزْحَا
حَبِيبٌ هَجَرْتُ الخَلْقَ طَوْعاً لِحُبِّهِ / وَمِنَ أَجْلِهِ أَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِهِمْ صَفْحَا
حَتَمْتُ عَلى قَلْبِي مَرَاقِبَ بَابِهِ / عَسَى مُغْلِقُ الأَبْوَابِ يُعْقِبُهَا فَتْحَا
حُسِدْتُ عَلى دَمْعٍِ عَلَيْكَ أَرَقْتُهُ / وَذَاكَ لأَنَّ الحُبَّ بِالسِّحِّ قَدْ صَحَّا
حَنَانَيْكَ لَيْسَ الصَّبْرُ عَنْكَ بِمُمْكِنٍ / فإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْكَ المَحَبَّةَ فَالصَّفْحَا
حَرَامٌ عَلَى العِيدَيْنِ طَرْفِي وَمَسْمَعِي / لأَنَّكَ يَا مَوْلاَيَ فِطْرِيَ والأَضْحَا
عَلى صُدْغِهِ بِالِمسْكِ مِنْهُ نَوَاضِخُ
عَلى صُدْغِهِ بِالِمسْكِ مِنْهُ نَوَاضِخُ / وَفي خَدِّهِ بالمْسكِ مِنْهُ نَوَاسِخُ
كَأَنَّ تثَنِّي قَدِّهِ غُصْنُ بَانةٍ / عَلَيْهِ شَبِيْهُ الشَّعْرِ أَسْوَدُ صَالِخُ
أَلاَ فَارْوِيَا عَنِّي أَحَادِيثَ حُبِّهَا / فَمَا شَافَ أَهْلاً قَطُّ فِيْهَا النَواسِخُ
وَكَمْ لَيْلَةٍ قَدْ بِتُّ سُكْراً بِحُبِّهَا / وَشَيْبُ شَدَا الأَوْتَارِ عِنْدى شَوَادِخُ
فَلِمْ يُنْتَهِزْ فِيْهَا التَّصَابِي والصِّبَا / وَقَدْ أُوْعِدَتْ بِالإِنْتَهَازِ المَشَايخُ
خَلِيلَيَّ مَا لِلْقَلْبِ يَهْفُو مِنَ الأَسَى
خَلِيلَيَّ مَا لِلْقَلْبِ يَهْفُو مِنَ الأَسَى / وَمَا لِدُمُوعِ العَيْنِ كَالْعَيْنِ تَنْضَخُ
خُلِقْتُ كَمَا شَاءَ الهَوىَ طَوْعَ حُكْمِهِ / فَهَا أَنَا أَبْنِي مُنْذُ حِينٍ وَأَفْسَخُ
خَلَعْتُ عِذارِي فِي هَوَاهُ كَأنَّني / أَصَمُ عَنِ العُذَّالِ فِي الحُبِّ أَصْلَخُ
خَضَعْتُ لِمَحْبُوبِ أَذِلُ لِعِزِّهِ / فَيَنْأى عَلى ذَلٍّ لَدَيْهِ وَيَنْسَخُ
خَفِيتُ عَنِ الأَبصْارِ لَوْلاَ بَقَيَّةٌ / مِنَ القَلْبِ تُبْقِي الحُبَّ فِيْهَا فَيَصْرُخُ
خَيَالٌ كَمَا لاحَ انْحِلاَلُ وَرَاءَهُ / فُؤَادٌ بِمَسْفُوحِ الدَّمَاءِ مُضَمَّخُ
خَلِيٌّ ولَكِنْ مِنْ سِوَاكَ وَفي الحَشَى / ضِرَامٌ بِأَنْفَاسِ الصِّبَابَةِ تَنْفُخُ
خِطَابُكَ رَيْحَانِي وَرَوْحِي وَجَنَّتِي / وَمِنْ دُونِه للرُّوحِ في الحُبِّ بَرْزَخُ
خَبَأْتُ الهَوىَ وَهْوَ الهَوَانُ حَقِيقَةً / فَدَعْوَتُهُ تُشْجِي وَدَعْوَاهُ تُرْتِخُ
مُحَيَّاكَ تَهْوَاهُ الحُمَيَّا أَمَا تَرىَ
مُحَيَّاكَ تَهْوَاهُ الحُمَيَّا أَمَا تَرىَ / حَشَا الكَأْسِ فِيهِ جُذْوَةٌ تَتَوَقَّدُ
وَلَوْلاَ بُكَاهَا مَا بَدَا فَوْقَ خَدِّهَا / دُمُوعٌ حَكَاهَا اللُّؤلُؤُ المُتَبَدِّدُ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي فِتْنَةَ العِشْقِ قَبْلَهَا / إِلى أَنْ رَأَتْ عَيْنِي جَمَالَكَ يُعْبَدُ
إِذَا مَا ارْتَشَفْتَ الرَّاحَ مِنْ ثَغْرِ كَأْسِهَا / أَلَستَ تَرَاهَا نَحْوَ وَجْهِكَ تَسْجُدُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَعْنَاكَ في الكَوْنِ مُطْلَقاً / يَدُّلُ عَلَيْهِ مِنْكَ حُسْنٌ مُقَيَّدُ
لَمَا شَهِدَتْ عَيْنِي جَمَالَكَ جَهْرَةً / وَمَنْ لَمْ تُشَاهِدْ عَيْنُهُ كَيْفَ يَشْهَدُ
عَجِبْتُ لِكَأسٍ قَدْ صَحَوْتُ بِشُرْبِهَا / بِهَا أَبَداً صَحْوى عَلىَّ يُعَرْبِدُ
أَقَامَتْ عَليِّ الحَدَّ أَسْمَاءُ ذَاتِهَا / فَهَلاَّ أُقِيمَ الحَدُّ فيمَنْ يُحَدِّدُ
رَأُوا عِطْفَ لَيْلَى قَدْ تَثَنَّى فَأَشْرَكُوا / وَقَدْ يَتَثَنَّى وَهْوَ في الحُسْنِ مُفْرَدُ
فَإِنْ حاولوُا مِنيِّ الحُجُودُ أَوْ الرَّدَى / فَهَذَا دَمِي حِلٌّ لَهُمْ لَسْتُ أَحْجَدُ
مَتَى زُرْتُمُ نَجْداً فَإِنِّي أَرَاكُمُ
مَتَى زُرْتُمُ نَجْداً فَإِنِّي أَرَاكُمُ / تَضُوعُ عَلَيْكُمْ نَفْحَةٌ مِنْ شَذى نَجْدِ
أَظُنُّ حِمَى لَيْلَى حَلَلْتُمْ بِرَبْعِهِ / فَضَاعَ لَكُمْ مِنْهُ شَذَى مَسْحَبِ البُرْدِ
أَلاَ يَا بِرُوحِي أَنْتَ هَلْ لَكَ عَوْدَةٌ / فَتُقْرِي سَلاَمِي جِيرَةَ العَلَمِ الفَرْدِ
عُرَيْبٌ لَهُمْ عِنْدِي رِعَايَةُ عَهْدِهِمْ / وَمَا عِنْدَهُمْ لِي نَقْضُ عَهْدٍ وَلاَ عَقْدِ
إِذَا زَمْزَمَ الحَادِي بِأَلْحَانِ حُبِّهِمْ / يُسَابِقُهُ رَكْبٌ مِنَ الدَّمْعِ في خَدِّي
صًَبَغْتُ بِمُحْمَرٍ مِنَ الدَّمْعِ بَعْدَهُمْ / مِنَ الرَّمْلِ مُبْيَضاً لأَرْعَى لَهْمْ عَهْدِي
خُذُوا عَنْ تَثَنِّي الغُصْنِ أَخْبَارَ قَدِّهِ
خُذُوا عَنْ تَثَنِّي الغُصْنِ أَخْبَارَ قَدِّهِ / وَلاَ سِيْمَا عَنْ بَانِ نَجْدٍ وَرَنْدِهِ
وَلاَ تَسْأَلُوا عَنْ فَاتِكَاتِ لَحِاظِهِ / وَأَسْيَافِهَا إِلاَّ حُشَاشَةَ عَبْدِهِ
تَعَشَّقْتُهُ عِشْقَ السِّقَامِ لِجَفْنِهِ / وَعِشْقَ الصَّدِي الظَّمْآنِ مَنْهَلَ وَرْدِهِ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي قَبْلَ وَسْنَانِ جَفْنِهِ / بِأَنَّ كَلاَلَ السَّيْفِ أَمْضَى لِحَدِّهِ
وَلاَ لَذَّةً لِلسُّكْرِ مِنْ قَبْلِ عِشْقِهِ / إِلى أَنْ سَقَانِي نَاظِرِي كَأْسَ خَدِّهِ
وَدَانٍ وَلَكِنْ بَيْنَ نَوْمِي وَنَاظِرِي / مِنَ البُعْدِ مَا بَيْنَ الوَفَاءِ وَوَعْدِهِ
وَكَيْفَ تَدَانِيهِ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ / مَسَافَةُ هَجْرٍ وَاصَلَتْ نَقْضَ عَهْدِهِ
وَقَدْ كُنْتَ أَرْجُو أَنَّ طَرْفِي يُطِيعُنِي / إِلى أَنْ رَأيْتُ القَلْبَ مِنْ بَعْضِ جُنْدِهِ
فَلاَ طَرْفَ إِلاَّ تَحْتَ رَايةِ شَعْرِهِ / وَلاَ قَلْبَ إِلاَّ تَحْتَ مَعْقُودِ بَنْدِهِ
سَلَبْتُمْ رُقَادِي فِي الهَوَى وتَجَلُّدِي
سَلَبْتُمْ رُقَادِي فِي الهَوَى وتَجَلُّدِي / وَزِدْتُمْ بِدَمْعِي فِي ظَمَا قَلْبِيَ الصَّدِي
وَأَلْبَسْتُمُونِي مِنْ جُفُونِكُمُ ضَناً / فَوَا عَجَباً مِنْ لاَبِسٍ مُتَجَرِّدِ
أَأَحْباَبَنَا لاَ والْغَرَامِ الَّذِي لَهُ / ورُودِي وَمَالِي مَصْدَرٌ بَعْدَ مَوْرِدِي
لَئِنْ كُنْتُمُ أَنْبَتُّمُو رَسْمِيَ الَّذِي / مِنَ السُّقْمِ لَوْلاَ الوَصْل لمْ يَتَجَسَّدِ
فمَا نَبَتَتَ تِلْكَ الرُّسُومُ بِغَيْرِكُمْ / وَلَوْلاَكُمُ كَانَ الفَنَاءُ بِمَرْصَدِ
دَعُوا أَدْمُعِي تَسْقِي مَعَاهِدَ أَرْضِكُمْ / فَفِي غَيْثِهَا الهَامِي رِضَا كُلِّ مَعْهَدِ
وَلاَ تَسْأَمُوا مِنْ نَاحِلٍ أَشْبَهَ الضَّنَا / سِقَاماً وَأَنْفَاساً وَفَرْطَ تَرَدُّدِ
فَمَا حَقُّ أَنْفَاسِ الصَّبَا أَنْ تَمَلَّهَا / غُصُونُ النَّقَا مَعْ لِينِهَا وَالتَّأَوُّدِ
وَلا تَسْأَمُوا مِنْ نَاحِلٍ أَشْبَهَ الضَّنَا / سِقَاماً وَأَنْفَاساً وَفَرْطَ تَرَدُّدِ
فَمَا حَقُّ أَنْفَاسِ الصِّبَا أَنْ تَمَلَّهَا / غُصُونُ النَّقَا مَعْ لِينهَا وَالتَّأَوُّدِ
وَلاَ تَعْتِبُوا فِي النَّوْحِ كُلَّ مُطَوَّقٍ / عَلَى هَيْفِ أَعْطَافِ الغُصُونِ مُغَرِّدِ
لأَنَّكُمُ طَوَّقْتُمُ كُلَّ عَاشِقٍ / بِدَمْعٍ فَرَاحُوا بَيْنَ بَاكٍ وَمُنْشِدِ
فَيَا سَاقِيَ الأَجْفَانِ خَمْرَكَ عَاطِني / وَيَا سَكْرَتِي مِنْهَا عَلى الصَّحْوِ عَرْبِدِي
بُرُوقَ الحِمَى هَلْ دَمْعُكُنَّ يَجُودُ
بُرُوقَ الحِمَى هَلْ دَمْعُكُنَّ يَجُودُ / وَهَلْ عَطِشَتْ بَعْدَ الغَرِيقِ زَرُودُ
مَنَازِلُ مِنْ سُعْدَى سْعِيدٌ نَزِيُلهَا / كَأَنَّ بِهَاتَيكَ البِيُوتِ عُقُودُ
إِذَا ابْتَسَمَتْ لَيْلاً بَكَى مُسْتَهَامُهَا / فَمِنْهَا وَمِنْهُ بَارِقٌ وَرُعُودُ
وَفِي الحَيِّ وَسْنَانُ اللَّوَاحِظِ سَالِبٌ / وَآخرُ مَسْلُوبُ الفُؤَادِ فَقِيدُ
وَظَبْي فَلاَةٍ آنسٍ فَكَأَنَّهُ / لِرَائِيهِ عِنْدَ الإِلْتِفَاتِ شَرُودُ
تَرَقْرَقَ مَاءُ الحُسْنِ فِي وَجَنَاتِهِ / وَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إليْهِ وُرُودُ
أَلاَ هَلْ إِلى عَصْرِ الصِّبَا ليَ عَوْدَةٌ / وَهَيْهَاتَ مَا قَدْ فَات لَيْسَ يَعُودُ
كَأَنَّ لَيَالِيهِ لِمُبْدِعِ حُسْنِهَا / شُعُورٌ وَمُحْمَرَّ الأَصِيلِ خُدُودُ
لَكَ الخَيْرُ دَاعِي الخَيْرِ أَسْعِدِ يَا سَعْدُ
لَكَ الخَيْرُ دَاعِي الخَيْرِ أَسْعِدِ يَا سَعْدُ / إِذَا ما نَهَى عَنْه النُّهَى وَدَعَا الوَجْدُ
فَإِنَّ عِقَالَ العَقْلِ يَدْعُو إِلى السِّوَى / وَوَصْلُ السِّوى قَصْلٌ وَوِجْدَانُهُ فَقْدُ
إِلى الذِّكْرِ فارْجِعْ وَاْتُركِ الفِكُرَ في السِّوى / إِذَا كُنْتَ مِمَّنْ قَصْدُهُ العَلَمُ الفَرْدُ
وَلاَ تكُ غَيْرَاناً إِذَا ذُكِرَ أُسْمُهَا / فَذَاكِرُها حَادٍ إِلى حُبِّهَا يَحْدُو
تَجَلَّى مُحَيَّاهَا لِغَيْرِ بَنِي الهَوَى / فَصُدُّوا كَذَاكَ الشَّمْسُ والأَعْينُ الرُّمْدُ
ولاَ حَظهَا لَحْظُ المُحِبِّ فإِنْ بَكَى / سِرُوراً فَرَائِي الشَّمْسِ أَدْمُعُه تَبْدُو
فَدَعْ ثَمَنَ النَّفْسِ النفيسةِ عِنْدَهَا / فَلَيْسَ لَهَا إِلاَّ بِلاَ ثَمَنٍ عَبْدُ
قَرِيبَةُ وَصْلٍ لِلْمُحِبِّ وَإِنَّمَا / إِذَا وَصَلَتْ لَمْ يَبْقَ قُرْبُ وَلاَ بُعْدُ
تَثَنَّتْ فَظَنُّوا أَنَّها ثَنَوِيَّةٌ / وَقَدْ يَتَثَنَّى قَدُّها وَهُوَ الفْردُ
وَقَدْ نَطَقتْ حُسْناً مَنَاطقُ خَصْرِهَا / فَظَنُّوا حَمَاماً فَوْقَ بَانَتِهِ يَشْدُو
وَقَالوُا لها خَالٌ مِنَ النَّدِّ فَاتِنٌ / صَدَقْتُمْ لَهَا خَالٌ بَلى مَالَهَا نِدُّ
فَإِنْ كُنْتَ ذَا وَعْدٍ بوَصْلِ جَمَالِهَا / فَبَعْضُ مُحِبيِّهَا لَدَيْكَ لَهُ عَدُّ
فَلاَ تَقُلِ الدُّنْيَا اسْتَمَالتْهُ إِنَّمَا / تَجَلَّتْ مِنَ الدُّنْيَا لِمُقَلَتِهِ هِنْدُ
يُذَادُ عَنِ الوِرْدِ العَذِيبِ سِوَى امْرُءٍ / غَرِيبٍ لَهُ فِي كُلِّ مَنْهَلَةٍ وِرْدُ
بِكَأسِكَ يَا سَاقِي المُحِبِّينَ يُهْتَدى
بِكَأسِكَ يَا سَاقِي المُحِبِّينَ يُهْتَدى / فَكَمْ فِيهِ نَجْمٌ نُورُهُ قَدْ تَوَقَّدا
إِذَا ما انْقَضَى سُكْرُ النَّدامى وشَاهَدُوا / جَمَالَكَ عَادَ السُّكْرُ فِيهِمْ كَمَا بَدا
تَجَلَّى بِأَوْصَافِ الجَمَالِ جَمِيعِهَا / ولكِنَّهُ لَمَّا تَثَنَّى تَفَرَّدا
وَأَوْحَى الَّذي أَسْرَى إِلى سِرِّ عَبْدِهِ / فَأَصْبَحَ جَهْراً في المُحِبيِّنَ سَيِّدا
تَاَمَّلْ تَرى الأَلْبَابَ تُنْهَبُ جَهْرَةً / إِذا هُوَ لِلأَحْبَابِ في سِرِّهِمْ بَدا
وَإِيَاكَ والإِشْرَاكَ فِي دِينِ حُبِّهِ / وَلا تَكُ إِلاَّ بالجَمَالِ مُقَيْدا
هَلُمَّا نُقَضِّي الفَرْضَ لِلأَجْرَعِ الفَرْدِ
هَلُمَّا نُقَضِّي الفَرْضَ لِلأَجْرَعِ الفَرْدِ / بِوِرْدِ المَطَايَا مَنْهَلَ المَدْمَعِ الوَرْدِ
فَفِي مِثْلَ هذا السَّفْحِ يُبْرِدُ عَاشِقٌ / حَشَاهُ بِسَفْحِ الدَّمْعِ في مَسْحَبِ البُرْدِ
وَقَفْنَا بِرَبْعِ العامِرِيةَِّ مَوْقِفاً / بِهِ الحُرُّ مَبذُولُ الحَشَاشَةِ كالعَبْدِ
سُكَارَى خَيَارَى أَعْيُنِ فَكَأنَّمَا / أَضَلَّ بِنَا حَادٍ مُجِدٍّ عَنِ القَصْدِ
وَفِي الحَيِّ غَيْرَانُونَ كَادَتْ نُفُوسُهُمْ / تَمَّيزُ مِنْ غَيْظٍ عَلَيْنَا وَمِنْ حِقْدِ
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ غَيْرَةً منْ حُلُولِنَا / بِلَيْلَى مَحْلَ المُكْرَمِينَ مِنَ الوَفْدِ
وَلَمَّا عَرَفْنَا عَرْفَهَا نَزَّهَ الهَوى / شَذَا عُرْفِهَا النِّدِّي عَنْ وِجْهَهِ النِّدِّ
فَلَمْ نَرَ إلاَّ أَوْجُهاً عَرَبِيَّةً / عَلى العُرْبِ عُجْمَ اللَّفْظِ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
وَكَمْ كَبِدٍ حَرَّى تُكَابِدُ مَا بِهَا / وَصَفْحَةِ خَدٍّ فِيْهِ للدَّمْعِ كَمْ خَدِّ
وَكَمْ ثَّمَّ جِيدٍ للرِّنَا لَيْسَ عَاطِلاً / ضَمَمْنَا عَلَيْهِ الَّثْمَ عِقْداً على عِقْدِ
وَلَم يَدَعِ الوَرْقَاءَ لِلَّنْوحِ وَحْدَهَا / فَتَىً قَائلاً إِنِّي المُعَنَّى بِهَا وَحْدِي
ومِتْنَا لَهَا طُوْلَ الحَيَاةِ وقَدْ بَدَتْ / عَلَى عَهْدِهَا والرَّسْمُ فِي الرَّسْمِ والعَهْدِ
فَمَنْ يَرَ بُدَاً مِنْ فَنَاهُ فَلَيْسَ مِنْ / فَنَاءٍ رَعَاكَ اللهُ يَا سَعْدُ منْ بُدِّ
وَمَنْ يَرَ عَنْهَا البُعْدَ يَقْتُلُ فَالَّذِي / أَرَى أَنَّ قَتْلَ القُرْبِ أَرْجَى مِنَ البُعْدِ
فَيَبْقَى الَّذِي مَعْنَى البَقَاءِ لِوَجْهِهِ / دَوَاماً وَيَفْنَى مَنْ بَقَاهُ إلى حَدِّ
نَسِيَمَ الصَّبَا أَذْكَرْتَنِي العَهْدَ بِالوَادِي
نَسِيَمَ الصَّبَا أَذْكَرْتَنِي العَهْدَ بِالوَادِي / وَهَيَّجْتَ أَشْوَاقاً شَقَقْنَ فُؤَادِي
فَإِنْ كُنْتَ تُحْيِي مَيِّتَ الهَجْرِ والجَوَى / بِقَتْلِ الهَوَى أَحْييَيْتَنِي بِمُرَادِي
فَإِنَّيَ مُذْ فَارَقْتُ أَحْبَابَ مُهْجَتِي / وعُوضْتُ مِنْ قُرْبٍ لَهُمْ بِبُعَادِ
جُفُونِي جَفَتْ نَوْمَ الدُّجَى لِمَضاجِعِي / وَصِرْتُ جَلِيساُ للسُّهَا بِسُهَادِي
فَيَا ذَلِكَ الدَّانِي إلى ذَلِكَ الحِمَى / إِذَا ما أَنَخْتَ العِيسَ في ذَلِكَ الوَادِي
فَنَادِ بِهِ السُّكَانَ أَسْكَنْتُمُ الحَشَا / وَقُودَ لَظىً فَالجَمْرُ صَارَ مِهَادِي
فَلَمْ أَسْتَطِعْ في اللَّيْلِ مَيْلاً لِمَضْجَعِي / أَأَهْجَعُ والنِّيرَانُ حَشْوُ وِسَادِي
رَعَى اللهُ أَيَّاماً بِمُنْعَرِجِ اللَّوَى / وَلَيْلاً نَفَى فِيهِ الوِصَالُ رُقَادِي
كَأَنَّ عِذَارَ مَنْ أُحِبُّ بِخَدِّهِ
كَأَنَّ عِذَارَ مَنْ أُحِبُّ بِخَدِّهِ / رِضَاهُ وفِيهِ بعْضُ آثَارِ صَدِّهِ
رَشِيقُ التَّثَنِّي رَاشِقُ الجَفْنِ فَاتِكٌ / جُيُوشُ الهَوَى مِنْ تَحْتِ رَايةِ قَصْدِهِ
يُكَلِّفُ رِدْفَيْهِ مِنَ الثُّقْلِ مِثْلَ مَا / يُكَلِّفُ مِنْ ثُقْلِ الهَوَى قَلْبَ عَبْدِهِ
يَمُوجُ غَدِيرٌ تَحْتَ غُصْنِ قَوَامِهِ / وَثُعْبَانُ ذَاكَ الشِّعْرِ ظَامٍ لِوِرْدِهِ
تَوَلَّى قَضَايَا الحَلِّ والعَقْدِ بَنْدُهُ / فَضَاقَ مَجَالُ الخُصْرِ مِنْ عَقْدِ بَنْدِهِ
فَإِنْ كَانَ مِنْ خَدَّيْهِ نَارٌ دُخَانُهَا / بِصُدْغَيْهِ فالجَنَّاتُ مِنْ تَحْتِ بُرْدِهِ
فَلا تَلْتَمِس إنْجَازَ مَوْعِدِ جَفْنِهِ / فَفِيهِ فُتُورٌ فَالْتَمِسْ خُلْفَ وَعْدِهِ
فَإِنْ كَانَ يَهْوَىَ الخُلْفَ أَفْدِيهِ مَالهُ / يُوَافِقُ في قَتْلِ المُحِبِّ بِجَهْدِهِ
فَخَرْتُ بِحُسْنِ النَّظْمِ فيهِ فقالَ لي / تَعَلَّمْتَهُ مِنْ نَظْمِ ثَغْرِي وَعِقْدِهِ
وَلَمَّا رَأَى دَمْعِي دَماً ظَنَّ خَدَّهُ / تَرَائَى لدمْعِي فَاكْتَسَى لَوْنَ وَرْدِهِ
وَلَوْ أَنَّ قَلْبِي حَازَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ / سَلَوْتُ ولكنْ حَازَ رقُّةَ خَدِّهِ
وقَدَّمْتُ دَمْعِي رَشْوَةً وَهْوَ لُؤْلؤٌ / فَمَا جَادَ لِي يا لَيْتَ جَادَ بِرَدِّهِ
أَأَحْبَابَنَا أَنْتُمْ لَنَا القَصْدُ والمُنَى / أَيَرْغَبُ صَبٌّ عَنْ مُنَاهُ وَقَصْدِهِ
حَلَلْتُمْ مِنَ القَصْرَيْنِ قَلْبِي وَنَاظِرِي / وَمَا أَحْكَمَ المَوْلَى عَلى مِلْكِ عَبْدِهِ
فَإِنْ قُلْتُم ما الشَّامُ مِصْرٌ فَذُو الصَّفا / يَرَى القُرْبَ في التَّوْحِيد من غَيْرِ بُعْدِهِ
وُجُودٌ وَحَسْبِي أَنْ أَقُولَ وُجُودُ
وُجُودٌ وَحَسْبِي أَنْ أَقُولَ وُجُودُ / لَهُ كَرَمٌ مِنْهُ عَلَيْهِ وَجُودُ
تَنَزَّهَ عَنْ نَعْتِ الكَمَالِ لأَنَّهُ / بِمَعْنَى اعْتِبَار النَّقْصِ فِيهِ يَؤُودُ
وَلَكِنَّهُ فِيهِ الكَمَالُ وَضِدُّهُ / لَهُ مِنْهُ والمَجْمُوعُ فِيهِ صُموُدُ
وَأَشَرفُ أَشْكَالِ الكَنَائِفِ مَا بِهِ / اسْتَدَارَتْ كُرَاهُ فَهْيَ مِنْهُ سُعُودُ
لِحَيْطَتِهَا الأَشْكَالَ فيها بِأَسْرِهَا / وَمِنْهَا إِلَيْهَا تَبْتَدِي وتَعوُدُ
وَقُوَّتُهَا تُعْطِي التَّنوُّعَ كُلَّهُ / فَلَيْسَ عَلَيْهَا في الكَمْالِ مَزِيدُ
سِوَى قُوَّةِ الإِطْلاقِ فَهْيَ مُحِيطَةٌ / بِسَطْوَتِهَا كُلُّ الكُرَاتِ تَبِيدُ
كَذَا حَرَكَاتُ الدَّوْرِ أَشْرَفُ مَا بهِ / تَحَرُّكُ جِسْمٍ كَيْ يَنَالَ قُصُودُ
فَتَشْمَلُ أَنْوَاعَ التَّحَرُّكِ كُلِّهِ / فَفِي كُلِّ آنٍ خَلْقُهُنَّ جَدِيدُ
مَعَانٍ بِهَا مِنْهَا عَلَيْهَا أَدِلَةٌ / وْفِيهَا لَهَا فِيمَا تَرُومُ شُهودُ
وَلَوْلاَ انْخِرامُ الكُلِّ بِالقُوَّةِ الَّتِي / لإِطْلاَقِهَا فِي جَمْعِهِنَّ قُيوُدُ
لَمَا عُدِمَ المَوْجُوُد يَوْماً ولا انْقَضَتْ / رُسُومٌ بِأَنْوَاعِ البَلاَ وَحُدُودُ
وَلَكِنَّهَا تَأْتِي النِّهَايَةَ وَصْفَهَا / فَلَيْسَ لَهَا في الدَّوْرِ قَطُّ جُموُدُ
وَلَوْ وَقَفَتْ يَوْماً بِحَدٍ لَنَالَهَا / بِهِ عَدَمٌ هَيْهَاتَ وَهْيَ وُجوُدُ
إِذَا كُنْت بَعْد المَحْوِ في الصَّحْوِ سَيِّداً
إِذَا كُنْت بَعْد المَحْوِ في الصَّحْوِ سَيِّداً / إِمَاماً مُثَنَّى النَّعْتِ بِالذَاتِ مُفْرَدا
فَمَا الرَّسْمُ إِلاَّ مَانِعٌ غَيْرُ حَاجِزٍ / حَصِينٌ بِه الإِطْلاَقُ لَنْ يَتَقَيَّدا
وَذَاكَ لأَنَّ الفَرْقَ صَارَ تَوَهُّما / بِهَيْئَتِهِ والجَمْعُ فَرْداً كَمَا بَدا
وَمِنْ قَوْلِهِمْ مَا قَامَ إِلاَّ مُحَمَّدٌ / دَلِيلٌ بهِ حُكْمُ الصَوَابِ تأَيَّدا
رَفَعْنَا عن الإِعْرَابِ رَفْعَ مُحَمِّدٍ / لِقَامَ وإِلاَّ عَنْهُ تَنْفِي مُحَمَّدَ
وَإِذْ لَمْ يَكُنْ مَا قَامَ يَطْلُبُ فَاعِلا / سِوَاهُ رَفَعْنَاهُ بِهِ فَتَأَكَّدا
فإِلاَّ وَإِنْ دَلَّتْ عَلى الفَرْقِ ظَاهِراً / فَتَحْقِيقُ حُكْمِ الرَّفْعِ يَجْعَلَهَا سُدَى
فَلاَ تُطِعِ الإِيجَابَ إِلاَّ تَقِيَّةَ / بِهَا واعْتَمِدْ في سَلْبِ إِيجَابِهَا الهُدَى
كَذَلِكَ والسَّلْبُ الَّذِي اْبتَدَأَتْ بِهِ / شَهَادَتُنَا مَا كَانَ شَيءٌ فَيُجْحَدا
فَتَحْقِيقُ ذاكَ النَّفْيِّ إِثْبَاتُ وَاحِدٍ / وَمَنْ وجذ الإِثْبَاتَ فِي نَفْيِهِ اهْتَدَى
دُمُوعِي أَبَتْ إِلاَّ انْسِكَاباً لَعَلَّهَا
دُمُوعِي أَبَتْ إِلاَّ انْسِكَاباً لَعَلَّهَا / بِمَكْنُونِ حُبِّي عِنْدَ حِبِّيَ تَشْهَدُ
دَنَوْتُ فَأَقْصَانِي فَعْدْتُ فَرَدَّنِي / فَلاَ هُوَ يُدْنِينِي وَلاَ أَنَا أَبْعُدُ
دُهِيتُ بِفُقْدانٍ لِمَنْ قَدْ وَجَدْتُهُ / فَلاَ مَدْمَعٌ يَرْقَا وَلاَ وَجْدُ يُحْمَدُ
دَبِيبُ الهَوىَ بَيْنَ الضُّلُوعِ مُؤَجَّجٌ / لَهِيبُ اشْتيِاقي فِيه لِلقْلَبِ مُورِدُ
دَعَانِي فَمَنْ ذَاقَ الهَوىَ ثُمَّ لَمْ يَنَلْ / وِصَالَ حَبِيبٍ كَيْفَ لاَ يَتَنَهَّدُ
دَعَاوىَ الأَسَى عِنْدي عَلَيْكَ صَحِيحَةٌ / فَقَلْبِيَ خَفَّاقٌ وَجَفْنِي مُسَهَّدُ
دَمِي بِكَ مَسْفُوكٌ وَدَمْعِي مُسَفَّحٌ / فَيَصْلُحُ قَلْبِي فِيكَ مِنْ حَيْثُ يَفْسَدُ
دَفَائِنُ حُبٍّ فِي لُحُودِ جَوَانِحِ / لَهَا بِكَ حَشْرٌ كُلَّ يَوْمٍ وَمَوْعِدُ
دُجَايَ إِذَا وَاصَلْتَ يَوْمٌ مُؤَبَّدٌ / وَيَوْمِي إِذَا أَبْعِدْتُ لَيْلُ مُسَرْمَدُ
دُنُوُّكَ أَقْصَى مَا أُحِبُّ وَأَشْتَهِي / فَإِنْ نِلْتُهُ فَهْوَ النَّعيِمُ المُخَلَّدُ
ذَكَرْتُكَ فَارْتَاعَ الفُؤَادُ صَبَابَةً
ذَكَرْتُكَ فَارْتَاعَ الفُؤَادُ صَبَابَةً / إِلَيْكَ وَمَالِي مِنْ إِسَارِكَ مَنْفَذُ
ذُعِرْتُ لِفُقْدَانِ الوِصَالِ بِغُرَّةٍ / وَذَلِكَ ذُعْرٌ لَيْسَ مِنْهُ تَعَوُّذُ
ذَمَائِيَ مَسْفُوحٌ بِمِدْرَجَةِ الهَوَى / وَقَلْبِي بِنِيرَانِ الصَّبَابَةِ يُنْبَذُ
ذَوَارفُ دَمْعِي بِالدِّمَاءِ مَشُوبَةٌ / وَمَا ذَاكَ إلاَّ أَنَّ قَلْبِي مُجَذَّذُ
ذَهَلْتُ عَنِ السُّلْوَانِ وَالحُبُّ آفَةٌ / يَحَارُ بِهَا النِّحْرِيرُ وَهْوَ مُجَهْبَذُ
ذَرَانِي فَمَا عَرَّضْتُ للِحُبِّ مُهْجَتِي / وَلَكنْ سِهَامُ الحُبِّ فِي القَلْبِ نُفَّذُ
ذَوَى زُهْدِيَ اللَّذَاتِ فِيكَ صَبَابَةً / كَأَنَّ انْسِكَابَ المُزْنِ مِنِّيَ يُؤْخَذُ
ذُؤَابُ الأَسَى بَيْنَ الجَوَانِحِ لاَمِعٌ / وَلَيْسَ بَقْلْبِي مِنْ عِذَارَيْهِ مُنْقِذُ
ذَلَلْتُ لِمَحْبُوبٍ هُوَ العِزُّ كُلُّهُ / عَلَى أَنَّنِي فِي ذِلَّتِي أتَلَذَّذُ
ذِمَامُكَ مَحْفُوظٌ وَحَقُّكَ وَاجِبٌ / وَحُبُّكَ مَحْتُومٌ وَأَنْتَ المُنَفِّذُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025