المجموع : 32
فلولا ابنَةُ العَبْسيِّ لَمْ تَلْقَ ناقَتي
فلولا ابنَةُ العَبْسيِّ لَمْ تَلْقَ ناقَتي / كُلاَلاً ولم تُوضِعْ إلى غير مُوْضَعِ
فَتِلْكَ التي إنْ تُمْسِ بالجُرْفِ دارُها / وأُمسِ بِخَزبي تُمْسِ ذِكْرَتُهَا معي
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا
ألا أَبْلِغَا فِهْراً على نَأْيِ دَارِهَا / وعِنْدَهُمُ من عِلْمِنَا اليومَ مَصْدقُ
بأنّا غَدَاةَ السَّفْحِ من بَطْنِ يَثْرِبٍ / صَبَرْنَا وَرَايَاتُ المنيّةِ تخفقُ
صَبَرْنَا لَهُمْ والصّبْرُ منا سَجِيَّةٌ / إذا طَارَت الأَبْرَامُ نَسْمُو ونَرتُقُ
على عَادَةٍ تلكُمْ جَرَيْنَا بِصَبْرِنَا / وَقِدْماً لدى الغَايَاتِ نَجري فَنَسْبِقُ
لنا حَوْمَةٌ لا تُسْتَطَاعُ يَقُودُهَا / نَبيٌّ أَتَى بالحَقِّ عَفٌّ مُصَدَّقُ
ألا هَلْ أَتَى أَفْنَاءَ فهرِ بن مَالكٍ / مقطّعُ أطرافٍ وَهَامٌ مفلّقُ
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا
لَوَ أنَّ بني لِحْيَانَ كَانُوا تَنَاظَرُوا / لَقَوْا عُصَباً في دَارِهمْ ذَاتِ مَصْدَقِ
لَقَوْا سَرَعاناً يملأُ السَّربَ رَوْعُهُ / أمامَ طَحُونٍ كالمجرَّة فَيْلَقِ
ولكنَّهُمْ كَانُوا وِباراً تَتَبَّعَثْ / شِعَابَ حِجَازٍ غيرِ ذي مُتَنَفَّقِ
إِيَّاكُمُ أنْ يَظْلمُوا أو تُنَاصِرُا
إِيَّاكُمُ أنْ يَظْلمُوا أو تُنَاصِرُا / على الظُّلمِ إنَّ الظُّلمَ يُردِي ويُهلِكُ
لَوَى بِبَنِي عَبْسٍ وأَحْيَاءِ وَائِلٍ / وكَمْ مِنْ دَمٍ بالظُّلْمِ أصْبَحَ يُسْفَكُ
أَقَمْنَا عَلَى المَرْسِ البَرِيعِ لَيَالِياً
أَقَمْنَا عَلَى المَرْسِ البَرِيعِ لَيَالِياً / بأَرْعَنَ جَزَّارٍ عَرِيضِ المبَاركِ
فَلَمْ نَلْقَ في تَطْوافِنَا والتِمَاسِنَا / فُراتَ بنَ حيَّانٍ يَكُنْ رَهْنَ هَالِكِ
فَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أغْلَقَ بَابَهُ
فَكَفَّ يَدَيهِ ثُمَّ أغْلَقَ بَابَهُ / وَأَيْقَنَ أنَّ اللهَ لَيْسَ بِغَافِلِ
وَقَالَ لِمَنْ في دارهِ لا تُقاتِلُوا / عَفَا اللهُ عَنْ كُلِّ امرىءٍ لم يُقَاتِلِ
فَكَيْفَ رأيتَ اللهَ صَبَّ عليهمُ الْ / عَدَاوَةَ والبَقْضَاءَ بَعْدَ التّوَاصُلِ
وكيفَ رَأيتَ الخيرَ أَدْبَرَ عَنْهُمُ / وَوَلَّى كإِدْبَارِ النَّعامِ الجوافلِ
فَلاَ تَتَهدَّد بالوَعِيدِ سَفَاهَةً
فَلاَ تَتَهدَّد بالوَعِيدِ سَفَاهَةً / وأوْعِدْ شُنَيْفاً إنْ غَضِبْتَ وواقِمَا
نُصِرْنَا فما تَلْقَى لَنَا من كَتِيبَةٍ
نُصِرْنَا فما تَلْقَى لَنَا من كَتِيبَةٍ / يَدَ الدَّهْرِ إلاَّ جبريلُ أمامُها
ألاَ هَلْ أَتَى غَسَّانَ في نَأْيِ دَارِهَا
ألاَ هَلْ أَتَى غَسَّانَ في نَأْيِ دَارِهَا / وَأَخْبَرُ شَيءٍ بالأُمُورِ عَليمُها
بأنْ قَدْ رَمَتْنَا عَنْ قِسِيٍّ عَدَاوَةً / مَعَدٌّ معاً جُهَّالُهَا وحَليمُها
لأَنّا عَبَدْنَا اللهَ لم نَرْجُ غَيْرَهُ / رَجَاءَ الجِنَانِ إذْ أَتَانَا زَعِيمُها
نَبِيٌّ لَهُ فِي قَوْمِهِ إِرْثُ عِزَّةٍ / وأَعْراقُ صِدْقٍ هَذَبْتْهَا أرُومُهَا
فَسَارُوا وَسِرْنَا فالتَقَيْنَا كأنَّنَا / أُسُودُ لِقاءٍ لا يُرَجَّى كَلِيمُهَا
ضَرَبْنَاهُمُ حتَّى هَوَى في مِكْرِّنَا / لمنخرِ سُوءٍ من لؤيٍّ عَظِيمُهَا
فَوَلُّوْا وَدُسْنَاهُمْ ببِيضٍ صَوَارِمٍ / سَوَاءٌ عَلَيْنَا حِلفُها وصَمِيمُهَا
فَإِنْ يَكُ مُوسى كَلَّم اللهُ جَهْرَةً
فَإِنْ يَكُ مُوسى كَلَّم اللهُ جَهْرَةً / عَلَى الطُّورِ المُنِيفِ المُعَظَّمِ
فَقَدْ كَلَّم اللهُ النبيَّ محمَّداً / عَلَى المَوْضِعِ الأَعْلَى الرَّفِيعِ المُسوَّمِ
وَإِنْ تَكُ نَمْلُ البَرِّ بالوَهْمِ كَلَّمتْ / سُلَيْمانَ ذا المُلكِ الذي ليس بالعَمِي
فهذا نَبيُّ اللهِ أحْمدُ سَبَّحتْ / صِغَارُ الحَصَى في كَفِّهِ بالتَّرْنُّمِ
وَلَوْلاَ بَنُوهَا حَوْلَهَا لَخَبْطْتُهَا
وَلَوْلاَ بَنُوهَا حَوْلَهَا لَخَبْطْتُهَا / كَخَبْطَةِ فَرُّوجٍ وَلَمْ أَتلعْثَمِ
وَعَدْنَا أبا سُفْيَانَ بَدْراً فَلَمْ نَجِدْ
وَعَدْنَا أبا سُفْيَانَ بَدْراً فَلَمْ نَجِدْ / لِمِيعَادِهِ صِدقاً وَمَا كَانَ وَافِيَا
فَأُقسِمُ لَوْ وافَيْتَنَا فَلَقِيتَنَا / لأُبْتَ ذَميماً وافتَقَدْتَ المَوَالِيَا
تركْنا بِهِ أَوْصَالَ عُتْبَةَ وابنِهِ / وَعَمْراً أبا جَهْلٍ تَرَكْنَاهُ ثَاوِيَا
عَصَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ أفٍّ لِدِينِكُمْ / وَأَمْرِكُمُ السّيْءِ الذي كَانَ غَاوِيا
فإِنِّي وإنْ عَنّفْتُمُوني لَقَائِلٌ / فِدًى لِرَسُولِ اللهِ أهْلِي وَمَالِيَا
أَطْعْنَاهُ لَمْ نَعْدِلْهُ فِينا بِغَيْرِهِ / شَهَاباً لَنَا في ظُلْمَِ اللّيلِ هادِيَا