القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 72
وروضٍ له من جَلْمَدِ الصَّخرِ أَزْهارُ
وروضٍ له من جَلْمَدِ الصَّخرِ أَزْهارُ / خَصيبٌ إذا ما أُضْرِمتْ تحتَه النارُ
تَجنَّبَ قرب الشمسِ والبدرِ دائماً / فأكثرُ ما فيه شموس وأقمار
تولَّد فيه من جحيمٍ وجنةٍ / مِزاجٌ لتعديلِ المزاجاتِ مختار
تأملْ ففي الكانونِ أعجبُ منظرٍ
تأملْ ففي الكانونِ أعجبُ منظرٍ / إذا سَرَحتْ في فحِمه جمرةُ النار
كما مَيَّل الدنَّ المروَّقَ ساكبٌ / فدَبَّ احمرارُ الخمرِ في حَلَك القار
نَهتْهُ النُّهَى في خفيةٍ وتَستُّرِ
نَهتْهُ النُّهَى في خفيةٍ وتَستُّرِ / فأَقْصَرَ لولا أنّه في تَذكُّرِ
إذا خَطرتْ في خاطرٍ منه جَدَّدتْ / أسىً يَتلظَّى بين وِرْدٍ ومَصْدَر
سَقَى ذلك العهدَ الذي طال عهدُه / حَيَا كلِّ مُنَهلٍ من الغيثِ مُمطِر
أأَيامَنا بالثغرِ هل لكِ عودةٌ / إلى حافظٍ للعهدِ لم يتَغيَّر
وهل أتَملَّى من نسيمِك سُحْرةً / يُصافحُ مطلولَ النباتِ المنوِّر
وأرفُلُ في ثَوْبَي صِباً وصبابةٍ / وأسحَبُ ذيلي مِشْيَة المُتبختِر
ودمعُ الندى في وَجْنةِ الوردِ حائر / كجامِ عقيقٍ تحتَ دُرٍّ مُنثَّر
ونورُ الأَقاح الغَضِّ يحِكي إذا بدا / تَبسُّمَ خَوْدٍ عن شتيتٍ مُوشَّر
كأنّ بياضَ الماء في كل جَدْولٍ / إذا لاح في غصنٍ من الروض أخضر
غِلالُة شَرْبٍ ضَمَّها فوق لابسٍ / رشيقُ قَباءٍ أخضرٍ لم يُزرَّر
إذا جَمَّشت أيدي النسيم مُتونها / حَكَت من حَبيكِ السَّرْد كلَّ مقدَّر
وإنْ نَعَرت فيها النَّواعيرُ رَجَّعت / بها الطيرُ ألحانَ الغناءِ المُحرَّر
كأنّ الغصونَ المائساتِ رَواقصٌ / تَثنَّت على إيقاعِ دُفٍّ ومِزْهَر
تَضايقتِ الأشجارُ في الجوِّ فوقها / سوى فُرَجٍ تُهْدِى الضِّياءَ لمُبْصِر
فيَبْسُط منها البدرُ كلَّ مُدَرْهَمٍ / وتَنشُر منها الشمسُ كلَّ مُدَنَّرِ
عَسى يرجِع العيشُ الذي فات وانقضى / وصورتُه معلومةٌ في تَصَوُّري
سلامٌ على القَصْرَين من مَنْشَأ الصَّبا
سلامٌ على القَصْرَين من مَنْشَأ الصَّبا / إلى ساحل الثَّغرِ المُطِلِّ على البحرِ
سلامُ امرىءٍ ما غادرَ الدهرُ عندَه / سِوى أَنَّه يَرْفَضُّ عن ضَرَم الصَّدر
ودمعٍ إذا ما غُصَّ جفنى بمائه / تَرَقْرق مُحْمَرُّ الغروب على سخري
تمسكت من قولى لَعلَّ بهُدْبَةٍ / فلما وَهَت باليأسِ مات لها صبرى
فقدتُ شبابي بعدَ أهلى وَمنْشَىء / فها أنا مَيْتٌ غيرَ أني بلا قبر
ومَن فارقَ الأوطانَ في طلب الغِنى / فقد نالَ لو حاز الغِنَى أنكدَ الفقر
تذكرتُ أيامَ الشّبيبةِ من عمرى / وعيشا خلا من ناظِري وهْو في صدري
فيا دهرُ ألاَّ كان ليلَى كُله / كليلةِ شَرْقيِّ الخَليِج من الثغر
فيا ليلةٌ ماذا مضى تحت جُنْحِها / من المُلَح اللاتي تَجِلُّ من القَدْر
حديثاً لوَ أْنّ الصخرَ باشَر بعضَه / لأَرْقص من إطْرابِه جَلْمَدَ الصَّخر
ودمع دلالٍ في دموع صَبابةٍ / كما انْهَلَّ منظومُ العَقيق على الدُّر
وشكوى كما رقَّ النسيمُ بسحْرةٍ / فساق دموعَ الطْلِّ عن وَرَق الزَّهْر
صَفتْ خُلسةً من كاشِحٍ ومُراقبٍ / كما رُوِّقت في الكأس مَشْمولةُ الخمر
ولا عيبَ فيها غيرَ أنّ عِشاءَها / أَتَى قائداً أو سائقاً آخِرَ الفجر
تأملتُ بحرَ النيلِ طولا وخَلفَه
تأملتُ بحرَ النيلِ طولا وخَلفَه / من البركةِ الغَنّاء شكلٌ مُدَوَّرُ
فكان وَقد لاحتْ بشَطَّيْهِ خُضْرة / وكانتْ وَفيها الماءُ باقٍ مُوَفَّر
عِمامةَ شَرْبٍ في حواشٍ بُخضْرةٍ / أُضيف إليها طَيْلسانٌ مُقَوَّر
أَسيرُ وقلبي في يديكِ أَسيرُ
أَسيرُ وقلبي في يديكِ أَسيرُ / وحادِى غرامي لوعةٌ وزَفيرُ
أظلُّ أُناجي الشوقَ حتى كأنما / فؤادي لأنواعِ الهموم سَمير
أَلا هلْ لأيامِ الوصالِ تَواصُلٌ / وهل لي إلى سكانِ مِصْر مَصير
متى كانتِ الأيامُ تُسْعِف بالمُنَى
متى كانتِ الأيامُ تُسْعِف بالمُنَى / وروضُ الهوى غَضُّ النباتِ نَضيرُ
وعينُ النّوَى وَسْنانةٌ وشَبا العِدَا / كَليلٌ وباعُ الحاسِدين قصير
لياليَ لا خوفُ النوى يَسْتَفِزُّني / ولا جاريا دمعي أَسىً وزَفير
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ / فتَعْجِيله عند الرَّزِيّة أَجْدَرُ
وغايةُ أحزانِ النفوسِ سُلوُّها / فأَوْلَى بها تَقْديُمه وهْي تُؤْجَر
وليس الشجاعُ النَّدْبُ من يضرب الطُّلَى / دِراكا ونارُ الحرب تُذْكَى وتُسْعَر
ولكنَّه من يُؤلمُ الثُّكْلُ قلبَه / وتَعروه أحداثُ الزمانِ فيَصْبر
فيا مالكَ الدنيا الذي الأرضُ والورى / من العدلِ في أيامه تتبختر
لئِنْ عَظُم الخطبُ الشديد مَحَلُّه / فحلمُك أعلى منه قَدْرا وأكبر
وبعضُ الذي يَحْوِيه صدرُك هِمَّةٌ / تضيق به الدنيا جميعاً وتَصْغُر
فللحلم منه والجلالِ شَوامِخٌ / وللعلم منه والفضائل أَبْحُر
لقد زَعْزعتْ شُمَّ الجبال رزيةٌ / أَلمَّتْ ولكنْ طودُ حلمِك أَوْقَر
وفضلُك مثلُ الشمسِ نورا ورفعةً / وحاشاهُ بل أَعْلَى وأَسْنَى وأَسْيَر
بعلمِك تَسْتهدِي نفوسُ ذَوِي النُّهَى / وأنت بما قال المُعَزُّون أَخْبر
وحكم التَّعازى سُنّةٌ نَبوية / وإلا فمنك الحزمُ يَبْدو ويَصدُر
وما قيل إلا بعض ما أنت عالم / فسِيّانِ فيه مُقْصِرٌ ومُكَثِّر
وعلمُك بالأشياءِ مالا زيادةٌ / عليهِ ولا تَنْساه ثم تُذَكَّر
إذا صَحَّ فهمُ المرءِ صَحَّ لنفسه / يقينٌ ومِسْبار العقولِ التَّصوُّر
لقد دانتِ الدنيا لعادٍ وتُبَّعٍ / ودَبَّر فيها الملكَ كِسْرى وقَيْصَرُ
وشادوا القصرَ المُشْمَخِرّات في الوَرى / يُقَصِّر طرف العين عنها فَيَحْسَر
فهل أَبقتِ الأيامُ أو جانَبَ الرَّدى / ذليلا فيُنْسَى أو عزيزا فيُذْكَر
ولو خَلَّف الموتُ امرأً لجَلاله / لكان بها أَوْلَى وأَحْرَى المُظَفَّر
لقد سَلبتْ كفُّ المنية مُهْجةً / تَكنَّفها للحزم والعزم عسكر
فويحَ المَنايا كيف غالتْه وهْي من / صَنائِعِكم فيما يُخاف ويُحْذَر
وتصريفُها بين الصَّوارم والقَنا / بأيديكمُ والخيلُ بالهام تَعْثُر
وأنتَ لها مثلُ الذريعة في الوَغى / إذا صان نفسَ القوم درعٌ ومِغْفَر
وأحسَبُه جادتْ يَداهُ بنفسه / لقاصِده والموتُ في ذاك مُخْدر
وما مات من أَحْيا بك اللهُ ذِكْرَه / ولكنّه في الدهر باقٍ مُعَمَّر
ولم تَعْدم الدنيا فَقيدا وإنْ سَما / ووجهُك فيها مشرقُ النّورِ أَزْهَر
فأنت لهذا الخَلْق روحٌ وناظِر / وكهفٌ به يَحْيَا ويَغْنَى ويَنظر
فلا عيشَ إلا في زمانك طيب / ولا نفسَ إلا من نوالك تُجْبَر
ولا مَلْكَ في الأرض إلا وظاهرٌ / على وجهه من ذكر فضلك أسطر
لآمنت حتى ليس في الأرض خائفٌ / ورَوَّعتَ حتى ذَلَّ من يَتجبَّرَ
وأنصفتَ حتى ليس في الأرض مُشْتكٍ / وأَغنيتَ حتى ليس في الأرض مُعْسِر
لك السيرة المشهورةُ الفضلِ في الورى / ففي كل قُطرٍ نَشْرُها يَتعَّطر
إذا قيل شاهِنْشاهُ لم يبقَ معجزٌ / من الفضلِ إلا وهْو فيه يُحرَّر
فللأَفضلِ الفضلُ الذي كلُّ فاضلٍ / من الناسِ عن إدراكه متأخِّر
فيا مهجةَ الإسلاِم رِفْقا بها له / فهذا الأسى فيها وفيه مُؤَثِّر
وما قيمةُ الدنيا قياسا لفعلها / حِيالكَ كلا فهْي أَدْنَى وأَحْقَر
وإن كان أثير الفراق مثيره / فقد نالك من فارقتَ ما هو أفخر
غَدا في جوارِ الله حيث يزوره / سحابُ حَياً من رحمةِ الله يَهْمِر
فإن قَبَروا جُثْمانَه فثَناؤُه / معَ الدهرِ في ألأفواهِ ما ليس يُقْبَر
بقاؤك يُسْلِى النفسَ عن كلِّ فائتٍ / وجودك يحيى الهالكين ويَنْشُر
سلمتَ مُفَدًّى بالنفوس جميعها / وعمرُك ممندُّ الحياةِ مُكرَّر
يُنازِعُني شوقٌ إلى الثغرِ هاجسُ
يُنازِعُني شوقٌ إلى الثغرِ هاجسُ / أَثارتْه أنفاسُ النسيمِ النَّفائسُ
تَحمَّلْنَ من روضِ الكنيسةِ بهجةً / بليلةِ أَنْداءٍ نَمَتْها المجالس
وصافحْنَ أَجْناسا من النَّوْر سُحْرةً / رياض بني في تُرْبِها القصرَ فارس
ووافتْ طهورَ الظاهرية والرُّبا / عليهنَّ من رَقْم السحابِ طَنافس
وثامِرُ أَثْمارِ الكُرومِ مُنثّر / عليها كما بَثَّت فَريدا أَوَانِس
وشقت رياحين السّواقى بُرودها / براب لها لما سَرى وهْو قارِس
وسِرْن إلى الحيلى فغادرْنَ غُدْرَها / دُروعا حَكتْ ما اعْتَدَّ للحربِ فارِس
ودَرَّجْن بالقَصْرين رملا كأنه / غُصونُ جباهِ الروم وهْي عوابِس
ومَرَّت على ماءِ الخليج بسُحْرةٍ / وللطير فيها بالغصون وَساوِس
وفي الطيرِ والدولابِ شادٍ وزامرُ / لَدى شجرٍ تُجْلَى بهن العرائس
كأن الرُّبا في الزهرِ والماء حولَها / قَلانسُ وَشْىٍ حولَهن طَيالِس
كأن بياضَ الماءِ في كل جدولٍ / نُصولُ سيوفِ أَخلصَتْها المدَاوِس
كأن نبات النرجسِ الغضِّ إذ بدا / شَراريبُ خضرٌ فوقَهن كَبائسُ
وقد قابلتْ وردا جَنِيا كأنه / مَطَارفُ خَزٍّ فيه قانٍ ووارِس
وقد أظرَ الخِيرِىُّ صلبان عسجدٍ / على أربع حززن والقمعُ خامس
ديارٌ لبستُ اللهو فيها مع الصِّبا / فنِعْمَ الحُلَى فيها ونعم الملابس
لياليَ أُعطي الحبَّ فَضْلةَ مِقْوَدي / ذَلولا وعند العَتْب واللوم شامِس
أَصيدُ المَها فيهنّ ثم يَصِدْنَني / فكلٌّ لقلبي بالشباب فَرائس
تساوتْ بنا حالُ الصَّبابةِ والصِّبا / فكلٌّ لكلٍّ مُشبهٌ ومُجانس
وَأَوْفَى سلاحٍ سالمتْنيِ لأجله / شبابٌ ومُسْوَدُّ الضفيرةِ ناقِس
فأرشُفُ درّا لم يُثَقِّبه ناظمٌ / ونَوْرَ أقاح ما نَمَتْه المَغارس
وأقطف وردَ الخدِّ والوردُ زاهرٌ / وأَلزَم غصنَ البانِ والغصنُ مائس
وأَكْرع في سَلْوى حديثٍ كأنه / سُلافٌ تَبدَّتْ من فم الدن عانس
زمانٌ كطيفٍ زار وازْوَرَّوَشْكَ ما / تَصافَح جَفْنَا مُغْرَمٍ وهْو ناعس
وتُطْمِعُني نفسي إليها بعودةٍ / على أنه نوعٌ من الظن حادس
وكم رُمت عَوْدا مرةً بعد مرةٍ / إليها فيَثْنِى من عنانىّ حابس
أُعلِّل قلبي بالأماني طَماعة / على أنني عند الحقيقة آيس
إذا نام طَرْفُ الخَلْقِ أَرَّقنى أسى / تُضَرِّمه تحت الضلوع الحَنادس
لقد كنتُ بالإسكندرية في غِنىً / من القربِ لكني مع البعدِ بائس
عليها سلامي ما حَييتُ وإن أَمُتْ / تَولتْه للرَّاوِينَ شِعْرِي مدارس
طرازُ مشيبٍ في عذارٍ له نَقْشُ
طرازُ مشيبٍ في عذارٍ له نَقْشُ / وفي كبِدي منه جروحٌ لها أَرْشُ
إذا نظرتْ ليلى إليه تَنهَّدتْ / وبادَر من أمطار أَدمُعِها رَشّ
ولو شئتُ أَخْفاه الخِضابُ وإنما / أنا أتّقى من أنْ يُداخِله غش
فقلتُ لها يا ليلُ إنْ شاب عارِضى / فما شاب لي عزمٌ ولا وَهَنَ البطش
فلا تُنْكرى من نهضتي ما عرفِته / وما هي إلا فوقَ ماعهِد الفرش
فلم يَثْنِها ما قلتُ حتى كأنما / كلاميَ سِرٌّ قابلتْ لفظَه الطُّرْش
وقالت أَقِلْني إنما كلُّ شعرةٍ / لشيبك أفعى في فؤادي لها نَهْش
إذا المرء خانْته الشَّبيبةُ وانتهى / إلى الشيبِ فالأَوْلى بجثته النعش
أفى كلِّ يومٍ لي إلى البَيْنِ حَسرةٌ
أفى كلِّ يومٍ لي إلى البَيْنِ حَسرةٌ / كأنّ النوى وَقْفٌ علىَّ خُصوصُ
نَأَوا والأسى يُجرى غُروبَ مَدامِعي / على الخد حتى كدت فيه أغوص
ألوم غراب البين يومَ فراقهم / وما هو إلا مركبٌ وقَلوص
نَعمْ في اسْتراق القلبِ باللَّحْظِ دُرْبةٌ / فوا عَجبا حتى العيونُ لصوص
فأَحْيا فؤادى نَشْرُه قبل نَشْرِه
فأَحْيا فؤادى نَشْرُه قبل نَشْرِه / ولاحتْ عقودٌ منه لي ورياضُ
كأن العيون النُّجْل منه وقد حكى ال / سوادَ سوادٌ والبياضَ بياض
حدائقُ زهرٍ يجتنى السمعُ زَهْرَها / وبحرُ مَعانٍ بالعقول يُخاض
وجدتُ لقلبي منه أُنْسا وراحة / تذلّ به أحزانه وتُراض
كأن فؤادي كان قبل وجوده / جَناحٌ بأحداثِ الزمان يهاض
صحائفُ أشواق إليك كثيرة / طِوال إذا عَدَّدْتُهن عِراض
تُرَى تشتفى بالقرب منا ومنكمُ / قلوبٌ بأَدواءِ الفراق مِراض
توالى عليها البينُ حتى بدتْ له / كُلومٌ على أرجائها وعِضاض
فأيُّ مِنةِ قَلَّد وأيّ سرور جَدّد / وأي لوعة بَرّد وأي شوق
أخمد وأي نعمة أورد /
فللهِ وقتٌ جاء فيه كأنما / أُعيدَ به عَصْرُ الشَّبيبِة من عُمْري
عشيةَ مالي غيرَ دمعي وسيلةٌ / تُفيد ودمعُ العين أَشْفَى لمن أَشْفَى
وما طائرٌ قصَّ الزمانُ جناحهَ / وأَعْدَمَه وكْرا وأَفْقده إلْفا
تَذكَّر زُغْبا بينَ أَكْناف بانةٍ / خَوافِى الخَوافي ما يَطِرْنَ بها ضعفا
إذا التحفَ الظّلْماءَ ناجَى هُمومَه / بترجيعِ نَوْحٍ كاد من رقةٍ يَخْفَي
بأشوقَ مني مذ أطاحَتْ بك النَّوى / هوائيةً مائيةً تَسبِق الطَّرْفا
تولَّتْ وفيها منك ما لو أَقِيسه / بما هي فيه كان من فَضْلِه أَوْفَى
أأحبابنا هل الليالي التي مضت
أأحبابنا هل الليالي التي مضت / لنا قبل رَوْعاتِ الفِراقِ مَعاد
وهل يمتلى قلبي سرورا بنظرةٍ / فتَرْقَا دموعٌ أو يقرَّ فؤاد
صحبتُ بناتِ الدهرِ حتى أَرَيْنَنى
صحبتُ بناتِ الدهرِ حتى أَرَيْنَنى / عجائبَ شتى ليس يَحصُرها العَدُّ
فنعمتُها بؤس وفَرْحَتها أسًى / وصِحتُها سقم وإعطاؤها ردّ
تفيد أخا الجهل الغِنى وهْو وادِع / وذو الفهم دونَ القوتُ يتْحِفُه الكَدّ
ولى همةٌ تبِغى النجوم وحالةٌ / تُصحِّفُ ما تَبْغيه فهْي لها ضِد
إذا رفعتْني تلك تَخْفِض هذه / فكلٌّ تَناهَى في إرادته الجِد
فما حالُ شخصٍ بين هاوٍ وصاعدٍ / وليس له من واحدِ منهما بُدّ
تَوالتنىَ الأرزاءُ حتى كأنما / فؤادى لكَفَّيْ كلِّ لاطمةٍ خد
خلوتُ بليلى ذاتَ يومٍ وبيننا
خلوتُ بليلى ذاتَ يومٍ وبيننا / حديثٌ كما انْهَلَّ الفَريدُ من السِّمْطِ
وقد أُولعَتْ بالمسك تُلِقى مُذَابَهُ / على مثله من عارضٍ حالكٍ سَبْط
وثَنَّته بالتَّسْريح حتى تَعلَّقتْ / لها شَعْرةٌ بيضاءُ في سِنَّة المشط
فلاحَ بها منها علىَّ تَغيُّرٌ / إذا ضبطتْهُ جَلَّ قَدْرا عن الضبط
ودام لها في الحال فَرْطُ تَنهُّدٍ / وتكرارُ أنفاسٍ أحرَّ من النِّفْط
فقالت أشيبٌ قلت خَطُّ صحيفةٍ / تَبدَّى وما زان الصحائفَ كالخط
فقالت لَعَمْرِى قد صدقتَ بأنها / حروفٌ بلا شكٍّ ولكنها خَطى
هل المجدُ إلا دونَ ما أنت رافِعُ
هل المجدُ إلا دونَ ما أنت رافِعُ / أو الحمدُ إلا دونَ ما فيك ذائِعُ
إذا قيل أين الفضل أو كيف شخصه / أشارتْ بلا شكٍ إليك الأصابع
تحكَّمتَ فيما شئتَ حتى كأنما / لسيفِك أرواحُ الملوكِ وَدائع
وصُلْتَ على الأيام حتى جرى بما / أَمرَت به منها مُضِرٌّ ونافع
ولولاك تُغْلِى الشّعرَ لم يَغْلُ قَدْرُه / ولا نَفقتْ في الناس تلك البضائع
ومن عجبٍ أنْ ليس في الناس مُشترٍ / سواك ومَنْ فوقَ البَسيطةِ بائع
لأَنت سماءُ الفخرِ والناسُ تحتَها / نباتٌ له معروفُ كَفِّك زارع
فلا غيثَ إلا من يمينك هامرٌ / ولا نورَ إلا من جبينك ساطع
تَعمَّرتِ الدنيا بشكرِك والْتَهَى / به أهلُها حتى الحمام السَّواجع
فمدحُك ما يجري به كل مَنْطق / وحبُّك ما تُحْنَى عليه لأَ اضالع
سبقتَ بجَدْواك السؤالَ فإن بَدا / فلم يأت إلا وهْو لا شكَّ تابع
ومن عَجبٍ أنْ يلبسَ الحرَّ فاقةٌ / ونَيْلُك في الدنيا كنِيلك واسع
وهيهات أين النيل من كفك التي / أَبَرَّ عليها جودُك المتتابع
لقد أَخجَلتْه العامَ عند وَفائِه / وقد رام تشبيها بها وهْو طالع
فزاد أوانَ النقصِ يُخبِر أنه / بتعليمها فيما أفادته بارع
ولو جاد جَدْواها على الخَلْق لاغْتَدى / لتيارِه فوقَ النجوم مَرافع
ألستَ ابن من لَمّت روؤسُ رماحِه / تَفاريق شَمْل الملك وهْي شَواسِع
وثَبَّته بالرأي والحزم والقنا / وقد عَصَفتْ للمارقين زَعازِع
وشَمر عن ساق العزيمة وحدَه / ولم يبقَ إلا ناكثٌ أو مُخادع
أَذَمَّتْ على أقطار مصر سيوفُه / بضربٍ يقِرُّ المُتَّقِى وهْو وادع
وعَمَّرها بالأمن والناسُ قبله / وأموالُهم فيها قتيلٌ وضائع
وأظهر فيها العدل حتى مشى الظِّبا / على اللَّيث معْ طولِ الطّوى وهْو جائع
وأبقاك فيها بعدَه خيرَ وارثٍ / له في اختراعِ المَكْرُمات بَدائع
حَوَى غاية العَلياءِ بالإرْثِ فانثنى / بأفعاله من فَوْقِها وهْو رافع
يرى فخره عيبا إذا لم يكن بما / تُجدِّدُه عن راحتيْه الصَّنائع
إذا وهب الدنيا لسائِله غَدَا / له سائلا ألا يَعِى ذاك سامع
إذا قيل شاهِشاهُ خاف انتقامَه / سَمِيُّه لولا حلمُه والتواضع
فيا أَفضَل الأَملاكِ إنْ تُدْعَ أَفْضلا / فما قيل إلا بعض ما أنت صانع
لمن يستعد الجيشُ قد ملأ الفَضا / وضاقتْ على الجَوْزاءِ منه المَطالع
وتبنى الأساطيل التي قد تَضايقتْ / بها اللَّجُّ حتى طائر الماءِ جائع
وحتى كأنّ البحر من تلك جامد / وحتى كأن البر من ذاك مائع
وذِكْرُك قبلَ اللَّحْظِ واللفظِ مُهْلِكٌ / فقَتْلُك للأعداءِ بالسيف راتع
وما الموتُ إلا تابعٌ ما أمرتَه / على أنه من حَرِّ سيفك جازع
فإنك سيفُ اللهِ أَيُّ ضَريبةٍ / أشار إليها قَدَّها منك قاطع
ولولاك للإسلام أَضحكتِ العِدَا / كنائَسها مما بكتْه الجَوامع
أَرَحْتَ ملوكَ المسلمين بعَزْمةٍ / يجاهد كلٌّ حولَها وهْو وادِع
فلا ملكٌ إلا وجاءتْك رُسْلُه / يُدَارِي بها عن نفسِه ويُصانع
وما أَمَّلوا إلا الذي أنت أَهلُه / ولا قَصَدوا إلا الذي أنت شائع
سأُضحِك أحبابي بَجدْواك عائِدا / كما خَنَّقتْهم في المسير المَدامع
وهذا مقامي مُنشِدا وعيونُهم / طَوامحُ كي تَحْظَى بما أنا راجع
وقد عَمَّهم جَدْواك قبلُ وإنما / تميل إلى حب الجديد الطَّبائع
لَعَمْرى لقد فُقْتَ الأَنامَ بأَرْبعٍ / وما دونَها من بعد ذلك تابع
فجودُك مثبوث وعدلُك شامل / وحلمك موفور وبأسُكَ رائع
ليَهْنِك شهرُ الصوم وهْو مُبشِّر / بسعدٍ بدتْ منه إليك الطَّلائع
ففضُلك فينا فضُله في شهورِه / فكلٌّ لكلٍّ مُشْبِهٌ ومُضارِع
إذا صمتَ فَرْضا صام شكرا لأنه / رآك وروضُ الفضلِ عندك يانع
فلا زلتَ تَبقَى والزمانُ إذا ابتغَى / مُرادا سعى فيه لجاهِك شافع
وجَدُّك للتوفيق والعِزِّ ناظمٌ / ومُلْكُك للدنيا وللدين جامع
أأَحْبابَنا هل لي إلى ما عَهِدتُم
أأَحْبابَنا هل لي إلى ما عَهِدتُم / من العيش فيكم مثلَ ما كنتُ مَطْمَعُ
وأُبصر ذاك الثغر يُشرق نورُه / وتبدو القُصور البيض منه وتلمع
وهلْ لي إلى الرملِ المُنَدَّى نباتُه / فأختالُ في تلك الرياشِ وأَرْتَع
أبا حسنٍ إنْ فَرَّق الدهرُ بينَنا / فمِنْ طبعِه تَفْريقُ ما كان يجمع
ولكنني أَطوِى الضلوع على الأسى / ويغَلْبنى فيضُ الدموع فيَدْفَع
وقد كنتُ لا أَرضى سوى الوصل دائماً / فها أنا أَرْضَى بالخيال وأَقْنَع
أَرَبْعَ شبابي هلْ إليكَ رجوعُ
أَرَبْعَ شبابي هلْ إليكَ رجوعُ / فللهَمِّ في قلبي عليك صدوعُ
إذا هَيَّجتْ نارَ الأسى منك ذُكْرَةٌ / تَلاها زفيرٌ دائم ودموع
وقد كنتُ أبكى البينَ قبلَ وقوعه / فحَسْبُك لما حان منه وقوع
عسَى الريح تُهْدى نفحةً ظاهِرية / بها من شَميمِ الساحلَيْن رُدوع
تُحدِّثني هل رَوَّض القصرُ واعْتَلَى / على حاجِز البابِ القديم ربيع
وهل دَرَّجتْ ماءَ البُحَيرة شَمْأَلٌ / فلاحَتْ عليها للحَباب دُروع
ربوعٌ خَلا منها مكاني وما خَلَتْ / رسومٌ لها من خاطرِي ورُبوع
وبالجانبِ الشرقيِّ بالثَّغْرِ شادِنٌ / له من فؤادي نائب وشَفيع
إذا خَطرتْ في خاطرِي منه سَلْوةٌ / تَعرَّض شوقٌ دونها ووُلوع
يبيتُ خَليّا من غرامي بحُبِّه / وأُمْسِى كأني من هَواهُ لَسيع
كأن دموعي ضَرَّجت وَجَناتِه / إذا فاض منها للبكاء نَجيع
كأن ليالي الهجرِ طولا وظُلمةً / حَكتْهنَّ في الحالين منه فروع
وخَصْرٍ كصبري فوق رِدْفٍ كصَدِّه / فذا ظالعٌ واهٍ وذاك ضَليع
غَرير له ثَغْران مِثْلان واحدٌ / يُرَى فيه والثاني بِفيِه يَصوغ
شَريكانِ في قلبي بوصفٍ تَوافَقا / عليه فهذا مثلُ ذاك بَديع
نَسيما وَبْردا وابيضاضا وطِيبة / فهذاك ممنوع وذاك مَنيع
فياليتَ شِعْري هل لثغرى ونَاظري / إلى رَشْفِ ثَغْريه الغداةَ رجوع
لعل اعترافي باقْتِرافي شافعُ
لعل اعترافي باقْتِرافي شافعُ / وهَيْهات لكنّى بذلك طامِعُ
إذا آيَسَتْني كثرةُ الذَّنبِ رَدَّني / رجائي وعلمي أنّ صدرك واسع
وما الصفحُ مسدودٌ عليَّ سبيلُه / وفضُلك أسبابٌ له وذَرائِع
أُعاتب نفسي في ذنوبٍ جَنيتُها / فيستر وجهي للحياء بَراقع
ولي في سُوايدا قلبِك الرَّحْبِ فَضْلةٌ / من الودِّ تَبْقَى حين تَفْنَى الوَدائع
وثقتُ به حتى حَدانىَ لحظة / من الذنب فيها جَمْرُ عينيك لاذع
لك الحَسناتُ الغُرُّ عندي كأنها / جواهرُ في جِيد الزمان لوامع
على أنَّ لي عذرا إذا ما سَللتُه / فلي منه سيفٌ باتر الحَدِّ قاطِع
وفيَّ غُرام للأعادي وإنني / ذليلٌ على عَتْبِ الأخِلاّء خاضع
أنا المذنِب المستوجب العَتْب فاحتكم / بما شئتَ إني سامعٌ لك طائع
فلا تخشى مني عن ودادك نَبْوةً / فحبك أوْفَى ما حَوَتْه الأضالع
ولو حاد قلبي عنك مِثْقال ذَرّةٍ / لأَبْعَدَه عني من النَّخْرِ دافع
فإنْ لم يكن وصلٌ وقربٌ فأبِق لي / رِضاك فإني بالرضا منك قانع
فحْمدِي لما أوليتَ يا بنَ محمدٍ / مقيمٌ على طول المَدَى متتابِع
أبا الفضلِ أنت الفضلُ ذاتاً فإن تكن / معانيَ شتى فهْي منك طَبائع
إذا لم يُدارِكْني رضاك بلطفه / فإني لنفسي بالندامة باخِع
وإني لأَبكى سالفاتٍ تَصرَّمتْ / لنا مثلَ ما تبكي الحمام السَّواجع
أنوحُ كما ناحتْ ولكنْ مدامعي / تَفيض وما تَنْدَى لهن مَدامع
لياليَ قُربٍ والشبابُ بمائه / جديدٌ وذاك الثغرُ للشَّمْل جامع
وعيشي بكم مستقَبلٌ لا يَروعُه / من الشيبِ والبَيْنِ المُشتِّت رائع
وفي عَذَباتِ الرملِ دون هِرَقْلَةٍ / مَسارحُ نسعى بينها ومَراتع
رياضٌ إذا هبّ النسيمُ خِلالَها / سعى وهْو واهِي الخَطْوِ فيهن طالع
وفي الثغرِ بالإسكندرية للصِّبا / مَسالكُ للأَغْراض فيها مَشارع
ديارٌ يكادُ الشيخُ مثلي لِطيبِها / يعودُ له فيها شَبابٌ مُراجِع
ومَنْ لي بأنْ أَحْظَى لديها بزَوْرةٍ / ولكنْ عَدَتْنِي دونَهن الموانِع
ولي أملٌ في عودةٍ أَظنُّها / زَخارِفُ ظنٍّ والظنونُ خَوادع
ولا غَرْ وَقد تُقِصى المقَاديرُ من دَنا / وتُدْنى مع اليأسِ الفتى وهْو شاسع
ومن عاش في الدنيا طويلاً تَكررتْ / عليه مَسَراتٌ لها وفَجائع
لَعَمْرُك ما ساوَى البقاءُ أقلَّ ما / يكابِده فيها الفتى ويُصارع
حَلا فهْو مثلُ الشهدِ في فم زائقٍ / يَلَذُّ وفي اثنائه السمُّ ناقِع
يُسَرُّ امرؤ بالكسبِ وهْو محقِّقٌ / بأن الذي يَحْوِي مع الموتِ ضائع
ويحتال في دَفْعِ المَخوفِ وعمُره / تُمزِّقه ساعاتُه وهْو وادِع
ويأمنُ حَمَلاتِ المنايا وعنده / لآبائه من بَطْشِهنّ مصارع
تَغولُ الملوكَ الصِّيدَ قَسْرا ودونَها / عِتاقُ المَذاكي والرِّماحُ الشَّوارع
حياةُ الوَرَى سجنٌ فِسيّانِ مُطلَق / لديها ومن ضاقتْ عليه الجَوامع
وللنفسِ في تلك القناعةِ راحةٌ / وعز ولكنْ ليس في الناس قانع
ومن كانت الآمال أقواتَ نفسِه / تَطاوَل منها أَكْلُه وهْو جائع
لقد نطقتْ فينا الليالي فأَفْصحتْ / بوعظٍ لوَ أنّ الوعظَ للمرءِ نافع
ولكن إذا ما صَمَّ قلبٌ فقلَّما / تُفيد وإنْ طال الكلامُ المَسامِع
ومن نَكَدِ الأيامِ فرقةُ موطنٍ / نَأَى فنأى عنه الصديقُ المُطاوع
ولا سيما أرض كأرضي وأسرة / كقومي وعيش مثل عيش يافع
ثلاثٌ إذا عَدَّدْتُها لم يكن لها / على صحةِ التقسيم في الفضلِ رابع
سرورٌ ولذاتٌ صَفَتْ من كبائرٍ / نَهتْها النُّهى عن قرْبِنا والشَّرائع
خَلتْ هذه الآثارُ مني وما خلتْ / لها من جَناني في السُّوَيدا مواضع
فيا أهلَ وُدِّى هل لمن بانَ عنكمُ / إلى عودةٍ في مثلِ ما كان شافع
فلي بعدَكم شوقٌ أَثار تأسُّفنا / يُصغِّر عندي كلَّ ما أنا صانع
فما بكثيرٍ قَرْعُ سِنِّى لأجله / ولا بعظيمٍ أنْ تُعَضَّ الأصابع
عليكم سلامٌ تَقْتَفِيه سلامة / له تَبَعٌ أمثالَها وطَلائِع
سلامٌ كأنفاسِ الرِّياضِ تَفتَّحتْ / من النَّوْر في أَبرادِهِن وَشائع
أَلا هلْ إلى ما أرتجيه بُلوغُ
أَلا هلْ إلى ما أرتجيه بُلوغُ / فكم أَقتضيه الدهرَ وهْو يَروغُ
وما هو إلا قُرْبكم لو رُزِقْتُه / فما ليَ عيشٌ دونَ ذاك يسوغ
أُقطِّع أوقاتي عليكم تأسُّفا / كأني على طولِ الزمان لَديغ
وأعجِز عن وصف اشتياقي إليكمُ / على أنني في غير ذاك بليغ
تفيض جفوني عند تَذْكارِكم كما / تفيض بأيدي المائحين فُروغ
وقد طَلَّ سلطانُ النَّوى من مَدامِعي / دما لأُسودِ الشوقِ فيه وُلوغ
أَخِلاّىَ حاشا وُدَّكم من تَغيَّرٍ / فيرتدُّ عن عهد الهوى ويَزوغ
لقد بانَ عني منكمُ كلُّ سيدٍ / هو الفضلُ أو فالفضلُ منه مَصُوغ
سَقى اللهُ أيامي بكم إذ زَمانُها / قصيرٌ وفي اللذاتِ منه سُبوغ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025