القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شَرف الدّين الحِلّي الكل
المجموع : 31
إذا كان سمعي فيكم يعشق العذلا
إذا كان سمعي فيكم يعشق العذلا / فماذا على جار يرى جوركم عدلا
أأحبابنا لا تقطعوا بصدودكم / كرى ربما أهدى بطيفكم وصلا
علام هديتم مهجتي طرق الأسى / ولم ترشدوا نوماً عن الطرف قد ضلا
فكيف خدعتم جيش صبري فلم يهج / كمين هوى إلا تضعضع أو ولَّى
أرى عهدكم مثل النسيم بأرضكم / تصحّ به أشواقنا كلما اعتلاّ
لقد جرتمُ لما غدوتم بحسنكم / ولاة على قلبي فلا ذقتم العزلا
وسقمي الذي شكَّكْتُمُ في ادعائه / بقذف دموعي قد غدا شاهداً عدلا
ويا ليت قلبي باشر السمر والظبا / ولم يعشق الأعطاف والأعين النُّجلا
ومما شجاني سجع ورقاء رجعت / حنيناً غدا يستعطف البان والأثلا
تغنت وأجريت الدموع فأظهرت / بترجيعها شكلاً وخالفتها شكلا
وما قصدت إلا غرامي فليتها / تعوض عما زان من طوقها غُلاّ
ويا حبذا غيث تألّق برقه / فقلت نضا سيفاً به يقتل المَحْلا
تألق علويّ السنى فظننته / يسل بأعلى جوشن في الدجى نصلا
أسال جراح الغاديات فأصبحت / وأعينها بالسكب تروي الثرى هطلا
طويت إليه حاملاً أثر الندى / وما صحَّ من إسناد وابله فعلا
فهل كان عن جود الإله وبشره / يحدثني لما تهلل وانهلاّ
وأين الحيا من جود غازي بن يوسف / إذا طبقت أنواؤه الحزن والسهلا
أشدّ ملوك الأرض بأساً وسطوة / وأصدقهم قولاً وأحسنهم فعلا
وأجزلهم جوداً وأطولهم علاً / وأصلبهم عوداً وأطيبهم أصلا
أمات الردى والخوف والبخل / وأحيا الهدى والجود والأمن والعدلا
مليك لو ان الله أوعد ناره / بتعذيبها كانت بعزمته تُصْلَى
هزبر إذا حاضت ذكور سيوفه / دماً من كماة الشرك كان لها غسلا
أبى سيفه إلا الجماجم والطُّلَى / لذلك قد أضحى اللجين له نعلا
تهلل بشراً واستهلَّ سماحةً / فقد جمعت أوصافه الشمس والوبلا
يعلّ العدا سمّ الردى من قناته / إذا هزّ يوماً من أنابيبها نصلا
فإن أعجمت في أوجه القوم أحرفاً / أبى السيف إلا أن يبينها شكلا
فكم غدت العقبان فوق عقابه / تشق عجاجاً ظلَّ ينسلها نسلا
فما وصلت من جو عثير جوده / إلى الأرض إلا وهي قتلى على القتلى
وفي كل يوم يلتقي بجنابه / جيوش المقال الجزل والنائل الجزلا
فأنور من بدر سناه إذا اختفى / وأغزر من بحر نداه إذا قلا
أحامي حمى الإسلام في كل مأزق / جلا النصر وجهاً فيه مذ جرَّد النصلا
أرى الأرض قد أضحت إليك مشوقة / على ثقة أن سوف تملأها عدلا
وقد طال تهويم المذاكي فلم تذق / كعادتها سهداً وتطرح الثكلا
أجلها خفافاً يثقل الأرض وطؤها / فلا عدمت يوماً لوطأتها ثقلا
دنا الأجل الأقصى فكن مترقباً / طلائع سعد يقدم الخيل والرَّجْلا
فأولى ملوك الأرض بالملك والعلا / مليك غدا كل على جوده كَلاَّ
هنالك يعطي الدين ما كان آملاً / فيلبسه عزّاً ويسلبه ذلا
وأخطر ما بين السماطين منشداً / مدائح تستجلى لديك وتستحلى
تجود وقد جادت بأضعاف سؤلها / فمن منح تترى ومن مدح تتلى
فيا من أسمت الشعر في روض جوده / على ثقة بالخصب إذ سم المحلا
جزيت المعالي ناشئاً عن صنيعها / إليك وقد غذتك من ثديها طفلا
أفضت بحاراً من نداك على الورى / فقد قطعت إلا إلى بابك السبلا
سمحت فكم باب فتحت ونائل / منحت فلم تحرمه نيلاً ولا نبلا
أراح قِلاصي من وجى السير نصُّها / إليك فقد أضحت أزمتها عقلا
وأغنيتني عن قصد كل مُبَخِّل / يكف عن المسترفدين يداً شلاّ
وقد كنت عنست المدائح برهة / فلولاك لم تعرف وليّاً ولا بعلا
فيا ملبسي بين الأنام ملابساً / كروض تلقى ثغر نواره الطلاّ
سأكسوك ما يبقى على الدهر وشيه / وتبلى الليالي والأنام ولا يبلى
على أن ما خلدته من مناقب / يغادر جد القول في وصفه هزلا
فلا زال هذا الملك في عنفوانه / ولا ذاقت الدنيا لأيامه ثكلا
أما وهوىً فيه الغرام ألذُّ لي
أما وهوىً فيه الغرام ألذُّ لي / من الصبر لا فرغت سمعي لعذَّلي
وراءك عني بالملام فإنني / بسنة أحكام الهوى لم أبدلِ
جُبِلْت على دين الوفاء ولم تَحُلْ / طباعي فرم قلباً كثير التنقل
فلو كنتَ عذريَّ الصبابة والهوى / عذرت جفوني بالعذار المسلسل
فللَّه ساجي المقلتين مقاتل / بكلّ سلاح وهو في زِيِّ أعزل
ثنى رمح قَدٍّ لا عدمت اهتزازه / ولاحظني من كل جفن بمنصل
وأرسل صدغاً لا يزال مزرداً / لحزبي فحدث عن ضلالي بمرسل
فليت لواو الصدغ عطفاً يكون لي / شفيعاً إلى تقبيل ميم المقبل
ولما تثنى ما علمت أَمَيْلُه / لكأس شمول أو لأنفاس شمأل
عسى زورة منه تعود وليلة / وفى لي بها دهري وفاء السموأل
خلوت به لا كامرئ القيس خلوة / لها ضحك من يوم دارة جُلْجُل
ذهبت لها منها قفا نبك وحدها / ومتعت من ذكرى حبيب ومنزل
وبت فلا تسأل بما كان بيننا / أقضي لُباناتي وإن شئت فاسأل
أحكم في غصن من البان مورق / وأكرع في عذب من الريق سلسل
إلى أن تجلى الصبح طلقاً كأنه / ولا خاب في نعماه قصد مؤمل
محيا فتى ما فات مسعاه مطلب / محيا ابن غرس الدين خلف العلا عَلِي
أغر إذا قابلت صفحة وجهه / أغاثك نوء البارق المتهلل
وراءك يا باغي عداه فإنه / مكان السها من ناظر المتأمل
هزبر حصور في عرين ذوابل / وبدر منير في دُجُنَّة قَسْطَل
جواد إذا ما أعمل السيف في الوغى / فناهيك من بحر يجول بجدول
يكرّ على أسد العدا بأراقم / على ظهر برق بالأهلة منعل
لك الله سيف الدين من رب همة / إلى العالم العلويّ تسمو وتعتلي
فداؤك من يرنو إلى كل سؤدد / بعين رجاً أقذاؤها ليس تنجلي
يبيت له هم بجمع حطامه / ويصبح عن طرق المعالي بمعزل
فكم معتد أفنيته بتطاول / وكم مجتد أغنيته بتطول
فما زلت يوم السلم صدراً لمجتلى / وما زلت يوم الحرب قلباً لجحفل
كفاك غياث الدين غازي بن يوسف / أحالك في أعلى الفخار المؤثل
وما اختارك السلطان حتى كفيته / أموراً لها عبء على المتحمل
فللَّه ملك ليس يبرح فكره / يبين من سر العلا كل مشكل
أجلّ ملوك الأرض قدراً وهمة / وأسماهم فخراً وأحمى لمعقل
فطل يا ابن غرس الدين باعاً إلى العلا / وقم فاتحاً من دونها كل مقفل
فيا حبذا يوم تأرج عرفه / بعرفك حتى خلته عَرف مندل
فإن كنت قد أغربت فيه تطولاً / فكم لك من يوم أغرّ محجّل
عُلاً ما غدا الفتح بن خاقان سامياً / إلى مثلها في دولة المتوكل
رأى منك عزّ الدين ابنك همة / طريق المعالي عندها غير مهمل
فلم ينعقد إلا عليك ضميره / ولم يغش غير المطلب المتسهل
فأوليته الآلاء زاكٍ نِجاره / رصين الحيا طلق الجبين مبجَّل
فدونكها الغراء يشرق صبحها / بحمدك في ليل من النقس أليل
فكن عند ظني في علاك فلم يكن / على أحد إلا عليك معولي
فإن كنت قد أوليتني منك نائلاً / غدا حمله من خفف الهم مثقلي
فأصلحت أحوالي بما غاظ حُسَّدِي / وَرَوَّيْتَ آمالي وقد غاض منهلي
فيا طالما حدثت عنك بفضل ما / سمحت به لما سألت وقيل لي
وما أنا ممن استزيدك نائلاً / وغيثك عندي سكبه غير ماحل
أنا ابن القوافي الغرّ أرضعت ثديها / فَشَبَّ إلى ما شئت في الشعر مقولي
سلكت بها نهج الكميت بمدحه / عليّاً فجلّت عن جرير وجرول
ولما تعاوتني الكلاب رميتها / بأثقل من أركان رَضْوَى وَيَذْبُل
عَوَوْا ثم أَقْعَوْا خيفة وتضاؤلاً / لأصيد مشبوح الذراعين مُشْبِل
وإني نجاشيّ القريض فسل به / ليخبرك العجلان رهط ابن مقبل
وما زلت لي سيفاً أصول بحدِّه / فحقّ لأعناق العدا أن تذلَّ لي
فدمْ دامت النعمى عليك ولا وَهَتْ / علاك فخير الذخر إبقاء مُفْضِل
متى شام طرفي برقَ غَيْرِ منيل
متى شام طرفي برقَ غَيْرِ منيل / فلا جاد نوء النُّجح أرض مُحُول
أبى لي كريم الخيم والفضل أنني / أحث مطايا الحمد نحو بخيل
وعندي بحمد الله غرة نخوة / تنزه نفسي عن مقام ذليل
أنا ابن السرى والعيس تَنْفحُ في / البَرَى مليء بنص في الفلا وذميل
إذا ونيت أرض أبت لي همتي / مقامي بها واخترت وشك رحيل
وما كل ماء لي إليه تلفت / ولو كان في الأحشاء وخز غليل
وكم طرقتني نازلات حوادث / فبتّ بها مستأنساً كنزيل
وكم من خليل قد تنكر وده / فلم يغنني عنه ابتدال خليل
ولست إذا ما هجر الخطب لاجئاً / إلى غير صبري طالباً لمقيل
وما المرء إلا من يروح وهمه / تكسب حمد باصطناع جميل
فإيثار كعب في الفلاة بمائه / ثناه نبيه الذكر بعد خمول
ولولا ابتذال الزاد لم يك حاتم / يمت بباع في السماح طويل
وأحرز عز الدين أيبك مفخراً / له أنجم ما روعت بأفول
سقاك ملثٌّ من حيا المزن هطَّال
سقاك ملثٌّ من حيا المزن هطَّال / تَجِدُّ به من وشي روضك أسمال
وراحت بك الأرواح في سرحة اللوى / نشاوى على أفنان دوحك تختال
أراجعة لي فيك وهي تَعِلَّة / غُدَيَّات ليلات تقضت وآصال
زمان كصِرف البابلية طالما / تمشت لذكراه بِعِطْفِيَ جِريال
فلا غرو إن هاجت لي الوجد دمنة / وربع أحالته رياح وأحوال
فللشوق رسم لم يزل يقتضي الجوى / قلوباً إذا لاحت رسوم وأطلال
ولله قلب لا تزال تروعه / من البين أوجاع وتعروه أوجال
طليح غرام ضلّ رائد صبره / عن القصد لما استشرف الطلح والضال
له لفتة نحو التسلي يكفها / حنين وأحوال المحبين أهوال
إذا ما النسيم البابليّ تعرضت / له نفحات عَادَهُ منه بلبال
ويا حبذا الريح البليل لَوَ انَّها / تبلُّ غليلاً ليس لي منه إبلال
وعندي بآجال الصريم علاقة / وإن صرمت للوصل منهنَّ آجال
ولم أدر هل بان على كُثُبِ النقا / هفا بفؤادي أم قدود وأكفال
ثكلت الهوى لولاه ما كان غرني / غَرِير ولا راحت بصبري مِكْسَال
وثقت بأسماء الغواني وخادعت / فؤادي مواعيد مواردها آل
فلا القرب يوماً من سعادٍ بمسعد / ولا عند جُمْل للمحبين إجمال
ومن لي بِسَلْمَى وهي حرب لسلمها / ونُعْم ولم ينعم لعاشقها بال
فيا عرصة السعديّ إن جادك الحيا / فلا وضعت من غارب المزن أثقال
ويا نخلات الجامعين هل الألى / عهدتهم في ذلك الجوّ نزال
أجل أنتما سعد وجمع وإنني / لمرتقب في القرب أن يصدق الفال
كما صدقت في الصاحب بن محمد / ظنون وفازت للموالين آمال
أغرّ إذا قابلت صفحة وجهه / فكن آمناً أن ليس يعدوك إقبال
إذا ما امرؤ ناط الرجاء ببابه / فللنجح إيضاع إليه وإرقال
بحيث المنى يلقى الغنى يانع الجنى / وذاك السنى يجلو الندى منه إجلال
ولابن أبي يَعْلَى على ذروة العلا / حلول ومغنى الحمد بالوفد مِحْلال
فتىً أصبحت منه الوزارة في حمى / منيع أيا لله خَيْسٌ ورئبال
تداوى بِمَرْآهُ الهموم ونطقه / إذا برهنت عن علمه الجم أقوال
اباء أب أو جد جد مرامه / وبغيته إذ هَمَّ بَعْضَهم المال
فِدىً لك شمس الدين كل مبخل / على ماله من دون راجيه أقفال
فِدىً لك مجبول على الغل قلبه / مهمته عن شأو مجدك أغلال
صفا ورد نعماك النمير كما ضفا / عليك من الحمد المضاعف سربال
وأنت من القوم الذين احتوى لهم / على قصبات السبق فضل وإفضال
بدور فإن جادوا وعادوا بحملهم / تسامت بحور زاخرات وأجبال
نجيبون إن عُدُّو مجيبون إن دُعوا / غصيبون إن عادوا مصيبون إن قالوا
إذا شائم الإحسان شام بروقهم / فللغاديات الغرّ سحٌّ وإرسال
تحنُّ الدُّسوت الساميات إليهم / وهل لسوى الآساد تصلح أغيال
يميناً لقد ماتوا وأحيا فخارَهم / أغرُّ كريم الخيم أبلج مفضال
تملكت شمس الدين ما شرفت به / على الدهر أعمام كرام وأخوال
وطلت إلى عز المعالي فنلتها / بغر المساعي حين قصر تِنْبَال
فما دِيمة وطفاء دانٍ سحابها / لهيدبه فوق البسيطة أذيال
تبسم فيها البرق والدجن عابس / عبوساً به وَسْمَ الربا وهي أَعقال
إذا ركب ذاك القطر من قطر بلدة / دنا فمحال أن يدانيه إمحال
بأغزر من جدوى يديك وإنما / لإكثاره في جنب جودك إقلال
إذا سال العافي سواك ولمن يُعَنْ / فعن طالب المعروف عرفك سآل
وأنت إذا مُيِّزْتَ أصبحت مفرداً / وكل له في الخلق ندّ وأشكال
فعطفك مرجوّ به خفض عيشتي / ورفع محلّي حيث يستحسن الحال
فدونكها مختالة العطف مالها / بخدمة ذا المجد المؤثل إخلال
فلا زلت تُحْيِي بالغنى رِمَمَ المنى / ويُعْيِي أناساً بعضُ ما أنت حمال
ألا ما لعين المزن تَرْوِي الثرى هطلا
ألا ما لعين المزن تَرْوِي الثرى هطلا / لِمُعْتَنِّ برق هزَّ إيماضه نصلا
بكت وهي لا تدري بموقع صنعها / إليه ولولاها لما قبل المَجْلا
فإن سل سيف منه في وجه أزمة / فيا طالما قد فَوَّقَتْ ريحُها نصلا
تبسم في وطفاء طال عبوسها / وللرعد في أرجائها أنة الثكلى
ودافع أعناق السيوف فأصبحت / بطون المجابي لا تُطيق لها حَملا
فيا حسن ذاك الغيث لو أن ركبه / تعرض أو ألقى على نائل رسلا
ومر بأرض الجامعين مخففاً / بتلك العراص الفِيحِ عن ظهره ثقلا
بلادي التي أَشْتَاقُ مربع سِربها / ومسرح ذاك السلسل العذب والظلا
أيا ساكني ظل العقيق أممكن / تجاوزكم عمن يرى جَوركم عدلا
ألم يك صبري في الكمين فمذ بدت / خيول هواكم كان أول من ولَّى
حمى الله من ريب الحوادث منكم / وجوهاً حماها الصَّوْن أن تعرف الذُّلا
وبي حُرَق بين الحشا مستكنة / بكلِّ خليِّ القلب صُيِّر لي شغلا
وبين بيوت الحيِّ كل ملية / من الحسن ما تنفكُّ توسعني مَطْلا
وفي كبدي نار هدى حائر الأسى / إلينا فبعداً للسلو الذي ضلا
وما كان قلبي يستباح لو انه / تحامى القدود الهيف والأعين النجلا
فلله من كُعْب كواعب كالدمى / عقائل لم تترك لذي صبوة عقلا
فوجدي بهاتيك الترائب والطُّلى / كوجد العلا بالصاحب بن أبي يَعْلى
بمن لم يحز رقّ الوزارة فلتة / ولم يقتنصها من مجاثمها ختلا
ولكن بإرث أبيه حسن سعيه / وباهر علم عنه آياته تتلى
إذا سدَّ ثغراً عجز الناس فتحه / وإن شدَّ أمراً لا يطيقوا له حملا
فكم سؤدد عاناه طالب شأوه / فعاد وما داناه نيلاً ولا نسلا
وإن جاد بالنُّعمى وأبدى طلاقة / فقل في الحيا المنهلّ والنير الأعلى
به حلت العلياء دون معاشر / جفوها على عمد فكان لها خلا
فيا حبذا صدر يخفُّ إلى العلا / على أنه ما زال يحتمل الثقلا
إذا اجترم الجاني وعاذ بصفحه / رأيت الإباء الصعب والخلق السهلا
سما نحو غايات الجدود فنالها / ولا عجب للفرع أن يشبه الأصلا
وإن قصر الساعون عن شأو فضله / فأصغر منهم من يؤنبهم عذلا
أعندهم ما عنده من مناقب / إذا بثها فالدهر يكتب ما أملى
أأبياتهم تحكي رحيب محلة / ببذل القِرى والعام قد عمنا مَحْلا
له قلم ما خلته غير عامل / غدا من قلوب القوم يستخرج الغلا
إذا عب في داج من النفس وارتوى / سعى مثلما يسعى معانده ذلا
بعمر ورزق يحسن القطع والوصلا /
إذا ما وشى في الطرس روضاً مدبجاً / تعاهده نقطاً فراق الورى شكلا
فيا أيها الحِبْر الذي في فنائه / عرضت المقال السهل والنائل الجزلا
فداؤك من يرنو بعين كليلة / إلى عبء مجد لا يطيق له حملا
تجافى عن العلياء مستوحشاً لها / فلو قلدته طوقها ظنه غُلاَّ
فداؤك قوم أجدبت عرصاتهم / وضنوا فما سيموا ربيعاً ولا فصلا
ينادي نَدَاك الحائمات من المنى / بحيَّ هلا قد أوضح الأمل السبلا
بحيث مَقِيل الأمن تندى ظلاله / فيسرج فيما اخضرَّ منها وما اخضلاَّ
حلمت عن الجاني وزدت طلاقة / وجدت فكنت الطود والشمس والوبلا
وما اختارك السلطان للرتبة التي / خصصت بها حتى رآك لها أهلا
نهضت بأعباء الوزارة فارعاً / بهذي المساعي الغرّ ما طال واستعلى
وكان حديث المجد عند معاشر / بتجريحهم والقدح فيهم قد استعلى
تداركت منه مسنداً بصحيحه / تفرَّدْتَ لما قمت ترفعه نقلا
فيا مُتْحِف الدنيا بعزّ محاسن / يتوق العلا ما دق منها وما جلاَّ
تلقَّ القوافي الشاردات تعرضت / لأنعمك الحسنى فكانت لها أهلا
ودونكها زهر الخدود كأنها / حديثة روض نورها يلثم الطلا
كما استعطف المعشوق صب عتابه / مقدمة كانت نتيجته وصلا
وكيف أجاري من يفاجئ بالندى / فأمنحه قولاً فيمنحني فعلا
فإني سأبقيها عليك مدائحاً / مؤيدة يبلى الزمان ولا تبلى
فدم أمن مَزْؤود ومنية عائل / وموئل مطرود تبوئه ظلاّ
ملكت كما شاء الهوى فَتَحَكَّمِ
ملكت كما شاء الهوى فَتَحَكَّمِ / وإلا ففيم الهجر لي وإلى كَمِ
أخذت توري عن دمي أو ما ترى / بخديك من آثاره لون عندم
فلو جحدت عيناك قتلي وأنكرت / أقر به خطُّ العذار المنمنم
أيحسن أن تمسي من الحسن مثرياً / وتمنع من ماعونه فقر معدم
متى تسمح الأيام منك بعطفة / وهل في منى من راحة لمتيم
وبي حرق بين الجوانح كلما / جلت منك عيدان الأراك بمبسم
يحدث عن برد الثنايا نسيمها / فيا طيب ما أدته عن ذلك الفم
وظلت نَشَاوى مورقات غصونها / تَثَنَّى وباتت وُرْقها في ترنم
فمالي إذا حاولت منك التفاتة / أحلت على تمويه طيف مسلم
وهبني أرضى بالخيال وزوره / فمن لِيَ إذ تجفو بجفن مهوم
لِيَ الله من غصن وريق ومبسم / وريق حماه الله عن ورد حوم
فيا شَغَلِي بالفارغ القلب والحشا / أطلتُ سِقامي بالغزال المنعم
وعيس رحلناها قِسِيّاً وأرقلت / إلى غرض الآمال منا بأسهم
تظلُّ الثنايا مدميات نحورها / فتقبض أيديهن عن أنف محرم
وَزِنْجِيُّ ليل بات روميّ ثلجه / أغرّ يريني منه تحجيل أدهم
تَدَرَّعْتُه لما دجى فضربته / إذا ضَرَبَتْه الريح لم أتلثم
وفي شعب الأكوار أبناء مطلب / شعارهمُ ترصيعُ شعر مُتَمِّم
هداهم غلام من خزيمة عالم / بقطع الفيافي بالمَطِيِّ المخزم
جنبنا المذاكي وامتطينا إلى العلا / نجائب من نسل الجَدِيل وشَدْقم
وكم من هلال فوق بدر يريكه / إذا هي ألقت حافراً فوق مَنْسَم
تيممن أرض الغوطتين فلم تمل / بنا العيس عن أبواب عيسى المعظم
إلى شرف الدين انبرت في بُرينها / حَرَاجِيحُ قد أُدْمين في كل مخدم
إلى ملك من دوحة شادوية / تضيء على ورد من الجود منعم
إلى الأبلج الطلق الأغرّ الذي به / غدا مشرقاً من دهرنا كل مظلم
إلى طود حلم ثابت الهضب شامخ / إلى بحر علم زاخر اللُّجِّ خضرم
إلى كعبة تدعو الوفود إلى الندى / فيلبس أثواب الندى كل محرم
إلى من كأن اللائذين بظله / من الأمن ما بين الحطيم وزمزم
إلى مخبت يُغْضي حياءً وسمعُه / يصيخ فيرضي دعوة المتظلم
تريه وجوه الغيث مرآة فكره / فتؤمنه من كل ظنٍّ مرجم
ويغشى غمار الموت في كل معرك / يراع له قلب الخميس العرمرم
ويطربه خلع النفوس على القنا / إذا رنحت أعطافها حمرة الدم
فكم نشرت عقبان جوٍّ بظله / بسفك دم الأنداد ثعلب أرقم
له نشوة في الجود ليست لحاتم / وشَنْشِنة في المجد ليست لأخزم
وبحر من العلم الإلهي لم يكن / لتدركه إلا قريحةُ مُلْهَم
يشفُّ على الأسماع جوهر لفظه / وقد دقَّ من لفظ فلم يتجسم
الندى في كل قطر كأنما / أغرن على نَوْأَيْ سماك ومِرْزَم
أعيذ علاكم أن يباح لملككم / حمى وبكم غر الممالك تَحْتَمِي
فسفح خِلاط قاسيون وتركها / يقلد طوق العار جيد المقطم
فقد أنف الجفنيُّ من عار لطمة / فباع يعز الكفر ذلة مسلم
وجر على عبس وأشجع حتفها / مغار دريد بعد طعنة زهدم
وصبّح في جو اليمامة حاجب / بأشأم يوم عابس حيّ أشأم
وعمرو بن كلثوم أبى الضيم فاغتدى / لعمرو بن هند ساقياً كأس علقم
وما مات من نجى الظعائن هُلْكُهُ / وأبقى جميل الذكر كابن مكرم
أبت لكم آباء صدق نموكم / تَخَيَّل طعن يقتضي نقض مبرم
فقد جر قبح الفعل مصرع مالك / فما رده ترصيع شعر متمم
نصيحة عبد عاش في ظلّ ملككم / تقابلُه بالنجح أوجه منعم
فدونكها أحلى من الأمن موقعاً / وأطيب من وصل إلى قلب مَغْرِمِ
إذا حَدَّثَتْ أبياتها عن علاكم / غدت أم أوفى دمنة لم تكلم
نداك به نادى فجاء مرخماً / وإن كان أصل الوضع غير مرخم
أتلك بروق أم ثغورٌ بواسمُ
أتلك بروق أم ثغورٌ بواسمُ / شجتني فساجي الدمع في الخد ساجمُ
أضاءت لنا وهناً وقد عسعس الدجى / فقلنا عجاج فيه سُلَّت صوارم
وما عنَّ لي برق فغرَّ وميضه / وكيف ولي بين الجفون غمائم
وكنا ضللنا في الظلام وإنما / هدتنا إلى سبل المرام المباسم
تنبه أصحابي بأعلام عالج / للمع سناه والمطيّ رواسم
خليلي ما يبرين منا بعيدة / وإني بعرفان الديار لعالم
أما هذه أنفاسها قد تُنُسِّمَتْ / سحيراً وما مثلي بذي الأثل واهم
تَهَادَتْ صَباها وهي تندى ذيولها / علينا وأنفاس الرقاق سمائم
سقى الله أجراع الكثيب وضارج /
وحيا الحيا أرضاً لِنَعْمان لدنة / تضوع منها آخر الليل ناسم
أحنُّ إلى نجد وإن حال دونها / زمان بتفريق الأحبة ظالم
وأهفو إلى وادي الأراك كما هفت / ظماء على ماء النقيب حوائم
ويجذبني نحو الحمى وتلاعه / نوازع لي منها غريم ملازم
وبالرمل أشجاني دنوُّ محجَّر / رسيس جوى تَرْفَضُّ منه الحيازم
وكم دون ذاك الأجرع الفرد من جوى / له بفؤادي لاعج متقادم
وبالبان أبكاني وقد بان أهله / حنين أجابتني عليه الحمائم
سجعن كسجعي لو عرفن فصاحة / ولكنهن الهاتفات الأعاجم
فلله عيْنا من رأى مثل رفقة / وسام ولكن الوجوه سواهم
نشاوى من الإدلاج غناهم الندى / وتذكار داود بن عيسى منادم
إليه ارتحلنا واثقين بماجد / مغارمه يوم العطاء مغانم
من الشادويين الذين ثناؤهم / هو المسك فضت عن شذاه لطائم
إلى الناصر السلطان حثت ركابنا / وعادت بنا قد أثلتها المكارم
وأيّ ركاب لي سوى ما بِجُودِهِ / أَفَدْتُ وأنف الفقر حَوْلِيَ راغم
عطاء فتى من آل أيوب باسمه / تعرض ثغر النجح لي وهو باسم
بمرضع ثدي البأس قبل فطامه / له السرج مهد والسيوف تمائم
إذا ما أساء العامُ فعلاً فمحسن / وإن ما قسا قلب الزمان فزاحم
من القوم ترتاح العوالي إليهمُ / وبيض المواضي والجياد الصلادم
مساعير حرب حولهم أجم القنا / فهم في عرين الذابلات ضراغم
إذا غضبت يوم الهياج سيوفهم / أتت تترضاها الطّلى والجماجم
وإن قعدوا في مجلس الملك قعدة / فخادمهم دهر مع الصيد قائم
بعيسى وداود بن عيسى ترفعت / مباني علاهم والسيوف دعائم
بأزهر لا ينبو عن المجد عزمه / ولا طرفه عن مكسب الحمد نائم
تقاصر عمرو عن نداه وعامر / وقصَّر كعب عن مداه وحاتم
إليك صلاح الدين زهر مدائح / تودّ مساعيها النجوم العواتم
فأقسم لا خفت الخطوب وحشدها / وأنت لها باز وبأسك هازم
وما القلب إلا حيث أنت مخيم / وإن باعدتني عنك يوماً عزائم
إذا ما هفا قول فأنت مسدِّد / وإن ما بدا جرم فعفوك كاظم
فلولا تغاضٍ فيك ما جاد ناثر / ولا كان يدري كيف ينظم ناظم
إذا خدعت سمعي ملامةُ لائم
إذا خدعت سمعي ملامةُ لائم / فأين إشارات الهوى المتقادم
أبى القلب إلا لوعة كلما شدت / على عذبات الدوح ورق حمائم
ولي مقلة تهمي شآبيب دمعها / إذا هي شامت بارقات المباسم
غدا الشوق يستسقي لقلبي سحابها / فلم يك في هام شفاء لهائم
فيا بعد ما بين الجفون ونومها / ويا قرب ما بين الجوى والحيازم
ويالي من سرب عواطٍ عواطلٍ / سوالٍ من الداء الدفين سوالم
سنحن فكم دمع سفحن ومهجة / جرحن وكم سرٍّ أبحن لكاتم
دُمىً طالما أجرت لواحظها دماً / فيالسواج ما رثت لسواجم
مهىً لم تزل تهمي نوافث سحرها / من الفاترات السود بيض الصوارم
هززن قدوداً كالغصون نواضراً / ولحن بدوراً في دجى كل فاحم
وأومضن إيماض البروق بواسماً / فحلت فريد الدر في سلك ناظم
وريان من ماء الشباب كأنما / حرام عليه نقع غلة حائم
إذا فوّقت نحوي سهام لحاظه / أغار على قتلي بها من مساهم
حمى طرفه من مقلتي بجفونه / فللَّه غمد ذبَّ عن حدِّ صارم
ورد على الثغر اللثام فحبذا / جنى الأقحوان الغض تحت الكمائم
غدا آمناً كيد العيون لأنها / على خصره قد علقت كالتمائم
عقارب صدغيه حمت ورد خده / ولو أرسلت كان احتمى بالأراقم
أظن ظُبَا أَلْحَاظِه سفكت دَمِي / وأغلب ظني أنني غير واهم
أما وكمون السحر في لحظاته / لقد سار في العشاق سيرة ظالم
وليل طويت البيد فيه وبدره / مع الشهب كالدينار بين الدراهم
تدرعته حيث المطيُّ سفائن / تشقُّ بنا في بحره المتلاطم
وقدَّتْ أديم الأرض أخفافُ ضُمَّر / ترامت بأمثال السهام سواهم
إلى الظاهر الغازي الذي عزَّ أن يُرَى / له من مقاوٍ في الورى أو مقاوم
ولم تعتصم دون الملوك مطالبي / بغير غياث الدين حامي العواصم
مليك إذا حدثت عن سطواته / يقول الندى أذكر حديث المكارم
سطا أقدع العمرين بأساً ونجدةً / وجاد فخذ في غير كعب وحاتم
لقيت به صرف الزمان محارباً / فعاد كما آثرتُ وهو مسالمي
خبير بتدبير الممالك ما دنا / إلى رعيها إلا بمقلة حازم
إذا ركبت يمناه قائم سيفه / تَرَجَّلُ هامات الملوك القماقم
وإن شيم برق الجود في قسماته / أتت كفه بالعارض المتراكم
جرى المجد في أعطافه فكأنه / زلالٌ جرى في عطف ريّان ناعم
رصين حصاة الحلم مُسْتَحْصِد القوى / بعيد مرامي الفكر ماضي العزائم
يسدّ مهب العاصفات إذا سرى / نسيم الصبا بالمُقْرِبات الصلادم
ولا ينتضي يوم الجلاد سيوفه / فتغمد إلا في الطُّلى والجماجم
وقائعه صيد الملوك تذمها / وتثني عليها كاسرات القشاعم
إذا اسودَّ ليل النقع جلَّى ظلامه / ببيض سيوف أو بروق لهاذم
وإن هيجته نحو ملك حفيظة / رأى فرصة الإقدام ضربة لازم
جفا جفنه طيبُ الرقاد لعلمه / ببعد مرام الحزم عن كل نائم
وكيف ينام الليل من بات همه / طلاب المعالي من شدوق الأراقم
أحامل أثقال العلا دون معشر / يرون احتمال المجد إحدى المغارم
نهضت بما أعيا الملوك ولم يفز / بما نلت إلا ناهض بالعظائم
فللَّه طود منك يغدو / وعيد العدا مثل الرياح النواسم
قدير على نفع الأعادي وضرّها / بجزّ النواصي أو بحزّ الغلاصم
لك الله من كافٍ لراجيك كافلٍ / لنيل المنى غاشٍ لشانيك غاشم
تقوم بما يرضى الهدى متجشماً / بنفسك ضنك المأزق المتلاحم
تهاب أسود الغاب بأسك في الوغى / وتخجل من جدواك صوب الغمائم
وكم حساد لي كان قبل إقامتي / ببابك يبدي لي توجع راحم
بسطت له عذراً وأيقنت أنه / سَيَقْرع فيما سرني سنَّ نادم
لأني أرى الأغصان تسقى إذا ذوت / فإن أثمرت لم تخل عن رجم راجم
فيا خير من ساس الملوك بعدله / فأمسى به الإسلام سامي الدعائم
تلقَّ القوافي الشاردات كأنها / فرائد أبكار النجوم العواتم
تولد في صرف المدامة نشوة / وتحدث شجواً في هديل الحمائم
فلا زلت يا أزكى الملوك سجية / وأعدل من يجري لكشف المظالم
شهاباً لمستهد وأمناً لخائف / وكنزاً لمستجد وريّاً لحائم
هنيئاً فإن السعد راح مخلدا
هنيئاً فإن السعد راح مخلدا / وقد أنجز الرحمن بالنصر موعدا
حبانا إله العرش فتحاً بدا لنا / مبيناً وإنعاماً وعزّاً مؤيَّدا
تهلل وجه الدهر بعد قطوبه / وأصبح وجه الشرك بالظلم أسودا
ولما طغى البحر الخضمّ بأهله الطغ / اة وأضحى بالمراكب مزبدا
أقام لهذا الدين من سلَّ سيفه / صقيلاً كما سلَّ الحسام مجردا
فلم ينج إلا كلُّ شلوٍ مجدَّلٍ / ثوى منهم أو من تراه مقيدا
ونادى لسان الكون في الأرض رافع / اً عقيرته في الخافقين ومنشدا
أعبَّادَ عيسى إن عيسى وحزبه / وموسى جميعاً يخدمون محمدا
نعم هي نعمى بشرها أوضح البشرى
نعم هي نعمى بشرها أوضح البشرى / فما عذر من لم يخترع مدحه عذرا
سما قدر هذا اليوم عن موقف به / نصوغ حليَّ النظم أو ننظم النثرا
هي الآية الكبرى فيا عيّ مادح / ولو نظم الشعرى لأمثالها شعرا
ومذ نشر اليوم الأغرّ رداءه / نشرنا على أعطافه المِدَحَ الغرّا
فقم دون ملك عادليّ حميته
فقم دون ملك عادليّ حميته / مواقع كيد القوم واشدد به أزرا
فبالأمس قد أوليته ما كفيته / به الخطب إذ أصليت أفئدة جمرا
ولا سيما أضفى ظلال ولاية / وأصفى كما أصفيته السرّ والجهرا
وما زال يدعوه إلى الرشد سعده / إلى أن أقر الملك وانتخب الصهرا
فلو رمت لاصطفاك بملكها / لأنك لما شئت أخلى لك القصرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025