المجموع : 42
رَعى اللَهُ لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ
رَعى اللَهُ لَيْلاً ضَلَّ عَنْهُ صَبَاحُهُ / وَطَيْفُكَ فيهِ لا يُفارِقُ مَضْجَعي
وَلَمْ أَرَ مِثْلي غارَ مِنْ طُولِ لَيْلِهِ / عَلَيْهِ كأَنَّ الليلَ يَعْشَقُهُ مَعي
وَمازِلْتُ أَبْكي في دُجَاهُ صَبَابَةً / مِنَ الوَجْدِ حتَّى ابْيَضَّ مِنْ فَيْضِ أَدْمُعي
رَعى اللَهُ مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ
رَعى اللَهُ مَنْ لَمْ يَرْعَ لي ما رَعَيْتُهُ / وإِنْ كانَ في كَفِّ المَنِيَّةِ مُودِعي
فَيا أَسَفي زِدْني عَلَيهِ تأَسُّفاً / وَيا كَبِدي وَجْداً عَلَيْهِ تَقَطَّعي
وَإِنِّي لَمُشْتاقٌ إِلى مَنْ أُحِبُّهُ / فَلا مَعَهُ شَوْقي وَلا صَبْرُهُ مَعي
هُمُ عَرَّضوا لِلْبَيْنِ رُوحي فَأَعْرَضُوا
هُمُ عَرَّضوا لِلْبَيْنِ رُوحي فَأَعْرَضُوا / فَوَدَّعْتُ رُوحي حينَ وَدَّعْتُهُمْ مَعَا
فَلَو رُدَّ فِيَّ الرُّوحُ بَعْدَ فِراقِهِمْ / لَما وَجَدَتْ رُوحي لَها فِيَّ مَوْضِعَا
تَقُولُ وقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها
تَقُولُ وقَدْ بانَتْ حَيَاتي لِبَيْنِها / أَتَطْمَعُ أَنْ تَشْكُو إِلَيَّ وَأَسْمَعا
فَلَوْ كانَ حَقّاً ما تَقُولُ لَما انْثَنَتْ / يَداكَ وَقَدْ عانَقْتَنِي بِهِما مَعَا
وَيُعْجِبُني مِنْكَ الصُّدُودُ وإِنَّهُ
وَيُعْجِبُني مِنْكَ الصُّدُودُ وإِنَّهُ / لَحَتْفٌ وَلكِنْ حبَّذا بِالهَوى الحَتْفُ
فَواللَهِ مَا اخْتَرْتُ التَّسَتُّرَ عَنْ قِلىً / وَلكِنْ حِذاراً أَنْ يَشُوبَ الهَوى خُلْفُ
شَرِبْتُ حُمَيَّا الحُبِّ صِرْفاً مُعَتَّقاً / فَشُرْبُ الوَرى مَزْجٌ وشُرْبي لَها صِرْفُ
تَثَنّى فَكادَ الغُصْنُ أَنْ يَتَقَصَّفَا
تَثَنّى فَكادَ الغُصْنُ أَنْ يَتَقَصَّفَا / وَقَدْ هَزَّ مِنْهُ التِّيهُ غُصْناً مُهَفْهَفا
وَمِنْ أَيْنَ لِلْغُصْنِ القَوامُ وَإِنَّما / رَأى قَدَّهُ فَانْقَدَّ مِنْهُ تَكَلُّفا
سَقى اللَهُ لَيْلاً طالَ إِذْ زارَ طَيْفُهُ
سَقى اللَهُ لَيْلاً طالَ إِذْ زارَ طَيْفُهُ / فَأَفْنَيْتُهُ حَتَّى الصَّباحِ عِناقا
بِطيبِ نَسيمٍ مِنْهُ يُسْتَجْلَبُ الكَرى / وَلَوْ رَقَدَ المَخْمُورُ فيهِ أَفاقا
تَمَلَّكَني لَمَّا تَمَلَّكَ مُهْجَتي / وفارَقَني لَمَّا أَمِنْتُ فِراقا
فُؤادٌ كَما شاء الهَوى يَتَحَرَّقُ
فُؤادٌ كَما شاء الهَوى يَتَحَرَّقُ / وَدَمْعٌ كَما شَاءَ البُكا يَتَدَفَّقُ
وَمَأْسُورَةِ الأَجفانِ عَنْ سِنَةِ الكَرى / وَلكِنَّها في حَلْبَةِ الدَّمْعِ تُطْلَقُ
وَصَبٍّ غَدا مِثْلَ الغَرِيقِ كَما تَرى / بِما وَجَدَتْهُ كَفُّهُ يَتَعَلَّقُ
أَرَبْعَ البِلى إِنِّي إِلَيْكَ لَشَاكِ
أَرَبْعَ البِلى إِنِّي إِلَيْكَ لَشَاكِ / وَإِنِّي عَلَى وَجْدي عَلَيْكَ لَبَاكِ
وَما ذَاكَ مِنْ بُقْيا عَلَيْكَ وَإِنَّما / لِعِشقِ بُكائِي فِيكَ حُبَّ هَلاكي
أَيَا دِمْنَةَ الْلذَّاتِ لازَالَ دائِماً / عَلَيْكِ مِنَ الإِشْراقِ نُورُ بَهاكِ
أَرى الشَّوْقَ يُلْجِيني إِلَيْكِ كَما الْتَجا / إِلى الرِّيِّ مِنْ ماءِ الحَياةِ رُباكِ
مَلَكْتِ قِيادَ الحُسْنِ حَتَّى كأَنَّما / هَوى كلُّ شَيءٍ عَاشِقٍ لِلِقاكِ
أُواصِلُ بِالهِجْرانِ عَنْكِ تَجَلُّداً / وَمَا ذَاكَ إِلا طاعَةً لِهَواكِ
أُحِبُّ بِأَنْ أَحْيا بِوَصْلِكِ ساعَةً / وَلَوْ كانَ فيها مِيتَةٌ بِجَفاكِ
أَرى تَلَفي ما كانَ يُرْضِيكِ في الهَوى / عَلَيَّ يَسِيراً في بُلوغِ رِضاكِ
وَحَقِّ عَذابي إِنَّني بِكِ مُغْرَمٌ / بِإِظْهارِ مَا أُخْفِيهِ حِينَ أَرَاكِ
تُراكِ تَرَيْ مَا بي عَلَيْكِ لأَنَّني / أَرَاكِ بِعَيْنٍ لا تَرى لِسِواكِ
وَما ذاكَ مِنْ حُبِّي بَقائِي وَإِنَّما / أُحِبُّ بِأَنْ أَبْقى بِطُولِ بَقَاكِ
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ السُّخْطِ أَقْمَرَ بِالرِّضا
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ السُّخْطِ أَقْمَرَ بِالرِّضا / فَهَجْرُكَ مَقْرُونٌ بِهِ مِثْلُ وَصْلِكا
كَأَنَّ بَياضَ الفَجْرِ في ظُلْمَةِ الدُّجى / بَياضُ اعْتِذاري في تَلَوُّنِ عَذْلِكا
وَلَيْلٍ كَيَوْمِ البَيْنِ في مِثْلِ طُولِهِ
وَلَيْلٍ كَيَوْمِ البَيْنِ في مِثْلِ طُولِهِ / كَبَسْطَةِ كَفِّي إِذْ حَوتْ قَائِمَ النَّصْلِ
جَلَوْتُ بِهِ عَنْ وَجْهِهِ كلَّ عَارِضٍ / بأَبْيَضَ مِثْلِ البَدْرِ في السِنِّ والشَّكلِ
كأَنَّ المَنايا كُمَّنٌ في لِحاظِهِ / فَهُنَّ إِلى قَبْضِ النُّفوسِ مِنَ الرُّسْلِ
إِذا اشْتَدَّ ما أَلْقى جَلَسْتُ إِزاءهُ
إِذا اشْتَدَّ ما أَلْقى جَلَسْتُ إِزاءهُ / وَنارُ الهَوى قَدْ أُضْرِمَتْ بَيْنَ أَوْصالي
أُقَبِّلُ منْ فِيهِ نَسِيمَ كَلامِهِ / إِذا مَرَّ بي صَفْحاً بِأَفْواهِ آمالي
إِذا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي
إِذا حَارَ رَكْبُ الشَّوْقِ في رَبْعِ لَوْعَتي / جَعَلْتُ لَهُ بَادِي الأَنِينِ دَلِيلا
وَإِنْ عَادَ لَيْلُ العَتْبِ أَقْمَرَ بِالرِّضَا / وَعَوَّضْتَني مِنْهُ الكَثِيرَ قَليلا
فَما بالُ خَيْلِ الغَدْرِ في حَلْبَةِ الوَفَا / تُطرِّقُ لِلبَلوى إِلَيَّ سِبِيلا
سَأَسْتَعْتِبُ الأَيَّامَ فِيكَ لَعَلَّها / تُبَلِّغُني بِالعَتْبِ فِيكَ قَبُولا
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا
أَحَسَّ بِتَرْحالِي فَخافَ مَقَالا / فَأَرْقَدَ عَيْنِي واسْتَزَارَ خَيالا
وَسَاءَلَني عَنْ حَالَتي وَسَأَلْتُهُ / فَكانَ جَوابِي لِلْحَبِيبِ سُؤَالا
وَأَيْقَظَنا رَيْبُ الزَّمانِ لِزَعْمِهِ / بِأَنَّا سَرَقْنا في المَنَامِ وِصَالا
وَلَمَّا غَدا وَرْدُ الخُدُودِ بَنَفْسَجاً
وَلَمَّا غَدا وَرْدُ الخُدُودِ بَنَفْسَجاً / وَرَاحَ عَقِيقُ الخَدِّ في الدَّمْعِ يَنْهَمِي
تَصَدَّتْ لَنا والبَيْنُ عَنَّا يَصُدُّها / بِإِقْبالِ ودٍّ دُونَ إِعْراضِ لُوَّمِ
وَقَدْ حُلِّيَتْ أَجْفانُها مِنْ دُمُوعِها / كَما حُلِّيَتْ لَيْلاً سَمَاءٌ بِأَنْجُمِ
فَقُلْتُ لأَصْحابٍ عَلَيَّ أَعِزَّةٍ / يَعِزُّ عَلَيْنا مَا بِكُمْ مِنْ تَأَلُّمِ
خُذُوا بِدَمي ذَاتَ الوِشَاحِ فَإِنَّني / رَأَيْتُ بِعَيْنِي في أَنامِلِها دَمِي
كَأَنَّ نُجُومَ الليْلِ مِنْ خَوْفِ فَجْرِها
كَأَنَّ نُجُومَ الليْلِ مِنْ خَوْفِ فَجْرِها / وَقَدْ جَدَّ مِنْها لِلْغُرُوبِ عَزائِمُ
جُفُونٌ حَماها الشَّوْقُ أَنْ تَطْعَمَ الكَرى / فَأَعْيُنُها مُسْتَيْقِظَاتٌ نَوائِمُ
وَصَلْتُ أَنِيني فِي الهَوى بِحَنِينِي
وَصَلْتُ أَنِيني فِي الهَوى بِحَنِينِي / وَشَكْوايَ مَا أَلْقى بِضَعْفِ يَقَينِي
وَبَيَّضْتُ بِالْهَجْرِ الطَّويلِ نَوَاظِرِي / وَوَرَّدْتُ مَاءَ الدَّمْعِ بَيْنَ جُفُوني
فَيَا مُلْزِمي ذَنْبَ الدُّمُوعِ الَّتي جَرَتْ / فَأَبْدَتْ مِنَ الأَسْرارِ كلَّ مَصُونِ
أَعِنِّي عَلَى تَأْدِيبِ دَمْعِي فَإِنَّهُ / يَتُوبُ إِذا ما كُنْتَ أَنْتَ مُعِينِي
أُهَوِّنُ مَا أَلْقى وَلَيْسَ يَهُونُ
أُهَوِّنُ مَا أَلْقى وَلَيْسَ يَهُونُ / إِذا لاحَظَتْنِي مِنْ هَوَاكَ عُيونُ
لَئِنْ قَطَعَ الوَاشُونَ مَا كانَ بَيْنَنَا / فَحَظُّكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ
وَإِنْ رُمْتُ كِتْمانَ الهَوى نَطَقَتْ بِهِ / بَوَادِرُ دَمْعٍ سُحْبُهُنَّ جُفُونُ
أَهُونُ إِذا مَا عَزَّ مَنْ أَنا عَبْدُهُ / وَمَا عَزَّ فِيهِ الخَطْبُ لَيْسَ يَهُونُ
يَطُوفُ بِراحٍ رِيحُها وَمَذَاقُها
يَطُوفُ بِراحٍ رِيحُها وَمَذَاقُها / نَسيمُ الصَّبا وَالعَيشُ في زَمَنِ الصِّبا
وَلاحَ هِلالُ الفِطْرِ نِضْواً كأَنَّهُ
وَلاحَ هِلالُ الفِطْرِ نِضْواً كأَنَّهُ / بُدُوُّ غِرَارِ السَّيْفِ مِنْ أَسْفَلِ الغِمْدِ