المجموع : 43
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ الْفَرْدِ يُومِضُ
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ الْفَرْدِ يُومِضُ / يُذَهِّبُ ما بَيْنَ الدُّجى وَيُفَضِّضُ
كَأَنَّ سُلَيْمى مِنْ أَعاليهِ أَشْرَفَتْ / تَمُدُّ لَنا كَفّاً خَضيبا وَتقْبِضُ
إِذا ما تَوالى وَمْضُه نَفَضَ الدُّجَى / لَهُ صَبْغَةُ الْمُسْوَدِّ أَوْ كادَ يَنْفُضُ
أَرِقْتُ لَهُ وَالْقَلْبُ يَهْفو هُفُوَّة / عَلى أَنَّهُ مِنْهُ أَحَرُّ وَأَوْمَضُ
وَبِتُّ أُداري الشَّوْقَ وَالشَّوْقُ مُقْبِلٌ / عَليَّ وَأَدْعُو الصَّبْرَ والصَّبْرُ مُعْرِضُ
وَأَسْتَنْجِدُ الدَّمْعَ الأَبِيَّ عَلى الأَسَى / فَتُنْجِدُني مِنْهُ جَداولُ فُيَّضُ
وَأَعْذِرُ قَلْباً لا يَزالُ يَرُوعُهُ / سَنا النَّارِ مَهْما لاحَ والْبَرْقُ يومِضُ
يَظُنّهُما ثَغْرُ الْحَبيبِ وَخَدُّهُ / فَذا ضاحِكٌ مِنْهُ وَذَا مُتَعَرِّضُ
إِذا بَلَغَتْ مِنْهُ الْخيالاتُ ما أَرى / فَأَنْتَ لِماذا بالشّخوص مُعَرِّضُ
إِلى بَلَغَتْ مِنْهُ الْخيالاتُ ما أَرى / فَأَنْتَ لِماذا بالشُّخوص مُعَرِّضُ
إِلى أَنْ تَفَرَّتْ عَنْ سَنا الصُّبْحِ سُدْقَةٌ / كَما انْشَقَّ عَنْ نِصْحٍ مِنَ المَاءِ عَرْمَضُ
وَنَدَّتْ إِلى الْغَربِ النَّجُومُ مَروعَةً / كَما نَفَرَتْ عِيسٌ مِنَ الَّليْلِ رُكضُ
وَأَدْرَكَها مِنْ فَجْأَةِ الصُّبْح بَهْتَةٌ / فَتَحْسِبُها فيهِ عيوناً تُمَرِّضُ
كأَنَّ الثرَيَّا وَالرَّقيبُ يَحُثُّها / لِجامٌ عَلى رَأْسِ الدُّجى وَهْوَ يَرْكُضُ
وَما تَمْتَري في الْهقْعَةِ الْعَيْنُ إِنَّها / عَلى عاتِقِ الْجَوزاءِ قُرْطٌ مٌفَضَّضُ
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً / لَدَيْكَ وَلا أُثْني عَلَيْكَ تَصَنُّعا
وَلَكِنْ رَأَيْتُ المَدْحَ فيكَ فَريضَةً / عَلَيَّ إِذا كانَ المَديحُ تَطَوُّعا
فَقُمْتُ بِما لَمْ يَخْفَ عَنْكَ مَكانُهُ / مِنَ الْقَوْلِ حَتى ضاقَ مِمَّا تَوَسَّعا
وَلَوْ غَيْرُكَ الْمَوْسُومُ عنَّي بِرِيبَةٍ / لأَعْطَيْتُ مِنْها مُدَّعي الْقَولِ ما ادَّعى
فَلا تَتَخاَلجْكَ الظُّنونُ فَإِنَّها / مَآثِمُ وَاتْرُكْ فِيَّ لِلصُّنْعِ مَوْضِعا
فَوَ اللهِ ما طَوَّلْتُ بِاللَّوْمِ فيكُمُ / لِساناً وَلا عَرَّضْتُ لِلذَّمِّ مِسْمَعا
وَلا مِلْتُ عَنْكُمْ بِالْوِدادِ وَلا انْطَوَتْ / حِبالي وَلا وَلَّى ثَنائي مُوَدِّعا
بَلى ربُمَا أَكْرَمْتُ نَفْسي فَلَمْ تَهُنْ / وَأَجْلَلْتُها عَنْ أَنْ تَذِلُّ وَتَخْضَعا
وَلمْ أَرْضَ بالْحَظِّ الزَّهيدِ وَلمْ أَكُنْ / ثَقيلاً عَلى الإِخْوانِ كَلاًّ مُدَفَّعا
فَبايَنْتُ لا أَنَّ الْعَدَاوَةَ بَايَنَتْ / وقَاطَعَتُ لا أَنَّ الْوَفاءِ تقَطعا
أَلُوذُ بِأَكْنافِ الرَّجاءِ وأَتَّقي / شَماتَ الْعِدا إِنْ لَمْ أَجِد فيكَ مَطْمَعا
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيْفَ استَقَلوا بِهِ ضُحىً
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيْفَ استَقَلوا بِهِ ضُحىً / إلى كَنفٍ مِنْ رَحْمةِ اللهِ واسِعِ
أَمامَ خَميسٍ ماجَ في البرِّ بَحْرُهُ / يَسيرُ كَمَتْنِ اللِّجَّةِ المُتَدافِعِ
إذا ضَرَبَتْ فِيهِ الطبَولُ تَتابَعَتْ / بِهِ عَذَبٌ يَحْكي ارْتِعادَ الأَصابِعِ
تَجاوُبَ نَوْحٍ باتَ يَندُبُ شَجْوهُ / وأَيدى ثَكالى فُوِجئتْ بالْفواجِع
وَأَخرَقَ أَكَّالِ لِلَحْمِ صديقِهِ
وَأَخرَقَ أَكَّالِ لِلَحْمِ صديقِهِ / وَليْسَ لِجاري ريقِهِ بِمسُيغِ
سَكَتُّ لَهُ ضنّاً بِعِرضي فَلم أُجِبْ / وَرُبَّ في السُّكوتِ بَليغ
إِلَيْكَ يُخاضُ الْبَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ
إِلَيْكَ يُخاضُ الْبَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ / بِأَمْواجِهِ جَيْشٌ إِلى الْبَرِّ زَاحِفُ
وَيَبْعثُ خَلْفَ النجْحِ كُلَّ مُنيفَةٍ / تُريكَ يَداها كَيْفَ تُطْوَى التَّنائِفُ
مِنَ المُوجِفاتِ الَّلاءِ يَقْذِفْنَ بِالْحَصى / وَيُرْمى بِهِنَّ المَهْمَهُ المُتَقاذِفُ
يَطيرُ الُّلغامُ الْجَعْدُ عَنْها كأَنَّهُ / مِنَ الْقُطْنِ أَوْ ثَلْجِ الشِّتاءِ نَدائِفُ
وَقد نازَعَتْ فَضلَ الزِّمامِ ابْنَ نَكبْةٍ / هُوَ السَّيْفُ لا ما أَخْلَصَتْهُ المَشارِفُ
فَكَيْفَ تَراني لَوْ أُعِنْتُ على الْغِنَى / بِجَدٍّ وَإِنّي لِلْغِنى لمُشارِفُ
وَقَدْ قَرَّبَ اللهُ المسافَةَ بَيْنَنا / وأَنْجزَني الْوَعْدَ الزَّمانُ المُشارِفُ
وَلَوْلا شَقائي لَمْ أَغِبْ عَنْكَ ساعَةً / ولا رامَ صَرْفي عَنْ جَنابِكَ صارِفُ
وَلَكِنَّنِّي أَخْطَأْتُ رُشْدي فَلَمْ أُصِبْ / وَقَدْ يُخْطىءُ الرُّشُدَ الفَتى وَهْوَ عارِفُ
وَما خَفِيَتْ طُرْقُ المَعالي على امْريءٍ
وَما خَفِيَتْ طُرْقُ المَعالي على امْريءٍ / وَلَكِنَّ هَذاكَ الطَّريقَ مَخوفُ
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي / شَفَةً لَمْ تَذُقْ وَثَغْراً وَريقا
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ / وَقَدْ حَجَبَ الأَغْصانُ شَمْسَ المَشارِقِ
بِهِ زَوجُ رُمَّانٍ يَلوحُ كَأَنَّهُ / قَناديلُ تِبْرٍ مُحْكَماتُ العَلائِقِ
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكاَّنِ صَبرَةَ واحِدٌ
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكاَّنِ صَبرَةَ واحِدٌ / هُوَ النَّاسُ وَالْباقُونَ بَعْدُ فُضولُ
عَزيزٌ لَهُ نصْفانِ ذا في إِزارِهِ / سَمينٌ وَهذا في الْوِشاحِ نَحِيلُ
مَدارُ كُؤُوسِ اللَّحْظِ مِنْهُ مُكَحَّلٌ / وَمَقْطِفُ وَرْدِ الْخَدِّ مِنْهُ أَسِيلُ
نَظَرْتُ إِلى فَحْلِ الإِوَزِّ فَخِلْتُهُ
نَظَرْتُ إِلى فَحْلِ الإِوَزِّ فَخِلْتُهُ / مِنَ الثِّقْلِ في وَحْلٍ وَما هُوَ بالوَحْلِ
يُنَقِّلُ رِجْلَيْهِ على حينِ فَتْرَةٍ / كَمُنْتَعِلٍ لا يُحْسِنُ المَشْيَ في النَّعْلِ
لَهُ عُتُقٌ كالصَّوْلَجانِ وَمِخْطَمٌ / حَكى طَرَفَ العُرْجُونِ مِنْ يانِعِ النَّخْلِ
يُداخِلُهُ زَهْوٌ فَيَلْحَظُ مِنْ عَلٍ / جَوانِبَهُ أَلْحاظَ مُتَّهَمِ الْعَقْلِ
يَضُمُّ جَناحَيْهِ إِلَيْهِ كَما ارْتَدى / رِداءً جَديداً مِنْ بَني الْبَدْوِ ذو الْجَهْلِ
أَصَحُّ وَأَقْوى ما سَمِعْناهُ في النَّدى
أَصَحُّ وَأَقْوى ما سَمِعْناهُ في النَّدى / مِنَ الْخَبَرِ المَأْثُورِ مُنْذُ قَديمِ
أَحاديثُ تَرْويها السُّيُولُ عَنِ الْحَيا / عَنْ البَحْرِ عَنْ كَفِّ الأَمِيرِ تَميمِ
وَقائِلَةٍ ماذا الشحُوبِ وذا الضَّنا
وَقائِلَةٍ ماذا الشحُوبِ وذا الضَّنا / فَقُلْتَ لها قَوْلَ المَشُوقِ المُتيَّمِ
هَواكِ أَتاني وَهُوَ ضَيْفٌ أُعِزُّهُ / فأَطْعَمْتُهُ لَحْمي وأَسْقَيْتُهُ دَمي
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكْنَ خالِياً
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكْنَ خالِياً / وَوَضْعُ فَمي مِنْهُ على مَوْضِعِ الْفَمِ
فأَدْرَكْتُ ما في النَّفْسِ مِنْ غَيْرِ ريبَةٍ / وَقَبَّلْتُهُ إِلاَّ تَحَرُّجَ مُحْرِمِ
وَرُحْتُ بِجِجٍّ كالْجِهادِ لأَنَّني / جَمَعْتُ بِهِ ما يَيْنَ أَجْرٍ وَمَغْنَمِ
أَلا حَبَّذا نَوْرُ الْبَنَفْسَجِ إِذْ بَدا
أَلا حَبَّذا نَوْرُ الْبَنَفْسَجِ إِذْ بَدا / كآثارِ قَرْصٍ في جُسُومٍ نَواعِمِ
فَقُمْ سَقِّني كأْساً عَلَيْهِ كَأَنَّها / نُقوشاً وَلَوْناً مِنْ فُصُوصِ الْخَواتِمِ
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى / بأَنَّ الفَتى لا يَسْتَحِلُّ دَمي ظُلْما
كَما أَقْصَدَ الرَّامي بسَهْمٍ رَميَّةً / فأَثْبَتَ فيها النَّصْلَ وَانْتَزَعَ السَّهْما
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ / فَقَدْ طالَ ما أَشْكُو وَما أَتَبَرَّمُ
فَلَمْ أَرَ مِثْلي بَيْنَ عَيْنَيْهِ جَنَّةٌ / وَبَيْنَ حَشاهُ والتَّراقي جَهَنَّمُ
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً / أَيادي بِيضاً ما لهُنَّ ثَمينُ
جَلاكَ عَلى عَيْنَيَّ عُرْيانَ حاسراً / فَرُحْتُ بِتَطْليقٍ وَأَنْت تَمينُ
وَطَهَّرَ قَلْبي مِنْ هَواكَ بِباردٍ / وسُخْنٍ فَقَرَّ الْجَفْنُ وَهْو سَخينُ
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي / أَخافُ منَ الْجُلاَّسِ أَنْ يَفْطِنوا بِنا
وَقالَ إِذا كَرَّرْتَ لَحْظَكَ دُونَهُمْ / إِليَّ فَما يَخْفى دَليلُ مُريبِنا
فَقُلْتُ بُلِينا بالرَّقيبِ فَقال ما / بُلِينا وَلكِنَّ الرَّقيبَ بُلي بِنا
مُعَتَّقَةٌ يَعْلو الْحَبابُ مُتونَها
مُعَتَّقَةٌ يَعْلو الْحَبابُ مُتونَها / فَتَحْسِبُهُ فيها نَثيرَ جُمانِ
رَأَتْ مِنْ لُجَيْنٍ راحَةً لمِديرِها / فطافَتْ لَهُ مِنْ عَسْجَدٍ بِبنَانِ
إِذا أَقْبَلَتْ أَقْعَتْ وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَبَتْ
إِذا أَقْبَلَتْ أَقْعَتْ وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَبَتْ / وَتَعْرِضُ طُولاً في الْعِنَانِ فَتَسْتَوي
وَكَلَّفْتُ حاجاتي شَبيهَةَ طائِرٍ / إِذا انْتَشَرَتْ ظَلَّتْ لَها الأَرْضُ تَنْطَوي
رَجَوْتُكَ لِلأَمْرِ المُهِمِّ وَفي يَدي / بَقايا أُمَنِّي النَّفْسَ فيها الأَمانِيا
فَساوَفْتَ بي الأَيَّامَ حَتَّى إِذا انْقَضَتْ / أَواخِرُ ما عِنْدي قَطَعْتَ رَجائِيا
وَكُنْتُ كأَنِّي نازِفُ البِئْرِ طالِباً / لأِجْمامِها أَوْ يَرْجِعَ المَاءُ صافيا
فلا هُوَ أَبْقَى ما أَصابَ لِنَفْسِهِ / وَلا هِيَ أَعْطَتْهُ الَّذي في ناظِرَيْهِ