القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ رَشِيق القَيْرَواني الكل
المجموع : 43
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ الْفَرْدِ يُومِضُ
أَرَى بارِقاً بالأَبْرَقِ الْفَرْدِ يُومِضُ / يُذَهِّبُ ما بَيْنَ الدُّجى وَيُفَضِّضُ
كَأَنَّ سُلَيْمى مِنْ أَعاليهِ أَشْرَفَتْ / تَمُدُّ لَنا كَفّاً خَضيبا وَتقْبِضُ
إِذا ما تَوالى وَمْضُه نَفَضَ الدُّجَى / لَهُ صَبْغَةُ الْمُسْوَدِّ أَوْ كادَ يَنْفُضُ
أَرِقْتُ لَهُ وَالْقَلْبُ يَهْفو هُفُوَّة / عَلى أَنَّهُ مِنْهُ أَحَرُّ وَأَوْمَضُ
وَبِتُّ أُداري الشَّوْقَ وَالشَّوْقُ مُقْبِلٌ / عَليَّ وَأَدْعُو الصَّبْرَ والصَّبْرُ مُعْرِضُ
وَأَسْتَنْجِدُ الدَّمْعَ الأَبِيَّ عَلى الأَسَى / فَتُنْجِدُني مِنْهُ جَداولُ فُيَّضُ
وَأَعْذِرُ قَلْباً لا يَزالُ يَرُوعُهُ / سَنا النَّارِ مَهْما لاحَ والْبَرْقُ يومِضُ
يَظُنّهُما ثَغْرُ الْحَبيبِ وَخَدُّهُ / فَذا ضاحِكٌ مِنْهُ وَذَا مُتَعَرِّضُ
إِذا بَلَغَتْ مِنْهُ الْخيالاتُ ما أَرى / فَأَنْتَ لِماذا بالشّخوص مُعَرِّضُ
إِلى بَلَغَتْ مِنْهُ الْخيالاتُ ما أَرى / فَأَنْتَ لِماذا بالشُّخوص مُعَرِّضُ
إِلى أَنْ تَفَرَّتْ عَنْ سَنا الصُّبْحِ سُدْقَةٌ / كَما انْشَقَّ عَنْ نِصْحٍ مِنَ المَاءِ عَرْمَضُ
وَنَدَّتْ إِلى الْغَربِ النَّجُومُ مَروعَةً / كَما نَفَرَتْ عِيسٌ مِنَ الَّليْلِ رُكضُ
وَأَدْرَكَها مِنْ فَجْأَةِ الصُّبْح بَهْتَةٌ / فَتَحْسِبُها فيهِ عيوناً تُمَرِّضُ
كأَنَّ الثرَيَّا وَالرَّقيبُ يَحُثُّها / لِجامٌ عَلى رَأْسِ الدُّجى وَهْوَ يَرْكُضُ
وَما تَمْتَري في الْهقْعَةِ الْعَيْنُ إِنَّها / عَلى عاتِقِ الْجَوزاءِ قُرْطٌ مٌفَضَّضُ
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً
وَقَدْ كُنْتُ لا آتي إِليْكَ مُخاتلاً / لَدَيْكَ وَلا أُثْني عَلَيْكَ تَصَنُّعا
وَلَكِنْ رَأَيْتُ المَدْحَ فيكَ فَريضَةً / عَلَيَّ إِذا كانَ المَديحُ تَطَوُّعا
فَقُمْتُ بِما لَمْ يَخْفَ عَنْكَ مَكانُهُ / مِنَ الْقَوْلِ حَتى ضاقَ مِمَّا تَوَسَّعا
وَلَوْ غَيْرُكَ الْمَوْسُومُ عنَّي بِرِيبَةٍ / لأَعْطَيْتُ مِنْها مُدَّعي الْقَولِ ما ادَّعى
فَلا تَتَخاَلجْكَ الظُّنونُ فَإِنَّها / مَآثِمُ وَاتْرُكْ فِيَّ لِلصُّنْعِ مَوْضِعا
فَوَ اللهِ ما طَوَّلْتُ بِاللَّوْمِ فيكُمُ / لِساناً وَلا عَرَّضْتُ لِلذَّمِّ مِسْمَعا
وَلا مِلْتُ عَنْكُمْ بِالْوِدادِ وَلا انْطَوَتْ / حِبالي وَلا وَلَّى ثَنائي مُوَدِّعا
بَلى ربُمَا أَكْرَمْتُ نَفْسي فَلَمْ تَهُنْ / وَأَجْلَلْتُها عَنْ أَنْ تَذِلُّ وَتَخْضَعا
وَلمْ أَرْضَ بالْحَظِّ الزَّهيدِ وَلمْ أَكُنْ / ثَقيلاً عَلى الإِخْوانِ كَلاًّ مُدَفَّعا
فَبايَنْتُ لا أَنَّ الْعَدَاوَةَ بَايَنَتْ / وقَاطَعَتُ لا أَنَّ الْوَفاءِ تقَطعا
أَلُوذُ بِأَكْنافِ الرَّجاءِ وأَتَّقي / شَماتَ الْعِدا إِنْ لَمْ أَجِد فيكَ مَطْمَعا
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيْفَ استَقَلوا بِهِ ضُحىً
أَلَمْ تَرَهُمْ كَيْفَ استَقَلوا بِهِ ضُحىً / إلى كَنفٍ مِنْ رَحْمةِ اللهِ واسِعِ
أَمامَ خَميسٍ ماجَ في البرِّ بَحْرُهُ / يَسيرُ كَمَتْنِ اللِّجَّةِ المُتَدافِعِ
إذا ضَرَبَتْ فِيهِ الطبَولُ تَتابَعَتْ / بِهِ عَذَبٌ يَحْكي ارْتِعادَ الأَصابِعِ
تَجاوُبَ نَوْحٍ باتَ يَندُبُ شَجْوهُ / وأَيدى ثَكالى فُوِجئتْ بالْفواجِع
وَأَخرَقَ أَكَّالِ لِلَحْمِ صديقِهِ
وَأَخرَقَ أَكَّالِ لِلَحْمِ صديقِهِ / وَليْسَ لِجاري ريقِهِ بِمسُيغِ
سَكَتُّ لَهُ ضنّاً بِعِرضي فَلم أُجِبْ / وَرُبَّ في السُّكوتِ بَليغ
إِلَيْكَ يُخاضُ الْبَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ
إِلَيْكَ يُخاضُ الْبَحْرُ فَعماً كَأَنَّهُ / بِأَمْواجِهِ جَيْشٌ إِلى الْبَرِّ زَاحِفُ
وَيَبْعثُ خَلْفَ النجْحِ كُلَّ مُنيفَةٍ / تُريكَ يَداها كَيْفَ تُطْوَى التَّنائِفُ
مِنَ المُوجِفاتِ الَّلاءِ يَقْذِفْنَ بِالْحَصى / وَيُرْمى بِهِنَّ المَهْمَهُ المُتَقاذِفُ
يَطيرُ الُّلغامُ الْجَعْدُ عَنْها كأَنَّهُ / مِنَ الْقُطْنِ أَوْ ثَلْجِ الشِّتاءِ نَدائِفُ
وَقد نازَعَتْ فَضلَ الزِّمامِ ابْنَ نَكبْةٍ / هُوَ السَّيْفُ لا ما أَخْلَصَتْهُ المَشارِفُ
فَكَيْفَ تَراني لَوْ أُعِنْتُ على الْغِنَى / بِجَدٍّ وَإِنّي لِلْغِنى لمُشارِفُ
وَقَدْ قَرَّبَ اللهُ المسافَةَ بَيْنَنا / وأَنْجزَني الْوَعْدَ الزَّمانُ المُشارِفُ
وَلَوْلا شَقائي لَمْ أَغِبْ عَنْكَ ساعَةً / ولا رامَ صَرْفي عَنْ جَنابِكَ صارِفُ
وَلَكِنَّنِّي أَخْطَأْتُ رُشْدي فَلَمْ أُصِبْ / وَقَدْ يُخْطىءُ الرُّشُدَ الفَتى وَهْوَ عارِفُ
وَما خَفِيَتْ طُرْقُ المَعالي على امْريءٍ
وَما خَفِيَتْ طُرْقُ المَعالي على امْريءٍ / وَلَكِنَّ هَذاكَ الطَّريقَ مَخوفُ
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي
بِكُؤُوسٍ حَكَيْنَ مِنْ شَفِّ قَلْبي / شَفَةً لَمْ تَذُقْ وَثَغْراً وَريقا
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ
نَظَرتُ إِلى البُستانِ أَحْسَنَ مَنْظَرٍ / وَقَدْ حَجَبَ الأَغْصانُ شَمْسَ المَشارِقِ
بِهِ زَوجُ رُمَّانٍ يَلوحُ كَأَنَّهُ / قَناديلُ تِبْرٍ مُحْكَماتُ العَلائِقِ
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكاَّنِ صَبرَةَ واحِدٌ
بِنَفْسِيَ مِنْ سُكاَّنِ صَبرَةَ واحِدٌ / هُوَ النَّاسُ وَالْباقُونَ بَعْدُ فُضولُ
عَزيزٌ لَهُ نصْفانِ ذا في إِزارِهِ / سَمينٌ وَهذا في الْوِشاحِ نَحِيلُ
مَدارُ كُؤُوسِ اللَّحْظِ مِنْهُ مُكَحَّلٌ / وَمَقْطِفُ وَرْدِ الْخَدِّ مِنْهُ أَسِيلُ
نَظَرْتُ إِلى فَحْلِ الإِوَزِّ فَخِلْتُهُ
نَظَرْتُ إِلى فَحْلِ الإِوَزِّ فَخِلْتُهُ / مِنَ الثِّقْلِ في وَحْلٍ وَما هُوَ بالوَحْلِ
يُنَقِّلُ رِجْلَيْهِ على حينِ فَتْرَةٍ / كَمُنْتَعِلٍ لا يُحْسِنُ المَشْيَ في النَّعْلِ
لَهُ عُتُقٌ كالصَّوْلَجانِ وَمِخْطَمٌ / حَكى طَرَفَ العُرْجُونِ مِنْ يانِعِ النَّخْلِ
يُداخِلُهُ زَهْوٌ فَيَلْحَظُ مِنْ عَلٍ / جَوانِبَهُ أَلْحاظَ مُتَّهَمِ الْعَقْلِ
يَضُمُّ جَناحَيْهِ إِلَيْهِ كَما ارْتَدى / رِداءً جَديداً مِنْ بَني الْبَدْوِ ذو الْجَهْلِ
أَصَحُّ وَأَقْوى ما سَمِعْناهُ في النَّدى
أَصَحُّ وَأَقْوى ما سَمِعْناهُ في النَّدى / مِنَ الْخَبَرِ المَأْثُورِ مُنْذُ قَديمِ
أَحاديثُ تَرْويها السُّيُولُ عَنِ الْحَيا / عَنْ البَحْرِ عَنْ كَفِّ الأَمِيرِ تَميمِ
وَقائِلَةٍ ماذا الشحُوبِ وذا الضَّنا
وَقائِلَةٍ ماذا الشحُوبِ وذا الضَّنا / فَقُلْتَ لها قَوْلَ المَشُوقِ المُتيَّمِ
هَواكِ أَتاني وَهُوَ ضَيْفٌ أُعِزُّهُ / فأَطْعَمْتُهُ لَحْمي وأَسْقَيْتُهُ دَمي
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكْنَ خالِياً
وَلَمْ أنْسَهُ إِذْ قَبَّلَ الرُّكْنَ خالِياً / وَوَضْعُ فَمي مِنْهُ على مَوْضِعِ الْفَمِ
فأَدْرَكْتُ ما في النَّفْسِ مِنْ غَيْرِ ريبَةٍ / وَقَبَّلْتُهُ إِلاَّ تَحَرُّجَ مُحْرِمِ
وَرُحْتُ بِجِجٍّ كالْجِهادِ لأَنَّني / جَمَعْتُ بِهِ ما يَيْنَ أَجْرٍ وَمَغْنَمِ
أَلا حَبَّذا نَوْرُ الْبَنَفْسَجِ إِذْ بَدا
أَلا حَبَّذا نَوْرُ الْبَنَفْسَجِ إِذْ بَدا / كآثارِ قَرْصٍ في جُسُومٍ نَواعِمِ
فَقُمْ سَقِّني كأْساً عَلَيْهِ كَأَنَّها / نُقوشاً وَلَوْناً مِنْ فُصُوصِ الْخَواتِمِ
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى
رَماني فأَصْماني وَأَعْرَضَ كَيْ أَرى / بأَنَّ الفَتى لا يَسْتَحِلُّ دَمي ظُلْما
كَما أَقْصَدَ الرَّامي بسَهْمٍ رَميَّةً / فأَثْبَتَ فيها النَّصْلَ وَانْتَزَعَ السَّهْما
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ
أَلا ساعَةٌ يَمْحو بِها الدَّهْرُ ذَنْبِهُ / فَقَدْ طالَ ما أَشْكُو وَما أَتَبَرَّمُ
فَلَمْ أَرَ مِثْلي بَيْنَ عَيْنَيْهِ جَنَّةٌ / وَبَيْنَ حَشاهُ والتَّراقي جَهَنَّمُ
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً
سأشْكُرُ لِلْحَمَّامِ بَدْءاً وَعَوْدَةً / أَيادي بِيضاً ما لهُنَّ ثَمينُ
جَلاكَ عَلى عَيْنَيَّ عُرْيانَ حاسراً / فَرُحْتُ بِتَطْليقٍ وَأَنْت تَمينُ
وَطَهَّرَ قَلْبي مِنْ هَواكَ بِباردٍ / وسُخْنٍ فَقَرَّ الْجَفْنُ وَهْو سَخينُ
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي
تأَذَّى بِلَحْظي مَنْ أُحِبُّ وَقالَ لي / أَخافُ منَ الْجُلاَّسِ أَنْ يَفْطِنوا بِنا
وَقالَ إِذا كَرَّرْتَ لَحْظَكَ دُونَهُمْ / إِليَّ فَما يَخْفى دَليلُ مُريبِنا
فَقُلْتُ بُلِينا بالرَّقيبِ فَقال ما / بُلِينا وَلكِنَّ الرَّقيبَ بُلي بِنا
مُعَتَّقَةٌ يَعْلو الْحَبابُ مُتونَها
مُعَتَّقَةٌ يَعْلو الْحَبابُ مُتونَها / فَتَحْسِبُهُ فيها نَثيرَ جُمانِ
رَأَتْ مِنْ لُجَيْنٍ راحَةً لمِديرِها / فطافَتْ لَهُ مِنْ عَسْجَدٍ بِبنَانِ
إِذا أَقْبَلَتْ أَقْعَتْ وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَبَتْ
إِذا أَقْبَلَتْ أَقْعَتْ وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَبَتْ / وَتَعْرِضُ طُولاً في الْعِنَانِ فَتَسْتَوي
وَكَلَّفْتُ حاجاتي شَبيهَةَ طائِرٍ / إِذا انْتَشَرَتْ ظَلَّتْ لَها الأَرْضُ تَنْطَوي
رَجَوْتُكَ لِلأَمْرِ المُهِمِّ وَفي يَدي / بَقايا أُمَنِّي النَّفْسَ فيها الأَمانِيا
فَساوَفْتَ بي الأَيَّامَ حَتَّى إِذا انْقَضَتْ / أَواخِرُ ما عِنْدي قَطَعْتَ رَجائِيا
وَكُنْتُ كأَنِّي نازِفُ البِئْرِ طالِباً / لأِجْمامِها أَوْ يَرْجِعَ المَاءُ صافيا
فلا هُوَ أَبْقَى ما أَصابَ لِنَفْسِهِ / وَلا هِيَ أَعْطَتْهُ الَّذي في ناظِرَيْهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025