المجموع : 39
وَبُتُّ أُراعي كَوكَباً بَعدَ كَوكَب
وَبُتُّ أُراعي كَوكَباً بَعدَ كَوكَب / أَوان أَفول حائن وَطُلوع
إِذا سِرنَ سَيراً وَحداً خَلف بَع / ضِها إِلى بَعضِها مَشدودة بِنسوع
كَأَنَّ موشي الجَوِّ عِندَ اِكتِمالِها / جُلود أَفاع أَو نَسيج دُروع
كَأَنَّ اِكتِتام المُشتَري في سَحابَةٍ / وَديعَةً سرٍ في ضَمير مُذيع
كَأَنَّ سُهَيلاً وَالنُجوم أَمامَهُ / يُعارِضها راعٍ وَراءَ قَطيع
إِذا قامَ مِن مَرماتِهِ قُلت راهب / أَطالَ اِنتِصاباً بَعد طُلوع رُكوع
وَقَد لاحَت الشعرى العَبور كَأَنَّها / تَقلب طَرف بِالدُموع هموع
وَأَصبَحَت الجَوزاء في أُفق غَربِها / تَميل كَنشوان هُناك صَريع
وَراحَت تَمُدُّ الباع حَتّى كَأَنَّما / يُقال لَها قيسي السَماء وَبوعي
إِلى أَن أَجابَ اللَيل داعي صُبحِهِ / وَكانَ يُنادي مِنهُ غَير سَميع
كَأَنَّ اِنتِصار البَدر مِن تَحت غَيمَةٍ
كَأَنَّ اِنتِصار البَدر مِن تَحت غَيمَةٍ / نَجاة مِن البَأساءِ بَعدَ وُقوع
فَما مُدَّ واديكُم وَلانَ أَديمُهُ
فَما مُدَّ واديكُم وَلانَ أَديمُهُ / وَلَكِنَّني أَمدَدتُهُ بِدُموعي
كَأَنَّ اِنجِلاءَ اللَيل عَن وَجهِ صُبحِهِ
كَأَنَّ اِنجِلاءَ اللَيل عَن وَجهِ صُبحِهِ / نُصولُ خِضاب كانَ ستر نصوع
شموس مِن الآداب تَطلع في الدُجى
شموس مِن الآداب تَطلع في الدُجى / وَتُلقي عَلى أُفق الضَمير شُعاعَها
مَعانٍ تَوافَت في ضَمير كَأَنَّها / أَمانيُّ قَد صادَفَت مِنها اِجتِماعَها
يَسيلُ عَلى صَدر المَنارة بزرها
يَسيلُ عَلى صَدر المَنارة بزرها / كَمثل لُعاب حينَ سالَ بِهِ أَنف
وَفي خَمسة مني حَلَت منكَ خَمسة
وَفي خَمسة مني حَلَت منكَ خَمسة / فَريقك مِنها في فَمي الطَيب الرَشف
وَوَجهك في عَيني وَلَمسك في يَدي / وَنُطقك في سَمعي وَعرفك في أَنفي
لَقَد سَرّني إِن الصِيانة وَفَرَت
لَقَد سَرّني إِن الصِيانة وَفَرَت / عَلَيكَ بِعَزل كانَ فيهِ رِضاكا
وَلَيلِ أَرى الجَوزاء فيهِ مُطلة
وَلَيلِ أَرى الجَوزاء فيهِ مُطلة / عَليَّ تُحاكي شَخص نشوان مائل
وَقَد أَتلَعت مِنها نُجوم وَشاحها / كَأَنَّ سَناها فِضَةٌ مِن حَمائل
كَأَنَّ الثُرَيا لُؤلؤ مُتَراصف
كَأَنَّ الثُرَيا لُؤلؤ مُتَراصف / يُرى أَبَداً حليا لِظَلماء عاطِلِ
تَعالينَ عَن وَصف فَلَست بِذاكر
تَعالينَ عَن وَصف فَلَست بِذاكر / كَأَنَّ لَدى تَشبيهها وَكَأَنَّما
تَأَمل نَحولي وَالهِلال إِذا بَدا
تَأَمل نَحولي وَالهِلال إِذا بَدا / لِليلَتِهِ في أُفقه أَينا أَضنى
عَلى أَنَّهُ يَزداد في كُلِ لَيلة / نُمُوَاً وَإِنّي بِالضَنى دائِماً أفنى
أَرى زلتي كُفراً فَهَل لي تَوبَةٌ
أَرى زلتي كُفراً فَهَل لي تَوبَةٌ / وَكَم كافر بِاللَه راجَ لِغُفرانِهِ
فَإِن كُنتَ في الكُفر الَّذي جئت / مُكرَهاً فَما زالَ قَلبي مُطمَئناً بِإِيمانه
كانَ اِخضِرار البَحر صرح مَمرد
كانَ اِخضِرار البَحر صرح مَمرد / وَفيهِ لآلٍ لَم تَشن بِثُقوب
كانَ سَواد اللَيل في ضوء صُبحه / سَواد شَباب في بَياض مَشيب
كَأَنَّ الَّتي حَول المَجَرة أَورَدَت
كَأَنَّ الَّتي حَول المَجَرة أَورَدَت / لَتَكرع في ماءٍ هُناكَ صَبيب
خَليلي إِني لِلثُريا لحاسد
خَليلي إِني لِلثُريا لحاسد / وَإِني عَلى رَيب الزَمان لَواجد
أَيَبقى جَميعاً شَملها وَهِيَ سَبعة / وَأَفقَد مَن أَحببتُهُ وَهُوَ واحد
كَأَنَّ نُجوم اللَيل سارَت نَهارَها
كَأَنَّ نُجوم اللَيل سارَت نَهارَها / وَوافقت عَشاءاً وَهِيَ أَنضاء أَسفار
فخيمنَ حَتّى تَستَريح ركابها / فَلا فلك جارٍ وَلا كَوكَب سار
محرمة أَكفال خَيلي عَلى القَنا
محرمة أَكفال خَيلي عَلى القَنا / وَدامية لباتها وَنُحورَها
حَرام عَلى أَرماحِنا طَعن مُدبِر / وَتُندق مِنها في الصُدور صدورها
حَسود مَريض القَلب يَخفي أَنينه
حَسود مَريض القَلب يَخفي أَنينه / وَيُضحى كَئيب البال عِندي حَزينه
يَلوم عَلي إِن رُحت في العلم راغِباً / أَجمِّع مِن عِند الرُواة فُنونه
وَأَملك أَبكار الكَلام وَعَونه / وَاِحفَظ مِما أَستَفيد عُيونه
وَيَزعم إِن العلم لا يَجلب الغِنى / وَيُحسن بِالجَهل الذَميم ظُنونه
فَيا لائِمي دَعني أُغالي بِقيمَتي / فَقيمة كُل الناس مِما يحسِنونه
إِذا عُدَّ الناس لَم أَكُ دونَهُ / وَكُنتُ أَرى الفَخر المُسوِّدَ دونَه
إِذا ما رَأى الراؤون نَطقي وَعيَّه / رأَوا حَرَكاتي قَد هَتَكنَ سُكونه
وَما ثُمَّ ريب في حَياتي وَمَوته / فَأَعجَب بِمَيت كَيفَ لا يَدفنونَه
أَبى اللَه لي مِن صُنعهِ أَن يَكونَني / إِذا ما ذَكرنا فَخرنا وَأَكونَه