المجموع : 53
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ / وَسَعيُك عِندي لا يُضاف إِلى ذَنبِ
واِعزِزْ عَلَينا أَن تُصيبَكَ وِحشَةٌ / وَأنسُك ما تدريه فيكَ مِنَ الحُبِّ
فَدَع عَنكَ سُوءَ الظَنّ بي وَتَعدَّهُ / إِلى غَيره فَهوَ المُمَكّن في القَلبِ
قَريضُك قَد أَبدى تَوَحَّشَ جانِبٍ / فَراجَعتُ تأنيساً وَعِلمُكَ بي حَسبي
تكلفته أَبغي بِهِ لَكَ سَلوَةً / وَكَيفَ يُعاني الشعرُ مُشترك اللبِّ
تَغَيَّرَ لي فيمَن تَغَيّر حارِثُ
تَغَيَّرَ لي فيمَن تَغَيّر حارِثُ / وَرُبَّ خَليلٍ غيرَتهُ الحَوادِثُ
أَحارِثُ إِن شوركتُ فيكَ فَطالَما / نِعمنا وَما بَيني وَبَينَك ثالِثُ
أَبى الدَهرُ أَن يَقنى الحَياءَ ويندما
أَبى الدَهرُ أَن يَقنى الحَياءَ ويندما / وَأن يَمحوَ الذَنبَ الَّذي كانَ قَدَّما
وَأَن يَتَلَقّى وَجهُ عَتبيَ وَجهُهُ / بِعُذرٍ يُغشِّي صَفحَتَيهِ التَذَمُما
سَتَعلَمُ بَعدي مَن تَكونُ سُيوفُهُ / إِلى كُلِّ صَعبٍ من مراقِيكَ سُلّما
سَتَرجِعُ إِن حاوَلتَ دونيَ فَتكَةً / بِأخجَلَ مِنهُ المُبارز أَحجَما
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ / سَأَبكي وَأَبكي ما تَطاوَل مِن عُمري
نَرى زُهرَها في مأتمٍ كُلَّ لَيلَةٍ / يُخَمّشنَ لَهَفاً وَسطَهُ صَفحَةَ البَدرِ
يَنُحنَ عَلى نَجمَين أَثكَلنَ ذا وَذا / وَيا صَبرُ ما لِلقَلبِ في الصَبر مِن عُذرِ
مَدى الدهر فَليَبكِ الغَمام مُصابَهُ / بِصنوَيهِ يُعذَر في البُكاءِ مَدى الدهرِ
بِعَينِ سَحابٍ وَاِكِفٍ قَطر دَمعها / عَلى كُلّ قَبرٍ حَلَّ فيهِ أَخو القَطرِ
وَبرقٌ ذَكيُّ النارِ حَتّى كَأَنَّما / يُسَعَّرُ مِمّا في فُؤادي مِنَ الجَمرِ
هَوى الكَوكَبانِ الفَتحُ ثُمَّ شَقيقُهُ / يَزيدُ فَهَل بَعدَ الكَواكِب مِن صَبرِ
أَفَتحٌ لَقَد فَتَّحتَ لي بابَ رَحمَةٍ / كَما بِيَزيدِ اللَهُ قَد زادَ في أَجري
هَوى بِكُما المِقدارُ عَنّي وَلَم أَمُت / وَأدعى وَفيّا قَد نَكَصتُ إِلى الغَدرِ
تَوَلَيتُما وَالسنُّ بَعدُ صَغيرَةٌ / وَلَم تَلبثِ الأَيّامُ أَن صَغَّرت قَدري
تَوَلَيتُما حينَ اِنتَهَت بِكُما العُلى / إِلى غايَةٍ كُلٌّ إِلى غايَةٍ يَجري
فَلَو عُدتَما لاخترتُما العودَ في الثَرى / إِذا أَنتُما أَبصَرتُمانيَ في الأَسرِ
يُعيدُ عَلى سَمعي الحَديدُ نَشيدَهُ / ثَقيلاً فَتَبكي العَينُ بالجسّ وَالنَقرِ
مَعي الأَخَوات الهالِكات عَلَيكُما / وَأمّكما الثَكلى المُضَرّمة الصَدرِ
تُذَلِلُها الذِكرى فَتَفزَعُ لِلبُكا / وَتَصبر في الأَحيان شُحّاً عَلى الأَجرِ
فَتَبكي بِدَمعٍ لَيسَ للقطرِ مِثلُهُ / وَتَزجُرُها التَقوى فَتُصغي إِلى الزَجرِ
أَبا خالِدٍ أَورَثتَني البَثَّ خالِداً / أَبا النَصرِ مُذ وُدّعتَ وَدَّعني نَصري
وَقَبلكُما ما أَودَعَ القَلبَ حَسرَةً / تُجَدّدُ طولَ الدَهرِ ثكلُ أَبي عَمرِو
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ / مَساءً وَقَد أَخنى عَلى إِلفها الدَهرُ
بَكَت لَم تُرِق دَمعاً وَأَسبلتُ عَبرَةً / يُقصّرُ عَنها القطر مَهما هَما القطرُ
وَناحَت فَباحَت وَاِستَراحَت بِسرّها / وَما نَطقَت حَرفاً يَبوحُ بِهِ سِرُّ
فَماليَ لا أَبكي أَمِ القَلبُ صَخرَةٌ / وَكَم صَخرَةٍ في الأَرضِ يَجري بِها نَهرُ
بَكَت واحِداً لَم يُشجِها غَيرُ فَقدِهِ / وَأَبكِي لألّافٍ عديدهُمُ كُثرُ
بُنيٌّ صَغيرٌ أَو خَليلٌ مُوافِقٌ / يُمزّقُ ذا قَفرٌ وَيُغرِقُ ذا بَحرُ
وَنجمان زَينٌ لِلزَمان اِحتواهما / بِقُرطبةَ النكداء أَو رُندَةَ القَبرُ
عُذرتُ إِذاً إِن ضَنَّ جِفني بِقَطرَةٍ / وَإِن لؤُمَت نَفسي فَصاحِبُها الصَبرُ
فَقل لِلنُجومِ الزهرِ تبكيهِما معي / لِمِثلِهِما فلتَحزَنِ الأَنجُمُ الزهرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ / سَيَبكي عَلَيهِ مِنبَرٌ وَسَريرٌ
وَتَندُبُهُ البيضُ الصَوارِمُ وَالقَنا / وَينهلُّ دَمعٌ بينَهُنَّ غَزيرُ
سَبكيهِ في زاهيه وَالزاهرُ النَدى / وَطُلاّبُهُ وَالعَرفُ ثَمَّ نَكيرُ
إِذا قيلَ في أَغماتَ قد ماتَ جودُهُ / فَما يُرتَجى لِلجودِ بَعدُ نُشورُ
مَضى زَمَنٌ وَالمُلكُ مُستأنِسٌ بِهِ / وَأَصبَحَ مِنهُ اليَوم وَهوَ نَفورُ
بِرأيٍ مِن الدهرِ المُضلِل فاسِدٍ / مَتى صَلُحَت لِلصالِحينَ دُهورُ
أَذَلَّ بَني ماءِ السَماءِ زَمانُهُم / وَذُلُّ بَني ماءِ السَماء كَبيرُ
فَما ماؤُها إِلّا بُكاءً عَلَيهِمُ / يَفيضُ عَلى الأَكبادِ مِنهُ بُحورُ
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتنّ لَيلَةً / أَمامي وَخَلفي رَوضَةٌ وَغَديرُ
بِمُنبَتَةِ الزَيتونِ مورثةُ العُلى / يُغَنّي حَمامٌ أَو تَرِنُّ طُيورُ
بِزاهِرِها السامي الذُرَى جادَهُ الحَيا / تُشيرُ الثُرَيّا نَحوَنا وَنُشيرُ
وَيلحُظُنا الزاهي وَسعدُ سعودِهِ / غيورَينِ وَالصَبُّ المُحِبُّ غَيورُ
تُراهُ عَسيراً أَو يَسيراً مَنالُهُ / إِلّا كُلّ ما شاءَ الإِلَهُ يَسيرُ
قَضى اللَهُ في حِمصَ الحِمامَ وَبُعثِرَت / هُنالِكَ مِنّا لِلنُشور قُبورُ
حُجِبْتَ فَلا وَاللَه ماذاكَ عَن أَمري
حُجِبْتَ فَلا وَاللَه ماذاكَ عَن أَمري / فاِصغ فَدَتكَ النَفسُ سمعا إِلى
فَما صارَ إِخلال /
وَلَكِنَّهُ لَمّا أَحالَت مَحاسِني / يَدُ الدَهرِ شُلَّت عنكَ دأباً يدُ الدَهرِ
عُدمتُ مِنَ الخُدّامِ كُلّ مُهَذّبٍ / أَشيرُ إِلَيهِ بِالخَفيِّ مِن الأَمرِ
وَلَم يَبقَ إِلّا كُلُّ أَدكَنَ أَلكَنٍ / فَلا آذِنٌ في
حِمارٌ إِذا يَمشي وَنَسرٌ مُحَلِّقٌ / إِذا طارَ بُعداً لِلحَميرِ وَلِلنِسرِ
وَلَيسَ بِمُحتاجٍ أَتاناً حِمارُهُم / وَلا نسرُهُم مِمّا يَحِنُّ إِلى وَكرِ
وَهَل كُنتُ إِلّا البارِدَ العَذبَ إِنَّما / بِهِ يَشتَفي الضَمآنُ مِن غُلَةِ الصَدرِ
وَلَو كُنتُ مِمَّن يَشربِ الخَمر كُنتَها / إِذا نَزَعَت نَفسي إِلى لَذَّةِ الخَمرِ
وَأَنتَ ابنُ حمديس الَّذي كُنتَ مُهديا / لَنا السحرُ إِن لَم نأتِ في زَمَنِ السحرِ
كَلامُكَ حُرٌّ وَالكَلامُ غُلامُ
كَلامُكَ حُرٌّ وَالكَلامُ غُلامُ / وَسِحرٌ وَلَكِن لَيسَ فيهِ حَرامُ
وَدُرٌّ وَلَكِن بَينَ جنبيكَ بَحرهُ / وَزَهرٌ وَلَكِن الفُؤادَ كِمامُ
وَبَعدُ فإِن وَدَّعتَني بخَداعَةٍ / فَحَقّيَ أَن يَجني عَلَيهِ السَلامُ
أَعنِّي عَلى نَفسي بِتَزويد أَسهلي / بَلى وَقُل فَلا شَيء عَلَيك حَرامُ
فدونكَهُ إِذ لَم أَجِد ليَ حيلَةً / وَقَلبيَ فاِعلَم في الطَعامِ طَعامُ
فَهَنَّئتَهُ زاداً وَفي الصَدر وَقدَةٌ / وَلِلصَبر مِن دونِ الفُؤادِ غَرامُ
لَقَد كانَ فألٌ مِن سمائِكَ مؤنسٌ / فَقَد عادَ ضدّا وَالعَراءُ رمامُ
تَحَلَّيتَ بِالداني وَأَنتَ مُباعِدٌ / فَيا طيبَ بَدءٍلَو تَلاهُ تَمامُ
وَيا عَجَباً حَتّى السِماتُ تخونني / وَحَتّى اِنتِباهي للصّديقِ مَنامُ
أَضاءَ لَنا أَغمات قُربُك بُرهَةً / وَعادَ بِها حين اِرتَحلتَ ظَلامُ
تَسيرُ إِلى أَرضٍ بِها كُنتَ مُضغةً / وَفيها اِكتَسَت باللَحمِ منك عِظامُ
وَأَبقى أَسامُ الذلَّ في أَرضِ غُربَةٍ / وَما كُنتُ لَولا الغَدر ذاكَ أُسامُ
فَبُلِّغتُها في ظلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ / وَسُنّيَ لي مِمّا يعوقُ سَلامُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ / بِساقيَّ مِنها في السُجون حُجولُ
وَكُنّا إِذا حانَت لِحَربٍ فَريضَةٌ / وَنادَت بِأَوقاتِ الصَلاة طُبولُ
شَهِدنا فَكَبَّرنا فَظَلَّت سُيوفُنا / تُصَلّي بِهاماتِ العِدى فَتُطيلُ
سُجودٌ عَلى إِثرِ الرُكوعِ مُتابَعٌ / هُناكَ بِأَرواحِ الكُماةِ تَسيلُ
تَعَطَّفَ في ساقي تَعطُّفَ ارقَمِ
تَعَطَّفَ في ساقي تَعطُّفَ ارقَمِ / يُساوِرُها عَضّا بِأَنيابِ ضَيغَمِ
إِلَيكَ فَلَو كانَت قُيودُكَ أَسعَرت / تَضَرّم مِنها كُلُّ كَفٍّ وَمِعصَمِ
وَإِنّيَ مَن كانَ الرِجالُ بِسَبيهِ / وَمَن سَيفهِ في جَنَةٍ أَو جَهَنمِ
تُؤَمِّلُ لِلنَّفسِ الشَجِيَّةِ فَرحَةً
تُؤَمِّلُ لِلنَّفسِ الشَجِيَّةِ فَرحَةً / وَتأبى الخُطوبُ السودُ إِلّا تَماديا
لَياليكَ في زاهيكَ أَصفى صَحِبتُها / كَما صَحبَت قَبلي المُلوكُ اللَياليا
نَعيمٌ وَبؤسٌ ذا لِذَلِكَ ناسِخٌ / وَبعدَهُما نَسخُ المَنايا الأَمانيا
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ / لَقَد آنَ أَن يَفنى وَيَفنى بِهِ الخَدُّ
هَبُوا دَعوَةً يا آلَ فاسٍ لِمُبتَلٍ / بِما مِنهُ قَد عافاكُمُ الصَمَدُ الفَردُ
تَخَلَّصتُمُ مِن سجنِ أَغماتَ وَالتَوَت / عَلَيَّ قُيودٌ لَم يَحِن فَكَّها بَعدُ
من الدُهمِ أَمّا خلقُها فأساوِدٌ / تَلَوّى وَأَمّا الأَيدُ وَالبَطشُ فالأَسَدُ
فهُنِّئتُمُ النُعمى وَدامَت لِكُلّكُمُ / سَعادَتُهُ إِن كانَ خانَني سَعدُ
خَرَجتُم جَماعاتٍ وَخُلِّفتُ واحِداً / وَلِلَّه في أَمري وَأَمركمُ الحَمدُ
قَضى وَطراً مِن أَهلِهِ كُلُّ نازِحِ
قَضى وَطراً مِن أَهلِهِ كُلُّ نازِحِ / وَكَرَّ يُداوي عِلَّةً في الجَوارِحِ
سِوايَ فَإِنّي رَهنُ أَدهَمَ مُبهِمٍ / سَبيلَ نَجاتي آخِذٌ بالمبارحِ
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي / سَوارِحَ لا سِجنٌ يَعوقُ وَلا كبلُ
وَلَم تَكُ وَاللَهُ المعيذُ حسادَةً / وَلَكِن حَنيناً إِنّ شَكلي لَها شَكلُ
فاِسرح فَلا شملي صَديعٌ ولا الحَشا / وَجيعٌ وَلا عَينايَ يُبكيهِما ثَكلُ
هَنيئاً لَها أَن لَم يُفَرِّق جَميعُها / ولا ذاقَ مِنها البُعدَ عَن أَهلِها أَهلُ
وَأَن لَم تَبِت مِثلي تَطيرُ قُلوبُها / إِذا اهتَزَّ بابُ السجنِ أَو صلصلَ القفلُ
وَما ذاكَ مِمّا يَعتَريني وَإِنَّما / وَصَفتُ الَّذي في جِبلَةِ الخَلق مِن قَبلُ
لِنَفسي إِلى لُقيا الحِمامِ تَشوُّفٌ / سِوايَ يُحِبُّ العَيشَ في ساقِهِ كَبلُ
أَلا عَصَمَ اللَهُ القَطا في فِراخِها / فَإِنَّ فِراخي خانَها الماءُ وَالظِلُّ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ / وَقَد صادَني طَرفٌ كَحيلٌ وَحاجِبُ
أَتُحجَبُ عَنّي وَالفؤادُ يُحِبُّها / لَقَد عَزَّ مَحجوبٌ تَمَنَّاهُ حاجِبُ
أَرومُ فُؤادي في الغَرامِ لِيَنثَني / وَكَيفَ وَما دونَ الأَبيَّةِ حاجِبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ / وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ
مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى / يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ
يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ / فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ
إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم / فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ
عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ / بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ
يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِراً / وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ / سَعيراً وَعَيني مِنهُ في جَنَّةِ الخُلدِ
غَزاليَّةُ العَينَينِ شَمسيَّةُ السَنا / كَثيبيَّةُ الرِدفَينِ غُصنيَّةُ القَدِّ
شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها بِمَدامِعي / وَأَعلَمتُها ما قَد لَقيتُ مِنَ الوَجدِ
فَصادَفَ قَلبي قَلبَها وَهوَ سالِمٌ / فَأَعدى وَذو الشَوقِ المُبرِّحِ قَد يُعدي
فَجادَت وَما كادَت عَليَّ بِخَدِّها / وَقَد يَنبَعُ الماءُ النَميرُ مِنَ الصَلدِ
فَقُلتُ لَها هاتي ثَناياكِ إِنَّني / أُفَضِّلُ نُوّارَ الأَقاحي عَلى الوَردِ
وَميلي عَلى جِسمي بِجِسمِكِ فاِنثَنَت / تُعيدُ الَّذي أَمَّلتُ مِنها كَما تُبدي
عِناقاً وَلَثماً أَرويا الشَوقَ بَينَنا / فُرادى وَمَثنى كالشَرارِ مِنَ الزَندِ
فَيا ساعَةً ما كانَ أَقصَرَ وَقتها / لَدَيَّ تَقَضَّت غَيرَ مَندومَةِ العَهدِ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ / وَيأمُرني إِنَّ الحَبيبَ أَميرُ
أَطوعُ لأمرِ الحُبِّ طَوعَ مُسلِّمٍ / وَإِن كانَ مِن شأني إِباً وَنُفورُ
أَغارُ عَلَيهِ مِن لِحاظي صِيانَةً / وَأكرِمُهُ إِنَّ المُحِبَّ غَيورُ
أَخِفُّ عَلى لُقيا الحَبيبِ وَإِنَّني / لَعَمرُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَقورُ
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً / وَوَصلٌ كَظِلِّ الرَوض تُعطيكَهُ نَزرا
وَلَو لَم تَشُب وَصلي بِهَجرٍ لَخِلتَني / أُشافِهُ مِنها الشَمسَ أَو أَلثُمُ البَدرا
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها / وَيَقصُرُ إِن لاقَيتُها أَطوَلُ الدَهرِ
لَها غُرَّةٌ كالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ / وَصَدغا عَبيرٍ نَمَّقا صَفحَةَ البَدرِ
وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ مالَت بِهِ الصَبا / يَكادُ لِفَرطِ اللينِ يَنقَدُّ في الخَصرِ
وَمَشيٌ كَما جاءَت تَهادى غَمامَة / وَلَفظٌ كَما اِنحَلَّ النِظامُ عَنِ الدُرّ