القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُعتَمِد بنُ عَبّاد الكل
المجموع : 53
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ / وَسَعيُك عِندي لا يُضاف إِلى ذَنبِ
واِعزِزْ عَلَينا أَن تُصيبَكَ وِحشَةٌ / وَأنسُك ما تدريه فيكَ مِنَ الحُبِّ
فَدَع عَنكَ سُوءَ الظَنّ بي وَتَعدَّهُ / إِلى غَيره فَهوَ المُمَكّن في القَلبِ
قَريضُك قَد أَبدى تَوَحَّشَ جانِبٍ / فَراجَعتُ تأنيساً وَعِلمُكَ بي حَسبي
تكلفته أَبغي بِهِ لَكَ سَلوَةً / وَكَيفَ يُعاني الشعرُ مُشترك اللبِّ
تَغَيَّرَ لي فيمَن تَغَيّر حارِثُ
تَغَيَّرَ لي فيمَن تَغَيّر حارِثُ / وَرُبَّ خَليلٍ غيرَتهُ الحَوادِثُ
أَحارِثُ إِن شوركتُ فيكَ فَطالَما / نِعمنا وَما بَيني وَبَينَك ثالِثُ
أَبى الدَهرُ أَن يَقنى الحَياءَ ويندما
أَبى الدَهرُ أَن يَقنى الحَياءَ ويندما / وَأن يَمحوَ الذَنبَ الَّذي كانَ قَدَّما
وَأَن يَتَلَقّى وَجهُ عَتبيَ وَجهُهُ / بِعُذرٍ يُغشِّي صَفحَتَيهِ التَذَمُما
سَتَعلَمُ بَعدي مَن تَكونُ سُيوفُهُ / إِلى كُلِّ صَعبٍ من مراقِيكَ سُلّما
سَتَرجِعُ إِن حاوَلتَ دونيَ فَتكَةً / بِأخجَلَ مِنهُ المُبارز أَحجَما
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ
يَقُولونَ صَبراً لا سَبيلَ إِلى الصَبرِ / سَأَبكي وَأَبكي ما تَطاوَل مِن عُمري
نَرى زُهرَها في مأتمٍ كُلَّ لَيلَةٍ / يُخَمّشنَ لَهَفاً وَسطَهُ صَفحَةَ البَدرِ
يَنُحنَ عَلى نَجمَين أَثكَلنَ ذا وَذا / وَيا صَبرُ ما لِلقَلبِ في الصَبر مِن عُذرِ
مَدى الدهر فَليَبكِ الغَمام مُصابَهُ / بِصنوَيهِ يُعذَر في البُكاءِ مَدى الدهرِ
بِعَينِ سَحابٍ وَاِكِفٍ قَطر دَمعها / عَلى كُلّ قَبرٍ حَلَّ فيهِ أَخو القَطرِ
وَبرقٌ ذَكيُّ النارِ حَتّى كَأَنَّما / يُسَعَّرُ مِمّا في فُؤادي مِنَ الجَمرِ
هَوى الكَوكَبانِ الفَتحُ ثُمَّ شَقيقُهُ / يَزيدُ فَهَل بَعدَ الكَواكِب مِن صَبرِ
أَفَتحٌ لَقَد فَتَّحتَ لي بابَ رَحمَةٍ / كَما بِيَزيدِ اللَهُ قَد زادَ في أَجري
هَوى بِكُما المِقدارُ عَنّي وَلَم أَمُت / وَأدعى وَفيّا قَد نَكَصتُ إِلى الغَدرِ
تَوَلَيتُما وَالسنُّ بَعدُ صَغيرَةٌ / وَلَم تَلبثِ الأَيّامُ أَن صَغَّرت قَدري
تَوَلَيتُما حينَ اِنتَهَت بِكُما العُلى / إِلى غايَةٍ كُلٌّ إِلى غايَةٍ يَجري
فَلَو عُدتَما لاخترتُما العودَ في الثَرى / إِذا أَنتُما أَبصَرتُمانيَ في الأَسرِ
يُعيدُ عَلى سَمعي الحَديدُ نَشيدَهُ / ثَقيلاً فَتَبكي العَينُ بالجسّ وَالنَقرِ
مَعي الأَخَوات الهالِكات عَلَيكُما / وَأمّكما الثَكلى المُضَرّمة الصَدرِ
تُذَلِلُها الذِكرى فَتَفزَعُ لِلبُكا / وَتَصبر في الأَحيان شُحّاً عَلى الأَجرِ
فَتَبكي بِدَمعٍ لَيسَ للقطرِ مِثلُهُ / وَتَزجُرُها التَقوى فَتُصغي إِلى الزَجرِ
أَبا خالِدٍ أَورَثتَني البَثَّ خالِداً / أَبا النَصرِ مُذ وُدّعتَ وَدَّعني نَصري
وَقَبلكُما ما أَودَعَ القَلبَ حَسرَةً / تُجَدّدُ طولَ الدَهرِ ثكلُ أَبي عَمرِو
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ
بَكَت أَن رأت إِلفَين ضَمهُما وَكرُ / مَساءً وَقَد أَخنى عَلى إِلفها الدَهرُ
بَكَت لَم تُرِق دَمعاً وَأَسبلتُ عَبرَةً / يُقصّرُ عَنها القطر مَهما هَما القطرُ
وَناحَت فَباحَت وَاِستَراحَت بِسرّها / وَما نَطقَت حَرفاً يَبوحُ بِهِ سِرُّ
فَماليَ لا أَبكي أَمِ القَلبُ صَخرَةٌ / وَكَم صَخرَةٍ في الأَرضِ يَجري بِها نَهرُ
بَكَت واحِداً لَم يُشجِها غَيرُ فَقدِهِ / وَأَبكِي لألّافٍ عديدهُمُ كُثرُ
بُنيٌّ صَغيرٌ أَو خَليلٌ مُوافِقٌ / يُمزّقُ ذا قَفرٌ وَيُغرِقُ ذا بَحرُ
وَنجمان زَينٌ لِلزَمان اِحتواهما / بِقُرطبةَ النكداء أَو رُندَةَ القَبرُ
عُذرتُ إِذاً إِن ضَنَّ جِفني بِقَطرَةٍ / وَإِن لؤُمَت نَفسي فَصاحِبُها الصَبرُ
فَقل لِلنُجومِ الزهرِ تبكيهِما معي / لِمِثلِهِما فلتَحزَنِ الأَنجُمُ الزهرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ
غَريب بِأَرضِ المغربينِ أَسيرُ / سَيَبكي عَلَيهِ مِنبَرٌ وَسَريرٌ
وَتَندُبُهُ البيضُ الصَوارِمُ وَالقَنا / وَينهلُّ دَمعٌ بينَهُنَّ غَزيرُ
سَبكيهِ في زاهيه وَالزاهرُ النَدى / وَطُلاّبُهُ وَالعَرفُ ثَمَّ نَكيرُ
إِذا قيلَ في أَغماتَ قد ماتَ جودُهُ / فَما يُرتَجى لِلجودِ بَعدُ نُشورُ
مَضى زَمَنٌ وَالمُلكُ مُستأنِسٌ بِهِ / وَأَصبَحَ مِنهُ اليَوم وَهوَ نَفورُ
بِرأيٍ مِن الدهرِ المُضلِل فاسِدٍ / مَتى صَلُحَت لِلصالِحينَ دُهورُ
أَذَلَّ بَني ماءِ السَماءِ زَمانُهُم / وَذُلُّ بَني ماءِ السَماء كَبيرُ
فَما ماؤُها إِلّا بُكاءً عَلَيهِمُ / يَفيضُ عَلى الأَكبادِ مِنهُ بُحورُ
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَبيتنّ لَيلَةً / أَمامي وَخَلفي رَوضَةٌ وَغَديرُ
بِمُنبَتَةِ الزَيتونِ مورثةُ العُلى / يُغَنّي حَمامٌ أَو تَرِنُّ طُيورُ
بِزاهِرِها السامي الذُرَى جادَهُ الحَيا / تُشيرُ الثُرَيّا نَحوَنا وَنُشيرُ
وَيلحُظُنا الزاهي وَسعدُ سعودِهِ / غيورَينِ وَالصَبُّ المُحِبُّ غَيورُ
تُراهُ عَسيراً أَو يَسيراً مَنالُهُ / إِلّا كُلّ ما شاءَ الإِلَهُ يَسيرُ
قَضى اللَهُ في حِمصَ الحِمامَ وَبُعثِرَت / هُنالِكَ مِنّا لِلنُشور قُبورُ
حُجِبْتَ فَلا وَاللَه ماذاكَ عَن أَمري
حُجِبْتَ فَلا وَاللَه ماذاكَ عَن أَمري / فاِصغ فَدَتكَ النَفسُ سمعا إِلى
فَما صارَ إِخلال /
وَلَكِنَّهُ لَمّا أَحالَت مَحاسِني / يَدُ الدَهرِ شُلَّت عنكَ دأباً يدُ الدَهرِ
عُدمتُ مِنَ الخُدّامِ كُلّ مُهَذّبٍ / أَشيرُ إِلَيهِ بِالخَفيِّ مِن الأَمرِ
وَلَم يَبقَ إِلّا كُلُّ أَدكَنَ أَلكَنٍ / فَلا آذِنٌ في
حِمارٌ إِذا يَمشي وَنَسرٌ مُحَلِّقٌ / إِذا طارَ بُعداً لِلحَميرِ وَلِلنِسرِ
وَلَيسَ بِمُحتاجٍ أَتاناً حِمارُهُم / وَلا نسرُهُم مِمّا يَحِنُّ إِلى وَكرِ
وَهَل كُنتُ إِلّا البارِدَ العَذبَ إِنَّما / بِهِ يَشتَفي الضَمآنُ مِن غُلَةِ الصَدرِ
وَلَو كُنتُ مِمَّن يَشربِ الخَمر كُنتَها / إِذا نَزَعَت نَفسي إِلى لَذَّةِ الخَمرِ
وَأَنتَ ابنُ حمديس الَّذي كُنتَ مُهديا / لَنا السحرُ إِن لَم نأتِ في زَمَنِ السحرِ
كَلامُكَ حُرٌّ وَالكَلامُ غُلامُ
كَلامُكَ حُرٌّ وَالكَلامُ غُلامُ / وَسِحرٌ وَلَكِن لَيسَ فيهِ حَرامُ
وَدُرٌّ وَلَكِن بَينَ جنبيكَ بَحرهُ / وَزَهرٌ وَلَكِن الفُؤادَ كِمامُ
وَبَعدُ فإِن وَدَّعتَني بخَداعَةٍ / فَحَقّيَ أَن يَجني عَلَيهِ السَلامُ
أَعنِّي عَلى نَفسي بِتَزويد أَسهلي / بَلى وَقُل فَلا شَيء عَلَيك حَرامُ
فدونكَهُ إِذ لَم أَجِد ليَ حيلَةً / وَقَلبيَ فاِعلَم في الطَعامِ طَعامُ
فَهَنَّئتَهُ زاداً وَفي الصَدر وَقدَةٌ / وَلِلصَبر مِن دونِ الفُؤادِ غَرامُ
لَقَد كانَ فألٌ مِن سمائِكَ مؤنسٌ / فَقَد عادَ ضدّا وَالعَراءُ رمامُ
تَحَلَّيتَ بِالداني وَأَنتَ مُباعِدٌ / فَيا طيبَ بَدءٍلَو تَلاهُ تَمامُ
وَيا عَجَباً حَتّى السِماتُ تخونني / وَحَتّى اِنتِباهي للصّديقِ مَنامُ
أَضاءَ لَنا أَغمات قُربُك بُرهَةً / وَعادَ بِها حين اِرتَحلتَ ظَلامُ
تَسيرُ إِلى أَرضٍ بِها كُنتَ مُضغةً / وَفيها اِكتَسَت باللَحمِ منك عِظامُ
وَأَبقى أَسامُ الذلَّ في أَرضِ غُربَةٍ / وَما كُنتُ لَولا الغَدر ذاكَ أُسامُ
فَبُلِّغتُها في ظلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ / وَسُنّيَ لي مِمّا يعوقُ سَلامُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ
لَكَ الحَمدُ مِن بعدِ السُيوف كُبولُ / بِساقيَّ مِنها في السُجون حُجولُ
وَكُنّا إِذا حانَت لِحَربٍ فَريضَةٌ / وَنادَت بِأَوقاتِ الصَلاة طُبولُ
شَهِدنا فَكَبَّرنا فَظَلَّت سُيوفُنا / تُصَلّي بِهاماتِ العِدى فَتُطيلُ
سُجودٌ عَلى إِثرِ الرُكوعِ مُتابَعٌ / هُناكَ بِأَرواحِ الكُماةِ تَسيلُ
تَعَطَّفَ في ساقي تَعطُّفَ ارقَمِ
تَعَطَّفَ في ساقي تَعطُّفَ ارقَمِ / يُساوِرُها عَضّا بِأَنيابِ ضَيغَمِ
إِلَيكَ فَلَو كانَت قُيودُكَ أَسعَرت / تَضَرّم مِنها كُلُّ كَفٍّ وَمِعصَمِ
وَإِنّيَ مَن كانَ الرِجالُ بِسَبيهِ / وَمَن سَيفهِ في جَنَةٍ أَو جَهَنمِ
تُؤَمِّلُ لِلنَّفسِ الشَجِيَّةِ فَرحَةً
تُؤَمِّلُ لِلنَّفسِ الشَجِيَّةِ فَرحَةً / وَتأبى الخُطوبُ السودُ إِلّا تَماديا
لَياليكَ في زاهيكَ أَصفى صَحِبتُها / كَما صَحبَت قَبلي المُلوكُ اللَياليا
نَعيمٌ وَبؤسٌ ذا لِذَلِكَ ناسِخٌ / وَبعدَهُما نَسخُ المَنايا الأَمانيا
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ
أَما لانسكابِ الدَمعِ في الخَدِّ راحَةٌ / لَقَد آنَ أَن يَفنى وَيَفنى بِهِ الخَدُّ
هَبُوا دَعوَةً يا آلَ فاسٍ لِمُبتَلٍ / بِما مِنهُ قَد عافاكُمُ الصَمَدُ الفَردُ
تَخَلَّصتُمُ مِن سجنِ أَغماتَ وَالتَوَت / عَلَيَّ قُيودٌ لَم يَحِن فَكَّها بَعدُ
من الدُهمِ أَمّا خلقُها فأساوِدٌ / تَلَوّى وَأَمّا الأَيدُ وَالبَطشُ فالأَسَدُ
فهُنِّئتُمُ النُعمى وَدامَت لِكُلّكُمُ / سَعادَتُهُ إِن كانَ خانَني سَعدُ
خَرَجتُم جَماعاتٍ وَخُلِّفتُ واحِداً / وَلِلَّه في أَمري وَأَمركمُ الحَمدُ
قَضى وَطراً مِن أَهلِهِ كُلُّ نازِحِ
قَضى وَطراً مِن أَهلِهِ كُلُّ نازِحِ / وَكَرَّ يُداوي عِلَّةً في الجَوارِحِ
سِوايَ فَإِنّي رَهنُ أَدهَمَ مُبهِمٍ / سَبيلَ نَجاتي آخِذٌ بالمبارحِ
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي
بَكيتُ إِلى سربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي / سَوارِحَ لا سِجنٌ يَعوقُ وَلا كبلُ
وَلَم تَكُ وَاللَهُ المعيذُ حسادَةً / وَلَكِن حَنيناً إِنّ شَكلي لَها شَكلُ
فاِسرح فَلا شملي صَديعٌ ولا الحَشا / وَجيعٌ وَلا عَينايَ يُبكيهِما ثَكلُ
هَنيئاً لَها أَن لَم يُفَرِّق جَميعُها / ولا ذاقَ مِنها البُعدَ عَن أَهلِها أَهلُ
وَأَن لَم تَبِت مِثلي تَطيرُ قُلوبُها / إِذا اهتَزَّ بابُ السجنِ أَو صلصلَ القفلُ
وَما ذاكَ مِمّا يَعتَريني وَإِنَّما / وَصَفتُ الَّذي في جِبلَةِ الخَلق مِن قَبلُ
لِنَفسي إِلى لُقيا الحِمامِ تَشوُّفٌ / سِوايَ يُحِبُّ العَيشَ في ساقِهِ كَبلُ
أَلا عَصَمَ اللَهُ القَطا في فِراخِها / فَإِنَّ فِراخي خانَها الماءُ وَالظِلُّ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ / وَقَد صادَني طَرفٌ كَحيلٌ وَحاجِبُ
أَتُحجَبُ عَنّي وَالفؤادُ يُحِبُّها / لَقَد عَزَّ مَحجوبٌ تَمَنَّاهُ حاجِبُ
أَرومُ فُؤادي في الغَرامِ لِيَنثَني / وَكَيفَ وَما دونَ الأَبيَّةِ حاجِبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ / وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ
مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى / يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ
يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ / فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ
إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم / فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ
عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ / بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ
يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِراً / وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ
رَعى اللَهُ مَن يَصلى فُؤادي بِحُبِّهِ / سَعيراً وَعَيني مِنهُ في جَنَّةِ الخُلدِ
غَزاليَّةُ العَينَينِ شَمسيَّةُ السَنا / كَثيبيَّةُ الرِدفَينِ غُصنيَّةُ القَدِّ
شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها بِمَدامِعي / وَأَعلَمتُها ما قَد لَقيتُ مِنَ الوَجدِ
فَصادَفَ قَلبي قَلبَها وَهوَ سالِمٌ / فَأَعدى وَذو الشَوقِ المُبرِّحِ قَد يُعدي
فَجادَت وَما كادَت عَليَّ بِخَدِّها / وَقَد يَنبَعُ الماءُ النَميرُ مِنَ الصَلدِ
فَقُلتُ لَها هاتي ثَناياكِ إِنَّني / أُفَضِّلُ نُوّارَ الأَقاحي عَلى الوَردِ
وَميلي عَلى جِسمي بِجِسمِكِ فاِنثَنَت / تُعيدُ الَّذي أَمَّلتُ مِنها كَما تُبدي
عِناقاً وَلَثماً أَرويا الشَوقَ بَينَنا / فُرادى وَمَثنى كالشَرارِ مِنَ الزَندِ
فَيا ساعَةً ما كانَ أَقصَرَ وَقتها / لَدَيَّ تَقَضَّت غَيرَ مَندومَةِ العَهدِ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ
يَجورُ على قَلبي هَوىً وَيُجيرُ / وَيأمُرني إِنَّ الحَبيبَ أَميرُ
أَطوعُ لأمرِ الحُبِّ طَوعَ مُسلِّمٍ / وَإِن كانَ مِن شأني إِباً وَنُفورُ
أَغارُ عَلَيهِ مِن لِحاظي صِيانَةً / وَأكرِمُهُ إِنَّ المُحِبَّ غَيورُ
أَخِفُّ عَلى لُقيا الحَبيبِ وَإِنَّني / لَعَمرُكَ في كُلِّ الأُمورِ وَقورُ
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً
كَلامٌ كَمِثلِ الدُرّ تَنثرُهُ نَثراً / وَوَصلٌ كَظِلِّ الرَوض تُعطيكَهُ نَزرا
وَلَو لَم تَشُب وَصلي بِهَجرٍ لَخِلتَني / أُشافِهُ مِنها الشَمسَ أَو أَلثُمُ البَدرا
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها
يَطولُ عَلَيَّ الدَهرُ إِن لَم ألاقِها / وَيَقصُرُ إِن لاقَيتُها أَطوَلُ الدَهرِ
لَها غُرَّةٌ كالبَدرِ عِندَ تَمامِهِ / وَصَدغا عَبيرٍ نَمَّقا صَفحَةَ البَدرِ
وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ مالَت بِهِ الصَبا / يَكادُ لِفَرطِ اللينِ يَنقَدُّ في الخَصرِ
وَمَشيٌ كَما جاءَت تَهادى غَمامَة / وَلَفظٌ كَما اِنحَلَّ النِظامُ عَنِ الدُرّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025