القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 35
تَقلَّصَ ظِلٌّ للشَّبابِ ورَيفُ
تَقلَّصَ ظِلٌّ للشَّبابِ ورَيفُ / وأقبلَ من ضَاحي المَشِيبِ رَديفُ
وأيُّ صباحٍ لا تليهِ عشيَّةٌ / وأيُّ ربيعٍ لا يليهِ خَريفُ
على مِثلِ هذا قد مضى الدَّهرُ وانقضى / كذلكَ يَمضي تالدٌ وطريفُ
سوادُ اللَّيالي في بياضِ نَهارِها / أساطيرُ لا تُقرا لَهُنَّ حُروفُ
خليليَّ ما للنَّاس يضحكُ واحدٌ / وتبكي مئاتٌ حولَهُ وأُلُوفُ
لقد شَنَّ هذا الدَّهرُ غارةَ جاهِلٍ / تَساوَى خَسِيسٌ عِندهُ وشَرِيفُ
بَلاءٌ على وجهِ البسيطةِ غامِرٌ / كَطُوفانِ نُوحٍ حينَ كان يَطوفُ
لهُ بينَ أكبادِ الرِّجالِ مَخالبٌ / نَشِبنَ وَفِي الأَعناقِ مِنهُ سُيوفُ
كمِ اُعتَلَّ في الدُّنيا صحيحٌ وكمْ وكمْ / تفرَّقَ في عُرْضِ البلادِ لَفيفُ
وكمْ صُدِعَتْ للفاتكينَ مَفارِقٌ / وكم أُرغِمتْ للمالكينَ أُنوفُ
هو البينُ لا تدري طريقاً لوَفْدهِ / فتنجو ولا تُنجيكَ مِنهُ كُهوفُ
ويدخلُ بابَ الحصنِ وَهْوَ مُوَصَّدٌ / ويُبصِرُ في الدَّيجورِ وَهْوَ كَثِيفُ
وأعجبُ كيفَ النَّاسُ ضلُّوا عنِ الهُدَى / كما ضلَّ عن ضَوءِ النَّهارِ كَفيفُ
إذا ما رأى المَيْتَ الفَتى قالَ ما أنا / وذاك فَلِي داعِي المَنُونِ حليفُ
عليكَ سلامٌ يا مُحمَّدُ مُرسَلٌ / لَطيفٌ يؤَدِّيهِ إليكَ لَطيفُ
أُحاشيكَ من جهلٍ فإنَّكَ عاقِلٌ / خبيرٌ بأحكامِ الزَّمانِ حَصيفُ
شَكَوتُ الذي تَشكوهُ مِن هَوْلِ بأسِهِ / ولكنَّ صبري في البَلاءِ ضَعيفُ
وإنَّ الحَصى عند الجَزُوعِ ثَقِيلةٌ / وَضَخْمَ الصَّفا عِندَ الصَّبورِ خَفيفُ
منازِلَ عُسفانٍ فدتكِ المنازِلُ
منازِلَ عُسفانٍ فدتكِ المنازِلُ / أراجعةٌ تلكَ اللَّيالي الأوائِلُ
وهل ظَبَياتُ اُلبانِ أصبحنَ بعدنا / أوانِسَ أم كالعهدِ هُنَّ جَوافِلُ
سَقَى الطَّلُّ هاتِيكَ الرُّبوعَ وإِن يكن / سقاني بها من صَيِّبِ الدَّمعِ وابلُ
يُسلسِلُ دمعي بارقُ الحيِّ مَوهِناً / وتُضرِمُ أنفاسي الصَّبا والشَّمائلُ
إذا ملكَتْ أيدي الهَوى قلبَ عاشقٍ / فأهوَنُ شيءٍ ما تقولُ العَواذِلُ
وأعذَبُ شيءٍ في الزَّمانِ أحبَّةٌ / تزورُكُ أو تأتيكَ مِنها رَسائلُ
اتتني بلا وعدٍ رسالةُ فاضلٍ / لهُ ولها حقَّتْ عليَّ فَواصِلُ
بيوتٌ مِن الأشواقِ فيها مجامِرٌ / ولكنَّها للأُنسِ عندي مَناهِلُ
لَعِبْنَ بقلبي إذ حَلَلنَ بمِسمَعِي / كما لَعبت بالمُعرَباتِ العوامِلُ
ذكرتُ الحريريَّ الذي اليومَ عندنا / تلوحُ على الصوفيِّ منهُ شَمائِلُ
لهُ النَّظمُ والنَّثرُ الذي طابَ لفظُهُ / ومَعناهُ لُطفاً فهْو للحُسْنِ شامِلُ
حكمنا لهُ بالمَكرماتِ على هُدىً / من الحقِّ إذ قامت لَدينا الدَّلائلُ
سَبوقٌ إلى الغاياتِ قصَّرتُ دُونَهُ / وكيفَ يُباري فارسَ الخيلِ راجِلُ
تفضَّلَ بالمدحِ الذي هُوَ أهلُهُ / كريمٌ إلى أوجِ الكراماتِ واصِلُ
وأثنَى بما فيهِ فكانَ كأنَّهُ / بذاكَ يُناجي نفسَهُ وَهْوَ غافِلُ
ثناءٌ أراهُ باطِلاً غيرَ أنَّني / أرى سَوْءَةً لو قلتُ ذلكَ باطِلُ
فأسكُتُ عن هذا وذاك تأدُّباً / وكم من سكوتٍ قد تمنَّاهُ قائِلُ
سلامٌ على وادي الأراكِ وحاجِرِ
سلامٌ على وادي الأراكِ وحاجِرِ / وما ثَمَّ من ظبيٍ أنيسٍ ونافرِ
ديارٌ لنا فيها مِن العُرْبِ جِيرةٌ / كِرامُ جِوارٍ من كرامِ العَشائرِ
لقد حالَ عهدُ الوصلِ منَّا ومنهمُ / وما حالَ عهدُ الحبِّ بينَ الضَّمائرِ
يُذكِّرُنيهمِ كلَّما لاحَ بارقٌ / من الحيِّ يَستسقي سَحابَ المَحاجرِ
وبي ظَبَيَاتٌ في الكثيبِ تَمايَلتْ / تَصولُ بأهدابِ العُيونِ السَّواحرِ
فَواتِرُ أجفانٍ فَتَكنَ بمُهجتي / فَوَيلاهُ من فَتْك الجفونِ الفواترِ
عليهنَّ وشْيٌ للمَطارِفِ مُذهَبٌ / يلوحُ على وشيٍ من الحُسنِ باهِرِ
فأُعجِبتُ بالوَشيَين حتى تبلَّجَتْ / خَرِيدةُ حسنٍ نُزِّهَتْ عن نَظائرِ
نِزاريَّةٌ نجديَّةٌ رَبَعيَّةٌ / عليها رِداءٌ من طِراز المَحابرِ
أتتني مِن نحوِ الحُسينِ فأبرَزَتْ / مَحاسنَ لُطفٍ شَوَّقَت كلَّ ناظرِ
أبانت صفاءَ السِّرِّ منهُ وأكدَّت / صحيحَ وِدادٍ باطنٍ فيهِ ظاهرِ
سَقَى اللهُ نجداً والسَّلامُ مكرَّراً / على أولٍ من أرضِ نجدٍ وآخرِ
ألا إنَّ نجداً للذَّخائرِ مَعدَنٌ / نَعَمْ إنَّ نجداً مَعدِنٌ للذَّخائِرِ
إلى الدَّهرِ مِن آثارِ بَكرٍ وتَغلِبٍ / إفاضةُ ذكرٍ في المَحافلِ دائرِ
ألا حَبَّذا مِن أرضِ نجدٍ نُسَيمةٌ / وجُرعةُ ماءٍ من شُبيَثِ الجآذِرِ
ويا حَبَّذا ماءُ الجِفارِ وحَبَّذا / رُبوعُ تميمٍ والعراقِ المُجاورِ
أشوقُ إلى تلك الدِّيار وذكرِها / على بُعدها شوقَ الغريبِ المسافرِ
وإني لذو مَشطورِ جسمٍ من الضَّنَى / وقلبٍ صحيحٍ كاملِ الرأيِ وافرِ
كثيرُ المُنَى لكنْ قليلُ بُلوغِها / وإنَّ الأماني مِنْ تَعلَّةِ قاصِرِ
جَليدٌ على البلوَى صَبورٌ وإنَّنِي / على غيرِ جَهْدِ الصَّبرِ لستُ بقادرِ
ولا ريبَ أنَّ الصَّبرَ في الذَّوقِ مُرَّةٌ / موارِدُهُ في النَّفسِ حُلوُ المَصادرِ
لنا ليلةٌ قد أشبَهَت ليلةَ القدْرِ
لنا ليلةٌ قد أشبَهَت ليلةَ القدْرِ / على ألفِ شهرٍ فُضِّلَتْ بل على الدهرِ
حَوَت عُصبةً مِثلَ الكواكبِ بينَها / وزيرٌ بدا كالبدرِ في ليلة البدرِ
هو الأحمَدُ السَّامي المقامِ الذي بهِ / قد ابتهجَتْ بيروتُ باسمةَ الثَّغرِ
يُساقُ إليهِ المدحُ من كلِّ ناطقٍ / ويُختصُّ بعدَ اللهِ بالحمدِ والشُّكرِ
بصيرٌ بأحكامِ السِيِّاسةِ قائمٌ / على سَنَنِ الإنصافِ في النَهْيِ والأمرِ
طلبنا لهُ تقريرَ دولتهِ التي / سَعدنا بها مِن حيثُ نَدري ولا نَدِري
وذاكَ لنا حظٌّ سعيدٌ فلم يكنْ / لنا فيهِ من فضلٍ يُعَدُّ ولا أجرِ
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها
أغَرُّ لهُ خَلْقٌ تهلَّلَ بالبَها / وخُلْقٌ سَمَتْ أوضاعُهُ فكرَ مادِحِ
فكاهةُ خُلقٍ مذْ تبدَّى جَمالُها / أضاءتْ بآلاءٍ غَوادٍ رَوائحِ
أميرٌ أهامَ الفضلَ في ما بذاتهِ
أميرٌ أهامَ الفضلَ في ما بذاتهِ / مِن الفضلِ حُرٌّ اسمُهُ الفضلُ في المَلا
لهُ دُرُّ نظمي قد أتاهَ قريحتي / أغرُّ حكى نظمَ القلائدِ بالطُّلا
مَضَى كاهنُ اللهِ العَليِّ ابنُ داغرٍ
مَضَى كاهنُ اللهِ العَليِّ ابنُ داغرٍ / إلى العرشِ مَسروراً بغايتِهِ القُصَوى
يُناديهِ شعبُ اللهِ يا بُطرُسُ الصَّفا / ويَدعُو بهِ التاريخُ يا صخرَةَ التَّقوَى
مَليكُ الورَى عبدُ المجيدِ قد ابتَنَى
مَليكُ الورَى عبدُ المجيدِ قد ابتَنَى / مَقاماً لأنصارِ الجهِادِ مُشيَّدا
على بابهِ خطَّ المؤرِّخُ قائلاً / سلامٌ عليكم فادخُلوا البابَ سُجَّدا
لقبر التُّوَينِي كلَّ حينٍ كرامَةٌ
لقبر التُّوَينِي كلَّ حينٍ كرامَةٌ / وفي كلِّ يومٍ رحمةٌ تتجدَّدُ
هُوَ الخِضرُ في أجيال كلِّ مؤرِّخٍ / لهُ قامَ في بيروتَ ذِكرٌ مؤبَّدُ
لقد رَحلَت عن بيتِ عودَةَ مريمٌ
لقد رَحلَت عن بيتِ عودَةَ مريمٌ / بلا عَودةٍ في الدَّهرِ يُرجَى مَنالُها
فمِن بيتِ إبراهيمَ أرَّختُ عاجِلاً / إلى حِضْنِ إبراهيمَ جَدَّ اُنتِقالُهُا
لكم يا بَنِي الخورِي عَزاءٌ وسَلْوةٌ
لكم يا بَنِي الخورِي عَزاءٌ وسَلْوةٌ / بما أنَّ عبدَ اللهِ قد باتَ عِندَهُ
لقد جَرَحَ الأكبادَ عندَ فراقهِ / وليسَ لها طِبٌّ سوى الصبر بعدَهُ
كريمٌ ثوَى في مضجَعٍ ذي كرامةٍ / سَقى اللهُ مِن أَعلى السماواتِ لحدَهُ
قدِ اختارَهُ للفوزِ أرّخْ بملكهِ / ولا شَكَّ أنَّ اللهَ يَختارُ عبدهُ
لقد شادَها الحبرُ الجليلُ أغابِيُسْ
لقد شادَها الحبرُ الجليلُ أغابِيُسْ / يرومُ بها مِن ربِّهِ الفَوزَ بالأجرِ
فبادِرْ إليها في الصَّباحِ مؤرِّخاً / وأهدِ بها أزكى سلامٍ إلى الخِضْرِ
لكم يا بَنِي الخوري البَقا بعد راحلٍ
لكم يا بَنِي الخوري البَقا بعد راحلٍ / على فَقْدهِ يُستَوجَبُ الصَّبرُ فاصِبروا
أقامَ بدارِ الخُلدِ بينَ ملائكٍ / لهُ فتحوا أبوابها وتصدَّروا
وأوحَى إليهم حينَ أرَّخْتُ ربُّهُ / لقد جاءَ نصرُ الله والفتحُ فابشِروا
مَضَى الشَّيخُ مَرْعي راحلاً عن دِيارِنا
مَضَى الشَّيخُ مَرْعي راحلاً عن دِيارِنا / ولكنْ تهيا في السَّماءِ لهُ قَصْرُ
وأولَى بني الدَّحداحِ حُزناً مُخلَّداً / يدومُ كما يبقى لهُ عندهم ذِكرُ
هُمَامٌ تلَّقى الحادثاتِ بنفسهِ / فتمَّ لهُ مِن بعدِها المجدُ والفخرُ
إذا زُرَتَ مثواهُ فأرِّخْ وقُلْ بهِ / عليكَ الرِّضَى والعفوُ يا أيُّها القبرُ
بها يُوسُفُ العبسيُّ أوصَى لَدَى القَضَا
بها يُوسُفُ العبسيُّ أوصَى لَدَى القَضَا / جمالاً لبيتِ الله قد رَاقَ شَكْلهُ
فتىً مِن كرامِ النَّاسِ قد شاعَ ذِكرُهُ / بحُسنِ سجاياهُ كما بانَ فضُلهُ
قَضَى عُمرَهُ في طاعةِ اللهِ سالِكاً / سبيلَ التُّقَى في مَسلَكٍ هُوَ أهلُهُ
بَنَى قُبَّةً بيضاءَ في الأرضِ أرِّخوا / وفي القُبِّةِ الزَّرقاءِ أضحَى مَحلُّهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025