القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 38
يَعِزُّ عَلَينا أَن رَكنى مُحَمَّدٍ
يَعِزُّ عَلَينا أَن رَكنى مُحَمَّدٍ / أَصابَها ريبُ الرَدى فَتَصَدَّعا
تَداعى لَهُ الرُكنُ الَّذي كانُ يُرتَجى / وَأَتبَعهُ المِقدارُ رُكناً فَضَعضَعا
كَأَنَّ المَنايا تَبتَغي عِندَهُ لَها / تُراثاً فَما يَنفَكّ مِنها مُرَوّعا
أَبٌ مُشفِقٌ بَرٌّ وَأُمٌّ حَفِيَّةٌ / سَطَت بِهِما الأَيّامُ سَطوَة أَروَعا
وَفي الدَهرِ أَسواتٌ وَلكِن تَقارَبَت / لَياليهِما فَاِستَنفَذَ الصَبرُ أَجمَعا
تَناوبُ إِتيانِ الجَديدَينِ لَم يَدَع / مِنَ الناسِ إِلّا آلِمَ القَلبِ موجَعا
وَمَن ذا الَّذي يَبقى عَلى سوقِ لَيلَةٍ / وَيَومٍ إِذا اِحتَنا مَطيَّتهُ مَعا
إِذا غَمَّضَت فَوقي جُفونُ حَفيرَةٍ
إِذا غَمَّضَت فَوقي جُفونُ حَفيرَةٍ / مِنَ الأَرضِ فَاِبكيني بِما كُنتُ أَصنَعُ
يُعَزّيكِ عَنّي بَعدَ ذلِكَ سَلوَةٌ / وَأَن لَيسَ فيمَن وارَتِ الأَرضُ مَطمَعُ
إِذا لَم تَري شَخصي وَتُغنيكِ ثَروَتي / وَلَم تَسمَعي مِنّي وَلا مِنكِ أَسمَعُ
فَحينَئِذٍ تَسلينَ عَنّي وَإِن يَكُن / بُكاءٌ فَأَقصى ما تَبكينَ أَربَعُ
قَليلٌ وَرَبِّ البَيتِ يا ريمُ ما أَرى / فَتاةً بِمَن وَلّى بِهِ المَوتُ تَقنَعُ
بِمَن تَدفَعينَ الحادِثاتِ إِذا رَمى / عَلَيكِ بِها عامٌ مِنَ الجَدبِ يَطلعُ
فَيَومَئِذٍ تَدرينَ مَن قَد رُزئته / إِذا جَعَلَت أَركانُ بَيتِكِ تُنزَعُ
رَأَيتُ بغاةَ الخبرِ في كُلّ وُجهَةٍ
رَأَيتُ بغاةَ الخبرِ في كُلّ وُجهَةٍ / لغيبَةِ يَحيى مُستَكينَينَ خُضّعا
فَإِن يُمسِ مَن في الرَقّتينِ مُؤَمِّلاً / لِأَوبَةِ يَحيى نَحوَها مُتَطَلِّعا
فَما وَجهُ يَحيى وَحدَهُ غابَ عَنهُمُ / وَلكِنَّ يَحيى غابَ بِالخَيرِ أَجمَعا
أَرى الدَهرَ يُعطي مَرَّةً وَيُسَوّفُ
أَرى الدَهرَ يُعطي مَرَّةً وَيُسَوّفُ / وَيُتلِفُ أَموالاً مِراراً وَيُخلِفُ
وَيَخشُنُ مَسّاً حينَ يَمضي مولِياً / وَيَسمَحُ في الإِقبالِ ليناً وَيَعطِفُ
نَحِنُّ إِلى الدُنيا وَنَأمَنُ غِشَّها / وَفيها لَنا يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُتلِفُ
إِذا اِكتَحَلَت عَينُ اِمرئٍ بِجَمالِها / أَضاءَ لَها مِنهُ جَمالٌ مُزيّفُ
عَلى أَنَّها مَشغوفَةٌ وَهيَ فارِكٌ / لِعُشّاقِها ظَلّامَةٌ لَيسَ تُنصِفُ
إِذا اِفتَخَرَت قَيسٌ عَلى الناسِ أَشرَقَت / بِأَيّامِها هاماتُ مَن يَتَشَرَّفُ
سُيوفٌ لَها في يَومِ بَدرٍ وَقائِعٌ / وَيَومَ حُنينٍ وَالقَنا يَتَقَصَّفُ
لِقَيسٍ حلومٌ تُمطِرُ البرَّ غَيمَها / تَعودُ عَلى مَن عَقَّ مِنها وَتُخلِفُ
لَأَحمَدُ يَومَ الحَربِ عِندَ عَدُوِّهِ / مِنَ المَوتِ أَدنى بِالحُتوفِ وَأَخوَفُ
هُوَ البَدرُ في قيسٍ يُضيءُ ظَلامُها / لِحادِثِ مَجدٍ بِالقَديمِ يُؤلِّفُ
وَقوفٌ عَلى طرقِ المَنايا بِسَيفِهِ / مَواقِفَ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ
لَهُ نَظَرٌ ما يَغمِضُ الأَمرَ دونَهُ
لَهُ نَظَرٌ ما يَغمِضُ الأَمرَ دونَهُ / تَكادُ سُتورُ الغَيبِ عَنهُ تُمزِقُ
لَقَد سَوَّدَت بَكرٌ عَلَيها وَتَغلِبٌ
لَقَد سَوَّدَت بَكرٌ عَلَيها وَتَغلِبٌ / وَما بَلَغَ العِشرينَ طَوقَ بنَ مالِكِ
وَما سَوَّدَت إِلّا نَقيّاً ثِيابهُ / بَعيدَ خُطى المَسعى شَريفَ المَسالِكِ
إِذا ذُكِرَت أَيّامُ طَوقٍ تَهَلَّلَت / رَبيعَةُ حَتّى ما تَرى غَيرَ ضاحِكِ
عَلى مُلكِ طَوقٍ حاجِزٌ لِعَدوِّهِ / بَناهُ بِأَطرافِ القَنا وَالنَيازِكِ
كَأَنَّ لَهُ أُذناً وَعَيناً بَصيرَةً / عَلى كُلِّ مَسلوكِ الفِجاجِ وَسالِكِ
لَقَد عَلِمَت جاراتُ طَوقٍ بِأَنَّهُ / قَليلُ الهُجوعِ عَن تَيَقَّظِ فاتِكِ
يُعانِقُ عِشقاً سَيفُهُ رَأسَ مَن عَصا / عِناقَ البعولِ لِلعَذارى الفَوارِكِ
إِذا ما بَدا في الجَيشِ طَوقٌ حَسِبتهُ / مِنَ العِزِّ يَمشي بِالنُجومِ الشَوابِكِ
أَبا الشامِ تَبكي مَن بِنَجدٍ مَنازِله
أَبا الشامِ تَبكي مَن بِنَجدٍ مَنازِله / وَتَندُبُ رَبعاً قَد تَفَرَّقَ آهِلُه
تَميلُ إِلى مَن لا يُباليكَ إِن نَأى / وَأَنتَ إِلَيهِ هائِمُ القَلبِ مائِلُه
إِذا مازَجَ الشَيبُ الشَبابَ تَجَهَّزَت / إِلى الحلمِ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه
وَلا عيشُ إِلّا وَالصِبا قائِدٌ لَهُ / فَقُل في لَياليهِ الَّذي أَنتَ قائِلُه
أَتى اللَه أَرضَ الشامِ بِالأَمنِ فَاِنجَلَت / ضَبابَةُ خَوفٍ قَد أَرَّبَت غَياطِلُه
أَتاها اِبنُ يَحيى جَعفَرٌ فَكَأَنَّما / أَتاها رَبيعٌ قَد تَعَرَّمَ وابِلُه
وَلَم يَبقَ سَهلٌ في قُرى الشامِ كُلِّها / وَلا جَبَلٌ إِلّا اِطمَأَنَّت زَلازِلُه
كَأَنَّ عَلَيها مِن مَخافَةِ جَعفَرٍ / كَتائِبُهُ مَبثوثَةٌ وَجَحافِلُه
لَهُ عَزماتٌ يَفلقُ الصَخرَ وَقعُها / وَحِلمٌ أَصيلٌ لَيسَ حِلمٌ يُعادِلُه
فَقُل لِلرِّضا هارونَ خَيرِ خَليفَةٍ / فَما فاقَ عاصيهِ وَلا خابَ آمِلُه
نَظَرتَ لِأَهلِ الشامِ لمّا تَعاظَمَت / ظلامَتُهُم حَتّى عَلا الحَقَّ باطِلُه
فَوَلَّيتَ مَن لا يَملَأُ القَولُ قَلبَهُ / إِذا اِختَلَجتَ نَفسَ الجَبانِ بَلابِلُه
تَكادُ قُلوبُ الناسِ تُخلي صُدورَهُم / إِذا عَلِقَت بِالمَشرِفيِّ أَنامِلُه
تَمنّى اِبنُ أَيلول مُنىً حالَ دونَها / تَيَقُّظ قَرمٍ مُدرِكٍ مَن يُحاوِلُه
تَلَبَّسَ أَثوابَ الظَلامِ لِظُلمِهِ / وَلَم يَدرِ أَنَّ اللَهَ ذا الطولِ خاذِلُه
فَسدَّت عَلَيهِ وَجهَ كُلِّ مُحجَّةٍ / رِماحُ اِبنِ يَحيى جَعفَرٍ وَمَناصِلُه
وَأَصبَحَ مَخذولاً بِدارِ مَذَلَّةٍ / تَراسَلُ أَطرافَ السُيوفِ مُقاتِلُه
أَنَختُ رِكابَ الجَهلِ بَعدَ كَلالِ
أَنَختُ رِكابَ الجَهلِ بَعدَ كَلالِ / وَأَدبَرَ عَنّي باطِلي وَضَلالي
فَإِن يَخلُ دِرعي مِن مَراحي فَرُبَّما / بَسَطتُ يَميني في الصِبا وَشمالي
بِأَلفِ ظِباءٍ طائِعينَ لإِمرَتي / وَعَهدُ شَبابٍ ذائِعٍ وَجَمالِ
إِذا هُنَّ حاوَلنَ القِيامَ تَعَذَّبَت / خُصورٌ بِأَردافٍ لَهُنَّ ثِقالِ
أَلا رُبَّ لَيلٍ قَد حَسَرتَ قِناعَهُ / وَقَد لَفَّ بَيني ثَوبَهُ بِرِحالِ
إِلى مَلكٍ لا يَبلُغُ المَدحُ قَدرَهُ / وَلَو أَيَّدَ المَتنى بِكُلِّ مَقالِ
أَمِنتُ مِنَ الأَيّامِ لَمّا تَعَلَّقَت / حِبالُ اِبن يَحيى جَعفَرٍ بِحِبالي
إِذا حَلَّ مُحتاجٌ بِجانِبِ جَعفَرٍ / كَفَتهُ بِوادي الجودِ كُلَّ نِزالِ
وَتُقسِمُ طَرفاً في الوَرى لَحَظاتُهُ / بِرَفعِ رِجالٍ أَو بِحَطِّ رِجالِ
وَيَخطُبُ أَيّاماً فَيُغلي مُهورَها / وَأَثمانُ أَيّامِ الكِرامِ غَوالي
أَخَذتُ بِأَسبابِ الغِنى حينَ جَرَّرَت / بِبابِ اِبنِ يَحيى البَرمَكيِّ جَمالي
وَلَيسَ لِأَحزانِ النِساءِ تَطاوُلٌ
وَلَيسَ لِأَحزانِ النِساءِ تَطاوُلٌ / وَلكِنَّ أَحزانَ الرِجالِ تَطولُ
فَلا تَبخَلي بِالدَمعِ عَنّي فَإِنّ مَن / يَضّنُ بِدَمعٍ عَن هَوىً لَبَخيلُ
وَلا كُنتُ مِمَّن يُتبِع الريحَ طَرفهُ / دَبوراً إِذا هَبَّت لَهُ وَقَبولُ
إِذا دارَ فيءٌ أَتبَعَ الفيءَ شَخصَهُ / يَميلُ مَعَ الأَيّامِ حَيثُ تَميلُ
بَقائي عَلى رَيبِ الزَمانِ قَليلٌ / وَإِنّي عَلى عَزّي بِهِ لَذَليلُ
رَأَيتُ لِداتي قَد مَضوا لِسَبيلِهِم / وَإِنَّ بَقائي بَعدَهُم لَقَليلُ
رَأَيتُ المَنايا تَصدَعُ الصَخرَ وَالصَفا / وَتَصدَعُ صَدرَ السَيفِ وَهوَ صَقيلُ
كَأَن لَم تَرَي هارونَ في ظِلِّ مُلكِهِ / تَسنَّمهُ يَومٌ عَلَيهِ ثَقيلُ
وَمِن دونِهِ سَمَرٌ عِجافٌ صُدورُها / يقيلُ وَحَيُّ المَوتِ حَيثُ تقيلُ
مَنازِلُ هارونَ الخَليفَة أَصبَحَت / لَهُنَّ عَلى شاطي الفُراتِ عَويلُ
مَنازِلُ أَمسَت في السِياقِ نُفوسُها / سُلِبنَ رِداءَ المُلكِ وَهوَ جَميلُ
لَبِسنَ حَلَيَّ المُلكِ ثُمَّ سُلِبنَها / فَهُنَّ وَلا حَليٌ لَهُنَّ عطولُ
يُذَكِّرُني هارونُ آثارَ مُلكِهِ / وَذلِكَ ذِكرٌ إِن بَقيتُ طَويلُ
إِذا ما سَطا عِزُّ المَنايا فَإِنَّهُ / سواقٌ عَزيزٌ عِندَهُ وَذَليلُ
وَما تَرَكَ المدّاحُ فيكَ مَقالَةً
وَما تَرَكَ المدّاحُ فيكَ مَقالَةً / وَلا قالَ إِلّا دَونَ ما فيكَ قائِلُ
ثَنَت طَرفَ عَينَيها صُدورَ المُصارِمُ
ثَنَت طَرفَ عَينَيها صُدورَ المُصارِمُ / وَضَنَّت بِحاجاتِ الصَديقِ المَكارِمِ
لَعَمري لَقَد لامَت سُعادُ عَلى الهَوى / وَلَستُ الَّذي يُصغي لِلامَةِ لائِمِ
دَعيني وَلَذّاتي أُطِعها فَإِنَّني / أُبادِرُ بِاللَذّاتِ شيبَ المَقادِمِ
دَعيني أَكُن إِن غَيَّرَ الشَيبُ لِمّتي / عَلى ماضِياتٍ في الصِبا غَيرَ نادِمِ
فَلا تَسحَتي بِالعَقلِ جَهلي فَإِنَّما / شُجونُ التَصابي في بَياضِ اللَهازِمِ
سَيَكفيكَ لَومي إِن بَقيتَ تَلون / مِنَ الرَأسِ زحافٌ بِسَعي القَوائِمِ
يُذَكِّرُني نَجداً وَطيبَ عِراصِها / عَلى ظَمَإٍ بَرد الرِياحِ النَواسِمِ
وَمَفتولَةَ الأَعضادِ تدمي أُنوفَها / تَثنّي المَباني في رُؤوسِ المَخارِمِ
تُعارِضُ زَيتونَ البَليخِ بِأَذرُعٍ / سَوابِحُ في أَمواجِ تِلكَ المَحارِمِ
فَيَطوينَ بِالأَيدي مَناشِرَ أَرجُلٍ / وَيَبسُطنَ أَثواباً بِنَسجِ المَناسِمِ
وَكَم خَبَطَت مِن فَحمَةٍ لِدُجنَّةٍ / وَجَمرَةِ وَهّاجِ مِن الصَيفِ جاحِمِ
إِلى اِبنِ جَميلٍ أَفنَتِ السَيرَ بِالسُرى / سِراعاً وَأَفناها دَوامُ الدَيامِمِ
أَناخَت بِمَمنوعِ الحِمى واسِعِ الجَدى / صَبورٍ عَلى عَضِّ السُنونِ اللَوازِمِ
يَسوسُ إِذا ساسَ الأُمورَ بِمَحصَدٍ / مِنَ الرَأيِ حِلال عُقودَ العَزائِمِ
كَفى اِبنَ جَميلٍ أَنَّهُ غَيرُ راقِدٍ / عَنِ المُكرَماتِ وَالأُمورِ الجَسائِمِ
يَنامُ غِراراً راعِياً لِأُمورِهِ / وَأَكثَرُ ما يَطوي الدُجى غَير نائِمِ
إِذا ذَكَرَ المَنون يَومي مُحَمَّدٍ / رَأَيتَ اِبتِهاجاً في وُجوهِ البَراجِمِ
تَسامَت بِأَعناقٍ طِوالٍ وَأَعيُن / إِلى الفَضلِ أَيّام العُلا وَالمَكارِمِ
فَلا تَحسَبَنّا حينَ نُغضي عَلى القَذى
فَلا تَحسَبَنّا حينَ نُغضي عَلى القَذى / بِنا صَمَمٌ عَن سوءِ رَأيِكَ أَو أَعمى
وَلكِن تَدَبَّرنا الأُمورَ فَلَم نَجِد / إِلى شَتمِ أَعراضِ العَشيرَةِ سُلّما
فَلا تَحسَبَنَّ الأَرضَ سَدَّت فُروجَها / عَلَيَّ وَأَنَّ الرِزقَ أَمسى مُحرَّما
فَأَبعَدُ ما أَمسى وَأَصبَح هِمَّةً / وَأَشرَفُها نَفساً إِذا كُنتَ مُعدَما
وَما قَدَّمَ الفَضل بن يَحيى مَكانَه
وَما قَدَّمَ الفَضل بن يَحيى مَكانَه / عَلى غَيرِهِ بَل قَدَّمتهُ المَكارِمُ
لَقَد أَرعَبَ الأَعداءَ حَتّى كَأَنَّهُ / عَلى كُلِّ ثَغرٍ بِالمِنَّةِ قائِمُ
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد / فَأَصبَحت لا أَرتاعُ لِلحدثانِ
كَفاني كَفاهُ اللَهُ كُلَّ مُلمَّةٍ / طِلابُ فُلانٍ مَرَّةً وَفُلانُ
فَأَصبَحَت في رَفعٍ مِنَ العَيشِ واسِع / أقلِّبُ فيهِ ناظِري وَلِساني
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم / ذَوي غِبطَةٍ في عَيشِهِم وَليانِ
يَرونَ دُموعي حينَ يَشتَمِلُ الدُجى / عَلَيَّ وَما أَلقى مِنَ الحَدَثانِ
إِذَن لَرَأوا جِسماً أَضَرَّ بِهِ الهَوى / وَعَينَ مُعَنّىً جَمَّة الهملانِ
أَمِن بِئرٍ مَيمونٍ يَحِنُّ صَبابَةً / إِلى أَهلِ بَغدادَ وتِلكَ أَماني
بَعدت وَبَيت اللَهِ مِمَّن تُحِبُّهُ / هَواكَ عِراقِيٌّ وَأَنتَ يَماني
إِذا ذُكِرَت بَغدادُ لي فَكَأَنَّما / تَحَرَّكَ في قَلبي شَباةُ سِنانِ
لَئِن أَنا لَم أُدرِك مِنَ الدَمعِ ثارِيا
لَئِن أَنا لَم أُدرِك مِنَ الدَمعِ ثارِيا / وَلَم أَشفِ قَرحاً داخِلاً في فُؤادِيا
لَتَختَرِمَنّي الحادِثاتُ وَحَسرَتي / بِأَحمَدَ في سَوداءِ قَلبي كَما هِيا
لَقَد أَفسَدَ الدُنيا عَلَيَّ فِراقُهُ / وَكَدَّرَ مِنها كُلَّ ما كانَ صافِياً
وَأَذكُرُ أَلّا نَلتَقي فَكَأَنَّما / أُعالِجُ أَنفاسَ المَنايا القَواضِيا
تَخَلَّصَت الأَيّامُ لا دَرَّ دَرُّها / حَبالَ اِبنِ أمي أَحمَدٍ مِن حِبالِيا
وَباعَدَ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَهُ / مِنَ القُربِ أَيّامٌ تَسوقُ اللَيالِيا
كَأَنَّ يَميني يَومَ فارَقتُ أَحمَداً / أَخي وَشَقيقي فارَقَتها شمالِيا
وَما كانَتِ الأَيّامُ بَيني وَبَينَهُ / وَلا فَرحُ اللَذّاتِ إِلّا عَوارِيا
خَليلَيَّ لا تَستَبطِئا ما اِنتَظَرتُما / فَإِنَّ قَريباً كُلُّ ما كانَ آتِياً
أَلا تَرَيانِ اللَيلَ يَطوي نَهارَهُ / وَضوءَ النَهارِ كَيفَ يَطوي اللَيالِيا
هُما الفَتَيانِ المُترَفانِ إِذا اِنقَضت / شيبَة يَومَ عادَ آخرُ ناشِيا
وَيَمنَعُني مِن لذَّةِ العَيشِ أَنَّني / أَراكَ إِذا قارَفتَ لَهواً تَرانِيا
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا / وأَمسَكَ مَن يُجدي وَمَن كانَ يَجتَدي
فَقُل لِلمَطايا قَد أَمِنتِ مِنَ السُرى / وَطَيِّ الفَيافي فَدفداً بَعدَ فَدفَدِ
وَقُل للعَطايا بَعدَ فَضلٍ تَعَطّلي / وَقُل لِلرَزايا كُلَّ يَومٍ تَجَدّدي
وَدونَكَ سَيفاً بَرمَكِيّاً مُهَنَّداً / أُصيبَ بِسَيفٍ هاشِمِيٍّ مُهَنّدِ
إِلَيكَ أَبا العبّاسِ سارَت نَجائِبٌ
إِلَيكَ أَبا العبّاسِ سارَت نَجائِبٌ / لَها هَمٌّ تَسري إِلَيكَ وَتَنزِعُ
بِذِكرِكَ تَحدوها إِذا ما تَأَخَّرَت / فَتَمضي عَلى هَولِ المضيِّ وَتُسرِعُ
فَما لِلِسانِ المَدحِ دونَكَ مشرعٌ / وَما لِلمَطايا دونَ بابِكَ مفزعُ
إِذا ما حِياضُ المَجدِ قَلَّت مِياهُها / فَحَوضُ أَبي العَبّاسِ في الجودِ مُترَعُ
فَزُرهُ تَزُر حِلماً وَعِلماً وَسُؤدُداً / وَبَأساً بِهِ أَنفُ الحَوادِثِ يُجدَعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025