المجموع : 41
رَأَت مِنهُ عَيني مَنظَرَينِ كَما رَأَت
رَأَت مِنهُ عَيني مَنظَرَينِ كَما رَأَت / مِنَ الشَمسِ وَالبَدرِ المُنيرِ عَلى الأَرضِ
عَشِيَّة حَيّاني بوَردٍ كَأَنَّهُ / خُدودٌ أُضيفَت بَعضُهُن إِلى بَعضِ
وَنازَعَني كَأساً كَأَنَّ حُبابَها / دُموعيَ لما صَدَّ عَن مُقلَتي غُمضي
وَراحَ وَفِعلُ الراحِ في حَرَكاتِهِ / كَفِعل نَسيمِ الريحِ بِالغُصُنِ الغَضِّ
دَعاني صَديقٌ لي لِأَكل قَطائِفِ
دَعاني صَديقٌ لي لِأَكل قَطائِفِ / فَأَمعَنتُ فيها آمِناً غَيرَ خائِفِ
فَقالَ وَقَد أَوجَعتُ بِالأَكلِ قَلبَهُ / رُوَيدَكَ مَهلاً فَهيَ إِحدى المَتالِفِ
فَقُلتُ لَهُ ما إِن سَمِعنا بِهالِكٍ / يُنادي عَلَيهِ يا قَتيلَ القَطائِفِ
وَمِن طاعَتي إِيّاهُ أَمطَرَ ناظِري
وَمِن طاعَتي إِيّاهُ أَمطَرَ ناظِري / إِذا هُوَ أَبدى مِن ثَناياهُ لي بَرقا
كَأَن دُموعي تُبصِرُ الوَصلَ هارِباً / فَمن أَجلِهِ تَجري لِتُدرِكُهُ سَبقا
أَقولُ لَها وَالصُبحُ قَد لاحَ ضَوءُهُ
أَقولُ لَها وَالصُبحُ قَد لاحَ ضَوءُهُ / كَما لاحَ ضَوءُ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
شَبيهُكِ قَد وافى وَلاحَ اِفتِراقُنا / فَهَل لَكِ في صَوتٍ وَكَأسٍ مُرَوَّقِ
فَقالَت شِفائي في الَّذي قَد ذَكَرتَهُ / وَإِن كُنتَ قَد نَغَّصتَهُ بِالتَفَرُّقِ
أَلا هَل إِلى دَيرِ العَذارى وَنَظرَةٍ
أَلا هَل إِلى دَيرِ العَذارى وَنَظرَةٍ / إِلى الديرِ مِن قَبلِ المَماتِ سَبيلُ
وَهَل لي بِسوقِ القادِسِيَّةِ سَكرَةٌ / تُعَلِّلُ نَفسي وَالنَسيمُ عَليلُ
وَهَل لي بِحاناتِ المَطيرَةِ وَقفَةٌ / أُراعي خُروجَ الزِقِّ وَهوَ حَميلُ
إِلى فِتيَةٍ ما شَتَّتَ العَذلُ شَملَهُم / شِعارُهُ عِندَ الصَباحِ شُمولُ
وَقَد نَطَقَ الناقوسُ بَعدَ سُكوتِهِ / وِشَمعَلَ قِسّيسٌ وَلاحَ فَتيلُ
يُريدُ اِنتِصاباً لِلمُدامِ بِزَعمِهِ / وَيُرعِشُهُ الإِدمانُ فَهوَ يَميلُ
يُغَنّي وَأَسبابُ الصَوابِ تُمِدِّهُ / فَلَيسَ لَهُ فيما يَقولُ عَديلُ
أَلا هَل إِلى شَمِّ الخُزامى وَنَظرَةٍ / إِلى قَرقَرى قَبلَ المَماتِ سَبيلُ
وَثَنّى فَغَنّى وَهوَ يَلمِسُ كَأَسَهُ / وَأَدمُعُهُ في وَجنَتَيهِ تَسيلُ
سَيُعرِضُ عَن ذِكري وَيَنسى مَوَدَّتي / وَيَحدُثُ بَعدي لِلخَليلِ خَليلُ
سَقى اللَهُ عَيشاً لَم يَكُن فيهِ عُلقَةٌ / لِهَمٍّ وَلَم يُنكِر عَلَيهِ عَذولُ
لَعَمرُكَ ما اِستَحمَلتُ صَبراً لِفَقدِهِ / وَكُلُّ اِصطِبارٍ عَن سِواهُ جَميلُ
وَما ليَ حَقٌّ واجِبٌ غَيرَ أَنَّني
وَما ليَ حَقٌّ واجِبٌ غَيرَ أَنَّني / إِلَيكُم بِكُم في حاجَتي أَتَوَسَّلُ
هاتِ اِسقِنيها قَهوَةً بابِلِيَّةً
هاتِ اِسقِنيها قَهوَةً بابِلِيَّةً / تُحاكي شُعاعَ الشَمس بَل هيَ أَفضَلُ
فَقَد نَطَقَ الدُرّاجُ بَعدَ سُكوتِهِ / وَوافى كتابُ الوَردِ إِنِّيَ مُقبِلُ
أَلا هَل إِلى الغُدرانِ وَالشَمسُ طَلعَةٌ
أَلا هَل إِلى الغُدرانِ وَالشَمسُ طَلعَةٌ / سَبيلٌ وَنورُ الخَيرِ مُجتَمِعُ الشَملِ
وَمُستَشرِفٍ لِلعَينِ تَغدو ظِباؤُهُ / صَوائِدَ أَلبابِ الرِجالِ بِلا نَبلِ
إِلى شاطِئِ القاطولِ بِالجانِبِ الَّذي / بِهِ القَصرُ بَينَ القادِسِيَّةِ وَالنَخلِ
إِلى مَجمَعٍ لِلطَيرِ فيهِ رَطانَةٌ / يُطيفُ بِهِ القَناصُ بِالخَيلِ وَالرَجلِ
فَجاءَتهُ مِن عِندِ اليَهودِيِّ أَنَّها / مُشهَّرَةٌ بِالراحِ مَعشوقَةُ الأَهلِ
وَكَم راكِبٍ ظَهرَ الظَلامِ مُغَلَّسٍ / إِلى قَهوَةٍ صَفراءَ مَعدومَةِ المِثلِ
إِذا نَفَذَ الخَمّارُ دَنّاً بِمِبزَلٍ / تَبَيَّنتَ وَجهَ السُكرِ في ذَلِكَ البَزلِ
وَكَم مِن صَريعٍ لا يُديرُ لِسانَهُ / وَمِن ناطِقٍ بِالجَهلِ لَيسَ بِذي جَهلِ
نَرى شَرِسَ الأَخلاقِ مِن بَعدِ شُربِها / جَديراً بِبَذلِ المالِ وَالخُلُقِ السَهلِ
جَمَعتُ بِها شَملَ الخَلاعَةِ بُرهَةً / وَفَرَّقتُ مالاً غَيرَ مُصغٍ إِلى عَذلِ
لَقَد غَنِيَت دَهراً بِقُربي نَفيسَةً / فَكَيفَ تَراها حينَ فارَقَها مِثلي
إِذا ذَكَرَ الناسُ التَطَوُّلَ أَرعَدَت
إِذا ذَكَرَ الناسُ التَطَوُّلَ أَرعَدَت / فَرائِصُهُ خَوفاً لِذِكرِ التَطَوُّلِ
أَلا لَيتَ عَيشاً أَوَّلاً كَرَّ راجِعاً
أَلا لَيتَ عَيشاً أَوَّلاً كَرَّ راجِعاً / وَإِلّا فَعَيشٌ آخَرٌ مثلُ أَوَّلِ
لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَع الناسِ في البُخلِ
لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَع الناسِ في البُخلِ / وَأَفضَلِهِم فيهِ وَلَيسَ بِذي فَضلِ
دَعاني كَما يَدعو الصَديقُ صَديقَهُ / فَجِئتُ كَما يَأتي إِلى مِثلِهِ مثلي
فَلَمّا جَلَسنا لِلغَداءِ رَأَيتُهُ / يَرى إِنَّما من بَعضِ أَعضائِهِ أَكلي
وَيَغتاظُ أَحياناً وَيَشتُمُ عَبدَهُ / وَأَعلَمُ أَنَّ الغَيظَ وَالشَتمَ مِن أَجلي
أَمُدُّ يَدي سِرّاً لِآكُلَ لُقمَةً / فَيَلحَظُني شَزراً فَأَعبَثُ بِالبَقلِ
إِلى أَن جَنَت كَفّي لحيني جنايَةً / وَذلِكَ أَنَّ الجوعَ أَعدَمَني عَقلي
فَأَهوَت يَميني نَحوَ رِجلِ دَجاجَةٍ / فَجَرَّت كَما جَرَّت يَدي رِجلَها رِجلي
سَلامٌ عَلَيكُم مِن شُيَيخٍ مُقَوَّسٍ
سَلامٌ عَلَيكُم مِن شُيَيخٍ مُقَوَّسٍ / لَهُ جَسَدٌ بالٍ وَعَظمٌ مُحَطَّمٌ
أَلَم يَكُ في حَقِّ الندام وَحُرمة ال / مَدائِحِ أَنِ يُحنى عَلَيهِ وَيُرحَمُ
أَبا حَسَنٍ أَنصِف فَأَنتَ مُحَكَّمٌ / وَلا تَقرَبَنَّ الظُلمَ فَالظُلمُ مُظلِمُ
أَيُصبِحُ مِثلي في جِوارِكَ ضائِعاً / وَحَوضُكَ لِلطُرّاقِ بِالجودِ مُفعَمُ
وَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ في شُكرِ نِعمَةٍ / مَنَنتَ بِها قِدماً وَذو العَرشِ يَعلَمُ
وَلَيسَ بِتَزويقِ اللِسانِ وَصَوغِهِ
وَلَيسَ بِتَزويقِ اللِسانِ وَصَوغِهِ / وَلكِنَّهُ قَد خالَطَ اللَحمَ وَالدَما
إِلَيكَ أَبا إِسحاقَ مِنّي رِسالَةً
إِلَيكَ أَبا إِسحاقَ مِنّي رِسالَةً / تَزينُ الفَتى إِن كانَ يَعشَقُ زَينَهُ
لَقَد كُنتُ غَضباناً عَلى الدَهرِ زارِياً / عَلَيهِ فَقَد أَصلَحتَ بَيني وَبَينَهُ
أُحاجيكَ ما قَبرٌ عديمٌ تُرابُهُ
أُحاجيكَ ما قَبرٌ عديمٌ تُرابُهُ / بِهِ مَعشَرٌ مَوتى وَإِن لَم يُكَفَّنوا
سَلَوتُ عنِ التِبيانِ مُدَّةَ قَبرِهِم / فَإِن نُبِشوا يَوماً مِنَ الدَهرِ بَيَّنوا
وَعُدنَ بِقرقارِ الهَديرِ كَأَنَّما
وَعُدنَ بِقرقارِ الهَديرِ كَأَنَّما / شَرِبنَ حُمَيّا أَو بِهِنَّ جُنونُ
فَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُنَّ حمائِماً / بَكَينَ وَلَم تَدمَع لَهُنَّ عُيونُ
يَطولُ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى أَمَلَّهُ
يَطولُ عَلَيَّ اللَيلُ حَتّى أَمَلَّهُ / فَأَجلِسَ وَالنُوّامُ في غَفلَةٍ عَنّي
فَلا أَنا بِالراضي مِنَ الدَهرِ فِعلَهُ / وَلا الدَهرُ يَرضى بِالَّذي نالَهُ مِنّي
يَقولونَ زُرنا واقضِ واجِبَ حَقِّنا
يَقولونَ زُرنا واقضِ واجِبَ حَقِّنا / وَقَد أَسقَطَت حالي حُقوقَهُمُ عَنّي
إِذا أَبصَروا حالي وَلَم يَأنَفوا لَها / وَلا لَهُمُ مِنها أَنِفتُ لَهُم مِنّي
تَنَفَّسَ في وَجهي فَكِدتُ أَموتُ
تَنَفَّسَ في وَجهي فَكِدتُ أَموتُ / وَأَعرَضَ عَنّي جانِباً فَحَييتُ
وَنَسّى حَتّى حَسِبتُ بِأَنَّني / وَرَبِّكُما يا صاحِبَيَّ خريتُ
فَإِن لَم أَكُن فَتشتُ حقّاً غُلالَتي / لِأَغسِل عَنها سَلحها فَعميتُ
لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَعِ الناسِ في البُخلِ
لَنا صاحِبٌ مِن أَبرَعِ الناسِ في البُخلِ / وَأَفضَلَهم فيهِ وَلَيسَ بِذي فَضلِ