القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ شُهَيد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 30
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم
أَفي كُلِّ عامٍ مَصْرَعٌ لعَظِيم / أَصابَ المَنَايا حادِثِي وقَدِيمي
هَوَى قَمَرا قَيْسِ بْن عَيْلانَ آنِفاً / وأَوْحَشَ مِن كَلْبٍ مَكَان زَعِيمِ
فَكَيْفَ لِقَائِي الحادِثَاتِ إِذا سَطَتْ / وقد فُلَّ سَيْفِي منهُمُ وعَزِيمِي
وكَيْفَ اهْتِدائي في الخُطُوبِ إِذا دَجَت / وقد فَقَدَتْ عَيْنَايَ ضَوْءَ نُجُومِي
مَضَى السَّلَفُ الوَضَّاحُ إِلا بَقِيّةً / كغُرّةِ مُسْوَدِّ القَمِيصِ بَهيمِ
رَمَيت بها الآفاقَ عَنِّى غَرِيبَةً / نَتِيجةَ خَفَّاقِ الضُّلُوعِ كَظِيمِ
لأُبْدِي إِلى أَهْلِ الحِجَا مِن بَواطِنِي / وأُدْلِي بعذْرٍ في ظَوَاهِرِ لُومِ
أَنا السيْف لم تَتْعَبْ به كَف ضارِبٍ / صَرومٌ إِذا صادَفْت كَفَّ صَرومِ
سَعَيْتُ بأَحْرَارِ الرِّجَالِ فخانَنِي / رِجَالٌ ولم أُنْجَدْ بجَدّ عَظِيمِ
وضيَّعَنِي الأَمْلاكُ بَدْءاً وعَوْدةً / فضِعْت بدارٍ منهُم وحَرِيمِ
فإِنْ رَكِبَتْ منِّي اللَّيَالِي هَضِيمةً / فقَبْلِيَ مَا كانَ اهْتِضَام تَمِيمِ
أَما وأَبِي الأَيَّام لَوْلا اعْتِدَاؤهَا / لَظَاهَرْت في ساداتِهَا بقُرومِ
وقَارَعْت مَن يَبْغِي قِرَاعِي منهم / بأَحْلامِ بَطْشٍ أَوْ بِطَيْش حلُومِ
أَحَلُّوا مَلامِي لا أَبَا لأَبِيهِم / وإِنِّي ورَبِّ المَجْدِ غَيْر مَلُومِ
فَلا تَعْذُلُونِي إِنْ وَلِهْت فإِنَّهَا / علاقةُ حَبْرٍ لا علاقةُ رِيمِ
أَبا عَبْدةٍ إِنَّا عَذَرْناك عِنْدَمَا / رَجَعْنَا وغَادَرْنَاك غَيْرَ ذَمِيمِ
أَنَخْذُل مَن كُنَّا نَرود بأَرْضِهِ / ونَكْرَع منه في إِناءِ علُومِ
ويَجْلُو العَمَى عنَّا بأَنْوارِ رأيهِ / إِذا أَظْلَمَت ظَلْمَاءُ ذات غُيومِ
كأَنَّكَ لم تُلْقِحْ برِيحٍ مِن الحِجَا / عَقَائِمَ أَوْكَارٍ بغَيْرِ عَقِيمِ
ولم نَعْتَمِدْ مَغْنَاكَ غَدْواً ولم نزَلْ / نَؤُمُّ لفَصْلِ الحُكْمِ دارَ حَكِيمِ
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها
وطائِرةٍ تَهْوِي كأَنَّ جَناحها / ضَمِيرٌ خَفِيُّ لا يُحَدِّدُهُ وهْمُ
مُلازِمةٍ للرَّوْضِ حتى كأَنَّما / لها كُلُّ ما تفْتَرُّ عنه الرُّبى طُعْمُ
تَمُجُّ بفِيها الشَّهْد صِرْفاً ويخْتَفِى / لمُشْتارِهِ ما بيْنَ أَحْشائِها سَهْمُ
مُنافِرةٍ للإِنْسِ تأنَسُ بالفَلا / مُفَرِّقةٍ للشَّهْدِ مِن بَعْضِها السُّمُّ
فإِدْناؤُها رُشْدٌ وَهَتْكُ حِجابها / إِذا احْتَجَبتْ في غَيْرِ أَيَّامِها ظُلْمُ
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما
أَرى أَعْيُناً ترنُو إِليّ كأَنَّما / تُساوِرُ منها جانِبيَّ أَراقِمُ
أَدورُ فلا أَعْتامُ غيْر مُحارِبٍ / وأَسْعى فلا أَلْقَى امْرأً لِي يُسالِمُ
ويجْلِبُ لِي فَهْمِي ضُرُوباً مِن الأَذَى / وأَشقَى امْرِئٍ في قَرْيةِ الجهْلِ عالِمُ
وأَوْجعُ مَظْلُومٍ لقَلْبٍ وذِي حِجىً / فَتى عَربيٌّ تزدريهِ أَعاجِمُ
غَنِيتُمُ على ما تزعمُونَ عن الورى / لقد سَفِهَتْ تِلْكَ الحُلُومُ الزَّوَاعِمُ
وَهل يُقْدمُ البازِي على الطَّيْرِ في الضُّحى / إِذا زالَ عن ريشِ الجناحِ القَوادِمُ
سَلامٌ علَيْكُم لا تَحِيّةَ شاكِر / ولَكِنْ شَجى تَنْسدُّ منه الحلاقِمُ
وَما قُرِعتْ سِنِّي علَيْكُم نَدامةً / وأوشِكْ غَداً أَنْ يَقْرعَ السِّنَّ نادِمُ
علَيْكُم بدارِي فاهْدِمُوها دعائِماً / ففى الأَرْضِ بنَّاءُونَ لِي ودَعائِمُ
لئِن أَخْرجتْني عنكُم شرُّ عُصْبة / ففي الأَرْضِ إِخْوانٌ عليَّ أَكارِمُ
وإِنْ هَشَمَتْ حقِّي أُميّةُ عِنْدها / فَهاتا عَلى ظَهْرِ المحجَّةِ هاشِمُ
ولا غَرو مِن تَرْكِ القَلانِسِ جانِباً / إِذا عَرفَتْ حَقِّي هُناكَ العمائِمُ
ولمّا فَشا بِالدَّمْعِ مِنْ سِرِّ وجْدِنا / إِلى كاشحِينا ما القُلُوبُ كواتِمُ
أَمرْنا بإِمْساكِ الدُّمُوعِ جُفُونَنا / لِيْشجي بما تطوِي عَذُولٌ ولائِمُ
فظَلَّتْ دُمُوعُ العيْنِ حيْرى كأَنَّها / خِلالَ مآقِينا لآلٍ توائِمِ
أَبَى دَمْعُنا يَجْرِي مَخافةَ شامِتِ / فنَظَّمهُ بَيْنَ المحاجِرِ ناظِمُ
وراقَ الهَوى منَّا عُيُونٌ كَرِيمةٌ / تَبسَّمْنَ حتى ما تَرُوقُ المباسِمُ
ولمّا رأَيْتُ اللَّيْلَ عَسْكَرَ قرّهُ
ولمّا رأَيْتُ اللَّيْلَ عَسْكَرَ قرّهُ / وهَبَّتْ له رِيحانِ تَلْتَطِمَانِ
وعَمَّمَ صُلْعَ الهُضْبِ مِن قَطْرِ ثَلْجِهِ / يَدانِ مِن الصِّنَّبْرِ تَبتَدِرانِ
رَفَعْتُ لِسَارِي اللَّيْلِ ناريْنِ فارْتأَى / شُعَاعَيْنِ تَحْتَ النَّجْمِ يَلْتَقِيَانِ
فأَقْبَلَ مَقْرُورَ الْحَشَا لم تَكُنْ له / بدَفْعِ صُرُوفِ النَّائِباتِ يدانِ
فقُلْتُ إِلى ذاتِ الدُّخانِ فقالَ لِي / وهل عُرفَتْ نارٌ بَغْيرِ دُخَانِ
فمِلْتُ به أَجْتَرُّهُ نَحْوَ جَمْرَةٍ / لها بارِقٌ للضَّيْفِ غَيْرُ يَمانِ
إِذا ما حَسَا أَلْقَمْتُهُ كُلَّ فِلْذَةٍ / لفَرْخةِ طَيْرٍ أَوْ لسَخْلةِ ضانِ
فَما زالَ في أَكلٍ وشُرْبٍ مُدارَكٍ / إِلى أَنْ تَشَهَّى التَّرْكَ شَهْوَةَ وانِي
فأَلْحَفْتُهُ فامتَدَّ فَوْقَ مِهَادِهِ / وخَدّاهُ بالصَّهْبَاءِ تَتَّقِدانِ
وَما انْفَكَّ مَعْشُوقَ الثَّواءِ نَمُدُّهُ / ببشْر وتَرْحِيب وبَسْطِ لسانِ
تُغَنِّيهِ أَطْيَارُ القِيانِ إِذا انْتَشَى / بصنْجٍ وكَيْثَارٍ وعُودِ كِرانِ
وَيَسْمُو دُخَانُ المَنْدَلِ الرَّطْبِ فَوْقَهُ / كَما احْتَمَلَتْ رِيحٌ مُتُون عُثَانِ
إِلى أَنْ تَشهى البَيْنَ مِن ذاتِ نَفْسِهِ / وحَنَّ إِلى الأَهْلِينَ حَنَّةَ حانِي
فأَتْبَعْتُهُ ما سَدَّ خَلَّةَ حالِهِ / وأَتْبَعَنِي ذِكْراً بكُلِّ مَكَانِ
وآلى زُهَيْرُ الحُبِّ يا عزَّ أَنَّهُ
وآلى زُهَيْرُ الحُبِّ يا عزَّ أَنَّهُ / إِذا ذَكَرتْهُ الذَّاكِراتُ أَتاهَا
إِذا جرتِ الأَفْواهُ يوْماً بذِكْرِهَا / يُخَيَّلُ لِي أَنِّي أُقَبِّلُ فاهَا
فأَغْشَى دِيارَ الذَّاكِرينَ وإِن نَأَتْ / أَجارِع مِن دارِي هَوىً لهَواها
إِذا لَم تَجِدْ إِلا الأَسى لكَ صاحِباً
إِذا لَم تَجِدْ إِلا الأَسى لكَ صاحِباً / فَلا تَمنَعنَّ الدَّمعَ يَنهلُّ ساكِبا
هَوَت بِأَبي العَباسِ شَمس من التقى / وأَمسَى شَهابُ الحَقِّ في الغَربِ غارِبا
إلى المُعتلي عالَيتُ هَمَّي طَالِباً
إلى المُعتلي عالَيتُ هَمَّي طَالِباً / لِكَرَّتِه إنَّ الكَريمَ يَعودُ
هُمامٌ أَراه جُودُه سُبُل العُلا / وَعَلَّمَهُ الإِحسانَ كَيفَ يَسودُ
نَفَى الذَمّ عَنهُ أن طي برُوده / عَفافٌ عَلَى سِن الشَّباب وجودُ
تُؤدِّى إِلَينا أَنه سِبطُ أَحمدٍ / مَخايِلُ فيهِ لِلهُدى وَشُهودُ
حنَانَيكَ إِنَّ الماءَ قَد بَلَغَ الزُّبى / وأنحَت رَزايا ما لَهُنَّ عَديدُ
ظَمِئتُ إِلَى صافِي الهَواءِ وَطَلقِهِ / فَهَل لي يَوماً في رِضاكَ ورُودُ
ولي حرمةٌ حاشا لِمِثلك أن يُرى / مضيعاً لها وهو الغداة شهيدُ
فلا يَعرَ من رُحماكمُ مَن عليكمُ / مطارف مما حاكَهُ وبرودُ
جَواهِر شعرٍ شاكلَ المَجدَ درها / كَما شاكَلت جيدَ الفتاةِ عُقودُ
فَيا أَيُّها الباغِي الفرار أَمامَه
فَيا أَيُّها الباغِي الفرار أَمامَه / هُو المَوتُ فاعلَم أنهُ سَوفَ يلحقُ
فَريق العِدا مِن حَدِّ عَزمِكَ يفرقُ
فَريق العِدا مِن حَدِّ عَزمِكَ يفرقُ / وبِالدَّهرِ مِما خافَ بَطشَك أولَقُ
تَيَممتهُ وَالسَّعدُ حَولَك جَحفلٌ / وقارعتَه والنَّصرُ دونَك خَندَقُ
أَدَرتَ رَحى الحَربِ الزّبُونِ بِساحَةٍ / وغالبتَه وَالجَوُّ بالبَيض يَعبَقُ
فَلَما حَوت كَفاك رمَّة أَمرِهِ / وَشُدَّ بكفّ الحصرِ منهُ المُخنَّقُ
وأَسقَيتَه مِن جَمَّة الأَمن صافِياً / إِذا ذاقَه من ذاقه يَتَمَطَّقُ
وَكَم لَكَ مِثلي مُستَرقّ مكارمٍ / بِعَفوِكَ مِن رِقِّ المنيّة يُعتَقُ
كَشفتُ سَماءَ المَجدِ عنكَ فَلَم أَجِد / سوى كَرمٍ عَن طيبِ خيمكَ يَنطِقُ
وَرَدتُ رِياضَ العَفوِ منكَ فَجادَني / بأَرجائِها مِن مُزنِ نُعماكَ مُغدِقُ
فإِن أَنا أَشكركَ أبيضَ مُعرِقاً / فَلا هَزَّني لِلمَجدِ أَبيض مُعرِقُ
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً
أَلا مَسَخَ اللَّهُ القِطار حِجارةً / تصوبُ عَلَينا وَالغمامَ غموما
وكانَت سَماء اللَّهِ لا تمطر الحَصى / ليالي كُنا لا نطيشُ حلوما
فَلَما تَحَولنا عَفاريت جنةٍ / تحول شؤبوبُ الغَمام رجوما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025