المجموع : 75
سَواءٌ عَلَينا نلتَ ما نلتَ مِن عُلاً
سَواءٌ عَلَينا نلتَ ما نلتَ مِن عُلاً / إِذا لَم تُنل أَو كُنتَ ما كُنتَ مِن قَبلُ
وَما نافِعي أَن يَبلُغَ العَرشَ صاحِبي / وَيَنحَطَّ قَدري في الثَرى مِثلَ ما يَعلو
وَلي حاجَةٌ في جَنبِ جودِكَ سَهلَةٌ
وَلي حاجَةٌ في جَنبِ جودِكَ سَهلَةٌ / وَلكِنَّها عِندي تجلُّ وَتَعظُمُ
فَإِن تُولِنيَها أَحتَسِبها صَنيعَةً / أَقومُ لَها بِالشُكرِ ما قامَ مَوسِمُ
وَقالوا غَدَت بَغدادُ خِلواً وَما بِها
وَقالوا غَدَت بَغدادُ خِلواً وَما بِها / جَميلٌ وَلا مَن يُرتَجى لِجَميلِ
وَكَيفَ اِستَجازوا قَولَ ذاكَ وَقَد حَوَت / أَخا الفَضلِ شَمسَ الدَولَةِ بن جَميلِ
بِقَدِّكُما إِن شِئتُما فَتَطاعَنا
بِقَدِّكُما إِن شِئتُما فَتَطاعَنا / بِكُلِّ رُدَينِيِّ القَوامِ مُثَقَّفِ
وَإِن شِئتُما بِالنُبلِ أَن تَتَناضَلا / فَدونَكُما بِالرشقِ مِن كُلِّ أَوطَفِ
وَلا تُثقِلا خَصرَيكُما بِمُهَنَّدٍ / فَفي كُلِّ جَفنٍ مِنكُما حَدُّ مُرهَفِ
وَأَهيَفَ كَم مِن مُبتَلىً فيهِ قَد بُلي
وَأَهيَفَ كَم مِن مُبتَلىً فيهِ قَد بُلي / لَهُ جُمَلٌ مِن حسنِهِ لَم تُفَصَّلِ
صَبَرتُ عَلَيهِ وَاِنتَظَرتُ زِيارَةً / وَقُلتُ الهَوى يَومانِ يَومٌ لَهُ وَلي
فَلَم تَكُ إِلّا مُدَّةٌ إِذ رَأَيتُهُ / وَعِزَّتُهُ قَد بُدِّلَت بِتَذَلُّلِ
وَأَصبَحَ مِثلَ الرَسمِ أَقوَت رُسومُهُ / لِما نَسَجَتها مِن جَنوبِ وَشَمأَلِ
فَقُلتُ لِقَلبي بَعدَ ذاكَ وَناظِري / قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
أَجَل أَنا في لَونِ الشَبيبَةِ مُغرَمُ
أَجَل أَنا في لَونِ الشَبيبَةِ مُغرَمُ / وَإِن لَجَّ عُذّالٌ وَأَسرَفَ لُوَّمُ
وَماذا عَلَيهم أَن كَلِفتُ بِأَسوَدٍ / محلتهُ في العَينِ وَالقَلبِ مِنهُمُ
وَقَد عابَني قَومٌ بِتَقبيلِ خَدِّهِ / وَما ذاكَ عَيبٌ أَسوَدُ الرُكنِ يُلثَمُ
لَئِن ضَمَّ جُنحَ اللَيلِ أَثناءُ بُردِهِ / لَقَد شَقَّ عَن مِثلِ الصَباحِ التَبَسُّمُ
وَما شانَهُ لَونُ السَوادِ لِأَنَّهُ / بِغُرِّ الثَنايا وَالخَلائِقِ مُعلَمُ
فَكَم أَشقَرٍ يَومَ النزالِ رَأَيتَهُ ال / سُكَيتَ وَجَلّى يقدمُ النَقعَ أَدهَمُ
وَمُستَعجِمِ الأَلفاظِ يُفصِحُ تارَةً / وَيُرتَجُ عَنهُ تارَةً فَيُجَمجمُ
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّ شَفاعَتي
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَنَّ شَفاعَتي / تُرَجّى لِمَن في وَجهِهِ أَلفُ شافِعِ
لِأَبلَجَ عَسّالِ التَثَنّي مُهَذَّبِ ال / خَلائِقِ مَعسولِ الثَنايا مُطاوِعِ
يَرومُ شَفيعاً مِن سِواهُ جَهالَةً / وَلا شافِعٌ مِثلَ الحَبيبِ المُضاجِعِ
وَلا بُدَّ أَن أَسعى لِأَفضَلِ رُتبَةٍ
وَلا بُدَّ أَن أَسعى لِأَفضَلِ رُتبَةٍ / وَأَحمِيَ عَن عَيني لَذيذَ مَنامي
وَأَقتَحِمَ الأَمرَ الجَسيمَ بِحَيثُ أَن / أَرى المَوتَ خَلفي تارَةً وَأَمامي
فَإِمّا مَقاماً يَضرِبُ المَجدُ حَولَهُ / سُرادِقَهُ أَو باكِياً لِحِمامي
فَإِن أَنا لَم أَبلُغ مَقاماً أَرومُهُ / فَكَم حَسَراتٍ في نُفوسِ كِرامِ
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه / فَلا أَحَدٌ إِلّا وَمَجدِيَ غالِبُه
وَإِنّي الَّذي لَولا صَنائِعُ جَدِّهِ / لَما رُفِعَت يَوماً لِمُلكٍ مَضارِبُه
فَتىً يَتَقاضى صُنعَهُ الناسُ دائِماً / فَلَم يَخلُ يَوماً مِن غَريمٍ يُطالِبُه
لَهُ قَصباتُ السَبقِ في كُل مَوطِنٍ / يُطيلُ إِذا أَسدى لِمَن لا يُناسِبُه
وَيَسقي إِذا الأَنواءُ في العامِ أَخلَفَت / فَهَل مِثلُ آبائي تُعَدُّ مَناقِبُه
وَكَم قَد كَسَونا مِن يَتيمٍ وَمَيِّتٍ / سَتَرنا وَلَولانا لَبانَت مَعايِبُه
وَكَم قَد سَعى جَدّي لِمَدِّ صَنيعَةٍ / تُهَزُّ لَها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه
وَكَم راضَ صَعباً جامِحاً مُتَمَنِّعاً / يُلايِنُهُ طَوراً وَطَوراً يُصاعِبُه
فَأَصحَبَ مِن بَعدِ الجِماحِ وَأَسمَحَت / قَرونتُهُ حَتّى تَوَلّاهُ راكِبُه
وَإِنّي لَمِقدامٌ إِذا ما تَأَخَّرَت / بِغَيرِيَ في يَومِ الطِعانِ مَراكِبُه
وَلَستُ كَمَن وَلّى فِراراً مِنَ الوَغى / يُطيلُ سُؤالاً عَن رَفيقٍ يُصاحِبُه
تَجَوَّعَ لي الشَيخُ الزَكِيُّ وَجاءَني
تَجَوَّعَ لي الشَيخُ الزَكِيُّ وَجاءَني / مَعَ الشَمسِ قَبلَ الشَمسِ يَتلوهُما النَجمُ
وَقَد سَرَّحا ذَقنَيهِما وَتَسَربلا / مِنَ الوَشيِ ما اِزدانَت حَواشيه وَالرقمُ
وَجاءَت بَنو عَبدانَ طُرّاً كَأَنَّما / لَهُم في الَّذي اِستَصحَبتُ مِن عَدَنٍ قِسمُ
وَجاءَ أَبو الفَضلِ الأَمينُ وَعَبدُهُ / كَذِئبي غَضاً قَد مَسَّهُم مِن طَوىً سقمُ
وَأَقبَلَ شَمسُ الدينِ يَسعى مُبادِراً / وَفي كُمهِ لِلنَّهبِ مِن أَدَمٍ كَمُّ
جُموعٌ لَو اَنَّ السَدَّ أَعرَضَ دونَهُم / بَدا مِنهُمُ في جانِبي رتقِهِ ثَلمُ
يَرومونَ خُبزي وَالكَواكِبُ دونَهُ / لَقَد ضَلَّ عَنهُم رَأيُهُم وَنَأى الفَهمُ
أَما عَلِموا أَنَّ الذبابَةَ لا تَرى / طَعامي وَأَنَّ الفارَ عِندي لَها لُجمُ
وَكُنّا نُرَجّي بَعدَ عيسى مُحَمَّداً
وَكُنّا نُرَجّي بَعدَ عيسى مُحَمَّداً / لِيُنقِذَنا مِن لاعِجِ الضُرِّ وَالبَلوى
فَأَوقَعنا في تيهِ موسى فَكُلُّنا / حَيارى وَلا مَنٌّ لَدَيهِ وَلا سَلوى
أَبو الفَضلِ وَاِبنُ الفَضلِ أَنتَ وَتُربُهُ
أَبو الفَضلِ وَاِبنُ الفَضلِ أَنتَ وَتُربُهُ / فَغَيرُ بَديعٍ أَن يَكونَ لَكَ الفَضلُ
أَتَتني أَياديكَ الَّتي لا أَعدُها / لِكَثرَتِها لا كُفرَ عِندي وَلا جَهلُ
وَلَكِنَّني أُنبيكَ عَنها بِطُرفَةٍ / تَروقُكَ ما وافى لَها قَبلَها مِثلُ
أَتاني خَروفٌ ما شَكَكتُ بِأَنَّهُ / حَليفُ هَوىً قَد شَفَّهُ الهَجرُ وَالعَذلُ
إِذا قامَ في شَمسِ الظَهيرَةِ خلتَهُ / خَيالاً سَرى في ظُلمَةٍ ما لَهُ ظِلُّ
فَناشَدتهُ ما تَشتَهي قالَ قَتَّةٌ / وَقاسَمتُهُ ما شَفَّهُ قالَ لي الأَكلُ
فَأَحضَرتُها خَضراءَ مَجّاجَةَ الثَرى / مُسَلَّمَةً ما حَصَّ أَوراقَها الفَتلُ
فَظَلَّ يُراعيها بِعَينٍ ضَعيفَةٍ / وَيُنشِدُها وَالدَمعُ في الخَدِّ مُنهَلُّ
أَتَت وَحِياضُ المَوتِ بَيني وَبَينَها / وَجادَت بِوَصلٍ حينَ لا يَنفَعُ الوَصلُ
غَزالُكَ بِالوَعساءِ مِن أَرضِ وَجرَةٍ
غَزالُكَ بِالوَعساءِ مِن أَرضِ وَجرَةٍ / يصيفُ وَيَشتو مِن وَراءِ الخَوَرنَقِ
تَناءَت بِهِ عَن قانِصِ الأُنسِ دارُهُ / فَكَيفَ يُرَجّيهِ مُقيمٌ بِجِلَّقِ
غَياثٌ وَعَمروٌ فَاِسمَعوا ما عَلِمتُهُ
غَياثٌ وَعَمروٌ فَاِسمَعوا ما عَلِمتُهُ / لِشَيخَينِ عِندي مِن حَديثِهِما شانُ
غَياثٌ نَفى عَن نَفسِهِ الحَدَّ في الزِنى / وَعَمروٌ بِتَوقيعِ الخَليفَةِ قَرنانُ
أَرى اِبن عُنين وَالبَها مُذ توليا
أَرى اِبن عُنين وَالبَها مُذ توليا / عَلى الناسِ وَلَّى الخَيرُ عَن كُلِّ مُسلِمِ
فَوَاللَهِ يا عيسى بِمَن شِئتَ مِنهُما / لعنتَ وَلَو كُنتَ المَسيح اِبن مَريَمِ
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها
وَجارِيَةٌ يَشفي الغَليلَ رُضابُها / وَيَحكي مُحَيّاها لَنا الشَمسَ وَالقَمَر
حَصانٌ وَما رَدَّت أَنامِلَ لامِسٍ / نَتوجٌ وَمِقلاتٌ وَما ضاجَعَت ذكَر
وَما حَيوانٌ يَتَّقي الناسُ شَرَّهُ
وَما حَيوانٌ يَتَّقي الناسُ شَرَّهُ / عَلى أَنَّهُ واهي القُوى واهِنُ البَطشِ
إِذا ضَعَّفوا نِصفَ اِسمِهِ صارَ طائِراً / وَإِن ضَعَّفوا باقيهِ صارَ مِنَ الوَحشِ
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ / مِنَ الظَهرِ يَأتي غَيرَ زورٍ وَلا كَذِب
يَمُجُّ بِما مِنهُ الخَليقَةُ كُلُّها / وَلا روحَ فيهِ إِنَّ هذا هوَ العَجَب
وَمَملوكَةٍ أَنسابُها فارِسِيَّةٌ
وَمَملوكَةٍ أَنسابُها فارِسِيَّةٌ / لَها لينُ مَولىً تَحتَ قُوَّةِ والي
عَلَيها جَلابيبٌ يَروقُكَ وَشيُها / كَأَن قَد وَشَتها حِميَرٌ بِأَزالِ
تَحِنُّ لِفُقدانِ القَرينِ كَأَنَّها / فَصيلٌ حَماهُ الخِلفَ رَبُّ عِيالِ
إِذا آنَسَت فَقدَ القَرينِ حَسِبتَها / جِمالاً تَراغَت بُكرَةً لِجَمالِ
تُواصِلُ بَينَ الكافِ وَالجيمِ رَنَّةً / إِذا ما يَمينٌ أَردَفَت بِشِمالِ
لَنا حاكِمٌ أَعمى سَديدٌ قَضاؤُهُ
لَنا حاكِمٌ أَعمى سَديدٌ قَضاؤُهُ / وَلَو كانَ ذا عَينٍ لما سَدَّدَ الحُكما
لَهُ لَهجَةٌ خَرساءُ يَجري بِها القَضا / تَرى فُصحاءَ الناسِ في جَنبِها بُكما
وَلا حُكمَ حينَ يُصلَبُ جَهرَةً / فَحينَئِذٍ لا ظُلمَ تَخشى وَلا هَضما
سِوى ناقِصٍ يَسمو إِلَيهِ وَكامِلٍ / يُرى في حَضيضٍ لا يُقلُّ وَلا يُسمى
إِذا خَرَّ مِنهُ الرَأسُ ثُمَّ نَكستَهُ / غَدا ثاوِياً فَاعجَب وَصَفَّ لَكَ الأَسما
لَهُ الحُكمُ في الدُنيا كَذلِكَ حُكمُهُ / يُنَفَّذُ في الأُخرى فَدقّق لَهُ فهما
إِلى شَرَفِ الدينِ اِقتَضَيتُ مَقالَتي / إِلى سَيِّدٍ حازَ الشَهامَةَ وَالعلما
إِلى مِصقَعٍ لَو قيسَ قُسٌّ بِمِثلِهِ / لألفيتَ قُسّاً في بَلاغَتِهِ فَدما
إِلَيهِ رَجائي أَن يَرُدَّ جَوابَها / فَنَحنُ إِلى نَظمٍ بَديعٍ لَهُ نَظما
وَنَروى متى نَروي بَدائِعَ لَفظِهِ / وَنَظما إِذا لَم نَروِ يَوماً لَهُ نظما