المجموع : 40
إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي
إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي / وَقَد مَلَكَت أَيديكُمُ البَسطَ وَالقَبضا
فَماذا يُرَجَّى مِنكُمُ إِن عَزَلتُمُ / وَعَضَّتكُمُ الدُنيا بِأَنيابِها عَضّا
وتَستَرجِعُ الأَيّامُ ما وَهَبَتكُمُ / وَمِن عادَةِ الأَيّامِ تَستَرجِعُ القَرضا
وَرُبَّ ظَلومٍ قَد كُفيتَ بِحَربِهِ
وَرُبَّ ظَلومٍ قَد كُفيتَ بِحَربِهِ / فَأَوقَعَهُ المَقدورُ أَيَّ وُقوعِ
فَما كانَ لي الإِسلامُ إِلّا تَعَبُّداً / وَأَدعِيَةً لا تُتَّقى بِدُروعِ
وَحَسبُكَ أَن يَنجو الظَلومُ وَخَلفَهُ / سِهامُ دُعاءٍ مِن قَسِيّ رُكوعِ
مُرَيَّشَةً بِالهُدبِ مِن كُلِّ ساهِرِ / مُنهَلَّةً أَطرافُها بِدُموعِ
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً / فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ / وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ / وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً / فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ / وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ / وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها / صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ
إِذا المَرءُ أَفشى سِرَّهُ بِلِسانِهِ / وَلامَ عَليهِ غَيرَهُ فَهُوَ أَحمَقُ
إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ / فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي / وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني / وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ / وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً / وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُها
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يَزينُها / تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تولِيَنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً / نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ / عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَوِّنٍ / إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
وَما أَكثَرَ الإِخوانِ حينَ تَعُدُّهُم / وَلَكِنَّهُم في النائِباتِ قَليلُ
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً
تَعَلَّم فَلَيسَ المَرءُ يولَدُ عالِماً / وَلَيسَ أَخو عِلمٍ كَمَن هُوَ جاهِلُ
وَإِنَّ كَبيرَ القَومِ لا عِلمَ عِندَهُ / صَغيرٌ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ الجَحافِلُ
وَإِنَّ صَغيرَ القَومِ إِن كانَ عالِماً / كَبيرٌ إِذا رُدَّت إِلَيهِ المَحافِلُ
إِذا نَحنُ فَضَّلنا عَلِيّاً فَإِنَّنا
إِذا نَحنُ فَضَّلنا عَلِيّاً فَإِنَّنا / روافِضُ بِالتَفضيلِ عِندَ ذَوي الجَهلِ
وَفَضلُ أَبي بَكرٍ إِذا ما ذَكَرتُهُ / رُميتُ بِنَصبِ عِندَ ذِكري لِلفَضلِ
فَلا زِلتُ ذا رَفضٍ وَنَصبِ كِلاهُما / بِحِبَّيهِما حَتّى أُوَسَّدَ في الرَملِ
وَأَنزَلَني طولُ النَوى دارَ غُربَةٍ
وَأَنزَلَني طولُ النَوى دارَ غُربَةٍ / إِذا شِئتُ لاقَيتُ أَمراً لا أُشاكِلُه
أُحامِقُهُ حَتّى تُقالَ سَجِيَّةٌ / وَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَكُنتُ أُعاقِلُه
وَدارَيتُ كُلَّ الناسَ لَكِن حاسِدي
وَدارَيتُ كُلَّ الناسَ لَكِن حاسِدي / مُداراتُهُ عَزَّت وَعَزَّ مَنالُها
وَكَيفَ يُداري المَرءُ حاسِدَ نِعمَةٍ / إِذا كانَ لا يُرضيهِ إِلّا زَوالُها
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ
أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ / وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ
لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ / فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم
لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ / وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم
بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم / وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم
وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ / وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً
أَجودُ بِمَوجودٍ وَلَو بِتُ طاوِياً / عَلى الجوعِ كَشحاً وَالحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظهِرُ أَسبابَ الغِنى بَينَ رِفقَتي / لَيَخفاهُمُ حالي وَإِنّي لَمُعدَمُ
وَبَيني وَبَينَ اللَهِ أَشكو فاقَتي / حَقيقاً فَإِنَّ اللَهَ بِالحالِ أَعلَمُ
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى / بِمَخفِيِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِما
بِإِطراقِ رَأسي بِاِعتِرافي بِذِلَّتي / بِمَدِّ يَدي أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى
بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها / لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما
بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم / بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما
أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى / مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي / جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ / بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل / تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ / فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ / تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ / عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ / وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ / وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ / أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي / كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني / وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي / وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ / سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ / وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى / وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ / فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً / فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى / وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
رَأَيتُكَ تَكويني بِمَيسَمِ مِنَّةٍ
رَأَيتُكَ تَكويني بِمَيسَمِ مِنَّةٍ / كَأَنَّكَ كُنتَ الأَصلَ في يَومِ تَكويني
فَدَعني مِنَ المَنِّ الوَخيمِ فَلُقمَةٌ / مِنَ العَيشِ تَكفيني إِلى يَومِ تَكفيني
جُنونُكَ مَجنونٌ وَلَستَ بِواجِدٍ
جُنونُكَ مَجنونٌ وَلَستَ بِواجِدٍ / طَبيباً يُداوي مِن جُنونِ جُنونَ
أُهينُ لَهُم نَفسي وَأَكرِمُها بِهِم
أُهينُ لَهُم نَفسي وَأَكرِمُها بِهِم / وَلا تُكرَمُ النَفسُ الَّتي لا تُهينا
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ / وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني / وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي / وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ / وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا