القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 53
دَعُوا أَدْمُعِي شَوْقاً لِلُقْيَاكُمُ تَجْرِي
دَعُوا أَدْمُعِي شَوْقاً لِلُقْيَاكُمُ تَجْرِي / فَإِنِّيَ فِي حُبِّي لَكُمْ رَابِحُ التَّجْرِ
وَاْهْدُوا لَنَا رُوحَ العُذَيْبِ وَبَارِقٍ / وَلَكِنْ مِنَ الرِّيقِ الْمُعطَّرِ وَالثَّغْرِ
وَلاَ تَبْتَغُوا مِنِّي السُّلُوَّ فَإنَّنِي / سَأَسْلُو سُلُوَّ الْبَانِ عَنْ وَاكِفِ القَطْرِ
وَأَتْرُكُ تَهْيَامِي بِكُمِ وَصَبَابَتِي / كَمَا تَرَكَ الحَادِي السُّرَى لَيْلَةَ النَّفْرِ
وَأَنْسَاكُمُ لَكِنْ كَمَا نِسِيَ الْهَوَى / عَلَى النَّأْيِ قَيْسٌ وَابْنُ مَعْمَرٍ العُذْرِي
فَيَا صَاحِبَيْ نَجْوَايَ مِنْ آلِ عَامِرٍ / أَلاَ نَادِمَانِي بِالغَرَامِ مَدَى عُمْرِي
وَيَا مُثْقِلَ الْخِدْرِ الَّذِي قَذَفَتْ بِهِ / أَمُونٌ تُبَاري الرِّيحَ فِي الْبَلَدِ القَفْرِ
دَعَوْتُكَ فَاحْلُلْ بَيْتَ قَلْبِيَ زَائِراً / بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ لِلْبَيْتِ ذِي الْحِجْرِ
وَبِالسِّجْفِ فِي الْحَيِّ الْمُمَنَّعِ غَادَةٌ / يَبِيتُ بِهَا نَجْمُ السَّمَاءِ عَلَى ذُعْرِ
مُنَعَّمَةٌ لَذَّ الشَّقَاءُ بِحُبِّهَا / وَلَوْ أَنَّهَا تُبْدِي هَجِيراً مِنَ الْهَجْرِ
وَلَوْ صَدَعَتْ قَلْبِي وَحَيَّتْ بِوَجْهِهَا / لَقُلْتُ صَبَاحٌ دُونَهُ صَدْعَةُ الْفَجْرِ
بِوَادِي الغَضَى حَلَّتْ وَلَكِنْ مِنَ الحَشَا / وَشِعْبِ النَّقَا لَكِنْ مِنْ السِّحْرِ وَالنَّحْرِ
وَأَسْنَدَ وَجْدِي مِنْ أَحَادِيثِ حُسْنِهَا / غَرائِبَ لَمْ تَخْطُرْ بِبَالِ وَلاَ فِكْرِ
فَلَمْ تَرْوِ يَوْماً عَنْ نَمُومٍ سِوَى الشَّذَا / وَلَمْ تَرُوِ يَوْماً عَنْ ضَعِيفٍ سِوَى الخِصْرِ
إِذَا لَمْ أُشَاهِدْ رَبْعَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ / فَإِنَّكَ يَا إِنْسَانَ عَيْنِي لَفِي خُسْرِ
وَمِمَّا أَثَارَ الْوَجْدَ جِيدٌ أَمَالَنِي / بِوَسْوَاسِ حَلْيٍ مَالِكٍ فِي الهَوَى أَمْرِي
وَثَغْرٌ ثَنَانِي الرَّدُّ عَنْ لَثْمِ دُرِّهِ / كَأَنَّ رَقِيبِي قَدَّمَ الرَّاءَ مِنْ دُرِّ
نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى مَعَاهِدَ بِالْحِمَى / يُمَثِّلُهَا فِكْرِي وَيَلْزَمُهَا ذِكْرِي
إِذَا انْتَصَبَتْ دَوْحَاتُهَا خَفَضَتْ بِهَا / غُصُوناً قَرَاهَا الغَيْثُ فِي الوَرَقِ الخضْرِ
وَقَدْ جَرَّهَا نَفْحُ الصَّبَا بَعْدَ رَبْعِهَا / كَأَنَّ نُسَيْمَاتِ الصَّبَا أَحْرُفُ الْجَرِّ
عَجِبْتَ لِنَبْتٍ وَسْطَهَا وَهْوَ بَاقِلٌ / يَخِيمُ بِهِ قُسُّ عَنِ النَّظْمِ وَالنَّثْرِ
وَرُبَّ رِيَاضٍ بِالغُوَيْرِ تَزَيَّنَتْ / بِنَضْرِ نَبَاتٍ غَاصَ فِي مَائِهَا الْغَمْرِ
وَأُخْرَى بِذَاتِ الجَزْعِ طَيّ ظِلاَلهَا / نَعِمْتُ بِهِ يَقْظَانَ فِي سِنَةِ الْعُمْرِ
وَلَمَّا تَقَضَّى اللَّيْلُ إِلاَّ أَقَلَّهُ / حَبَتْنَا بِمِعْطَارِ الشَّذَا أَرِجِ النَّشرِ
كَأَنَّ بُرُوقَ الجَوِّ نَارٌ تَلَهَّبَتْ / وَمَا ارْفَضَّ مِنْ جُنْحِ الدُّجَى عَنْبَرُ الْشِّحْرِ
إِذَا مَا الْتَقَى فِي نَهْرِهَا سَاكِنَانِ مِنْ / قَضِيبٍ وَمِنْ حَصْبَاءَ حُرِّكَ بِالْكَسْرِ
مُجَرِّرَةٌ ذَيْلَ النَّسِيمِ طَرُوبَةٌ / وَلاَ طَرَبَ الْحَادِي بِذِي الأثْلِ وَالسِّدْرِ
تَرَى الغَيْثَ فِيهَا بَاكِياً مُتَعَيِّراً / إِذَا ضَاعَ مِنْ أَكْمَامِهِ مُؤرجُ الزَّهْرِ
مُعَانِقَةٌ مِنْ قُضْبِهَا كُلَّ أَهْيَفٍ / وَلاَ هَيَفَ الأَعْطَافِ فِي الْحُلَلِ الْحُمْرِ
تَكَادُ لَعَمْرِي فِيهِ كُلُّ حَمَامَةٍ / تَشِبُّ عَنِ الطَّوْقِ ارْتِيَاحاً عَلَى الذّكْرِ
وَكَمْ سَاعَدَتْهَا وَهْيَ بِالشّرْبِ بَرَّةٌ / وَمَا بِرُّهَا بِالبِدْعِ كَلاَّ وَلاَ النُّكْرِ
بِقَطْرِ النَّدَى قَطْرُ النَّدَى وَسْطَهَا اقْتَدَى / فَمَا نَامَ لَمَّا نَامَ ذُو الكَأْسِ وَالوَتْرِ
فَمَنْ عَاذِرِي مِنْ حِيرَتِي وَتَوَلُّهِي / إِذَا سَفِرَتْ مِنْهَا المَحَاسِنُ لِلسَّفْرِ
أَعَادَتْ لِيَ الشَّوْقَ الْقَدِيمَ مَيَاهُهَا / وَسُقْنَ الْهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي وَلا أَدْري
كَأَنِّي عَلِيُّ وَالْعُيُونُ الَّتِي رَنَتْ / عُيُونُ المَهَا بَيْنَ الرُّصَافَةِ وَالجِسْرِ
أَلاَ يَا نَدِيماً حُثَّ مِسْكِيَّةَ الشَّذَا / إِلَى الدَّير لاَ دَارِينَ مَنْسُوبَةَ النَّجْرِ
تُرَاجِعُهَا أَيْدِي السُّقَاةِ كَأَنَّهَا / وَقَدْ قُطِعَتْ بِالْمَزْجِ بَيْتٌ مِنَ الشِّعْرِ
نَشَدْتُكَ هَلْ غُصْنُ الرِّيَاضِ ابْنُ هَانِىءٍ / يَمِيلُ بِسَابَاطا ارْتِيَاحاً إِلَى الْخَمْرِ
وَهَلْ بُلْبُلُ الدَّوْحَاتِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمٍ / يَظَلُّ دَفِيناً فِي الرِّيَاحِينِ ذَا سُكْرِ
وَهَلْ أَهْدَتِ الأَزْهَارُ عَاطِرَ نَفْحِهَا / مَعَ الْفَجْرِ أَمْ أَهْدَتْ مَدِيحَ بَنِي نَصْرِ
إِمَامُ الْهُدَى جَزْلُ الرِّدَا شَرَكُ العِدَى / غَمَامُ النَّدَى بَحْرُ الجَدَا مَعْدِنُ الذُّخْرِ
كَرِيمُ اللُّهَا زَاكِي النُّهَى مَجْدُهُ انْتَهَى / لأَوْجِ السُّهَا كَيْفَ اشْتَهَى دُونَ مَا نُكْرِ
إِذَا هُوَ أَجْرَى الطَّرْفَ وَالطَّبْلُ صَائِلٌ / يَفُضُّ دُرُوعَ الْهِنْدِ بِالذُّبَّلِ السُّمْرِ
تَرَى الْغَيْثَ فَوْقَ الْبَرْقِ وَالرَّعْدُ قَاصِفٌ / يَقُدُّ سَحَابَ اللَّيْلِ بِالأَنْجُمِ الزُّهْرِ
إِذَا شَكَّ بِالْخَطِّي دِرْعَ مُنَازِلٍ / عَلَى طَرْفِهِ وَالنَّقْعُ فِيهِ دَمٌ يَجْرِي
أَرَى أَسْمَراً فِي أَزْرَقٍ فَوْقَ أَبْيَضٍ / عَلَى أَدْهَمٍ فِي أَدْكَنٍ وَهْوَ مُحْمَرِّ
وَأَصْبَحَ مِنِّي الْكُلُّ وَالْبَعْضُ رَاوِياً / أَحَادِيثَ نُعْمَاكَ الَّتِي شَرَّفَتْ قَدْرِي
فَقَلْبِيَ عَنْ رُوحٍ وَعَنْ نَائِلٍ يَدِي / وَعَنْ مَرْحَبٍ أُذْنِي وَعَيْنِيَ عَنْ بِشْرِ
فَلَوْ أُلِّفَ الشَّوْقُ الَّذِي قَدْ لَقِيتُهُ / حَكَى بَأْسَكَ الْمَشْهُورَ فِي الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ
وَلَوْ أَنَّ دَمْعِي إِذْ نَأَيْتَ مُجَمَّعٌ / حَكَى جُودَكَ الْمَبْذُولَ فِي السِّرِّ والْجَهْرِ
وَمَاذَا عَسَى يُنْهِي لَكَ الْعَبْدُ إِنَّمَا / وَكَلْتُكَ لِلْحُبِّ الْقَدِيمِ الَّذِي تَدْرِي
فَيُضْفِي لَدَيْنَا بُرْدَ حَامٍ مِنَ الْعُلاَ / وَيُضْفِي عَلَيْنَا بُرْدَ سَامٍ مِنَ الْفَخْرِ
يَعِمُّ الْوَرَى مِنْ كَوْمِهِ وَعُلُومِهِ / فَهَذِي لِمَنْ يَقْرَا وَهَذِي لَمَنْ يَقْرِي
فَيُحْيِي بِنَشْرِ الْجُودِ مَيْتاً مِنَ الْغِنَى / وَيُرْدِي بِطَيِّ الْبُخْلِ حَيًّا مِنَ الْفَقْرِ
وَيُبْدِي بِوَصْلِ الْعِلْمِ صُبْحاً مِنَ الْهُدَى / وَيُخْفِي بِقَطْعِ الْجَهْلِ لَيْلاً مَنِ الْكُفْرِ
هُمَامٌ إِذَا مَا صَالَ أَوْ جَالَ فِي الْوَغَى / فَلَيْثٌ لِمُغْتَرٍّ وَغَيْثٌ لِمُعْتَرِّ
رَفِيعُ عِمَادِ الْبَيْتِ رَحْبٌ فِنَاؤهُ / عَظِيمُ رَمَادِ النَّارِ مُغْتَبِطُ الْوَفْرِ
حَكَى سَيْفُهُ يَوْمَ الضُّيُوفِ مُهَلْهِلاً / فَلَمْ يُبْقِ بَعْدَ النَّابِ حَيًّا عَلَى بَكْرِ
مُقِيمٌ عَلَى دِينِ السَّمَاحَةِ وَالنَّدَى / وَبَذْلُ النَّدَى والْفَضْلِ فَرْضٌ عَلَى الْحُرِّ
إِذَا هُوَ أَعْطَاهَا دَنَانِيرَ رُشِّحَتْ / بِلَوْنِ مُحِبٍّ فِي الْهَوَى خَالِعِ العُذْرِ
يُؤَرِّخُ ذُو الأَمْدَاحِ مِمَّا جَنَتْ بِهِ / يَدَاهُ تَوَارِيخَ السَّعَادَةِ وَالنَّصْرِ
أتَتْكَ وَقَدْ هَزَّ الدّجَى مَضْجِعَ الْفَجْرِ
أتَتْكَ وَقَدْ هَزَّ الدّجَى مَضْجِعَ الْفَجْرِ / بِكَأْسَيْنِ مِنْ رِيقٍ بَرُودٍ وَمِنْ خَمْرِ
وَأَبْهَجَتِ الأَبْصَارَ وَالْحُسْنُ مُبْهِجٌ / بِدُرَّيْنِ مِنْ عِقْدٍ نَفِيسٍ وَمِنْ ثَغْرِ
وَكَمْ سُتِرَ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَوَجْهُهَا / بِلَيْلَيْنِ مِنْ جُنْحٍ بَهِيمٍ وَمِنْ شَعْرِ
وَجُلِّيَ جُنْحُ اللَّيْلِ لَمَّا بَدَتْ لَنَا / بِنُورَيْنِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيلٍ وَمِنْ بَدْرِ
وَحَيَّتْ وَقَدْ لَذَّ السُّرَى سَحَراً لَنَا / بِصُبْحَيْنِ مِنْ أَضْوَاءِ أُفْقٍ وَمِنْ بِشْرِ
وَمِنْ عِطْفِهَا إِذْ طَابَ نَشْراً فَعطَّرَتْ / بِطِيبَيْنِ مِنْ مِسْكٍ يَضُوعُ وَمِنْ نَشْرِ
وَمَالَتْ عَلَى الرَّوْضِ النَّضِيرِ فَرَاقَنَا / بِغُصْنَيْنِ مِنْ قَدٍّ وَمِنْ فَنَنٍ نَضْرِ
وَجَادَ هَوىً بِي وَالْهَوَاءُ الَّذِي لَهُ / بِغَيْثَيْنِ مِنْ دَمْعٍ يَصُوبُ وَمِنْ قَطْرِ
وَجَدَّتْ بِعَرْضِ الْبِيدِ سَيْراً فَبَرَّحَتْ / بِنَارَيْنِ فِيهَا مِنْ هَجِيرٍ وَمِنْ هَجْرِ
وَمَا رَاعَنِي إِلاَّ القِبَابُ كَأَنَّهَا / كَمَائِمُ رَوْضٍ يَنْطَوِينَ عَلَى زَهْرِ
وَأَسْرَابُ غِزْلاَنٍ عَرَضْنَ سَوَانِحاً / وَلاَ بُدَّ مِنْ مَرْعَىً فَكَانَ مِنَ الصَّدْرِ
وَمَا بِيَ إِلاَّ أَعْيُنٌ بِسِهَامِهَا / رَمَتْ ذَا الْهَوَى الْعُذْرِيَّ مِنْ غَيْرِ مَا عُذْرِ
مُنَصَّلَةٌ بِالْغُنْجِ وَالْهَذْبُ رِيشُهَا / تُطَاوِلُ قَوْسَ الْحَاجِبَيْنِ بِهَا ذُعْرِي
وَرَكْبٍ سَرَوْا وَاللَّيْلُ قِطْعَةُ عَنْبَرٍ / تَضُوعُ إِذَا جَلَّى لَنَا الْبَرْقُ عَنْ جَمْرِ
سَوَابِحُ فِي بَحْرِ السَّرَابِ وَإِنَّمَا / مَعَادِنُ دُرِّ اللَّفْظِ فِي ذَلِكَ الْبَحْرِ
إِذَا أَطْلَعُوا عُوجَ الْمَطِيِّ أَهِلَّةً / حِسْبْتَهُمُ مِنْ فَوْقِهَا أَنْجُمٌ تَسْرِي
وَلَمْ أَنْسَ بِالشِّعْبِ الْيَمَانِي مَوْقِفِي / عَلَى دِمَنٍ يَرْفُلْنَ فِي حُلَلٍ خُضْرِ
وَقَدْ حَمَلَتْ فِيهَا السَّحَابُ كَأَنَّهَا / مَدَامِعُ عَيْنِي أَوْ عَطَايَا بَنِي نَصْرِ
تَبَابِعَةٌ مِنْ آلِ يَعْرُبَ قَادَةٌ / لَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ مَكْسَبِ الْعِزِّ مِنْ وَفْرِ
مِنَ الْمُتَّقِينَ اللَّهَ إِنْ نَذَرُوا فَهُمْ / عَلَى أَكْمَلِ الْحَالاَتِ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ
بُدُورُ عُلاً مِنْ آلِ خَزْرَجَ أَذْكَرُوا / أَجَلَّ عُهُودٍ فِي حُنَينٍ وَفِي بَدْرِ
هُمُ خَيْرُ أَمْلاَكِ الزَّمَانِ وَخيْرُهُمْ / مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ
وَإِنْ يَكُ مِنْهُمْ فَهْوَ فَوْقَهُمُ عُلاً / وَأَشْرَفُهُمْ وَالْكُلُّ ذُو شَرَفٍ كُثْرِ
وَقَدْ جَاءَ فَضْلٌ فِي لَيَالٍ كَثِيرَةٍ / وَمَجْمُوعُ ذَاكَ الْفَضْلِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
وَلِلَّهِ جَيْشٌ أَبْهَجَتْنَا خُيُولُهُ / بِمَا رَاقَ مِنْ كَرٍّ وَشِيكٍ وَمِنْ فَرِّ
وَمَرُّوا صَبَاحاً وَالسَّبِيكَةُ كَاسْمِهَا / بِمَا بَذَلَتْ تَجْرِي لِتُرْبِحَ لِي تَجْرِي
وَقَدْ صَعَدَتْ فِي الْجَوِّ آيّةُ طَبْلَةٍ / تُحَاكِي عَمُودَ الْفَجْرِ أَسْفَرَ لِلسَّفْرِ
وَأَنْحَوْ عَلَيْهَا بِالْعِصِيِّ كَأَنَّهَا / بُرُوقٌ وَلَكِنْ بِالْبُرُوقِ غَدَتْ تُزْرِي
مِنَ الطَّبَلاَتِ الَّلائِي مَا زَالَ كَسْرُهَا / لَدَى الْبَطَلِ الأَحْمَى يُعَدُّ مِنَ الْجَبْرِ
وَضَارِبُهَا يَوْمَ الْوُفُودِ عُقُوقُهُ / وَإِنْ كَانَ لاَ يَخْفَى يُعَدُّ مِنَ الْبِرِّ
فَذَلِكَ مِنْهُ لِلْجِهَادِ تَدَرُّبٌ / سَيَشْقَى بِهِ الْحِزْبِ الَّذِي دَانَ بِالْكُفْرِ
وَقَدْ جَالَ نَقْعُ الْخَيْلِ فِي جَنَبَاتِهَا / كَمَا جَالَ فِي الأَفْكَارِ مَعْنَىً مِنَ الشِّعْرِ
وَيَوْمَ سِبَاقِ الْخَيْلِ أَبْصَرْتُ ضُمَّراً / كَمَا طَارَ فِي الْبَيْدَاءِ سِرْبُ القَطَا الْكَدْرِ
وَقُلْتُ بُرُوقٌ فِي دَيَاجٍ وَإِنَّمَا / شَهِدْتُ اخْتِلاَطَ الشُّهْبِ مِنْهُنَّ بِالصُّفْرِ
وَكَرُّوا بِهَا حُمْراً مُجَلَّلَةً فَلَمْ / أَرَ شَفَقاً مِنْ قَبْلِهَا زِينَ بِالْفَجْرِ
وَكُلُّ كُمَيْتٍ جَاءَنَا كَسَمِيِّهِ / فَأَطْرَبَ لَكِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مِنْ وِزْرِ
وَمَا سَدَّ نَقْعُ الْخَيْلِ أُفْقاً وَإِنَّمَا / رَأَى الشَّمْسَ قَدْ خَافَتْ فَنَابَ عَنِ السِّتْرِ
وَقَالُوا بَدَا وَشْيٌ عَلَى الْحَطَبِ الَّذِي / أَتَى خَيْرَ مَنْ يَقْرِي الضُّيُوفَ وَمَنْ يُقْرِي
فَقُلْتُ لَعَلَّ الْغَالِبِيَّ مُحَمَّداً / سَقَاهُ بِغَيْثٍ مِنْ مَوَاهِبِهِ ثَرِّ
فَعَادَتْ لَهُ الأَوْرَاقُ وَالتَّاجُ زَهْرُهُ / كَوَشْيٍ لَهُ صَنْعَاءُ بَاتَتْ عَلَى ذُكْرِ
وَإِنْ كَانَ وَشْياً فَاعْجَبُوا لِخَلِيفَةٍ / نَدَاهُ لِطُلاَّبِ النَّدَى بِالنَّدَى يُغْرِي
وَقُولُوا وَبَعْضُ الْقَوْلِ يَشْفِي صُدُورَنَا / وَيُعْرِبُ عَمَّا فِي الْجَوَانِحِ مِنْ سِرّ
أَحَتَّى حُطَامَ الأَرْضِ أَصْبَحَ كَاسِياً / لَهَا وَأَرَاهَا رِفْعَةَ الشَّأْنِ وَالْقَدْرِ
وَقَصْرٍ بَنَاهُ خَيْرُ بَانٍ فَلَمْ يَكُنْ / يُضَاهِيهِ فِي الأَرْضِ الْعَرِيضَةِ مِنْ قَصْرِ
عَجَائِبُهُ فَوْقَ الْعَجَائِبِ إِنَّهَا / عَجَائِبُ لَمْ تَخْطُرْ بِبَالٍ وَلاَ فِكْرِ
حَكَتْ أَرْضُهُ أُفْقَ السَّمَاءِ فَزَهْرُهَا / يَنُوبُ بِلاَ شَكٍّ عَنِ الأَنْجُمِ الزُّهْرِ
وَخِلْنَا مُنِيرَ الصُّبْحِ هَامَ بِحُبِّهِ / فَأَبْقَى عَلَيْهِ لَوْنَهُ أَبَدَ الدَّهْرِ
إِذَا لَمْ أُشَاهِدْهُ وَأُبْصِرْ جَمَالَهُ / فَإِنَّكَ يَا إِنْسَانَ عَيْنِي لَفِي خُسْرِ
وَعَهْدِي بِجَارِي الْمَاءِ يَسْفُلُ دَائِماً / فَيَحْنُو عَلَيْهِ الشَّارِبُونَ إِذَا يَجْرِي
وَهَا هُوَ يَعْلُو لِلسَّمَاءِ تَشَرُّفاً / بِمُجْرِيهِ مَسْرُوراً بِمَا نَالَ مِنْ فَخْرِ
وَأُقْسِمُ لَوْلاَ وَجْهُ خَيْرِ خَلِيفَةٍ / لَمَا مُكِّنَ الورَّادُ مِنْ عَذْبِهِ الْغَمْرِ
وَلَكِنَّهُ لَمَّا بَدَا خَرَّ سَاجِداً / وَأَهْدَى حُبَاباً زَادَ فَضْلاً عَلَى الدُّرِّ
وَخِلْتُ الَّذِي يَعْلُو مِنَ الْمَاءِ غَادَةً / أَتَتْ عُرُساً تَزْهَى بِهِ مُدَّةَ الْعُمْرِ
وَأَعْجَبَهَا رَقْصٌ فَحِينَ تَمَايَلَتْ / تَسَاقَطَ حَلْيٌ جَالَ عَنْهَا وَلَمْ تَدْرِ
وَيَا حُسْنَهَا لِلنَّاظِرِينَ بُحَيْرَةً / بِهَا رُكَّعُ الأَغْصَانِ بَاتَتْ عَلَى طُهْرِ
كَأَنَّ الصَّبَا فِيهَا يَخُطُّ مَدَائِحاً / حِسَاناً فَمِنْ سَطْرٍ يُضَمُّ إِلَى سَطْرِ
وَقَدْ خِلْتُهَا أُمَّ البُحَيْرَةِ مُرْضِعاً / عَلَى ظَهْرِهَا اسْتَلقت وَيَا لَكَ مِنْ ظَهْرِ
وَخشَّتُهَا الْبَيْضَاءُ نَهْدٌ بِصَدْرِهَا / لَهُ لَبَنٌ يَعْلُو بِدُرٍّ عَلَى دُرِّ
وَيَا لَكَ مِنْ قَصْرٍ مَشِيدٍ مُقَصِّرٍ / بِإِيَوَانِ كِسْرَى مُزْدَرٍ هَرَمَيْ مِصْرِ
بِهِ هَزَّ أَعْطَافَ الزَّمَانِ وأَهْلَهُ / صَنِيعٌ لَهُ خِصْرٌ وَنَاهِيكَ مِنْ خِصْرِ
وَلَمَّا رَأَى الإعْذَارَ زَادَ مَحَاسِناً / كَعَلْيَاءِ بَانِيهِ تَجِلُّ عَنِ الْحَصْرِ
وَأَعْجَبُ مِنْ صَبْرِ الأَمِيرِ وَسِنُّهُ / قَضَى مِثْلُهُ أَلاَّ يُطَالَبَ بِالصَّبْرِ
أَمِيرٌ لَهُ فَضْلٌ سَيُرْوَى حَدِيثُهُ / بِذِي الحَجَرِ الْمَنْصُوبِ لِلَّثْمِ وَالحِجْرِ
وَلاَ زِلْتَ فينا يَا ابْنَ نَصْرٍ مُؤَيَّداً / مِنَ اللَّهِ بِالفَتْحِ الْمُبِينِ وَبِالنَّصْرِ
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّذِي / هُوَ الأَهْلُ كُلُّ الأَهْلِ لِلْحَمْدِ وَالشُّكْرِ
وَلَمَّا أَتَتْ أَرْضَ الْعَدُوِّ جُيُوشُهُ
وَلَمَّا أَتَتْ أَرْضَ الْعَدُوِّ جُيُوشُهُ / تَيَقَّنْتُ أَنَّ الْحَرْبَ ضَرْبٌ مِنَ السِّحْرِ
وَلَمْ أَرَ إِلاَّ الْخَيْلَ صُفَّتْ صُفُوفُهَا / فَقُلْتُ عُقُودٌ قَدْ نُسِقْنَ عَلَى نَحْرِ
وَجَالَ عَلَى الآفَاقِ مُسْوَدُّ نَقْعِهَا / فَقُلْتُ طُرُوسٌ زَانَهَا الْخَطُّ بِالْحِبْرِ
وَسَالَ دَمٌ فِي كُلِّ دِرْعٍ مُفَاضَةٍ / فَقُلْتُ نَثِيرُ الْوَرْدِ أُلْقِي فِي نَهْرِ
وَجُدِّلَتِ الأَبْطَالُ فِي كُلِّ مَعْرَكٍ / فَقُلْتُ نَدَامَى لَمْ يَفِيقُوا مِنَ السُّكْرِ
وَيَارُبَّ يَوْمٍ خِلْتُ فِيهِ رِمَاحَهُ / قُدُودَ عَذَارَى جُلْنَ فِي حُلَلٍ حُمْرِ
وَخُيِّلَ لِي أَنَّ السُّيُوفَ مَبَاسِمٌ / فَقَبَّلْتُهَا وَالْغِيدُ يَضْحَكْنَ فِي إِثْرِي
هَنِيئاً كَمَا حَيَّا الْحَيَا أَوْجُهَ الزَّهْرِ
هَنِيئاً كَمَا حَيَّا الْحَيَا أَوْجُهَ الزَّهْرِ / وَبُشْرَى كَمَا جَلَّى الدُّجَى وَضَحُ الْفَجْرِ
وَنُعْمَى أَتَتْ تَتْرَى كَمَا وَافَتِ الصَّبَا / فَجَرَّتْ ذُيُولَ الرَّوْضِ عَاطِرَةَ النَّشْرِ
وَحُسْنَى أَتَتْ فِي إِثْرِ حُسْنَى كَمَا أَتَى / إِلَى الرَّوْضِ إِثْرَ الغَيْثِ مُنْسَكِبُ النَّهْرِ
وَإِقْبَالُ مَلْكٍ رَاقَ بِالْعِزِّ تَاجُهُ / كَمَا رَاقَ تَاجُ الأُفْقِ بِالأَنْجُمِ الزُّهْرِ
وَعَصْرٌ غَدَا يَفْتَرُّ بِالسَّعْدِ ثَغْرُهُ / كَمَا افْتَرَّ ثَغْرُ الْكَأْسِ عَنْ حَبَبِ الْخَمْرِ
وَأَيَّامُ أُنْسٍ قَدْ مَحَتْ كُلَّ وَحْشَةٍ / كَمَا قَدْ مَحَا صُبْحُ الرِّضَى لَيْلَةَ الْهَجْرِ
وَإِدْرَاكُ آمَالٍ مَلَكْتَ قِيَادَهَا / كَمَا مَلَكَ السَّاقِي قِيَادَ أَخِي السُّكْرِ
سَمَتْ بِكَ أَفْلاَكُ الْخِلاَفَةِ رَاقِياً / كَمَا قَدْ سَمَا فِي أَوْجِهِ طَائِرُ النَّسْرِ
وَوَاقَعْتَ بِالْحَرْبِ الشَّقِيَّ الَّذِي بَغَى / كَمَا قَدْ بَغَى شَرُّ الْبُغَاةِ عَلَى الصَّقْرِ
وَضَمَّكَ بَيْتُ الْمُلْكِ أَبْلَجَ أَزْهَراً / كَمَا ضَمَّتِ الأصْدَافُ كَشْحاً عَلَى الدُّرِّ
وَسُرَّتْ بِكَ الدُّنْيَا وَرَاقَ جَمَالُهَا / كَمَا رَاقَ مَنْسُوقُ الْحُلِيِّ عَلَى النَّحْرِ
وَجَالَ إِلَيْكَ النَّصْرُ فِي حُلَلِ الرِّضَى / كَمَا جَالَ غُصْنُ الرِّوْضِ فِي الورقِ الخُضْرِ
وَيَهْنِيكَ عِيدٌ بِالسَّعَادَةِ وَالْمُنَى / كَمَا عَادَ بُرْدُ العَصْبِ لِلطَّيِّ وَالنَّشْرِ
وَجَاءَكَ لِلأعْيَادِ فِي الْفَضْلِ سَابِقَاً / كَمَا سَبَقَ الأَمْلاَكَ دَوْماً بَنُو نَصْرِ
وَقدْ ذَهَبَتْ بِالأَمْنِ كُلُّ مَسَاءَةٍ / كَمَا ذَهَبْتْ شَيْمَا الإِمَارَةِ بِالْبَشْرِ
وَلِلَّه فَتْحٌ قَدْ طَرِبْتُ لِوَقْتِهِ / كَمَا طَرِبَتْ نَفْسُ الْجَوَادِ إِلَى الشُّكْرِ
هَزَزْتَ بِهِ الدُّنْيَا فَدَلَّ عَلَى الْعُلاَ / كَمَا دَلَّ مَرْقُوبُ الْهِلاَلِ عَلَى الشَّهْرِ
وَأَصْبَحْتَ فِي الْحَمْرَاءِ تَسْكُنُ رَبْعَهَا / كَمَا سَكَنَ القَلْبُ المُؤَمَّنُ فِي الصَّدْرِ
حَرِيصاً عَلَى الجُودِ المُوَاصَلِ وَالنَّدَى / كَمَا حَرِصَتْ نَفْسُ الْبَخِيلِ عَلَى الْوَفْرِ
فَلاَ شَخْصَ إِلاَّ وَهْوَ جَذْلاَنُ فَارِحٌ / كَمَا خَرَجَ الحُجَّاجُ فِي لَيْلَةِ النَّفْرِ
وَيَا ابْنَ أَبِي الْحَجَّاجِ لِلسَّعْدِ يُهْتَدَى / كَمَا يَهْتَدِي الضُّلاَّلُ بِالْكَوْكَبِ الدُّرِّي
إِمَامُ رِضىً قَدْ جَاءَ فِي الْفَضْلِ أَوَّلاً / كَمَا جَاءَ بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِ السَّطْرِ
بِبَذْلِ النَّدَى وَالْبَأْسِ يُعْرَفُ دَائِماً / كَمَا تُعْرَفُ الأَنْهَارُ بِالْمَدِّ وَالْجَزْرِ
هُمَامٌ يَزِينُ الأرْضَ نَقْعُ جِيَادِهِ / كَمَا زُيِّنَتْ بِيضُ القَرَاطِيسِ بِالْحِبْرِ
يَحُومُ عَلَى فَيْضِ النَّجِيعِ حُسَامُهُ / كَمَا حَامَ ظَمآنٌ عَلَى مَوْرِدٍ غَمْرِ
إِلَيْكَ أَبَا عَبْدِ الإلهِ أَتَى الْمَلاَ / كَمَا قَدْ أَتَى الحُجَّاجُ شَوْقاً إِلَى الْحِجْرِ
وَحَنَّتْ لِرُؤْيَاكَ الْقُلُوبُ مَحَبَّةً / كَمَا حَنَّتِ الْوَرْقاءُ لَيْلاً إِلَى الْوَكْرِ
وَعَادَتْ بِكَ الدُّنْيَا إِلَى الخَفْضِ وَالْغِنَى / كَمَا عَادَ سِرُّ العَاشِقِينَ إِلَى الْجَهْرِ
وَكُنْتَ لِفَيْضِ الْجُودِ أَصْلاً وَلِلْعُلَى / كَمَا كَانَ ضَوْءُ الشَّمْسِ أَصْلَ السَّنَا البَدْرِي
وَإِنِّيَ بِالأَمْدَاحِ فِيكَ لَمُولَعٌ / كَمَا وَلَعَ الأَبْطَالُ بِالْكَرِّ وَالْفَرِّ
وَإِنِّيَ بِالأَشْعَارِ قَدْ جِئْتُ مُتْحِفَاً / كَمَا أَتْحَفَ الْجَمَّالُ يَثْربَ بِالتَّمْرِ
بِمَقْدَمِكَ الْمَيْمُونِ أَرَّخْتُ أَسْعُدِي / كَمَا أَرَّخَ الرُّومُ التَّوَارِيخَ بِالصّفْرِ
وَأَنْتَ الَّذِي صُنْتَ الْوَرَى وَحَمَيْتَهُمْ / كَمَا قَدْ حَمَى رَبّ التُّقَى جَانِب الصَّبْرِ
وَأَصْبَحْتَ بِالسَّيْفِ الْمُطَاوِلِ غَالِباً / كَمَا يَغْلِبُ الْيُسْرَانِ بِالشَّرْعِ لِلْعُسْرِ
وَلَكِنْ عَلَى عَفْوٍ جُبِلْتَ تَكَرُّماً / كَمَا جُبِلَتْ نَفْسُ الْجَبَانِ عَلَى الذُّعْرِ
فَلاَ زِلْتَ فِي بُرْدِ السَّعَادَةِ رَافِلاً / كَمَا تَرْفُلُ الْحَسْنَاءُ فِي حُلَلِ الْخَمْرِ
وَدَامَ لَك الْعِزُّ الْمُجَدَّدُ وَالْعُلَى / كَمَا دَامَ حُبُّ الْعُرْبِ لِلنَّظْمِ والنَّثْرِ
أَلاَ أَسْعِدَا عَيْنِي عَلَى السُّهْدِ وَالْبُكَا
أَلاَ أَسْعِدَا عَيْنِي عَلَى السُّهْدِ وَالْبُكَا / فَقَدْ وَاصَلَ السُّهْد الْمُبَرِّح تَذْكَارِي
وَأَبْدَى الرَّدَى فَتْكُ ابْنِ عَبَّادَ إِذْ سَطَا / فَلاَ غَرْوَ أَنْ أَبْكِي لِفَقْدِ ابْنِ عَمَّارِ
أَنَا التُّرْسُ قَدْ أُنْشِئْتُ بِالأَمرِ عُدَّةً
أَنَا التُّرْسُ قَدْ أُنْشِئْتُ بِالأَمرِ عُدَّةً / لِيَوْمِ جِهَادٍ مُطْلِعٍ غُرَّةَ النَّصْرِ
فَلاَقُوا بِيَ الأَعْدَاءَ فِي زَحْفِهِمْ وَلاَ / تُبَالُوا بِقَرْعِ الزُّرْقِ وَالْبِيضِ وَالسُّمْرِ
وَلاَ تُنْكِرُوا سَتْرِي لِمَقْتَلِ حَامِلِي / فَفِي اسْمِي كَمَا شَاهَدْتُمُ أَحْرُفُ السَّتْرِ
وَقَالُو أَبُو حَفْصٍ حَوَى الْمُلْكَ غَاصِباً
وَقَالُو أَبُو حَفْصٍ حَوَى الْمُلْكَ غَاصِباً / وَإِخْوَتُهُ أَوْلَى وَقَدْ جَاءَ بِالنُّكْرِ
فَقُلْتُ لَهُمْ كُفُّوا فَمَا رَضِيَ الْوَرَى / سِوَى عُمَرٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِ أَبِي بَكْرِ
أَتَوْنِي بِنَمَّامٍ مِنَ الرَّوْضِ يَافِعٍ
أَتَوْنِي بِنَمَّامٍ مِنَ الرَّوْضِ يَافِعٍ / سَقَتْهُ الغَوَادِي كُلَّ أَسْجَمَ مِدْرَارِ
فَلاَ غَرْوَ أَنْ أَصْلَيْتُهُ نَارَ زَفْرَتِي / وَحُكْمٌ عَلَى النَّمَّامِ الالْقَاءُ فِي النَّارِ
خُطُوبٌ عَلَى قَدْرِ المُصَابِ مَنَالُهَا
خُطُوبٌ عَلَى قَدْرِ المُصَابِ مَنَالُهَا / فَلاَ غَرْو أَنْ أَعْيَا النُّفُوسَ احْتِمَالُهَا
سَرَتْ تَبْعَثُ الأَشْجَانَ نَحْوِيَ مَوْهِناً / فَمَا رَاعَ مِنِّي القَلْبَ إِلاَّ اشْتِعَالُهَا
وَشَنَّتْ مِنَ التَّبْرِيحِ وَالوَجْدِ غَارَةً / يَضِيقُ عَلَى رَبِّ الحُرُوبِ مَجَالُهَا
أَأَطْلُبُ مِنْ لَيْلِي الصَّبَاحَ وَدُونَهُ / لَيَالِي هُمُومٍ لاَ يُتَاحُ زَوَالُهَا
كَأَنِّي عَلَى نَابِي المَضَاجِعِ في الدُّجَى / أُسَاوِرُ رُقْشاً لا يَغِبُّ اغْتِيَالُهَا
أَلَهْفِي لَسَفْرٍ خَلَّفُوا الدَّارَ بَلْقَعاً / تَنُوحُ عَلَى الحَيِّ الحَلاَلِ حِلاَلُهَا
وَرَكْبٍ أَنَاخُوا العِيسَ فِي سَاحَةِ البِلَى / فَفَاءَتْ عَلَيْهِمْ بِالمَنُونِ ظِلاَلُهَا
وَمَا وَرَدُوا غَيْرَ الحِمَامِ مَشَارِعاً / عَزِيزاً عَلَيْنا أَنْ يُبَاحَ نِهَالُهَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ ذَاكَ الجَنَاب أَلُوكَةً / تَعَاظَمَ في شَجْوِي وَحُزْنِي اغْتِمَالُهَا
وَحَقِّكُمُ يا جِيرَةَ السَّرْحَةِ الَّتِي / قَرِيبٌ لِمَنْ خَلَّفْتُمُوهُ احْتِلالُهَا
يَمِيناً لَقَدْ صَارَمْتُ عَيْشِيَ بَعْدَكُمْ / وَمَا سَرَّ نَفْسِي بِالبَقَاءِ اشْتِمَالُهَا
وَبِالشِّعْبِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ أَوْحَدٍ / بِهِ عُدِّدَتْ فِي الصَّالِحَاتِ خِلاَلُهَا
كَرِيمٌ إِذَا غَرَّتْ عَنْ الآمِلِ اللُّهَى / فَمَا بِسَوَى كَفَّيْهِ يُلْفَى ابْتِذَالُهَا
هُمَامُ يُزِيرُ الخَيْلَ قُبًّا بِطُونُهَا / سَوَابِحَ فِي مَجْرَى الدِّمَاءِ اخْتِيالُهَا
وَأَيُّ إِمَامٍ مُرْشِدٍ بَعُلُومِهِ / هَدَى كُلَّ نَفْسٍ مُسْتَفِيضٍ ضَلاَلُهَا
لي قَيْس غَيْلاَنَ رُتْبَةٌ / عَلَى عَمَدِ الإِجْلاَلِ قَامَ جَلاَلُهَا
شَهِدْتُ لَقَدْ حَلَّتْ بِشِعْبِ عَشَائِرِي / شَعُوبٌ وأَوْدَى بِالنَّزِيلِ نِزَالُهَا
فَقُمْ بِي وَشُدَّ الكَوْرَ فَوْقَ شِمِلَّةٍ / سَرِيعٌ تَرَامِيهَا بَعِيدٌ كَلاَلُهَا
تُفَرِّقُ أَيْدِيهَا الحَصَا وَسْطَ نَفْنَفٍ / يَخُونُ بِهِ الأُسْد الغِضَاب صِيَالُهَا
مِنَ الشَّدْقَمِيَّاتِ الرَّوَاسِمِ جَسْرَة / شَدِيدٌ عَلَى قَطْعِ الفَلاَةِ مِحَالُهَا
وَجِدَّ السُّرَى في كُلِّ بَيْدَاءَ مُجْهَلٍ / تَهِيلُ كَأَمْوَاجِ البِحَارِ رِمَالُهَا
لَعَلِّيَ لا أَلْقَى لِخَالِيَ نَاعِياً / وَهَيْهَاتَ تِلْكَ الحَالُ ما إِنْ إِخَالُهَا
وَأَنَّى بِهَا بَعْدَ الَّتِي اسْتَكَّ مَسْمَعِي / غَدَاةَ أَتَى فَوْقَ المَقَالِ مَقَالُهَا
عَفَاءً لِدُنْيَا تَخْدَعُ المَرْءَ بِالمُنَى / كَمَا يَخْدَعُ الهِيمَ اللَّواغِيبَ آلُهَا
وَتَبًّا لَهَا تَبًّا مَدَى الدَّهْرِ عِيشَة / يَعُودُ إلى النَّقْصِ المُلِيمِ كَمَالُهَا
لَعَمْرُكَ ما الأَيَّامُ بَعْدَ ابْنِ عَاصِمٍ / بِتِلْكَ الَّتِي رَقَّتْ وَرَاقَ جَمَالُهَا
وَلاَ الحَيُّ ذَاكَ الحَيُّ هَيْهَاتَ إِنَّمَا / مَضَتْ بَهْجَةُ الدُّنْيَا وَغَاضَ نَوَالُهَا
لِتَبْكِ عُفَاةُ الحَيِّ غَيْثَ رُبُوعِهَا / إِذَا أَثْلُهَا أَضْحَى حُطَاماً وَظَالُهَا
لِتَبْكِ اليَتَامَى مَنْ بَكَيْتُ فَإِنَّهُ / مَلاَذُ اليَتَامَى في السِّنِينِ ثِمَالُهَا
لِتَبْكِ السُّيُوفُ البِيضُ مَنْ بِضَرَابِهِ / يُحَادِثُهَا يَوْمَ القِرَاعِ صِقَالُهَا
لِتَبْكِ رِمَاحُ الخَطِّ مَنْ بِطْعَانِهِ / تُثَقَّفُ فِي عُوجِ الضُّلُوعِ طِوَالُهَا
أَجِدَّكَ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ رَحَلْتَ عَنْ / خِيَامٍ تُجِيرُ الخَائِفِينَ رِجَالُهَا
أَجِدَّكَ خَلَّفْتَ الرُّبُوعَ دَوَارِساً / إِذَا سُئِلَتْ لَمْ يُجْدِ يَوْماً سُؤَالُهَا
أَجِدَّكَ لاَ تَلْتَاحُ نَارُكَ في الدُّجَى / وَكَمْ قَدْ هَدَتْ خُوصَ الرِّكَابِ جِبَالُهَا
أَجِدَّكَ لاَ تَلْقَى الوُفُودَ مُرَحِّباً / وَقَدْ رُمِيَتْ دُونَ القِبَابِ رِحَالُهَا
لِمَنْ يَخْضَعُ الأَبْطَالُ بَعْدَكَ فِي الوَغَى / وَتُذْعِنُ مَهْمَا آن يَوْماً قِتَالُهَا
لِمَنْ تَمْرَحُ الجُرْدُ العِتَاقُ وَمَنْ لَهَا / إِذَا كَانَ مِنْ ذَوْبِ النَّجِيعِ انْتِعَالُهَا
بِمَنْ تَشْرُفُ الأَشْعَارُ والخُطَبُ الَّتِي / يُقَصِّرُ في النَّادِي بِقُسٍّ مُطالُهَا
فآهاً عَلَى العَلْيَاءِ والْبَأْسِ والنَّدَى / ثَلاَثُ خِلاَلٍ قَدْ أُتِيحَ اخْتِلاَلُهَا
وَلَهْفِي عَلَى المَوْلَى الَّذِي حَسَنَاتُهُ / قَلِيلٌ لِمِثْلِي أَنْ يُعَادَ مِثَالُهَا
عَلَيَّ لِذِكْرَاهُ جَوًى وَمَدَامِعٌ / يُبَارِي شآبِيبَ الغَمَامِ انْهِمَالُهَا
وَزَفْرَةُ مُغْرًى بِالشُّجُونِ كَأَنَّمَا / لَهُ مُهْجَةٌ بِالشَّجْوِ يَنْعَمُ بَالُهَا
أَخَالاَهُ لاَ وَاللَّهِ مَا الحُزْنُ هَامِدٌ / عَلَيْكَ وَلاَ بَلْوَايَ يُرْجَى انْتِقَالُهَا
وَلَي بَعْدَكَ التَّأْبِينُ جُهْدُ مُقَصِّرٍ / دَعَتْهُ القَوَافِي لَوْ أُبِيحَ وِصَالُهَا
وَكَيْفَ وأَفْكَارِي عَنِ الشِّعْرِ أَجْفَلَتْ / كَمَا أَجْفَلَتْ وَسْطَ الفَلاَةِ رِئَالُهَا
وَلَيْسَ سِوَى الإِغْضَاءِ حَيّاً وَمَيِّتاً / تُنِيلُ بِهِ مِنْكَ المُنَى فَأَنَالُهَا
عَلَيْكَ سَلاَمُ اللَّهِ مَا خَامَرَ الهَوَى / نِفُوساً بِسُكَّانِ العُذَيْبِ خَبَالُهَا
وَقَالَ عَذُولِي حِينَ لاَحَ عِذَارُهُ
وَقَالَ عَذُولِي حِينَ لاَحَ عِذَارُهُ / بِوَجْنَتِهِ انْهَرْهُ وَإِنِّي لَقَائِلُ
أَرَانِي الضُّحَى إِذْ سَالَ مِنْ سَفْحِ خَدِّهِ / أَأَنْهَرُهُ مِنْ بَعْدِ ذَا وَهْوَ سَائِلُ
أَرَتْنِي الجَمَالَ الأَكْمَلِيَّ حَقِيقَتِي
أَرَتْنِي الجَمَالَ الأَكْمَلِيَّ حَقِيقَتِي / عَلَى قَدْرِهَا لاَ قَدْرِ مُوجِدِهَا العَالِي
فَكَيْفَ أَرَى هَذا مَقَامِي وَإِنَّمَا / مَقَامِي مَغِيبِي عَنْ مَقَامِي وَعَنْ حَالِي
أَلاَ رُبَّ فُرْسَانٍ تَوَافَوْا فَأَدْرَكُوا
أَلاَ رُبَّ فُرْسَانٍ تَوَافَوْا فَأَدْرَكُوا / مَعَ اللَّيْلِ أَوْتَاراً لَهُمْ دُونَ إِمْهَالِ
وأَجْرُوْا بِصَهَّالٍ كُمَيْتاً كَمَا ابْتَغَوْا / فَلاَ تُنْكِرُوا الإِجْرَاءَ مِنْهُمْ بِصَهَّالِ
أَلاَ مُعْصِمٌ لِلصَّبِّ مِنْ وَشْيِ مِعْصَمٍ
أَلاَ مُعْصِمٌ لِلصَّبِّ مِنْ وَشْيِ مِعْصَمٍ / أَطَلْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةَ المُتَوَسِّمِ
فَأَبْقَتْ بِهِ عَيْنِي حُلى مِنْ سَوَادِهَا / وَبَعْضَ سَوَادٍ وَسْطَ قَلْبِي المُتَيَّمِ
وَلَيْسَ خِضَاباً مَا عَلاَهُ وَإِنَّمَا / جَرَى فِيهِ بَعْدَ الدَّمْعِ مَا عَزَّ مِنْ دَمِي
وَلَمْ يُعْدِ مِنِّي اللَّوْنَ لَوْنُ سَوادِهِ / خَلاَ أَنَّنِي أَشْقَى وَقِيلَ لَهُ انْعَمِ
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ / أَحَادِيثَ فَضْلٍ كُلُّهُنَّ حِسَانُ
إِلَى أَنْ حَدَانِي الشَّوْقُ نَحْوَ دِيَارِكُمْ / فَأَرْبَى عَلَى مَا قَدْ سَمِعْتُ عِيَانُ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ / وَبِالوَجْدِ أَفْنَانِي بِمُورِقِ أَفْنَانِ
وَلاَحَ بِأَعْلَى الأَجْرَعِ الفَرْدِ بَارِقٌ / بِسُقْمِيَ أَعْيَانِي وَغَيَّرَ أَعْيَانِي
وَهَيَّجَ أَضْغَانِي فَمَا غَيْرُ لاَعِجٍ / مِنَ الشَّوْقِ أَعْطَانِي بِأَرْحَبِ أَعْطَانِ
وَخَطَّ بِحِبْرِ الدَّمَعِ مَا شَاءَهُ هَوًى / إِلَى المَجْدِ رَقَّانِي بِخَدِّي رَقَّانِ
وَأَعْدَمَنِي التَّسْهِيدُ صَبْرِيَ وَالكَرَى / فَلِي حَيْثُ أَحْزَانِي سَيَكْتُبُ أَحْزَانِي
وَمَا رَقَّ لِي إِلاَّ النَّسِيمُ الَّذِي سَرَى / فَفِي كُلِّ أَحْيَانِي بِرَيَّاهُ أَحْيَانِي
وَمَا كَانَ أَنْسَانِي لَوِ اخْتَرْتُ سُلْوَةً / وَمَا كَانَ أَجْفَانِي وَأَنْحَلَ أَجْفَانِي
وَدُونَ الحِمَى بِالرَّقْمَتِيْنِ مَنَازِلٌ / بَدَتْ كُثُباً لِلصَّبِّ مَا بَيْنَ كُثْبَانِ
مَنَازِلُ أَجْرَى الدَّمْعُ مِنْ أَجْلِهَا دَماً / فَحِلْيَتُهَا مِنْهُ بَدُرٍّ وَعِقْيَانِ
وَمِثْلِيَ وَجْدٌ أَخْرَقَ البَرْقُ جَيْبَهُ / عَلَيْهِ وَهَزَّ البَانُ أَعْطَافَ أَغْصَانِ
وَهَبَّ النَّسِيمُ الحَاجِرِيُّ مُحَمَّلاً / أَحَادِيثَ نُعْمٍ حِينَ مَرَّتْ بِنُعْمَانِ
فَجَمَّعْتُ بَيْنَ المَاءِ وَالنَّارِ ذَاكَ مِنْ / دُمُوعِي وَهَاذِي مِنْ لَوَاعِجِ أَشْجَانِي
وَرَدَّ الصِّبَا وَهْناً رَسُولٌ مِنَ الصَّبَا / بِمَمْشَاهُ أَرْضَانِي فَخَدَّيَّ أَرْضَانِ
وَيَا رُبَّ طَيْفٍ طَافَ بِي مُتَهَلِّلاً / وَبِالجَزْعِ حَيَّانِي وَدُونِيَ حَيَّانِ
وَأَظْهَرَ مِنْ خدٍّ مُفَتَّحَ وَرْدَةٍ / وَمِنْ أَنْمُلٍ رَخْصٍ مُعَلَّقَ سَوْسَانِ
وَغَنَّى عَلَيْهِ الحَلْيُ وَالقَدُّ مَائِسٌ / فَقُلْتُ حَمَامٌ فَوْقَ غُصْنٍ بِبُسْتَانِ
وَمَا رَاعَنِي إِلاَّ الحُدَاةُ هَفَتْ بِهِمْ / مَعَ الصُّبْحِ ذِكْرَى لَمْ تَدَعْ غَيْرَ وَلْهَانِ
كَأَنَّ الفَلاَ وَالبِيدَ مُنْذُ حَوَتْهُمُ / قُلُوبٌ حَوَتْ أَسْرَارَ حُبٍّ وَعِرْفَانِ
كَأَنَّ الدُّجَى فِي مَجْمَرِ البَرْقِ عَنْبَرٌ / يَضُوعُ شَذَاهُ بَيْنَ نُدْمَانِ شُهْبَانِ
كَأَنَّ انْصِدَاعَ الفَجْرِ نَهْرُ حَدَائِقٍ / سَقَى زَهْرَهَا أَوْ دَمْعُ أَحْدَاقِ هَيْمَانِ
كَأَنَّ ضِيَاءَ الصُّبْحِ وَالشَّمْسَ بَعْدَهُ / هِدَايَةُ خَيْرِ الخَلْقِ مِنْ آلِ عَدْنَانِ
نَبِيٌّ كَرِيمٌ طَابَ حَيًّا وَمَيِّتاً / فَزَائِرُهُ جَانٍ ثِمَارَ المُنَى جَانِ
رَؤُفٌ رَحِيمٌ خُصَّ بِاسْمَيْنِ عُظِّمَا / لأَنَّهُمَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ اسْمَانِ
رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَع رَحْمَةً / وَجَاءَ بِنُورٍ لِلأَنَامِ وَفُرْقَانِ
بِهِ بَشَّر الانْجِيلُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمٍ / وَبَشَّرَتِ التَّوْرَاةُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانِ
وَأَخْبَرَ يُوسُفْ جَدَّهُ بِظُهُورِهِ / غَدَاةَ أَتَاهُ وَهْوَ فِي رَأسِ غِمْدَانِ
إِلَى أَنْ أَرَاهُ اللَّهُ مَوْلِدَهُ الَّذِي / أَرَى خَيْرَ مِصْبَاحٍ بِمِشْكَاةِ أَكْوَانِ
وَآمِنَةٌ أَضْحَتْ بِهِ وَهْيَ كَاسْمِهَا / وَمَا أَمِنَتْ ضُرًّا حَوَامِلُ إِنْسَانِ
فَكَانَ أَخَفَّ النَّاسِ حَمْلاً بِبَطْنِهَا / وَأَثْقَلَهُمْ وَطْأً لأحْزَاب شَيْطَانِ
وَلَمَّا دَنَا وَقْتُ الوِلاَدَةِ أَبْصَرَتْ / عَجَائِبَ لَمْ تَطْرُقْ جَنَاباً لأَذْهَانِ
وَضَاءَتْ لِمَنْ بِالشِّعْبِ مِنْ أَرْضِ مَكَّةٍ / قُصُورٌ بِبُصْرَى مِنْ أَقَالِيمِ حَوْرَانِ
وَإِيوَانُ كِسْرَى ارْتَجَّ كُلَّ ارْتِجَاجَةٍ / وَكَانَ كَمَا تَرْوِيهِ أَعْظَمَ إِيوَانِ
وَأُطْفِيتِ النِّيرَانُ نِيرَانُ فَارِسٍ / وَمُذْ أَلْفِ عَامٍ وَاصَلَتْ وَقْدَ نِيرَانِ
وَكَمْ حَازَ فِي عَصْرِ الصِّبَا مِنْ فَضَائِلٍ / تَأَدَّتْ لَنَا مِنْ بَيْنِ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَلَمَّا أَتَاهُ الوَحْيُ أَعْطَاهُ رَبُّهُ / عَطَاءً حِسَاباً لَمْ يُعَارَضْ بِحُسْبَانِ
وَأَيَّدَهُ بِالمُعْجِزَاتِ رَوَاتِقاً / فَتُوقَ ضَلالٍ قَدْ أَضَلَّ وَكُفْرَانِ
وَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ آيَةٍ / تَجَلَّتْ فَلَمْ تُنْكِرْ سَنَا الصُّبْحِ عَيْنَانِ
وَشُقَّ لَهُ البَدْرُ المُنِيرُ بِمَكَّةٍ / فَقَالَ اشْهَدُوا لَمَّا بَدَا وَهْوَ نِصْفَانِ
وَفَاضَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ / سَقَتْ كُلَّ حَرَّانِ الجَوانِحِ عَطْشَانِ
وَسَبَّحَ فِي يُمْنَاهُ كَفٌّ مِنَ الحَصَى / بِمَرْأَى أَبِي بَكْرٍ وَمَحْضَرِ عُثْمَانِ
وَحَنَّ إِلَيْهِ الجِذْعُ وَاشْتَدَّ حُزْنُهُ / وَمِنْ قُبْلُ لَمْ تَشْكُ الجُذُوعُ بِفُقْدَانِ
كَأَنَّ الَّذِي غَنَّتْ بِهِ وَهْوُ نَاعِمٌ / مِنَ الوُرْقِ أَعْدَتْهُ بِفَادِحِ أَحْزَانِ
رَسُولٌ أَبَانَ الفَضْلَ فَضْلَ صَحَابَة / أَطَاعُوهُ فِي سِرٍّ كَرِيمٍ وَإِعْلاَنِ
وأَثْنَى عَلَى الأَنْصَارِ فَوْقَ ثَنَائِنَا / عَلَى عَقِبِ الأَنْصَارِ فِي الزَّمَنِ الثَّانِي
مُلُوكِ بَنِي نَصْرٍ وَحَسْبُكَ أَنَّهُمْ / لأَكْرَمُ مَنْ أَجْرى الجِيَادَ بِمَيْدَانِ
هُمُ أَنْجَبُوا خَيْرَ المُلُوكِ مُحَمَّداً / رَفِيعَ العُلاَ والقَدْرِ وَالصِّيتِ وَالشَّأنِ
تَيَسَّرَتْ الآمالُ لِلْخَلْقِ إِذْ دَنَا / وَلاَ غَرْوَ وَالتَّيْسِيرُ يُنْسَبُ لِلدَّانِي
هُمَامٌ كَأَنَّ الأَرْضَ إِنْ سَارَ مسْمعٌ / بِهِ مِنْ صَهِيلِ الخَيْلِ أَبْدَعُ أَلْحَانِ
إِذَا افْتَرَّ ثَغْرُ الحَرْبِ كَانَتْ سُيُوفُهُ / ثَنَايَا لَهُ وَالبَرْقُ ذَوْبَ الدَّمِ القَانِ
وَإِنْ أَبْرَزَتْ كَفًّاً لَهَا فَرِمَاحُهُ / أَنَامِلُ ذَاكَ الكَفِّ مُدَّتْ لِشُجْعَانِ
وَتُرْسِلُ شِعْراً مِنْ عَجَاجٍ خُيُولُهُ / تُرَجِّلُهُ أَيْدِي نُسُورٍ وَعُقْبَانِ
حَبِيبٌ إِلَى الأَوْطَانِ عَادَ وَإِنَّمَا / هُوَ الرُّوحُ كُلُّ الرُّوحِ عَادَتْ لِجُثْمَانِ
وَمَدَّتْ لَهُ غَرْنَاطَةٌ أَيَّ مِعْصَمٍ / مِنَ النَّهْرِ بِالوَشْمِ النَّسِيمِيِّ مُزْدَانِ
وَأَبْدَتْ مِنَ الحَمْرَاءِ أَبْدَعَ مَفْرِقٍ / عَلَيْهِ مِنَ الأَبْرَاجِ أَبْدَعُ تِيجَانِ
وَمَا أَبْصَرَتْ عَيْنٌ كَمِشْوَرِهَا الَّذِي / تُنَاسِبُهُ فِي رِفْعَةٍ هِمَّةُ البَانِي
مُنيفٌ عَلَى كُلِّ المَصَانَعِ شَادَهُ / فَتَى الجُودِ وَالعَلْيَاءِ مِنْ نَسْلِ كَهْلاَنِ
فَمَا لَبَنِي العَبَاسِ فَخْرٌ بِمَا بَنَوْا / وَلاَ لِلْمُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ آلِ مَرْوَانِ
وَلِلَّهِ فِي مَغْنَاهُ لَيْلَةَ سَابِعٍ / فَحَيَّا بِروحٍ لاَ يَزَالُ وَرَيْحَانِ
بِهَا تُضْرَبُ الأَمْثَالُ ثُمَّ بِذِكْرِهَا / يُزَمْزِمُ حَادِي الرَّكْبِ مَا بَيْنَ أَظْعَانِ
فَلاَ زَالَ مَوْلاَنَا الإِمَامُ ابْنُ يُوسُفٍ / أَمِيراً وَسُلْطَاناً عَلَى كُلِّ سُلْطَانِ
وَأَخْتِمُ نَظْمِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الَّذِي / أَتَى خَاتِماً لِلرُّسْلِ فِي خَيْرِ أَزْمَانِ
وَدَامَ الرِّضَى عَنْ آلِهِ أَنْجُمِ العُلاَ / وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي / زُمُرُّدَةً مُخْضَرَّةً مِنْ لُجَيْنِهِ
وَلاَ تُنْكِرُوا مَا رَاعَ مِنْ ذَاكَ إِنَّنِي / لَصَائِغُ تِبْرِ القَوْلِ نَاقِدُ شَيْنِهِ
وَلاَ عَجَبٌ إِنْ أَعْوَزَ السَّبْكُ صَائِغاً / فَأَوْجَبَ عَدْمُ السَّبْكِ خُضْرَةَ عَيْنِهِ
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً / لِخَيْرِ الوَرَى عَنْهَا لآثَرْتُ فُقْدَانِي
مَقَامَاتُ إِسْلاَمٍ أَزِيدُ بِفِعْلِهِ / ثَوَاباً وَإِيمَانٍ أُدِيمَ وَإِحْسَانِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ / عَجِيجَ الحَجِيجِ اسْتَقْبَلُوا شِعْبَ نُعْمَانِ
وَهَلْ تَرَكُوا حُمْرَ القِبَابِ لِوَقْعِهِ / سَوَارِيَ فِي لَيْلَيْ هُمُومٍ وَأَحْزَانِ
وَهَلْ غَادَرُوا الجُرْدَ الجِيَادَ خَوَابِطاً / كَمَلْقَى سُيُوفٍ أَوْ عَوَامِلِ مُرَّانِ
مَضَى رَبُّ قَيْسٍ وَابْنُ رَافِعِ مُجْدِهَا / ثُمَالَ مَعَدٍّ حَيْثُ كَانَ وَعَدْنَانِ
مَضَى الفَارِسُ المِغْوَارُ يَزْحَفُ لِلْوَغَى / عَلَى كُلِّ مُسْوَدِّ النَّوَاشِرِ حَسَّانِ
مَضَى العَالِمُ البَحْرُ الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ / رَقَابُ المَعَانِي فَهْيَ وَالجَيْشُ سِيَّانِ
أَرَى الحَيَّ قَدْ أَكْدَى الرَّكَائِبَ بَعْدَهُ / بِمُشْكِلِ نَوْحٍ لاَبِحَدْوٍ وَأَلْحَانِ
وَشَبُّوا لِمَنْ أَمُّوا المَفَاوِزَ فِي الدُّجَى / مِنَ الحُزْنِ وَالبَلْوَى مَوَاقِدَ نِيرَانِ
وَسَالَ دَمُ الأَجْفَانِ وَالكَرْمِ حَيْثُ لَمْ / تَزَلْ تَزْحَمُ الضِّيفَانُ أَمْوَاجَ ضِيفَانِ
نَشَدْتُكُمْ هَلْ طَابَ لِلْعِيسِ وِرْدُهَا / وَهَلْ رَاقَهَا مَرْعى لِحِمْضٍ وَسَعْدَانِ
وَهَلْ أَرْضَعَتْ أَمُّ الحِوَارِ حِوَارَهَا / وَأَفْهَقَ مِنْ رَسْلٍ عَلَى الشَّوْلِ فَقْهَانِ
وَهَلْ رَجَعَتْ أَيْدِي الكُمَاةِ سُيُوفَهَا / وَقَرَّ الأَصَمُّ الصِّرْفُ فِي كَفِّ شَيْحَانِ
أَلاَ إِنَّ قَيْساً بَعْدَ يَوْمِ ابْنِ عَاصِمٍ / لأَنْضَاءُ أَحْزَانٍ وَأَذْوَاءُ فُقْدَانِ
وَتَبًّا لِدَهْيَاءَ اسْتَطَارَ شَرَارُهَا / كَمَا لَعِبَتْ هُوجُ الرِّيَاحِ بِكُثْبَانِ
فَقَدْنَ الأَغَرَّ النَّدْبَ لاَحَتْ قِبَابُهُ / فَلَسْتَ تَرَى مِنْ حَوْلِهَا عَيْنَ جَذْلاَنِ
وَلَمْ أَرَ يَا لِلْقَوْمِ غَيْرَ مُصَابِهِ / سَوَاءٌ بِهِ قَحْطَانُ أَوْ آلُ عَدْنَانِ
بَكَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ مِنْهُ ابْنَهَا الَّذِي / مَضَى كَالْحَيَا الهَتَّانِ عَنْ شِعْبِ بَوَّانِ
وَكَرَّ إِلَى إِخْوَانِهِ مُوقِظَ الأَسَى / فَمَا هَمَدَتْ فِي الحُزْنِ آثَارُ هَمْدَانِ
وَعَامِلَةٌ لَمْ يُلْفَ مِنْ عَمَلٍ لَهَا / سِوَى رَفْضِ سُلْوَانٍ وَتَجْدِيدِ أَشْجَانِ
وَأَثْقَلَ بَثُّ الخَزْرَجِيِّينَ كَاهِلاً / لِكُلِّ صَرِيحِ المَجْدِ فِي سِرِّ كَهْلاَنِ
وَفِي كَلْبٍ اصْطَفَّتْ عَلَيْهِ نَوَائِحٌ / كَمَا زَجَرَ العَيَّافُ مَنْعِبَ غِرْبَانِ
فَمَنْ لِلْخُيُولِ الأَعْوَجِيَّةِ ضُمَّراً / يُرَوِّي صَدَاهَا مِنْ عَبِيطِ الرَّدَى القَانِي
وَمَنْ لِلسُّيُوفِ المَشْرَقِيَّاتِ يَخْتَلِي / بِهَا الهَامُ يَوْمَ الزَّحْفِ فِي كُلِّ مَيْدَانِ
وَمَنْ لِرِمَاحِ الخَطِّ فِي حَوْمَةِ الوَغَى / يُقَصِّمُهَا مَا بَيْنَ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَمَنْ لأَيَامَى الحَيِّ تَشْكُو ظَما حَشاً / صَدِيٍّ لِعَرْفٍ لاَ يَغِبُّ وَإِحْسَانِ
وَمَنْ لِلضُّيُوفِ الخَابِطِينَ لَهُ الفَلاَ / عَلَى كُلِّ مِيفَاضٍ كَهَمِّكَ مِظْعَانِ
وَمَنْ لِلْعُلُومِ النَّازِعَاتِ إِلَى العُلاَ / مُتِيحٌ لِوِرْدٍ أَوْ مُقِرٌّ بِإِعْطَانِ
وَمَنْ لِسِجَالِ العِلْمِ أَوْ لِغُرُوبِهَا / مُجِيلٌ إِذَا حَانَتْ مَرَثَّةُ أَشْطَانِ
وَمَنْ فِي النَّوَادِي الغُرِّ لِلْخُطَبِ الَّتِي / يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا قِسُّ سَحْبَانِ
وَمَنْ يُكْسِبِ الأَحْلاَمَ صَنْعَةَ رِيدَةٍ / وَشُغْلَ سَحُولٍ إِنْ وَشَى ذَاتَ عُنْوَانِ
شَهِدْتُ لَقَدْ أَبْقَى عَلَى المُلْكِ رَوْنَقاً / وَلاَ رَوْنَقُ الصَّهْبَاءِ فِي عَيْنِ نَشْوَانِ
وَخَلَّفَ أَكْبَادَ المُلُوكِ لِفَقْدِهِ / تُنَاشُ لِخَفَّاقٍ مِنَ البَثِّ حَرَّانِ
أَخَالاَهُ خَانَ الصَّبْرُ بَعْدَكَ وَانْتَحَتْ / لَوَاعِجُ وَجْدٍ بِالأَسَى غَيْرَ حَرَّانِ
وَلَمْ يَبْقَ عِنْدِي مُذْ رُزِئْتُكَ جَانِبٌ / كَأَنِّي أَخُو عُتْبَانَ مِنْ بَعْدِ عُتْبَانِ
وَكَمْ قَسَّمَ الأَرْزَاءَ فِي سَاحَةِ البِلَى / بَنُو الحُزْنِ عَجُّوا بَيْنَ شِيبٍ وَشُبَّانِ
وَكَانَ لَنَا شَّرُّ القَسِيمِ كَأَنَّنَا / بِعَيْنِ أَبَاغٍ قَاسِمُو آلَ شَيْبَانِ
رُزِئْنَا بِزَاكِي الخَيْمِ مُبْيَضَّ طَرْفِهِ / بِأَكْرَمِ مِطْعَامٍ وَأَشْرَفِ مِطْعَانِ
جَعَلْتُ أَلُومُ القَلْبَ عِنْدَ نَعِيِّهِ / وَقَدْ طَارَ فِي مَهْوَى الأَسَى جِدّ وَلْهَانِ
وَأَرْمي فُؤَادِي بالشُّجُونِ رَبَتْ كَمَا / رَمَى الشَّنْفَرَى بِالحَرْبِ مِئْزَرَ لِحْيَانِ
وَأَسْتَبْطِىءُ البَلْوَى وَقَدْ جَدَّ جِدُّهَا / كَمَا اسْتَبْطَأَ الغَارَاتِ عُمْرُو بْنُ نُعْمَانِ
وَبالجَزْعِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ مَاجِدٍ / بِهِ نُسِيَتْ آثَارُ قَبْرٍ بِحُلْوَانِ
سَقَاهُ عَلَى الإمْرَاعِ كُلُّ مُجَلْجِلٍ / مِنَ الغَيْثِ هَطَّالِ العَشِيَّاتِ هَتَّانِ
إِذَا حَرَّكَتْهُ فِي البُرُوقِ سِيَاطُهَا / رَمَتْ بِعِشَارِ المُزْنِ فِي كُلِّ بُسْتَانِ
مُكِبًّا بِأَكْنَافِ الرِّيَاحِ دَوَالِحاً / كَمَا ازْدَحَمَ الرَّكْبُ المُخِبُّ بِعَسْفَانِ
وَلاَ زَالَ يَنْدَى فَوْقَهُ كُلُّ سَجْسَجٍ / مِنَ الظِّلِّ مَحْفُوفٍ بِروحٍ وَرَيْحَانِ
وَلَوْلاَ العَوَادِي المُزْرِيَاتِ لَزُرْتُهُ / وَعَادَتْ إِلَى تِلْكَ الأَبَاطِحِ أَظْعَانِي
وَصَاحَبْتُ فِي خَوْضِ البِحَارِ عِصَابَةً / هُمُ مَا هُمُ فِي المَجْدِ أَيْسَارَ لُقْمَانِ
وَلَكِنَّنِي أَغْشَاهُ بِالرُّوحِ زَائِراً / وَإِنْ لَمْ يَزُرْهُ مُذْ خَبَا الحَدُّ جُثْمَانِي
وَإِنِّي بِهِ عَمَّا قَرِيبٍ لَلاَحِقٌ / وَظَنِّيَ أَنَّ الدَّارَ جَنَّةُ رِضْوَانِ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ /
وَمَهْمَا جَرَتْ أَجْفَانُ مَاءٍ إِلَيْكُمُ / جَرَى إِثْرَهَا شَوْقاً لَكُمْ مَاءُ أَجْفَانِي
بَدَا عَارِضُ المَحْبُوبِ فَاحْمَرَّ خَجْلَةً
بَدَا عَارِضُ المَحْبُوبِ فَاحْمَرَّ خَجْلَةً / وَأَهْدَى لَهُ وَرْداً بِهِ الحُسْنُ نَاهِضُ
وَقُلْتُ لَهُ لاَ تُنْكِرِ الوَرْدَ نَاضِراً / فَقَدْ سَالَ فِي خَدَّيْكَ مِنْ قَبْلُ عَارِضُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025