القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 36
لهيب جوى قد أضمرته ضلوعهُ
لهيب جوى قد أضمرته ضلوعهُ / وسرّ هوى تمت عليه دموعهُ
وجفن جفاه الغمض شوقا وإنما / لبعد التداني بأن عنه هجوعه
أبى الليل إلا أن يطول وإنما / أبى الصبح أن يجلو الظلام صديعه
وينزل دار ظلت أنشد مهجتي / لديه فحيّت عن جوابي ربوعه
عهدت به شرخ الشباب وعيشة / صفت لي وإذا قلي عديم نزوعه
فأصبح مسلوب العزاء عن الصبا / وعصر الصبى عند الغواني شفيعه
تمنّيت أنّ الطيف زار فأنثني / وقد سرّني منه الفداة صنيعه
قنعت به والحر إن عز مطلب / سيغنيه عن ذل السؤال قنوعه
لئو قر قلب المالكية إنني / غدوت بقلب ليس يهدا ولوعهُ
يقولون لي ألا تجلّدت هل يرى / جليد فتى يبدي هواه هلوعهُ
وقالوا التداني قلت قد حيل دونه / فقالوا التسلي قلت بان جميعه
أعلل قلبي بالأماني وأنثني / حليف ضنى تسكاب دمعي بذيعه
أحبابنا إن كان عهدي مضيّعا / لديكم فعندي عهدكم لا أضيعه
لكم في ضمير القلب ودّ مؤكّد / وودّي قد انقضّت لديكم جموعهُ
هل الدهر يدني منك يا مي مرة / ويفعل بي ما شاء إني أطيعه
لقد ساء بي فعل الزمان فسهمه / رمى فأصاب القلب مني وقوعه
ولكنني في ظل أحمد لم أكن / لأخشى زمانا قد ألمت قطوعه
مليك به جلّت أناس مطيعة / وذلّت أناس أصبحت لا تطيعه
غدا في اقتناء الحمد بالجود جاهداً / وحاز المعالي فالثناء دروعه
فأوردت الآمال ورد نواله / فزاد على ريّ الأماني شروعهُ
فتىً يستقل النجم من جود كفّه / جلالاً وإن أولى الندى لا يشيعه
مليك غدا في جبهة الدهر غرّة / وأشرق في دهر تغشى هزيعه
إذا ما دعا داعي المكارم والعلى / لبذل العطايا الغرّ فهو سميعه
به عاد ممحوا الشريعة واغتدى / به الدين مردوداً إليه مضيعه
بغزوٍ ونسك في انفرادٍ ومجمع / يبيت وخوف الله حقا ضجيعهُ
ففي السلم تلقاه لدى الحق قائما / يجلي الدياجي خوفه وخضوعه
وف الحرب يفري الهام منه بصارم / سلوب نفوس الدارعين لموعه
فأنى يرى يوم الكريهة فارس / صريع المنايا فهو خوفا صريعه
فما ينثني رمح له عن مطاعن / غداة الوغى إلا إليه رجوعه
وما منع الأبطال من دون سيفه / جدار ولا حصن يشاد منيعه
أأحمد مهلا لم يكن في الورى إذا / سواك غدا نحو السماء طلوعه
وماكنه هذا السر سر عزيمة / ولكن سرّ الله فيه قريعهُ
هنيء لهذا الخلق ملك زكت لهم / أصول العلى منه وطابت فروعه
وما الغيث إلا معقب السيل إنه / نتيجة مجد بان منه نصوعه
وبالطائر الميمون عاد زمانهم / ربيعا وإقبال الزمان ربيعه
هو البدر أبدى رونق كالدهر نوره / واشرق في داجي الزمان طلوعه
فللشمس والأفلاك منه مسرّة / وللناس يمن منه لذّ مريعه
عليّ غدا في الفضل مثل سميّه / بقدر سما فوق السماء رفيعه
فهنّئت يا سيف الملوك بمقبل / يبشّر بالإقبال وهو قريعه
فأنت لأبكار المكارم معدن / ولا غرو أن يقفو البديع بديعه
قف العيس هذا ربع سلمى فسلّم
قف العيس هذا ربع سلمى فسلّم / وإن لم تجب رجعا ولم تتكلم
ولكنه عهد الصريم وأهله / تصرّم والأشواق لم تتصرّم
وما الدار إلا بالقطين فإن يبن / أقل لجفوني بعد فرقته اسجمي
لقد علم الجفن المحبين بعدهم / بكاء على الأحباب في كل معلم
عذولي اصح أخبرك بالحب كي ترى / عذيري لقد ألمتيني بالتلوم
أرى الحب في بدء المحبة طعمه / لذيذ وعقباه مرارة علقم
وأوله أن يطمع المرء في الهوى / فتدخله الأطماع تحت التحكم
ألم تر أني ظلت في رسم منزل / أسحّ سحاباً من دموعي ومن دمي
وأندب دارا باللوى غير أنني / اقول لها يا دار سلمى ألا اتتلكي
أيا ساكني أطلال منبج إن لي / إليكم جوى نيرانه في تضرّم
عليّ وقد جرتم مدى البعد لذتي / حرام ورفق العيش غير محرم
وليلي كما نام السليم ولم يجز / بشرع الهوى أن تسفكوا دم مسلم
أرجم في سلمى ظنوني ضلة / وما نافعي من أمر ظن مرجم
أروم الكرى علي أرى زور طيفهم / وما زوره إلا الجفن مهوم
خفوا الله في إظهار ما ظلت جاهدا / من الحب أخفيه لدائي المكتّم
ضننتم بتكليم وقد خالط الهوى / هواكم أضاميم الفؤاد المكلم
كما خالطت نعمى أبي اسحق والندى / بمعظمه روحي ولحمي وأعظمي
فاصبحت مرجوا وقد كنت راجياً / يسير الندى عند البخيل المذمّم
ومذ عمت بحرا من عطاياه أخرجت / له فكري درّ المديح المنظّم
كريم السجايا طاب فرعا وأصله / زكيّ من البيت الرفيع المكرم
سمي خليل اللّه أرسل للهدى / وأرسلت للجدوى بمال مقسّم
رأيت الورى عبّاد أصنام عسجد / فحطّمتها من سيب حور محطم
بك اكتسبت الأيام نورا وقبلها / غدت في دجى ليل من اللوم مظلم
وألقت لك الدنيا مقاليد أمرها / ورحت بعلم بالفواضل معلم
ودبّرت أمرا الملك بالدين والحجا / ورأي اصيل في الملمات محكم
نصرت ابن نصر من حمى الدين ما اغتدى / بعصرك فخذ ولا لدى كل مسلم
وأوقدت نارا للمكارم والعلى / فأسرج كل من غنيّ ومقدم
إذا ادخر المال البخيل فإنما / ذخيرته من كل صيبٍ معظم
وعصمته الذكر الجميل وإنه / حليّ علاً في كل حيد ومعصم
له قلم كلت لهيبته الظبا / إذا ما انتضاه مصلتا فاغر الفم
يفلّ به الجييش اللهام ويغتدى / به كهم في جانبي كل لهذم
فطورا تراه مجتني النحل سائلا / وطورا تراه سائلا سمّ أرقم
إليك وزير الملكِ أعملت همّتي / فعمت بتيّار من الجود مفعمِ
ولم أر أهلا في الأنام سواكمُ / لنظم قريضٍ من فصيحٍ وأعجم
زففت إلى الجدوى كريمة خاطري / هديّا ولم اختر لها غير مكرم
فأنكحتها علياك إذ لم أجد لها / من الناس كفؤا غير مجدك فاعلم
فخذ بكر فكر لا يقوم بمهرها / سواك ولا تسخر به كفّ منعم
أمن منزل بالجق أقوت معالمه
أمن منزل بالجق أقوت معالمه / ففاض بمغناها من الدمع ساجمه
تحمّلت عبئا أم من البين والجوى / غدا القلب والوجد القديم يلازمه
وما الوجد إلا ما عدو الفتى به / إذا آن تفريق الأحبّة راحمه
وما الحب إلا ما يؤنّب غازل / عليه فيعصى أو تلوم لوائمه
وكيف يطيق الصبر صب جفونه / تنم بما يخفيه والقلب كاتمه
ألا قاتل الله الجمال فإنها / أقلّ جمالا مبدعا فيه واسمه
نأت بهم والليل مرح سدوله / بفوديّ حتى أبيض للبعد فاحمه
ولم تدر ليلى ما الهوى وعذابه / ولا علمت منه الذي أنا عالمه
نسيم الصبا بلغ إلى جيرة الغضا / سلام مشوق وجده ما يسالمه
وصف لهم ما بي من الوجد والأسى / وما ضمّنته من فؤادي حيازمه
أول وقد كنت العزيز وكيف لا / يذلّ فتى قاضيه في الحب ظاله
وأعجب ما لاقيت في مذهب الهوى / محب يروم العدل والخصم حاكمه
فيا صاحبي اليوم عوجا لتسألا / فريق الحمى أمن استقلّت عزائمه
وقولا لهم أن ضل بالبعد عنهم / غرام فإنّ القلب مني غارمه
سلوا النجم يخير عن سهادى وموقع / لجفنيّ لم ينجم مع الدهر ناجمه
فأعجب بحب لا يساب بسلوة / لقد عمرت في القلب مني معالمه
لحا الله دهري كيف سلت من النوى / علي لتفريق الجيب صوارمه
وكيف أخاف الدهر في وقع حادث / ملم وابراهيم بالجود حاسمه
وزير رست للملك من طود رأيه / قواعده حين اطمأنّت دعائمه
إذا نظرت آراؤه الأمر أدركت / غرائبه والمشكلات عزائمه
ومالا أحاط العالمون بأسرهم / به فأبوا إسحق بالوهم عالمه
يرى الجود من بعد السؤال مذمّة / فتوليك ما لا ترتجيه مكارمه
وإن ضن صوب الغيث جادت يمينه / على الناس ما لم تستطعه سواجمه
فلو لم يجد شيئا ينيل لقاصد / فبالنفسِ مسرورا بذاك يقال
ففي كل كف من نداه غنائم / وكل مديح فهو لا شك غانمه
به غفرت للدهر كلّ إساءة / وعاد له بالعذر من هولائمه
أبا إسحق شيدت المعالي وفتقت / بجودك عن لب السماح كمائمه
تكفّلت بالمرين رزق وحكمة / ففضلك يمليها وجودك قاسمه
بكفّ يكفّ الخطب عن سوء فعله / وعن بغيه ذ تضمحلّ جرائمه
يقلّ يراعا أسمر اللون أهيفاً / طلاه دما إذا أحسن الوشم واشمه
تقمّص ثوب الحزن من فرح به / فبيّض حظ المرء إذ ذاك فاحمه
إذا ما مضى ردّ القضاء ولم تكن / لتمنع عن غير الولي مظالمه
إليك جمال الدين حثت عزائمي / فهانت بكم من ذا الزمان عظائمه
تجلّ محلي في الأنام فأنثني / وربعي ربيع إذ تجود غمائمه
وقد سرّني لما رأيتك سالما / وعود شبابي أخضر الغصن ناعمه
وما كان لي لولا مزارك بغية / أو ملها إذ شام غيرك شائمه
وما بفنا الحدباء من يرتجي له / سماح يد إلاك إذ أنت حاتمه
فخذها هديّا بكر فكر زففتها / إليك بعرف يملأ الأرض فاعمة
لئن حسنت منها فواتح نظمها / لقد عذبت بالمدح فيك خواتمه
فمتّعت يا خير الورى ببقائها / مع الدهر كي لا تستباح محارمه
إذا بارق من بارقٍ لاح مومضاً
إذا بارق من بارقٍ لاح مومضاً / أضاء فأعزاني بمن حل بالأضا
وإن مرّ خفاق النسيم سألته / يكون بذكرى عندهنّ معرّضا
فلى زفرات أعربت إن في الحشا / لهيبا غدا من دونه لهب الغضا
ولي بين أكناف الحمى ومحجّرٍ / غزال متى ما شاء عافى وأمرضا
متى جئته أبغي التواصل مقبلا / غدا بالتنائي والقطيعة معرضا
وما زال شملي منه بالقرب جامعا / فعاد لشملي بالبعاد مقوّضا
وقاضى الهوى منه عليّ تجبّرا / بحكم التنائي والتباعد قد قضى
يهيّج لي فرط الصبابة والأسى / تذكر عهد من تواصله مضى
عشيّة أضحى بالتداني ووصله / يساعفنا فاستبدل السخط بالرضى
وروض الغني يفترّ عن درك المنى / سقاه التداني عارضا منه فيّضا
ومذ هز لي من أهيف القد ذابلا / وجرّد عضب الجفن بالجفن وانتضى
تيقّنت قتلي منهما غير أنني / أرى طرفه في القتل أضحى محرّضا
وليس رجائب غير قرب محله / أو الجود من كف الوزير أبي الرضا
جرى القدر المحتوم وفق مراده / ووافقته في حسن طاعته الفضا
حمى حوزة المعروف منه بأنعم / يجمود بها حتى لقد ملأ الفضا
وقد كان خطي أسودا فأعاد / ندى كفّه بين البرية أبيضا
إذا جاد أغنى القاصدين وإن سطا / يذلّ له الجبار أو قال أمحضا
وإن أعوز الرأي الرصين لشكل / أطال صواب الرأي فيه وأعرضا
له قلم قد شيّد الملك حدّه / وجمّع أشتات المعالي وروّضا
يردّ ملم الخطب قسرا وطالما / أباد صروف الحادثات وأرفضا
يحطم سمر الخط بالخط بعدما / يفلّ الجراز المنتضى حين ينتضى
إذا ما جرى في حلبة الطرس بالردى / وبذل الندى أولى حقوقا فأوفضا
إليك وزير الملك ألقت جرانها / طلايح عزم عن سواك تقبّضا
أتاك ولم يترك له الدهر حالة / وأمك لما راح في الناس منفضا
وليس عجيب أن ينال بك الغنى / فتى راح في بحر العطايا محوضا
وأنت عليم أنه طول دهره / يمرّ عن الأيّام والناس معرضا
تعلّم منك الناس حلمك والندى / فرحت على كسب البناء مهبضا
وقد فاز من يأتي جنابك إن غدا / إلي مقاليد الأمور مفوّضا
جزى اللّه دهري كل خير فقد غدا / بكم عن جميع الذاهبين معوّضا
إذا شكرت زهر الرياض يد الحيا
إذا شكرت زهر الرياض يد الحيا / فشكري لما أولتني راح أزيرا
وأيّ امرئٍ أثنى عليه وإنني / إذ أعدّ لي فخرا عددت محمدا
ويكفيك شكري إن شكرتك في الورى / فمجد الفتى بالشكر راح مخلدا
ففخرك يا رب المفاخر شائع / بأنك قد قلّدتني منعما يدا
وعندك من غزر المروة شيمة / شريت بها من سائر الناس اعبدا
فقد صرت من حسن الضيقة منكمُ / أحبّك حتى كدت أن
لنا حاكم لم يخلق الله مثله
لنا حاكم لم يخلق الله مثله / بخلق وخلق قد حوى غاية القبح
يضلّ إلى طرق العلى غير أنه / إلى اللوم أهدى من ذباب إلى جزرره
وكنا عملنا للمظفّر دعوة
وكنا عملنا للمظفّر دعوة / ليحضر فيها عندنا يوم الاثنين
فجاء ولكني رأيت عجيبة / أتى أنفه من قبل ذاك بيومين
ببلدتنا الحدباء قاض مدمّغ
ببلدتنا الحدباء قاض مدمّغ / عليه أدلّاء البغاء قواطع
بوا قد ينعت وتطاولت / فهنّ له من أن ينموانع
فراحته في ان يرى فيه عرسه / كذي اله يكوي غيره وهو راتع
منازلهم بين اللوى فالدكادِك
منازلهم بين اللوى فالدكادِك / سقى هاطِل الوسميّ أطلال دارك
وإن ضنّ جود الغيث حينا فجادها / من الجفن صوب العارض المتدارك
ديار نفي عني تذكر عهدها / رقاوى وتذراف الدموع السوافك
عهدت بها البيض الدمى حين أنثني / أميس بصبغ للشبيبة حالك
وروض التصابي بالسرات ناضره / أريض لنا والغيد غير فوارك
إلى أن رمانا الدهر عن قوش صرفه / بأسهم بعد للتداني بواتك
وساروا وقلبي في ركائب عيسهم / ودمعي كنظم اللؤلؤ المتهالك
أنادي بمحاديهم ترفق فإنما / فراق لبيني تاركي في الهوالك
لبيني أضعت العهد مني وخنتني / ودادي فيا للّه ماذا بدا لك
فإن تبخلي بالقرب مني فإنني / قنوع بأن تهدين طيف خيالك
لأيّة حال بالقطيعة والجفا / صرمت حبا لي في الهوى من حبالك
وكيف أمني النفس منك بزورة / وشحط النوى بيني وبين فرارك
ومن لي بطيف منك والشام منزلي / وقد ضربت بالأبرقين قبابك
نأى جلدي لما نا يتم وإنما / فؤاديَ قد خلّفته في رحالك
فإن رشقتني أسهم البين بالنوى / كما رشقتني أسهم من لحاظك
لجأت إلى رب السماحة والندى / سمام العدى ذي المكرمات أتابك
هو الحافظ الحامي من الملك حوزة / بأصناف راي كالقنا الماسلك
إذا سار ما بين الصفوف ترى له / جيوش وغى قد أيّدت بالملائك
به قام هذا الملك حتى توطدت / دعائمه من دون كل الممالك
وفي يده للناس بالباس والندى / أقاليد أبواب التقى والناسك
وعلم إذا جاشت غوارب بحره / يقول الورى ما أن له من مشارك
فأنى امتطى ظهر الجواد لعزمة / وراح أمام الفيلق المتعارك
ترى اسدا من فوق أزرار درعه / سنا قمر بين الظبا والنيازك
أيا رب ذا الملك العظيم ومن له / مغامات صدق في الليالي الحوالك
إذا تليت آيات مجدك في الورى / تضوع بعرف من شذي المسك صائك
لقد راح بالإسلام نحوك فاقة / فعجل بغارات له ومعارك
بآساد موت في ظهور صلادم / تريك لظى من تحت قدح السنابك
فإنّ ثغور الروم تحنو تشوقا / اليك فبادرها بقطع المسالك
أيا سيف ذا الملك الغياثي إنني / جمعت علوما من فنون المدارك
وما كنت أسخي أن ألقب شاعرا / ولكن مدحي فيك لست بتارك
ولم تزل الأيام تزهى بمنصبي / ولكنها الأقدار سدّت مسالكي
وإني لذو حظ إذا جئت مداحا / لعلياك بل ثغر من الدهر ضاحك
لعمرك أضحت للوزير دلائل
لعمرك أضحت للوزير دلائل / كموسى وعيسى فهو يعلو ويعظم
غدا بيمينه بياض وقد أتى / بغير أب فهو الرسول المذمّم
نسيت إلى الحدباء زورا وإنما
نسيت إلى الحدباء زورا وإنما / إلى بعلبك أنت تعزى وتنسب
وقلت ابن موسى أي موسى ادعيته / لامك بعلاء أنت فيه مكذب
وإنك لم تعلم أباك من الورى / فتعزى له يا خزي من ماله أب
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل
دعوا مقلتي تغفي إذا لم يكن وصل / فما رقدني حرم ولا سهري حل
وإن لم أكن أهلا لما تسمحون به / من الجود والجدوى فأنتم له أهل
هبوا القلب صبرا إن بخلتم بزورة / فكل كريم لا يليق به البخل
فإني غريم للغرام موله / قتيل رمته منكم الحدق البخل
أيا ساكني أطلال جلق إنني / مدى الدهر لا أنسى هواكم ولا أسلو
منعتم عن العين القريحة فاغتدت / تجود بدمع فيضه أبدا هطل
نوالله لا أنفك من بعد بعدكم / تمرّ حباتي إذ غدت قبلها تحلو
وإني وتذكاري لياليا تصرّمت / بقربكم يعتادني للنوى خبل
بعدت عن الأهلين بعد فراقكم / ومالي بعد في هواكم ولا قبل
وصرت عدوّا وبعد ما كنت صاحبا / محبا وفي حبيكم عزني الأهل
سلام إذا هبّت صبا من جنابكم / ينشره بأن البيرق والأثل
تحيّة مشتاق على بعد داره / يرجي لقاكم وهو بالروح لا يغلو
سلوا هل سلا قلبي هواكم وهل به / سواكم وإن لم يبق قلب ولا عقل
سوى رمق إن دام ذا البعد والنوى / قضى وتولى لا فراق ولا وصل
ايا ساكني باب البريد تعطّفوا / على من به عن كل لذاته شغل
يجن إذا ما جن ليل وأنه / قتيل هوى لا يستقاد له قتل
لحا الله قلبي ما أشد حفاظه / أدام له وصل أم أنصرم الحبل
غدا بين حاليه وقد شطت النوى / وسدّت عليه دون وصلكم السبل
يملّ ثواء أن يدوم له النوى / ويرجو لقاء أن يسجتمع الشمل
وما دون ما أمّلته لقائكم / بلوغ منى يدنو ولا أمل يعلو
سوىي جود إبراهيم والملك الذي / فما فرعه الزاكي وقد كرم الأصل
فتى وعرّت طرق المعالي خلاله / على غيره إذ كل وعر له سهل
يجود إذا ما العام أغير مجدب / ويولي العطايا والحيا ليس ينهلّ
خلائق ما تنفكّ تولي فواضلا / تأثّل منها عنده المجد والفضل
ونفس تعاف العار حتى كأنّه / هو الثكل طعما أو غدا دونه الثكل
تجمع فيه العلم والحلم والتقى / وبذل الندى والخير والدين والعقل
فمن حلمه عفو ومن علمه حجا / ومن خيره بر ومن دينه عدل
ومعروفه جم وإحسانه الغنى / وفي ظله أمن وفي نطقه الفصل
فضائل لا تحصى إذا ريم حصرها / ويعجز من إحصاؤه القطر والرمل
به وضحت طرق المكارم والعلى / فما أن له في الناس شبه ولاشك
قؤول فعول للمكارم والندى / سريع وحسن القول أن يحسن الفعل
فيا أيّها المحمود في كلّ موقف / يرى الموت فيه والمثقف والنصل
شددت عرى ذا الدين منك بعزمة / قليل المنايا من وقائعها جزل
وأنقذت أهليه من الخوف والردى / بوقعاتك اللاتي يشيب لها الطفل
ملأت قلوب المشركين مهاية / بباسك حتى قد تغشاهم الذل
وقدت إليهم كل أروع باسل / له نغثات ليس ينفثها الصل
فما فتحت يوم الكريهة مقلة / لدى الروع إلا والسيفو لها كحل
أيا ملكا أدركت ما أرتجي به / وشرفت حتى لي بهام السها تجل
إذا كنت بي برا رؤوفا فإنما / رؤوس الأعادي ل ولم أرضها نعل
فإن تتخذني في الملمات تلقني / عليما بها إن راح غيري به جهل
خبير بما يأتي به الدهر حاذق / وأنفع ما لا تنفع الخيل والرجل
وأبقى لك المجد الرفيع على المدى / بشعر ستبلى بل ستحدى به البزل
فلا تسمعن عني مقالة كاذب / فما طاب إلا من يطيب له الأصل
طويت لكم سر الضمير على وفى
طويت لكم سر الضمير على وفى / يواظبه قلبي بغير تقلّب
فقولي وفعلي صادر عن مودّة / وليس على من ودكم من تعتب
أأبناء شماس إليكم رسالتي
أأبناء شماس إليكم رسالتي / بأنّكم لن تفلحوا أبدا قطّ
تجاوزنكم حسن الثناء وطالما / تجاوزكم دون الورى الخلق السبط
فلا تفررنكم كثرة من أراذل / فمالائق إلا بكم ذلك الرهط
شهرتم بقبح الذكر في كل مجلس / فقولكم فحش وحزبكم الزط
وما ذاك إلا لؤم أصلكم الذي / إلى الغاية القصوى من اللؤم يخط
ترفّق فذا قلب على العذل لا يقوى
ترفّق فذا قلب على العذل لا يقوى / وقد أقفرت من بعد ساكنها حزوى
يراه الجوى حتى استمر مريره / وأي فؤاد للتفرق لا يذوى
إذا خفق البرق الشىمي أوسرى / نسيم الحمى النجديّ هاج له البلوى
شكا بهّه ثم ارعوى عنه قائلا / إلام اشتكائي قد مللت من الشكوى
سلوا ظبيات الجزع من أجزع الحمى / وأطلاءها هل عاينوا الرشأ الأحوى
فمن بعده أنكرت عرفان عيشتي / ومن بعده غصني على جدّة يذوي
أأيامنا إن عاد عيدك مرّة / فمن منة تحوى ومن منة تقوى
وما ذكرتك النفس إلا تولّهت / عليك وكان القلب من جدّة يذوي
ويا حاديا إما مررت بذي الفضا / فرفقا فتلك الدار كانت بها أروى
وكن مسعدا بالربع في فيض عبرة / لعل ثراها بالمدامع أن يرى
فإن حفاظا إن وقفت بدارهم / لتبكي خليطا بأن أو منزلا أقوى
وإن مودات القلوب بواعث / شجا لحبيب أو بكاء على مثوى
وركبٍ سرى والليل مرخ سدوله / يخوض الدجى والهم يحدوهم حدوا
سرى وهو موسوق رجاء كأنما / بأرجائه تبدو لنا ظرها الرجوى
فقلت لهم والصبح افترّ ثغره / وثوب الدجى ما كاد عن جمعهم يطوى
قفوا فتقّي الدين أكرم مرتجى / يؤمّ وجدوى كفه الغاية القصوى
مليك غدا وجه الزمان مهلّلا / ببهجته والدهر يزهى به زهوا
إذا ما ادلهم الأمر يوما فرأيته / بكاد ذكاء يعلم السود والنجوى
كأن على كفّيه صوب غمامة / يصوب الورى بالبشر والعدل والجدوى
سريع إلى الداعي المثوف بالندى / رزين إذا ما خفّ عن حلمه رضوى
ترى نطقه فصلا وروتبه منى / ومجلسه فضلا وشيمته عفوا
إذا رفق المعروف يوما فكلّه / تفيدك من معروفها أبدا صفوا
فأما نحوت العيس تقصد غيره / فأنك طوال الدهر تخبط في عشوا
وما أنصفوه بالتقي لأنه / تجمع فيه العلم والحلم والتقوى
بصير بكسب الحمد حقا فهمّه / إلى نعمة تولى ومكرمة تحو
إذا ما العدى شبّوا ضرام كريهة / على حنق أهدى لهم غارة شعوا
بطعن يبيد الجيش وهو عرمرم / وضرب يريك القرن عن كثب شلوا
ويسقي حديد الهند من مورد الطلى / نجيعا كأنّ السيف في هامهم يروى
فذا المجد لا يفتري منه باطلا / وذا الفضل لا ما أثبتته يد الدعوى
أيا ملكا الزمت نفسي بحبه / على ثقة أن سوف ظهري به يقوى
أرقش من شعرى إليك قصيدة / بها عطش يروي إذا لفظها يروي
وأكتب ما لم تستطعه يد امرئ / وخاطرة ما أنت نعلمه فحوى
وأعلم أصناف العلوم وإنني / افوق بما عاتيته الحضر والبدوا
وتمنحني ذلّا وشخطا وجفوة / يعود بها جسمي حليف الظنى نضوا
وتسمع أقوال الوشاة وخيرهم / لما يغتديه من طعامك لا يسوى
ويقدح في عرضي الا أذل عندكم / ويشتمني من راح من عقله خلوا
إذا لم أكن في بابكم ذا نباهة / فما عيش مثلي عند مثلكم حلوا
وأنبئت أقواما لئاما تعرّضوا / بعرضي وفاهوا في أحاديثهم لعزا
وقد علموا أن ليس تخطي رميّة / سهامي ولا عن كلم أعراضهم تزوى
أنا الأفعوان الصل والضيغم الذي / على كل ذي روح له في الورى عدوى
أروح واعذو في البلاد وإنما / أقل فعالي أن نظمت لهم هجوا
فردّ مغيبي أيّها الملك الذي / نحا من مساعي الجود أشرفها نحوا
ودونك مني مدحة ليس لفؤها / سواك ولا عجب لذاك ولا غروا
لأنك فذّ في المعالي وإنني / لفذّ العاني حين اشدو بها شدوا
إذا اهتزّ للجدوى اهتزاز مهنّد
إذا اهتزّ للجدوى اهتزاز مهنّد / فأيّة وفرٍ لم يذل بالندى الوفر
صفوح عن الجاني وأكرم شيمة / له حين يلقى بالتهلّل والبشر
محبته فرض على كل مسلم / وبغضته في الخلق ضرب من الكفر
وأقسم أن الله يقبل في الورى / شفاعتهُ يوم القيامة في الحشر
ألم تر أن الله أوجب أمرهُ / وأوحى إلينا أن أطيعوا أولي الأمر
فتى ملكه عدل وصحبته هدىً / ورؤيتهُ ريّ ومسعاه في برّ
فمن أنقذ الإسلام بن بعد ما وهى / بهنديّة بيض وخطيّةٍ سمرِ
وىساد غيل في ظهور صلادمٍ / تعدّ العلى في الكر والعار في الفر
وآمن سرب المسلمين وغيرهُ / تقاعس عن ذبء وأعجز عن نصر
ومن جرّ جيش المشرقين بعزمة / أضاءت فكانت للورى سنّة الفجر
وأنقذ دمياطا ومصرا وأهلها / وقد كان أشفى المشركين على مصر
وتعقب عقبان الفلا إثر جيشه / دراكاً على عقبان راياته الصفر
قراهنّ أشلاء الأعادي تؤومها / إذا وضعَ الهنديّ يوما على نحر
وكم وقفة للّه ينجاب ليلها / وقد اسلم الكفار للقتل والأسر
وكم يوم حرب فلّ بالسيف غربهُ / يبِرّ على بدر وناهيك من بدر
وأيّة علم لم يقم حججا على / مسائله مستئجات من الفكر
إذا صرفت للمشكلات وحلّها / قوى نفسه جلّى العظيم من الأمر
تصانيفه في الدين تُعجزُ مالكا / وفي النحو والآداب فاقت أبا عمرو
هناوً بنى بالملك الذي / كسبتم به في الناس فخرا على فخر
وإن كنتم للناس شهر صيامهم / ولكن فيكم ليلة القدر
اليك مليك المسلمين توجّهت / بخائب عزم نهو انعمكم تسري
أبعد انقطاعي تسع عشرة حجّة / إلى بابكم أهدي الثمين من الشكر
أؤمّل ملكا غيركم بمدائح / مهرن فجلّت عن قليل من المهر
نهاني الحجار الشيب عن كلّ فعلةٍ / يهون بها فصلي وينخطّ من قدري
أسيّركم في الأرض شرقا ومغرباً / بمدح ونت عن مثله غاية السعر
يسيربكم إ أنتم آمنو السرى / وتيك مدى الأيام في البدو والحضر
فصن ماء وجهي أن يراق إلى فتى / سواك وبدّل عسر حالي باليسر
فلا انفك هذا الدهر منك متوجاً / بملك مخوف البأس مستنزل البر
بقيت لإبقاء المكارم والندى / وعشت لتعمير السيادة والفخر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025