المجموع : 34
لمن يعملات في السراب قوامس
لمن يعملات في السراب قوامس / وسرب دمى بين الهوادج كانِس
وعهدي بذاك الحيّ يسرح سربه / كما سرحت بين الرياض الطواوس
معاهد إيناس لبسنا بها الصبا / قشيباً وأيام الشباب أوانس
وللبيض والسمر اهتزاز بحليها / كما اهتزّ بالأوراق فينان مائس
معاهد حلتهنَّ مصر بوشيها / وأهدت اليهن التصاوير فارس
كأن هديل الطير في وكناتها / مزامير يتلوها عليك الشمامس
شروني على علم بأبخس قيمة / وللحبّ نقد للمحبين باخِس
فياديمة للعمر كيف تقشعت / وما اخضرّ منها للأماني يابس
وما كل ما يحكي التوهم صادقاً / فربَّ صحيح أسقمته الهواجس
وفي الكلّة الصفراء ذات أسرّة / إذا ضحكت لم يبق في الأرض عابس
ينافسني فيها حميم وصاحب / وفي مثل ليلى لا يلام المنافس
ولا وجد إلا من رقيب كأنّه / زمان تلاقيه النجوم النواحس
ذكرتكم والدمع أكثره دم / وللوجد وري في الجوانح قابس
فنبه لي تذكاركم كلّ هاجدٍ / كما اقتدحت زند الحروب الاحامس
على أنني لا أنثني عن ثنائكم / ولو زج بي في مقلة الموت راجس
وكم طاف بي في لجّة الليل طيفكم / ودر نجوم الافق طافٍ وراكس
تطرّز أنفاسي الطروس تشبباً / كما طرّزت وجه الصعيد البواجس
وماذا يضر البيد أن تحمد الحيا / إذا سار عنها والتّلاع فرادس
ولا خير في عضّ البنان ندامة / إذا خلست ما في يديك الخوالس
إذا بان من تهوى فيومك مظلم / وإن زار من تهوى فليلك شامس
أحبتنا هل تجمع الدار بيننا / فيرتاح ملتاع ويطمع آيس
بكيت عليكم والنَوى مطمئنّة / وما فرقت شعب الفريق العرامس
أفي كل يوم رحلة وأناخة / ولم تنف عن عيني الأمور اللوابس
أعلّل نفسي بالأماني طامعاً / وأكثر أطماع النفوس وساوس
تقاذفني الأمصار حتى كأنني / صوائب نبلٍ والبلاد رواجس
سلوا النظرة الأولى التي مذ قدحتها / على القلب كم شبّت عليها مقابس
نطالب أخفاف القلاص بزورة / فيمطلنا بالوعد دهر مماكس
كأن المطايا كلّما أرقلت بنا / وجوه مرايا للشعاع عواكس
فمن بابن جنس واحد أستعينه / وأبعد من تدعوه من لا يجانس
ولولا الحداد البيض ما أبيض مطلب / لقد عرفت داء الظلام النبارس
وكم دلجة أردفتها إثر دلجة / وقد كثرت للجنِّ حولي هساهس
وألقت عصاها الشد قميّة بعدما / ونى جانباها واشتكتنا البسابس
تحاول من سعد السعود محمد / ربيعا له النور الإلهي غارس
منبّه أحداق الغنى لمعاشر / عيون حظوظ الدهر عنهم نواعس
تساوى الورى في اللؤم وامتاز كنهه / وبالفضل تمتاز النفوس النفائس
وكم أنكر المعروف من قبله الورى / وما الورد مما تشتهيه الخنافس
ومستودع للَه في جنباته / ودائع لم يفطن لها أرسطالس
أخو حكمة ما شام بقراط ومضها / وللعلم خيل ما امتطاهن فارس
فتىً كم خبايا في زوايا علومه / يتلمه إرس بها وقراطس
تدلّت إلى كفيه من كلّ حكمة / غرائس لم يقطف جناهن لامس
وأبلج مغشي الرواق إذا سرت / سراياه سدّت للهواء منافس
له من سراة الخليل أنعم مجلس / وفي صهوات الخيل نعم المجالس
ينجّم للدنيا بجرّ يراعه / فتجرى بما شاء الجواري الكوانس
له قلم يمحو العوادي كأنه / أبو اشبل عنّت لديه فرائس
وأبيض يفتر الدجى عن فرنده / ولكن وجوه الموت فيه عوابس
وفتيان صدق لا الذمام لديهم / ذميم ولا رسم الفتوّة دارس
جحاجحة لم يخرسوا لملمة / وفي السن الأكياس عنهم مخارس
رعى اللَه منه كلّ دارس حكمة / مهندس للفضل فيه مدارس
يقود برأيٍ واحد ألف قسور / وللرأي ما لا تدّعيه الفوارس
ولم يبق صعب لم يرضه يراعه / لكل أبيّ جامح الطبع سائس
تهز مثاني عطفه أريحية / بها كل أنف للأماني عاطس
وترقص أعطاف الندى طرباً به / كما تتهادى بالخلي العرائس
ولم تمطر الأيام إلّا بنوئه / وأين من الحسنى نفوس خسائس
هو الشهم لا تخطى الخفايا سهامه / وكم شقّ عن جيب من الغيب حادس
وربّ عويصات برأيك أرغمت / وكانت لها فوق السماء معاطس
مددت إلى أذقانها كفّ خافض / فعادت بإذن اللَه وهي نواكس
تكلّفني الدنيا رجاءَ سواكم / ولي نظر عن غيركم متشاوس
فنزهت إلا من نداكم مطامعي / وأكيس أهل الكيس من هو آيس
كرمتم وأسأرتم لغيركم القذى / إذا الأرض طابت طاب فيها المغارس
أيا خير منعيّ إلى الناس كلّهم
أيا خير منعيّ إلى الناس كلّهم / أصمّ بك الناعي وإن كان أسمعا
لقد برئت من ذمة المجد أنفس / لفقدك لا تقضي أساً وتوجعا
خلا الناس منها أمة بعد أمة / وكل تولى مؤلم القلب موجعا
أتطلّب الانصاف من غير منصف
أتطلّب الانصاف من غير منصف / ومن ظالم هيهات ما الكحل الكحل
يغرك آل تبتغي منه مورداً / وذو اللبّ عن دعوى المحال له شغل
وتبغي بغير الجدّ أن تطلب العلى / ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
فإن كنت ذا رأيٍ فكن ذا حفيظة / فما الجبن من طبع الكريم ولا البخل
إذا الحر لاقى الحادثات فإنه / بمزدحم ليث وفي حذر وعل
رعى اللَه رأياً عن يد الحزم رامياً / وقلباً به عن كلّ نائبة نبل
وآل عليّ فاتخذهم وسيلة / فإنهم روح البسيطة والعقل
ولا تتخذ إلا حماهم وقاية / بهم تكشف الأهوال إن زلت النعل
بكم آل بيت المصطفى ميّز الهدى / عن الغيِّ والتوحيد والفضل والعدل
فكل أخي فضل ومجد وأن علا / فمفخرهم بعض وعندكم الكل
وإن قيس جدواكم بجدوى سواكم / فجودكم يمّ ومن بعضه الوبل
وما سيّد يعلو على متن منبر / ليهدي الورى إلا لذكركم يتلو
وقربكم من كلّ لاسبه رقىً / وقولكم فصل وحبلكم وصل
وحبكم سعد وبغضكم شقاً / بذا حكم التنزيل والعقل والنقل
لقد خيّب الساعي إذا أمّ غيركم / إذا لم يفز فيكم فلا أجملت جمل
سفينة نوح للنجاة ورفدكم / هو الخصب للدنيا إذا أعوز المحل
وعلمكم ما لا يحاط بوصفه / لقد ضاق عنه اليم والوعر والسهل
وبطّنت في بطن البلاد كأنني
وبطّنت في بطن البلاد كأنني / خيال سرى في مقلة المتوهم
وما اليأس إلا الحزم إن كنت عاقلا / وما طمع الإنسان غير التوهم
ذريني وآرائي فلم أر راحة / سوى اليأس من جودي فصيح وأعجم
وقائلة صف لي الكناية واقتصر
وقائلة صف لي الكناية واقتصر / فقلت لها ملزوم عمرو اللازم
ولكن هذي سنة سفلية / تريدين وطء اليوم أمرد ناعم
بسمر القنا والمرهفات الصوارم
بسمر القنا والمرهفات الصوارم / بناء المعالي واقتناء المكارم
وفي صهوات الخيل تدمى نحورها / شفاء لأدواء القلوب الحوائم
وما الفخر إلا الطعن والضرب في الفتى / وخوض المنايا واحتقاب الجرائم
ولفّ السرايا بالسرايا تخالها / على الروس لفّت للتجار العمائم
تقحمهها قدما إلى الموت فتية / ثوى عيشها في الذل حز الغلاصم
وما السمر عندي غير خطية القنا / وما البيض عندي غير بيض اللهاذم
ولا تذكر الصهباء ما لم تكن دما / ولا مسمعي ما لم يكن صوت صارم
وإني أحب الشرب في ظل قسطل / مجالسهم فيه ظهور الصلادم
وأهوى عناق الدارعين وأجتوي / عناق بويضات الخدور النواعم
ومن طلب العلياء جوّد سيفه / وخاض به بحر الوغى غير واجم
وما عظمت قدما قريش ووائل / على الناس إلا بارتكاب العظائم
ومن لم يلج بالسيف في كل مبهم / يعش غرضا للذل عيش البهائم
ومن لم يقدها ضامرات إلى العلى / تقد نحوه عوج البرى والشكائم
وما انقادت الأشرار إلا لغاشم / له فيهم فتك الأسود الضراغم
ومن رام أن يستعبد الناس فليمل / عليهم بأطراف القنا غير راحم
لسمر عواليكم وبيض الصوارم
لسمر عواليكم وبيض الصوارم / أحاديث ترويها أسود الملاحم
أسانيدها بين الكثيبة فاللوى / منقحة من عهد نوح وآدم
إذا خفقت منها البنود كأنها / قوادم عقبان النسور القشاعم
اسنتها الشهب الثواقب للعدى / وأسيافها أيماض برق لغاشم
تحكم في أجسام خيل شوازب / تزابن عن أرواح أسد ضراغم
فوارس شوس يعذب الموت عندهم / ويحلو لديهم صاب مر العلاقم
ينافث منهم كل أروع والدما / مجاسد يعيي صنعها صنع دارم
بجثمانه من عثير النقع والدما / مجاسد يعيي صنعها صنع دارم
تمطاه موار العنان مطهما / من الريح أجرى والغيوث السواجم
يسدده رأي المقيم بأمره / ويزجيه زجرا في مجال التصادم
يشن على الأعداء شعواء غارة / تعيد صباح القوم عصر المآتم
وكان جديرا أن يزلزل أرضها / ويبكي لديها الدهر نوح الحمائم
ولكنها حلم الوزير أجارها / كما حازني عن سوء دهر مخاصم
سمي سليمان النبي ومن له / عنايات لطف عمها روح راهم
وأيده بالفتح والنصر فاستوى / على عرشه رغما على أنف راغم
وقد شد ما أوهى المكاره عزمه / وحل عقود المشكلات اللوازم
ففرج من شداتها كل أزمة / وسرح من أهوالها كل هازم
فقام بإصلاح العباد وبرهم / فكان أبر الخلق من ولد آدم
على أنه للأمر أثبت قائم / وللحكم بالتدبير أحزم حازم
تجلت به بغداد نورا فأشرقت / بطيب مزايا عدله المتقادم
فشيد ركن العدل منها بحلمه / وهدّم ركني جورها والمظالم
وأحيا رسوم الدين بعد أندراسه / وأزهر منه كل أبهم قاتم
ووطد أرجاء البلاد بأمنه / ولم تنكتم منها سريرة كاتم
فأضحى كنور الشمس يعشي شعاعها / بصائر راءٍ لا بصيرة عالم
تشابه سامي قدره بصفاته / فكانا كعقد في قلادة ناظم
حوى من جليل المكرمات مكارما / تقاصر عنها قيصر ذو المكارم
ذكاء وإقداما وحلما ونائلا / يحقّر أدنى سيبه جود حاتم
حكى واكفات المزن جود أكفّه / وساجل طامي لجة المتلاطم
ملاذا وكهفا للأنام وملجا / وغيث ملمات وعصمة عاصم
نهانا النهى إذ لا نحيط لكنهه / بنعت فملنا للظنون الرواجم
فيارتبة عن نيل أدنى محلها / تقاصر سامى عربها والاعاجم
رأتك المعالي نفسها فتطاولت / إليك بأمر اللَه أحكم حاكم
فيا كعبة تسعى الأنام لحجها / ليستمسكوا منها بانعام قاسم
إليك شددت الرحل أزجي مطيتي / تجوب الفلافي سيرها غير سائم
فوافتك تشكو ريب دهر تحكمت / مخالبه من نحرها والحيازم
فمن لها عفوا وفضلا لكي ترى / قريرة عين باكتساب المغانم
فلا برحت تيجان مجدك بالعلى / مكللة والسعد أنصح خادم
ليلق إليك الدهر طوعا قياده / إطاعة منقاد إلى الأمر قادم
بطاها ختام المرسلين محمّد / واصحابه والآل أهل المكارم
عليهم سلام الله ما هبت الصبا / وما جاد ثغر الروض دمع الغمائم
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني / إذا فهت بالراوي تفوهت بالغاوي
وقالوا روى عنك الأحاديث كاذب / فقلت كما قلتم ألا كذب الراوي
يقولون ما بال وجدك مضرماً
يقولون ما بال وجدك مضرماً / وأنت شجي الحال ولهان مكمد
أخانك حظ كنت ترجو وفاءه / فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا
فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها / على مثلها أنفاس وجدي تردد
فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد / لها مسند في المكرمات فمسند
أنخ في مغانيه ورد من حياضه / ولا تعد إياه فأحمد أحمد
فتى حارت الفتيان منه بماجد / له في حجور المجد منشا ومولد
إذا اعترض البدر السماديّ طالعا / فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد
له شجرات في منابتها النهى / ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد
وحسبك منه همة أحمدية / به اللَه ينجي من يشاء وينجد
هي العزّة القعساء والرتبة التي / بسلمها فوق السماكين يصعد
فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم / أشرتم لعمري بالتي هي أرشد
فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً / ومثلك للآمال مرعى ومورد
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها / ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة / وإن سواد العين للعين نورها
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله / وأنت بحمد اللَه أهل الفضائل
إليك حثثنا النجب خمصاً بطونها / تشير بأعناق إليك موائل
وقافية ضلت وتاه دليلها / فجاءتك تبغى منك أهدى الدلائل
مقيدة لا يرتجى فك قيدها / بغير حسام من خطابك فاصل
أبا أحمد أشكو إليك أمانياً / تستّر عنّي وجه حقّ بباطل
إذا نحن يمّمناك توّجت عسرنا / بإكليل يسر للأسرة كافل
فلا تخلنا من همة ذات حلية / تطوق من آمالنا كل عاطل
إذا اسعدتنا منك بعض التفاتة / رجعنا بكلّيّ من السعد شامل
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى / ومنها بكفي كل نائبة شلو
نات دعد عنها فهي تشكو كخصرها / نحولا بنفسي ذلك الناحل النضو
تسائلني أترابها هل تحبّها / لها وأبيها من مودتي الصفو
أتحسبن قلبي خاليا من غرامها / وأين فؤاد من مودتها خلو
عفى اللَه عنها فهي روحي وإن جنت / عليها ومرجو لذي الهفوة العفو
أرى عينها نشوى ولي نشوة الهوى / فما لي أو تصحو نواظرها صحو
وأعلم أن الجور مرّ مذاقه / ولكنه منها وفي حبّها حلو
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى / عن البان عن خبت الأناعم عن أروى
سرى يتخطلى كل باد وحاضر / إلى مضجع يقرأ السلام على السلوى
حنينا إلى أوقات نجد ويالها / ليالي كانت للهوى ملسكاً رهوا
تجافتك ليلى وأدعيت وصالها / إذا الفعل لم يصدق فلا حبذا الدعوى
وميدان لهو للتصابي جرت به / كميت حميانا إلى الغاية القصوى
تطوف بها بيض كأن قدودها / رياض حست كاس الحيافا نثنت نشوى
سكرنا فأنكرنا على عصر صحونا / ومن ذاق طعم السكر لم يشته الصحوا
قطعنا من الأهواء كل علاقة / إذا نحن أدركنا المرام فلا غروا
ولما حبسناها على أيمن الغضا / وكل حشاً منا بجمرته تكوى
فضضنا ختاما من حديث لو أنه / ينقص على رضوى لغنّى له رضوى
نشير إلى حرون طورا وتارة / إلى سفح يبرينٍ ودار الهوى حزوى
أأحبابنا أين القرى لنزيلكم / فقد ركبوها في سبيلكم عشوا
وهل عندكم للعائرين أقالة / فأسمح خلق اللَه من ينفق العفوا
تنادوا وهم نصب العيون كأننا / على طول ذاك الناي لم نفترق عضوا
وللَه قلبي حيث طاب لطيبهم / إذا كرم الثاوي فقد كرم المثوى
ولما زففنا العيس والنجم في الدجى / كحيل الأماقي يشبه الرشأ الأحوى
طرقنا م الدهناء ينت مجاشع / فقيل التصابي بالخلاعة نهوى
ويوم سقت كأسا وثنت بأختها / وهزّ نسيم السكر أعطافنا زهوا
فقبّلت منها الغصن حلواً ثماره / وما كل غصن يحمل الثمر الحلوا
فكنا وقد لف العناق جسومنا / كشارب ماء اليم يظما ولا يروى
كذبت الهوى إن لم أجد مر صابه / على كبدي أحلى من المنّ والسلوى
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي / فأثبتت الدوح الذي يثمر الشجوا
وكم في هوى الحسناء ماحٍ ومثبت / فلا تنكروا الإثبات منها ولا المحوا
ولما أتتني بعد يأس تعودني / شكوت إليها حيث لا تنفع الشكوى
وما الخل إلا من يسرك فعله / فيأبى الذي تأبى ويهوى الذي تهوى
كفاك من الإنسان فحوى فعاله / دليلا كما أن الكلام له فحوى
عقيلة فهر متعينا بنظرة / ألم تعلمي أن الصبا كلّا يذوي
خِفي اللَه في هتك النفوس فإنها / جميعا بعيني عالم السر والنجوى
وليل تورّكنا به صفحة السرى / تخال بساط الأرض من تحننا يطوى
نؤم به أشياخ قوم كأنها / نوافح برء رعرعت جسداً نضوا
وذي مرقد شمس العلى كقبابه
وذي مرقد شمس العلى كقبابه / وجبهة دار الملك دون ترابه
ألم تره مع عظم وسع رحابه / تزاحم تيجان الملوك ببابه
و يكثُرُ في يومِ السلامِ ازدحامها /
بباطنه آيات وحي تنزلت / ورسل وأملاك به قد توسلت
لذاك سلاطين لديه تذللت / إذا ما رأته من بعيد ترجلّت
وإن هي لم تفعل ترجّل هامها /