القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 34
لمن يعملات في السراب قوامس
لمن يعملات في السراب قوامس / وسرب دمى بين الهوادج كانِس
وعهدي بذاك الحيّ يسرح سربه / كما سرحت بين الرياض الطواوس
معاهد إيناس لبسنا بها الصبا / قشيباً وأيام الشباب أوانس
وللبيض والسمر اهتزاز بحليها / كما اهتزّ بالأوراق فينان مائس
معاهد حلتهنَّ مصر بوشيها / وأهدت اليهن التصاوير فارس
كأن هديل الطير في وكناتها / مزامير يتلوها عليك الشمامس
شروني على علم بأبخس قيمة / وللحبّ نقد للمحبين باخِس
فياديمة للعمر كيف تقشعت / وما اخضرّ منها للأماني يابس
وما كل ما يحكي التوهم صادقاً / فربَّ صحيح أسقمته الهواجس
وفي الكلّة الصفراء ذات أسرّة / إذا ضحكت لم يبق في الأرض عابس
ينافسني فيها حميم وصاحب / وفي مثل ليلى لا يلام المنافس
ولا وجد إلا من رقيب كأنّه / زمان تلاقيه النجوم النواحس
ذكرتكم والدمع أكثره دم / وللوجد وري في الجوانح قابس
فنبه لي تذكاركم كلّ هاجدٍ / كما اقتدحت زند الحروب الاحامس
على أنني لا أنثني عن ثنائكم / ولو زج بي في مقلة الموت راجس
وكم طاف بي في لجّة الليل طيفكم / ودر نجوم الافق طافٍ وراكس
تطرّز أنفاسي الطروس تشبباً / كما طرّزت وجه الصعيد البواجس
وماذا يضر البيد أن تحمد الحيا / إذا سار عنها والتّلاع فرادس
ولا خير في عضّ البنان ندامة / إذا خلست ما في يديك الخوالس
إذا بان من تهوى فيومك مظلم / وإن زار من تهوى فليلك شامس
أحبتنا هل تجمع الدار بيننا / فيرتاح ملتاع ويطمع آيس
بكيت عليكم والنَوى مطمئنّة / وما فرقت شعب الفريق العرامس
أفي كل يوم رحلة وأناخة / ولم تنف عن عيني الأمور اللوابس
أعلّل نفسي بالأماني طامعاً / وأكثر أطماع النفوس وساوس
تقاذفني الأمصار حتى كأنني / صوائب نبلٍ والبلاد رواجس
سلوا النظرة الأولى التي مذ قدحتها / على القلب كم شبّت عليها مقابس
نطالب أخفاف القلاص بزورة / فيمطلنا بالوعد دهر مماكس
كأن المطايا كلّما أرقلت بنا / وجوه مرايا للشعاع عواكس
فمن بابن جنس واحد أستعينه / وأبعد من تدعوه من لا يجانس
ولولا الحداد البيض ما أبيض مطلب / لقد عرفت داء الظلام النبارس
وكم دلجة أردفتها إثر دلجة / وقد كثرت للجنِّ حولي هساهس
وألقت عصاها الشد قميّة بعدما / ونى جانباها واشتكتنا البسابس
تحاول من سعد السعود محمد / ربيعا له النور الإلهي غارس
منبّه أحداق الغنى لمعاشر / عيون حظوظ الدهر عنهم نواعس
تساوى الورى في اللؤم وامتاز كنهه / وبالفضل تمتاز النفوس النفائس
وكم أنكر المعروف من قبله الورى / وما الورد مما تشتهيه الخنافس
ومستودع للَه في جنباته / ودائع لم يفطن لها أرسطالس
أخو حكمة ما شام بقراط ومضها / وللعلم خيل ما امتطاهن فارس
فتىً كم خبايا في زوايا علومه / يتلمه إرس بها وقراطس
تدلّت إلى كفيه من كلّ حكمة / غرائس لم يقطف جناهن لامس
وأبلج مغشي الرواق إذا سرت / سراياه سدّت للهواء منافس
له من سراة الخليل أنعم مجلس / وفي صهوات الخيل نعم المجالس
ينجّم للدنيا بجرّ يراعه / فتجرى بما شاء الجواري الكوانس
له قلم يمحو العوادي كأنه / أبو اشبل عنّت لديه فرائس
وأبيض يفتر الدجى عن فرنده / ولكن وجوه الموت فيه عوابس
وفتيان صدق لا الذمام لديهم / ذميم ولا رسم الفتوّة دارس
جحاجحة لم يخرسوا لملمة / وفي السن الأكياس عنهم مخارس
رعى اللَه منه كلّ دارس حكمة / مهندس للفضل فيه مدارس
يقود برأيٍ واحد ألف قسور / وللرأي ما لا تدّعيه الفوارس
ولم يبق صعب لم يرضه يراعه / لكل أبيّ جامح الطبع سائس
تهز مثاني عطفه أريحية / بها كل أنف للأماني عاطس
وترقص أعطاف الندى طرباً به / كما تتهادى بالخلي العرائس
ولم تمطر الأيام إلّا بنوئه / وأين من الحسنى نفوس خسائس
هو الشهم لا تخطى الخفايا سهامه / وكم شقّ عن جيب من الغيب حادس
وربّ عويصات برأيك أرغمت / وكانت لها فوق السماء معاطس
مددت إلى أذقانها كفّ خافض / فعادت بإذن اللَه وهي نواكس
تكلّفني الدنيا رجاءَ سواكم / ولي نظر عن غيركم متشاوس
فنزهت إلا من نداكم مطامعي / وأكيس أهل الكيس من هو آيس
كرمتم وأسأرتم لغيركم القذى / إذا الأرض طابت طاب فيها المغارس
أيا خير منعيّ إلى الناس كلّهم
أيا خير منعيّ إلى الناس كلّهم / أصمّ بك الناعي وإن كان أسمعا
لقد برئت من ذمة المجد أنفس / لفقدك لا تقضي أساً وتوجعا
خلا الناس منها أمة بعد أمة / وكل تولى مؤلم القلب موجعا
أتطلّب الانصاف من غير منصف
أتطلّب الانصاف من غير منصف / ومن ظالم هيهات ما الكحل الكحل
يغرك آل تبتغي منه مورداً / وذو اللبّ عن دعوى المحال له شغل
وتبغي بغير الجدّ أن تطلب العلى / ودون اجتناء النحل ما جنت النحل
فإن كنت ذا رأيٍ فكن ذا حفيظة / فما الجبن من طبع الكريم ولا البخل
إذا الحر لاقى الحادثات فإنه / بمزدحم ليث وفي حذر وعل
رعى اللَه رأياً عن يد الحزم رامياً / وقلباً به عن كلّ نائبة نبل
وآل عليّ فاتخذهم وسيلة / فإنهم روح البسيطة والعقل
ولا تتخذ إلا حماهم وقاية / بهم تكشف الأهوال إن زلت النعل
بكم آل بيت المصطفى ميّز الهدى / عن الغيِّ والتوحيد والفضل والعدل
فكل أخي فضل ومجد وأن علا / فمفخرهم بعض وعندكم الكل
وإن قيس جدواكم بجدوى سواكم / فجودكم يمّ ومن بعضه الوبل
وما سيّد يعلو على متن منبر / ليهدي الورى إلا لذكركم يتلو
وقربكم من كلّ لاسبه رقىً / وقولكم فصل وحبلكم وصل
وحبكم سعد وبغضكم شقاً / بذا حكم التنزيل والعقل والنقل
لقد خيّب الساعي إذا أمّ غيركم / إذا لم يفز فيكم فلا أجملت جمل
سفينة نوح للنجاة ورفدكم / هو الخصب للدنيا إذا أعوز المحل
وعلمكم ما لا يحاط بوصفه / لقد ضاق عنه اليم والوعر والسهل
وبطّنت في بطن البلاد كأنني
وبطّنت في بطن البلاد كأنني / خيال سرى في مقلة المتوهم
وما اليأس إلا الحزم إن كنت عاقلا / وما طمع الإنسان غير التوهم
ذريني وآرائي فلم أر راحة / سوى اليأس من جودي فصيح وأعجم
وقائلة صف لي الكناية واقتصر
وقائلة صف لي الكناية واقتصر / فقلت لها ملزوم عمرو اللازم
ولكن هذي سنة سفلية / تريدين وطء اليوم أمرد ناعم
بسمر القنا والمرهفات الصوارم
بسمر القنا والمرهفات الصوارم / بناء المعالي واقتناء المكارم
وفي صهوات الخيل تدمى نحورها / شفاء لأدواء القلوب الحوائم
وما الفخر إلا الطعن والضرب في الفتى / وخوض المنايا واحتقاب الجرائم
ولفّ السرايا بالسرايا تخالها / على الروس لفّت للتجار العمائم
تقحمهها قدما إلى الموت فتية / ثوى عيشها في الذل حز الغلاصم
وما السمر عندي غير خطية القنا / وما البيض عندي غير بيض اللهاذم
ولا تذكر الصهباء ما لم تكن دما / ولا مسمعي ما لم يكن صوت صارم
وإني أحب الشرب في ظل قسطل / مجالسهم فيه ظهور الصلادم
وأهوى عناق الدارعين وأجتوي / عناق بويضات الخدور النواعم
ومن طلب العلياء جوّد سيفه / وخاض به بحر الوغى غير واجم
وما عظمت قدما قريش ووائل / على الناس إلا بارتكاب العظائم
ومن لم يلج بالسيف في كل مبهم / يعش غرضا للذل عيش البهائم
ومن لم يقدها ضامرات إلى العلى / تقد نحوه عوج البرى والشكائم
وما انقادت الأشرار إلا لغاشم / له فيهم فتك الأسود الضراغم
ومن رام أن يستعبد الناس فليمل / عليهم بأطراف القنا غير راحم
لسمر عواليكم وبيض الصوارم
لسمر عواليكم وبيض الصوارم / أحاديث ترويها أسود الملاحم
أسانيدها بين الكثيبة فاللوى / منقحة من عهد نوح وآدم
إذا خفقت منها البنود كأنها / قوادم عقبان النسور القشاعم
اسنتها الشهب الثواقب للعدى / وأسيافها أيماض برق لغاشم
تحكم في أجسام خيل شوازب / تزابن عن أرواح أسد ضراغم
فوارس شوس يعذب الموت عندهم / ويحلو لديهم صاب مر العلاقم
ينافث منهم كل أروع والدما / مجاسد يعيي صنعها صنع دارم
بجثمانه من عثير النقع والدما / مجاسد يعيي صنعها صنع دارم
تمطاه موار العنان مطهما / من الريح أجرى والغيوث السواجم
يسدده رأي المقيم بأمره / ويزجيه زجرا في مجال التصادم
يشن على الأعداء شعواء غارة / تعيد صباح القوم عصر المآتم
وكان جديرا أن يزلزل أرضها / ويبكي لديها الدهر نوح الحمائم
ولكنها حلم الوزير أجارها / كما حازني عن سوء دهر مخاصم
سمي سليمان النبي ومن له / عنايات لطف عمها روح راهم
وأيده بالفتح والنصر فاستوى / على عرشه رغما على أنف راغم
وقد شد ما أوهى المكاره عزمه / وحل عقود المشكلات اللوازم
ففرج من شداتها كل أزمة / وسرح من أهوالها كل هازم
فقام بإصلاح العباد وبرهم / فكان أبر الخلق من ولد آدم
على أنه للأمر أثبت قائم / وللحكم بالتدبير أحزم حازم
تجلت به بغداد نورا فأشرقت / بطيب مزايا عدله المتقادم
فشيد ركن العدل منها بحلمه / وهدّم ركني جورها والمظالم
وأحيا رسوم الدين بعد أندراسه / وأزهر منه كل أبهم قاتم
ووطد أرجاء البلاد بأمنه / ولم تنكتم منها سريرة كاتم
فأضحى كنور الشمس يعشي شعاعها / بصائر راءٍ لا بصيرة عالم
تشابه سامي قدره بصفاته / فكانا كعقد في قلادة ناظم
حوى من جليل المكرمات مكارما / تقاصر عنها قيصر ذو المكارم
ذكاء وإقداما وحلما ونائلا / يحقّر أدنى سيبه جود حاتم
حكى واكفات المزن جود أكفّه / وساجل طامي لجة المتلاطم
ملاذا وكهفا للأنام وملجا / وغيث ملمات وعصمة عاصم
نهانا النهى إذ لا نحيط لكنهه / بنعت فملنا للظنون الرواجم
فيارتبة عن نيل أدنى محلها / تقاصر سامى عربها والاعاجم
رأتك المعالي نفسها فتطاولت / إليك بأمر اللَه أحكم حاكم
فيا كعبة تسعى الأنام لحجها / ليستمسكوا منها بانعام قاسم
إليك شددت الرحل أزجي مطيتي / تجوب الفلافي سيرها غير سائم
فوافتك تشكو ريب دهر تحكمت / مخالبه من نحرها والحيازم
فمن لها عفوا وفضلا لكي ترى / قريرة عين باكتساب المغانم
فلا برحت تيجان مجدك بالعلى / مكللة والسعد أنصح خادم
ليلق إليك الدهر طوعا قياده / إطاعة منقاد إلى الأمر قادم
بطاها ختام المرسلين محمّد / واصحابه والآل أهل المكارم
عليهم سلام الله ما هبت الصبا / وما جاد ثغر الروض دمع الغمائم
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني
ولم ألغِ حرف الراء ألا لأنني / إذا فهت بالراوي تفوهت بالغاوي
وقالوا روى عنك الأحاديث كاذب / فقلت كما قلتم ألا كذب الراوي
يقولون ما بال وجدك مضرماً
يقولون ما بال وجدك مضرماً / وأنت شجي الحال ولهان مكمد
أخانك حظ كنت ترجو وفاءه / فأشجاك أم حيّ الأحبة أبعدوا
فقلت بنفسي حاجة ما قضيتها / على مثلها أنفاس وجدي تردد
فقالوا ألم تسمع بأخبار أحمد / لها مسند في المكرمات فمسند
أنخ في مغانيه ورد من حياضه / ولا تعد إياه فأحمد أحمد
فتى حارت الفتيان منه بماجد / له في حجور المجد منشا ومولد
إذا اعترض البدر السماديّ طالعا / فأحمد أوفى منه حظاً وأسعد
له شجرات في منابتها النهى / ومن زهرها عزم وحزم وسؤدد
وحسبك منه همة أحمدية / به اللَه ينجي من يشاء وينجد
هي العزّة القعساء والرتبة التي / بسلمها فوق السماكين يصعد
فقلت جزيتم كلّ خير بنصحكم / أشرتم لعمري بالتي هي أرشد
فأرسلت آمالي غراثاً صوادياً / ومثلك للآمال مرعى ومورد
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها
هي القهوة السوداء فانعم بشرخها / ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة / وإن سواد العين للعين نورها
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله
أبا أحمد ما الفضل إلا لأهله / وأنت بحمد اللَه أهل الفضائل
إليك حثثنا النجب خمصاً بطونها / تشير بأعناق إليك موائل
وقافية ضلت وتاه دليلها / فجاءتك تبغى منك أهدى الدلائل
مقيدة لا يرتجى فك قيدها / بغير حسام من خطابك فاصل
أبا أحمد أشكو إليك أمانياً / تستّر عنّي وجه حقّ بباطل
إذا نحن يمّمناك توّجت عسرنا / بإكليل يسر للأسرة كافل
فلا تخلنا من همة ذات حلية / تطوق من آمالنا كل عاطل
إذا اسعدتنا منك بعض التفاتة / رجعنا بكلّيّ من السعد شامل
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى
وأشلاء دار بالحمى تلبس البلى / ومنها بكفي كل نائبة شلو
نات دعد عنها فهي تشكو كخصرها / نحولا بنفسي ذلك الناحل النضو
تسائلني أترابها هل تحبّها / لها وأبيها من مودتي الصفو
أتحسبن قلبي خاليا من غرامها / وأين فؤاد من مودتها خلو
عفى اللَه عنها فهي روحي وإن جنت / عليها ومرجو لذي الهفوة العفو
أرى عينها نشوى ولي نشوة الهوى / فما لي أو تصحو نواظرها صحو
وأعلم أن الجور مرّ مذاقه / ولكنه منها وفي حبّها حلو
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى
خيال روى ريّاه أطيب ما يروى / عن البان عن خبت الأناعم عن أروى
سرى يتخطلى كل باد وحاضر / إلى مضجع يقرأ السلام على السلوى
حنينا إلى أوقات نجد ويالها / ليالي كانت للهوى ملسكاً رهوا
تجافتك ليلى وأدعيت وصالها / إذا الفعل لم يصدق فلا حبذا الدعوى
وميدان لهو للتصابي جرت به / كميت حميانا إلى الغاية القصوى
تطوف بها بيض كأن قدودها / رياض حست كاس الحيافا نثنت نشوى
سكرنا فأنكرنا على عصر صحونا / ومن ذاق طعم السكر لم يشته الصحوا
قطعنا من الأهواء كل علاقة / إذا نحن أدركنا المرام فلا غروا
ولما حبسناها على أيمن الغضا / وكل حشاً منا بجمرته تكوى
فضضنا ختاما من حديث لو أنه / ينقص على رضوى لغنّى له رضوى
نشير إلى حرون طورا وتارة / إلى سفح يبرينٍ ودار الهوى حزوى
أأحبابنا أين القرى لنزيلكم / فقد ركبوها في سبيلكم عشوا
وهل عندكم للعائرين أقالة / فأسمح خلق اللَه من ينفق العفوا
تنادوا وهم نصب العيون كأننا / على طول ذاك الناي لم نفترق عضوا
وللَه قلبي حيث طاب لطيبهم / إذا كرم الثاوي فقد كرم المثوى
ولما زففنا العيس والنجم في الدجى / كحيل الأماقي يشبه الرشأ الأحوى
طرقنا م الدهناء ينت مجاشع / فقيل التصابي بالخلاعة نهوى
ويوم سقت كأسا وثنت بأختها / وهزّ نسيم السكر أعطافنا زهوا
فقبّلت منها الغصن حلواً ثماره / وما كل غصن يحمل الثمر الحلوا
فكنا وقد لف العناق جسومنا / كشارب ماء اليم يظما ولا يروى
كذبت الهوى إن لم أجد مر صابه / على كبدي أحلى من المنّ والسلوى
جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي / فأثبتت الدوح الذي يثمر الشجوا
وكم في هوى الحسناء ماحٍ ومثبت / فلا تنكروا الإثبات منها ولا المحوا
ولما أتتني بعد يأس تعودني / شكوت إليها حيث لا تنفع الشكوى
وما الخل إلا من يسرك فعله / فيأبى الذي تأبى ويهوى الذي تهوى
كفاك من الإنسان فحوى فعاله / دليلا كما أن الكلام له فحوى
عقيلة فهر متعينا بنظرة / ألم تعلمي أن الصبا كلّا يذوي
خِفي اللَه في هتك النفوس فإنها / جميعا بعيني عالم السر والنجوى
وليل تورّكنا به صفحة السرى / تخال بساط الأرض من تحننا يطوى
نؤم به أشياخ قوم كأنها / نوافح برء رعرعت جسداً نضوا
وذي مرقد شمس العلى كقبابه
وذي مرقد شمس العلى كقبابه / وجبهة دار الملك دون ترابه
ألم تره مع عظم وسع رحابه / تزاحم تيجان الملوك ببابه
و يكثُرُ في يومِ السلامِ ازدحامها /
بباطنه آيات وحي تنزلت / ورسل وأملاك به قد توسلت
لذاك سلاطين لديه تذللت / إذا ما رأته من بعيد ترجلّت
وإن هي لم تفعل ترجّل هامها /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025