القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد نسيم الكل
المجموع : 46
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم
إلامَ أُرى نفسي سرابا من الوهم / وحتامَ نرضى بالمقادير في الحكم
رجونا الليالي وهي خادعة لنا / فلم تعطنا الا أمانيَّ كالحلم
ولسنا وإن كنا على الهم عكفَّا / بأول من أخنت عليهم يد الهم
فهل لهلال ان يريش جناحنا / فننهض عن وكر الخصاصة والعدم
كريم اذا عد الكرام شآهمُ / وفاتهمُ بالمجد والحسب الجمّ
أيا سيد الآداب عذراً فانما / يراعى جدير في رحابك بالحطم
يخط القوافي وهو يعلم انها / إلى ربها تهدى فخذها على علم
وما حال عانٍ انت تعلم حزنه / لربة بيت شفها مضض السقم
تذوب من الادواء حتى كأنها / تبين بلا روح وتخفى بلا جسم
قضت عمرها تشكو سقاماً رمت بها / فما غادرت منها سوى الجلد والعظم
تراني فتبكي والطبيب حيالها / يحتم أن الموت صار من الحتم
اذا جاء أمر اللَه فالطب عاجز / وكل دواءٍ سيغَ حالَ إلى سم
ولست أذمّ الدهرَ إن خطوبهُ / لتصغر في عيني عن الهجو والذم
لك اللَه صباً ما برحت متيما
لك اللَه صباً ما برحت متيما / أفق قبل أن ينأى الحبيب فتسقما
شغفت بذات القرط يوم رحيلها / وقد سترت كفاعليك ومعصما
وشاقك منها حسن قدّ مقوم / من اللين يحكى السمهري المقوما
وصورت فيها ابن المهاة وروعه / اذا حل وسط الغاب يرقب ضيغما
ورحت لجرّاها جويا مسهدا / يعالج وجداً همَّ أن يتضرما
وحاولت كتم الشجو والشجو بين / كما حاول المحزون ان يتبسما
حنانا على دمع مصون بذلته / ورفقاً بقلب صار نهباً مقسما
فظلم الغواني للمحبين لم يكن / عجيباً فدأب أن تجور وتظلما
تخال قلوب الوامقين لحومها / على حسنها طيراً على النهل حوّما
متى خص قلب ابن الكناس برحمة / اذا كان قلب ابن العرينة أرحما
تحملت أعباء الصبابة يافعا / وجشمت قلبي في الهوى ما تجشما
فلله موموق تكاد ضلوعه / تعد فيبدو تحتها ما تكتما
طريح براه الشوق فوق وساده / وخلفه الوجد المبرح أعظما
يحاول شكر العائدين فلم يجد / له نفساً ان هم ان يتكلما
سلوا اللَه عني وهو أعلم غفوة / لعلي أرى ليلى إذا الطرف هوَّ ما
لئن ساءها التسليم خيفة أهلها / فما ساء طيف أن يزور مسلما
أسيرةَ حجليها وليست سبيةً / وإن رسفت مثل المصفد فيهما
بربكُ ما يرضيكُ اني جاهل / بقصدك هل بلغتنيه فأعلما
الى كم أعادي من جلالك عذلا / ويبغض قلبي في غرامك لوما
تراب لهم من عاذلين كواشح / تمنوا لعهد الحب ان يتصرما
خذي قصبات السبق مني فما لها / من القوم غيرى بات بالسبق مغرما
سجية من لم يرض بالشمس موطئا / ونجم الثريا تحت رجليه منسما
وما انا ممن يعشق الغيد قلبه / ويجعل فيهن النسيب مقدما
ولكن هو التشبيب قد بات عادة / يقدم في وصف الكواعب والدمى
لأمر احب البدر غير مقنع / وابغض بدراً بالجهام ملثما
اذا الظبية ارتاعت صبوت إلى طلى / هو الحسن طرفا والمحاسن مبسما
تشنف آذاني بدرّ منثر / فيجعله مدح الأمير منظما
طلعت أمير النيل طلعة فرقد / أضاء فراق الناظر المتوسما
جرت بك فلك لو رأتك لأبصرت / خضما عليها يحمل المجد مفعما
تهادت كما تمشى العروس لخدرها / تجر بردفيها الوشاح المسهما
ترى صاحب التاج المرصع فوقه / وتبصر ليثاً للخلافة هيصما
وما زلت بالاقباط حتى تغلبوا / على الدير فارتاح المسيح بن مريما
رعاه أمير المؤمنين بناظر / عن المصطفى يرعى الخطيم وزمزما
تجلى على الدنيا فأشرق وجهها / وضاء من الايام ما كان اقتما
اجل ملوك الارض في السلم سدة / وأموجهم في الحرب جيشاً عرمرما
فلا زال يحميها بكل غضنفر / يصول بمصقول اذا سل صمما
ولا زلت يا عبد الحميد موفقاً / بنصرك يدعو كل من كان مسلما
ولا زلت يا عباس تحمي لواءه / وتنشره اني رحلت وأينما
همُ لهمُ دعوى الهوى والهوى ليا
همُ لهمُ دعوى الهوى والهوى ليا / وأشكو وهم يبدون فيه التشاكيا
أقلى انهمالاً عبرة العين واجمدي / ويا نفس لا تبقي من الحب باقيا
حببتك غداراً وشيمتك الجفا / فكيف يكون الحب ان كنت وافيا
وأعلم أن الهجر يرضيك كلما / رأيت فؤادي بعد هجرك راضيا
وللصب حالات تدل على الهوى / وهل يكتم الانسان ما ليس خافيا
الهفا الى م القلب يهوى مقاطعا / ويأمن خوانا ويذكر ناسيا
فأحرى له ان لا يخادن صاحبا / اذا لم يجد حر خدينا مصافيا
وفارقت من فارقته غير نادم / وأقصى حياة المرء أن لا تلاقيا
عفا حبه حتى كان لم يكن هوى / وحتى كأن القلب ما بات عانيا
وآن لقلبي ان يقر خفوقه / متى كان عن ذكر الصبابة ساليا
ولى من عزيز المالكين عوارف / تكثر حسادي وتردى الاعاديا
دعتني دواعي فضله فامتدحته / وما زرته حتى امتدحت الدواعيا
فيا ابن سليل المجد والمنعم الذي / بلغنا به شأو العلى والامانيا
وقفت على الدنيا بأخمص مالك / وأخمصك الثاني يروم الدراريا
ونادى جلال الملك يدعوك أولا / اليه ويأبى أن يرى لك ثانيا
من لم يثبت مثلك العرش بالعلى / فخير له أن يترك العرش خاويا
اراك اذا ما سرت يوماً بموكب / وحولك أبصرت العتاق المذاكيا
ظلت عيون القوم في الارض خشعاً / تغض من الاجلال عنك المآقيا
يحيون من لولاه لاقوا بدهرهم / نوائب من شعب الخطوب دواهيا
أيجمل أن أطرى سواك ضلالة / وكان سواك الباخل المتساخيا
قد اخترته واللَه فيه أضلني / ولِلّه ما يختاره من ضلاليا
نهتني النهى عنه فامسكت مقولي / وقلت بخ ما للسفير وما ليا
فيا ليت أنا ما امتدحناه مدحة / ولا كان منا الشعر الا أهاجيا
كفى بك مني في بلادك شاعراً / يرى كل مختال بمدحك غاويا
فان كنت من نعمى يمينك ما نعى / فلا تمنعني أن أصوغ القوافيا
فلا زلت ترعى الملك في مصر بالعلى / الى أن يقول الملك أفديك راعيا
أراك غداة الفطر عيداً لعيده / وليس على مولى سواك مواليا
وحسبك من بذل النوال مغانما / وقد كان ما تقريه في الصوم كافيا
ومن أصبحت تهدى المعالي كفه / جدير بأن نهدى اليه التهانيا
أغيرك بين القوم يرجى ويتقى
أغيرك بين القوم يرجى ويتقى / اذا جال أردى أو إذا جاد أغدقا
هنيئاً لك الفضل الذي شاع ذكره / فغرب في اقصى البلاد وشرقا
ولم أرض ان البدر يحكيك في العلى / وقد ضاء وهناً في الدجى وتألقا
بلغت مدى عبد الحميد بلاغة / وحسان تبياناً وسحبان منطقا
وطوقت جيد الدهر بالفضل فانثنى / يضارع في السجع الحمام المطوقا
يراع كحد السيف أو ناب ضيغم / جرى البأس في أنيابه وترقرقا
يميناً لانت المرء من بات أصله / عريقاً ومن بالفضل أصبح أعرقا
فان زعم المغرور انك لم تكن / قرين المعالي كان في الزعم أحمقا
تعرض عن جهل يؤمل مأربا / فراح ولم يبلغ مناه فأخفقا
صموتاً كأن الخزي جز لسانه / وقد كان منفوخ الغلاصم أشدقا
رآك اتخذت النجم للنعل موطئا / فأرعد شأن الحاسدين وأبرقا
وقلَّب كف الخاسرين تندما / كما قلَّبَ السهدُ المحب المؤرقا
فأرفده عفواً يملك النفس عنده / إذا صار من رق انتقامك معتقا
ملكت فجاج الحلم وهي رحيبة / فما كان سمُّ العفو عندك ضيقا
لأجعلُ من يبغون شأوك عبرة / واترك عرض الغادرين ممزقا
وما حارب الاعداء إلا فضيلة / لديك وصيتاً في المشارق حلقا
وكائن هجا الاعراب قبلك سيدا / سليلَ ملوك بالجلال ممنطقا
وكم زادهم معن بن زائدةٍ جدىً / وكان عليهم بحر حلم تدفقا
ولو أمعن الحساد فيك لما رأوا / سواك بعلياء أحق وأليقا
همُ طرقوا باباً من الحقد موصدا / وهم فتحوا باباً من الكيد مغلقا
وهم فوقوا سهماً وحسبك واقيا / إذا كان سهم اللَه فيهم مفوقا
فقل لهمُ قوموا إلى المجد نستبق / لننظر من يضحى إلى المجد اسبقا
فان عجزوا فانهض بعزمك نهضة / ترد لهم طرفاً من العجز مطرقا
ترفق عليهم كي نرى منك سيدا / أطبَّ بأدواء الوشاة وأرفقا
رزينا يغض الطرف عن هفواتهم / ويحنو برفق خالط الحلم والتقى
وقوراً إذا الاحلام خفوا لطيشهم / وثبتاً اذا ما حادث الدهر اقلقا
أخا المجد لا زالت عليك مهابة / تزيدك ما بين المحافل رونقا
فسر في طريق سرت فيها معفرا / جبيناً لمن يبغى مداك ومفرقا
ومثلك من يغضى على الذنب تاركا / عداه يخطون الحديث الملفقا
ولا زلت رغم الحاسدين محسدا / وجدك رغم الكاشحين موفقا
أجدك هل تصبيك الا قصيدة / اذا تليت كانت سلافا معتقا
اليك قواف في مديحك صغتها / يروق جريرا نظمها والفرزدقا
ومن كان في علياك ابلغ قائل / يكن شاعراً يوم التفاضل مفلقا
مصاب أذال الدمع وهو مصون
مصاب أذال الدمع وهو مصون / وخطب وما كل الخطوب تهون
إذا ما قضى محيي النفوس بعلمه / ولم أبكه اني اذاً لخؤون
رثيتُ حياتي بعد فقد محمد / وساءلت هل بعد المعين معين
أتدرون من أودى أتدرون من ثوى / هو الليث والقبر المزار عرين
هو السيف مغموداً هو البحر غائضا / هو التبر ما بين الرغام دفين
أعاد إلى الاسلام أول عهده / فكان به من لا يدين يدين
وليس نكيراً بعد موت محمد / اذا ودعت دنيا تغر ودين
أرى وجهه طلقا تجول به المنى / اذا افتر ثغر باسم وجبين
له النطق كالماء الزلال على الظما / له اللفظ كالسحر المبين مبين
غراب نعى الفتيا فلا طار بعدها / ولا حل وكرا ظللته غصون
ولا نطق الشعر المقفى رويّه / بقاف ولا طالت قوادم جون
نعاه فاصمى أمة حول نعشه / بها هلع مما عرى وجنون
أحاجيه هل بعد الامام سميدع / كفيل بارزاق العفاة ضمين
وهل غيره للمجتديه نواله / حياة وللخصم الالدّ منون
حليم اذا الاحداث همت بكيده / وقور اذا خف الرجال رزين
وكم حلها من مشكلات سهولها / لدى علماء المسلمين حزون
يقولون قد أمضى على الظن حكمه / ألا ان ظن الالمعيّ يقين
جاز أهاضيب الظنون بفكرة / رأت ما وراء الغيب وهو حصين
اقنع بالتوحيد من كان مشركاً / فلولاه ساءت للعباد ظنون
عدنا على رغم من الحزم حازما / تقاد له الايامُ وهي حرون
يلقى جميع الشامتين كما لقي / ويأتي عليهم للشماتة حين
الحجى ودين والفضل والتقى / وافضل من زان النهى ويزين
لي عزيز أن أرى لك مهجة / تسيل وجسماً في التراب يبين
تركت قلوب القوم من دهش النوى / لها زفرة مثل اللظى وأنين
يبيت فحركت الرواسيَ عنوة / ومتَّ فعم الخافقات سكون
في صدر الامام تموجت / فكان لها كالبحر وهي سفين
الرأي اثقلت الليالي بحمله / فادركها الاجهاض وهو جنين
ركبت من الفضل الغزير مطية / لها نحو ربع الفرقدين حنين
عنك العلم في كل مجهل / وخصمك مبتور الدليل مهين
كائن حقرت الدهر حيث تعينه / كوارث مرت فوق رأسك عون
لان جلمود عليك من الاسى / فمروة قلب الموت ليس تلين
تسقى القبر لا صوب مزنة / شحيح بها صوب الحيا وضنين
ضن في الصيف الغمام بهاطل / من الزمن لم تبخل عليك عيون
ذكرتك بعد الأربعين وما انا / بناس وبالذكرى تهيج شجون
عسى بها همان همّ تذيعه / وهمّ كسر الزند فيّ كمين
فقد كنت عراف العفاة بنظرة / يحس بها دامي الفؤاد حزين
مر الغيث ان تهمى عليّ يمينه / فبعدك لم تمدد اليّ يمين
إذا انا لم امنح رثاءك حقه / فاني لا تقضى لديّ ديون
سأرثيك حتى يعلم الشعر أنني / حفيظ على أيدي الكرام أمين
عزاءً بني الاسلام إن مصابكم / لسهم به قلب العباد طعين
ويا أمة الشرق المدله خففوا / فكل بما ينعى النعاة رهين
كذلكم الدنيا غرور ومحنة / وليس لها بين الأنام خدين
وحسب الدموع الجاريات كأنها / غمام على قبر الامام هتون
جويّ له جفن من البين هامل
جويّ له جفن من البين هامل / وجسم من الشوق المبرح ناحل
وما البين الا لوعة وتلهف / وما الحب الا لوّم وعواذل
ولا العيش إلا حسرة ومضاضة / ولا الناس الا خادع ومخاتل
ومن مضض الأيام أني بمعشر / لهم أوجه قد رقعتها الجنادل
ولست براض بالمذلة بينهم / وأم الذي يرضى المذلة ثاكل
الى كم ألاقي كل حين شويعراً / جهولا يعاديني عيياً يجادل
فيا نفس تأساء فلا بد في غد / يفي عهدي الممطول دهر مماطل
ألهفاً أرى قوماً يهان عزيزهم / ويكرم فيهم ساقط الذكر خامل
لهم من يراعي ما يسود ذكرهم / ولي منه ما ضمت عليه الأنامل
ومن مد في سوء حبائل مكره / تمد له من كل سوء حبائل
وما مصر الا موطن ساء حاله / ومغنى رحيب بالسعاية آهل
فلا يغتلني المبغضون فانني / فتى علم هانت عليه الغوائل
واني على رغم الكواشح شاعر / لمولى أظلته المواضي الصياقل
مليك غدا فوق الثريا جلاله / فما بعدت لو أنه المتناول
وما هو الا خير من وطئ الثرى / من الخلق والتفت عليه المحافل
وما خلقت أمّ النجوم لموطئ / ولكنه فوق المجرة راجل
وما هو الَّا البدر في هالة العلى / وليس له الا القلوبَ منازل
قصدتك يا عباس والشعر في فمي / عليه من الذوق السليم دلائل
مديحك سحر للعقول بيانه / ومصرك لو تدرى القصائد بابل
توليت ملكاً ثبت اللَه عرشه / فلا هو منقوض ولا هو زائل
فدم واهن بالعام الذي أنت عيده / لنا فيه من يمناك جود ونائل
على ملعب الايام قام لعوب
على ملعب الايام قام لعوب / يمثل فصلاً والفصول ضروب
فقيه بدا بين الخصاصة والاسى / أناخت عليه للزمان خطوب
له سحنة تقذى العيون بقبحها / تلوح عليها ذلة وشحوب
وعينان للبؤسى قد ابيضتا أسى / برأس بدا في وفرتيه مشيب
فلم تزهه شمس السماء اذا بدت / ولا بدر هذا الافق حين يغيب
وفي يده اليمنى عصى كلما مشى / لها في طريق البائسين دبيب
اذا ما سرى كانت دليلاً ولم يكن / له غيرها بين العصى حبيب
يجوس بها سهلاً وحزناً وكلما / تتبعها تُطوى اليه سهوب
أراد غنى حيث الحياة ذميمة / بدهر قليل من بنيه وهوب
وقد بات في حال على الحرمضة / له زفرة تورى جوىً ولهيب
وكم ليلة باتت حشاه على الطوى / ينادي وما بين العباد مجيب
فلما رأى الفقر اصطفاه من الورى / تميز غيظاً واعتلاه قطوب
واضمر سوءاً في ضلوع تقعقعت / وفي القلب منه حسرة ووجيب
وقال دع الدنيا فقد يبلغ المنى / أخو اللؤم فيها والكريم يخيب
وهذي يميني أشهرت مدية بها / تُشق قلوب لا تشق جيوب
وعندي طريق اغفل القوم هديها / ولي في ثراها جيئةٌ وذهوب
سأقتل نفساً حرم اللَه قتلها / وما ضرني لو بعد ذاك اتوب
وعيشي غنياً طالما قد رجوته / فعيش الفتى في العسر ليس يطيب
ولو جئت للتحقيق انكرت مثلتي / ولو أنها في شرع احمد حوب
وكان له خدنٌ يقيم بداره / متى حان من شمس النهار غروب
يبيع من الحلوى بما لا يقوته / وليس له مما يبيع نصيب
فاضمر ذاك الغمر قتل صديقه / على طمع في المال حين يؤوب
فلما سجى الليل البهيم تقابلا / وباتا وكل للهجوع طلوب
ولما هفت عين الصديق الى الكرى / وقد هدأت بالنوم منه جنوب
تنحنح هذا الشيخ واستل مدية / لها في رياح الآثمين هبوب
واغمدها في صدره غير مرة / واخرجها بالروح وهي خضيب
فسال دم الاحشاء يجري على الثرى / يحاكي انحدار السيل وهو صبيب
وصاح به المقتول وهو مجندلٌ / تراوده في الروح منه شعوب
قتلت بلا شك وانت قتلتني / ولكنما ربي عليك رقيب
أليس حراماً ان تراني مضرَّجاً / ودمعي على الجفن القريح سكوب
ربينا على ودّ حنثت بعهده / فمن يا ترى انباك انك ذيب
أودّع روحاً طالما عفت ضيمها / اذا احدقت بي في الزمان كروب
ساقضي شهيداً يا خؤون وانني / مررت ولم تكتب عليّ ذنوب
وقد قرب الشُرطيّ من باب منزل / به رنة ممن قضى ونحيب
فاصغى اليه السمع والليل هادئ / وفي سمعه صوت القتيل ينوب
وقد سمع المقتول يصرخ راجياً / اغاثته ممن اليه قريب
فهمّ بفتح الدار حتى يجوسها / وفيها رأى حال المصاب تريب
فلما احس الشيخ اوجس خيفة / وقد جاءه يوم عليه عصيب
ورام هروباً ظن فيه نجاته / وصعب على الجاني الضرير هروب
فسيق الى التحقيق وهو مصفد / حياة وذكرى لو رآه لبيب
وقد حكم القاضي عليه بشنقه / جزاء وفاقاً وهو فيه مصيب
ذريني وقلبي قبل أن يتفطرا
ذريني وقلبي قبل أن يتفطرا / أدار هوى بين الجوانح مضمرا
فؤاد جوىّ كلما هبت الصبا / تذكر من ماضي ما تذكرا
ولم أنس يوم البين وقفة نازح / عن الدار غطى وجهه وتأزرا
ولم ألق كالأحداج يوم وداعه / بعينيَّ لولا البين احسن منظرا
صفوف صفوف من جمال واينق / يمالئن قوماً دارعين وحسرا
غرام تلظى بي فاذرف عبرتي / وما خلتها لولاه ان تتحدرا
حببتك دنيا القلب والحب جذوة / اذا لمست جلمود صخر تسعرا
تعرض لي قوم يقولون قد اتى / بشعر جرير لائما ومعيرا
فهاتوا جريراً ثم ثوبوا الى الهدى / ولِلّه في الغفران ان يتخيرا
ارى الحسد المطويّ يملى عليكمُ / اذا كنت في سوق التفاضل اشعرا
وحسبي فخاراً ان أقاس بمفلق / رقى بين مداح الخلائف منبرا
عهدتكمُ ادنى البرية محتدا / واخبث خلق اللَه نفساً وعنصرا
فلا تبتغوا شأوى فلست بمدرك / ولا تحرجوا في الخيس اغلب قسورا
وفيم ملامي رهط ديني ومعشري / اذا قلت جاء الشيخ إدّا ومنكرا
ترامى إلى حب الكعاب ضلالة / فيا ليته قبل الضلال تبصرا
ومن غيه والغيّ أخشن مركبا / يرى فرعه اسمى قبيلا ومعشرا
افق يا ابن يسى من ضلالك في الهوى / فمثلك احرى ان يفيق فيبصرا
رآك ابوها ارذل القوم عنده / واسقط نفساً في العباد واحقرا
فخلت الهدايا تسترق فؤاده / فارسلت تهديها السوار المجوهرا
ولم ينهك الاعراض حتى كسوتها / رداء من الخز النفيس محبرا
ولست وايم اللَه كفؤاً لمثلها / ولو بت أغنى العالمين وايسرا
ولست الذي يرضى لؤياً وغالبا / ولو فات كسرى في الفخار وقيصرا
ركبت المخازي وامتطيت متونها / وقد كنت أدرى بالمآل وأخبرا
ذممت حماة الدين والشرع بعدما / أذاقوك سما رغم انفك ممقرا
ومن يذمم الشرع الحنيف وقومه / فقد ذم طه والكتاب المطهرا
خرقت سياج الطهر وهو ممنع / وجست فناء بالعفاف مسورا
لأنت الذي سودت للفضل وجهه / وقد كان قبل اليوم أبيض أزهرا
وأنت الذي يأباه دين محمد / ولم يرضه عيسى اذا ما تنصرا
هي الآس والريحان والوردة التي
هي الآس والريحان والوردة التي / يطيب لنفس العاشقين شميمها
إذا خطرت مِليَا تنسمتَ روضة / من الحسن لا يخفى عليك نسيمها
لك الله إسماعيل في كل موقف
لك الله إسماعيل في كل موقف / تمد به للمكرمات سرادقا
لانت الذي زكاه للناس ربه / وقال اذكروه انه كان صادقا
أمولاي شكر من حماك قريب
أمولاي شكر من حماك قريب / وحمد عن الفعل الجميل ينوب
اليك اجل الأكرمين قصيدة / يقدمها مدحا اليك اديب
شكرت اياديك الجسام فانها / لكالودق نحيي الارض وهي جديب
ارشت جناحي بعد طول انكساره / وقد طاش سهم للزمان مصيب
وأحييت ارواحا غدوت مسيحها / ولولاك كادت بالخطوب تذوب
وثبّت بيتا زلزل الدهر ركنه / واوشك ان تخنى عليه خطوب
فاصبح من فيض المكارم روضة / عليها رداء من جداك قشيب
ولولاك لم نحمد من الدهر فعله / وعشنا وكل للهموم نسيب
فلا زلت في مصر معينا لاهلها / وانت الى كل القلوب حبيب
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم
تعالوا نحث القوم فالقوم نوم / الى كم ننادي والخلائق هوم
أحب بلادي أن يكون غنيها / كثير الندى يعزى اليه التكرم
أغير بلاد النيل أرض خصيبة / تجود فلا يشكو الخصاصة معدم
فلا بعد هذي الارض للناس مربع / ولا بعد هذي الدار للخلق مغنم
بلاد رقت تبغي المجرة والسهى / وليس لها الا من العلم سلّم
سراة بلاد النيل فيم تأخر / وعهدي بقومي في الخطوب التقدم
نيروا بلاداً حلق الجهل فوقها / لينجاب عن وجه البلاد التجهم
ترضون ان يسطو من الغرب مخلب / على مصر او يعلو على الرأس منسم
نيتم قصوراً شاهقات تمثلث / جبال شروري دونها ويلملم
لم تبتنوا كليّة يستقى بها / رضيع فيحيى او وضيع فيعظم
ضعتم عليّاً وهو نبع ثرائكم / وأخفيتمُ للفضل ما ليس يكتم
كم سار فيكم والعدو محلق / وكم ذاد عنكم والوشيج مقوم
أواصف هذي شيمة عربية / بتمداحها شعري يصاغ وينظم
نهضت فأخجلت القعود بنهضة / يهش لها وجه البنين ويبسم
لنا كل يوم من أياديك نعمة / تتيه بها الدنيا ورزق يقسم
تجود بألف والسراة هواجد / وما لهمُ فيها من الجود درهم
بخٍ يا ابن من سار العباد بذكرهم / وسار مديحي اثرهم حيث يمموا
يحب حصيف القوم علماً وحكمة / وهمُّ جهول القوم ثوب ومطعم
قرنت بهذا الفضل خير قرينة / لها ثوب فضل بالمحامد معلم
نظرتُ اليها من خلال عطائها / ولم يبد وجهٌ بالعفاف ملثم
فلا زلتما بدرين في أفق العلى / تنيران ما غنى من الطير أعجم
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف
هل الحب إلا مهجة الصب تدنف / أو الشوق إلا لوعة وتلهفُ
أفق قبل حب ليس تخبو ضرامه / غداة رحيل والمدامع ذرّف
وتاللَه لولا الوجد ما بت مسهدا / بأسود يقوى السهد فيه وأضعف
أراقب اسراب الكواكب في الدجى / وهن على نهر المجرة وقف
اعاذلتي إيهاً أما فيك رأفة / تلطف من داء الهوى وتخفف
ارى فوق تأنيب الغواذل رحمة / خليق بها دامي الجوانح مدنف
فأوهِ لصب كتَّم الحب قلبه / ونمَّ عليه الساجم المتوكف
اذات التثني يطلب الصب عطفة / اذا ماس غصن من قوامك أهيف
سألتك لي وعدا مطلت وفاءه / وقلت سؤول ما لديه تعفف
ولولاك ما حليت نفسي بحلية / ولا راق عيني غير حليك زخرف
ولا بات قلبي بين جنبيَّ طائراً / يروّعه منك القلى فيرفرف
نحنّ على فوضى الكعاب ونرتمي / على قاسيات لا تحن وتعطف
اراهن مثل ابن الكناس عريكة / ومنهن قلب ابن العرينة أرأف
وما هاجني الا الجمال مع الصبا / ودل الغواني والغزال المشنف
على انه لا مرتجى غير قادم / عليه من العلياء برد مفوف
مهيب فلا الايام تبلغ مأرباً / لديه ولا رائيه بالعين يطرف
من القوم يحمون النفوس بعدلهم / فيأمن منها الجانب المتخوف
مقاحيم حرب ليس ينبو حديدهم / وهم في مجال الطعن والضرب زحف
صفوف صفوف من كماة وشجعةٍ / تكاد تميد الارض منهم وترجف
يضم اليهم كل جيش عرمرم / يموج به قاع من الارض صفصف
خميس اذا خاض المعامع في الدجى / اضاءت له الدنيا رماح واسيف
وقد طال حتى ادرك النجم باعهم / وصار سواء عضبهم والمثقف
وهم بين معوج السلاح ضراغم / لها اجمات من قنا يتقصف
فلم ار أسدا قبلهم ضاق دونها / اذا اختلط الزحفان سهل ونفنف
ولم ار تحت النقع اثبت منهمُ / امام العدى والحرب هو جاء زفزف
بيوم كان الشمس فيه مريضة / وان الضحى ليل من النقع اسدف
وبيض على هام العداة سواقط / تسيل المنايا فوقها وهي رعّف
وخيل على رغم الحزون قوارح / تقاد سمانا في الحروب فتعجف
فيا واحد الدنيا ويا خير زائر / يذل لديه الباذخ المتغطرف
انا الشاعر الآتي بمدحك اولا / ومن جاء بعدي بالقصائد مردف
ولست بمفتون بما انا قائل / ولا ليَ بين التيه والعجب موقف
طلعت على مصر ووجهك مشرق / وكل الى بدر العلى متشوف
فقالت قفوا حتى نرى المجد جهرة / ويرنو الينا المالك المتصرف
فلما تصاففنا وللمجد هيبة / رأينا من الاجلال ما ليس يوصف
فلم نر اسمى منك مجداً وسؤددا / وانت علينا بالمهابة مشرف
قدمت ترى الخزان وهو كأنه / جبال شروري او اعزّ واكثف
بناء عظيم لم يجد لافتتاحه / سواك عظيماً فيه للفخر مألف
وكم من دعيٍّ فارق الصدر عنوةً / اذا حضر المستأذنُ المتنصِّف
وبالماء تحيي الارض بعد مواتها / وبالعدل يحيى الصارخ المتلهف
وفي مصر قوم قبلوا لك راحة / لدى ذكرها ينسى ربيع وصيّف
سكارى بمدحي فيك حتى كأنما / قريضي لديهم في مديحك قرقف
مديح خليق ان تتيه حروفه / على الدر لو صيغت من الدرّ أحرف
عثرت بحب الغانيات فلا لعا
عثرت بحب الغانيات فلا لعا / ورحت وما أبقيت للطهر موضعا
تعرض لي قوم يقولون ما له / وللشيخ حتى بات بالهجو مولعا
وما أنا الا مسلم وابن مسلم / يغار على الاسلام أنيَّ تروعا
تخذت قوافي الشعر سهماً مفوقا / فصادف من تلك المقاتل موقعا
شددت لساني ثم قلت له اتئد / لعل له عذراً يبين فيشفعا
الى ان قضى الشرع الحنيف فلم يدع / بقوس الاهاجي في ابن يوسف منزعا
وما حقه الا حسام ابن ملجم / يحز وريدا في قفاه وأخدعا
يحاول داراً بالنبيّ تطهرت / وبيتاً من النجم الملعلع أرفعا
ولو كان يدرى ما الحياء بقومه / لغطى عليهم وجهه وتقنعا
غمام دنا من بيت احمد قاتم / فهزته نكباء سرت فتقشعا
جنيت على الآداب حتى تروعت / وصلت على الاسلام حتى تفزعا
ومن كان لا يخلو من الطيش عقله / اذا ما جرى نحو الرذيلة أسرعا
فحقرت نفساً لا تزال حقيرة / وصعرت خدا بالمذلة أضرعا
وألهبت أستار العفاف بجذوة / بدا بعدها وجه الفضيلة أسفعا
طرقت بيوت الآنسات وانما / وطئت طريقاً كان من قبل مهيعا
وخلت وجاراً كنت فيه موسدا / يضارع بيتاً كالعرين ممنعا
بأي لسان قصر اللَه طوله / ذممت قضاة اللَه في الشرع أجمعا
وفندت حكماً لو به الشم أنذرت / لخرت له تلك الشواهق خشعا
وأظهرت من وهن العزيمة قوة / ومثلك من يحنى على الخزي أضلعا
فهل ينفع الايهام في الاصل بعدما / سمعنا قضاء في أصولك مقنعا
لقد ضعت في الدنيا وحسبك ضيعة / إذا كنت في حكم الشريعة أضيعا
ومثلك أحرى ان يداس بمنسم / ويلطم أني قابلوه ويصفعا
نظمت قوافي هجوه وأنا الذي / اذا صاغ شعراً في هجائك أبدعا
ولي شاغل في الحب عنك عسى الهوى / يهدّئ روعا أو يكفكف مدمعا
فليتك تدري ان قلبي مدله / يحن الى من ويندب مربعا
فكائن رأيت الخمر يحلو وذا فمي / على فمها يحسو الرحيق المشعشعا
لحى اللَه واش قد سعى بي عندها / فصادف منها لا هدى اللَه من سعى
إلى أن قضى الدهر المشت ببينها / فودعت قلبي والغزال المودعا
ليال تقضت في غرام مليحة / هي الحسن مرأى والمحاسن مسمعا
لئن صادها غيرى بناب وبرثن / وبات بها تحت الجدار ممتعا
فاني عهدت الكلب أسرع وثبة / وأحذق في صيد الغزال وأصنعا
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما
لك الويل ما أجفاك طبعاً وألأما / خلقت أذىً أم كنت شرّاً مجسما
نريد لك الخير الكثير تكرما / وخلقك يأبى ان تكون مكرما
فغدر واخلاف وكذب وخسة / ونفس ترى نهب الرذائل مغنما
يبين عليك اللؤم في كل حادث / تهم اليه حاسراً ومعمما
تصول على الاموات بين قبورهم / ولو كنت تجزيهم بكيت لهم دما
وتنحى على الاوطان بالقلم الذي / بريت فلا ترعى ذماراً ولا حمى
يراع اذا جردته للاذرى انبرى / وان سل في خير نبا وتثلما
وكنا رجونا الخير منك وغرنا / دهاك فقلنا عله قد تقوما
اذا أنت كالجمر الذي كان خامداً / فلما سرت ريح عليه تضرما
وأصبحت كالأفعى استكنت بحجرها / فلما سعت مجّت لعاباً مسمما
فمهلاً رويداً ان للحق صارماً / صقيلاً اذا ما هز فوقك صمما
من اليوم فليرجمك من كان مؤمناً / وان مت فليلعنك من كان مسلما
تبوأ من الدنيا المخازي وانتظر / اذا قيل في الاخرى تبوأ جهنما
تعطل دين اللَه في خير مسجد
تعطل دين اللَه في خير مسجد / فرفقاً بدين اللَه يا ابن محمد
لأنت الذي يرجي اذا ناخ كلكل / على الشرعة السمحاء في كل معهد
بلاء أصاب المسلمين فراعهم / وضج له في يثرب قبر أحمد
وباتت قلوب المؤمنين فما ترى / سوى جازع باك وعان مصفد
ترى الازهر المعمور أقفر صحنه / كأنك تمشي في فلاة وفدفد
خلا من دعاء المستكين لربه / ومن صالحات العابد المتهجد
خلا من جموع المسلمين فاؤه / فلم ير فيه من يروح ويغتدي
خلا من جموع بدد الظلم شملهم / فباتوا كما تدري بشمل مبدد
رشادك يا ابن الاكرمين مسدد / فحطه برأي من حجاك مسدد
لأنت منار الامر في كل غيهبٍ / فاين السنا حتى نسير فنهتدي
أيرضيك يوماً ان تقول مفاخراً / لقد نال شعبي النائبات على يدي
نعيذك في التاريخ عن كل شائن / على صفحة الايام باق مخلد
اليكم ولاة الامر تمشي شكاتنا / مقيدة مشي الاسير المقيد
اليكم ولاة الامر في كل حادث / نهيب بصوت في الفضاء مردد
أإن أنّ محزون من الضيم والاذى / نسيتم اليه نزعة المتمرد
وإن طالب المهضوم بالحق قلتم / ولا تأخذوا عن قول واش مفند
لقد بات يرمينا الزمان بصرفه / الى ان رمتنا كفه بالمؤيد
مميت الشعور الحي في كل نهضة / ومحيي رفات الجبن في كل مشهد
لسوف تحول الحال فليهن قلبه / فما كل حالات الزمان بسرمد
حنانا علينا ايها القوم اننا / لأولى البرايا بالحليف المعضد
سلالة أقوام اذا هم تألموا / من الضيم أنحوا بالحسام المهند
وانا لمن قوم تنال حقوقهم / بغير المواضي والقنا المتقصد
ورب مضيم ضاق ذرعا فؤاده / فجرد منه الضيمما لم يجرد
الى العدل نشكو ما لقينا من الاذى / فيا عدل أنصفنا ويا أمة اشهدي
قطر النوى هل وقفة قبلما تعدو
قطر النوى هل وقفة قبلما تعدو / نودع وفدا ما لنا غيره وفد
أيا وفد مصر أنت عنوان امة / به يعرف الاقدام والدأب والجد
اذا جئت ارض الفاتحين فحيها / تحية مشتاق اضر به البعد
وزوروا امير المؤمنين وقبلوا / يدا فاض من هتان أنملها السعد
وقولوا له انا وفود معاشر / اذا احتدمت نار الوغى كلهم جند
وما هي الا لفظة منك تنتشى / بها مصر فالسودان فالكاب فالهند
بلاد بها الاسلام مد ظلاله / وليس سوى الاسلام ظل له مد
لغيرك اعلام تضارب لونها / وذا العلم القاني هو العلم الفرد
هلال ونجم يشرقان اذا الوغى / تلبد أو غامت دواجنه الربد
سلام على تلك الربوع فانها / مرابض من هابت لقاءهم الاسد
سلام عليكم أيها الوفد نائيا / وقد هتف الاحرار فليعش الوفد
أطلت ملامي في الحسان الكواعب
أطلت ملامي في الحسان الكواعب / أكان عليك اللوم ضربة لازب
رويدا فقد تاب المحب عن الهوى / وان كان عن ذكر الهوى غير تائب
سلوت التي راشت سهام لحاظها / الى خافق بين الجوانح واجب
من اللاء يبذلن الصبابة والهوى / ويشر بن كأس الحب مع كل شارب
من اليوم لا قلبي عليها بمشفق / ولا مدمعي خوف الفراق بساكب
أما إنه لولا الغرام لما سعت / الى وخزي العذال من كل جانب
ولولا غلوي في هواها لكان لي / على الرحب مثوى في صدور الحبائب
أمعهد حبي كيف اصبحت خاليا / وقد كنت ملهى الآنسات الربارب
فلا تمددي لمياء حبلا ظننته / مصونا غداة الجذب عن كل جاذب
سلوتك حتى ليس للحب صولة / على مدنف بين الحشا والترائب
واني ليصميني وقد راع مسمعي / مقالك يوما احمد كان صاحبي
وكنت اذا القاك خير سالم / فصرت اذا القاك شر محارب
اغرك ان الصب شب فؤاده / شبوب الغضا بين الصبا والجنائب
افق يا فؤادي فالصبابة زلة / رمت بك في مهوى الاماني الكواذب
قطعت قديم العمر غيّاً ولم تزل / تحنّ الى غيّ الليالي الذواهب
وماذا ترجى من غرام مبرح / رماك بهمّ طول ليلك ناصب
أقل يا ابن ابراهيم عثرة واجد / رمته يد الدنيا بنكباء حاصب
لأنت الذي يرجى اذا جازنا الحيا / وضنت علينا معصرات السحائب
فداءك نفسي من كريم سميدع / الى المجد تواق وفي المجد راغب
مهيب لسربال المحامد لابس / وسمح لاذيال المكارم ساحب
تعشق إدمان القرى فبنى لها / صوى كصوى الاسلام في كل لاحب
ملاذ اذا اخنت علينا عظيمة / من الدهر حزت في سنام وغارب
ثمال اليتامى يوماً يخلى مكانه / ابوهم وتأساء الايامي النوادب
اليك هلال السعد ازجيت شردا / تجول مع الركبان بين السباسب
تزور امرأ يهتز يوم عطائه / الينا اهتزاز البيض لدن المضارب
اذا الجود لم يعرف بحمد يذيعه / فكالقفر خلواً من منار لجائب
أجلك عن شعري اذا انا قلته / بثغر مراءٍ في ودادك كاذب
وكائن لاجلي حولوك فلم تحل / لكيد حسود أو لحقد مشاغب
بلوت وداداً صح مني صريحه / فلم تترك فيه مجالاً لعاتب
لهم مشرب لا ارتضيه وهكذا / تبين السجايا في اختلاف المشارب
أحاجيك ما يدريك ان رب نعمة / يذوب لها قلب المداجي الموارب
فداو من الحساد جرحاً سبرته / ولا تكوه الا بنار التجارب
اقاموا على خزي فان جن ليلهم / يعسون حول العار عس الثعالب
وكم أملوا ان يلحقوا بي فخيبوا / وعادوا باخفاق المقل المضارب
وخلفتهم خلفي بتيهاء مجهل / يئنون ان الرازحات اللواغب
ولو شئت ان اطغى بشعري عليهم / لاغرقتهم في لجه المتراكب
واشهد رب البيت لو رمت هجوهم / وخزتهم وخز القنا والقواضب
وعرفتهم اني الاشد شراسة / ولو فندتني أم سعد بن ناشب
ومن يغضب الليث الهصور بغابه / يضرس بانياب له ومخالب
تردوا ثياب اللؤم واتشحوا بها / سرابيل أوهى من نسيج العناكب
لهم منيَ الشهد الذي لذ طعمه / ولي من اهاجيهم سمام العقارب
وهل يستوي رب الفضائل والنهى / ورب المخازي والخنا والمثالب
لقد وجلوا لما مدحتك رهبة / ملكت فأسجح عن مروع وراهب
وان لم يثوبوا للهداية فارمهم / بيوم عصيب مثل يوم الذنائب
أعيذك بالرحمن من شر حاسد / اذا حسد النعمى ومن شر واقب
سمىّ هلال الافق لو كنت خصمه / لزاحمته في افقه بالمناكب
ولو كنت ممن يجعل البدر مأرباً / نصصت اليه العزم نص الركائب
ولكنك المرء التناهي علوه / فليس له في مجده من مآرب
فتى تملأ الاحقاب ذكراً وسيرة / وتملأ جوداً فارغات الحقائب
اذا ذهب المال الذي أنت واهب / فمدحك باق ذكره غير ذاهب
كأنك فيما أنت فيه من العلى / اشم بعيد الرعن عالي الاهاضب
يشق كبيدات السماء كأَنه / ذرى شامخ فوق المجرة راسب
لك الحسب الزاكي لك الطلعة التي / تنوب مناب النيرات الثواقب
ونفس عزوف لم تعب بدنية / وخلق عظيم لم يشب بشوائب
فاي قبيل لا تراك فخارها / وقدرك اعلى من لؤيّ بن غالب
اذا هو باهي بالذؤابة فته / بأصل هلاليّ طويل الذوائب
ألستم أجلّ العالمين ارومة / واكرم اصلاً من كرام المناسب
واي بلاد لا تراك اميرها / بربك سلها عن نداك تجاوب
فليس الذي يعطي الامارة مالكاً / اذا لم يزنها باللهى والرغائب
لك اللَه لم ابصر بغيرك سيداً / احق الموالي بارتها
ولم ار ابهى منك في كل مجلس / وأنت شبيه البدر بين الكواكب
نوالك غيث دافق غير مقلع / ووعدك برق صادق غير خالب
وان ينضب البحر الخضم بماءه / فكفك بحر ماؤه غير ناضب
تنيل الثريا لو ملكت عنانها / ولو لم تهب أشباهها كف واهب
ولكن تراها في السماء كانها / دنانير صانتها اكف الغياهب
ومالك بين المعتفين قسمته / فلم تخش من عاد عليه وسالب
تكاد ترى ما في الضمائر من منى / بفكر كما تهوى الفراسة صائب
وتدرك ما يخفى كانك قارئ / غضون جباه او خطوط رواجب
فان اعجبوا بالقطب زدت اكتشافهم / من الغيب علماً وهو جم العجائب
كأني سميّ المصطفى بابن ثابت / وقد مدح الهادي بغر غرائب
كأني بروح القدس فيك مؤيد / فان قلت مدحاً قلته غير هائب
اليك رواة الشعر تنبئك انني / اعدت لها عهد الفحول الاعارب
ولي قصبات السبق في كل حلبة / دفعت اليها بالقوافي النجائب
قواف تمنتها ملوك زمانها / لآلئ في تيجانها والعصائب
تحلق في الآفاق بين مشارق / تدل بأشعاري وبين مغارب
حسان لها مشي الهدى تخطرت / وآنا لها جري العتاق السلاهب
وطوراً لها عقل الحكيم وجده / وحينا لها مزح الخليع المداعب
ويوماً يوافيها الجبان بسمعه / فيغشي المنايا في صدور الكتائب
وما كل شعر جاز قاصية المدى / ولا كل مفتول الذراع بواثب
ولا كل وزان القريض بشاعر / ولا كل حمال اليراع بكاتب
ابا احمد بك يا ابا غير توأم / وخير فتى للحمد والشكر كاسب
تهنئك الدنيا بمولد منجب / وتزهي بمولود على المجد دائب
وما احمد الا اخي وابن سيدي / كلانا سواء في المنى والمطالب
كلانا سواء في محبة والد / يخاف علينا طارئات النوائب
وما الدهر الا خادم ابنك فارعه / بفضل كما ترعى ذمام الاقارب
ومره بامر احوزيّ يقف له / وقوف ضئيل كاسف البال شاحب
فدوما بنفس في المعالي رغيبة / وعيشا بعزم للمحامد خاطب
وسيرا بآفاق العلاء اهلة / تضيءُ مكان الآفلات الغوارب
محمد أقصر من نوالك أسترح / من النظم ان الفكر بعض المتاعب
اذا رمت ان اجزيك لم اقض برهة / بلا قدح فكر وهو احدى المصاعب
اطلت القوافي فيك وهي قصيرة / ولو شئت كانت لا تعد لحاسب
تغاير فيك الشعر حتى اطلته / ولما أقم يا ابن الكرام بواجب
ولي كل عام في رحابك وقفة / اهز بها عطفي جليل المناقب
فلو ذاقت الايام فيك مدائحي / لكان فم الايام حلو المراضب
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر
الا يا اسلمي ذات المحامد والفخر / لبرءك برء للصيانة والطهر
سلمت من الداء الملم سلامة / تعود على العافين باليمن واليسر
حببتك حب النفس أماً كريمة / ترد عن الأبناء غائلة الفقر
وسيدة تسقي القوافي بكفها / لتنبت منها زهرة الحمد والشكر
وغراء يهدي القاصدين يمينها / اذا الغيث لم ينزل او الرزق لم يجر
ومحجوبة عن ناظريها ولو بدت / لأغنى محياها الجلال عن الستر
مخبأة الا على اللَه في التقى / مقصرة الا عن الخلق في البر
اراها بعين الجود وضحاء سمحة / تنيل وتعطي وهي باسمة الثغر
وتبدو عطاياها فألمح بينها / وربك رب الجود لا ربة الخدر
دواء العلي من كل ضر يثفها / عجبنا لمس الدهر جسمك بالضر
نوال كوكف السحب يدفع بعضه / اذا رفعت يمناك بالنعم الدثر
وكف كموج البحر يترى وحسبها / من الشعر وصفاً ان تشبه بالبحر
فلازلت بين المحصنات اميرة / تدل على الاتراب بالنهي والامر
ولا تعجبي مما نظمت فانني / قصدت اختيال النظم باسمك والنثر
وما سرنا شيءٌ كبرءك عندما / تمشي رسول اليمن يهتف بالبشر
فلا ذنب للايام من بعد هذه / فقد جاءت الايام للناس بالعذر
مدحتك في قوم يعيبون ذوقهم / اذا ذكروا انثى اخ المجد في شعر
وما ضرّ ان اطرى الكريم وإلفه / هما اشبه الاشياء بالشمس والبدر
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا
أعندك ما عند امرئ ادمن الخمرا / كأن بنا مما ألمّ به سكرا
بغير مدام يعلم اللَه اننا / خلائف همٍّ يذهل العقل والفكرا
ولولا الطلى لم يمسك الصدر همه / ولا رقأت من دمعها مقلة شكرى
ولا بات رب السهد في كل ليلة / من الهم الا وهو يفترش الجمرا
فلو كانت الصهباء تشرى بانفس / لقلت فذي نفسي لهذي التي تشرى
ترفق امام المدمنين على الطلى / فكم انعشت نفساً وكم شرحت صدرا
وكم أدنت الآمال وهي بعيدة / فكان الذي بيني وبين المنى شبرا
لئن حرموها في الكتاب فاننا / غنينا فلا نرجو ثواباً ولا اجرا
وحسب الالى قد حرموا الخمر اننا / يئسنا من الدنيا ومن اختها الاخرى
وددت لو أني مثل ابليس منظرا / ولو بؤت يوم الحشر باللعنة الكبرى
على ما رآى من هيبة اللَه لم يخف / عقابا ولم يقبل لخالقه امرا
فيا من يلوم المدمنين على الطلى / بربك لا تعجل لعلَّ لنا عذرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025