المجموع : 51
سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً
سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً / تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا
يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ / كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا
فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ / حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا
وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ / فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا
إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ / تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا
طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً / إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا
تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ / وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا
وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى / وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا
يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم / أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا
أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً / لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا
فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ / وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا
إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ / فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا
فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ / وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا
أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها / وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا
رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً / وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا
وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ / مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا
إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ / أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا
تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها / تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا
لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً / وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا
وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ / وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا
وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها / لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا
وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً / وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا
وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً / فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا
وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ / تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا
بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد / وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا
مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً / وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا
وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً / وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا
فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً / وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا
وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ / حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا
تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً / تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا
هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ / أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا
ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً / مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا
قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا / ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا
طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ / فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا
فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ / وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا
وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً / فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا
أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً / وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا
وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى / مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا
إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم / عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا
إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى / وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا
أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ / سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم / هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا
حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ / وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا
سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ / وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا
وَوَاللَهِ أَو لَم يُطلِقِ النارَ مُطلِقٌ / عَلَيهِ لَأَودى فَجأَةً أَو تَداوِيا
قَضاءٌ وَمِقدارٌ وَآجالُ أَنفُسٍ / إِذا هِيَ حانَت لَم تُؤَخَّر ثَوانِيا
نَبيدُ كَما بادَت قَبائِلُ قَبلَنا / وَيَبقى الأَنامُ اِثنَينِ مَيتاً وَناعِيا
تَعالَوا عَسى نَطوي الجَفاءَ وَعَهدَهُ / وَنَنبِذُ أَسبابَ الشِقاقِ نَواحِيا
أَلَم تَكُ مِصرٌ مَهدَنا ثُمَّ لَحدَنا / وَبَينَهُما كانَت لِكُلٍّ مَغانِيا
أَلَم نَكُ مِن قَبلِ المَسيحِ اِبنِ مَريَمٍ / وَموسى وَطَهَ نَعبُدُ النيلَ جارِيا
فَهَلّا تَساقَينا عَلى حُبِّهِ الهَوى / وَهَلّا فَدَيناهُ ضِفافاً وَوادِيا
وَما زالَ مِنكُم أَهلُ وُدٍّ وَرَحمَةٍ / وَفي المُسلِمينَ الخَيرُ ما زالَ باقِيا
فَلا يَثنِكُم عَن ذِمَّةٍ قَتلُ بُطرُسٍ / فَقِدماً عَرَفنا القَتلَ في الناسِ فاشِيا
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ / وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ
وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي / عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ
إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ / تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ
وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ / وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ
وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ / وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ
فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما / مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ
فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ / وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ
تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ / وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ
تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها / وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ / مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ
وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً / إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ
فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً / عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ
يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى / وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ / وَتَفدي الأساةُ النُطسُ مَن أَنتَ خادِمُ
كَأَنَّكَ إِن حارَبتَ فَوقَكَ عَنتَرٌ / وَتَحتَ اِبنِ سينا أَنتَ حينَ تُسالِمُ
سَتُجزى التَماثيلَ الَّتي لَيسَ مِثلُها / إِذا جاءَ يَومٌ فيهِ تُجزى البَهائِمُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالجِيادُ كَواكِبٌ / وَإِنَّكَ دينارٌ وَهُنَّ الدَراهِمُ
مِثالٌ بِساحِ البَرلَمانِ مُنَصَّبٌ / وَآخَرُ في بارِ اللِوا لَكَ قائِمُ
وَلا تَظفَرُ الأَهرامُ إِلّا بِثالِثٍ / مَزاميرُ داوُدٍ عَلَيهِ نَواغِمُ
وَكَم تَدَّعي السودانَ يا مَكسُ هازِلاً / وَما أَنتَ مُسَوَّدٌ وَلا أَنتَ قاتِمُ
وَما بِكَ مِمّا تُبصِرُ العَينُ شُبهَةٌ / وَلَكِن مَشيبٌ عَجَّلَتهُ العَظائِمُ
كَأَنَّكَ خَيلُ التُركِ شابَت مُتونُها / وَشابَت نَواصيها وَشابَ القَوائِمُ
فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ / وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها / سواى على أن الصحاب كثير
حرصت عليها آنة ثم آنة / كما ضنّ بالماس الكريم خبير
فلما تساقينا الوفاء وتم لي / وداد على كل الوداد أمير
تفرّق جسمي في البلاد وجسمه / ولم يتفرّق خاطر وضمير
فداها نساء الأرض من جركسية
فداها نساء الأرض من جركسية / لها سيرة بين الملوك تدار
إذا برزت ود النهار قميصها / يُغير به شمس الضحى فتغار
وإن نهضت للمشي ودَّ قوامها / نساء طوال حولها وقصار
لها مبسم عاش العقيق لأجله / وعاشت لآل في العقيق صغار
وقطعة خد بينما هي جنة / لعينيك يا رائي إذا هي نار
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى / وهيهات ما يجرين إلا إلى مدى
تنظَّمن في هام الفضاء وصدره / وحلينه فرقا وزنّ المقلدا
ولحنٌ به للقارئين قصيدة / من الحكمة العلياء لم ترض منشدا
تسيل بها نورا خلال كتابه / وتجرى حواشيه لجينا وعسجدا
سماءَ الدجى حركت ساكن خاطري / فهيجي بنات الشعر فيه لتسعِدا
تبدّدت الظلماء والشهب قبلها / وشمل همومي ما يريد تبدّدا
فيا ندمائي الظلماء والشهب قبلها / أرى الجام مهتزا بها متوقدا
ولا تشفقوا بي من ضلال فإنما / إلى ضِلتي في شربها ينتهى الهدى
لقد نهلت كفى وعلت بكأسها / مرارا وصدرى لا يُبلّ له صدى
وما قصِّرت بنت الكروم وإنما / مددتم بها الأيدي ومدّ الأسى يدا
ولست امرأ ترقى الهموم لصدره / ولكنها نفس تحاول مقصدا
أضيق بها حينا وطورا تضيق بي / كما عالج الغمد الحسام المهندا
وأشقى بها هما وأعيا مطالبا / وأتعب فيها بالمحبين حسدا
ومن يك قد ذم الأعادي فإنني / لدائي من الأحباب لا أظلم العدى
وما كنت من يرجوهم لمهمة / ولكنما استقضيت حقا مؤكدا
وما مال ذو حق وإن جل حقه / إلى الحقد إلا ضيع الحق واعتدى
ولو شئت جاءتني المعالي مطيعة / ولكن وجدت الصبر أعذب موردا
أرى الصدق ملكا والرياء عبودة / وإن كان ملكا للكثير وسؤددا
وأعلم أن اليوم بالأمس لاحق / وأن لعباس وللأمة الغدا
يودّ من الأرواح ما لا تودّه
يودّ من الأرواح ما لا تودّه / ويفتك فيها مسرفا وهي جنده
نمير تواليه المحاسن ورَّدا / وتنهل منه النفس لو راق وِرده
خذوه بنفسي إنه هو قاتلي / ولا تقتلوه إنني أنا عبده
ولا تسألوه ما ذنوبي واسألوا / قبول متابي قبل ذنب أعدّه
ولا تذكروني عنده بشفاعة / فإن شفيع الواجد الصب وجده
لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه / ولم تدر تقليب المضاجع كبده
وقاطعني من كنت أرجو وفاءه / وأين أخو الود الذي دام وده
فيا مدنيَ العذال ماشاء عِطفه / ويا مقصى العشاق ما شاء صده
أيُمنح منك القرب من سار ذمه / ويمنع منك اللفظ من سار حمده
ويأوي لظل من سواك رجاؤه / ويعتنق الحرمان من أنت قصده
أعوذ بعيد الملك من أن يمرّ بي / فلا يلتقي بي في غرامك سعده
فتى تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه / ويهتز اشياخ الزمان ومرده
إذا ما الليالي نمن لم يغف حزمه / وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده
وإن يرتجل وعدا وفي الليل هجعه / تجلى على الصدق الصباح ووعده
فتى النيل أضحى عصمة بك ملكه / وكان سلاما في يمينك عهده
وشعب أطاش الدهر ثابت جأشه / فخار فلما جئته جاء رشده
فلو أن حالا دام لم ينقض الأسى / ولكنها الأيام حال وضده
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
يقولون رشدي مات قلت صدقتم / ومات صوابي يوم ذام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعدّه / وذخرَي في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي / وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا / ولم تك عبد الجاه والأمر والمال
ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا / ولم تك عنها في الثمانين بالسالي
وكنت تحل الفضل أسمى محلة / وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تتخير ألف خل وصاحب / ولكن من تختاره الواحد الغالي
حبيتك والدنيا تحبك كلها / وزدتك حبا عندما كثر القالي
وقست بك الأعيان حيا وميتا / فوالله ما جاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى / فديتك بالنفس النفيسة والآل
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا / صدقت وقال الحق فيك ضمير
فأنت خضم العلم حال سكونه / وأنت خضم العلم حين تثور
وأنت أمير الحفظ والقول والنهى / إذا لم ينل تلك الثلاث أمير
ففوق عليم القوم منك معلِّم / وفوق وزير القوم منك وزير
إذا جهلت يوما علينا خصومنا / فإنك من جهل الخصوم مجير
وإن جردوا الأقلام جردت إثرها / يراعا له في الخافقين صرير
إذا صال لاقى ضيغم القوم ضيغما / له في نفوس الشانئين زئير
وأنت قريب في الولاء مؤمل / وأنت أبىّ في الخصام كبير
ويعجبني منك ألتقى حين لا تقى / وجدك حين الهازلون كثير
أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى
أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى / حوالي الصبا والوجد بالوجد يلتقى
إذا أنت لم تعط الشبيبة حقها / ندمت على ما فات بعد التفرّق
وإنك حىّ ما خفقت مؤمّل / وإن حياتي في حياتك فاخفق
بأي جواب غير ذا السيف تطمع
بأي جواب غير ذا السيف تطمع / وهل دونه رد لمولاك مقنع
فعد يا رسول الغادرين مخيبا / فما كل من يُدعى إلى الغدر يهرع
وأبلغ عظيم الفرس أنى أصدّه / وأحمى على الأيام جارى وأمنع
وما أنا بالباكي على ابني وقتله / وعرضي إن يسلم قتيل مضيع
وخير لجادي من حياة بذلة / ممات إلى أسمى ذى العز يرفع
وخير لقلب منه إن ذاق ناره / وفاء يذود النار عنى ويدفع
أبعد شباب قد تجمّل بالهدى / يُلاح لشيبي بالضلال فيتبع
وترغب نفسي في القلائد والغنى / وصدري بتقوى الله حال مرصع
وأقبل أن أُعطَى بذل إمارةً / فأبنى بها جاهى وديني مضعضع
نعم ملك قمبيز أبن قيروش واسع / ولكنما ملك الفراديس أوسع
مقادير من جفنيك حوّلن حاليا
مقادير من جفنيك حوّلن حاليا / فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا
نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا / وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا
وألبستني ثوب الضنى فلبسته / فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا
وما الحب إلا طاعة وتجاوز / وإن اكثروا اوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقى / وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا
وعند الهوى موصفه لا صفاته / إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا
وبي رشا قد كان دنياى حاضرا / فغادرني اشتاق دنياى نائيا
سمحت بروحي في هواه رخيصة / ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا
ولم تجر الفاظ الواشة برية / كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا
اقول لمن ودعت والركب سائر / برغم فؤادي سائر بفؤاديا
امانا لقلبي من جفونك في الهوى / كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا
ولا تجعليه بين خديك والنوى / من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا
ولي ملك ملء الفؤاد محبب / جمعت الهوى في مدحه والقوافيا
وما الشعر إلا خطرة او سريرة / تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا
فتى الشرق فت العالمين مكارما / ومن قبل فت النيران معاليا
سموت فلم تستبق للمجد غاية / تسوم السها هذى الخطى والمساعيا
واطيبُ من قرب الحبيب على رضى / مقامك في دار السعادة راضيا
وما زلت في ملك الخليفة اولا / وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا
ولو سئل الإسلام ماذا يريده / لما اختار إلا ان تديما التلاقيا
فبينكما في الدين ودّ ورحمة / وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا
وللودّ دل لا يكدِّر صفوه / ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا
تقبل عزيز المالكين تحية / تقدّمها مصر وتهدى التهانيا
طلعت عليها والضحى في ربوعها / فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا
عروس سماء الشرق انت جمالها / إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا
تغيّب حينا حسنها وشبابها / وقد ملات منها الغداة النواحيا
نشرت جلال الملك فيها وعزه / واعلامه موسومة والعواليا
واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت / وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا
تشير بوجه ذى جلال وراحة / يفيضان في الناس الهدى والأياديا
فهذا هو البدر استقرّ به السرى / وهذا سحاب الجود القى المراسيا
لقد نقل الراوون عني حكاية
لقد نقل الراوون عني حكاية / وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما
أيصفع مثلي ناشئ ويراعتي / أسالت دموع القوم في مصر عَندما
ألا اعتذروا لي عنده فأنا الذي / صفعت بصدغي كفه فتألما
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل / وفي الصلَف المذموم قد زاد حدَّه
فقلت ارتجع فالناس في مصر أرّخوا / محمد إبراهيم صعّر خده
رآك تحب السجع حتى تظنه
رآك تحب السجع حتى تظنه / هو الحسن لا ما جاء من جودة الطبع
فثقل من صفع بسجع وما درى / بأن أجل السجع ما خف في السمع
لقد صفعوه صفعة جل شأنها
لقد صفعوه صفعة جل شأنها / وأعيا على حذق الطبيب علاجها
ولو أتبعوا صفعا بصفع لأحسنوا / وزان اللآلى في النحور ازدواجها
يرى كاتب المصباح في الصفع لذة
يرى كاتب المصباح في الصفع لذة / وليس سواه من يرى صفعه نفعا
أديب له حسن الجناس طبيعة / يزيدك صفحا كلما زدته صفعا
رأى خدّك الفتان اشهى من المنى
رأى خدّك الفتان اشهى من المنى / فمال إليه ميل صب مولّع
وما كان ممن يصفع الخد كفه / ولكن من ينظر خدودك يصفع
رأيت جمادات الثرى ونباته
رأيت جمادات الثرى ونباته / وكل خسيس دب فوق أديم
فلم أر أهلا للمهانة والأذى / كصدغ لئيم الدهر وابن لئيم