القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 51
سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً
سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً / تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا
يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ / كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا
فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ / حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا
وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ / فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا
إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ / تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا
طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً / إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا
تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ / وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا
وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى / وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا
يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم / أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا
أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً / لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا
فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ / وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا
إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ / فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا
فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ / وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا
أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها / وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا
رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً / وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا
وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ / مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا
إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ / أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا
تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها / تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا
لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً / وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا
وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ / وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا
وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها / لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا
وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً / وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا
وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً / فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا
وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ / تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا
بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد / وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا
مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً / وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا
وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً / وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا
فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً / وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا
وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ / حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا
تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً / تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا
هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ / أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا
ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً / مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا
قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا / ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا
طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ / فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا
فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ / وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا
وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً / فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا
أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً / وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا
وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى / مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا
إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم / عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا
إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى / وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا
أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ / سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم
بَني القِبطِ إِخوانُ الدُهورِ رُوَيدَكُم / هَبوهُ يَسوعاً في البَرِيَّةِ ثانِيا
حَمَلتُم لِحِكمِ اللَهِ صَلبَ اِبنِ مَريَمٍ / وَهَذا قَضاءُ اللَهِ قَد غالَ غالِيا
سَديدُ المَرامي قَد رَماهُ مُسَدِّدٌ / وَداهِيَةُ السُوّاسِ لاقى الدَواهِيا
وَوَاللَهِ أَو لَم يُطلِقِ النارَ مُطلِقٌ / عَلَيهِ لَأَودى فَجأَةً أَو تَداوِيا
قَضاءٌ وَمِقدارٌ وَآجالُ أَنفُسٍ / إِذا هِيَ حانَت لَم تُؤَخَّر ثَوانِيا
نَبيدُ كَما بادَت قَبائِلُ قَبلَنا / وَيَبقى الأَنامُ اِثنَينِ مَيتاً وَناعِيا
تَعالَوا عَسى نَطوي الجَفاءَ وَعَهدَهُ / وَنَنبِذُ أَسبابَ الشِقاقِ نَواحِيا
أَلَم تَكُ مِصرٌ مَهدَنا ثُمَّ لَحدَنا / وَبَينَهُما كانَت لِكُلٍّ مَغانِيا
أَلَم نَكُ مِن قَبلِ المَسيحِ اِبنِ مَريَمٍ / وَموسى وَطَهَ نَعبُدُ النيلَ جارِيا
فَهَلّا تَساقَينا عَلى حُبِّهِ الهَوى / وَهَلّا فَدَيناهُ ضِفافاً وَوادِيا
وَما زالَ مِنكُم أَهلُ وُدٍّ وَرَحمَةٍ / وَفي المُسلِمينَ الخَيرُ ما زالَ باقِيا
فَلا يَثنِكُم عَن ذِمَّةٍ قَتلُ بُطرُسٍ / فَقِدماً عَرَفنا القَتلَ في الناسِ فاشِيا
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ
نُجَدِّدُ ذِكرى عَهدِكُم وَنُعيدُ / وَنُدني خَيالَ الأَمسِ وَهوَ بَعيدُ
وَلِلناسِ في الماضي بَصائِرُ يَهتَدي / عَلَيهِنَّ غاوٍ أَو يَسيرُ رَشيدُ
إِذا المَيتُ لَم يَكرُم بِأَرضٍ ثَناؤُهُ / تَحَيَّرَ فيها الحَيُّ كَيفَ يَسودُ
وَنَحنُ قُضاةُ الحَقِّ نَرعى قَديمَهُ / وَإِن لَم يَفُتنا في الحُقوقِ جَديدُ
وَنَعلَمُ أَنّا في البِناءِ دَعائِمٌ / وَأَنتُم أَساسٌ في البِناءِ وَطيدُ
فَريدُ ضَحايانا كَثيرٌ وَإِنَّما / مَجالُ الضَحايا أَنتَ فيهِ فَريدُ
فَما خَلفَ ما كابَدتَ في الحَقِّ غايَةٌ / وَلا فَوقَ ما قاسَيتَ فيهِ مَزيدُ
تَغَرَّبتَ عَشراً أَنتَ فيهنَّ بائِسٌ / وَأَنتَ بِآفاقِ البِلادِ شَريدُ
تَجوعُ بِبُلدانٍ وَتَعرى بِغَيرِها / وَتَرزَحُ تَحتَ الداءِ وَهوَ عَتيدُ
أَلا في سَبيلِ اللَهِ وَالحَقِّ طارِفٌ / مِنَ المالِ لَم تَبخَل بِهِ وَتَليدُ
وَجودُكَ بَعدَ المالِ بِالنَفسِ صابِراً / إِذا جَزعَ المَحضورُ وَهوَ يَجودُ
فَلا زِلتَ تِمثالاً مِنَ الحَقِّ خالِصاً / عَلى سِرِّهِ نَبني العُلا وَنَشيدُ
يُعلِمُ نَشءَ الحَيِّ كَيفَ هَوى الحِمى / وَكَيفَ يُحامي دونَهُ وَيَذودُ
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ / وَتَفدي الأساةُ النُطسُ مَن أَنتَ خادِمُ
كَأَنَّكَ إِن حارَبتَ فَوقَكَ عَنتَرٌ / وَتَحتَ اِبنِ سينا أَنتَ حينَ تُسالِمُ
سَتُجزى التَماثيلَ الَّتي لَيسَ مِثلُها / إِذا جاءَ يَومٌ فيهِ تُجزى البَهائِمُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالجِيادُ كَواكِبٌ / وَإِنَّكَ دينارٌ وَهُنَّ الدَراهِمُ
مِثالٌ بِساحِ البَرلَمانِ مُنَصَّبٌ / وَآخَرُ في بارِ اللِوا لَكَ قائِمُ
وَلا تَظفَرُ الأَهرامُ إِلّا بِثالِثٍ / مَزاميرُ داوُدٍ عَلَيهِ نَواغِمُ
وَكَم تَدَّعي السودانَ يا مَكسُ هازِلاً / وَما أَنتَ مُسَوَّدٌ وَلا أَنتَ قاتِمُ
وَما بِكَ مِمّا تُبصِرُ العَينُ شُبهَةٌ / وَلَكِن مَشيبٌ عَجَّلَتهُ العَظائِمُ
كَأَنَّكَ خَيلُ التُركِ شابَت مُتونُها / وَشابَت نَواصيها وَشابَ القَوائِمُ
فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ / وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها
صحبت شكيبا برهة لم يفز بها / سواى على أن الصحاب كثير
حرصت عليها آنة ثم آنة / كما ضنّ بالماس الكريم خبير
فلما تساقينا الوفاء وتم لي / وداد على كل الوداد أمير
تفرّق جسمي في البلاد وجسمه / ولم يتفرّق خاطر وضمير
فداها نساء الأرض من جركسية
فداها نساء الأرض من جركسية / لها سيرة بين الملوك تدار
إذا برزت ود النهار قميصها / يُغير به شمس الضحى فتغار
وإن نهضت للمشي ودَّ قوامها / نساء طوال حولها وقصار
لها مبسم عاش العقيق لأجله / وعاشت لآل في العقيق صغار
وقطعة خد بينما هي جنة / لعينيك يا رائي إذا هي نار
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى
سل الليل عن أفلاكه هل جرت سدى / وهيهات ما يجرين إلا إلى مدى
تنظَّمن في هام الفضاء وصدره / وحلينه فرقا وزنّ المقلدا
ولحنٌ به للقارئين قصيدة / من الحكمة العلياء لم ترض منشدا
تسيل بها نورا خلال كتابه / وتجرى حواشيه لجينا وعسجدا
سماءَ الدجى حركت ساكن خاطري / فهيجي بنات الشعر فيه لتسعِدا
تبدّدت الظلماء والشهب قبلها / وشمل همومي ما يريد تبدّدا
فيا ندمائي الظلماء والشهب قبلها / أرى الجام مهتزا بها متوقدا
ولا تشفقوا بي من ضلال فإنما / إلى ضِلتي في شربها ينتهى الهدى
لقد نهلت كفى وعلت بكأسها / مرارا وصدرى لا يُبلّ له صدى
وما قصِّرت بنت الكروم وإنما / مددتم بها الأيدي ومدّ الأسى يدا
ولست امرأ ترقى الهموم لصدره / ولكنها نفس تحاول مقصدا
أضيق بها حينا وطورا تضيق بي / كما عالج الغمد الحسام المهندا
وأشقى بها هما وأعيا مطالبا / وأتعب فيها بالمحبين حسدا
ومن يك قد ذم الأعادي فإنني / لدائي من الأحباب لا أظلم العدى
وما كنت من يرجوهم لمهمة / ولكنما استقضيت حقا مؤكدا
وما مال ذو حق وإن جل حقه / إلى الحقد إلا ضيع الحق واعتدى
ولو شئت جاءتني المعالي مطيعة / ولكن وجدت الصبر أعذب موردا
أرى الصدق ملكا والرياء عبودة / وإن كان ملكا للكثير وسؤددا
وأعلم أن اليوم بالأمس لاحق / وأن لعباس وللأمة الغدا
يودّ من الأرواح ما لا تودّه
يودّ من الأرواح ما لا تودّه / ويفتك فيها مسرفا وهي جنده
نمير تواليه المحاسن ورَّدا / وتنهل منه النفس لو راق وِرده
خذوه بنفسي إنه هو قاتلي / ولا تقتلوه إنني أنا عبده
ولا تسألوه ما ذنوبي واسألوا / قبول متابي قبل ذنب أعدّه
ولا تذكروني عنده بشفاعة / فإن شفيع الواجد الصب وجده
لحاني الذي لم يعرف السهد جفنه / ولم تدر تقليب المضاجع كبده
وقاطعني من كنت أرجو وفاءه / وأين أخو الود الذي دام وده
فيا مدنيَ العذال ماشاء عِطفه / ويا مقصى العشاق ما شاء صده
أيُمنح منك القرب من سار ذمه / ويمنع منك اللفظ من سار حمده
ويأوي لظل من سواك رجاؤه / ويعتنق الحرمان من أنت قصده
أعوذ بعيد الملك من أن يمرّ بي / فلا يلتقي بي في غرامك سعده
فتى تشرق الدنيا إذا ذكر اسمه / ويهتز اشياخ الزمان ومرده
إذا ما الليالي نمن لم يغف حزمه / وفوق سهاد الدهر في الخطب سهده
وإن يرتجل وعدا وفي الليل هجعه / تجلى على الصدق الصباح ووعده
فتى النيل أضحى عصمة بك ملكه / وكان سلاما في يمينك عهده
وشعب أطاش الدهر ثابت جأشه / فخار فلما جئته جاء رشده
فلو أن حالا دام لم ينقض الأسى / ولكنها الأيام حال وضده
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
يقولون رشدي مات قلت صدقتم / ومات صوابي يوم ذام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعدّه / وذخرَي في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي / وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا / ولم تك عبد الجاه والأمر والمال
ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا / ولم تك عنها في الثمانين بالسالي
وكنت تحل الفضل أسمى محلة / وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تتخير ألف خل وصاحب / ولكن من تختاره الواحد الغالي
حبيتك والدنيا تحبك كلها / وزدتك حبا عندما كثر القالي
وقست بك الأعيان حيا وميتا / فوالله ما جاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى / فديتك بالنفس النفيسة والآل
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا
محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا / صدقت وقال الحق فيك ضمير
فأنت خضم العلم حال سكونه / وأنت خضم العلم حين تثور
وأنت أمير الحفظ والقول والنهى / إذا لم ينل تلك الثلاث أمير
ففوق عليم القوم منك معلِّم / وفوق وزير القوم منك وزير
إذا جهلت يوما علينا خصومنا / فإنك من جهل الخصوم مجير
وإن جردوا الأقلام جردت إثرها / يراعا له في الخافقين صرير
إذا صال لاقى ضيغم القوم ضيغما / له في نفوس الشانئين زئير
وأنت قريب في الولاء مؤمل / وأنت أبىّ في الخصام كبير
ويعجبني منك ألتقى حين لا تقى / وجدك حين الهازلون كثير
أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى
أقول لقلبي والهوى يزحم الهوى / حوالي الصبا والوجد بالوجد يلتقى
إذا أنت لم تعط الشبيبة حقها / ندمت على ما فات بعد التفرّق
وإنك حىّ ما خفقت مؤمّل / وإن حياتي في حياتك فاخفق
بأي جواب غير ذا السيف تطمع
بأي جواب غير ذا السيف تطمع / وهل دونه رد لمولاك مقنع
فعد يا رسول الغادرين مخيبا / فما كل من يُدعى إلى الغدر يهرع
وأبلغ عظيم الفرس أنى أصدّه / وأحمى على الأيام جارى وأمنع
وما أنا بالباكي على ابني وقتله / وعرضي إن يسلم قتيل مضيع
وخير لجادي من حياة بذلة / ممات إلى أسمى ذى العز يرفع
وخير لقلب منه إن ذاق ناره / وفاء يذود النار عنى ويدفع
أبعد شباب قد تجمّل بالهدى / يُلاح لشيبي بالضلال فيتبع
وترغب نفسي في القلائد والغنى / وصدري بتقوى الله حال مرصع
وأقبل أن أُعطَى بذل إمارةً / فأبنى بها جاهى وديني مضعضع
نعم ملك قمبيز أبن قيروش واسع / ولكنما ملك الفراديس أوسع
مقادير من جفنيك حوّلن حاليا
مقادير من جفنيك حوّلن حاليا / فذقت الهوى من بعد ما كنت خاليا
نفذن علىّ اللب بالسهم مرسلا / وبالسحر مقضيا وبالسيف قاضيا
وألبستني ثوب الضنى فلبسته / فأحبِب به ثوبا وإن ضم باليا
وما الحب إلا طاعة وتجاوز / وإن اكثروا اوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقى / وإن نوّعوا اسبابه والدواعيا
وعند الهوى موصفه لا صفاته / إذا سالوني ما الهوى قلت مابيا
وبي رشا قد كان دنياى حاضرا / فغادرني اشتاق دنياى نائيا
سمحت بروحي في هواه رخيصة / ومن يهو لا يؤثر على الحب غاليا
ولم تجر الفاظ الواشة برية / كهذى التي يجرى بها الدمع واشيا
اقول لمن ودعت والركب سائر / برغم فؤادي سائر بفؤاديا
امانا لقلبي من جفونك في الهوى / كفى بالهوى كاسا وراحا وساقيا
ولا تجعليه بين خديك والنوى / من الظلم ان يغدو لنارَيك صاليا
ولي ملك ملء الفؤاد محبب / جمعت الهوى في مدحه والقوافيا
وما الشعر إلا خطرة او سريرة / تصوغهما لفظا إلى النفس ساريا
فتى الشرق فت العالمين مكارما / ومن قبل فت النيران معاليا
سموت فلم تستبق للمجد غاية / تسوم السها هذى الخطى والمساعيا
واطيبُ من قرب الحبيب على رضى / مقامك في دار السعادة راضيا
وما زلت في ملك الخليفة اولا / وإن كنت في نادى الخليفة ثانيا
ولو سئل الإسلام ماذا يريده / لما اختار إلا ان تديما التلاقيا
فبينكما في الدين ودّ ورحمة / وفي الملك عهد الله ان لا تجافيا
وللودّ دل لا يكدِّر صفوه / ولكن كثيرا ما يغر الأعاديا
تقبل عزيز المالكين تحية / تقدّمها مصر وتهدى التهانيا
طلعت عليها والضحى في ربوعها / فيا حسنه يوما بشمسيه زاهيا
عروس سماء الشرق انت جمالها / إذا زُيّنت كنت الحلى والمجاليا
تغيّب حينا حسنها وشبابها / وقد ملات منها الغداة النواحيا
نشرت جلال الملك فيها وعزه / واعلامه موسومة والعواليا
واقبلتَ كالدنيا إذا هي اقبلت / وكالدهر حال الصفو لو دام صافيا
تشير بوجه ذى جلال وراحة / يفيضان في الناس الهدى والأياديا
فهذا هو البدر استقرّ به السرى / وهذا سحاب الجود القى المراسيا
لقد نقل الراوون عني حكاية
لقد نقل الراوون عني حكاية / وقالوا كلاما ما أشدّ وأشاما
أيصفع مثلي ناشئ ويراعتي / أسالت دموع القوم في مصر عَندما
ألا اعتذروا لي عنده فأنا الذي / صفعت بصدغي كفه فتألما
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل
رأيت امرأ ذاق الكفوف ولم يبل / وفي الصلَف المذموم قد زاد حدَّه
فقلت ارتجع فالناس في مصر أرّخوا / محمد إبراهيم صعّر خده
رآك تحب السجع حتى تظنه
رآك تحب السجع حتى تظنه / هو الحسن لا ما جاء من جودة الطبع
فثقل من صفع بسجع وما درى / بأن أجل السجع ما خف في السمع
لقد صفعوه صفعة جل شأنها
لقد صفعوه صفعة جل شأنها / وأعيا على حذق الطبيب علاجها
ولو أتبعوا صفعا بصفع لأحسنوا / وزان اللآلى في النحور ازدواجها
يرى كاتب المصباح في الصفع لذة
يرى كاتب المصباح في الصفع لذة / وليس سواه من يرى صفعه نفعا
أديب له حسن الجناس طبيعة / يزيدك صفحا كلما زدته صفعا
رأى خدّك الفتان اشهى من المنى
رأى خدّك الفتان اشهى من المنى / فمال إليه ميل صب مولّع
وما كان ممن يصفع الخد كفه / ولكن من ينظر خدودك يصفع
رأيت جمادات الثرى ونباته
رأيت جمادات الثرى ونباته / وكل خسيس دب فوق أديم
فلم أر أهلا للمهانة والأذى / كصدغ لئيم الدهر وابن لئيم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025