القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الدُّمَيْنَة الكل
المجموع : 86
أَبِيتُ خَمِيصَ البَطنِ غَرثَانَ جائِعاً
أَبِيتُ خَمِيصَ البَطنِ غَرثَانَ جائِعاً / وأُوثرُ بِالزّادِ الرَّفِيقَ على نَفسِى
وأُفرِشُهُ فَرشِى وأَفتَرِشُ الثَّرَى / وأَجعَلُ مَسَّ الأَرضِ مِن دُونِهِ لَبسِى
حِذارَ أَحاديثِ المَحافلِ فى غَدٍ / إِذا ضَمَّنِى يَوماً إِلَى صَدرِهِ رَمسِى
ذَكَرتُكِ وَالنّجمُ اليَمانِى كأَنَّهُ
ذَكَرتُكِ وَالنّجمُ اليَمانِى كأَنَّهُ / وَقَد عارَضَ الشِّعرَى قَرِيعُ هِجَانِ
فَقُلتُ لأَصحَابِى ولاحَت غَمامَةٌ / بِنَجدٍ أَلا لِلهِ ماتَرَيَانِ
فَقالا نَرَى بَرقاً تَقطَّعُ دُونَهُ / مِنَ الطَّرفِ أَبصارٌ رَوَانِى
أَفِى كُلِّ يَومٍ أَنتَ رامٍ بِلادها / بِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقا
فَعَينَىَّ يا عَينَىَّ حَتَّامَ أَنتُما / بِهِجرانِ أُمِّ الغَمرِ تَختَلِجانِ
أَما أَنتُما إِلاّ عَلَىَّ طَلِيعَةٌ / عَلَى قُربِ أَعدائِى وَبُعدِ مَكانِى
إِذا اغرَورَقَت عَيناىَ قالَ صَحابَتِى / إِلى كَم تَرَى عَيناكَ تَبتَدِرَانِ
عَذَرتُكِ يا عَينِى الصَّحيحَةَ بالبُكَا / فَمالَكِ يا عَوراءُ وَالهَمَلانِ
أَلا فَاحمِلانِى بارَكَ اللهُ فِيكُما / إِلى حاضِرِى الماءِ الّذِى تَرِدَانِ
فإنَّ عَلَى الماءِ الّذِى تَردانِهِ / غَرِيماً لَوَانِى الَّينَ مُنذ زَمانِ
لَطيفَ الحَشَا عَذبَ اللَّمَى طَيِّبَ النَّثا / لَهُ عِلَلٌ ما تَنقَضِى لأَوانِ
دَعَوتُ إِلهَ النَّاسِ عِشرِينَ حِجَّةً
دَعَوتُ إِلهَ النَّاسِ عِشرِينَ حِجَّةً / نَهاراً وَلَيلا فِى الجَمِيعِ وَخالِيا
بِأَن يَبتَلِى لَيلَى بِمِثلِ بَلِيَّتِى / فَيُنصِفَنِى مِنهَا لِتَعلَمَ حالِيَا
فَلَم يَستَجِب لِى اللهُ فِيهَا وَلَم يُفِق / هَواىَ وَلكِن زِيدَ حَتَّى بَرانِيَا
فَيَا رَبَّ حَبِّبنِى إِلَيها وَأَشفِنِى / بِها أَو أَرِح مِمَّا يُقاسِى فُؤَادِيَا
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ / نَعَم زِيدَ فى حُبّى لهَا ووَلُوعِى
وَإِنّى لأُخفِى حُبَّ سمرَاءَ مَوهِناً / وَيَعلَمُ قَلبِى أَنَّهُ سَيَشِيعُ
أَظَلُّ كأَنّى واجمٌ لِمُصِيبةٍ / أَلَمَّت وَأَهلِى سالِمُونَ جَمِيعُ
ولا خَيرَ فى حُبٍّ يكونُ كأَنّهُ / شَغَافٌ أَجنَّتهُ حَشاً وَضُلُوعُ
إذا لَم يكُن فيهِ ثَنَاءٌ مُحَبَّرٌ / وَمُطَرَّحٌ قَولُ الوُشَاةِ مَنِيعُ
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى / أَنَاهُ مُؤَدَّىً للغَرِيمِ المُطالبِ
لقد طالما استَنسَأتِ إِمّا لِتَظلمِى / وإِمّا لتُرضِى بالقَليلِ المُقاربِ
لقد زَعَم الواشونَ أَنِّى صَرَمتُهَا / وكلُّ الذى عدُّوا مَقالةُ كاذبِ
وكيفَ عَزاءُ النَّفسِ عنها وحبُّهَا / يزيدُ إِذَا ما رثَّ وَصلُ الكَواعِبِ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ / تَوَهُّمُ صَيفٍ مِن سُعادِ وَمَربَعِ
أُخادِعُ عَن أَطلالِها العَينُ إِنَّهُ / مَتَى تَعرِفِ الأَطلالَ عَينُك تَدمَعِ
عَهِدتُ بِها وَحشاً عَلَيها بَرَاقِعٌ / وَهذِى وُحُوشٌ أصبَحَت لَم تَبَرقَعِ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ / بمَكَةَ وَالحُجّاجُ غادٍ ورَائحُ
وَجَدتُ بها مَا لَم تَجِد أُمُّ وَاحِدٍ / بِوَاحدِها تُطوَى عليهِ الصَّفائحُ
وَجَدتُ بها ما لَم يَجِد ذُو حَرارَةٍ / يُرَاقِبُ جُمّاتِ الرَّكِيِّ النَّزَائحِ
أَبَيتِ بِأَلا تَرثَئى لي فكيفَ لي / بأَن تَنظُرِى بَينَ الحَشا وَالجَوانِحِ
فَتُخبِرَكِ العَينَانِ عَن قَلبيَ الَّذِى / مَلِلتُ به لا كالقُلوبِ الصَّحائحِ
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها / تُسَكِّنُ وَجدِى أَو تُكَفكِفُ مَدمَعَا
وَهَل سَلوَةٌ تَسلِى المُحِبَّ مِن الهَوَى / وَتَترُكُ مِنهُ ساحَةَ القَلبِ بَلقَعَا
فَقالاَ نَعَم طَىُّ الفَيافِى وَنَشرُها / إِذا اجتَذَبا حَبلَ الغَرامِ تَقَطَّعَا
وَلَيسَ كَمِثلِ اليَأسِ يَدفَعُ صَبوةً / وَلاَ كَفُؤَادِ الصَّبِّ صادَفَ مَطمَعَا
إِذا القلبُ لَم يَطمَع سَلاَ عَن حَبِيبِهِ / وَلَو كانَ مِن ماءِ الصَّبابةِ مُترَعَا
فَجَرَّبتُ ما قَالُوا فَلَم أَلقَ راَحضةً / فَأَيقَنتُ أَنَّ القُربَ ما زَالَ أنفَعَا
وَقَد زَعَما أَنَّ الهَوَى يُذهِبُ الهَوَى / وَما صَدَقَا فِى القَولِ حِينَ تَنَوَّعَا
وَلَيسَ شِفاءُ الصَّبِّ إِلاّ حَبِيبَهُ / وَإِن لَم يَصِل كانَ التَّجاوُرُ اًنفَعَا
تَجارِيبُ مَن قَاسَى الهَوَى فِى شَبابهِ / وَلَم يَسلُ عَنهُ أَشيَبَ الرَّأسِ أَنزَعَا
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى / قَرِيبٌ وَأَنَّى حاضِرٌ لا أَزورُهَا
وَأَنِّى إِذا ما جِئتُ بَيتَكِ أَرشَقَت / إِلىَّ بَصِيراتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
وَإِنِّى لأَرضَى مِنكِ يا لَيلَ بِالذِى
وَإِنِّى لأَرضَى مِنكِ يا لَيلَ بِالذِى / لَوَ أبصَرَهُ الواشِى لَقَرَّت بَلابِلُه
بِلا وبِأَن لا أَستَطِيعُ وبِالمُنَى / وَبِالوَعدِ والتَّسوِيفِ قد مَلَّ آمِلُه
وَبِالنَّظرَةِ العَجلَى وَبالحَولِ تَنقَضِى / أَواخِرُهُ لا نَلتَقِى وَأَوائلُه
أَلا لَيتَنا كُنّا طَرِيدَينِ فِى دَمٍ
أَلا لَيتَنا كُنّا طَرِيدَينِ فِى دَمٍ / يُطالِبُنا قَومٌ شَدِيدٌ تُبُولُها
فنَخفَى عَلَى حَدسِ العَدُوِّ وَظَنِّهِ / ويُحرِزُنا عَرضُ البِلادِ وَطُولُهَا
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً / سَنامَ الحِمى أُخرى اللّيَالى الغَوَابرِ
كأَنَّ فُؤَادِى مِن تَذكُّرِهِ الحِمى / وَاَهلَ الحِمى يَهفو بِهِ رِيشُ طائرِ
يُقُولونَ لَيلَى بِالمَغِيبِ أَمِينَةٌ
يُقُولونَ لَيلَى بِالمَغِيبِ أَمِينَةٌ / لَهُ وَهوَ راعٍ سِرَّهَا وَأَمِينُهَا
فإِن تَكُ لَيلَى استَودَعَتنِى أَمَانَةً / فَلا وَأَبِى لَيلَى إِذن لا أَخُونُها
أَأَرضِى بلَيلَى الكاشِحينَ وَأَبتَغِى / كَرَامَةَ أَعدَائِى بِهَا وأُهِينُهَا
مَعَاذَةَ وَجهِ اللهِ أَن أُشمِتَ العِدَى / بِلَيلَى وَإِن لَم تَجزِنى مَا أَدِينُهَا
وَأُعرِضُ عَن أُمِّ البَخِيلِ وَاَتَّقِى / عُيُونَ العِدَى حَتّى كأَنّى أُهِينُها
وَفِي القَلبِ مِن أُمِّ البَخِيلِ ضَمانَةٌ / إِذا ذُكِرَت كادَ الحَنِينُ يُبِينُها
أَتَتَنَا بِرَيَّاهَا جَنُوبٌ مُرِبَّةٌ / لَها بَردُ أنفاسِ الرِّيَاحِ وَلِينُها
مِنَ المُشرَباتِ المُزنَ هَيفٌ كأنَّها / بِمِسكٍ وَوَردٍ وَهىَ لُدنٌ مُتُونُها
تَطَلَّعُ مِن غَورَينِ غَورَى تِهَامَةٍ / بِريحِ ذَكِىِّ المِسكِ فُضَّ حَطِينُها
يَحِنُّ لَها العَودُ الرَّذِىُّ صَبَابَةً / وَيَجرِى قَرَارَ المَاءِ خَصراً بُطُونُهَا
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ / وَمَن حَلَّ فِى الأَحشَاءِ دَارَ مُقَامِ
وَمَن وَجَلالِ اللهِ حَلفَةَ صَادِقٍ / بري حُبُّهُ لَو تَعلَمينَ عِظامِى
وَإِنّي لَيثنيني وما بى جَلادَةٌ / عَنَ آتيكِ أقوَامٌ عَلَىَّ كِرامُ
مَخافةَ أن تَلقَي أذىً أو يُفيدَنى / هَوَاكِ مَقاماَ لَيسَ لى بِمَقَامِ
يقولونَ قد أمسى وبَلَّ وَقَلّمَا / أُبِلَّنَّ أو يَعتَادَ مِنكِ سَقامِى
فلمّا رَأَيتُ النّاسَ فيكِ وَأَصبحُوا / أَعادِىَّ لَم يُردَد عليكِ سَلامِى
علِمتِ الَّذِى يُرضِى العِدَى فَاَتَيتِهِ / كأن لَم يَكُن مِنّا ذِمامُ
فإن كُنتِ تَجزِينَ المُحِبَّ بِحُبِّهِ / أمَيمَ فَقَد وَاللهِ طالَ هُيامِى
وَإِلا فُردِّى العَقلَ مِنّى وَسَلِّمِى / إِليَّ فُؤَادِى وَاذهَبى بِسَلاَمِ
وِصالُ الغَوَانى بعدَ ما قَد اذَقتِنى / عَلَىَّ إِذا أَبلَلتُ مِنكِ حَرَامُ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ / عَلَى السّاقِ مِن عَوجاءَ بادٍ كُعوبُهَا
فَقُلتُ لِرَاعِى السِّجنِ وَالسِّجنُ جامِعٌ / قَبَائِلَ مِن شَتَّى وشَتَّى ذُنُوبُهَا
أَلاَ لَيتَ شِعرِى هَل أَزُورَنَّ نِسوَةً / مُضَرَّجَةً بِالزَّعفَرانِ جُيُوبُهَا
وَهَل أَلقَيَن بِالسِّدرِ مِن أَيمَنِ الحِمَى / مُصَحَّحَةَ الأَجسامِ مَرضَى قُلُوبُهَا
بِهِنَّ مِنَ الدَّاءِ الّذِى أنا عارفٌ / وَلا يَعرِفُ الأَدواءَ إِلاّ طَبِيبُهَا
عَلَيهِنَّ ماتَ القَلبُ مَوتاً وجانَبَت / بِهِنَّ نَوَى غِبٍّ أَشَتَّ شَعُوبُهَا
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ / أَلاَ كُلُّ ذِى عَينَينِ لا بُدَّ ناظِرُ
وَلَيسَ اكتِحَالُ العَين بِالعَينِ رِيبَةً / إِذا عَفَّ فِيما بَينَهُنَّ الضَّمائِرُ
إِلَى اللهِ أشكُو مُضمَرَاتٍ مِنَ الهَوَى
إِلَى اللهِ أشكُو مُضمَرَاتٍ مِنَ الهَوَى / طَواهُنَّ طُولُ النَّأىِ طَىَّ الصَّحائِفِ
أُقامَ بِنَحوِ الماء قَلبِى وباعَدَت / بِسائِرِ جُثمانِى قِلاصُ العَلائِفِ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ / قَدِيماً فَحَيّانِي سَقَتهُ الغَمائِمُ
أَلاَ يَا أُمَيمَ القَلبِ نَرضى إِذا بَدَا / لَنَا مِنكِ وُدٌّ مِثلُ وُدّيكِ دَائِمُ
هَجَرتُكِ أَيّاماً بِذِى الغَمرِ إِنّني / عَلَى هَجرِ أَيّامٍ بذِى الغَمرِ نادِمُ
هَجَرتُكَ إِشفاقاً عَلَيكِ مِنَ الرّدى / وَخَوفَ الأعادِى وَاجتِنَابَ النَّمائِمِ
فَلَمَّا انقَضَت أَيّامُ ذِى الغَمرِ وَارتَمَت / بِكِ الدّارُ لاَمَتنى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
وَإِنّى وَذَاكَ الهَجرَ لَو تَعلَمينَهُ / كَعَازِبةٍ عَن طِفلِهَا وَهىَ رَائِمُ
مَتى تَطرَحى قَولَ الوُشَاةِ وَتُخلِصى / لنا الوُدَّ يَذهَب عَنكِ مِنّا الذَّمائِمُ
وَمَا بَينَ تَفرِيقِ النَّوَى بَينَ مَن تَرَى / مِنَ الحيِّ إِلاّ أَن تَهُبَّ السَّمائِمُ
وَرُبَّ خَليلٍ سَوفَ تَفجَعُهُ النَّوى / بِخُلصَانِهِ لَو قَد تَغَنّى الحَمائِمُ
وَلَيسَ عَلَينَا أَن تَبينَ بِكِ النَّوى / فَتَنأَي ولاَ مِن أَن تَموتَ النّمائِمُ
وَلكِن عَلَينَا أَن تَجُودِى بنائلٍ / لِغَيرِى وَيَلحَانى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
فَما أَعلَمَ الواشِينَ بِالسِّرِّ بَينَنَا / وَنَحنُ كِلانَا لِلمَوَدَّةِ كاتِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ الفُجَاءَةَ بَعدَ ما / نَرى أَنَّ أَدنى عَهدِنا المُتَقادِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ لِماماً عَلَى عِدىً / عِدَادَ الثُّرَيّا وَهىَ مِنكِ الغَنائمُ
أُدَارِى بِهِجرَانيكِ صِيداً كأَنَّمَا / بآنفِهِم مِن أَن يَرَونى الغَمائِمُ
فأشهَدُ عِندَ اللهِ لاَ زِلتُ لاَئماً / لِنفسِىَ ما دَامَت بِمَرَّ الكَظائِمُ
لِمَنعَى مالاً مِن أُمَيمَةَ بَعدَ ما / دُعِيتُ إِليها إِنّ شَجوِى لَدَائِمُ
تباعَدتُ حَتَّى حِيلَ بيني وبينَهَا / كما مِن مَكانِ الفَرقَدَينِ النَّعائِمُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ / وَهَل عاتِبٌ زارٍ عَلَى الدَّهرِ مُعتَبُ
أَرَى غِيرَ الأَيّامِ أَزرَى بِلِينِها / وَمَعروفِها دَهرٌ بِنَا يَتَقَلَّبُ
فَلِلنَّفسِ مِن ذِكرٍ لَما زالَ فانقَضَى / عَوَائدُ أَحزانٍ تَشُفَّ وَتُنصِبُ
غَلَبنَ اعتِزامَ الصَّبرِ فالقَلبُ تابِعٌ / لِداعِى الهَوَى مِن ذِى المَوَدَّةِ مُصحِبُ
فَمالَت بِكَ الأَيّامُ وَازدادَ هَفوَةً / لِذِكرِ الغَوانِى لُبُّكَ المُتَشَعِّبُ
عَلَى حِينَ لَم تُعذَر بِجَهلٍ وأَشرَفَت / عَلَيكَ أُمُورٌ لَم تَكُن لَكَ تُغضِبُ
ورَوَّحتِ الآياتُ والدِّينُ وَالنُّهَى / علَيكَ مِنَ الحِلمِ الّذِى كادَ يَعزُبُ
وكَيفَ معَ الحَبلِ الَّذِى بَقِيتَ لَهُ / قُوىً مُحكَماتٌ عَقدُهُنَّ مُؤَرَّبُ
يَزِيدُ فَناءُ الدَّهرِ فِيهِنَّ جِدَّةً / وَتَقلِيبُ أَشطانِ الهَوَى حَيثُ يَضرِبُ
تَرُومُ عَزاءً أَو تَرُومُ صَرِيمَةً / وَفى ذَاكَ عَن بَعضِ الأَذَى مُتَنَكَّبُ
عَنِ المُشِكلِ المُزجِى المَوَدَّةَ وَالّذى / يَبِينُ فَينأَى أَو يُدَانِى فَيَقرُبُ
مَعَ الطَّمَعِ اللّذ لا يَزَالُ يَرُدُّهُ / جَميلُ النَّثا والمَنظَرُ المُتَحَبَّبُ
وَقَد جُزِيَت بالوُدِّ سَلمضى وَمَا الهَوَى / بِمُستَجمِعٍ إِلاّ لمَن يَتَحَبَّبُ
وَقالت لَقَد أَعلَنتَ باسمِى وَأَيقَنَت / بِذَاكَ شُهُودٌ حَاضِرُونَ وغُيَّبُ
فَقُلتُ وإِنِّى حِينَ تَبغِى صَرِيمَتى / لَسَمحٌ إِذا ضَنَّ الهَيُوبُ المُلزّبُ
أَتَقرِبَةً لِلصَّرمِ أَم دَفعَ حاجةٍ / أَرَادَت بِهِ أَم ذاتَ بَينِكَ تَقرُبُ
وَأُقسِمُ ما اَدرِى إِذا المَوتُ زَارَنِى / أَسلمَى بِقَلبِى أَم أُمَيمةُ أَصقَبُ
فَما مِنهُمَا إِلاّ التِّى لَيسَ لِلهَوَى / سِوَاهَا عِنِ الأُخرَى مِنَ الأَرضِ مَذهَبُ
هُمَا اقتَادَتَا لُبِّى جَنِيباً وَلَم يَكُن / لِمَن لاَ يُجازِى بِالمَوَدَّةِ يَجنُبُ
فَلاَ القَلبُ يَنسَى ذِكرَ سَلمَى إِذا نَأَت / وَلاَ الصَّبرُ إِن بانَت أُمَيمةًُ يُعقِبُ
وَكَم دُونَ سَلمَى مِن جِبالٍ وسَبسَبٍ / إِذا قَطَعَتهُ العِيسُ أَعرَضَ سَبسَبُ
مَلِيعٍ تَرَى غِربانَ مَنزِلِ رَكبِهِ / عَلَى مُعجَلٍ لَم يَحىَ أَو يَتَطَرَّبِ
لِجِنّانِهِ وَاللَّيلُ دَاجٍ ظَلامُهُ / دَوِىٌّ كَما حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ
قَطَعتُ وَلَولاَ حُبُّهَا مَا تَعَسَّفَت / بِنا عَرضَهُ خُوصٌ تَخِبُّ وَتَتعَبُ
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى / إِذا ما بَدا بَرقٌ مِنَ اللَّيلِ يَلمَحُ
لَئِن كانَ هَذا الدَّهرُ نَأياً وَغُربَةً / عَنِ الأَهلِ وَالأَوطانِ فَالمَوتُ أَروَحُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025