القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكل
المجموع : 2430
أَجارتَنا إنَّ الخُطوبَ تَنوبُ
أَجارتَنا إنَّ الخُطوبَ تَنوبُ / وإني مُقيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ
أجارتنا إِنّا غَريبان ها هُنا / وكلُّ غَريبٍ للغريبِ نَسيبُ
فَإن تَصِلينا فالقَرابة بينَنا / وإن تَصْرِمينا فالغريبُ غَريبُ
أجارتَنا مافات ليسَ يؤؤبُ / وما هو آتٍ في الزَّمانِ قريبُ
وَليسَ غَريبا من تناءَتْ دِيارُهُ / ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّداً
فَكَيفَ يُرَجّي المَرءُ دَهراً مُخَلَّداً / وَأَعمالُهُ عَمّا قَليلٍ تُحاسِبُه
أَلَم تَرَ لُقمانَ بنَ عادٍ تَتابَعَت / عَلَيهِ النُسورُ ثُمَّ غابَت كَواكِبُه
وَلِلصَعبِ أَسبابٌ تَجُلُّ خُطوبُها / أَقامَ زَماناً ثُمَّ بانَت مَطالِبُه
إِذا الصَعبُ ذو القَرنَينِ أَرخى لِوائَهُ / إِلى مالِكٍ ساماهُ قامَت نَوادِبُه
يَسيرُ بِوَجهِ الحَتفِ وَالعَيشُ جَمعُهُ / وَتَمضي عَلى وَجهِ البِلادِ كَتائِبُه
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ بِمَلحوبِ / فَقَلبي عَلَيهِم هالِكٌ جِدَّ مَغلوبِ
تَذَكَّرتُ أَهلَ الخَيرِ وَالباعِ وَالنَدى / وَأَهلَ عِتاقِ الجُردِ وَالبِرِّ وَالطيبِ
تَذَكَّرتُهُم ما إِن تَجِفُّ مَدامِعي / كَأَن جَدوَلٌ يَسقي مَزارِعَ مَخروبِ
وَبَيتٍ يَفوحُ المِسكُ مِن حُجُراتِهِ / تَسَدَّيتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ وَمَخطوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أَصحَلَ الشُربُ صَوتَها / تَأَوّى إِلى أَوتارِ أَجوَفَ مَحنوبِ
شَهِدتُ بِفِتيانٍ كِرامٍ عَلَيهِمُ / حِباءَ لِمَن يَنتابُهُم غَيرُ مَحجوبِ
وَخِرقٍ مِنَ الفِتيانِ أَكرَمَ مَصدِقاً / مِنَ السَيفِ قَد آخَيتُ لَيسَ بِمَذروبِ
فَأَصبَحَ مِنّي كُلُّ ذَلِكَ قَد مَضى / فَأَيُّ فَتىً في الناسِ لَيسَ بِمَكذوبِ
وَقَد أَغتَدي في القَومِ تَحتي شِمِلَّةٌ / بِطِرفٍ مِنَ السيدانِ أَجرَدَ مَنسوبِ
كُمَيتٍ كَشاةِ الرَملِ صافٍ أَديمُهُ / مُفِجِّ الحَوامي جُرشُعٍ غَيرِ مَخشوبِ
وَخَيلٍ كَأَسرابِ القَطا قَد وَزَعتُها / بِخَيفانَةٍ تَنمي بِساقٍ وَعُرقوبِ
وَخَرقٍ تَصيحُ الهامُ فيهِ مَعَ الصَدى / مَخوفٍ إِذا ما جَنَّهُ اللَيلُ مَرهوبِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ / تَزِلُّ الوَلايا عَن جَوانِبِ مَكروبِ
لَها قَمَعٌ تَذري بِهِ الكورَ تامِكٌ / إِلى حارِكٍ تَأوي إِلى الصُلبِ مَنصوبِ
إِذا حَرَّكَتها الساقُ قُلتَ نَعامَةٌ / وَإِن زُجِرَت يَوماً فَلَيسَت بِرُعبوبِ
تَرى المَرءَ يَصبو لِلحَياةِ وَطولِها / وَفي طولِ عَيشِ المَرءِ أَبرَحُ تَعذيبِ
لِمَن طَلَلٌ لَم يَعفُ مِنهُ المَذانِبُ
لِمَن طَلَلٌ لَم يَعفُ مِنهُ المَذانِبُ / فَجَنبا حِبِرٍّ قَد تَعَفّى فَواهِبُ
دِيارُ بَني سَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ الأولى / أَذاعَ بِهِم دَهرٌ عَلى الناسِ رائِبُ
فَأَذهَبَهُم ما أَذهَبَ الناسَ قَبلَهُم / ضِراسُ الحُروبِ وَالمَنايا العَواقِبُ
أَلا رُبَّ حَيٍّ قَد رَأَينا هُنالِكُم / لَهُم سَلَفٌ تَزوَرُّ مِنهُ المَقانِبُ
فَأَقبِل عَلى أَفواقِ مالَكَ إِنَّما / تَكَلَّفتَ مِل أَشياءِ ما هُوَ ذاهِبُ
وَخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ
وَخَرقٍ كَأَنضاءِ القَميصِ دَوِيَّةٍ / مَخوفٍ رَداهُ ما يُقيمُ بِهِ رَكبُ
قَطَعتَ بِمِجذامِ الرَواحِ كَأَنَّها / إِذا حُطَّ عَنها كورُها جَمَلٌ صَعبُ
يُعاتِبُها في بَعضِ ما أَذنَبَت لَهُ / فَيَضرِبُها حيناً وَلَيسَ لَها ذَنبُ
وَقَد جَعَلَت في نَفسِها أَن تَخافَهُ / وَلَيسَ لَها مِنهُ سَلامٌ وَلا حَربُ
فَطِرتَ بِها حَتّى إِذا اِشتَدَّ ظِمؤُها / وَحُبَّ إِلى القَومِ الإِناخَةُ وَالشُربُ
أَنَختَ إِلى مَظلومَةٍ غَيرِ مَسكِنٍ / حَوامِلُها عوجٌ وَأَفنانُها رَطبُ
فَناطَ إِلَيها سَيفَهُ وَرِدائَهُ / وَجاءَ إِلى أَفياءِ ما عَلَّقَ الرَكبُ
فَأَغفى قَليلاً ثُمَّ طارَ بِرَحلِها / لِيَكسَبَ مَجداً أَو يَحورَ لَها نَهبُ
فَثارَت تُباري أَعوَجِيّاً مُصَدَّراً / طَويلَ عِذارِ الخَدِّ جُؤجُؤُهُ رَحبُ
تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ
تَقولُ نِساءٌ شِبتِ مِن غَيرِ كَبرَةٍ / وَأَيسَرُ مِمّا قَد لَقيتُ يُشيبُ
أَقولُ أَبا حَسّانَ لا العَيشُ طَيِّبٌ / وَكَيفَ وَقَد أُفرِدتُ مِنكَ يَطيبُ
فَتى السِنِّ كَهلُ الحِلمِ لا مُتَسَرِّعٌ / وَلا جامِدٌ جَعدُ اليَدَينِ جَديبُ
أَخو الفَضلِ لا باغٍ عَلَيهِ لِفَضلِهِ / وَلا هُوَ خَرقٌ في الوُجوهِ قَطوبُ
إِذا ذَكَرَ الناسُ السَماحَ مِنِ اِمرِئٍ / وَأَكرَمَ أَو قالَ الصَوابَ خَطيبُ
ذَكَرتُكَ فَاِستَعبَرتُ وَالصَدرُ كاظِمٌ / عَلى غُصَّةٍ مِنها الفُؤادُ يَذوبُ
لَعَمري لَقَد أَوهَيتَ قَلبي عَنِ العَزا / وَطَأطَأتَ رَأسي وَالفُؤادُ كَئيبُ
لَقَد قُصِمَت مِنّي قَناةٌ صَليبَةٌ / وَيُقصَمُ عودُ النَبعِ وَهُوَ صَليبُ
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / بَني ناشِبٍ عَنّي وَمَن يَتَنَشَّبُ
أَكُلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحُلُّها / وَتارِكُ هُدمٍ لَيسَ عَنها مُذَنَّبُ
وَأَبلِغ بَني عَوذِ بنِ زَيدٍ رِسالَةً / بِآيَةِ ما إِن يَقصِبونِيَ يَكذِبوا
فَإِن شِئتُمُ عَنّي نَهَيتُم سَفيهَكُم / وَقالَ لَهُ ذو حِلمُكُم أَينَ تَذهَبُ
وَإِن شِئتُمُ حارَبتُموني إِلى مَدىً / فَيَجهَدُكُم شَأوُ الكِظاظِ المُغَرَّبُ
فَيَلحَقُ بِالخَيراتِ مَن كانَ أَهلَها / وَتَعلَمُ عَبسٌ رَأسُ مَن يَتَصَوَّب
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ / فَمَأخَذُ لَيلى وَهيَ عَذراءُ أَعجَبُ
لَبِسنا زَماناً حُسنَها وَشَبابَها / وَرُدَّت إِلى شَعواءِ وَالرَأسُ أَشيَبُ
كَمَأخَذِنا حَسناءَ كُرهاً وَدَمعُها / غَداةُ اللِوى مَغصوبَةً يَتَصَبَّبُ
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح / عَلَيهِ وَلَم تَعطِف عَلَيهِ أَقارِبُه
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ / فَقيراً وَمِن مَولىً تَدِبُّ عَقارِبُه
وَسائِلَةٍ أَينَ الرَحيلُ وَسائِلٍ / وَمَن يَسأَلُ الصُعلوكَ أَينَ مَذاهِبُه
مَذاهِبُهُ أَنَّ الفِجاجَ عَريضَةٌ / إِذا ضَنَّ عَنهُ بِالفَعالِ أَقارِبُه
فَلا أَترُكُ الإِخوانَ ما عُشتُ لِلرَدى / كَما أَنَّهُ لا يَترُكُ الماءُ شارِبُه
وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى / كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه
وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها / تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم / قِرانا لَهُم في كُلِّ قَعبٍ مُشَعَّبِ
فَقُلتُ لِعَبدَينا أَريحا عَلَيهِمِ / سَأَجعَلُ بَيتي مِثلَ آخَرَ مُعزَبِ
صَبَوتَ وَهَل تَصبو وَرَأسُكَ أَشيَبُ
صَبَوتَ وَهَل تَصبو وَرَأسُكَ أَشيَبُ / وَفاتَتكَ بِالرَهنِ المُرامِقِ زَينَبُ
وَغَيَّرَها عَن وَصلِها الشَيبُ إِنَّهُ / شَفيعٌ إِلى بيضِ الخُدورِ مُدَرِّبُ
فَلَمّا أَتى حِزّانَ عَردَةَ دونَها / وَمِن ظَلَمٍ دونَ الظَهيرَةِ مَنكِبُ
تَضَمَّنَها وَاِرتَدَّتِ العَينُ دونَها / طَريقُ الجِواءِ المُستَنيرُ فَمُذهَبُ
وَصَبَّحَنا عارٌ طَويلٌ بِناؤُهُ / نُسَبُّ بِهِ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً / وَوَجهاً تُرى فيهِ الكَآبَةُ تَجنَبُ
أَصابوا البَروكَ وَاِبنَ حابِسِ عَنوَةً / فَظَلَّ لَهُم بِالقاعِ يَومٌ عَصَبصَبُ
وَإِنَّ أَبا الصَهباءِ في حَومَةِ الوَغى / إِذا اِزوَرَّتِ الأَبطالُ لَيثٌ مُحَرَّبُ
وَمِثلَ اِبنَ غَنمٍ إِن ذُحولٌ تُذُكِّرَت / وَقَتلى تَياسٍ عَن صَلاحٍ تُعَرِّبُ
وَقَتلى بِجَنبِ القُرنَتَينِ كَأَنَّها / نُسورٌ سَقاها بِالدِماءِ مُقَشِّبُ
حَلَفتُ بِرَبِّ الدامِياتِ نُحورُها / وَما ضَمَّ أَجمادُ اللُبَينِ وَكَبكَبُ
أَقولُ بِما صَبَّت عَلَيَّ غَمامَتي / وَجُهدِيَ في حَبلِ العَشيرَةِ أَحطِبُ
أَقولُ فَأَمّا المُنكَراتِ فَأَتَّقي / وَأَمّا الشَذا عَنّي المُلِمَّ فَأَشذِبُ
بَكَيتُم عَلى الصُلحِ الدُماجِ وَمِنكُمُ / بِذي الرِمثِ مِن وادي تَبالَةَ مِقنَبُ
فَأَحلَلتُمُ الشَربَ الَّذي كانَ آمِناً / مَحَلّاً وَخيماً عوذُهُ لا تَحَلَّبُ
إِذا ما عُلوا قالوا أَبونا وَأُمُّنا / وَلَيسَ لَهُم عالينَ أُمٌّ وَلا أَبُ
فَتَحدِرُكُم عَبسٌ إِلَينا وَعامِرٌ / وَتَرفَعُنا بَكرٌ إِلَيكُم وَتَغلِبُ
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت / مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ
وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ / بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ
وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ / وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ
فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها / قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ
سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ / وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ / وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ
فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ / وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ
رَدَدتُ عَلَيهِ نَفسَهُ فَكَأَنَّما / تَلاقى عَلَيهِ مِنسَرٌ وَسُروبُ
فَما ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُهُ / مُضادَ المَنايا وَالغُبارُ يَثوبُ
وَضارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّى كَأَنَّما / يُصَعِّدُ في آثارِهِم وَيَصوبُ
وَقُلتُ لَهُ خُذ هَجمَةً جَبريَّةً / وَأَهلاً وَلا يَبعُد عَلَيكَ شَروبُ
وَلَيلَةَ جابانٍ كَرَرتُ عَلَيهِمُ / عَلى ساحَةٍ فيها الإِيَابُ حَبيبُ
عَشيَّة كَدَّت بِالحَراميِّ ناقَةٌ / بِحَيِّهَلا يَدعو بِها فَتُجيبُ
فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتّى كَأَنَّما / أُميلَ عَلَيها أَيدَعٌ وَصَبيبُ
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ
يُكَذِّبُني العَمرانِ عَمرُو بنُ جَندَبٍ / وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُن قَد رَأَيتُها / كَراديسَ يُهديها إِلى الحَيِّ كَوكَبُ
سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيرِ مُعَجَّزٍ / وَلا نَأنَأٍ لَو أَنَّني لا أُكَذِّبُ
كَراديسُ فيها الحَوفَزانُ وَحَولَهُ / فَوارِسُ هَمَّامٍ مَتى يَدعُ يَركَبوا
تَفاقَدتُم هَل أَنكِرَنَّ مُغيرَةً / مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَرُ مُغرِبُ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيَّةَ بِالرَكبِ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن أُمَيَّةَ بِالرَكبِ / وَهُنَّ عِجالٌ عَن نُيالٍ وَعَن نَقبِ
أَمُعتَقِلي رَيبُ المَنونِ وَلَم أَرُع
أَمُعتَقِلي رَيبُ المَنونِ وَلَم أَرُع / عَصافيرَ وادٍ بَينَ جَأشٍ وَمَأرِبِ
وَأَذعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَهُ
وَأَذعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَهُ / وَمَرجَةُ لَمّا اِقتَبِسها بِمِقنَبِ
يا صاحِبَيَّ أَلا لا حَيَّ بِالوادي / إِلاّ عَبيدٌ وَآمٌ بَينَ أَذوادِ
أَتَنظُرانِ قَليلاً رَيثَ غَفلَتِهِم / أَم تَعدُوانِ فِإِنَّ الريحَ لِلعادي
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ / وَبَعدَ أَبي قَيسٍ وَعُروَةَ كَالأَجَب
يَضِجُّ إِذا ظِلُّ الغُرابِ دَنا لَهُ / حِذاراً عَلى باقي السَناسِنِ وَالعَصَب
وَبَعدَ أَبي عَمرٍ وَذي الفَضلِ عامِرٍ / وَبَعدَ المُرَجّى عُروَةَ الخَيرِ لِلكُرَب
وَبَعدَ طُفَيلٍ ذي الفِعالِ تَعَلَّقَت / بِهِ ذاتُ ظُفرٍ لا تُوَرَّعُ بِاللَجَب
وَبَعدَ أَبي حَيّانَ يَومَ حَمومَةٍ / أُتيحَ لَهُ زَأوٌ فَأُزلِقَ عَن رَتَب
أَلَم تَرَ فيما يَذكُرُ الناسُ أَنَّني / ذَكَرتُ أَبا لَيلى فَأَصبَحتُ ذا أَرَب
فَهَوَّنَ ما أَلقى وَإِن كُنتُ مُثبِتاً / يَقيني بِأَن لا حَيَّ يَنجو مِنَ العَطَب
أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ
أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ / وَقَد جَرَّبَت لَو تَقتَدي بِالمُجَرَّبِ
وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ / وَصاحَبتُ مِن وَفدٍ كِرامٍ وَمَوكِبِ
وَسانَيتُ مِن ذي بَهجَةٍ وَرَقَيتُهُ / عَلَيهِ السُموطُ عابِسٍ مُتَغَضِّبِ
وَفارَقتُهُ وَالوُدُّ بَيني وَبَينَهُ / بِحُسنِ الثَناءِ مِن وَراءِ المُغَيَّبِ
وَأَبَّنتُ مِن فَقدِ اِبنِ عَمٍّ وَخُلَّةٍ / وَفارَقتُ مِن عَمٍّ كَريمٍ وَمِن أَبِ
فَبانوا وَلَم يُحدِث عَلَيَّ سَبيلُهُم / سِوى أَمَلي فيما أَمامي وَمَرغَبي
فَأَيَّ أَوانٍ لا تَجِئني مَنِيَّتي / بِقَصدٍ مِنَ المَعروفِ لا أَتَعَجَّبِ
فَلَستُ بِرُكنٍ مِن أَبانٍ وَصاحَةٍ / وَلا الخالِداتِ مِن سُواجٍ وَغُرَّبِ
قَضَيتُ لُباناتٍ وَسَلَّيتُ حاجَةٍ / وَنَفسُ الفَتى رَهنٌ بِقَمرَةِ مُؤرِبِ
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد غَدَوتُ عَلَيهِمُ / بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ
بِمُجتَزَفٍ جَونٍ كَأَنَّ خَفائَهُ / قَرا حَبَشِيٍّ في السَرَومَطِ مُحقَبِ
إِذا أَرسَلَت كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ / يَمُجُّ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُعَطَّبِ
فَمَهما نَغِض مِنهُ فَإِنَّ ضَمانَهُ / عَلى طَيِّبِ الأَردانِ غَيرِ مُسَبَّبِ
جَميلِ الأُسى فيما أَتى الدَهرُ دونَهُ / كَريمِ الثَنا حُلوِ الشَمائِلِ مُعجِبِ
تَراهُ رَخيَّ البالِ إِن تَلقَ تَلقَهُ / كَريماً وَما يَذهَب بِهِ الدَهرُ يَذهَبِ
يُثَبّي ثَناءً مِن كَريمٍ وَقَولُهُ / أَلا اِنعَم عَلى حُسنِ التَحِيَّةِ وَاِشرَبِ
لَدُن أَن دَعا ديكُ الصَباحِ بِسُحرَةٍ / إِلى قَدرِ وِردِ الخامِسِ المُتَأَوِّبِ
مِنَ المُسبِلينَ الرَيطَ لَذٍّ كَأَنَّما / تَشَرَّبَ ضاحي جِلدِهِ لَونَ مُذهَبِ
وَعانٍ فَكَكتُ الكَبلَ عَنهُ وَسُدفَةٍ / سَرَيتُ وَأَصحابي هَدَيتُ بِكَوكَبِ
سَرَيتُ بِهِم حَتّى تَغَيَّبَ نَجمُهُم / وَقالَ النَعوسُ نَوَّرَ الصُبحُ فَاِذهَبِ
فَلَم أُسدِ ما أَرعى وَتَبلٍ رَدَدتُهُ / وَأَنجَحتُ بَعدَ اللَهِ مِن خَيرِ مَطلَبِ
وَدَعوَةِ مَرهوبٍ أَجَبتُ وَطَعنَةٍ / رَفَعتُ بِها أَصواتَ نَوحٍ مُسَلَّبِ
وَغَيثٍ بِدَكداكٍ يَزينُ وَهادَهُ / نَباتٌ كَوَشيِ العَبقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفاءَ جَونَةٍ / هَتوفٍ مَتى يُنزِف لَها الوَبلُ تَسكُبِ
بِذي بَهجَةٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوبَهُ / وَزَيَّنَهُ أَطرافُ نَبتٍ مُشَرَّبِ
جَلاهُ طُلوعُ الشَمسِ لَمّا هَبَطتُهُ / وَأَشرَفتُ مِن قُضفانِهِ فَوقَ مَرقَبِ
وَصُحمٍ صِيامٍ بَينَ صَمدٍ وَرَجلَةٍ / وَبَيضٍ تُؤامٍ بَينَ مَيثٍ وَمِذنَبِ
بَسَرتُ نَداهُ لَم تَسَرَّب وُحوشُهُ / بِغَربٍ كَجِذعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
بِمُطَّرِدٍ جَلسٍ عَلَتهُ طَريقَةٌ / لِسَمكِ عِظامٍ عُرِّضَت لَم تُنَصَّبِ
إِذا ما نَأى مِنّي بَراحٌ نَفَضتُهُ / وَإِن يَدنُ مِنّي الغَيبُ أُلجِم فَأَركَبِ
رَفيعَ اللَبانِ مُطمَئِنّاً عِذارُهُ / عَلى خَدِّ مَنخوضِ الغَرارَينِ صُلَّبِ
فَلَمّا تَغَشّى كُلَّ ثَغرٍ ظَلامُهُ / وَأَلقَت يَداً في كافِرٍ مُسيَ مَغرِبِ
تَجافَيتُ عَنهُ وَاِتَّقاني عِنانُهُ / بِشَدٍّ مِنَ التَقريبِ عَجلانَ مُلهَبِ
رِضاكَ فَإِن تَضرِب إِذا مارَ عِطفُهُ / يَزِدكَ وَإِن تَقنَع بِذَلِكَ يَدأَبِ
هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتهُ جَنوبُهُ / حَثيثٍ إِلى أَذراءِ طَلحٍ وَتَنضُبِ
فَأَصبَحَ يُذريني إِذا ما اِحتَثَثتُهُ / بِأَزواجِ مَعلولٍ مِنَ الدَلوِ مُعشِبِ
وَيَومٍ هَوادي أَمرِهِ لِشَمالِهِ / يُهَتِّكُ أَخطالَ الطِرافِ المُطَنَّبِ
يُنيخُ المَخاضَ البُركَ وَالشَمسُ حَيَّةٌ / إِذا ذُكِّيَت نيرانُها لَم تَلَهَّبِ
ذَعَرتُ قِلاصَ الثَلجِ تَحتَ ظِلالِهِ / بِمَثنى الأَيادي وَالمَنيحِ المُعَقَّبِ
وَناجِيَةٍ أَنعَلتُها وَاِبتَذَلتُها / إِذا ما اِسجَهَرَّ الآلُ في كُلِّ سَبسَبِ
فَكَلَّفتُها وَهماً فَآبَت رَكِيَّةً / طَليحاً كَأَلواحِ الغَبيطِ المُذَأَأَبِ
مَتى ما أَشَأ أَسمَع عِراراً بِقَفرَةٍ / تُجيبُ زِماراً كَاليَراعِ المُثَقَّبِ
وَخَصمٍ قِيامٍ بِالعَراءِ كَأَنَّهُم / قُرومٌ غَيارى كُلَّ أَزهَرَ مُصعَبِ
عَلا المِسكَ وَالديباجَ فَوقَ نُحورِهِم / فَراشُ المَسيحِ كَالجُمانِ المُثَقَّبِ
نَشينُ صِحاحَ البيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / بِعوجِ السَراءِ عِندَ بابٍ مُحَجَّبِ
شَهِدتُ فَلَم تَنجَح كَواذِبُ قَولُهُم / لَدَيَّ وَلَم أَحفِل ثَنا كُلِّ مِشغَبِ
أَصدَرتُهُم شَتّى كَأَنَّ قِسِيَّهُم / قُرونُ صِوارٍ ساقِطٍ مُتَلَغِّبِ
فَإِن يُسهِلوا فَالسَهلُ حَظّي وَطُرقَتي / وَإِن يُحزِنوا أَركَب بِهِم كُلَّ مَركَبِ
وَإِنّي لَآتي ما أَتَيتُ وَإِنَّني
وَإِنّي لَآتي ما أَتَيتُ وَإِنَّني / لَما اِفتَرَقَت نَفسي عَلَيَّ لَراهِبُ
وَأَنَّكَ ما يُعطِيكَهُ اللَهُ تَلقَهُ
وَأَنَّكَ ما يُعطِيكَهُ اللَهُ تَلقَهُ / كِفاحاً وَتَجلُبهُ إِلَيكَ الجَوالِبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025