القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 385
رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق
رأى الغصن أعطاف الغزال المقرطق / فقامَ مقام المجتدي المتملق
وجاوبه والدمع يخطي فما درى / إلى البحرِ يمشي أم إلى البدر يرتقي
وما نافعي أطراف طرفيَ دونه / إذا كانَ طرف القلب ليس بمطرق
ليَ الله قلباً في اتّباع صبابة / كعاذله من قالَ للفلكِ أرفق
يميل لعذَّال الصبابة والهوى / إذا شاءَ أن يلهو بلحية أحمق
ويصغي إلى الواشي وليسَ بقائل / ويقضي على علم بكلِّ مخرّق
ويحثو تراب السبق في وجهِ عاشق / أراه غباري ثم قال له الحق
معنى بذي قدٍّ ثنى الرمح تابعاً / لأدرب منه في الطعان وأحذق
معنى بظبيٍ ينهب الناس لحظه / ويعزي إليهم كلّ سور وخندق
من الترك إلا أنه أسمر اللمى / لعُوب بأطراف الكلام المشقَّق
بروحيَ من لم يلقَ مضناه عادل / بمثل خضوع في كلام منمَّق
مسدّد نبل المقلتين كأنما / يخيّر أرواح الكماة وينتقي
بجفن رشاً إن تسمه السحر لم يحد / وإن تدعه حدّ الحسام فأخلق
أباد قلوب العاشقين فلم يدع / حبيباً لفاد أو رقيقاً لمعتق
وأغرق عذَّالي بدمعي ولم أرد / ولكنه من يرجم البحر يغرق
هوى كشأ الرأي الفلاني أنسباً / قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
ونظمٌ يجاري الناظمين جوادُه
ونظمٌ يجاري الناظمين جوادُه / إذا شاءَ أن يلهو بلحيةِ أحمق
أتى من إمام منطقي فيه للثنا / وللحبِّ ما لم يبقَ منِّي وما بقي
أبا الفتح لو فاتحت بحراً أو ابنه / لقامَ مقام المجتدِي المتملّق
ويا من له في العقلِ والنقلِ خاطر / لعاد له من قال للفلك ارفق
لقد جدت حتى جدت في كلّ ناقلٍ / وحتى أتاكَ الحمد من كلّ منطق
وقلَّدتني شرفٌ من النظمِ نعمةً / أنرت بها ما بين غرب ومشرق
أقول لها إذ صحفت نعت حاسد / بعينيك ما يلقى الحسود وما لقي
حوى فلكي عند الوزير وطالما
حوى فلكي عند الوزير وطالما / أزيحت بجدوى راحتيه عوائقي
وقد كان قدري عنده متدرّجاً / وبيتي عميراً بالندى المتلاحق
فللدرج اللاتي حوت بتّ باكياً / وعائلتي تبكي لمنع الدقايق
تقول بنيّ الجائعون أما ترى
تقول بنيّ الجائعون أما ترى / من الجوع شكوانا لكلّ فريق
وقد كنتُ ذا نظمٍ وسعي ببرّنا / فلم جئت من هذا وذا بدقيق
عليكَ بأبواب الإمام محمد / تجد فرجاً منها لكلّ مضيق
وما هي إلا بيت مالٍ لطالب / ونصرة آمال ونجح طريق
أتاركةٌ بالحسنِ قلبي مقيَّدا
أتاركةٌ بالحسنِ قلبي مقيَّدا / ودمعي على الخدَّين وهو طليق
يقولون قد أخلقت جفنك بالبكا / نعم إنَّ جفنيَ بالبكاءِ خليق
دعوا الدمع للجفنِ القريحِ مواخياً / فإني فقدتُ الخدّ وهو شقيق
وساحرة الألحاظ حتَّى رضابها / رحيقٌ وفي القلبِ المحبِّ حريق
كذا أبداً يا آل أيوب ملككم
كذا أبداً يا آل أيوب ملككم / له بالندى في الشرقِ والغربِ إطلاق
إذا ما سقيتم بالعطا نباتكم / توالت ثمارٌ من نداه وأوراق
وإنِّي وإن عِيقت عن السعي حجَّتي / إلى وقفةٍ في ذلك الباب مشتاق
وكنت أظنُّ العشق يترك مهجتي
وكنت أظنُّ العشق يترك مهجتي / إذا زحم الشيب الشباب بمفرقي
فلما بدا مع أسود الشعر أبيضٌ / أتى العشق يغزوني على ألف أبلق
فديت من الأتراك سرب جآذرٍ
فديت من الأتراك سرب جآذرٍ / تعلم زُهَّاد الورى كيف تعشق
لهم منظرٌ في الحسنِ يفتح خاطراً / ولكنَّ سهم اللحظ في القلبِ يغلق
بروحيَ من أهوى العذيب لريقِهِ
بروحيَ من أهوى العذيب لريقِهِ / وأعشق من أعطافِه البانَ والنَّقا
رمى لحظه قلبي وماسَ قوامه / فلم أرَ من هذا ولا ذاك أوثقا
مليك التقى هنئت بالجامع الذي
مليك التقى هنئت بالجامع الذي / وجدت إلى مبناه سعداً موافقا
دعا حسنه أهل الصلاة لقصدِهِ / فلا غَرْوَ إن جاء المصلّيَ سابقا
لنا من وزير الشام برّ يحثُّه
لنا من وزير الشام برّ يحثُّه / مكارم شمس الدين حيث تليق
وأقسم لا نشكو عدوّ زماننا / وذا صاحبٌ يُدعى وذاك صديق
إذا كانَ أوفى سادتي وأبرّهم
إذا كانَ أوفى سادتي وأبرّهم / ملاذي فلا زالَ الزمان موافقي
ولا حال يوم الشعر عنِّي هوى له / ولا قطعت يوم الشعير علائقي
أمستنقذِي باللطف من قبضة الردى
أمستنقذِي باللطف من قبضة الردى / لئن حثَّني فيكَ الرَّجا فليَ الحق
على يدِ مولانا نشا العمر ثانياً / فلا غَرْوَ أن يُنشا على يدِهِ الرزق
إلى حلبٍ رمت السرى بعد بُعدكم
إلى حلبٍ رمت السرى بعد بُعدكم / فعارضني أيضاً زمان بعائق
فيا ليتني للمرج دبقاً لزمتكم / وإن حلبٌ فاتت فقل مرج دابق
تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً
تقول ليَ الغيداء تحتاج رافقاً / من الدمعِ والتبريح قلتُ لها رفقا
شجونيَ لا تُرقى كملسوع خاطئٍ / ودمعِي كحظِّي ساقط وهو لا يرقى
لكَ الله قد خفَّفت عني مؤونتي
لكَ الله قد خفَّفت عني مؤونتي / فما لي إذاً عن راحة السرّ عائق
وعمَّرت بيتي بالدقيق فلم أسل / وكم لكَ في فعلِ الجميل دقائق
أجيراننا حيَّى ديارَكم الحيا
أجيراننا حيَّى ديارَكم الحيا / وطافَ عليها للغمائمِ ساقي
فقد أنفذ التَّوديع حاصل أدمعي / ولم يبقَ منه للمنازلِ باقي
على أنكم آنستموني بذكركم
على أنكم آنستموني بذكركم / فقد كدت لا أشكو زمانَ فراق
وإني لمجنون الفؤاد بحبِّكم / فهلاَّ ولو في الحين دمعيَ راقي
تصرّمت الأيام دون وصالكِ
تصرّمت الأيام دون وصالكِ / فمن شافعي في الحب يا ابنة مالكِ
فكان الكرى يدني خيالك وانقضى / فلا منك تنويلٌ ولا من خيالكِ
رويدك قد أوثقت بالهمِّ مهجتي / عليك فماذا يُبتغى بملالك
أفي كلّ يوم لي إليكِ مطالبٌ / ولكنها محفوفةٌ بمهالك
وغيرانَ قد مدّ الحجب من الظبا / وقد كان يكفيه حجابُ دلالك
فتنت بخالٍ فوق خدِّكِ صانه / أبوك فويلي من أبيكِ وخالك
وعاينت منك الشمس بعداً وبهجةً / فيا عجباً من واثقٍ بحبالك
هجرتِ وما فاز المحبّ بزورةٍ / فديتك زُوري واهجري بعد ذلك
لك الله قلباً كلما جرّ طرفه / إلى الحسن ألقى عروة المتماسك
تأبط شراً من أذى الوجد وانثنى / كثير الهوى شتى النوى والمسالك
قفي تنظريه في لظى البيد تابعاً / سراك وإلا في رماد ديارك
سقى الله أكناف الديار هوامعاً / تبيت بها الأزهار غرّ المضاحك
كأنَّ ندى الملك المؤيد جادها / فأسفر نوَّار الربى عن سبائك
مليكٌ إلى مغناه تستبق المنى / مسابقة الحجاج نحو المناسك
له شيمٌ تحصي المدائح وصفها / إذا أحصيت زهر النجوم الشوابك
وفي الأرض أخبار له ومآثرٌ / تسير سرَى الأسماء بين الملائك
حمى الأرض من آرائه وسيوفه / بكل مضيءٍ في دجى الخطب فاتك
وسكّنها حتى لو اختار لم تمس / غصون النقا تحت الرياح السواهك
ولما جلا الملك المؤيد رأيه / جلا ظله الممدود وهج الممالك
مهيب السطا هامي العطا سابق العلى / جليّ الحلا كشَّاف ليل المعارك
تولى فيا عجز الأكاسرة الأولى / وجادَ فقلنا يا حياء البرامك
وشاركه العافون في ذات ماله / وليس له في مجدِه من مشارك
كريمٌ يجيل الرأي فعلاً ومنطقاً / فلا يرتضي غير الدراري السوامك
كعوب القنا عجباً براحته التي / يروِّي نداها مشرعات طوالك
إذا هزَّ منها الملك كعباً مثقفاً / فيا لك من كعبٍ عليه مبارك
وإن جرَّ في صوبِ الثغور رؤوسها / جلت قلح الأعدا جلاء المساوك
ولله من أقلام علمٍ بكفِّه / سوالب ألباب الرجال سوَالك
كأنَّ معانيها كواعب تنجلي / على حبكِ الإدراج فوق آرائك
كأنَّ بياض الطرس بين سطورها / أياديه في طيِّ السنين الحوالك
أمسدي الأيادي البيض دعوة ظافر / لديك على رغم الزمان المماحك
عطفت على حالي بنظرة سائرٍ / وقد مدَّ فيها الدهر راحة هاتك
فدونك من مدحِي اجتهاد مقصر / تداركت من أحواله شلوَها لك
تملكه الهمّ المبرح برهةً / إلى أن محى رضوان صولة مالك
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا / مُلثُّ الحيا حتى يبلّ صداكا
صدىً كلما أدعو أجابَ كأننا / خلقنا على أطلالها نتشاكى
وربع محا ركض الجنائب رسمه / وجوم غوادي المرزمين دِرَاكا
وقفت أنادي الصبر في جنباته / ألا أينَ مغناها وأين غناكا
كأني بكثرِ الهمِّ أختم في الثرى / رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا
يعزُّ على المشتاق يا طلل النقا / بلاه على حكم النوى وبلاكا
وما عن رضىً خفَّ القطين ثنيَّة / فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا
وطيفٌ سرى للشامِ من أرضِ بابل / لأبعدت يا طيف الحبيب مدَاكا
وذكرتني العهد القديم على الحمى / رعى الله أيام الحمى ورَعاكا
فديتك طيفاً لا يذكر ناسياً / ولكن يزيد المستهام هلاكا
تصيَّدته والأفق مقتبل الدجى / تخال النجوم الزهر فيه شباكا
إلى أن تيقَّظنا على أرجٍ كما / بذكر شهاب الدين يفتح فاكا
إمامٌ إذا هزَّ اليراع مفاخراً / به الدهر قال الدهر لست هناكا
وقالت له العليا فداك ذوو العلى / وإن قلَّ شيء أن يكون فداكا
وقال زماني ما تضرُّ إساءتي / إذا استغفرت لي في الآثام يداكا
لكَ الله ما أزكَى وأشرف همَّةً / وأنجح في كسب العلوم سراكا
علوتَ فأدركتَ النجوم فصغتها / كلاماً ففقت القائلين بذاكا
وحزتَ معاني القول من كلِّ وجهةٍ / فأبق علينا نبذةً لثناكا
وحكتَ رقيق اللفظ منفرداً به / وقد قيل إن الروض حاكَ فحاكى
وجاوزت صوب الغيث في حلية الندى / فعبس لما جزته وتباكى
ولو لم تكن للجودِ في الناس آية / لما كانَ منهلّ الغمام تلاكا
متى تتميَّز مادحوك ولم تقل / من الوصفِ إلا ما تقول عداكا
تجاوزت أشتات المساعي إلى العلى / وزدت فأعيى الواصفين سناكا
وحقّك ما فوقَ البسيطة لاحقٌ / فقصر رعاكَ الله بعض خطاكا
مدحتكَ لا أبغي ثراءً بذلته / إليَّ ولكن رفعة بثراكا
بعيشك إلا ما تأمَّلت صفو ما / منحتك من ودِّي بعين رضاكا
فأقسمُ ما ضمَّت كحبّك أضلعي / ولا اسْتنشقت روحي كنشر هواكا
أكاد أطيق السيل أدفع صدره / ولا أدَّعي أني أطيق جفاكا
ومن ذا الذي يدري حُلا ما أقوله / سواكَ ومن يدري سوايَ حلاكا
تخذتك أنساً حين أوحشتْني الورى / وقلت لراءي المستقيم هناكا
يجدّد لي ذكرى كمالك نقصهم / كأنيَ من كلِّ الأنام أراكا
فلا وحماكَ الرَّحم لا بتّ مهدياً / حقائق أمداحِي لغير حماكا
بلى ربَّما آنست في الفكر فترةً / فجرَّبت فكري في مديحِ سواكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025