المجموع : 385
سلت مهجة قد كان صدعها الأسى
سلت مهجة قد كان صدعها الأسى / فلا آخذ الله الأسى بصدوعها
وعيناً على حالي بعاد وجفوة / عفا الله عمَّا قد جرى من دموعها
وقائلة لي بعد ما شابَ مفرقي
وقائلة لي بعد ما شابَ مفرقي / وفكري في تيه الشبيبة يرتع
أترجع عن لهو الصبا بملامةٍ / فقلت ولا والله بالشيب أرجع
وزير التقى هل أنت في العشر عاطف
وزير التقى هل أنت في العشر عاطف / على فاقتي بين الورى وخضوعي
وما العشر إلا العسر في كل حالة / ولكنني نقطته بدموعي
صحاب قصدنا عن لقاهم منافعاً
صحاب قصدنا عن لقاهم منافعاً / فلم نرَ شيئاً من وجوه المنافع
رَجا شافع نسج المودّة بيننا / ولا خيرَ في ودّ يكون بشافع
بروحي مهاة تفضل الشمس مطلعاً
بروحي مهاة تفضل الشمس مطلعاً / وتسكنُ أحشاءَ الأديب المروَّع
وقد صرعت قلبي وشقّته فاعجبوا / لبيت لها في الحالتين مصرّع
بكيت على لقيا أناسٍ وددتهم
بكيت على لقيا أناسٍ وددتهم / وإن كان لا ضري يعدّ ولا نفعي
وإن قيل دون القلتين مكانه / فما فيّ دون القلتين ولا دمعي
تأخرت عنكم يا بنيَّ ويا أبي
تأخرت عنكم يا بنيَّ ويا أبي / وما أنا إلاّ البعض ماضٍ جميعه
وعود نباتيّ مني يرتجي بقا / وقد مات منه أصله وفروعه
ألا في سبيل الحبّ حال مسهدٍ
ألا في سبيل الحبّ حال مسهدٍ / لثعلب هذا الفجر عنه مراغ
يراعي نجوم الليل تبراً ودأبه / أمانيّ من عهد الوصال تصاغ
دعا شجوه فقد الأحبة والصبا / فما للكرى في مقلتيه مساغ
أحبايَ لي في اليوم شغلٌ بصبوتي / وشيبي وفي أهل الملام فراغ
وكم عاقب اللوام والشيب في الهوى / محبًّا وفي جلد المحبّ دُباغ
صبغت مشيبي راجياً عودة الصبا / وهيهات منه دعوة وبلاغ
كذلك أفكار المشيب إذا سرت / وفي بعض باذنجانهنّ صباغ
دَع الغيّ بعد الأربعين فكم دعا / هداة الورى داعي الغواة فزاغوا
وقد أسقط العالي بناثر ساقط / كطاهر ماء المزن حين بلاغ
تباركَ من صانَ العلى بعليها / على حين رام السائدون وراغوا
ثنى كلّ باعٍ من مداها ممدَّح / كأن ثناه في البسيطةِ باغ
ووافى وأوقات الزمان كثيفة / فها هي كالبيض الحسان رفاغ
أخو الفضل والألفاظ قالت وعلمت / فأصغى إليها المادحون وصاغوا
وقاضي قضاة الشام والذكر والندى / بحيث ثبيرٌ فالحسا فأباع
على كلّ وادٍ للندى منه مبسمٌ / وفي كلِّ حيٍّ للصنائع داغ
من المعشر السامين كادَ وَليدهم / يقول لنظَّام المدائح ناغوا
كأن العلى شخصٌ لهم منه قد سعا / وفي الناسِ كعبٌ للعلى ودماغ
أمولاي خذْها ذاتَ نظمٍ موشع / على أوجه الأنداد ذاك ردَاغ
وما القول إلاَّ كالورى متفاوتٌ / فمنه صهيلٌ أو فمنه تواغ
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف
بقيت لحمدٍ مثل فضلك واف / وكافاك عنَّا الله خير مكاف
ولا زلتَ مسروراً بنشرِ محامدٍ / وذخر أجورٍ واتصالِ عواف
ومجدٌ على الأنصار شفَّ سناؤه / وعلم لأدواء البصائر شاف
وبرّ إذا خانَ الزمان موكلٌ / براءٍ وفاءٍ للأنام وقَّافِ
ومنح وصفح ذاك معفٍ لمخطئٍ / وذاك صريح المكرمات لعافِ
ولفظٌ هو العذبُ الطهور وطالما / أدارَ على الأفهام صرف سلاف
لك الله بحراً إن خبا البحر دُرّهُ / فأحسن منه دُرّ بحرك طافي
وندباً أطارت طائر المدح واجباً / قوادِم من نعمائه وخواف
فما رأيه عن قاصديه بغافلٍ / وما طرفه عن وافديه بغاف
وتدبير ملكٍ مع تورّع زاهدٍ / إلى وثب عزمٍ مع سكون عفاف
أخا العلم في عقلٍ ونقلٍ حوى المدى / وِفاق على الماضي بغير خلاف
وذا المجد في دنيا وأخرى فيا له / مضافاً إليه واصلاً بمضاف
أتى جودك المروي صداي ولم أسل / ولا طرق السمع الكريم نشافٍ
ودقَّ عليَّ البابَ رزقٌ ولم أسر / أدقّ بكعبي متعباً بطوافي
وقابلتها غرّ الوجوه كثيرة / جرت بحروفٍ قد صرَعنَ حرافي
ثقالاً بمنديلِي ألذّ بثقلها / وأخطر من بعد الحفا بخفاف
وأسحب والأولاد فضل ملابسٍ / نصافي بها الأيام حين نصافي
ونشكر والأعضاء ألسنة ندى / يديك وندعو والزمان مواف
دعاً صالحٌ منَّا ومدحٌ مؤيدٌ / وحقّك لا في ذا بعثت ولا في
رعا الله أيام الإمام محمدٍ / فكم نعمٍ رُدَّت إليَّ شراف
ولو سمته ردّ الشباب لردّه / عليَّ وقد مرَّت عليَّ سوافي
ألم ترَ أني قد حرمت بمدحِه / إلى غزل للشائبين مناف
فآهاً لعلاَّت الروادف برَّحت / بأكباد قومٍ مستنين عجاف
وآهاً على عصر الشباب الذي مضى / وأوْدَى فليت الحادثاتِ كفافي
فراشي كما قيل الحسان نواعماً / لديه ومسحوبُ الشعور لحافي
زمان لقاً أستغفر الله ليته / تقضَّى ولم أنعم زمانَ تجافي
فيا آمريّ اليوم بالغيّ أمسكا / فقد مرَّ من تلك الغواية كاف
ويا سابق النعمى لراجيه لا تزل / تُلافي حياة المرء عند تَلافي
فبطنيَ شبعانٌ وظهري كأنه / لسانيَ ما بين البريَّة داف
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه
أحاجيك ما حلو اللسان وأنه / لأخرسُ لا تعزَى إليه المعارف
يرى جالساً في الصدرِ ما دام كاملاً / فإن نقصوه فهو في الأرض طائف
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً
مننت بحلّ اللغز معنىً وصورةً / فلله موصوفٌ لديكَ وواصف
ووطنني إن بلَّ بالقطر جسمه / فها هو مبلول وها أنا ناشف
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى
خليليَّ كفَّا عنِّيَ الشغل بالهوى / فعندِي من فقد الصّبا شاغل كافي
صفا لون شيبي ثم كدّر عيشي / فيا عجباً للشيبِ من كدرٍ صافي
ومرخى على الأكتاف يضحك من يرى / فأوَّاه من شيب يقطِّع أكتافي
أتى الملبسُ الصوفُ الذي قد بعثته
أتى الملبسُ الصوفُ الذي قد بعثته / لجبريَ يا أندى الأنام وتشريفي
فقابله الشكران شكر قصائدي / وسجعيَ والشكران من واجب الصوفي
تغير بدر الدِّين بعد مودَّةٍ
تغير بدر الدِّين بعد مودَّةٍ / وحالت به الأيام عن ذلك الوفا
ودلَّ على أن الوداد مكلف / ولا عجبٌ للبدرِ أن يتكلَّفا
خليليّ كيف الصبر عن حبِّ شادنٍ
خليليّ كيف الصبر عن حبِّ شادنٍ / شهيّ اللّمى ساجي اللواحظ أهيف
يحاول بدر التمّ تشبيه وجهه / فيحسنُ إلاَّ أنه يتكلف
فديت رئيساً عندنا من نواله
فديت رئيساً عندنا من نواله / ألوفٌ وصدٌّ بعد ذاك خفيف
فإن يكن العقل الذي ساء واحداً / فأفعاله اللآئي سرَرْن ألوف
أمزِّق قلبي في هواك تحرُّقاً
أمزِّق قلبي في هواك تحرُّقاً / وجفنيَ تسهيداً وليتك تعرف
ولي أسفٌ بادٍ من الحزنِ إنما / على مثل لقياك ابن يعقوب يوسف
أرادت تضاهي حسنهُ وصفاتهُ
أرادت تضاهي حسنهُ وصفاتهُ / بدورٌ وغزلانٌ فقلت لها قفي
بعيشك يا غزلان لا تتعبي / عليه ويا أقمار لا تتكلَّفي
ألا رُبَّ أحبابٍ شغلت بحبّهم
ألا رُبَّ أحبابٍ شغلت بحبّهم / زمان إلى أن غيَّروا بيننا الصّفه
فسليت قلبي من يديهم وعنهمو / ونشَّفت دمعي من هواهم بمنشفة
حملت إلى شخصي الحباب وكادَ من
حملت إلى شخصي الحباب وكادَ من / أذى البرد لا من زهرة يتقصَّف
وكنتُ بفقرِي لا بعتقي أشتكي / وأعجز عن حمل القميص وأضعف