المجموع : 31
جعلتَ رجاء العفو غَدراً وشِبتَهُ
جعلتَ رجاء العفو غَدراً وشِبتَهُ / بهَيبَةِ إما غافرٍ أو مُعاقبِ
وكنتُ إذا ما خِفتُ حادثَ نَبوةٍ / جعلتك حِصنا من حذارِ النوائبِ
فأنزلَ بي هجرانُك اليأسَ بعدما / حللتُ بوادٍ منك رَحْبِ المشاربِ
أظلُّ ومَرعايَ الجَديبُ مكانَه / وآوي إلى حافاتِ أكدرَ ناضِبِ
ولم يَثْنِ عن نفسي الرَّدى غيرَ أنَّها / تَنوءُ بباقٍ من رجائِكَ ثائِبِ
هي النفس محبوسٌ عليكَ رجاؤها / مقيدة الآمالِ دونَ المطالبِ
وتحت ثيابِ الصَّبر منّي ابن لوعة / يظل ويُمسي مستلينَ الجوانب
فتًى ظفرت منه اللّيالي بزَلَّة / فأقلعنَ عنهُ دامياتِ المخالب
حَنانَيْكَ إني لم أكن بِعتُ عِزَّةً / بِذُلٍّ وأحرزتُ المُنى بالمواهبِ
فقد سُمْتَني الهِجرانَ حتّى أذقتني / عقوبَةَ زَلاتي وسوءَ مَناقِبي
فهل أنا ماضٍ في رِضاك وقابضٌ / على حَدِّ مَصقولِ الغِرارينِ قاضِبِ
ومنتزعٌ عما كرهتَ وجاعلٌ / هواكَ مِثالا بين عيني وحاجِبي
وأشعثَ مشتاقٍ رَمى في جُفونه / غريبَ الكَرى بعد الفِجاج السَّباسِبِ
أمات الليالي شوقَهُ غيرَ زفرةٍ / تَردَّدُ ما بينَ الحَشى والترائبِ
سحبت له ذيلَ السُّرى وهو لابسٌ / دُجى الليل حتّى مَجَّ ضوءُ الكواكبِ
ومن فوق أكْوارِ المَهارى لُبانةٌ / أُحِلَّ لها أكلُ الذُّرى والغَواربِ
وكلُّ فتًى عاداتُه قَصرُ شَوقِهِ / وطيُّ الحَشى دونَ الهمومِ العوازبِ
يُسِرُّ الهَوى لم يُبده نعت فُرقةٍ / صُراخًا ولم تسمعْ به أذنُ صاحِبِ
إذا ادَّرعَ اللّيلَ انجلى وكأنَّه / بَقيةُ هِنْدِيٍّ حُسامِ المَضاربِ
بِركْبٍ تَرى كِسْرَ الكَرى في جُفونِهم / وعهدَ اللّيالي في وُجوهٍ شَواحِبِ
أجدَّ ولمّا يجمعِ الليلُ شَملَهُ
أجدَّ ولمّا يجمعِ الليلُ شَملَهُ / فما حَلَّ إلا وهوَ وِرْدُ الغَواربِ
بَقيتُ بلا قلبٍ لأنيَ هائمٌ
بَقيتُ بلا قلبٍ لأنيَ هائمٌ / فهلْ مِن مُعيرٍ يا خَلوبُ بكم قَلْبا
حَلفتُ لها بالله أنكِ مُنيتي / فكوني لعيني حيثما نظرت نَصْبا
عسى اللهُ يومًا أن يُرينيكِ خالِيًا / فأجْني بِلَحْظٍ مِن مَحاسِنِكم عُجبا
يقولون لا تُكْثِرْ زِيارةَ صاحبٍ / فإِنك إنْ أكثرتَه كرِهَ القُرْبا
وكيف يُطيقُ الصَّبُّ سُلوانَ حُبِّه / إذا كان مشغوفا قد استشْعَرَ الكَرْبا
وقد قال بيتًا ما سمعتُ بِمِثْلِهِ / خَلِيٌّ منَ الأحزان لم يذق الحبا
إذا شِئتَ أن تُقلى فَزُرْ مُتَواتِرا / وإنْ شِئتَ أن تَزدادَ حُبا فَزُرْ غِبّا
تجنَّبَ دارَ العامِرِيّةِ إنها
تجنَّبَ دارَ العامِرِيّةِ إنها / تُكَلِّفُهُ عَهدَ الصِّبا والكواعبِ
منازلُ لم تَنظرْ بها العينُ نظرةً / فَتُقلعَ إلّا عَن دُموعٍ سَواكبِ
ولا وَصْلَ إلّا أَنْ تُعاجَ مَطِيَّةٌ / على دارِسِ الأعلامِ عافي الملاعِبِ
تقضَّتْ لُباناتٌ وحانَ مَشيبُ
تقضَّتْ لُباناتٌ وحانَ مَشيبُ / وأشْفى على شمسِ النَّهارِ غُروبُ
وودَّعتُ إخوانَ الصِّبا وتصرَّمَتْ / غِوايةُ قلبٍ كانَ وهوَ طَروبُ
خَلا بين نَدمانِيَّ موضعُ مَجلسي / ولم يبقَ عِندي للمِزاحِ نَصيبُ
ورُدَّتْ على الساقي تَفيضُ ورُبّما / رددتُ عليه الكأسَ وهيَ سَليبُ
ومما يَهيجُ الشَّوقَ لي فتردُّه / خَفيفٌ على أيدي القِيان صَخوبُ
عَطونَ به حَتّى جَرى في أديمِهِ / أصابيعُ في لبّاتِهِنَّ وَطيبُ
إذا نحنُ أَظهرْنا لقومٍ عَداوةً
إذا نحنُ أَظهرْنا لقومٍ عَداوةً / ولان لهم منكم جَناحٌ وجانبُ
فلا أنتمُ مِنّا ولا نحن منكُمُ / إذا أنتمُ سالمتُمُ مَن نحاربُ
تَوَدُّ عَدُوّي ثمَّ تزعَمُ أنّني
تَوَدُّ عَدُوّي ثمَّ تزعَمُ أنّني / صديقُكَ ليس النَّوكُ مِنكَ بِعازِبِ
بلوتُكَ في أشياءَ مِنها منحْتَني / أمانِيَ مَجّاجٍ وقِيلَ مُخالِبِ
وليس أخي من ودَّني رأيَ عَينِهِ / ولكنْ أخي من ودَّني في المَغايِبِ
ومن مالُهُ مالي إذا كُنتُ مُعدِمًا / ومالي له إنْ عَضَّ دهرٌ بِغارِبِ
فما أنتَ إلّا كيفَ أنتَ ومَرحبا / وبالبيضِ رَوّاغٌ كرَوْغِ الثَّعالِبِ
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ
تلومُ على تَرْكي الغِنَى باهِلِيَّةٌ / نَفى الدَّهْرُ عَنها كلَّ طِرْفٍ وتالِدِ
تَرى حَولَها النِّسْوانَ يَرْفُلْنَ كالدُّمى / مُقلَّدَةً أعناقُها بالقَلائِدِ
فقلتُ لَها لما رأيتُ دُموعَها / تَحدَّرنَ فَوقَ الخَدِّ مِثلَ الفَرائِدِ
أَسَرَّكِ أنّي نِلتُ ما نالَ جَعفَرٌ / مِنَ المُلكِ أوْ ما نالَ يَحْيى بنُ خالِدِ
وأنَّ أميرَ المؤمنينَ أعَضَّني / مَعَضَّهُما بالمُرهَفاتِ البَوارِدِ
ذَريني تَجِئْني مِيتَتي مُطْمَئِنَّةً / ولمْ أَتَجَشَّمْ هَوْلَ تِلكَ المَوارِدِ
فإن عَلِيّاتِ الأُمورِ مَشوبَةٌ / بِمُسْتَوْدَعاتٍ في بُطونِ الأساوِدِ
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا
رمى القلبَ بأسٌ من سُليمي فأقصدا / وكان بها هيامةَ القلبِ مُهندا
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم
لنا ندماءٌ ما نملُّ حَديثَهم / أمينونَ مأمونون غَيْبًا ومَشْهَدا
يُفيدوننا من علمِهم عِلمَ ما مَضى / ورأيًا وتأديبا وأمرًا مُسدَّدا
بلا عِلّةٍ تُخشى ولا خوفَ ريبةٍ / ولا نَتّقي منهم بَنانا ولا يَدا
فإنْ قُلتَ هُم أحياءُ لستَ بكاذبٍ / وإنْ قلتَ هُم مَوتى فلستَ مُفنَّدا
سوى ذِكرةٍ منها إذا الركبُ عرَّسوا
سوى ذِكرةٍ منها إذا الركبُ عرَّسوا / وهبتُ عَصافير الصريمِ النواطق
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسَهَّدا
وقائلةٍ لمّا رأتني مُسَهَّدا / كأن الحَشا مني يُلذِّعُهُ الجَمْرُ
أباطِنُ داءٍ أم جَوًى بِك قاتِلٌ / فقلتُ الذي بي ما يَقومُ لهُ صَبْرُ
تَفرُّقُ ألّافٍ ومَوْتُ أحِبَّةٍ / وَفقْدُ ذَوي الإفْضالِ قالت كذا الدَّهرُ
يَغُرُّ الفتى مرُّ الليالي سليمةً
يَغُرُّ الفتى مرُّ الليالي سليمةً / وهُنَّ به عما قليلٍ عَواثِرُ
فإنْ أعْصِ رَيعانَ الشبابِ فطالما / أطعتُ إليهِ الجَهْلَ والحِلمُ وافِرُ
لئِنْ كانَتِ الدنيا أنالتْكَ ثَروَةً
لئِنْ كانَتِ الدنيا أنالتْكَ ثَروَةً / فأصبحتَ ذا يُسرٍ وقدْ كنتَ ذا عُسرِ
لقد كشَفَ الإثراءُ مِنكَ مَخازِيًا / منَ اللُّؤمِ كانتْ تَحتَ ثَوبٍ منَ الفَقْرِ
فإن تَك حُمّى الغِبِّ شفَّكَ وِردُها
فإن تَك حُمّى الغِبِّ شفَّكَ وِردُها / فعُقباكَ منها أن يَطولَ لكَ العُمْرُ
وقيناكَ لَو نُعطى الهَوى فيكَ والمُنى / لكانت بِنا الشَّكوى وكانَ لكَ الأَجْرُ
اذا سرنى دهرى قبلت وان ابى
اذا سرنى دهرى قبلت وان ابى / ابيت عليه ان اضيق له صدرا
فكم من مسئ قد لقيت ومحسن / فاوسعت ذا حلما واوسعت ذا شكرا
عرفت مصيفا من سليمي ومربعا
عرفت مصيفا من سليمي ومربعا / بذروة نمود واكناف بلتعا
بلاد تشتاها الوحوش وترتعى / قواما من البهمى وجأرا مدعدعا
ترود بها الادم المتالى وربما / تراها محلا من اناس ومجمعا
بسطت لسانى ثم اوثقت نصفه
بسطت لسانى ثم اوثقت نصفه / فنصف لسانى بامتداحك مطلق
فان انت لم تنجز عداتى تركتنى / وباقى لسان الشكر باليآس موثق
فيا ابن ابى لا تغترب ان غربتى
فيا ابن ابى لا تغترب ان غربتى / سقتنى بكف الضيم ماء الحناظل
ولا عار ان زالت عن الحر نعمة
ولا عار ان زالت عن الحر نعمة / ولكن عارا ان يزول التجمل