القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مَنصور الثعالبيّ الكل
المجموع : 38
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ / ضحِكْتُ له من خَرْقِهِ أتعجَّبُ
وأخشى على نفسي اختلافَ هوائِهِ / وما للفتى ممَّا قضَى مهرَبُ
وما خيرُ يومٍ أخرقٍ متلوِّنٍ / ببردٍ وحرٍّ بعدَهُ يتلهَّبُ
فأوَّلُهُ للفَرْوِ والجمرِ مِثْقَبُ / وآخِرُهُ للثلجِ والخَيْشِ يُضْرَبُ
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا / يصيحُ بهِمْ للموتِ والقتلِ صائحُ
فنوحُ بنُ منصورٍ طوَتْهُ يدُ الرَّدى / على حسراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانِحْ
ويا بؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ / تمزَّقَ عنهُ مُلْكُهُ وهْوَ طامِحُ
وفُرِّقَ عنهُ الشَّمْلُ بالسَّمْلِ فاغْتَدى / أسيراً ضريراً تعتَريهِ الجوائِحُ
وصاحبُ مصرٍ قد مضى لسبيلهِ / ووالي الجبالِ غَيَّبَتْهُ الصفائِحُ
وصاحبُ جُرْجانِيَّةٍ في ندامةٍ / ترصَّدَهُ طَرْفٌ من الحَيْنِ طامِحُ
تساقَوْا كؤوسَ الراحِ ثم تشَارَبُوا / كؤوسَ المنايا والدماءُ سوافِحُ
وخوارِزْمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ / وعنَّ لهُ يومٌ من النَّحْسِ كالِحُ
مكانَ علا في الأرض يخبِطُها أبو / عليٍّ إلى أن طوَّحَتْهُ الطوائِحُ
فعارضَهُ نابٌ من الشرِّ أعصلٌ / وعَنَّ له طيرٌ من الشؤمِ بارِحُ
وصاحبُ بُسْتٍ ذلكَ الضيغمُ الذي / براثِنُهُ للمشرقَيْنِ مفاتِحُ
أناخَ بهِ من صدمةِ الدهرِ كلكلٌ / فلم يُغْنِ عنهُ والمقدَّرُ سانِحُ
خيولٌ كأمثالِ السيولِ سوابحٌ / فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارِحُ
جيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحَصى / تَغُصُّ بها قيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارتْ به على صمصامِ دولةِ بُويَهٍ / دوائرُ سوءٍ قبلهنَّ فوادِحُ
وقد جازَ والي الجَوْزَجانِ قناطرَ ال / حياةِ فوافَتْهُ المنايا الطوامِحُ
وفائقٌ المحبوبُ قد جُبَّ عمرُهُ / فأمسى ولم يَنْدُبْهُ في الأرضِ نائِحُ
مضَوْا في مدى عامينِ واخْتَطَفَتْهُمُ / عقابُ إذا طارتْ تَخِرُّ الجوارِحُ
وكانَ بنو سامانَ أطوادَ عِزَّةٍ / فأضحتْ بصرفِ الدَّهْرِ وهيَ أباطِحُ
أما لكَ فيهمْ عِبْرَةٌ مستفادَةٌ / بلى إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَوَاضِحُ
تَسَلَّ عنِ الدُّنيا ولا تَخْطِبنَّها / ولا تَنْكَحنْ قتَّالةً من تناكِحُ
فليسَ يفي مَرْجُوُّها بمَخُوفِها / ومكروهُها إمَّا تَدَبَّرْتَ راجِحُ
لقد قالَ فيها الواصفونَ فأكثرُوا / وعندي لها وصفٌ لعَمْرُكَ صالِحُ
سلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ / شهيٌّ إذا اسْتَلْذَذْتَهُ فهو جامِحُ
وشخصٌ جميلٌ يعجبُ الناسَ حسنُهُ / ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قَبَائِحُ
فديتكَ ما هذا التحشُّمُ كلُّهُ
فديتكَ ما هذا التحشُّمُ كلُّهُ / لدعوةِ عبدٍ روحُهُ بكَ ترتاحُ
ولِمْ كلُّ هذا الاحتشامِ بمجلسٍ / يزيِّنُهُ الريحانُ والشمسُ والراحُ
وفيكَ غنًى عن كلِّ شيءٍ يروقُني / ووجهُكَ لي في ظلمةِ الليلِ مصباحُ
وريقُكَ لي خمرٌ وعيناكَ نرجسٌ / وصدغُكَ لي آسٌ وخدُّكَ تفَّاحُ
أخوكَ هلالُ العيدِ عادَتْ سعودُهُ
أخوكَ هلالُ العيدِ عادَتْ سعودُهُ / يحاكيكَ منهُ نورُهُ وصُعودُهُ
فأفْطِرْ على دهرِ بعينك ناظرٍ / وأبشِرْ بعيدٍ مورقٍ لك عودُهُ
وعيَّدتَ يا مَنْ للمعالي قيامُهُ / وللفضلِ والإفضالِ فينا قعودُهُ
يأيمنِ إهلالٍ وأسْعَدِ طالعٍ / وأكْمَلِ إقبالٍ يليهِ خلودُهُ
وأبلغُ من عبدِ الحميدِ وجعفرٍ
وأبلغُ من عبدِ الحميدِ وجعفرٍ / ويحيى وإسماعيلَ أعني ابنَ عبادِ
فلا زالَ محروساً ولا زالَ ذكرُهُ / وأخبارُهُ أذكى من النَّدِّ في النادِي
دعوتُ بماءٍ في إناءٍ فجاءَني ال
دعوتُ بماءٍ في إناءٍ فجاءَني ال / حبيبُ بهِ خَمْراً فأوْسَعْتُهُ زَجْرا
فقالَ هو الماءُ القراحُ وإنَّما / تجلَّى لهُ وجهي فأوهمَكَ الخَمْرا
أظنُّ الربيعَ العامَ قد جاءَ تاجِراً
أظنُّ الربيعَ العامَ قد جاءَ تاجِراً / ففي الشمسِ بزَّازاً وفي الريحِ عَطَّارا
وما العيشُ إلاّ أن تواجِهَ وجهَهُ / وتقضي بين الوشي والمسك أوطارا
سقى الله أياماً أُشبِّهُ حُسنها
سقى الله أياماً أُشبِّهُ حُسنها / وقد كنتُ في روض من العيش ناضرِ
بشعرِ ابن معتزٍّ وخطِّ ابن مقلةٍ / ودولةِ مسعودٍ وخلقِ مسافرِ
خليليَّ إنِّي من محبَّتي العلى
خليليَّ إنِّي من محبَّتي العلى / بُليتُ بعلوي الصفات أخي البدرِ
فعقد الثريَّا مستكنٌّ بثغره / ومنطقهُ الجوزاء في خصره تجري
ووجدي به وجد المكارم والعلى / بسيِّدنا الشيخ العميد أبي نصرِ
سماءٌ كصدرِ البازِ والأرضُ تحتَهُ
سماءٌ كصدرِ البازِ والأرضُ تحتَهُ / كأجنحةِ الطاووسِ فاشربْ أبا نصرِ
عقاراً كعينِ الديكِ تحلُو بمسمَعٍ / يؤدِّي غناءَ العندليبِ على قَدْرِ
تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّةِ الدَّهْرِ
تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّةِ الدَّهْرِ / وسُبَّ بأهلِ البغيِ قاصمةُ الظهرِ
وولَّى بنو الإدبارِ أدبارَهُم وقَدْ / تحكَّمَ فيهم صاحبُ الدهرِ بالقهرِ
وقد جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ مقبلٌ / إلى الملكِ المنصورِ سيِّدِنا نصرِ
غياثِ الورى شمسِ الزمانِ وبدرِهِ / ومَن هُوَ بالعلياءِ أولى أولي الأمرِ
فيا لكَ من فتحٍ غدا زينةَ العُلى / وواسِطةَ الدُّنيا وفائدةَ العَصْرِ
أبى اللهُ إلاّ نصرَ نصرٍ ورفعَهُ / على قِمَّةِ العيُّوقِ أو هامةِ البدرِ
وملَّكَهُ صدرَ السريرِ كأنَّهُ / لنا فلكٌ بالخيرِ أو ضدِّهِ يجري
وخَوَّلهُ دونَ الملوكِ محاسناً / تبرُّ على الشمسِ المنيرةِ والقطرِ
إذا ذُكِرَتْ فاحَ النديُّ بذكرِها / كما فاحَ أذكى النِّدِّ في وهجِ الجمْرِ
فتى السِّنِّ كهلِ الحلم والرأي والحِجا / يعمُّ بني الآمال بالنائلِ الغَمْرِ
له همَّةٌ لما حَسَبْتُ عُلُوَّها / حَسِبتُ الثُّريَّا في الثرى أبداً تسري
غدا راعياً للمسلمينَ وناصراً / لهُ اللهُ راعٍ قد تكفَّل بالنَّصْرِ
ألا أيُّها المَلكُ الذي تَرَكَ العِدَى / عباديدَ بين القتلِ والكَسْرِ والأَسْرِ
قدمتَ قدومَ الغيثِ أيمنَ مَقْدَمٍ / فحلَّيْتَ وجهَ الدهرِ بالحُسْنِ والبِشْرِ
ألستَ ترى كُتْبَ الربيعِ ورُسْلَهُ / يقولونَ ها ذاكَ الربيعُ على الإثْرِ
نسيمٌ نسيبٌ للحياةِ بلطفِهِ / يجرُّ فويقَ الأرضِ أرديةَ العِطْرِ
وتربٌ بأنفاسِ الربيعِ معنبرٌ / فيا لكَ من طيبٍ ويا لكَ من نشْرِ
وغيمٌ يحاكي راحتيكَ كأنَّهُ / على المسكِ والكافورِ يهطِلُ بالخمْرِ
فروِّحْ بشربِ الراحِ روحَكَ إنَّها / لفي تعبٍ من وقعةِ البيضِ والسمْرِ
ودُمْ لاقتناءِ الملكِ في أكملِ المنى / وفي أَرفعِ العليا وفي أطولِ العمْرِ
فديتُ غزالاً راقني دُرُّ شعرِهِ
فديتُ غزالاً راقني دُرُّ شعرِهِ / كما شاقَني في نطقِهِ دُرُّ ثغرِهِ
إذا ما غدا للشعرِ يُغري بنظمِهِ / غدوتُ لعقدِ الدمعِ أغري بنثرِهِ
وواللهِ ما أدري أسِحْرُ جفونِهِ / تملَّكَ قلبَ الصبِّ أم سحرُ شعرِهِ
ودونكَ بيتاً قد تحلَّت به النُّهى
ودونكَ بيتاً قد تحلَّت به النُّهى / كما يتحلَّى معصم بسوارِهِ
إذا لم يكنْ في منزلِ المرءِ حُرَّةٌ / تدبِّرُهُ ضاعت مصالحُ دارِهِ
ألا إنَّ معنى الليث والغيث والشمس
ألا إنَّ معنى الليث والغيث والشمس / بخوارِزْمِشاهٍ غُرَّةِ الجنِّ والإنسِ
ومن عجبي أنِّي إذا ما مدحتُهُ / تشاغلتُ بالتسبيحِ في مجلسِ الأُنسِ
فضفضتَ خِتامَ القلبِ منِّي وحُزْتَهُ
فضفضتَ خِتامَ القلبِ منِّي وحُزْتَهُ / جميعاً ولا واللهِ غيرُكَ ما فضَّهْ
ولما نثرتَ المِسْكَ من فوقِ فِضَّةٍ / نَثَرْتَ على مِسْكي نثاراً من الفضَّهْ
سقطْتُ لحيني في فراشٍ لزِمْتُه
سقطْتُ لحيني في فراشٍ لزِمْتُه / أضمُّ إلى قلبي جناحَ مهيضِ
وما مرضٌ بي غيرُ حبِّي وإنَّما / أُدَلِّسُ فيكمْ عاشقاً بمريضِ
وليلٍ كلونِ الظَّبْيِ غَيَّرْتُ لونَهُ
وليلٍ كلونِ الظَّبْيِ غَيَّرْتُ لونَهُ / براحٍ كعينِ الديكِ بل هُوَ ألمَعُ
ولمَّا مَزَجْتُ الرُّوحَ منِّي براحِها / تَرَحَّلَ عنِّي الهمُّ والغَمُّ وأجْمَعُ
وقالوا افترشتَ النطعَ وقد أتى ال
وقالوا افترشتَ النطعَ وقد أتى ال / خريفُ فَمُرْ في نطعِكَ الآن بالرفعِ
فقلتُ حبيبي شاهرٌ سيفَ طرفِهِ / ولا بدَّ للسيفِ الشهيرِ من النَّطْعِ
ويومٍ عبيري النسيمِ سبى طَرفي
ويومٍ عبيري النسيمِ سبى طَرفي / وقلبي بما أبدى من الحسنِ والظرفِ
كأنَّ موشى الغيمِ فيهِ مقابلاً / موشّى الرُّبى والشمسُ تنظرُ من سَجْفِ
صدورَ البزاةِ البيضِ صُفَّتْ فقابلَتْ / ظهورَ طواويسٍ تَدِقُّ عن الوصفِ
فلما وهى من صيِّبِ المزنِ عقدُهُ / وأقبلَ يروي غلَّةَ النبتِ بل يشفي
رأيتُ به في الروضِ أحسن منظرٍ / يدلُّ على صنعِ المهيمنِ ذي اللطفِ
فَحَلْيٌ بلا صوغٍ ونسجٌ بلا يدٍ / وضحكٌ بلا ثغرٍ ودمعٌ بلا طرفِ
أقولُ لمولانا خوارِزْمشاهَ لا
أقولُ لمولانا خوارِزْمشاهَ لا / تَزَلْ بنداكَ الغمرِ للناسِ مالِكا
هل المجدُ إلاّ خِلَّةٌ من خلالكا / أو البدرُ إلاّ نقطةٌ من جمالِكا
جمعتَ المعالي والمحاسنَ كلَّها / وقاكَ إلهُ الناسِ عينَ كمالكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025