المجموع : 27
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ / أَمَلَّ عَلَيها بِالبِلى المَلَوانِ
أَبيني دِيارَ الحَيِّ لا هَجرَ بَينَنا / وَلَكِنَّ رَوعاتٍ مِنَ الحَدَثانِ
نَهارٌ وَلَيلٌ دائِمٌ مَلواهُما / عَلى كُلِّ حالِ الناسِ يَختَلِفانِ
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى / وَشَمَّرَ صَعلٌ كَالخَيالِ المُخَيَّلِ
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها / فَمَن يَرَها لَم يَنسَها ما تَكَلَّما
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني / وَأَحمى عَلى أَكبادِهِنَّ المَكاوِيا
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ / ـعِدادِ وَأَصحا في الحَياةِ وَأَسكَرا
تَغَمَّرتُ مِنها بَعدَما نَفَذَ الصَبا / وَلَم يَروَ مِن ذي حاجَةٍ مَن تَغَمَّرا
فَبِتُّ أُعاطيها الحَديثَ بِمُسنِفٍ / مِنَ اللَيلِ أَبقَتهُ الأَحاديُ أَخضَرا
إِلى ظُعُنٍ ظَلَّت بِجَوِّ أُشاهِمٍ / فَلَمّا مَضى حَدُّ النارِ وَقَصَّرا
تَواعَدنَ أَن لا وَعيَ عَن فَرجَ راكِسٍ / فَرُحنَ وَلَم يَغضِرنَ عَن ذاكَ مَغضَرا
تَزاوَرنَ عَن مَردٍ وَدافَعنَ رَكنَهُ / لِمُنعَرَجِ الخابورِ حَيثُ تَخبَرا
وَعَبَّرنَ عَن فَرقيسَياءَ لِعَرعَرٍ / وَفُرضَةِ نُعمٍ ساءَ ذاكَ مَعَبَّرا
تُقَطَّعُ غيطاناً كَأَنَ مُتونَها / إِذا ظَهَرَت تُكسى مُلاءً مُنَشَّرا
إِلى نِسوَةٍ مَنَّينَها بِمُثَقَّبٍ / أَمانِيَّ لا يُجدينَ عَنكَ حَبَربَرا
عَلَيهِنَّ أَطرافٌ مِنَ القَومِ لَم يَكُن / طَعامُهُم حَبّاً بِزُغبَةَ أَغبَرا
لَقَد ظَعَنَت قَيسٌ فَأَلفَت بُيوتَها / بِسِنجارَ فَالأَجزاعِ أَجزاعِ دَوسَرا
وَقَد كانَ في الأَطهارِ أَو رَملِ فارِزٍ / أَوِ الدَومِ لَمّا أَن دَنا فَتَهَصَّرا
غِنىً عَن مِياهٍ بِالمُدَيبِرِ مُرَّةٍ / وَعَن خَرِبٍ بُنيانُهُ قَد تَكَسَّرا
أَبَعدَ حُلولٍ بِالرِكاءِ وَجامِلٍ / غَدا سارِحاً مِن حَولِنا وَتَنَشَّرا
تَبَدَّلَت إِصطَبلاً وَتَلّاً وَجَرَّةً / وَديكاً إِذا ما آنَسَ الفَجرَ فَرفَرا
وَبُستانَ ذي ثَورَينِ لا لينِ عِندَهُ / إِذا ما طغى ناطورُهُ وَتَغَشمَرا
أَبا سالِمٍ إِن كُنتَ وُلّيتَ ما تَرى / فَأَسجِح فَقَد لا قَيتَ سَكناً بِأَبهَرا
فَلَمّا غَسى لَيلي وَأَيقَنتُ أَنَّها / هِيَ الأُرَبى جاءَت بِأُمِّ حَبَوكَرا
وَأَفلَتُّ مِن أُخرى تَقاصَرَ طَيرُها / عَشِيَّةَ أَدعو بِالسَتّارِ المُجَبِّرا
فَزِعتُ إِلى القَصواءِ وَهيَ مُعَدَّةٌ / لِأَمثالِها عِندي إِذا كُنتُ أَوجَرا
كَثَورِ العَذابِ الفَردِ يَضرِبُهُ النَدى / تَعَلّى النَدى في مَتنِهِ وَتَحَدَّرا
تَقولُ وَقَد عالَيتُ بِالكورِ فَوقَها / يُسَقّي فَلا يَروى إِلَيَّ اِبنث أَحمَرا
أُخَبِّرُ مَن لا قَيتُ أَنّي مُبَصِّرٌ / وَكائِن تَرى مِثلي مِنَ الناسِ بَصَّرا
أَلا قَلَّ خَيرُ الدَهرِ كَيفَ تَغَيَّرا / فَأَصبَحَ يَرمي الناسَ عَن قَرنِ أَعفَرا
وَإِن قالَ غاوٍ مِن تَنوخٍ قَصيدَةً / بِها جَرَبٌ عُدَّت عَلَيَّ بِزَوبَرا
وَيَنطِقُها غَيري وَأَكلَفُ جُرمَها / فَهَذا قَضاءٌ حَقُّهُ أَن يُغَيَّرا
جَزى اللَهُ قَومي بِالأُبُلَّةِ نُصرَةً / وَبَدوا لَهُم حَولَ الفِراضِ وَحُضرا
هُمُ خَلَطوني بِالنُفوسِ وَأَشفَقوا / عَلَيَّ وَرَدّوا البَختَرِيَّ المُؤمَّرا
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى / لِذي شَيبَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا
عَرانينَ مِن عَبدِ بنِ غُنمٍ أَبوهُمُ
عَرانينَ مِن عَبدِ بنِ غُنمٍ أَبوهُمُ / هِجانٌ فَسامى في الهِجانِ وَأَنجَبا
فَوارِسُ سِلّى يَومَ سِلّى وَساجِرٍ / وَفارِسُ مَيّاسٍ إِذا ما تَلَبَّبا
تَدارَكنَ حَيّاً مِن نُمَيرِ بنِ عامِرٍ / أُسارى تُسامُ الذُلَّ قَتلاً وَمَحرَبا
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ غارَةً / وَشَمساً أَبَت أَطنابُها أَن تَقَضَّبا
خُذا وَجهَ هَرشى أَو قَفاها فَإِنَّهُ
خُذا وَجهَ هَرشى أَو قَفاها فَإِنَّهُ / كِلا جانِبَي هَرشى لَهُنَّ طَريقُ
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ
إِذا ماجَعَلتُ السِرَّ بَيني وَبَينَهُ / فَلَيسَ عَلى قَتلي يَزيدُ بِقادِرِ
فَجِئتُ وَقَد قامَ الخُصومُ كَأَنَّهُم / قُرومٌ تَسامى بَينَهُنَّ الحَناجِرُ
أُزاحِمُهُم بِالبابِ إِذ يَدفَعونَني / وَبِالظَهرِ مِنّي مِن قَرا البابِ عاذِرُ
وَمَلَّ صِيَهْمٌ ذو كَراديسَ لَم يَكُن
وَمَلَّ صِيَهْمٌ ذو كَراديسَ لَم يَكُن / أَلوفاً وَلا صَبّاً خِلافَ الرَكائِبِ
عَجيجَ المُذَكّي شَدَّهُ بَعدَ هَدأَةٍ / مُجَحدِلُ آفاقٍ بَعيدُ المَذاهِبِ
لَعَمرِيَ ما خُلِّفتُ إِلّا لِما أَرى
لَعَمرِيَ ما خُلِّفتُ إِلّا لِما أَرى / وَراءَ رِجالٍ اَسلَموني لِما بِيا
أَلا لا أَرى هَذا المُسَرِّعَ سابِقاً / وَلا أَحَداً يَرجو البَقِيَّةَ باقِيا
رَأَيتُ المَنايا طَبَّقَت كُلَّ مَرصَدٍ / يَقُدنَ قِياداً أَو يُجَرِّدنَ حادِيا
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنِيَّتي / ضَريبَ جِلادِ الشَولِ خَمطاً وَصافِيا
فَأَمسى جَنابُ الشَولِ أضغبَرَ كابِيا / وَأَمسى جَنابُ الحَيِّ أَبلَجَ وارِيا
إِلَيكَ إِلَهَ الحَقَّ أَرفضعُ رَغبَتي / عِياذاً وَخَوفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا
فَإِن كانَ بُرءاً فَاِجعَلِ البُرءِ نِعمَةً / وَإِن كانَ فَيضاً فَاِقضِ ما أَنتَ قاضِيا
لِقاؤُكَ خَيرٌ مِن ضَمانٍ وَفِتنَةٍ / وَقَد عِشتُ أَيّاماً وَعِتُ لَيالِيا
لَبِستُ أَبي حَتّى تَمَلَّيتُ عُمرَهُ / وَبَلَّيتُ أَعمامي وَبَلَّيتُ خالِيا
أُرَجّي شَباباً مُطرَهِمّاً وَصِحَّةً / وَكَيفَ رَجاءُ المَرءِ ما لَيسَ لاقِيا
وَكَيفَ وَقَد جَرَّبتُ تِسعينَ حِجَّةً / وَضَمَّ فُؤادي نَوطَةً هِيَ ما هِيا
وَلا عِلمَ لي ما نَوطَةٌ مُستَكِنَّةٌ / وَلا أَيُّ مَن عادَيتُ أَسقي سِقائِيا
وَفي كُلِّ عامس تَدعُوانِ أَطِبَّةً / إِلَيَّ وَما يُجدونَ إِلّا الهَواهِيا
فَإِن تَحسِما عِرقاً مِنَ الداءِ تَترُكا / إِلى جِنبِهِ عِرقاً مِنَ الداءِ ساقِيا
فَلا تَحرِقا جِلدي سَواءٌ عَلَيكُما / أَداوَيتُما العَصرَينِ أَم لَم تُداوِيا
فَإِن تُقصِرا عَنّي تَكُن لِيَ حاجَةٌ / وَإِن تَبسُطا لا تَمنَعاني قَضائِيا
أَلا فَالبِثا شَهرَينِ أَو نِصفَ ثالِثٍ / إِلى ذاكُما ما غَيَّبَتني غِيابِيا
شَرِبتُ الشُكاعى وَالتَدَدتُ أَلِدَّةً / وَأَقبَلتُ أَفواهَ العُروقِ المَكاوِيا
لِأُنسَأَ في عُمري قَليلاً وَما أَرى / لِدائِيَ إِن لَم يَشفِهِ اللَهُ شافِيا
شَرِبنا وَداوَينا وَما كانَ ضَرَّنا / إِذا اللَهُ حَمَّ القَدرَ أَلّا تُداوِيا
وَقالَت أَتَت أَرضٌ بِهِ وَتَخَيَّلَت / فَأَمسى لَما في الصَدرِ وَالرَأسِ شاكينا
أَقولُ لِكَنّازٍ تَوَقَّل فَإِنَّهُ / أَبى لا اَظُنُّ الظَأنَ مِنهُ نَواجِيا
تَتَبَّعُ أَوضاحاً بِسُرَّةِ يَذبُلِ / وَتَرعى هَشيماً مِن حَليمَةِ بالِيا
فَما لَكِ مِن أَروى تَعادَيتِ بِالعَمى / وَلا قَيتِ كَلّاباً مُطِلّاً وَرامِيا
فَإِن أَخطَأَت نَبلاً حَداداً ظُباتُها / عَلى القَصدِ لا تُخطِئُ كِلاباً ضَوارِيا
وَكُنّا وَهُم كَاِبنَي سَباتٍ تَفَرَّقا / سِوىً ثُمَّ كانا مُنجِداً وَتِهامِيا
فَأَلقى التَهامي مِنهُما بِلَطاتِهِ / وَأَلَطَ هَذا لا أَريمُ مَكانِيا
وَباتَ بَنو أُمّي بِلَيلِ اِبنِ مُنذِرٍ / وَأَبناءُ أَعمامي عُذوباً صَوادِيا
إِذا جاءَ مِنهُم قافِلٌ بِصَحيفَةٍ / يَكونُ عَناءً ما يُنَبِّقُ عانِيا
وَتَعرِفُ في عُنوانِها بَعضَ لَحنِها / وَفي جَوفِها صَمعاءُ تَحكي الدَواهِيا
أَبا خالِدٍ هَدِّب خميلَكَ لَن تَرى / بِعَينَيكَ وَفداً آخِرَ الدَهرِ جائِيا
وَلا طاعَةً حَتّى تُشاجِرَ بِالقَنا / قَناً وَرِجالاً عاقِدينَ النَواصِيا
وَلَم أَختَلِس بَينَ الشَقائِقِ حُجَّةً / وَقَد وَقَعَت بِالقُرِّ إِلّا تَلافِيا
وَيَومَ قَتامٍ مُزمَهِرٍّ وَهَبوَةٍ / جَلَوتُ بِمِرباعٍ تَزينُ المَتالِيا
وَخَصمٍ مُضِلٍّ في الضَجاجِ تَرَكتُهُ / وَقَد كانَ ذا شَغبِ فَوَلّى مُواتِيا
رَمَتني بِهَوراتِ الذُنوبِ وَباعَدَت
رَمَتني بِهَوراتِ الذُنوبِ وَباعَدَت / فِراشي فَيا لِلناسِ ماذا يُليقُها
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً
تَقَلَّدَت إِبريقاً وَعَلَّقَت َجعبَةً / لِتُهلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وَجامِلِ
فَلا تَحسَبَنّي مُستَعِدّاً لِنَفرَةِ / وَإِن كُنتُ نَطّاطاً كَثيرَ المَجاهِلِ
فَسِر قَصدَ سَيري يا اِبنَ سَمراءَ إِنَّني / صَبورٌ عَلىتِلكَ الرُقى وَالهَتامِلِ
فَسارَ بِهِ حَتّى أَتى بَيتَ أُمِّهِ / مُقيماً بِأَعلى الرَيبِ عِندَ الأَفاكِلِ
فَخَرَّ وَجالَ المُهرُ ذاتِ شِمالِهِ / كَسَيفِ السَرَندى لاحَ في كَفِّ صاقِلِ
عَلى حالَةٍ لا يَعرِفُ الوَردَ رَبُهُ / مِنَ الأَبلَقِ المَشهورِ وَسطَ القَنابِلِ
وَلَكِنَّ قَومي شَبرَقوها فُجاءَةً / بِأَورَقَ لا لَغبٍ وَلا مُتَخاذِلِ
بِمَنزِلَةٍ لا يَشتَكي السُلَّ أَهلُها
بِمَنزِلَةٍ لا يَشتَكي السُلَّ أَهلُها / وَعيشٍ كَمَلسِ السابِرِيِّ رَقيقِ
لَعَمري لَئِن حَلَّت قُتَيبَةُ بَلدَةً
لَعَمري لَئِن حَلَّت قُتَيبَةُ بَلدَةً / شَديداً بِمالِ المُقحَمينَ عَضيضُها
فَلِلَهِ عَيناً أُمَّ فَرعٍ وَعَبرَةً / تُرَقرِقُها في عَينِها أَو تُفيضُها
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ لَيلَةً / صَحيحَ السُرى وَالعيسُ تَجري غُروضُها
بِتَيهاءَ قَفرِ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها / قَطا الحَزنِ قَد كانَت فِراخاً بُيوضُها
وَرَوحَةِ دُنيا بَينَ حَيَّينِ رُحتُها / أَسيرُ عَسيراً أَو عَروضاً أَروضُها
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ
كَبَيضَةِ أُدحي بِوَعثِ خَميلَةٍ / يُهَفهِفُها هَيقٌ بِجُؤشوشِهِ صَعلُ
وَلَلشَيخِ تَكبيهِ رُسومٌ كَأَنَّها
وَلَلشَيخِ تَكبيهِ رُسومٌ كَأَنَّها / تَراوَحَها العَصرَينِ أَرواحُ مَندَدِ
تَماثيلُ قِرطاسٍ عَلى هَبهَبِيَّةٍ / نَضا الكورُ عَن لَحمٍ لَها مُتَخَدِّدِ
هَمَت نَعلُها بِالسَيلَحَينِ وَأَوفَضَت / بَوادي ثُمَيلٍ عَن جَنينٍ مُسَبَّدِ
طَرَحنا فَوقَها أَبيَنِيَّةً / عَلى مَصدَرٍ مِن فَدفَداءَ وَمَورِدِ
وَقَد نَضرِبُ البَدرَ اللَجوجَ بِكَفِّهِ / عَلَيهِ وَنُعطي رَغبَةَ المُتَوَدِّدِ
إِذا سَبَّنا مِنهُم دَعِيٌّ لِأُمِّهِ / خَليلانِ مِن خوذانِ قِنٌّ مُوَلَّدِ
أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ
أَلَم تَرِمِ الأَطلالَ مِن حَولِ جُعشُمِ / مَعَ الظاعِنِ المُستَلحِقِ المُتَقَسِّمِ
إِلى عَيثَةِ الأَطهارِ غَيَّرَ رَسمَها / بَناتُ البِلى مَن يُخطِئِ المَوتَ يَهرَمِ
إِلى البِشرِ فَالقَتاّرِ فَالجِسرِ فَالصَفا / بِكالِحَةِ الأَنيابِ صَمّاءَ صِلدِمِ
أَرَبَّت عَلَيها ُلَّ هَوجاءَ سَهوَةٍ / زَفوفِ التَوالي رَحبَةِ المُتَنَسِّمِ
إِبارِيَّةٍ هَوجاءَ مَوعِدُها الضُحى / إِذا أَرزَمَت جاءَت بِوِردٍ غَشَمشَمِ
زَفوفٍ نِيافِ هَيرَعٍ عَجرَفِيَّةٍ / تَرى البيدَ مِن إِعصافِها الجَرى تَرتَمي
نَحِنُّ وَلَم تَرأَم فَصيلاً وَإِن تَجِد / فَيافي غيطانٍ تَهَدَّجُ وَتَرأَمِ
تَهُبُّ مِنَ الغَورِ اليَماني وَتَنتَهي / إِلى هُدبِ الحُوّارِ يا بُعدَ مَسعَمِ
تَبيتُ وَلَم تَهجَع فَيُصبِحُ ذَليلُها / لَهُ ثائِبٌ يَشقى بِهِ كُلُّ مَخرِمِ
لَها مُنخُلٌ تُذري إِذا عَصَفَت بِهِ / أَهابِيَّ سَفسافٍ مِنَ التُربِ تَوأَمِ
إِذا عَصَفَت رَسماً فَلَيسَ بِدائِمٍ / بِهِ وَتَدٌ إِلّا تَحِلَّةَ مُقسِمِ
يَمانِيَّةُ مَرّانُ شَبوَةَ دونَها / وَشَيخٌ شَآمٌ هَل يَمانٍ بِمُشئِمِ
فَلِلَهِ مَن يَسري وَنَجرانُ دونَهُ / إِلى ديرِ حَسمى أَو إِلى دَيرِ ضَمضَمِ
إِذا عَرَضَت مِنها بِنَجدٍ تَحِيَّةٌ / فَإِنَّ لَها أُخرى تَخُبُّ بِمَوسِمِ
وَكَم حَلَّها مِن تَيَّحانٍ سَمَيدَعِ / مُصافي النَدى ساقٍ بِيَهماءَ مُطعَمِ
طَوي البَطنِ مِتلافٍ إِذا هَبَّتِ الصِبا / عَلى الأَمرِ غَوّاصٍ وَفي الحَيِّ شَيظَمِ
وَدُهمٍ تُصاديها الوَلائِدُ جَلَّةٍ / إِذا جَهِلَت أَجوافُها لَم تَحَلَّمِ
تَرى كُلَّ هِرجابٍ لَجوجٍ لِهِمَّةٍ / زَفوفٍ بِشِلوِ النابِ جَوفاءَ عَيلَمِ
لَها زَجَلٌ جُنحَ الظَلامِ كَأَنَّهُ / عَجارِفُ غَيثٍ رائِحٍ مُتَهَزِّمِ
إِذا رَكَدَت حَولَ البُيوتِ كَأَنَّما / تَرى الآلَ يَجري عَن قَنابِلِ صُيَّمِ
وَكَوماءَ تَحبو ما تَشايَعَ ساقُها / لَدى مِزهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ وَمَأتَمِ
وَذي بضدَنٍ أَو مَسبِلٍ فَوقَ قارِحٍ / جَميلِ الدُجى يَعدو بِلَدنٍ مُقَوَّمِ
إِذا اِنفَرَجَت عَنهُ سَماديرُ حَلقِهِ / وَبُردانِ مِن ذاكَ الخِلاجِ المُسَهَّمِ
أَتانا طَموحَ الرَأسِ عاصِبَ رَأسِهِ / فَمَن لَكَ مِن أَمرِ العَماسِ المُلَوَّمِ
يُصَلّي على مَن ماتَ مِنّا عَريفُنا / وَيَقرَأُ حَتّى يعصِبَ الريقُ بِالفَمِ
عَلِهنَ فَما نَرجو حَنيناً لِحِرَّةٍ / هِجانٍ وَلا نَبني خِباءً لِأَيمِ
فَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / قَبائِلَنا بِالأَخرَمينِ وَجورَمِ
وَبَلِّغ أَبا الوَجناءِ مَوعِدَ قَومِهِ / بِحَوريتَ تَظعَن راغِباً غَيرَ مُقحَمِ
نَأَت عَن سَبيلَ الخَيرِ إِلّا أَقَلَّهُ / وَعَضَّت مِنَ الشَرِّ القَراحَ بِمُعظَمِ
لِيَهنِكُمُ أَنّا نَزَلنا بِبَلدَةٍ / كِلا مَلَوَيها مُبئِسٌ غَيرُ مُنعِمِ
تُمَشّي بِأَكنافِ البَليخِ نِساؤُنا / أَرامِلَ يَستَطعِمنَ بِالكَفِّ وَالفَمِ
نَقائِذَ بِرسامٍ وَحُمّى وَحَصبَةٍ / وَجوعٍ وَطاعونٍ وَنَقرٍ وَمَغرَمِ
أَرى ناقَتي حَنَّت بِلَيلٍ وَشاقَها / غِناءٌ كَنَوحِ الأَعجَمِ المُتَوائِمِ
إِذا قالَ سَيفُ اللَهِ كَرّوا عَلَيهِمُ
إِذا قالَ سَيفُ اللَهِ كَرّوا عَلَيهِمُ / كَرَرتُ بِقَلبٍ رابِطِ الجَأشِ صارِمِ
وَمِنّا الَّذي يَحمي بِمُهجَةِ نَفسِهِ / بَني عامِرٍ يَومَ المُلوكِ القَماقِمِ
فَهَزَّ رُدَينِيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ نَفّى التَمرَ عِندَ العَواجِمِ