المجموع : 26
يا عامِرَ الدُنيا عَلى شَيبِهِ
يا عامِرَ الدُنيا عَلى شَيبِهِ / فيكَ أَعاجيبُ لِمَن يَعجَبُ
ما عُذرُ مَن يَعمُرُ بُنيانُهُ / وَعُمرُهُ مُستَهدَمٌ يُخربُ
الصِدقُ مَنجاةٌ لِأَربابِه
الصِدقُ مَنجاةٌ لِأَربابِه / وَقُربَةٌ تُدني مِنَ الرَبِّ
مَن أَطلَقَ الطَرفَ اِجتَنى شَهوَةً
مَن أَطلَقَ الطَرفَ اِجتَنى شَهوَةً / وَحارِسُ الشَهوَةِ غَضُّ البَصر
وَالطَرفُ لِلقَلبِ لِسانٌ فَإِن / أَرادَ نُطقاً فَليُكِرَّ النَظر
يُفهَمُ بِالعَينِ عَنِ العَينِ ما / في القَلبِ مِن مَكنونِ خَيرٍ وَشر
يَطوي لِسانُ المَرءِ أَخبارَهُ / وَالطَرفُ لا يَملِكُ طَيَّ الخَبر
مَن كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ وَلَم
مَن كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ وَلَم / يَقنَع فَذاكَ الموسِرُ المُعسِرُ
وَكُلُّ مَن كانَ قَنوعاً وَإِن / كانَ مُقِلّاً فَهوَ المُكثِرُ
الفَقرُ في النَفسِ وَفيها الغِنى / وَفي غِنى النَفسِ الغِنى الأَكبَرُ
لا يَنفَعُ الجِدُّ وَالتَشميرُ وَالحَذَرُ
لا يَنفَعُ الجِدُّ وَالتَشميرُ وَالحَذَرُ / خُطَّ الكِتابُ فَلا وِردٌ وَلا صَدَرُ
تَستَعجِلُ النَفسُ آمالاً لِتَبلُغَها / كَأَنَّها لا تَرى ما يَصنَعُ القَدَرُ
الدَهرُ لا يَبقى عَلى حالِهِ
الدَهرُ لا يَبقى عَلى حالِهِ / لَكِنَّهُ يُقبِلُ أَو يُدبِرُ
فَإِن تَلَقّاكَ بِمَكروهِهِ / فَاِصبِر فَإِنَّ الدَهرَ لا يَصبِرُ
عُمرُكَ قَد أَفنَيتَهُ تَحتَمي
عُمرُكَ قَد أَفنَيتَهُ تَحتَمي / فيهِ مِنَ البارِدِ وَالحارِ
وَكانَ أَولى بِكَ أَن تَحتَمي / مِنَ المَعاصي خشيَةَ النارِ
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَةٌ
المَرءُ بَعدَ المَوتِ أُحدوثَةٌ / يَفنى وَتَبقى مِنهُ آثارُهُ
يَطويهِ مِن أَيّامِهِ ما طَوى / لَكِنَّهُ تُنشَرُ أَسرارُهُ
فَأَحسَنُ الحالاتِ حالُ اِمرِئٍ / تَطيبُ بَعدَ المَوتِ أَخبارُهُ
يَفنى وَيَبقى ذِكرُهُ بَعده / إِذا خَلَت مِن شَخصِهِ دارُهُ
قَد قُلتُ لَمّا قالَ لي قائِلٌ
قَد قُلتُ لَمّا قالَ لي قائِلٌ / قَد صارَ بُقراطُ إِلى رَمسِهِ
فَأَينَ ما دَوَّنَ مِن كُتبِهِ / وَجَمعُهُ الأَحجارَ مَع جَسِّهِ
لَم يُغنِهِ إِذ حُمَّ مِقدارُهُ / وَلَم يُساوِ العُشرَ مِن فلسِهِ
هَيهاتَ لا يَدفَعُ عَن غَيرِهِ / مَن كانَ لا يَدفَعُ عَن نَفسِهِ
حَتّى تَبَدّى الصُبحُ يَتلو الدُجى
حَتّى تَبَدّى الصُبحُ يَتلو الدُجى / كَالحَبشِيِّ اِفتَرَّ لِلضَحِكِ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ
القَولُ ما صَدَّقَهُ الفِعلُ / وَالفِعلُ ما وَكَّدَهُ العَقلُ
لا يَثبُتُ الفَرعُ إِذا لَم يَكُن / يُقِلُّهُ مِن تَحتِهِ الأَصلُ
قَد يَنفَعُ العَذلُ الفَتى تارَة / وَرُبَّما أَغرى الفَتى العَذلُ
كُلُّ اِمرِئٍ في وَجهِهِ شاهِد / مِنهُ بِما يُضمِرُهُ عَدلُ
كَم مُظهِرٍ ديناً وَمِن دينِهِ / الغِشُّ لِأَهلِ الدينِ وَالخَتلُ
لا خَيرَ في المالِ إِذا لَم يَكُن / فيهِ لِمَن لاذَ بِهِ فَضلُ
لَيسَ لِرَبِّ البَيتِ مِن بَيتِهِ / عَيشٌ إِذا لَم يَصلُحِ الأَهلُ
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ
يا أَيُّها الظالِمُ في فِعلِهِ / وَالظُلمُ مَردودٌ عَلى مَن ظَلَم
إِلى مَتى أَنتَ وَحَتّى مَتى / تَشكو المُصيبات وَتَنسى النِعَم
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر
اِصبِر عَلى الظُلمِ وَلا تَنتَصِر / فَالظُلمُ مَردودٌ عَلى الظالِمِ
وَكِل إِلى اللَهِ ظَلوماً فَما / رَبّي عَنِ الظالِمِ بِالنائِمِ
يا أَيُّها الطالِبُ مِن مِثلِهِ
يا أَيُّها الطالِبُ مِن مِثلِهِ / رِزقاً لَهُ جُرتَ عَنِ الحِكمَه
لا تَطلُبِ الرِزقَ إِلى طالِبٍ / مِثلكَ مُحتاج إِلى الرَحَمَه
وَاِرغَب إِلى اللَهِ الَّذي لَم يَزَل / في يَدِهِ النِعمَةُ وَالنقمَه
لا تُطِلِ الحُزنَ عَلى فائِت
لا تُطِلِ الحُزنَ عَلى فائِت / فَقَلَّما يُجدي عَلَيكَ الحَزَن
سيّان مَحزونٌ لِما قَد مَضى / وَمُظهِرُ حُزنٍ لما لَم يَكُن
سُقياً لِأَيّامٍ تَوَلَّت بِها
سُقياً لِأَيّامٍ تَوَلَّت بِها / أَحسَنَ ما كانَت صُروفُ الزَمَن
إِذ أَنتَ في شَرخِ الشَبابِ الَّذي / يَحسُنُ فيهِ مِنكَ غَيرُ الحَسَن
وَلّى وَما الدُنيا بِأَقطارِها / لِليَومِ وَالساعَةِ مِنهُ ثَمَن
يا خاضِبَ الشَيبَة نُح فَقدَها
يا خاضِبَ الشَيبَة نُح فَقدَها / فَإِنَّما تُدرِجُها في كَفَن
أَما تَراها مُنذُ عايَنتَها / تَزيدُ في الرَأسِ بِنَقصِ البَدَن
يَقطَعُ كَفَّ القاذِفِ المُفتَري
يَقطَعُ كَفَّ القاذِفِ المُفتَري / وَيجلِدُ اللِصَّ الثَمانينا
قالَ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ
قالَ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ / وَهوَ اللَبيبُ الفَطِنُ المُتقِنُ
قيمَةُ كُلِّ اِمرِئٍ عِندنا / وَعِندَ كُلِّ الناسِ ما يُحسِنُ
فَكَّرتُ في المالِ وَفي جَمعِهِ
فَكَّرتُ في المالِ وَفي جَمعِهِ / فَكانَ ما يَبقى هُوَ الفاني
وَكانَ ما أَنفَقتُ في أَوجُهِ ال / بِرِّ بِمَعروفٍ وَإِحسانِ
هُوَ الَّذي يَبقى وَأُجزى بِهِ / يَوم يُجازى كُلُّ إِنسانِ
وَمِن فَسادِ العُرفِ إِحصاؤُه / وَذِكرُهُ في كُلِّ إِبّانِ
فَاِنشُر إِذا أوليتَ عُرفاً وَإِن / أَولَيتَهُ فَاِستُر بِنِسيانِ