راضَ حَبيبي عارِضٌ قَد بَدا / يا حُسنَهُ مِن عارِضٍ رائضِ
وَظَنَّ قَومٌ أَنَّ قَلبي سَلا / وَالأَصلُ لا يَعتَدُّ بِالعارِضِ

لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ / جَميلةٍ يَشهدُها طَرفُهُ
وَمِن حَديثٍ فَكِهٍ نادرٍ / يَعلَقُ بِالقَلب لَهُ وَصفُهُ
وَمِن أَريجِ مسكٍ أَو عَنبرٍ / يَلتَذُّ بِالشمِّ لَهُ أَنفُهُ
وَمِن مِجَسٍّ أَهيفٍ ناعمٍ / كَالبَدر في الشَهرِ مَضى نِصفُهُ
وَمِن مَذاقٍ ريقُهُ قَرقَفٌ / في مَبسِمٍ يُسكِرُها رَشفُهُ
خَمسٌ مِن اللذاتِ مَن نالَها / فَهوَ سَعيدٌ كامِلٌ ظَرفُهُ
وَمَن يَكُن مُتِّعَ دَهراً بِها / فَما يُبالي إِن أَتى حَتفُهُ

وَأَسمرٌ قابَلهُ أَسمرُ / كِلاهُما قَلبي بِهِ عُلِّقا
لاحا هِلالينِ وَفاحا لَنا / مِسكينِ وَاهتزّا قَضيبَي نَقا

قُل لِلَّذي أَهوى عَلى هَجره / لَم يخلُ قَلبي ساعةً مِن هَواك
قَد نُقِشَت في مُهجَتي صُورةٌ / صورةُ حُسنٍ مِنك لا مِن سِواك
فَإِن تُوافِق مُقلَتي مُهجَتي / في الرُؤيةِ اِستراحتا مِن نَواك
يا مالِكي ماذا التَنائي وَمَن / هَذا الَّذي عَن زَورَتي قَد لَواك
زَواكَ عَنّي شُغل شاغِلٌ / وَقَد تَفَطّنتُ لَما قَد زَواك
شُغِلتَ بِالظَبي الغريرِ الَّذي / جاوَرتَه فَحُسنُهُ قَد حَواك
أَضرمَ في قَلبِك نارَ الهَوى / عَينٌ لَهُ لخصاءُ أَبدَت جَواك
وَقَد سَرى مِن سُقمِ أَجفانِهِ / إِلَيكَ سُقمٌ عَزَّ مِنهُ دَواك
وَقَد كَوَت قَلبي نارُ الهَوى / مِنكَ فَذُق ناراً بِها قَد كَواك
يا دائمَ الهَجرِ أَلا عَلِّلَن / صَبّاً بِأن تَهدي إلَيهِ سِواك
عودَ أَراكٍ وَهوَ فَألٌ بأن / أَراكَ لي مواصلاً في هَواك
وَيا سُلُوَّ القَلبِ عَن حُبِّهِ / اذهَب فَقَلبي دَهرهُ ما نَواك
وَيا فُؤادي لا تني هائِماً / في حُبِّه حَتّى تُلاقي ثَواك
عُذِّبتَ بِالحُبِّ فَصارَ الهَوى / قُوتَك حَتّى لا تُبالي طَواك
وَقَد طَوَيتَ الحبَّ لَم يَدرِهِ / غَيرُ الَّذي في حُبِّهِ قَد طَواك
طُويتَ يا جسمي نُحولاً فَقَد / صِرتَ خَيالاً لا ترى من ضَواك
لا تَشتَكي الضَّعفَ فإِنِّي امرؤٌ / أدريكَ جلداً وشَديداً قُواك
وَيا حَديثي باسمِ حُبّي فَلا / كُنتَ وَلا كانَ الَّذي قَد رَواك