المجموع : 9
يا زارعَ السقم بِجِسمي أَما
يا زارعَ السقم بِجِسمي أَما / آنَ لِهَذا الزَرع أَن يُحصَدا
إِن لَم تجِب عبدك فيما دَعا / قُل لي إِذاً مَن ذا يُجيب النِدا
أنفس مَنظوم يُزيل العَنا
أنفس مَنظوم يُزيل العَنا / وَيفرج الكرب إِذا اِلتَفّا
فَريدة في مدح خير الوَرى / عطّرت الأَقلام وَالصحفا
بَديعة المعنى دعَتني بأن / أجيل فيها الفكر والطرفا
فحيّر الفكرة تشطيرها / أَن أَبتني في نعتها حرفا
فَلا تسمني أَبَداً وَصفها / فلست أَسطيع لَها وَصفا
لفّ بها نشر غَريب الشَذا / حمدت فيه النشر واللفّا
تخفى عَلى مثلي آياتها / وَهيَ عَلى الحاذِق لا تخفى
يهتزّ لا عَجَباً ولكن هَوى / قارئها بَينَ الوَرى عطفا
يَحسبها مِن رقّةٍ خمرة / مَمزوجة يشربها صرفا
ما برحَت قرطاً بإذن العلى / وَلَم يَزَل تَشطيرها شنفا
حسبك منها خطرة كُلَّما / مرّت عَلى القلب لَها رفّا
بِخاتم الرسلِ فَشا عرفها / اللَه ما أَطيَبَه عرفا
يا أَيُّها المدّاح بشراكم / بَلغتمُ الرحمةَ وَاللّطفا
قَد جَعَل اللَهُ عَلى مادحي / نبيّه جنّته وَقفا
يا مهبطَ الوحي أَجِر مُذنباً / قَد شفّه الوجد الَّذي شَفا
وَيا شَفيع المُذنِبينَ اِستَجِب / دَعوة حيّ آنس الحتفا
حبّك في الحشرِ لنا عدةٌ / فَلا نعدّ البيض والزغفا
وكلّ نار ينطَفي جمرها / وَجمر وَجدي بك لا يطفى
خُذني إِلى تربك يشفى الضنى / أَلَيسَ في تربك يُستَشفي
أَقبَلَ في برد العلا يخطر
أَقبَلَ في برد العلا يخطر / فهلّل الأَزهر وَالمنبَرُ
بالأَمسِ قَد أصحر ليث الشَرى / وَاليَوم آب الأسد المصحرُ
أَخلى منَ الزأر عرين العلا / ثُمَّ اِنثَنى في غيله يَزأرُ
ضرغامة يَخضَع طوعاً له / إِما سطا الضرغامة القسورُ
يهدر أَو يرجع عن غيّه / كلّ أَخي شقشقة يهدرُ
سَعى وَما كلّ عَميد سعى / يحمد في مَسعاهُ أَو يشكرُ
مَن ذا تَرى ينكر معروفه / مَعروفه في الناس لا ينكرُ
لَيسَ لما يجبره كاسِر / كَذاكَ لا جبر لما يكسرُ
ذو هِمّة يفترّ من دونها / صرف اللَيالي وَهيَ لا تفترُ
وَعزمة لَو قسمت في الوَرى / ما ذكر الأَبيَض وَالأَسمَرُ
اللَهُ ما أَكبرها همّة / بِجَنبها الأَفلاك تستصغرُ
أَعظم بِهِ من سيّد ماجدٍ / كلّ عَظيمٍ دونه يحقرُ
يكثر في أَفعاله واحِداً / بها يقلّ العدد الأَكثَرُ
هَذي المَعالي فأبصرنها وَقل / هَل بعد هَذا شرف يبصرُ
بخ بخ يا عصره إِنَّما / قَد حسدت بهجتك الأعصرُ
أَيّ عَلاء بك لا يَعتَلي / وَأَيّ فخر بك لا يفخرُ
رد واِصدرن في العزّ فى ظلّ من / يَحلو بِهِ المورد وَالمصدرُ
جاءَ فشمنا البشر في وَجهه / يَكاد من رقّته يقطرُ
يا أيّها القادِم من غيبة / أَنتَ المُنى تَغيب أَو تحضرُ
ما أَنتَ إِلّا جبل عاصِمٌ / يأوي لك البادون وَالحضرُ
دمت عَلى رغم العدا سالِماً / شانئك اليَوم هُوَ الأَبتَرُ
كَما بَدا البشر لَنا عادا
كَما بَدا البشر لَنا عادا / وَاِلتأم الجرحانِ أَو كادا
صَحيفة الأَهرام نثّت لَنا / ما هزّ أَغواراً وأنجادا
نثّت عَلى الناس حَديث المنى / وأَرجعت للناسِ ما بادا
آب لَنا صدر العلا سالِما / وَساعد الأَوطان قَد آدا
أَنبأنا الخَميس أنّ الهَنا / قَد ضرب الخَميس ميعادا
قَد نَسي السبت وَأَهواله / من ورد الخَميس أَورادا
أَليلة الجمعة تلك الَّتي / أَنم فيها البشر ميلادا
أَم لَيلةُ القدرِ الّتي اِستقبلت / للحقِّ أذكاراً وأورادا
يا لَيلة الجمعة كوني كَما / كانَت لَنا أختك إمدادا
كوني لمصر قبسا لامِعاً / وَكَوكباً للشرق وَقّادا
كوني لمصر مثلاً صالِحا / يرشدها للخير إرشادا
وَفتّحي الأَبواب رغم الألى / قَد أَحكموا الأَبواب إيصادا
حيّ أساة أَدرَكوا آسيا / وَحيّ زوّارا وَعوّادا
وَحيّ من واصل تسآله / وحيّ قصّاداً وَوفّادا
يا أَسى الجرح طَبيب العلا / بذّك إسعافاً وَإِيجادا
إِنَّ الَّذي عالجَ أَحبابه / غير الَّذي عالج أَضدادا
هذا أَبو الشعب فَضنّوا به / إن كنتم بالنَفس أَجوادا
أَنّى اِلتفتَّ اليوم في بشره / أَلفيت روّاداً وَورّادا
قَد تَرَكوا الراحة من أَجله / وأَجهَدوا الأنفس إجهادا
لَو اِستَطاعوا جَعَلوا نهجه / أَفئدة منهم وَأَكبادا
واِحتملت صدورهم ركبه / سَواعِداً طالَت وَأَعضادا
كَم صفّد الأَقوام إِحسانه / وفكّ أَصفاداً فأصفادا
زغلول من وطّدَ ركنَ العلا / ومن بَنى المجدَ ومن شادا
لَو مادَتِ الدنيا وأَطوادها / في عاصفاتِ الدهرِ ما مادا
يَسود زغلول وَلَولا النهى / زغلول في الأَقوام ما سادا
وَمن حمى أَوطانه واِحتَمى / بِها وَمن ذبّ ومن ذادا
خصّك يا مصر وَعمّ الهَنا / مَكّة وَالقدس وَبَغدادا
كأنّ سعداً مقبل بَينَها / يَستَقبل الأَقوام قصّادا
من ذا رمى الأشوس في أمة / عزت جَماعات وَأَفرادا
من ذا رَمى الأمة في فارِس / تملك الفرسان واِقتادا
لا تطلبوا الرحمة من خائِن / تعمّد القسوة واِعتادا
قَد رامَت الأَوطان إصلاحها / وَرامَ للأوطان إِفسادا
لَو علم الخائِن من ذا الَّذي / كادَ له بالأمس ما كادا
وَلَو دَرى كَيفَ مَصير الهَوى / ما كانَ للأهواء منقادا
يا رجل الشرق وَيا نطفه / وَيا مجيب الغرب إن نادى
يا حَبّذا أَنتَ لَنا قائداً / يَسوقنا للمجد أَجنادا
وَالقائِد المنصور في يَومه / أَسراه كانوا أَمس قوّادا
أَنتَ الَّذي جدّد مجد الألى / قَد عبروا عاداً وَشدّادا
وَأَدرك الأمّة إحسانه / وَجاد بالبشر كَما جادا
وَمن يَكُن بالفضل ذا خبرة / كانَ شَكوراً لك حمّادا
لست الَّذي قَد وَجَدوا ندّه / إن وَجَدوا للبدر أَندادا
يَسود زَغلول وَلَولا النهى / زَغلول في الأَقوام ما سادا
لِيَغتَبِط سعد بأوطانه / وَليغمر الأَوطان إسعادا
وَلتحي مصر بالمَليك الَّذي / في ملك مصر في العلا زادا
وَليحي زَغلول وَأَنصاره / ومن وقى زَغلول أَو فادى
وَليحي من عزّ بآماله / وَشاد أَولاداً وأحفادا
اِنزِل عَلى الرَحبِ بعمان
اِنزِل عَلى الرَحبِ بعمان / وَبدّد الشكّ بإِيقانِ
اِنطَلِق اليَوم بأَرجائها / إِنّك وَالطير طَليقانِ
أَقم مَع الطَير عَلى بانهِ / وَطِر مع الطَير من البانِ
وَسابقِ الطير إِلى من له / من سابِق العَزم جناحانِ
تَعلّم اللقط وَكن هدهداً / يَجيء من عند سليمانِ
وَلا تمل لشادن قصده / لدى التآخي قصد شَيطانِ
في يَده هاروت أَجفانه / وَفي يَدي عَصا ابن عمرانِ
أراكَ يا أَسعَد أَنساك ما / لَم يك من بعدك أنساني
أَخاف أَن تَغدو لَنا قائِلاً / أَن الضَنى سَرى فأعداني
فَتُب إِلى الرحمن مِمّا مَضى / واِستَبدِل الكفر بإيمانِ
وكن أَخاً لمسلم ناصِحا / وكن أَخا لكلّ نصراني
لا يسلم العالم من حربهِ / ما لم يعاونه الفَريقانِ
صِلِ الخطا واِرق إِلى ساحة / من دونها هامة كيوانِ
وَاِذهب بإنجيلك نحوَ السما / وَعد إِلى الأَرض بقرآنِ
واِغتَنِم الفُرصَة ما أَمكنت / وأَطلق سَراح البطلِ العاني
تبيّن القصد وَسطّر لنا / سطور هاد كلّ حيرانِ
وَاِختبر الأَمر وكن راويا / يصدق في سرٍّ وَإِعلانِ
واِحتَمِل الأَنباء من غَيرِ ما / زيادة فيها وَنقصانِ
أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني
أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني / وَلست أَعدوه بشكراني
محبّب تَحلو أَحاديثهُ / إِذا جنا الحنظلة الجاني
ما زالَ يدنيني حَتّى إِذا / تملّك المهجة أَقصاني
عاديت كلّ الناس من أَجلهِ / فَصادق الناس وَعاداني
خادَعني حيناً وَخادَعته / وَقبل أَن أُغريه أَغراني
أَثلج قَلبي بِمَواعيده / لكنّه بالخلف أَصلاني
يَعتَرِض الردّ بإِعراضه / وَيخلف الوعد بإمعانِ
وَيأكلُ الحقّ كَما يَشتَهي / وَيطبخ العذر بإِتقانِ
لَو كانَ قَلبي بَينَ أَضلاعه / ما قابل الوصل بهجرانِ
لَو عرفَ الحبّ وَأَسبابه / أَيقن باللوعة إِيقاني
يُرافِق المَولى وَلا يَقتَدي / برعي مَولاه فيرعاني
أَلَم يَكُن أَبصر ما خَصّني ال / مَولى به يَوم تَولّاني
كأَنَّه لَم يَر ما أَجزلت / نعماهُ مِن عطفٍ وَتحنانِ
إِن قيلَ في الذكر له حامِد / قلت نعم حامِد نسيانِ
وَكَيفَ لا أَذكر خلّات من / يذكرني حيناً وَيَنساني
يَقول من شاهده ما اِعتَدى / وَلا سعى يَوماً لحرماني
لَو وقف الرأي عَلى مكره / لَقالَ ذا فارِس فرسانِ
أَستَغفِر اللَه إِذا لَم أَزِن / فعاله الغرّ بميزانِ
مواعد لكنّه مسرع / وَمنجز لكنّه وانِ
إِنجازه جرَّ إِلى أَحقب / وَوعده يدرك في آنِ
لا عيب فيه غير فرط الحَيا / وَنفعه لكلّ إِنسانِ
وَهوَ لِمَولاه إِذ داهمت / جامحة أَقرب قربانِ
وَهوَ عَلى ما فيهِ من جفوة / أَخلص أَحبابي وَخلّاني
إِن كانَ قَد أَذنَب أَو قَد جَنا / فالذَنب ذَنبي وَأَنا الجاني
إِنّي أقاضيه وَلا أَكتَفي / وَحَبّذا لَو كانَ قاضاني
فاِحكم له أَو ليَ فيما تَرى / واِجز المسيئين بإِحسانِ
وَاِقض عَلى المذنب أَو جازِهِ / صَفحاً وَعاقبه بِغُفرانِ
لَولا رَباب وَنزار وَما / يَبتَغيان وَيريدانِ
ما كانَ أَغناني عَن حامِدٍ / عَن حامِدٍ ما كانَ أَغناني
أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش
أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش / وَأنملي من الضَنى باِرتِعاش
وَأعين عَلى وسادي لقاً / وَأكبد حول سَريري عطاش
يهمّ عضبي وَلأفعى الضَنى / ما بَينَ قَلبي وَضُلوعي نهاش
لا يَذهَب السقم بِعَزمي وَلا / تقعد بي عين رَقيب وواش
وَكَيفَ لا يرهف عَزمي إِذا / ما نَبَضَ القَلب أَو الصدر جاش
لا ماتَ قحطان وَفينا دَمٌ / إِذا سفكنا الدم قحطان عاش
إِنّا إِذا ما قيل أَوطاننا / حمنا عليها حومان الفِراش
جَميعنا في حبّها واحد / من راكِب إِلى الأَماني وَماش
إِنّا بَنو المجد فَما بالنا / ينيمنا طارق يَوم غشاش
يعبُّ ذو المجد عبابا وَلا / يَرضى عَلى الظماة سَقيا رشاش
المجد يَبقى ظلّه سرمداً / وَما سوى المجد خَيالاً تَلاش
لَنا ظبى عزم حداد الشبا / مضرمات وَسهام تراش
أَلَيسَ منّا كلّ ضرغامة / فحل ضراب لَم يرعه خشاش
كلّ فَتى مرسّخ قَلبه / كَأَنّه ذو لبد أَو مشاش
يَقتَحِم الهول وَلما يبل / ليل طَغى بهوله أَو غباش
قولوا لمن يجهلنا فَليجئ / بِخادِع يَخدعنا أَو بواش
لَسنا بني العَلياء إن لَم نعد / أَوطاننا في طرب واِنتِعاش
حَياتنا موت إِذ لم نشد / حَياتنا كلّ بعيد المناش
أَفضلنا من سار دون العلا / وَاِفترش الصخر وعاف الرياش
من هجر الأَهل وَلَم يَنكَمِش / وَجاوز الوحش وَفيهِ اِنكماش
لَم أَرَ عُذراً لحسامي إِذا / ما اِتّسع الخطب وَضاق المَعاش
أَكتُم أَو أفشي وَكَم في الوَرى / من كاتم سرّ الأَماني وَفاش
من كانَ عبد اللَّه ربّ النَدى / عَوناً له فسهمه لا يطاش
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ / من قمر بادٍ وَمِن حاضرِ
وَكَم عَلى الرضراض من رمله / من رَشأٍ ظامي الحَشا ضامرِ
وَمُشرئبٍّ بالحمى آلِفٍ / لمشرئبٍ بالحمى نافِرِ
وَفاتِر الناظِر يَعطو إِلى / مُذعّرٍ ذي نظر فاتِرِ
مُلتَفِتاً في الحيّ من رقبة / تلَفّت الريم إِلى الذاعِرِ
قَد لعبَ الدلُّ بأعطافه / لعب الصبا بالغُصُنِ الناضرِ
مَن لي به من عطر ثغره / يَسحب فضّ البَرَد العاطرِ
بكسر قَلبي كاسِراً طرفه / فَهَل لِذاكَ الكسر من جابرِ
جارَ عَلى قلبيَ سلطانهُ / اللَه من سلطانه الجائرِ
ما لي عليه أَبَداً ناصر / وَكَم له عليَّ من ناصرِ
يا مُهجَتي صَبراً عَلى ظلمه / ما أَكبَر الظلم عَلى الصابرِ
وَيا جفوناً سهرت لَيلها / ما أَطوَل اللَيل عَلى الساهرِ
فَهَل لصبحِ الوَصلِ من أَول / وَهَل لليل الهَجرِ من آخرِ
يا آمري في الحُبِّ لا تَنتَهِ / أَفديكَ مِن ناهٍ وَمِن آمِرِ
طرفُ غَريمي واترى في الهَوى / يا ترتي من طرفه الواتِرِ
لَم تَخلُ منه أَبَداً مُهجَتي / إِذا خَلا من شخصه ناظِري
أَنجَدَ أَم غارَ فلمّا أَزَل / من منجدٍ فيهِ ومن غائرِ
غَدا عليه لائمي حاسدي / وَراحَ فيهِ عاذِلي عاذِري
كَم وارِدٍ وَردي فيهِ وَلا / عَن ذلك المورد من صادِرِ
وَكَم فَتى كانَ بِهِ رابِحاً / عادَ بقلب الخائِب الخاسرِ
يُنسب في الحُسنِ إِلى هاشِمٍ / فَيا لَهُ مِن نَسَبٍ طاهِرِ
ما بنت عنّي يا غَزال النقا / ما خطر السلوان في خاطِري
فدى لِعينيك عيون المَها / من رمل نَجران إِلى حاجرِ
حسبك يا لَيلايَ ما نلته / ما ناله قيس بَني عامِرِ
راحَ فُؤادي قطعاً واِغتَدى / يَرقص في قدر الجوى الغائِرِ
وَبانَ عَنّي سامري شارِداً / وَبتُّ في الحيّ بِلا سامرِ
فَليهجر الطرفُ لَذيذَ الكَرى / فَقَد غَدا مواصلي هاجِري
وَأَنت يا عين أَعيني الحَشا / برشّةٍ من دمعك الهامرِ
وَأَنتَ يا جحر الجوى نجّني / من غمدات المدمع الغامِرِ
كَم زمن قضّيته بالحمى / بذكره لذَّ فمُ الذاكِرِ
جنيت فيهِ ثَمَرات الهَوى / من وارق العود إِلى ثامرِ
إِن غابَ عَن عين المعنّى فكم / مِن غائِبٍ بَينَ الحَشا حاضِرِ
من مُبلغٌ عَنّي الوَرى قولةً / تفترّ عَن ذي كبدٍ فاغرِ
إِنَّ رَبيب الخدر في حسنه / راض جموح الأسدِ الخادِرِ
عَجِبتُ مِن صعبي كَيفَ اِنثَنى / طوع زِمام الرشأ النافرِ
مشتَهِرٌ عَزميَ بَينَ الوَرى / كالسَيف هزّته يَدُ الشاهرِ
أَهتَزُّ شَوقاً لاِقتناص العلا / مثل اِهتِزاز المقضب الباتِرِ
أنمّق الشعرَ وَلَكِنَّني / منزّهٌ عَن حرفة الشاعِرِ
صنت به كلّ فَتىً طيّب / ممزّقاً كلّ فَتىً عاهِرِ
فَخرت بالنَقس وكلّ اِمرئ / بغيره بَينَ الوَرى فاخرِ
كَم لَكَ يا دَهريَ من عثرة / فَلا لقاً لجدّك العاثرِ
ما آنَ مِن أَن تأتني طائِعاً / كالبازِل المنقاد للناحرِ
لتزدهي الدنيا عَلى الزهر في / سَنا شَقيق القمر الزاهِرِ
فكلّ معنى من معانيَّ قَد / سارَ مسير المثل السائِرِ
ما العُربُ إِلّا صورَةٌ مِثلُ ذي
ما العُربُ إِلّا صورَةٌ مِثلُ ذي / تَلتَمسُ الروح من المُنقذِ
فَهي له إِن قالَ هاتي لَها / وَهيَ لَها إِن قالَ يَوماً خُذي