القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد المحسن الكاظمي الكل
المجموع : 9
يا زارعَ السقم بِجِسمي أَما
يا زارعَ السقم بِجِسمي أَما / آنَ لِهَذا الزَرع أَن يُحصَدا
إِن لَم تجِب عبدك فيما دَعا / قُل لي إِذاً مَن ذا يُجيب النِدا
أنفس مَنظوم يُزيل العَنا
أنفس مَنظوم يُزيل العَنا / وَيفرج الكرب إِذا اِلتَفّا
فَريدة في مدح خير الوَرى / عطّرت الأَقلام وَالصحفا
بَديعة المعنى دعَتني بأن / أجيل فيها الفكر والطرفا
فحيّر الفكرة تشطيرها / أَن أَبتني في نعتها حرفا
فَلا تسمني أَبَداً وَصفها / فلست أَسطيع لَها وَصفا
لفّ بها نشر غَريب الشَذا / حمدت فيه النشر واللفّا
تخفى عَلى مثلي آياتها / وَهيَ عَلى الحاذِق لا تخفى
يهتزّ لا عَجَباً ولكن هَوى / قارئها بَينَ الوَرى عطفا
يَحسبها مِن رقّةٍ خمرة / مَمزوجة يشربها صرفا
ما برحَت قرطاً بإذن العلى / وَلَم يَزَل تَشطيرها شنفا
حسبك منها خطرة كُلَّما / مرّت عَلى القلب لَها رفّا
بِخاتم الرسلِ فَشا عرفها / اللَه ما أَطيَبَه عرفا
يا أَيُّها المدّاح بشراكم / بَلغتمُ الرحمةَ وَاللّطفا
قَد جَعَل اللَهُ عَلى مادحي / نبيّه جنّته وَقفا
يا مهبطَ الوحي أَجِر مُذنباً / قَد شفّه الوجد الَّذي شَفا
وَيا شَفيع المُذنِبينَ اِستَجِب / دَعوة حيّ آنس الحتفا
حبّك في الحشرِ لنا عدةٌ / فَلا نعدّ البيض والزغفا
وكلّ نار ينطَفي جمرها / وَجمر وَجدي بك لا يطفى
خُذني إِلى تربك يشفى الضنى / أَلَيسَ في تربك يُستَشفي
أَقبَلَ في برد العلا يخطر
أَقبَلَ في برد العلا يخطر / فهلّل الأَزهر وَالمنبَرُ
بالأَمسِ قَد أصحر ليث الشَرى / وَاليَوم آب الأسد المصحرُ
أَخلى منَ الزأر عرين العلا / ثُمَّ اِنثَنى في غيله يَزأرُ
ضرغامة يَخضَع طوعاً له / إِما سطا الضرغامة القسورُ
يهدر أَو يرجع عن غيّه / كلّ أَخي شقشقة يهدرُ
سَعى وَما كلّ عَميد سعى / يحمد في مَسعاهُ أَو يشكرُ
مَن ذا تَرى ينكر معروفه / مَعروفه في الناس لا ينكرُ
لَيسَ لما يجبره كاسِر / كَذاكَ لا جبر لما يكسرُ
ذو هِمّة يفترّ من دونها / صرف اللَيالي وَهيَ لا تفترُ
وَعزمة لَو قسمت في الوَرى / ما ذكر الأَبيَض وَالأَسمَرُ
اللَهُ ما أَكبرها همّة / بِجَنبها الأَفلاك تستصغرُ
أَعظم بِهِ من سيّد ماجدٍ / كلّ عَظيمٍ دونه يحقرُ
يكثر في أَفعاله واحِداً / بها يقلّ العدد الأَكثَرُ
هَذي المَعالي فأبصرنها وَقل / هَل بعد هَذا شرف يبصرُ
بخ بخ يا عصره إِنَّما / قَد حسدت بهجتك الأعصرُ
أَيّ عَلاء بك لا يَعتَلي / وَأَيّ فخر بك لا يفخرُ
رد واِصدرن في العزّ فى ظلّ من / يَحلو بِهِ المورد وَالمصدرُ
جاءَ فشمنا البشر في وَجهه / يَكاد من رقّته يقطرُ
يا أيّها القادِم من غيبة / أَنتَ المُنى تَغيب أَو تحضرُ
ما أَنتَ إِلّا جبل عاصِمٌ / يأوي لك البادون وَالحضرُ
دمت عَلى رغم العدا سالِماً / شانئك اليَوم هُوَ الأَبتَرُ
كَما بَدا البشر لَنا عادا
كَما بَدا البشر لَنا عادا / وَاِلتأم الجرحانِ أَو كادا
صَحيفة الأَهرام نثّت لَنا / ما هزّ أَغواراً وأنجادا
نثّت عَلى الناس حَديث المنى / وأَرجعت للناسِ ما بادا
آب لَنا صدر العلا سالِما / وَساعد الأَوطان قَد آدا
أَنبأنا الخَميس أنّ الهَنا / قَد ضرب الخَميس ميعادا
قَد نَسي السبت وَأَهواله / من ورد الخَميس أَورادا
أَليلة الجمعة تلك الَّتي / أَنم فيها البشر ميلادا
أَم لَيلةُ القدرِ الّتي اِستقبلت / للحقِّ أذكاراً وأورادا
يا لَيلة الجمعة كوني كَما / كانَت لَنا أختك إمدادا
كوني لمصر قبسا لامِعاً / وَكَوكباً للشرق وَقّادا
كوني لمصر مثلاً صالِحا / يرشدها للخير إرشادا
وَفتّحي الأَبواب رغم الألى / قَد أَحكموا الأَبواب إيصادا
حيّ أساة أَدرَكوا آسيا / وَحيّ زوّارا وَعوّادا
وَحيّ من واصل تسآله / وحيّ قصّاداً وَوفّادا
يا أَسى الجرح طَبيب العلا / بذّك إسعافاً وَإِيجادا
إِنَّ الَّذي عالجَ أَحبابه / غير الَّذي عالج أَضدادا
هذا أَبو الشعب فَضنّوا به / إن كنتم بالنَفس أَجوادا
أَنّى اِلتفتَّ اليوم في بشره / أَلفيت روّاداً وَورّادا
قَد تَرَكوا الراحة من أَجله / وأَجهَدوا الأنفس إجهادا
لَو اِستَطاعوا جَعَلوا نهجه / أَفئدة منهم وَأَكبادا
واِحتملت صدورهم ركبه / سَواعِداً طالَت وَأَعضادا
كَم صفّد الأَقوام إِحسانه / وفكّ أَصفاداً فأصفادا
زغلول من وطّدَ ركنَ العلا / ومن بَنى المجدَ ومن شادا
لَو مادَتِ الدنيا وأَطوادها / في عاصفاتِ الدهرِ ما مادا
يَسود زغلول وَلَولا النهى / زغلول في الأَقوام ما سادا
وَمن حمى أَوطانه واِحتَمى / بِها وَمن ذبّ ومن ذادا
خصّك يا مصر وَعمّ الهَنا / مَكّة وَالقدس وَبَغدادا
كأنّ سعداً مقبل بَينَها / يَستَقبل الأَقوام قصّادا
من ذا رمى الأشوس في أمة / عزت جَماعات وَأَفرادا
من ذا رَمى الأمة في فارِس / تملك الفرسان واِقتادا
لا تطلبوا الرحمة من خائِن / تعمّد القسوة واِعتادا
قَد رامَت الأَوطان إصلاحها / وَرامَ للأوطان إِفسادا
لَو علم الخائِن من ذا الَّذي / كادَ له بالأمس ما كادا
وَلَو دَرى كَيفَ مَصير الهَوى / ما كانَ للأهواء منقادا
يا رجل الشرق وَيا نطفه / وَيا مجيب الغرب إن نادى
يا حَبّذا أَنتَ لَنا قائداً / يَسوقنا للمجد أَجنادا
وَالقائِد المنصور في يَومه / أَسراه كانوا أَمس قوّادا
أَنتَ الَّذي جدّد مجد الألى / قَد عبروا عاداً وَشدّادا
وَأَدرك الأمّة إحسانه / وَجاد بالبشر كَما جادا
وَمن يَكُن بالفضل ذا خبرة / كانَ شَكوراً لك حمّادا
لست الَّذي قَد وَجَدوا ندّه / إن وَجَدوا للبدر أَندادا
يَسود زَغلول وَلَولا النهى / زَغلول في الأَقوام ما سادا
لِيَغتَبِط سعد بأوطانه / وَليغمر الأَوطان إسعادا
وَلتحي مصر بالمَليك الَّذي / في ملك مصر في العلا زادا
وَليحي زَغلول وَأَنصاره / ومن وقى زَغلول أَو فادى
وَليحي من عزّ بآماله / وَشاد أَولاداً وأحفادا
اِنزِل عَلى الرَحبِ بعمان
اِنزِل عَلى الرَحبِ بعمان / وَبدّد الشكّ بإِيقانِ
اِنطَلِق اليَوم بأَرجائها / إِنّك وَالطير طَليقانِ
أَقم مَع الطَير عَلى بانهِ / وَطِر مع الطَير من البانِ
وَسابقِ الطير إِلى من له / من سابِق العَزم جناحانِ
تَعلّم اللقط وَكن هدهداً / يَجيء من عند سليمانِ
وَلا تمل لشادن قصده / لدى التآخي قصد شَيطانِ
في يَده هاروت أَجفانه / وَفي يَدي عَصا ابن عمرانِ
أراكَ يا أَسعَد أَنساك ما / لَم يك من بعدك أنساني
أَخاف أَن تَغدو لَنا قائِلاً / أَن الضَنى سَرى فأعداني
فَتُب إِلى الرحمن مِمّا مَضى / واِستَبدِل الكفر بإيمانِ
وكن أَخاً لمسلم ناصِحا / وكن أَخا لكلّ نصراني
لا يسلم العالم من حربهِ / ما لم يعاونه الفَريقانِ
صِلِ الخطا واِرق إِلى ساحة / من دونها هامة كيوانِ
وَاِذهب بإنجيلك نحوَ السما / وَعد إِلى الأَرض بقرآنِ
واِغتَنِم الفُرصَة ما أَمكنت / وأَطلق سَراح البطلِ العاني
تبيّن القصد وَسطّر لنا / سطور هاد كلّ حيرانِ
وَاِختبر الأَمر وكن راويا / يصدق في سرٍّ وَإِعلانِ
واِحتَمِل الأَنباء من غَيرِ ما / زيادة فيها وَنقصانِ
أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني
أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني / وَلست أَعدوه بشكراني
محبّب تَحلو أَحاديثهُ / إِذا جنا الحنظلة الجاني
ما زالَ يدنيني حَتّى إِذا / تملّك المهجة أَقصاني
عاديت كلّ الناس من أَجلهِ / فَصادق الناس وَعاداني
خادَعني حيناً وَخادَعته / وَقبل أَن أُغريه أَغراني
أَثلج قَلبي بِمَواعيده / لكنّه بالخلف أَصلاني
يَعتَرِض الردّ بإِعراضه / وَيخلف الوعد بإمعانِ
وَيأكلُ الحقّ كَما يَشتَهي / وَيطبخ العذر بإِتقانِ
لَو كانَ قَلبي بَينَ أَضلاعه / ما قابل الوصل بهجرانِ
لَو عرفَ الحبّ وَأَسبابه / أَيقن باللوعة إِيقاني
يُرافِق المَولى وَلا يَقتَدي / برعي مَولاه فيرعاني
أَلَم يَكُن أَبصر ما خَصّني ال / مَولى به يَوم تَولّاني
كأَنَّه لَم يَر ما أَجزلت / نعماهُ مِن عطفٍ وَتحنانِ
إِن قيلَ في الذكر له حامِد / قلت نعم حامِد نسيانِ
وَكَيفَ لا أَذكر خلّات من / يذكرني حيناً وَيَنساني
يَقول من شاهده ما اِعتَدى / وَلا سعى يَوماً لحرماني
لَو وقف الرأي عَلى مكره / لَقالَ ذا فارِس فرسانِ
أَستَغفِر اللَه إِذا لَم أَزِن / فعاله الغرّ بميزانِ
مواعد لكنّه مسرع / وَمنجز لكنّه وانِ
إِنجازه جرَّ إِلى أَحقب / وَوعده يدرك في آنِ
لا عيب فيه غير فرط الحَيا / وَنفعه لكلّ إِنسانِ
وَهوَ لِمَولاه إِذ داهمت / جامحة أَقرب قربانِ
وَهوَ عَلى ما فيهِ من جفوة / أَخلص أَحبابي وَخلّاني
إِن كانَ قَد أَذنَب أَو قَد جَنا / فالذَنب ذَنبي وَأَنا الجاني
إِنّي أقاضيه وَلا أَكتَفي / وَحَبّذا لَو كانَ قاضاني
فاِحكم له أَو ليَ فيما تَرى / واِجز المسيئين بإِحسانِ
وَاِقض عَلى المذنب أَو جازِهِ / صَفحاً وَعاقبه بِغُفرانِ
لَولا رَباب وَنزار وَما / يَبتَغيان وَيريدانِ
ما كانَ أَغناني عَن حامِدٍ / عَن حامِدٍ ما كانَ أَغناني
أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش
أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش / وَأنملي من الضَنى باِرتِعاش
وَأعين عَلى وسادي لقاً / وَأكبد حول سَريري عطاش
يهمّ عضبي وَلأفعى الضَنى / ما بَينَ قَلبي وَضُلوعي نهاش
لا يَذهَب السقم بِعَزمي وَلا / تقعد بي عين رَقيب وواش
وَكَيفَ لا يرهف عَزمي إِذا / ما نَبَضَ القَلب أَو الصدر جاش
لا ماتَ قحطان وَفينا دَمٌ / إِذا سفكنا الدم قحطان عاش
إِنّا إِذا ما قيل أَوطاننا / حمنا عليها حومان الفِراش
جَميعنا في حبّها واحد / من راكِب إِلى الأَماني وَماش
إِنّا بَنو المجد فَما بالنا / ينيمنا طارق يَوم غشاش
يعبُّ ذو المجد عبابا وَلا / يَرضى عَلى الظماة سَقيا رشاش
المجد يَبقى ظلّه سرمداً / وَما سوى المجد خَيالاً تَلاش
لَنا ظبى عزم حداد الشبا / مضرمات وَسهام تراش
أَلَيسَ منّا كلّ ضرغامة / فحل ضراب لَم يرعه خشاش
كلّ فَتى مرسّخ قَلبه / كَأَنّه ذو لبد أَو مشاش
يَقتَحِم الهول وَلما يبل / ليل طَغى بهوله أَو غباش
قولوا لمن يجهلنا فَليجئ / بِخادِع يَخدعنا أَو بواش
لَسنا بني العَلياء إن لَم نعد / أَوطاننا في طرب واِنتِعاش
حَياتنا موت إِذ لم نشد / حَياتنا كلّ بعيد المناش
أَفضلنا من سار دون العلا / وَاِفترش الصخر وعاف الرياش
من هجر الأَهل وَلَم يَنكَمِش / وَجاوز الوحش وَفيهِ اِنكماش
لَم أَرَ عُذراً لحسامي إِذا / ما اِتّسع الخطب وَضاق المَعاش
أَكتُم أَو أفشي وَكَم في الوَرى / من كاتم سرّ الأَماني وَفاش
من كانَ عبد اللَّه ربّ النَدى / عَوناً له فسهمه لا يطاش
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ
كَم بالقبيبات عَلى حاجِرٍ / من قمر بادٍ وَمِن حاضرِ
وَكَم عَلى الرضراض من رمله / من رَشأٍ ظامي الحَشا ضامرِ
وَمُشرئبٍّ بالحمى آلِفٍ / لمشرئبٍ بالحمى نافِرِ
وَفاتِر الناظِر يَعطو إِلى / مُذعّرٍ ذي نظر فاتِرِ
مُلتَفِتاً في الحيّ من رقبة / تلَفّت الريم إِلى الذاعِرِ
قَد لعبَ الدلُّ بأعطافه / لعب الصبا بالغُصُنِ الناضرِ
مَن لي به من عطر ثغره / يَسحب فضّ البَرَد العاطرِ
بكسر قَلبي كاسِراً طرفه / فَهَل لِذاكَ الكسر من جابرِ
جارَ عَلى قلبيَ سلطانهُ / اللَه من سلطانه الجائرِ
ما لي عليه أَبَداً ناصر / وَكَم له عليَّ من ناصرِ
يا مُهجَتي صَبراً عَلى ظلمه / ما أَكبَر الظلم عَلى الصابرِ
وَيا جفوناً سهرت لَيلها / ما أَطوَل اللَيل عَلى الساهرِ
فَهَل لصبحِ الوَصلِ من أَول / وَهَل لليل الهَجرِ من آخرِ
يا آمري في الحُبِّ لا تَنتَهِ / أَفديكَ مِن ناهٍ وَمِن آمِرِ
طرفُ غَريمي واترى في الهَوى / يا ترتي من طرفه الواتِرِ
لَم تَخلُ منه أَبَداً مُهجَتي / إِذا خَلا من شخصه ناظِري
أَنجَدَ أَم غارَ فلمّا أَزَل / من منجدٍ فيهِ ومن غائرِ
غَدا عليه لائمي حاسدي / وَراحَ فيهِ عاذِلي عاذِري
كَم وارِدٍ وَردي فيهِ وَلا / عَن ذلك المورد من صادِرِ
وَكَم فَتى كانَ بِهِ رابِحاً / عادَ بقلب الخائِب الخاسرِ
يُنسب في الحُسنِ إِلى هاشِمٍ / فَيا لَهُ مِن نَسَبٍ طاهِرِ
ما بنت عنّي يا غَزال النقا / ما خطر السلوان في خاطِري
فدى لِعينيك عيون المَها / من رمل نَجران إِلى حاجرِ
حسبك يا لَيلايَ ما نلته / ما ناله قيس بَني عامِرِ
راحَ فُؤادي قطعاً واِغتَدى / يَرقص في قدر الجوى الغائِرِ
وَبانَ عَنّي سامري شارِداً / وَبتُّ في الحيّ بِلا سامرِ
فَليهجر الطرفُ لَذيذَ الكَرى / فَقَد غَدا مواصلي هاجِري
وَأَنت يا عين أَعيني الحَشا / برشّةٍ من دمعك الهامرِ
وَأَنتَ يا جحر الجوى نجّني / من غمدات المدمع الغامِرِ
كَم زمن قضّيته بالحمى / بذكره لذَّ فمُ الذاكِرِ
جنيت فيهِ ثَمَرات الهَوى / من وارق العود إِلى ثامرِ
إِن غابَ عَن عين المعنّى فكم / مِن غائِبٍ بَينَ الحَشا حاضِرِ
من مُبلغٌ عَنّي الوَرى قولةً / تفترّ عَن ذي كبدٍ فاغرِ
إِنَّ رَبيب الخدر في حسنه / راض جموح الأسدِ الخادِرِ
عَجِبتُ مِن صعبي كَيفَ اِنثَنى / طوع زِمام الرشأ النافرِ
مشتَهِرٌ عَزميَ بَينَ الوَرى / كالسَيف هزّته يَدُ الشاهرِ
أَهتَزُّ شَوقاً لاِقتناص العلا / مثل اِهتِزاز المقضب الباتِرِ
أنمّق الشعرَ وَلَكِنَّني / منزّهٌ عَن حرفة الشاعِرِ
صنت به كلّ فَتىً طيّب / ممزّقاً كلّ فَتىً عاهِرِ
فَخرت بالنَقس وكلّ اِمرئ / بغيره بَينَ الوَرى فاخرِ
كَم لَكَ يا دَهريَ من عثرة / فَلا لقاً لجدّك العاثرِ
ما آنَ مِن أَن تأتني طائِعاً / كالبازِل المنقاد للناحرِ
لتزدهي الدنيا عَلى الزهر في / سَنا شَقيق القمر الزاهِرِ
فكلّ معنى من معانيَّ قَد / سارَ مسير المثل السائِرِ
ما العُربُ إِلّا صورَةٌ مِثلُ ذي
ما العُربُ إِلّا صورَةٌ مِثلُ ذي / تَلتَمسُ الروح من المُنقذِ
فَهي له إِن قالَ هاتي لَها / وَهيَ لَها إِن قالَ يَوماً خُذي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025