المجموع : 8
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها / لَهفَةَ ظامي الروح حرّانها
ما أَحرَقتها النار لكنما / ضُلوع مَفتون بِغُزلانها
وَالحُبّ إِما أَضرمت ناره / تَسمعه الدُنيا بِآذانها
نَديم أَخبرني فَقَد راعني / تَشبثُ النار بغيطانها
هَل سرتِ النار إِلى تينها / وَتُوتِها الغضّ وَرُمانها
رسالة واهاً لَها واها
رسالة واهاً لَها واها / شَرقت بِالدَمع لفحواها
مِن غادة عذبني نأيها / ما ضَرَّ لَو كُنتُ وَإِيّاها
أَضراسها تُؤلِمُها لَيتَني / أَشكو الَّذي سَبّب شَكواها
تِلكَ ثَناياها الَّتي نَضدت / عَقدين وَالمَكسور إحداها
آثارَها في شَفَتي لَم تَزَل / يا ضلَّ مَن يَجهَل مَعناها
رَشفت مِنها سَلسلاً بارِداً / صادف نِيراني فَأَطفاها
في لَيلة لَم أَدرِ ساعاتها / أَضَعت طولاها وَقُصراها
حَتّى طَغى الصُبح بِأَنواره / عَلى نُجوم اللَيل يَغشاها
وَرَجَّع الطَير أَغاريده / شَجواً فَأَبكاني وَأَبكاها
فَقُلت يا طَير كَذا عاجِلاً / قُمت عَلى اللذات تَنعاها
وَقُلت يا طَير مَتى نَلتَقي / يا طَير هَل أَحيى وَأَلقاها
ثُم تَعنانَقنا فلله ما / تذرف عَيناي وَعَيناها
قَبَلتها في فَمها قُبلة / ما كانَ أَزكاها وَأَحلاها
وَقَبَلتني مِثلَها قُبلة / ما زِلت اَستَنشق رَياها
تِلكَ هِيَ الزاد غَداةَ النَوى / قَد يَهلك العاشق لَولاها
حَبيبَتي عودي إِلى رَبوة / أَضحى فُؤادي رَهن مَغناها
يا مَنيتي عودي نُعِد لَيلة / ما زالَ قَلبي يَتَمناها
ذُقت بِها مِنكِ أَلَذ الهَوى / فَكَيفَ أَنساك وَأَنساها
هواكِ جبَّارْ
هواكِ جبَّارْ / على القلب جارْ
أَمانْ أمان /
مِنْ زفرةِ الليلِ / وغمِّ النهارْ
أمانْ /
يا أملى يا نورَ مستقبلي / أوقعني صمتُكِ في مشكل
ما خبّأ الدهرُ بعينيكِ لي /
هل ابتسامٌ فيهما أم دموعْ / تُذيبُ قلبي كمداً في الضلوعْ
يا ليت مكنونهما ينجلي /
سعادُ لا يَهدأُ هذا الفؤادْ / ولنْ يذوقَ الجفنُ حُلْوَ الرقادُ
ما لمْ تصافيني الهوى يا سعادْ /
لو كان حظّي منك أن تعلمي / ما تصنع الأَشواق بالمغرمِ
لرقَّ لي قلبُك والدمع جاد /
أبصرتُ في جُنحِ الدُّجى طائِفا / كلمْحةِ البرقِ سرى خاطفا
ثم دنا يصعقُني هاتفا /
سعاد لم يخطرْ على بالها / ولم تكنْ موضعَ آمالِها
ثم تولَّى يسبقُ العاصفا /
أصبحتُ لا يَشفي غليلي ابتسامْ / ولا انحناءُ الرأسِ عند السلام
أولى بنالو نتشاكى الغرامْ /
يا حبَّذا لُقيا على موعدِ / وحبَّذا أْخذُ يدٍ في يدِ
حتَّى يقول الناسُ هامت وهامْ /
ماذا أصاب الروضَ حتى ذَوَى / والهفا والغصْنَ حتى التوى
وأيُّ بُردٍ للربيعِ انطوى /
الروضُ يملي يا سعاد العِبَرْ / في زَهَرٍ مثل الأماني انتثَرْ
يا روضةَ الحسن حذارَ الهوى /
هواكِ جبَّار / على القلب جارْ
أمانْ أمان /
من زفرةِ اللَّيل / وغمِّ النَّهارْ
أمان /
افدي بروحي غيدَ اشبيليهْ
افدي بروحي غيدَ اشبيليهْ / وإن أذْقنَ القلبَ صابَ العذابْ
عَلقْتُ منهنَّ بِتربِ النَّهارْ / وجهاً وصنوِ اللَّيلِ فرعاً وعَين
في مثلِها يخلعُ مثلي العِذارْ / ولا يبالي كيف أمسى وأْينْ
أشربُ مِن فيها وكأس العُقارْ / معاً فكيف الصَّحوُ من سكرتين
لَهْفي عليها يومَ شَطَّ المزارْ / وساقَها البيْنُ إلى النَّيْربَينْ
ودّعتُها ومُهجتي مُشفيهْ / لم يشفني رشفُ الثنايا العِذاب
وودّعتْ بالنظرة المغريه / تصحب لُبّي معها في الرّكاب
يا أْعصُرَ الأَنْدَلس الخاليات / قد فازَ منْ عاش بتلكِ الربوع
أهكذا كانت هناك الحياة / متْرَفَةَ الأّيَّام ملءَ الضلوع
أهكذا الفتنةُ في الغانيات / ونشوةُ الوْصلِ وحَرُّ الولوع
لئِن مضى عهدُ ذوينا وفيات / ولم يَعُدْ من أملٍ في الرجوع
فذمتي بعهدِهْم موفيهْ / أرُدُّ ماضيهِم ببذْلِ الشَّباب
أنا ابْنُ زَيْدونَ وتصبو لِيَهْ / ولاَّدةٌ في دمِها والاهاب
أوَّلُ عهدي بفنونِ الهوى / بيروتُ أْنعِمْ بالهوى الأولِ
وقيل هل يَرْشُدُ قلبٌ غوى / والرشدُ غَيٌّ في الصِّبا المقبلِ
مَدَدْتُ لما قلتُ قلبي ارتوى / يدي فردَّتْهُ عن المنهل
بيروتُ لو شئتُ دفعتُ النوى / طوْعاً ولم أهجركِ فالويل لي
في ذِمَّةِ اللهِ مُنىً موديَهْ / باسقةٌ خضراءُ لُدْنٌ رطابْ
لعلَّ في أختك يا سوريَه / حسنَ عزاءٍ عن جليلِ المصاب
يَلَذ لي يا عينُ أن تسهدي / وتَشتري الصَّفوَ بطيب الكرى
لي رَقدةٌ طويلةٌ في غدِ / للِه ما أعمقَها في الثرى
ألم تَرَيْ طيرَ الصِّبا في يدي / أخشى مع الغفلةِ أن ينفرا
طال جناحاه وقد يهتدي / إلى أعالي دوحهِ مُبكرا
أرى الثِّلاثين ستعدو بيَه / مُغيرةٌ أفراُسها في اقترابْ
وبعد عشرٍ يلتوي عودَيهْ / وينضَبُ الزَّيت ويخبو الشهاب
لا بدَّ لي إنْ عِشتُ أن أعطِفا / على ربى الأَندلسِ النَّاضرهْ
وأجتلي أشباحَ عهدِ الصَّفا / راقصةً فتَّانةً ساحرهْ
هناك لا أملِكُ أنْ أذرِفا / دمعي على أيامِنا الغابره
عساك يا دمعَ محبِّ وَفَي / تَرُدُّ جنَّاتِ المنى زاهره
يومئذٍ أُلقي على عودَيهْ / لَحْنَ الهوى أْمزُجُه بالعتابْ
أفدي بروحي غيدَ أشبيليهْ / وإن أذْقنَ القلبَ صابَ العذابْ
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها / لَأَنكَرَت عَيناك مَرآها
ذابِلة ناحِلة قَد مَحَت / يَدُ الأَسى القاسي محيّاها
لا تَلقَها لا تَرَها إِنَّها / مرّ بِها المَوت فَأَخطاها
وَسائل هَل بَقيت فضلة / لَديك مِن حُب وَذكراها
قَد مَرَّ عامان وَها ثالث / وَواحِدٌ كافٍ لِتَنساها
وَأَنتَ كَالنَحلة مِن زَهرة / لِزَهرة تَسليك إياها
أَخطَأتما لَم تَعرفا ما الهَوى / كِلاكُما عَن كنهه تاها
السقم لا يَصرف وَجه امرئ / عَن وَجه مَحبوبٍ وَإِن شاها
كلا وَلا يَقصيه حَتّى وَلَو / كانَ مِن الأَسقام أَعداها
وَالمَوت ما أَبلى هَوى عاشقٍ / وَمُهجة المَعشوق أَبلاها
دونك قيساً مثلاً إِنَّه / إِن جئت بِالأَمثال أَعلاها
ما زالَ يَغشى قبر لَيلى إِلى / أَن أَسلم الروح فلبّاها
أَلا تَرى النحلة مَهما حَلا / زهر الرُبى لَم تَنس مَأواها
تَطلبت عَيني سِواها وَقَد / تَعلّق القَلب بِمَغناها
نعم تذوّقت هَوى غَيرها / فَلَم يَطب للقَلب إِلّاها
وَإِن أَجد حسناً فَمِن حُسنَها / أَو نَفحةً ذكرت ريّاها
أَو قُلت في شَكواي واهاً سرت / وَرَدد الوادي صَدى آها
مَظلومة سيقت إِلى ظالم / نغّص مغداها وَمَسراها
كانَ أَبوها راعياً غاشماً / للذئب لا للحبّ ربّاها
برَّحَ بي الشوقُ فلما طغى
برَّحَ بي الشوقُ فلما طغى / فزعْتُ للرْسمِ فكبَّرُتهُ
وما شفى داءً ولكنَّما / قلبي شكا البعدَ فعلَّلُتُهُ
ولم أجدْ في الرَّسمِ أخلاَقها / جرَّبتُها حيناً وجرّبتُه
منتظري في غرفتي دهرَهُ / جودُ بخيلٍ ما تعوَّدْتُه
ظلَّ وقد ناجيتُهُ باسماً / ولم يمانعْ حين قبَّلتُه
عَرَفْتُ للرَّسام إبْداَعهُ / وعدتُ للرَّسمِ فانكرتُه
قد فاته دَلٌّ تعرَّفْتُهُ / فيها ومَطْلٌ كم تذوَّقتُه
لَوْ جاءَني الرسَّامُ بالمشتهى / كفرتُ باللهِ وأشركتُهُ
يا حلوة العينين يا قاسيهْ
يا حلوة العينين يا قاسيهْ / سرعان ما أصبحت لي ناسيهْ
أما أنا فلست أنسى يداً / ناعمةً تجود بالعافيه
لئن شفى الطب ضنى عارضاً / فمهجتي أنت لها شافيه
وإبرة الآسي على نفعها / أفعل منها نظرةٌ ساجيه
تبعثها عيناكِ في أضلعي / فياضةً بعطفها آسيه
تلأم قلباً نَكَأتْ جرحَه / فعاد يهوَى مرة ثانية
وتظفئ النار التي حُرّ كتْ / فارجعتها زفرة حاميه
قيصرة الحسن ألا اشتكي / إليك من جورك يا طاغية
هل كان نسيانك لي هفوة / أم خطّة أْشراكُها خافيه
سيدتي ذنبك مهما يكن / تغفره أعذارك الواهيه
يا فَوْزُ ويلي منكِ يا قاسيهْ
يا فَوْزُ ويلي منكِ يا قاسيهْ / عذَّبتِني ظُلماً كفى ما بيهْ
أراكِ في اليوم ثلاثاً ولا / أنَالُ إلاَّ النَّظرةَ الجافيهْ
واللهِ لو تدرين ما قصتي / ما كنتِ عن حالي إذنْ راضيهْ
بل كنت لي عوناً على غربتي / وكنتِ لي راحمةً آسيهْ
مرضْتِ أياماً ولمْ تطلُعي / ظللتُ فيها مهجتي داميهْ
أسأل عنكِ النَّاسَ مستخبراً / ولهانَ أدعو لكِ بالعافيهْ
حتَّى إذا أْبللتِ يا منيتي / خفَّفَ عنِّي اللهُ بلوائيهْ
بشراكَ يا قلبي فقد أصبحتْ / تغدو إلى مَلْعبِها ثانيهْ
مليكة ما بين أترابها / يا ليتني كنتُ مع الحاشيهْ
يا وردةً ترسلُ أنوارَها / فيْضاً على الكونْ من الرابيهْ
يا ربَّةَ المنديل مِنْ تحتِه / نَبْعَةُ حسنٍ ثَرَّةٌ صافيهْ
ناشدتُك الإسلامَ لا تقتلي / أخاك في دينِكِ يا قاسيهْ