القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 8
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها
لَهفي عَلى الشام وَسُكّانها / لَهفَةَ ظامي الروح حرّانها
ما أَحرَقتها النار لكنما / ضُلوع مَفتون بِغُزلانها
وَالحُبّ إِما أَضرمت ناره / تَسمعه الدُنيا بِآذانها
نَديم أَخبرني فَقَد راعني / تَشبثُ النار بغيطانها
هَل سرتِ النار إِلى تينها / وَتُوتِها الغضّ وَرُمانها
رسالة واهاً لَها واها
رسالة واهاً لَها واها / شَرقت بِالدَمع لفحواها
مِن غادة عذبني نأيها / ما ضَرَّ لَو كُنتُ وَإِيّاها
أَضراسها تُؤلِمُها لَيتَني / أَشكو الَّذي سَبّب شَكواها
تِلكَ ثَناياها الَّتي نَضدت / عَقدين وَالمَكسور إحداها
آثارَها في شَفَتي لَم تَزَل / يا ضلَّ مَن يَجهَل مَعناها
رَشفت مِنها سَلسلاً بارِداً / صادف نِيراني فَأَطفاها
في لَيلة لَم أَدرِ ساعاتها / أَضَعت طولاها وَقُصراها
حَتّى طَغى الصُبح بِأَنواره / عَلى نُجوم اللَيل يَغشاها
وَرَجَّع الطَير أَغاريده / شَجواً فَأَبكاني وَأَبكاها
فَقُلت يا طَير كَذا عاجِلاً / قُمت عَلى اللذات تَنعاها
وَقُلت يا طَير مَتى نَلتَقي / يا طَير هَل أَحيى وَأَلقاها
ثُم تَعنانَقنا فلله ما / تذرف عَيناي وَعَيناها
قَبَلتها في فَمها قُبلة / ما كانَ أَزكاها وَأَحلاها
وَقَبَلتني مِثلَها قُبلة / ما زِلت اَستَنشق رَياها
تِلكَ هِيَ الزاد غَداةَ النَوى / قَد يَهلك العاشق لَولاها
حَبيبَتي عودي إِلى رَبوة / أَضحى فُؤادي رَهن مَغناها
يا مَنيتي عودي نُعِد لَيلة / ما زالَ قَلبي يَتَمناها
ذُقت بِها مِنكِ أَلَذ الهَوى / فَكَيفَ أَنساك وَأَنساها
هواكِ جبَّارْ
هواكِ جبَّارْ / على القلب جارْ
أَمانْ أمان /
مِنْ زفرةِ الليلِ / وغمِّ النهارْ
أمانْ /
يا أملى يا نورَ مستقبلي / أوقعني صمتُكِ في مشكل
ما خبّأ الدهرُ بعينيكِ لي /
هل ابتسامٌ فيهما أم دموعْ / تُذيبُ قلبي كمداً في الضلوعْ
يا ليت مكنونهما ينجلي /
سعادُ لا يَهدأُ هذا الفؤادْ / ولنْ يذوقَ الجفنُ حُلْوَ الرقادُ
ما لمْ تصافيني الهوى يا سعادْ /
لو كان حظّي منك أن تعلمي / ما تصنع الأَشواق بالمغرمِ
لرقَّ لي قلبُك والدمع جاد /
أبصرتُ في جُنحِ الدُّجى طائِفا / كلمْحةِ البرقِ سرى خاطفا
ثم دنا يصعقُني هاتفا /
سعاد لم يخطرْ على بالها / ولم تكنْ موضعَ آمالِها
ثم تولَّى يسبقُ العاصفا /
أصبحتُ لا يَشفي غليلي ابتسامْ / ولا انحناءُ الرأسِ عند السلام
أولى بنالو نتشاكى الغرامْ /
يا حبَّذا لُقيا على موعدِ / وحبَّذا أْخذُ يدٍ في يدِ
حتَّى يقول الناسُ هامت وهامْ /
ماذا أصاب الروضَ حتى ذَوَى / والهفا والغصْنَ حتى التوى
وأيُّ بُردٍ للربيعِ انطوى /
الروضُ يملي يا سعاد العِبَرْ / في زَهَرٍ مثل الأماني انتثَرْ
يا روضةَ الحسن حذارَ الهوى /
هواكِ جبَّار / على القلب جارْ
أمانْ أمان /
من زفرةِ اللَّيل / وغمِّ النَّهارْ
أمان /
افدي بروحي غيدَ اشبيليهْ
افدي بروحي غيدَ اشبيليهْ / وإن أذْقنَ القلبَ صابَ العذابْ
عَلقْتُ منهنَّ بِتربِ النَّهارْ / وجهاً وصنوِ اللَّيلِ فرعاً وعَين
في مثلِها يخلعُ مثلي العِذارْ / ولا يبالي كيف أمسى وأْينْ
أشربُ مِن فيها وكأس العُقارْ / معاً فكيف الصَّحوُ من سكرتين
لَهْفي عليها يومَ شَطَّ المزارْ / وساقَها البيْنُ إلى النَّيْربَينْ
ودّعتُها ومُهجتي مُشفيهْ / لم يشفني رشفُ الثنايا العِذاب
وودّعتْ بالنظرة المغريه / تصحب لُبّي معها في الرّكاب
يا أْعصُرَ الأَنْدَلس الخاليات / قد فازَ منْ عاش بتلكِ الربوع
أهكذا كانت هناك الحياة / متْرَفَةَ الأّيَّام ملءَ الضلوع
أهكذا الفتنةُ في الغانيات / ونشوةُ الوْصلِ وحَرُّ الولوع
لئِن مضى عهدُ ذوينا وفيات / ولم يَعُدْ من أملٍ في الرجوع
فذمتي بعهدِهْم موفيهْ / أرُدُّ ماضيهِم ببذْلِ الشَّباب
أنا ابْنُ زَيْدونَ وتصبو لِيَهْ / ولاَّدةٌ في دمِها والاهاب
أوَّلُ عهدي بفنونِ الهوى / بيروتُ أْنعِمْ بالهوى الأولِ
وقيل هل يَرْشُدُ قلبٌ غوى / والرشدُ غَيٌّ في الصِّبا المقبلِ
مَدَدْتُ لما قلتُ قلبي ارتوى / يدي فردَّتْهُ عن المنهل
بيروتُ لو شئتُ دفعتُ النوى / طوْعاً ولم أهجركِ فالويل لي
في ذِمَّةِ اللهِ مُنىً موديَهْ / باسقةٌ خضراءُ لُدْنٌ رطابْ
لعلَّ في أختك يا سوريَه / حسنَ عزاءٍ عن جليلِ المصاب
يَلَذ لي يا عينُ أن تسهدي / وتَشتري الصَّفوَ بطيب الكرى
لي رَقدةٌ طويلةٌ في غدِ / للِه ما أعمقَها في الثرى
ألم تَرَيْ طيرَ الصِّبا في يدي / أخشى مع الغفلةِ أن ينفرا
طال جناحاه وقد يهتدي / إلى أعالي دوحهِ مُبكرا
أرى الثِّلاثين ستعدو بيَه / مُغيرةٌ أفراُسها في اقترابْ
وبعد عشرٍ يلتوي عودَيهْ / وينضَبُ الزَّيت ويخبو الشهاب
لا بدَّ لي إنْ عِشتُ أن أعطِفا / على ربى الأَندلسِ النَّاضرهْ
وأجتلي أشباحَ عهدِ الصَّفا / راقصةً فتَّانةً ساحرهْ
هناك لا أملِكُ أنْ أذرِفا / دمعي على أيامِنا الغابره
عساك يا دمعَ محبِّ وَفَي / تَرُدُّ جنَّاتِ المنى زاهره
يومئذٍ أُلقي على عودَيهْ / لَحْنَ الهوى أْمزُجُه بالعتابْ
أفدي بروحي غيدَ أشبيليهْ / وإن أذْقنَ القلبَ صابَ العذابْ
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها / لَأَنكَرَت عَيناك مَرآها
ذابِلة ناحِلة قَد مَحَت / يَدُ الأَسى القاسي محيّاها
لا تَلقَها لا تَرَها إِنَّها / مرّ بِها المَوت فَأَخطاها
وَسائل هَل بَقيت فضلة / لَديك مِن حُب وَذكراها
قَد مَرَّ عامان وَها ثالث / وَواحِدٌ كافٍ لِتَنساها
وَأَنتَ كَالنَحلة مِن زَهرة / لِزَهرة تَسليك إياها
أَخطَأتما لَم تَعرفا ما الهَوى / كِلاكُما عَن كنهه تاها
السقم لا يَصرف وَجه امرئ / عَن وَجه مَحبوبٍ وَإِن شاها
كلا وَلا يَقصيه حَتّى وَلَو / كانَ مِن الأَسقام أَعداها
وَالمَوت ما أَبلى هَوى عاشقٍ / وَمُهجة المَعشوق أَبلاها
دونك قيساً مثلاً إِنَّه / إِن جئت بِالأَمثال أَعلاها
ما زالَ يَغشى قبر لَيلى إِلى / أَن أَسلم الروح فلبّاها
أَلا تَرى النحلة مَهما حَلا / زهر الرُبى لَم تَنس مَأواها
تَطلبت عَيني سِواها وَقَد / تَعلّق القَلب بِمَغناها
نعم تذوّقت هَوى غَيرها / فَلَم يَطب للقَلب إِلّاها
وَإِن أَجد حسناً فَمِن حُسنَها / أَو نَفحةً ذكرت ريّاها
أَو قُلت في شَكواي واهاً سرت / وَرَدد الوادي صَدى آها
مَظلومة سيقت إِلى ظالم / نغّص مغداها وَمَسراها
كانَ أَبوها راعياً غاشماً / للذئب لا للحبّ ربّاها
برَّحَ بي الشوقُ فلما طغى
برَّحَ بي الشوقُ فلما طغى / فزعْتُ للرْسمِ فكبَّرُتهُ
وما شفى داءً ولكنَّما / قلبي شكا البعدَ فعلَّلُتُهُ
ولم أجدْ في الرَّسمِ أخلاَقها / جرَّبتُها حيناً وجرّبتُه
منتظري في غرفتي دهرَهُ / جودُ بخيلٍ ما تعوَّدْتُه
ظلَّ وقد ناجيتُهُ باسماً / ولم يمانعْ حين قبَّلتُه
عَرَفْتُ للرَّسام إبْداَعهُ / وعدتُ للرَّسمِ فانكرتُه
قد فاته دَلٌّ تعرَّفْتُهُ / فيها ومَطْلٌ كم تذوَّقتُه
لَوْ جاءَني الرسَّامُ بالمشتهى / كفرتُ باللهِ وأشركتُهُ
يا حلوة العينين يا قاسيهْ
يا حلوة العينين يا قاسيهْ / سرعان ما أصبحت لي ناسيهْ
أما أنا فلست أنسى يداً / ناعمةً تجود بالعافيه
لئن شفى الطب ضنى عارضاً / فمهجتي أنت لها شافيه
وإبرة الآسي على نفعها / أفعل منها نظرةٌ ساجيه
تبعثها عيناكِ في أضلعي / فياضةً بعطفها آسيه
تلأم قلباً نَكَأتْ جرحَه / فعاد يهوَى مرة ثانية
وتظفئ النار التي حُرّ كتْ / فارجعتها زفرة حاميه
قيصرة الحسن ألا اشتكي / إليك من جورك يا طاغية
هل كان نسيانك لي هفوة / أم خطّة أْشراكُها خافيه
سيدتي ذنبك مهما يكن / تغفره أعذارك الواهيه
يا فَوْزُ ويلي منكِ يا قاسيهْ
يا فَوْزُ ويلي منكِ يا قاسيهْ / عذَّبتِني ظُلماً كفى ما بيهْ
أراكِ في اليوم ثلاثاً ولا / أنَالُ إلاَّ النَّظرةَ الجافيهْ
واللهِ لو تدرين ما قصتي / ما كنتِ عن حالي إذنْ راضيهْ
بل كنت لي عوناً على غربتي / وكنتِ لي راحمةً آسيهْ
مرضْتِ أياماً ولمْ تطلُعي / ظللتُ فيها مهجتي داميهْ
أسأل عنكِ النَّاسَ مستخبراً / ولهانَ أدعو لكِ بالعافيهْ
حتَّى إذا أْبللتِ يا منيتي / خفَّفَ عنِّي اللهُ بلوائيهْ
بشراكَ يا قلبي فقد أصبحتْ / تغدو إلى مَلْعبِها ثانيهْ
مليكة ما بين أترابها / يا ليتني كنتُ مع الحاشيهْ
يا وردةً ترسلُ أنوارَها / فيْضاً على الكونْ من الرابيهْ
يا ربَّةَ المنديل مِنْ تحتِه / نَبْعَةُ حسنٍ ثَرَّةٌ صافيهْ
ناشدتُك الإسلامَ لا تقتلي / أخاك في دينِكِ يا قاسيهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025