المجموع : 21
محمدٌ خيرُ بني غالبِ
محمدٌ خيرُ بني غالبِ / وبعدَه ابن أبي طالبِ
هذا نبيٌّ ووصيٌّ لهُ / ويُعزل العالمُ في جانبِ
حدّثه في مجلسِ واحد / ألفَ حديثٍ مُعْجبٍ عاجِبِ
كلُّ حديثٍ من أحاديثه / يفتحُ ألفاً عِدّة الحاسبِ
فتلك وفَّتْ ألفَ ألفٍ له / فيها جِماعُ المُحكَمِ الصَّائِبِ
جاءت مع الأشقَين في هَودج
جاءت مع الأشقَين في هَودج / تُزجي إلى البصرة أجنادَها
كأنّها في فِعلها هِرَّةٌ / تريدُ أن تأكلَ أولادَها
اهبِط إلى الأرضِ فخذْ جلمداً
اهبِط إلى الأرضِ فخذْ جلمداً / ثمّ ارمِهم يا مزنُ بالجَلْمَدِ
لا تسقهم من سَبَل قطرةً / فإنّهمْ حربٌ بني أحمدِ
لا فرضَ إلاّ فرضُ عَقدِ الوَلا
لا فرضَ إلاّ فرضُ عَقدِ الوَلا / في أوّل الدهرِ وفي الآخِرَهْ
لأهلِ بيتِ المُصطفى إنّهم / صفوةُ حزبِ اللهِ ذي المَغْفِرَهْ
أعطاهُمُ الفضلَ على غيرهم / بِسؤدُدِ البُرهانِ والمقدرَهْ
فهم ولاةُ الأمرِ في خَلقه / حُكّامُه الماضونَ في أدهُرِهْ
إنّي امرُؤٌ من حِمْيَرٍ أسرتي
إنّي امرُؤٌ من حِمْيَرٍ أسرتي / بحيث تَحوي سَروَها حِمْيرُ
آليتُ لا أمدحُ ذا نائلٍ / له سناءٌ وله مَفْخَرُ
إلا من الغِرّ بني هاشمٍ / إن لهم عِندي يداً تُشكَرُ
إنّ لهم عندي يداً شُكرُها / حَقٌّ وإن أنْكَرَها مُنْكِرُ
يا أحمدَ الخيرِ الذي إنّما / كان علينا رحمةً تُنْشَرُ
حمزةُ والطيارُ في جنّةٍ / فحيث ما شاءَ دعا جعفرُ
منهم وهادينا الذي نحن مِن / بعدِ عَمانا فيه نَستبصرُ
لما دَجا الدَّينُ ورقَّ الهُدى / وجارَ أهلُ الأرضِ واستكبروا
ذاك عليّ بن أبي طالبٍ / ذاك الذي دانت له خَيبَرُ
دانَتْ وما دانت له عَنوة / حتى تَدهدى عرشُهُ الأكبرُ
ويومَ سَلْعٍ إذ أتى عاتِياً / عمرُو بن عبدِ مصلِتاً يَخْطُرُ
يَخطُرُ بالسيف مُدِلاً كما / يَخطُرُ فحلُ الصِرَمةِ الدوْسَرُ
إذ جَلل السيفَ على رأسِهِ / أبيضَ عَضباً حدُّه مُبْتِرُ
فخرّ كالجِذع وأوداجُه / ينصبُّ منها حَلَبٌ أحْمَرُ
يَنفث من فيه دماً مُعَجَلاً / كأنّما ناظِره العُصْفُرُ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ / خُذي عدوّي وذَري ناصِري
ذاك علي بن أبي طالبٍ / صهرُ النبيّ المصطفى الطاهرِ
حدّثنا وهبٌ وكان امرأ / يَصدق بالمنطقِ عن جابرِ
أنّ عليّاً عاينَ المصطفى / ذا الوحيِ من مُقتَد قادِرِ
عاينَه من جوعِه مُطِرقاً / صلّى عليه اللهُ من صابرِ
وظلَّ كالوالِه مّما رأى / بِصِهرِه ذي النسب الفاخرِ
يجولُ إذْ مرّ بذي حائطٍ / يَسقي بدلوٍ غير مستأجِرِ
قال له ما أنتَ لي جاعلٌ / بكلّ دلوٍ مُترَعٍ ظاهرِ
فقال ما عندي سوى تمرةٍ / بكلّ دلوٍ غيرَ ما غادرِ
فأترع الدلَو إمامُ الهدى / يَسقي به الماءَ من الخاسرِ
حتى استقى عشرينَ دلواً على / عَشر بقولِ العالِمِ الخابِرِ
ثم أتى بالتمرِ يَسعى به / إلى أخيه غيرَ مستأثِرِ
فقال ما هذا الذي جئتَنا / به هداكَ اللهُ من زائرِ
فاقتصَّ ما قد كان من أمرِه / في عاجلِ الأمر وفي الآخر
فضمَّه ثم دعا ربَّه / له بخيرٍ دائمٍ ما طِرِ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ / يا واحداً في النَوْك والعارِ
ما قلتُ في الطير خلافَ الذي / رويتَه أنت بآثارِ
وخبر المسجدِ إذ خصَّه / محلَّلا من عَرصة الدارِ
إن جُنُباً كان وإن طاهِراً / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرج الباقين منه معاً / بالوحي من إنزالِ جَبَّارِ
حُبّاً عليّاً وحُسيناً معاً / والحَسَن الطُهرَ لأطهارِ
وفاطماً أهلَ الكساءِ الأولى / خُصّوا بإكرامٍ وإِيثارِ
فمبغضُ الله يَرى بُغضَهم / يَصيرُ للخِزيِ وللنّارِ
عليهِ من ذي العرشِ في فعلِه / وسمٌ يراه الغائبُ الزاري
وأنت يا سوّار رأسٌ لهم / في كلِّ خِزي طالبُ الثارِ
تَعيب من آخاهُ خيرُ الورى / من بين أطهارٍ وأخيارِ
وقال في خُمِّ له معلِناً / ما لم يُلقّوْه بإِنكارِ
من كنتُ مولاه فهذا له / مَولىً فكونوا غيرَ كفَّارِ
فعوِّلوا بعدي عليهِ ولا / تَبغوا سرابَ المهمِهِ الجاري
من كنتُ مولاهُ فهذا له / مَولىً فلا تَأبوا بتكفارِ
جاروا على أحمدَ في جارِه / واللهُ قد أوصاهُ بالجارِ
هو جارُه في مسجدٍ طاهرٍ / ولم يكن من عَرصة الدارِ
أربى بما كان وأربى بما / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرجَ الباقين منهُ معاً / بالوحيِ من إنزال جَبَّارِ
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى / وربّما صرّحَ بالمنكَرِ
عن سيّد الناس أبي جعفرٍ / فلم يقلْ صِدقاً ولم يبرُرِ
دفنتُ عمّي ثمّ غادرتُه / حليفَ لِبنٍ وتراب ثَري
ما قال ذا قطّ ولو قاله / قلنا انتفاءً من أبي جعفرِ
دونكموها يا بَني هاشمٍ
دونكموها يا بَني هاشمٍ / فجدِّدُوا من آيِها الطامِسا
دونكموها لا علا كعبُ من / أمسى عليكم مُلْكَها نافِسا
دونَكموها فالبَسوا تاجَها / لا تَعدَموا منكمْ لهُ لابِسا
خلافة الله وسلطانه / وعنصر كان لكم دارسا
قد ساسها قبلكم ساسة / ما اختار إلا منكم فارسا
لو خُيِّر المِنبرُ فرسانَه / ما اختارَ إلاّ منكمُ فارِسا
والمُلْكُ لو شُوِورَ في سائسٍ / لما ارتضى غيرَكم سائسا
لم يُبْقِ عبدُ الله بالشام من / آل أبي العاص امرأ عاطِسا
فلستُ من أن تملكوها إلى / هبوطِ عيسى منكمُ آيِسا
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ / طامسةٌ أعلامُهُ بلْقعُ
تروحُ عنه الطيرُ وحشيّةً / والأُسدُ من خِيفَتِه تَفْزَعُ
برسمِ دارٍ ما بها مؤنِسٌ / إلاّ صِلالٌ في الثَّرى وقَّعُ
رُقشٌ يخاف الموتُ من نَفْثِها / والسمُّ في أنيابها مُنْقَعُ
لما وقفنَ العِيسَ في رسمِه / والعينُ من عِرفانِهِ تَدمَعُ
ذكرتُ ما قد كنتُ ألهو بهِ / فبتُّ والقلبُ شجٍ مُوجَعُ
كأنّ بالنارِ لما شَفَّني / من حبِّ أَرْوى كَبِدي تُلذَعُ
عجبتُ من قومٍ أتَوْا أحمداً / بخُطّةٍ ليس لها موضِعُ
قالوا له لو شئتَ أعلمتَنا / إلى مَن الغايةُ والمَفْزَعُ
إذا توفيتَ وفارَقْتَنا / وفيهمُ في الملكِ من يَطمعُ
فقالَ لو أعلمتكم مَفزَعاً / ماذا عَسيتمْ فيه أن تَصنعوا
صنيعُ أهلِ العِجلِ إذْ فارقوا / هارون فالتَركُ لهُ أوْسَعُ
وفي الذي قال بيانٌ لمن / كان له أُذنٌ بها يَسمَعُ
ثم أتتهُ بعدَ ذا عَزمةٍ / من ربِّه ليس لها مَدفَعُ
أبلِع وإلاّ لم تكنْ مُبلغاً / واللهُ منهم عاصمٌ يَمنعُ
فعندها قام النبيُّ الذي / كان بما يأمرُهُ يَصدَعُ
يَخطب مأموراً وفي كفِّه / كفُّ عليٍّ نورُها يَلْمَعُ
رافِعُها أكرمْ بكفِّ الذي / يَرفع والكفِّ التي تُرفعُ
يَقولُ والأملاكُ من حولِهِ / والله فيهم شاهدٌ يَسمَعُ
من كنتُ مولاه فهذا له / مولىً فلم يَرضَوا ولم يَقنعوا
فاتّهموه وانحنت منهمُ / على خلافِ الصادقِ الأضلُعُ
وضلّ قوم غاظَهم قولُه / كأنّما آنافهمْ تُجدَعُ
حتى إذا وارَوْهُ في قبرِه / وانصرفوا من دفِنهِ ضيَّعوا
ما قال بالأمسِ وأوصى به / واشتروا الضُرَّ بما يَنفعُ
وقطّعوا أرحامَه بعدَهُ / فسوف يُجزون بما قطّعوا
وأزمعوا غدراً بمولاهمْ / تبّاً لما كانوا به أزمَعوا
لا هم عليه يَردوا حوضَهُ / غداً ولا هُوْ فيهمُ يَشفعُ
حوضٌ له ما بين صَنعا إلى / أيلةَ أرضِ الشامِ أو أوسَعُ
يُنصبُ فيه علمٌ للهُدى / والحوضُ من ماءٍ له مُترَعُ
يَفيض من رحمته كوثرٌ / أبيضُ كالفضّةِ أو أنصَعُ
حَصاهُ ياقوتٌ ومَرجانة / ولؤلؤٌ لم تَجنِهِ إصْبَعُ
بَطحاؤه مِسك وحافاتُه / يَهتزُّ منها مونِقٌ مُونِعُ
أخضرُ ما دونَ الجَنى ناضرٌ / وفاقعٌ أصفرُ ما يَطلُعُ
والعِطرُ والرّيحانُ أنواعُهُ / تَسطعُ إن هبَّتْ به زَعْزَعُ
ريحٌ من الجنَّةِ مأمورةٌ / دائمةٌ ليس لها مَنزعُ
إذا مَرته فاحَ من ريحِه / أزكى من المِسك إذا يَسطَعُ
فيه أباريقُ وقِدْحانُه / يَذبُّ عنها الأنزعُ الأصْلَعُ
يذبُّ عنه ابن أبي طالبٍ / ذبَّكَ جَربى إبلٍ تَشْرَعُ
إذا دنوا منه لكي يَشربوا / قيلَ لهم تبّاً لكم فارجِعوا
دونكموا فالتمسوا مَنهلاً / يُريكم أو مَطعماً يُشْبعُ
هذا لمن والى بني أحمدٍ / ولم يكنْ غيرَهمُ يَتْبَعُ
فالفوزُ للشاربِ من حوضِه / والويلُ والذلُّ لمن يَمنَعُ
فالناسُ يومَ الحَشرِ آياتُهم / خَمسٌ فمنهمْ هالكٌ أربَعُ
قائدُها العِجلُ وفِرعونها / وسامريُّ الأمةِ المُفْظِعُ
ومارقٌ من دينه مِخْدَجٌ / أسودٌ عبدٌ لُكَعٌ أَوْكَعُ
ورايةٌ قائِدُها وجهُه / كأنّه الشمسُ إذا تطلُعُ
غداً يلاقي المصطفى حيدرٌ / ورايةُ الحمدِ له تُرفَعُ
مولىً له الجنّةُ مأمورةٌ / والنارُ من إجلالِه تَفْزَعُ
إمامُ صدقٍ وله شيعةٌ / يُرووا من الحوض ولم يُمنعوا
بذاك جاءَ الوحيُ من ربِّنا / يا شيعةَ الحقِّ فلا تَجزعوا
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه / والمرءُ مأجورٌ على صِدقِهِ
أن عليّ بنَ أبي طالبٍ / كان أمينَ اللهِ في خَلقِهِ
ما استبقَ الناسُ إلى غايةٍ / إلاّ حَوى السّبْقَ على سَبْقِهِ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ / أم لا فإنّ اللَّوْمَ تَضليلُ
أم في الحشى منك جوىً باطنٌ / ليس تُداويهِ الأباطيلُ
عُلِّقتَ يا مغرورُ خدّاعةً / بالوعدِ منها لكَ تَخييلٌُ
ريَّا رداحَ النًّوْمِ خُمصانةً / كأنّها أدماءُ عُطبولُ
يَشفيكَ منها حينَ تَخلو بها / ضَمٌّ إلى النَّحرِ وتَقبيلُ
وذوقُ رِيقٍ طيّبٍ طعمُه / كأنّه بالمِسكِ مَعْلولُ
في نسوةٍ مثلِ المَها خُرَّدٍ / تَضيقُ عنهنَّ الخَلاخِيلُ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ / والمرُ عما قال مَسْؤولُ
أنّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ / على التُّقى والبِرِّ مَجبولُ
وأنّه كان الإمامَ الذي / له على الأُمّةِ تَفْضيلُ
يقولُ بالحقِّ ويُعنى بهِ / ولا تُلَهِّيه الأباطيلُ
كان إذا الحربُ مَرَتْها القَنا / وأحجمتْ عنها البَهاليلُ
يَمشي إلى القِرن وفي كفِّه / أبيضُ ماضي الحدِّ مَصقولُ
مشيَ العَفَرْني بين أشبالِهِ / أبرزَهُ لِلْقَنَصِ الغِيلُ
ذاك الذي سلَّمَ في ليلةٍ / عليهِ ميكالُ وجِبِريلُ
ميكالُ في ألفٍ وجِبريلُ في / ألفٍ وَيتلوهُمْ سَرافِيلُ
ليلةَ بَدرٍ مَدداً أُنزلوا / كأنّهم طيرٌ أبابيلُ
فسلّموا لمّا أتوْا حَذْوَهُ / وذاك إعظامٌ وتَبجيلُ
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه / والمرءُ عمّا قاله يُسأَلُ
أن عليّ بنَ أبي طالب / خليفةُ اللهِ الذي يَعدِلُ
وأنّه قد كان من أحمدٍ / كمثلِ هارونَ ولا مُرْسَلُ
لكن وصيٌّ خازنٌ عندَه / عِلمٌ من اللهِ به يَعمَلُ
قد قام يوم الدَّوح خيرُ الوَرى / بوجههِ للناسِ يَستَقْبِلُ
وقال من قد كنتُ مولىً لهُ / فذا له مَولى لكم مَوئِلُ
لكنْ تَواصوا بِعليِّ الهُدى / أن لا يُوالوهُ وأن يَخْذُلوا
لّما أتى بالخبرِ الأَنْبَلِ
لّما أتى بالخبرِ الأَنْبَلِ / في طائرٍ أُهدي إلى المُرْسَلِ
في خبرٍ جاء أَبانٌ بهِ / عن أنس في الزمنِ الأوّلِ
هذا وقيسُ الحَبرُ يَرويه عن / سُفينةٍ ذي القُلَّبِ الحُوَّلِ
سفينةٌ يمكن من رُشدِه / وأنَسٌ خانَ ولم يَعْدِلِ
في ردّهِ سيّدِ كلِّ الوَرى / مولاهمْ في المحكمِ المُنْزلِ
فصدَّه ذو العرشِ عن رُشدِهِ / وشانه بالبَرَصِ الأنْكَلِ
أُشهدُ باللهِ وآلائِهِ
أُشهدُ باللهِ وآلائِهِ / واللهُ عمّا قلتُهُ سائِلي
أنّ عليَّ بن أبي طالبٍ / لَخير ما حافٍ وما ناعلِ
صِدِّيقنا الأكبرُ فاروقُنا / فاروقُ بني الحقِّ والباطلِ
جاثَيْتُ سوّاراً أبا شملةٍ
جاثَيْتُ سوّاراً أبا شملةٍ / عندَ الإمامِ الحاكمِ العادلِ
فقال قولاً خَطَلاً كُلُّه / عند الورى الحافي أو الناعِلِ
ما ذبَّ عمّا قلتُ من وصمةٍ / في أهله بل لَجَّ في الباطلِ
وبانَ للمنصورِ صِدقي كما / قد بانَ كِذبُ الأُنوكِ الجاهِلِ
يُبغض ذا العرش ومن يَصطفي / من رُسْلِهِ بِالنِّير الفاصِلِ
ويَشنأُ الحبرَ الجوادَ الذي / فُضِّل بالفضلِ على الفاضلِ
ويَعتدي بالحكمِ في مَعْشَرٍ / أدَّوْا حقوقَ الرُسْلِ للراسلِ
فبيّن اللهُ تزاويقَه / فصارَ مثلَ الهائمِ الهاملِ
ما بالُ مَجرى دمعِكَ الساجِمِ
ما بالُ مَجرى دمعِكَ الساجِمِ / أَمن قذىً باتَ بها لازمِ
أم من هوىً أنت له ساهرٌ / صبابةً من قلبِكَ الهائمِ
آليتُ لا أمدحُ ذا نائلٍ / من معشرٍ غير بني هاشمِ
أولَتهم عندي يدُ المصطفى / ذي الفضل والمنِّ أبي القاسمِ
فإنّها بيضاءُ محمودةٌ / جَزاؤها الشكرُ على العالمِ
جزاؤها حفظُ أبي جعفرٍ / خليفةِ الرحمن والقائمِ
وطاعةُ المَهديِّ ثم ابنِه / موسى على ذي الإربة الحازمِ
وللرشيد الرابعِ المُرتضى / مُفْتَرَضٌ من حقِّهِ اللازمِ
مُلكهمُ خمسونَ معدودةُ / برغمِ أنف الحاسدِ الراغمِ
ليس علينا ما بَقوا غيرَهم / في هذه الأُمَة من حاكمِ
حتى يردّوها إلى هابطٍ / عليه عيسى منهمُ ناجمِ
وقالَ طوبى أيكةٌ ظِلّها
وقالَ طوبى أيكةٌ ظِلّها / صاحِ ظليلٌ ذاتُ أغصانِ
أغصانها ناعمةٌ جَمَّةٌ / من ذهبٍ أحمرَ عِقيانِ
وحَملُها من عَبقرٍ مونِقٍ / صافٍ وياقوتٍ ومَرجانِ
لها جَنى من كلّ ما يُشتهى / من فاقع أصفر أو قانِ
تنشقُّ أكمام لها عن كُسى / من حُللٍ تُبرِقُ ألوانِ
من سُندس منها واسْتَبرقٍ / ومن ضُروبِ الثمرِ الآني
وأَصلُها من أمةِ المُصطفى / أحمدَ في منزلِ إنسانِ
فقلت من قال عليّ وما / من منزلٍ ناءٍ ولا دانِ
لِمؤمنٍ إلاّ ومنها به / غُصنٌ ومنها ما به اثنانِ
الفجرُ فجرُ الصبح والعشرُ عش
الفجرُ فجرُ الصبح والعشرُ عش / رُ الفجرِ والشَّفْعُ النَّجيبانِ
محمد وابن أبي طالبٍ / والوَتر ربُّ العزّةِ الثاني
مقاتِلٌ فسَّرَ هذا كذا / تفسيرَ ذي صِدقٍ وإيمانِ
أعني ابن عبّاسٍ وكان امرأ / صاحبَ تفسيرٍ وتِبيانِ