القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّيّد الحِمْيري الكل
المجموع : 21
محمدٌ خيرُ بني غالبِ
محمدٌ خيرُ بني غالبِ / وبعدَه ابن أبي طالبِ
هذا نبيٌّ ووصيٌّ لهُ / ويُعزل العالمُ في جانبِ
حدّثه في مجلسِ واحد / ألفَ حديثٍ مُعْجبٍ عاجِبِ
كلُّ حديثٍ من أحاديثه / يفتحُ ألفاً عِدّة الحاسبِ
فتلك وفَّتْ ألفَ ألفٍ له / فيها جِماعُ المُحكَمِ الصَّائِبِ
جاءت مع الأشقَين في هَودج
جاءت مع الأشقَين في هَودج / تُزجي إلى البصرة أجنادَها
كأنّها في فِعلها هِرَّةٌ / تريدُ أن تأكلَ أولادَها
اهبِط إلى الأرضِ فخذْ جلمداً
اهبِط إلى الأرضِ فخذْ جلمداً / ثمّ ارمِهم يا مزنُ بالجَلْمَدِ
لا تسقهم من سَبَل قطرةً / فإنّهمْ حربٌ بني أحمدِ
لا فرضَ إلاّ فرضُ عَقدِ الوَلا
لا فرضَ إلاّ فرضُ عَقدِ الوَلا / في أوّل الدهرِ وفي الآخِرَهْ
لأهلِ بيتِ المُصطفى إنّهم / صفوةُ حزبِ اللهِ ذي المَغْفِرَهْ
أعطاهُمُ الفضلَ على غيرهم / بِسؤدُدِ البُرهانِ والمقدرَهْ
فهم ولاةُ الأمرِ في خَلقه / حُكّامُه الماضونَ في أدهُرِهْ
إنّي امرُؤٌ من حِمْيَرٍ أسرتي
إنّي امرُؤٌ من حِمْيَرٍ أسرتي / بحيث تَحوي سَروَها حِمْيرُ
آليتُ لا أمدحُ ذا نائلٍ / له سناءٌ وله مَفْخَرُ
إلا من الغِرّ بني هاشمٍ / إن لهم عِندي يداً تُشكَرُ
إنّ لهم عندي يداً شُكرُها / حَقٌّ وإن أنْكَرَها مُنْكِرُ
يا أحمدَ الخيرِ الذي إنّما / كان علينا رحمةً تُنْشَرُ
حمزةُ والطيارُ في جنّةٍ / فحيث ما شاءَ دعا جعفرُ
منهم وهادينا الذي نحن مِن / بعدِ عَمانا فيه نَستبصرُ
لما دَجا الدَّينُ ورقَّ الهُدى / وجارَ أهلُ الأرضِ واستكبروا
ذاك عليّ بن أبي طالبٍ / ذاك الذي دانت له خَيبَرُ
دانَتْ وما دانت له عَنوة / حتى تَدهدى عرشُهُ الأكبرُ
ويومَ سَلْعٍ إذ أتى عاتِياً / عمرُو بن عبدِ مصلِتاً يَخْطُرُ
يَخطُرُ بالسيف مُدِلاً كما / يَخطُرُ فحلُ الصِرَمةِ الدوْسَرُ
إذ جَلل السيفَ على رأسِهِ / أبيضَ عَضباً حدُّه مُبْتِرُ
فخرّ كالجِذع وأوداجُه / ينصبُّ منها حَلَبٌ أحْمَرُ
يَنفث من فيه دماً مُعَجَلاً / كأنّما ناظِره العُصْفُرُ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ
ذاك قيمُ النارِ من قِيلُهُ / خُذي عدوّي وذَري ناصِري
ذاك علي بن أبي طالبٍ / صهرُ النبيّ المصطفى الطاهرِ
حدّثنا وهبٌ وكان امرأ / يَصدق بالمنطقِ عن جابرِ
أنّ عليّاً عاينَ المصطفى / ذا الوحيِ من مُقتَد قادِرِ
عاينَه من جوعِه مُطِرقاً / صلّى عليه اللهُ من صابرِ
وظلَّ كالوالِه مّما رأى / بِصِهرِه ذي النسب الفاخرِ
يجولُ إذْ مرّ بذي حائطٍ / يَسقي بدلوٍ غير مستأجِرِ
قال له ما أنتَ لي جاعلٌ / بكلّ دلوٍ مُترَعٍ ظاهرِ
فقال ما عندي سوى تمرةٍ / بكلّ دلوٍ غيرَ ما غادرِ
فأترع الدلَو إمامُ الهدى / يَسقي به الماءَ من الخاسرِ
حتى استقى عشرينَ دلواً على / عَشر بقولِ العالِمِ الخابِرِ
ثم أتى بالتمرِ يَسعى به / إلى أخيه غيرَ مستأثِرِ
فقال ما هذا الذي جئتَنا / به هداكَ اللهُ من زائرِ
فاقتصَّ ما قد كان من أمرِه / في عاجلِ الأمر وفي الآخر
فضمَّه ثم دعا ربَّه / له بخيرٍ دائمٍ ما طِرِ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ
قولا لسّوارٍ أبي شملةٍ / يا واحداً في النَوْك والعارِ
ما قلتُ في الطير خلافَ الذي / رويتَه أنت بآثارِ
وخبر المسجدِ إذ خصَّه / محلَّلا من عَرصة الدارِ
إن جُنُباً كان وإن طاهِراً / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرج الباقين منه معاً / بالوحي من إنزالِ جَبَّارِ
حُبّاً عليّاً وحُسيناً معاً / والحَسَن الطُهرَ لأطهارِ
وفاطماً أهلَ الكساءِ الأولى / خُصّوا بإكرامٍ وإِيثارِ
فمبغضُ الله يَرى بُغضَهم / يَصيرُ للخِزيِ وللنّارِ
عليهِ من ذي العرشِ في فعلِه / وسمٌ يراه الغائبُ الزاري
وأنت يا سوّار رأسٌ لهم / في كلِّ خِزي طالبُ الثارِ
تَعيب من آخاهُ خيرُ الورى / من بين أطهارٍ وأخيارِ
وقال في خُمِّ له معلِناً / ما لم يُلقّوْه بإِنكارِ
من كنتُ مولاه فهذا له / مَولىً فكونوا غيرَ كفَّارِ
فعوِّلوا بعدي عليهِ ولا / تَبغوا سرابَ المهمِهِ الجاري
من كنتُ مولاهُ فهذا له / مَولىً فلا تَأبوا بتكفارِ
جاروا على أحمدَ في جارِه / واللهُ قد أوصاهُ بالجارِ
هو جارُه في مسجدٍ طاهرٍ / ولم يكن من عَرصة الدارِ
أربى بما كان وأربى بما / في كلّ إعلانٍ وإسرارِ
وأخرجَ الباقين منهُ معاً / بالوحيِ من إنزال جَبَّارِ
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى
يا عَجَباً لابن عطاءٍ رَوى / وربّما صرّحَ بالمنكَرِ
عن سيّد الناس أبي جعفرٍ / فلم يقلْ صِدقاً ولم يبرُرِ
دفنتُ عمّي ثمّ غادرتُه / حليفَ لِبنٍ وتراب ثَري
ما قال ذا قطّ ولو قاله / قلنا انتفاءً من أبي جعفرِ
دونكموها يا بَني هاشمٍ
دونكموها يا بَني هاشمٍ / فجدِّدُوا من آيِها الطامِسا
دونكموها لا علا كعبُ من / أمسى عليكم مُلْكَها نافِسا
دونَكموها فالبَسوا تاجَها / لا تَعدَموا منكمْ لهُ لابِسا
خلافة الله وسلطانه / وعنصر كان لكم دارسا
قد ساسها قبلكم ساسة / ما اختار إلا منكم فارسا
لو خُيِّر المِنبرُ فرسانَه / ما اختارَ إلاّ منكمُ فارِسا
والمُلْكُ لو شُوِورَ في سائسٍ / لما ارتضى غيرَكم سائسا
لم يُبْقِ عبدُ الله بالشام من / آل أبي العاص امرأ عاطِسا
فلستُ من أن تملكوها إلى / هبوطِ عيسى منكمُ آيِسا
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ
لأمِّ عمرٍو باللِّوى مَربَعُ / طامسةٌ أعلامُهُ بلْقعُ
تروحُ عنه الطيرُ وحشيّةً / والأُسدُ من خِيفَتِه تَفْزَعُ
برسمِ دارٍ ما بها مؤنِسٌ / إلاّ صِلالٌ في الثَّرى وقَّعُ
رُقشٌ يخاف الموتُ من نَفْثِها / والسمُّ في أنيابها مُنْقَعُ
لما وقفنَ العِيسَ في رسمِه / والعينُ من عِرفانِهِ تَدمَعُ
ذكرتُ ما قد كنتُ ألهو بهِ / فبتُّ والقلبُ شجٍ مُوجَعُ
كأنّ بالنارِ لما شَفَّني / من حبِّ أَرْوى كَبِدي تُلذَعُ
عجبتُ من قومٍ أتَوْا أحمداً / بخُطّةٍ ليس لها موضِعُ
قالوا له لو شئتَ أعلمتَنا / إلى مَن الغايةُ والمَفْزَعُ
إذا توفيتَ وفارَقْتَنا / وفيهمُ في الملكِ من يَطمعُ
فقالَ لو أعلمتكم مَفزَعاً / ماذا عَسيتمْ فيه أن تَصنعوا
صنيعُ أهلِ العِجلِ إذْ فارقوا / هارون فالتَركُ لهُ أوْسَعُ
وفي الذي قال بيانٌ لمن / كان له أُذنٌ بها يَسمَعُ
ثم أتتهُ بعدَ ذا عَزمةٍ / من ربِّه ليس لها مَدفَعُ
أبلِع وإلاّ لم تكنْ مُبلغاً / واللهُ منهم عاصمٌ يَمنعُ
فعندها قام النبيُّ الذي / كان بما يأمرُهُ يَصدَعُ
يَخطب مأموراً وفي كفِّه / كفُّ عليٍّ نورُها يَلْمَعُ
رافِعُها أكرمْ بكفِّ الذي / يَرفع والكفِّ التي تُرفعُ
يَقولُ والأملاكُ من حولِهِ / والله فيهم شاهدٌ يَسمَعُ
من كنتُ مولاه فهذا له / مولىً فلم يَرضَوا ولم يَقنعوا
فاتّهموه وانحنت منهمُ / على خلافِ الصادقِ الأضلُعُ
وضلّ قوم غاظَهم قولُه / كأنّما آنافهمْ تُجدَعُ
حتى إذا وارَوْهُ في قبرِه / وانصرفوا من دفِنهِ ضيَّعوا
ما قال بالأمسِ وأوصى به / واشتروا الضُرَّ بما يَنفعُ
وقطّعوا أرحامَه بعدَهُ / فسوف يُجزون بما قطّعوا
وأزمعوا غدراً بمولاهمْ / تبّاً لما كانوا به أزمَعوا
لا هم عليه يَردوا حوضَهُ / غداً ولا هُوْ فيهمُ يَشفعُ
حوضٌ له ما بين صَنعا إلى / أيلةَ أرضِ الشامِ أو أوسَعُ
يُنصبُ فيه علمٌ للهُدى / والحوضُ من ماءٍ له مُترَعُ
يَفيض من رحمته كوثرٌ / أبيضُ كالفضّةِ أو أنصَعُ
حَصاهُ ياقوتٌ ومَرجانة / ولؤلؤٌ لم تَجنِهِ إصْبَعُ
بَطحاؤه مِسك وحافاتُه / يَهتزُّ منها مونِقٌ مُونِعُ
أخضرُ ما دونَ الجَنى ناضرٌ / وفاقعٌ أصفرُ ما يَطلُعُ
والعِطرُ والرّيحانُ أنواعُهُ / تَسطعُ إن هبَّتْ به زَعْزَعُ
ريحٌ من الجنَّةِ مأمورةٌ / دائمةٌ ليس لها مَنزعُ
إذا مَرته فاحَ من ريحِه / أزكى من المِسك إذا يَسطَعُ
فيه أباريقُ وقِدْحانُه / يَذبُّ عنها الأنزعُ الأصْلَعُ
يذبُّ عنه ابن أبي طالبٍ / ذبَّكَ جَربى إبلٍ تَشْرَعُ
إذا دنوا منه لكي يَشربوا / قيلَ لهم تبّاً لكم فارجِعوا
دونكموا فالتمسوا مَنهلاً / يُريكم أو مَطعماً يُشْبعُ
هذا لمن والى بني أحمدٍ / ولم يكنْ غيرَهمُ يَتْبَعُ
فالفوزُ للشاربِ من حوضِه / والويلُ والذلُّ لمن يَمنَعُ
فالناسُ يومَ الحَشرِ آياتُهم / خَمسٌ فمنهمْ هالكٌ أربَعُ
قائدُها العِجلُ وفِرعونها / وسامريُّ الأمةِ المُفْظِعُ
ومارقٌ من دينه مِخْدَجٌ / أسودٌ عبدٌ لُكَعٌ أَوْكَعُ
ورايةٌ قائِدُها وجهُه / كأنّه الشمسُ إذا تطلُعُ
غداً يلاقي المصطفى حيدرٌ / ورايةُ الحمدِ له تُرفَعُ
مولىً له الجنّةُ مأمورةٌ / والنارُ من إجلالِه تَفْزَعُ
إمامُ صدقٍ وله شيعةٌ / يُرووا من الحوض ولم يُمنعوا
بذاك جاءَ الوحيُ من ربِّنا / يا شيعةَ الحقِّ فلا تَجزعوا
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه / والمرءُ مأجورٌ على صِدقِهِ
أن عليّ بنَ أبي طالبٍ / كان أمينَ اللهِ في خَلقِهِ
ما استبقَ الناسُ إلى غايةٍ / إلاّ حَوى السّبْقَ على سَبْقِهِ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ
هل عندَ من أحببتَ تَنويلُ / أم لا فإنّ اللَّوْمَ تَضليلُ
أم في الحشى منك جوىً باطنٌ / ليس تُداويهِ الأباطيلُ
عُلِّقتَ يا مغرورُ خدّاعةً / بالوعدِ منها لكَ تَخييلٌُ
ريَّا رداحَ النًّوْمِ خُمصانةً / كأنّها أدماءُ عُطبولُ
يَشفيكَ منها حينَ تَخلو بها / ضَمٌّ إلى النَّحرِ وتَقبيلُ
وذوقُ رِيقٍ طيّبٍ طعمُه / كأنّه بالمِسكِ مَعْلولُ
في نسوةٍ مثلِ المَها خُرَّدٍ / تَضيقُ عنهنَّ الخَلاخِيلُ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ
أقسمُ باللهِ وآلائِهِ / والمرُ عما قال مَسْؤولُ
أنّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ / على التُّقى والبِرِّ مَجبولُ
وأنّه كان الإمامَ الذي / له على الأُمّةِ تَفْضيلُ
يقولُ بالحقِّ ويُعنى بهِ / ولا تُلَهِّيه الأباطيلُ
كان إذا الحربُ مَرَتْها القَنا / وأحجمتْ عنها البَهاليلُ
يَمشي إلى القِرن وفي كفِّه / أبيضُ ماضي الحدِّ مَصقولُ
مشيَ العَفَرْني بين أشبالِهِ / أبرزَهُ لِلْقَنَصِ الغِيلُ
ذاك الذي سلَّمَ في ليلةٍ / عليهِ ميكالُ وجِبِريلُ
ميكالُ في ألفٍ وجِبريلُ في / ألفٍ وَيتلوهُمْ سَرافِيلُ
ليلةَ بَدرٍ مَدداً أُنزلوا / كأنّهم طيرٌ أبابيلُ
فسلّموا لمّا أتوْا حَذْوَهُ / وذاك إعظامٌ وتَبجيلُ
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه
أَشْهدُ باللهِ وآلائِه / والمرءُ عمّا قاله يُسأَلُ
أن عليّ بنَ أبي طالب / خليفةُ اللهِ الذي يَعدِلُ
وأنّه قد كان من أحمدٍ / كمثلِ هارونَ ولا مُرْسَلُ
لكن وصيٌّ خازنٌ عندَه / عِلمٌ من اللهِ به يَعمَلُ
قد قام يوم الدَّوح خيرُ الوَرى / بوجههِ للناسِ يَستَقْبِلُ
وقال من قد كنتُ مولىً لهُ / فذا له مَولى لكم مَوئِلُ
لكنْ تَواصوا بِعليِّ الهُدى / أن لا يُوالوهُ وأن يَخْذُلوا
لّما أتى بالخبرِ الأَنْبَلِ
لّما أتى بالخبرِ الأَنْبَلِ / في طائرٍ أُهدي إلى المُرْسَلِ
في خبرٍ جاء أَبانٌ بهِ / عن أنس في الزمنِ الأوّلِ
هذا وقيسُ الحَبرُ يَرويه عن / سُفينةٍ ذي القُلَّبِ الحُوَّلِ
سفينةٌ يمكن من رُشدِه / وأنَسٌ خانَ ولم يَعْدِلِ
في ردّهِ سيّدِ كلِّ الوَرى / مولاهمْ في المحكمِ المُنْزلِ
فصدَّه ذو العرشِ عن رُشدِهِ / وشانه بالبَرَصِ الأنْكَلِ
أُشهدُ باللهِ وآلائِهِ
أُشهدُ باللهِ وآلائِهِ / واللهُ عمّا قلتُهُ سائِلي
أنّ عليَّ بن أبي طالبٍ / لَخير ما حافٍ وما ناعلِ
صِدِّيقنا الأكبرُ فاروقُنا / فاروقُ بني الحقِّ والباطلِ
جاثَيْتُ سوّاراً أبا شملةٍ
جاثَيْتُ سوّاراً أبا شملةٍ / عندَ الإمامِ الحاكمِ العادلِ
فقال قولاً خَطَلاً كُلُّه / عند الورى الحافي أو الناعِلِ
ما ذبَّ عمّا قلتُ من وصمةٍ / في أهله بل لَجَّ في الباطلِ
وبانَ للمنصورِ صِدقي كما / قد بانَ كِذبُ الأُنوكِ الجاهِلِ
يُبغض ذا العرش ومن يَصطفي / من رُسْلِهِ بِالنِّير الفاصِلِ
ويَشنأُ الحبرَ الجوادَ الذي / فُضِّل بالفضلِ على الفاضلِ
ويَعتدي بالحكمِ في مَعْشَرٍ / أدَّوْا حقوقَ الرُسْلِ للراسلِ
فبيّن اللهُ تزاويقَه / فصارَ مثلَ الهائمِ الهاملِ
ما بالُ مَجرى دمعِكَ الساجِمِ
ما بالُ مَجرى دمعِكَ الساجِمِ / أَمن قذىً باتَ بها لازمِ
أم من هوىً أنت له ساهرٌ / صبابةً من قلبِكَ الهائمِ
آليتُ لا أمدحُ ذا نائلٍ / من معشرٍ غير بني هاشمِ
أولَتهم عندي يدُ المصطفى / ذي الفضل والمنِّ أبي القاسمِ
فإنّها بيضاءُ محمودةٌ / جَزاؤها الشكرُ على العالمِ
جزاؤها حفظُ أبي جعفرٍ / خليفةِ الرحمن والقائمِ
وطاعةُ المَهديِّ ثم ابنِه / موسى على ذي الإربة الحازمِ
وللرشيد الرابعِ المُرتضى / مُفْتَرَضٌ من حقِّهِ اللازمِ
مُلكهمُ خمسونَ معدودةُ / برغمِ أنف الحاسدِ الراغمِ
ليس علينا ما بَقوا غيرَهم / في هذه الأُمَة من حاكمِ
حتى يردّوها إلى هابطٍ / عليه عيسى منهمُ ناجمِ
وقالَ طوبى أيكةٌ ظِلّها
وقالَ طوبى أيكةٌ ظِلّها / صاحِ ظليلٌ ذاتُ أغصانِ
أغصانها ناعمةٌ جَمَّةٌ / من ذهبٍ أحمرَ عِقيانِ
وحَملُها من عَبقرٍ مونِقٍ / صافٍ وياقوتٍ ومَرجانِ
لها جَنى من كلّ ما يُشتهى / من فاقع أصفر أو قانِ
تنشقُّ أكمام لها عن كُسى / من حُللٍ تُبرِقُ ألوانِ
من سُندس منها واسْتَبرقٍ / ومن ضُروبِ الثمرِ الآني
وأَصلُها من أمةِ المُصطفى / أحمدَ في منزلِ إنسانِ
فقلت من قال عليّ وما / من منزلٍ ناءٍ ولا دانِ
لِمؤمنٍ إلاّ ومنها به / غُصنٌ ومنها ما به اثنانِ
الفجرُ فجرُ الصبح والعشرُ عش
الفجرُ فجرُ الصبح والعشرُ عش / رُ الفجرِ والشَّفْعُ النَّجيبانِ
محمد وابن أبي طالبٍ / والوَتر ربُّ العزّةِ الثاني
مقاتِلٌ فسَّرَ هذا كذا / تفسيرَ ذي صِدقٍ وإيمانِ
أعني ابن عبّاسٍ وكان امرأ / صاحبَ تفسيرٍ وتِبيانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025