المجموع : 16
ما الفتكُ إلاَّ لفتىً لا بد
ما الفتكُ إلاَّ لفتىً لا بد / مُنخرَطِ الشِّدَّةِ مُسْتأسِدِ
يسامح الضِغنَ إلى أنْ يَرى / فُرصةَ يومِ الثَّائرِ الحَاقِدِ
يرغب عن جِدَّةِ أَثوابِهِ / كالسَّيفِ لا يَرضى يَد الغَامِدِ
يا عضدَ الدَّوْلَةِ لا واحدٌ / غيرَكَ بعدَ الصمدِ الواحِدِ
تركتَ أخبارَ قُرونٍ خَلوا / حوادثاً بادتْ معَ البائِدِ
في كلِّ يومٍ غارةٌ تنطوي / على لذيذِ المغنمِ البَارِدِ
ينسى لها الذاكرُ في يَوْمِهِ / أَعجبَ ما في أَمْسِهِ النافِدِ
ومعجزاتٌ لكَ آياتُها / يَسنِدُهَا الراوي عنِ الحَاسِدِ
كالشَّمسِ في الأعينِ تُغنيهم / عن طلبِ الحُجَّةِ والشَّاهِدِ
من منهم يفتحُ أَقفالَهُ / بمُبْرمٍ عن كيدكَ الكائِدِ
ورغبةٌ تُغْمَدُ في رَهْبَةٍ / تُذيبُ قلبَ الحَجَرِ الجامِدِ
يَبيت عنها الجيشُ في مَعْزلٍ / وأَنتَ مِثلُ الحَيَّةِ الراصِدِ
تَسهر للنائمِ حاجاتُه / ويكدحُ القائمُ للقاعِدِ
لم يدرِ من في آملٍ وأَنَّهُ / بينَ خُطاهُ شَرَكُ الصائِدِ
يفرحُ بالصحةِ في جسْمهِ / وسقمُه في رأيهِ الفاسِدِ
ويل طِلابِ المجدِ لو نالَهُ / كلُّ طويلِ الباعِ والسَّاعِدِ
يَنْظُرُ في هِزَّةِ أَعْطَافِهِ / بمثلِ طَرْفِ الأسدِ الحارِدِ
لا أَجحدُ المجدَ يَداً طَوَّقَتْ / عُنقي وغَلَّتْهُ إلى سَاعِدِي
وَنِعْمَة لم يَرضَهاَ شَاكِرٌ / فَصَادفتني نيقةُ الرائِدِ
لا لِنوالٍ منك مستبطئاً / ولا لِنَعْمَائِكَ بالجَاحِدِ
اِنْ أَكُ فيما قُلتُهُ عاجِزاً / عن وَصْفِ تَاجِ الملةِ الماجِدِ
فالعَجْزُ شيءٌ ما تعمدتُهُ / في مَدْحِهِ والذنبُ للعَامِدِ
مُرهَفَةٌ تُعْجِزُ وَصْفَ اللسَانْ
مُرهَفَةٌ تُعْجِزُ وَصْفَ اللسَانْ / للسَّيْفِ مَعْنَى ولها معنيانْ
تَخْلُفُهُ في حَدّهِ تَارةً / وتارةً تَخْلُفُ حَدَّ السِّنَانْ
ما أَبصرَ الناظرُ من قبلها / ماءً وناراً جُمِعَا في مكَانْ
أُىُّ سِلاَحٍ هىَ أَو عُدَّةٌ / لِرابطِ الجاشِ جَرِيء الجنَانْ
كلُّ بَعيدٍ قَعْرُهُ غامِرٌ
كلُّ بَعيدٍ قَعْرُهُ غامِرٌ / يَغْرَقُ في تَيَّارِكَ الغَامِرِ
أَنتَ الذي أَمستْ عقولُ الوَرى / حَائِرةً في فعلهِ الباهِرِ
فُتَّ مدَى القولِ فماذا عسى / يَبلُغُ وَصْفُ اللِسن الشَّاعِرِ
وَعَمَّ افضَالُكَ حتّى غَدا / في نيْلِهِ الغَائبُ كالحَاضِرِ
ولم يكنْ بالمَالِ مُسْتأثِراً / لا يَصْلُحُ المُلكُ لمستأثِرِ
أَنتَ على بُعْدِكَ تُدْنيهُمُ / أُنْساً وهم كالنَّعمِ النَّافِرِ
فما لِمَنْ خَانكَ من قَابِلٍ / ولا لِمَنْ لامَكَ من عَاذِرِ
بل عادةٌ للهِ مألوفَةٌ / عندكَ واللهُ مع الصَّابِرِ
اِطْعامُكَ النصرَ على من بغى / وما لمنْ يُخذَلُ من ناصِرِ
ويوم أَسْفَارٍ وأَشياعِهِ / لم يَحْظَ انعامُك بالشَّاكِرِ
باتوا يُغِدّونَ فَغَادَاهُم / عاصٍ على هَجْهَجَةِ الزَّاجِرِ
يُلبِسُهُم ثَوبينَ من نَقْعِهِ / ومن نَجِيْعِ العَلَقِ المائِرِ
لما رَأوا وَجْهَكَ خرُّوا لهُ / والشَّمسُ لا تَخْفَى على ناظِرِ
ما كنتَ الا عارضاً مُمْطِراً / حطَّ رواقَ الرهج الثَّائِرِ
لا تلقَ حدَّ السيفِ مُسْتَلَماً / فانَّما الخَاسِرُ للحَاسِرِ
واجفُ الهُوينا مركباً انَّها / مَطِيَّةُ المُضْطَجعِ الفاتِرِ
وقل لوجه الموتِ يا حبَّذا / شَخصُكَ عندَ الضيَّم من زائِرِ
مَنْ مُبْلِغٌ عنّي أمامَ الهُدَى / رسَالةَ المؤتَمَنِ الخابِرِ
ما طَبَعَ اللهُ لِمْستَخْلِفٍ / أقَطعَ من صَمْصامِكَ البَانِرِ
أَبو شُجاعٍ طامِعٌ في المقامْ
أَبو شُجاعٍ طامِعٌ في المقامْ / يا عينْ ما أَخدَعَ هذا المَنَامْ
يحتلب العيشُ أَفاويقَه / وكلُّ ثَدْيٍ دَرُّهُ للفِطَامْ
قد نَفَذَتْ حيلتُه في الوَرى / فهلْ له من حيلةٍ في الحِمَامْ
وسُرَّ بالزائدِ في ملكِهِ / وانما نُقْصَانُه في التَّمَامْ
أَين ابنُ فَيلَفسَّ من قبلهِ / نالَ جَسيماتِ الأمورِ العِظَامْ
خلَّفَ ضوءَ الشَّمسِ من خَلْفِهِ / ومرَّ يَسرِي ظاعناً في الظَّلامْ
لم يدفعِ الهِمْيَعَ عن نفسهِ / الاَّ كما يَدفَعُ جَفنُ البِهامْ
يتَّبعُ الدهرُ أَفاعيلَه / والمنعُ خيرٌ من عَطَاءِ اللئَامْ
وما أَبو جَعْدَةَ في ثُلَّةٍ / أَسرعَ منه في نفوسِ الأَنَامْ
نُوسِعُهُ اللومَ ويجتَاحُنَا / والفِعْلُ لا تَرْفَعُهُ بالكَلامْ
يا منزلَ الحيِّ بسَقطِ اللوى
يا منزلَ الحيِّ بسَقطِ اللوى / لا دَلَّ من دَلَّ عليكَ النوى
عهدي بأَوطانِكَ مأهولةً / تَقضي العَواديَّ ولا تُقْتَضَى
أَيامَ أَرعى فيكَ روضَ المُنَى / فاليوم حظّي من هَواكَ البكا
تُعَوّلُ العينُ على مائها / والحُزنُ لا يُجدي اذا ما جَرى
وليس في الدَّمْعِ لها راحةٌ / وانما راحتُها في الكَرى
أَينَ نسيمٌ كانَ يعتادُنا / منكَ اذا صادفَ داءً شَفى
عسى الهَوى تُقضي له دولةٌ / وقلَّما ينفعُ قولي عَسى
هَبْ ذلكَ العيشَ ثَنى عِطفَهُ / وعادَ لي كيفَ يعودُ الصِّبا
قد غَلَبَتْ سكراً على قَلبِهِ / جاريةٌ تفضحُ شمسَ الضُّحى
ضعيفةُ الخَصرِ لو استُنْشِقَتْ / باللثمِ في أَنفاسهِ ما اشتَفى
جملتُها تُشبهُ تَفصيلَها / فكل جزءٍ حسنه مُنتهى
يَلومني العاذلُ في حُبِّها / لا بَرَحَ العاذلُ أَوْ يُبتلى
يا من لبرقٍ مَرِحٍ ضوؤه / يسبقه قبل الوميضِ الحيا
تُكسى به العيدانُ أوراقَها / غِبَّ سَوَاريه ويَثري الثَّرى
لا سُقِيَتْ من صَوبهِ بلدةٌ / صاديةٌ أَو يَروِ أهلَ الحِمى
بت أُواعيهِ وما خَفقةٌ / أَسرعُ مما بِضَمِيرِ الحَشَا
ما لسيورِ الهندِ مزءُودة / في خلِلِ الأَجفانِ ما تُنتضَى
يَحيدُ عن رؤيتنا حدُّها / كأَنَّ فينا ليس فيها الرَّدى
انْ سترَ الأَسيافَ أَغمادُها / عنَّا فما يسترُ طولُ القَنا
وعدتَنا نصراً فأَخْلفتَنا / والسيفُ لا ينفعُ أَو يُنتضَى
قلْ لحُسام الدولتينِ المَحْسُودْ
قلْ لحُسام الدولتينِ المَحْسُودْ / يا مَعدِنَ البأسِ وينبوعَ الجُودْ
مَنْ لقيادِ الاعوجياتِ القودْ / وفكِ أغلال الأَسيرِ المصفُودْ
ان طَرقَ الخَطبُ وأَنت مَفْقُودْ / وَمَصَّ ظمآنُ الثَّرى ماءَ العُودْ
في سنةٍ حَرّى وعامٍ جَارُودْ / نُوسِعُهُ الذمَّ وأَنتَ محمُودْ
ينزِلُ في كلِّ فلاةٍ صَيخُودْ / للركبِ عن عَيرانةٍ كالجُلْمُودْ
وزادهُم عِرقُ المَطي المفصُودْ / خَذلانَ غير باخلٍ بموجُودْ
هل لكَ في حُسنِ ثناءٍ مَوْرُودْ / أَلذَّ من شُربِ سُلافِ العُنْقُودْ
يا واهبَ الخَودِ الأَناةِ الأُملُودْ / فُؤادُها خوفَ الفراقِ مَبلُودْ
وكلَ طِرفٍ كالقَناةِ مَمْسُودْ / سبيبُهُ مثلُ اللواء المعقودْ
وَمُهرةٍ زين الرباطِ قَيْدُودْ / خَيفانَةٍ كالسَّوذَنِيقِ المَبرُودْ
أَو خاضبٍ من النعامِ مزءودْ / مَرَّ على الأُدحِي وهو مَطرُودْ
والسَّابغات من دُروعِ داودْ / يُبهِمْنَ حِرباءَ القَتِيرِ المَسْرُودْ
وكل نَصلٍ في الفِرَنْدِ مَغْمُودْ / له بهاماتِ الرجالِ أخْدُودْ
وذُبَّلٍ يَرِدنَ شَرَّ مَورُودْ / من الوَريدَينِ وَمِنِ اللغدُودْ
والعَوذِ راعيها بجمَعِ مَجْهُودْ / كأَنما المِعصَمُ فيه سَفُّودْ
وبَدرةِ النُضارِ غيرَ مَثْمُودْ / كانها رُضْمُ الصخورِ المنضُودْ
قلتُ لشانيكَ الذليلِ المضهُودْ / اِيَّاكَ ايَّاكَ وكلَّ مسعُودْ
يسعى الى الرزقِ بجِدٍ مَجدُودْ / له رِواقٌ بالسَّمَاحِ مَعْمُودْ
كأَنه بيتُ الالهِ المقصُودْ / وحوضُ مجدٍ للعُفاةِ مَورُودْ
يَنضُبُ عهدُ المزنِ وهو معهُودُ / له عنانٌ في الرهانِ مَمْدُودْ
وأُسرةٌ يومَ الوَغى بيضٌ سُودْ / غابُوا وما بالقومِ منهم مشهُودْ
فوارسٌ ما طعنُها بمَسْدُودْ / تَقْيَ مُثَنى الفتيلِ المَرْدُودْ
كَدُّوا وما مُطرِبهم بمكدُودْ / فَحِزْبُهُمْ يومَ الفَخَار مَحْدُودْ
ما المجدُ لو لم يُولدوا بِمَولُودْ / ذاكَ عطاءُ اللهِ غير مَنكُودْ
لخيرِ قَيْسٍ والداً ومولُودْ / أوفاهُمُ بذمةٍ وموعُودْ
لو عُبِدَ الناسُ لكانَ المَعْبُودْ / مناقبٌ ما حدُّها بِمَحْدُودْ
كل حساب غيرهن معدُودْ /
يا والياً طالتْ ولايُتهُ
يا والياً طالتْ ولايُتهُ / ولكلِّ أَمرٍ ينتهي أَجَلُ
لا تحسَبنَّ الشمسَ طالعةً / فالشَّمْسُ بالأفياءِ تَنْتَقِلُ
ابْنِ الذي قد جئتَ تَهْدِمُهُ / انْ اعوزتْ في منعكَ الحِيَلُ
فالعنكبوتُ ولا أَقلُّ يُرى / في بيتها مع نقصهِ العَمَلُ
أَقفرتُ من أَهلي وحَاربني / من ليس لي بقتاله قِبَلُ
أُزْرِي رجالاً لستُ أَخلقهم / والدهرُ فيه الثُّكلُ والحَبَلُ
وبَقيتُ أُزجي العيشَ بعدَهُمُ / وأسدُّ وهياً كلهُ جَلَلُ
في منزلٍ مَنْ مَرَّ يسألُني / عنهم كما يُسْتَخْبَرُ الطَّلَلُ
صَفِرَ الشتاءُ من الدُّخانِ بهِ / وذَوائبُ النِّيْرَانِ تَشْتَعِلُ
لم يَدَعِ الدهرُ وكرُّ العَصرينْ
لم يَدَعِ الدهرُ وكرُّ العَصرينْ / من وَلدِ الخُدْعَةِ غيرَ هَذينْ
بعدَ الجميعِ وسوادِ الأفقينْ / ثم غدا ينزع احدى الكتفينْ
لا بينَ اِلاَّ دونَ بين الاثنينْ / فاليومَ يَفنى الدمعُ أَو تَفنى العَينْ
كِلاهما وعدٌ عليهِ أَو دَينْ / بأَنْ يَبِينْا أَو يَصيرا اثنَينْ
أُقسمُ بالقَادِرِ في ملكِهِ
أُقسمُ بالقَادِرِ في ملكِهِ / على الأعادي وابنهِ الغالِبِ
لو أَنه أَصبحَ في جَانبٍ / وسائر الأقوامِ في جَانِبِ
أَرعى له عارفةً رَبَّها / كالعِقدِ في سالفةِ الكاعِبِ
ما كنتُ اِلاَّ السيفَ في كفِّهِ / أَدنى الى الضَّربِ من الضَّارِبِ
لا شكرها يَفْنَى ولا ذكرُها / يَذْهَبُ في الدهرِ مع الذَّاهِبِ
أَسرفتَ في الجودِ فأَرغبتني / ولم أكنْ قبلَكَ بالراغِبِ
ويومَ كانَ الموتُ في ناظري / أَدنى الى العينِ من الحَاجِبِ
أَوجرتنى الصَّبرَ وقَربتنى / على رئيرِ الاسدِ الواثِبِ
فللتَ حدَّ السيفِ حتى انثنتْ / قد شَمِتَ المعضَدُ بالقاضبِ
تأوى من الهامِ باجرامها / الى ظِلالِ الاسلِ اللاغِبِ
كل صقيلٍ كشعاعٍ الايا / أو كوميضِ البارقِ الذائِبِ
من آل عباسٍ فتىً جودُه / كالقطرِ يُفنى عددَ الحاسبِ
مخرنطمُ السُّخطِ بطىء الرضا / سالِمْ به دهرَكَ أَهو حَارِبِ
يا أَعدلَ الامةِ في حكمهِ / ومن نَداهُ شرفُ الطَّالِبِ
قدمتَ أَمرَ اللهِ في حَاجَتي / فكنتُ كالردفِ من الراكِبِ
كيفَ يصح العزمُ من تائبٍ / أكذبَ من مَسْلمةَ الكاذِبِ
انَّ قضاء اللهِ في خلقهِ / يُفضى اليه هَرَبُ الهَاربِ
حَلُّ نظامِ الدين في حَلِّهِ / وعقدُهُ في غُلّةِ اللاذِبِ
يحكُم للعبدِ على ربِّهِ / ولا يبالى غَضَبَ الغَاضِبِ
فقل لمن يطمع في نقضهِ / قد كان ذا في الزمن اللاعِبِ
حتى تلافاه امامُ الهدى / بصائبٍ من رأيهِ الثاقِبِ
قَوَّم زَيعَ الناسِ فاستوسقوا / على منارِ اللقِمِ اللاحبِ
لا بالشفاعات ولا بالرقى / يُخدعُ في اللهِ عن الواجِبِ
يَفديكَ بل يَفدى ثَرى دستَهِ / كلُّ مليكٍ حاضرٍ غائِبِ
هِمَّتُه في العيشِ مشغولَةٌ / بزينةِ المَجْلسِ والراتِبِ
ما فيه فَضْلٌ عن أَغارِيدِهِ / وقُطْبَةِ الكأسِ مع القاطِبِ
قد مَصَّرَ الشرق أفاويقه / والغربُ يُمْرَى بيدِ الحالِبِ
متى أَرى خيلكَ مبثوثَةً / تَذعرُ كُدرِيَّ القَطا القَارِبِ
من طُرَّةِ الصينِ الى طَنجةٍ / الى دَرَابَنْدَ الى مَأْربِ
واسمُكَ فيها تتثنى بهِ / عضائدُ المِنبرِ والخَطِبِ
أَدالكُ الرحمنُ من معشرٍ / تضحكُ منهم نسبةُ الناسِبِ
بعُدُهم من سَلفى هاشمٍ / بعدُ الاظلينِ من الغَارِبِ
يا والعاً يدعو قريشاً أَباً / ويثعَلُ الوِرْدَ مع الشَّاربِ
مالكَ من أَحواضِها قَطرَةٌ / غير عبيطِ العَلِقِ الذائِبِ
لا زال جَدُّ الملكِ الأَعظمِ
لا زال جَدُّ الملكِ الأَعظمِ / يَعلو على عاليةِ الأنْجُمِ
مظفراً أنفسُ أَعدائِهِ / تُغنم يومَ الروعِ في المَغْنَمِ
وبشرتْ بالسَّعدِ فالاتُه / في واضحِ الامر وفي المُبْهَمِ
يا ملكَ الأَرض وَمَنْ جُودُهُ / أَعمَّ افضالاً من المِرْزَمِ
عِشْ سالماً تنعمَ في غبطةٍ / والبسْ رداءَ الزَّمنِ المُعْلَمِ
فانه أَحسنُ من صَنْعَتِي / وصَنعةِ الشيخ أَبي مُسْلِمِ
لمن بقايا طَللٍ ماثلِ
لمن بقايا طَللٍ ماثلِ / خالي الثَّرى من أَهله عاطِلِ
تداركته كلُّ خَّوارةٍ / تَغذوه بالطَّلِّ وبالوابِلِ
تَمَنَّ روضُ الحَزنِ من وشيهِ / له وُشاحاً ليس بالحائلِ
تواسطَ الوحشَ بغُدرانه / لا تعرف العامَ من القابِلِ
ما ضرَّ من ضنَّ بميعادهِ / لو جادَ أَو علَّلَ بالباطِلِ
أُعيذُ مجدولَ نقا رِدفهِ / بَجذِب عِطْفَى غصنهِ المائِلِ
مالي الى قومكِ ذنب سِوى / حبكِ يا ذات الهوى القاتِلِ
وما عليهم غير تأويلهم / في أَنْ أُحيي عَلَمي عاقِلِ
أَو أَتمنى وائراً في الكَرى / يَسري بلا واشٍ ولا عَاذِلِ
فأَسأَلُ النائلَ من طِيفِهِ / يَبخَل بالردِّ على السَّائِلِ
هلْ لِسَواد الشَّعرِ من أَوبةٍ / أَو حيلةٍ في لونه الحَائِلِ
قلت لحلو راقني قولُه / ما أَحوجَ القولَ الى فَاعِلِ
أَعيا على الغَامزِ تقويمَه / ومن يُداوي مَرضَ الجَاهِل
ما حملتُ أُنثى ولا طرقتْ / بمثل فخرِ الدولةِ الكَامِلِ
أمضى ولا أَنفذ في مُشكلٍ / تغفَل عنه فِطنةُ العَاقِلِ
جاءتْ مع الريحِ تَهادى بهِ / حَرفٌ كحرف المرنفِ النَّاحِلِ
جاءت بوال نهيه كالردى / وأَمره كالقدرِ النَّازِلِ
لا سَورةُ الغيظِ ولا ضِغنُه / يمنعُ من انصافه الشَّامِلِ
حكَّم في سطوته عفوَه / وزين الاقدام بالنَّائِلِ
انَّ نَهَاوَنْدَ وأَجبالَها / لم تك الاَّ شحمةَ الآكِلِ
طالتْ على العجمِ ولم تحتفل / بالعرب أَهلِ الشاءِ والجَامِلِ
شَواهقٌ في الثلج مدفونةٌ / وسبلٌ تعيى على السَّائِلِ
تَسمعُ للجِنِّ بغيطانها / ما شئتَ من جِدٍّ ومن هَازِلِ
ومن لصوصٍ كذئابِ الغَضَا / تَختَطِفُ الشَّسْعَ من النَّاعِلِ
لم يشفها الافشينُ من دائِها / ولا اللُخيميُّ أَخو وَائِلِ
حتى تلافاها وقد أَعضلتْ / أَضبَطُ مثلُ الأَسدِ البَاسِلِ
مُغامسُ الوردِ بهِ غُلَّةٌ / نأيُ الذراعين من الكاهِلِ
يلتهم البَرَّ بِرجْراجَةٍ / كأَنها البحرُ بلا سَاحِلِ
مُرَّنَّقُ الطير على ضَربها / يكاد يدنو من يدِ النَّابِلِ
كأنما النسرُ بها رايةٌ / بينَ سِنانِ الرمحِ والعَامِلِ
سائلْ بِشَابِرْ خَاشَ أَوداجَها / ما صنعتْ بالأسلِ الذَّابلِ
تَتْبعُ طلقاً في الوغَى وجهُهُ / كالسيفِ يُجلَى بيدِ الصَّاقِلِ
وفيتَ للجندِ فلم يَعْدَموا / زيادةً من طولكَ الطَّائِلِ
ذلك يومٌ وعدُه حاضرٌ / ينفع فيه عملُ العَامِلِ
ما نالَ ما نلتَ به ظافرٌ / في عاجلِ الدهرِ وفي الآجِلِ
من بدَرِ التبر التي أعجزت / مذلةَ الوازنِ والكائلِ
قد كان من قبلِكَ عبَّالَهَا / كتائباً من نصرِهِ الخَاذِلِ
باللُورِ حولاً نتقاضى المُنى / ما تَعِدُ النفسُ من الباطِلِ
واهاً لمنْ أَحقبَ تصديرُهُ / لو حمل الثِقلَ على حَامِلِ
ثم عطفنا لخيلَ مجنونةً / تَدَّرِعُ النقعَ الى بابِلِ
والمَحْلُ قد جَلَّلَ آفاقَها / فأهلُها في شُغُلٍ شَاغِلِ
بَرَّقْتَ في جوهم برقَةً / حلَّتْ عَزَالى مزنِك الهَاطِلِ
قابلكَ النصرُ ولا نبَّهَتْ / منكَ الأعادي سِنَةَ الغَافِلِ
لا شمسُكَ الجَونَةُ مَحْجُوبَةٌ / عنا ولا ظِلُّكَ بالزائِلِ
هل لكَ فيهِ يا ابنَ حمدٍ كما
هل لكَ فيهِ يا ابنَ حمدٍ كما / تؤثرُ من بسط ومن قَبضِ
كأَنَّ هاديهِ اذا عِجتَه / يَرغَبُ بالبعضِ عن البعضِ
فكلَّما زدتَ الى جيدِه / عِنَانَه ذادَك في الركضِ
طوراً وطوراً زيغُ مُرانِهِ / تلعبُ بالتثقيفِ والعَضِّ
كأَنه البرقُ اذا رِعتَه / أَو هربُ السهمِ مِنَ النبضِ
من آل حلابٍ سَرى عِرقُه / فنالَ أَقصى سِرّها المَحضِ
منغَمِسٌ في مائِها منقعُ / يعطيكَ أَو يَجزيكَ بالقَرضِ
تذعرُ منه ناشِطاتُ المَلا / بكوكبٍ في الجَوِّ منقَضِّ
مطرداتٌ ككعبوبِ القَنا / أَو لُؤلُؤٍ في السلكِ مُرفَضِّ
وهي اذا طالَ بها طيلُها / كأَنما تفخرُ في رَبضِ
اذا سما في صَيَدٍ رأسهِ / أكرمتُ فوديهِ عن العضِ
تقريبُه أَدبُ خداريةٍ / الى سليلٍ خَدِرِ النهضِ
لا عيب فيه غيرَ تيسيره / وأَنه يمشي على الأرضِ
لعله ينعلُ في نقعه / قوماً تلافيتَ من الدَّحضِ
لك الذي في العَظمِ من نَقيهم / وما على العَظمِ من النحضِ
من هادمٍ ينبيكَ أو ناقضٍ / ينشُجُ ما أَوليتَ بالنقضِ
عسى ظلومٌ جارَ في حكمهِ / يقضي عليه بالذي يَقضي
لله وافٍ جارُه منه في / ظلٍّ ظليلٍ وجَنى غَضِّ
نال العلا بالكدِّ من عيشهِ / والخفضُ يدنيكَ من الخفضِ
لا يَفطِم الدالق من جَفنِهِ / ويَفطِمُ العينَ من الغَمضِ
لم يُتبدلْ والده أَوقاتُه / تبدلُ مسوداً بمبيضَّ
فالبؤس كالنعمةِ في جسمهِ / والحُبُّ في عينيه كالبُغْضِ
تجاوزَ الوصفَ فتىً لطفُه / يُخْرِجُ زُبدَ الماءِ بالمَخضِ
ليس بمحدودٍ اذا قِستَهُ / يُعلمُ منه الكلُّ بالبعضِ
كيف يقيسُ الفلكَ المعتلى / مَنْ طرفُه يُنضى ولا يَنضي
ومَنْ اذا حل بديمومةٍ / لم يعرفِ الطولَ من العَرضِ
يا ناقَ سِيري وذري وادياً / مرتعُهُ يُسرعُ في العرضِ
انَّ مرادَ العِزِّ ترعينَه / خيرٌ من الخُلَّةِ والحَمضِ
يا لَحُضِيَّ دعوةٌ يالَهْ
يا لَحُضِيَّ دعوةٌ يالَهْ / يَسعى على مالى وأَشغالَهْ
يلحى على زقٍ اغالى بهِ / وبارك أَرخصَ أَوصالَهْ
قال ولم يخبر بما في غدٍ / فيقبل النصحَ الذي قالَهْ
وانما للمرءِ من مالهِ / ما وَسعَ الحقَ وما نالَهْ
فدعْ حُضياً وسَفاراتِهِ / رأْيُ حُضيّ منكَ أَعدالَهْ
أَبعد ذِمرٍ من بَنى مُنذرٍ / آملُ أَنْ أَصَحَبَ أَمثالَهْ
لا دَرَّ دَري يومَ ودعتُه / بجانبِ الابرقِ ذي الضَّالَهْ
كأَنه صدرُ ردينية / ذابلةٍ في الكفِّ عسالَهْ
تَخفِضُ للطعنةِ مُدْرنِفقاً / لو أَنه طاوله طالَهْ
أَىُّ فتىً في التربِ غَيَّبتَه / قامتُه تمتح سِربالَهْ
تَراهُ في القومِ اذا جئتَه / كالبدرِ في دائرةِ الهَالَهْ
يا ابنَ يزيد سيد المحاشِ
يا ابنَ يزيد سيد المحاشِ / رامَ بوخدِ الذبلِ العَطاشِ
حيرةَ ليلٍ أغضفِ الحَواشي / واشجُجْ بها البيدَ ولا تُحاشِ
نَحَّس منها النِّقْي في المشاش / تَعاقُبُ الجرَّةِ في الاكراشِ
وبعدَ عهدِ الغرِدِ الوَشواشِ / بالنوم الاَّ خُلَسَ الغشَاشِ
حتى اذا شاكَ حِذاءُ الماشي / وهم كلبُ القيظِ بالهِراشِ
وانصاحَ بُرْدُ الارقمِ الخَشَاشِ / في منهجٍ من حُللِ الاحْنَاسِ
وارفض بيظ النملِ كالخَشْخَاشِ / وانقادَ للعَبْطِ أَبو الجِحَاشِ
كما يُقادُ الفحلُ بالخِشَاشِ / جَوَّزها أَصمعُ ذو انكمَاشِ
لا يعرفُ النومَ على الفِراشِ / مُهْمَلَةً تأنسُ بالأنْجَاشِ
اذا تجاهدْنَ بشَدْوٍ واشٍ / وكُنِسَ الظلُ الذي تُماشِي
وكاد قربُ النَّفْسِ بالجَيَّاشِ / تجمعُ بين القَلب والفِرَاشِ
راح أَخوها مطمئنَ الجأَشِ / فهن غِبُّ القَرَبِ المُشَّاشِ
على مَصَبِّ الدلوِ والارشَاشِ / اورشَانِ النَّضَح النَّشَّاشِ
أَخفُّ أَحلاماً من الفَرَاشِ / ذاك الفتى لا كأَبى النَشْنَاشِ
الوَهِلُ الفَرُوقَةِ الطَيَاشِ / أَجوفُ مثلُ القَصَبِ الهَشَّاشِ
قُنفُذُ ليلٍ زَمرِ المَعَاشِ / يَسرى الى الرزق مع الخُفَّاشِ
وصائدات الطير في الأَعشَاشِ /
أَسعِدْ بها يا قمري برزةً
أَسعِدْ بها يا قمري برزةً / سعيدةَ الطالعِ والغَارِبِ
صرعتَ طيراً وسكنتَ الحَشَا / فما تعديتَ عنِ الواجِبِ
وقالعٍ من جَنتي خَدَّهُ
وقالعٍ من جَنتي خَدَّهُ / نبتاً بهِ العشَّاقُ قد هَامُوا
يقولُ محتجاً اذا لُمتُه / لا يدخل الجَنَّةَ نَمَّامُ